كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
تعالى صوت خفيض اجش من تحت الوسادات المكدسة ،ثم ظهر راس اشعث الشعر اسوده،وعينان اثقلهما النعاس..واذ بيد كبيرة تمتد لتأخذ القطعة المعدنية من راحة يدها وتدليها تمارا على مقربة من اذنها..فالقطعة المعدنية لم تكن مفتاحا بل قرطا طويلا.
-كلا...
شعرت جيني ومأن دهرا قد مر قبل ان يبعد عينيه اللزرقاوين اللتين كانتا تتفرسان فيها وفي القرط المتدلي من انامله..دهر توقف فيه قلبها عن الخفقان،ربما لأن السحر المغناطيسي المنبعث من تلك العيني ترك اثرا كبرا فيها..
-لا أظنه يروق لك؟
خرج من حنجرة جيني صوت مشوش اارادت من خلاله ان تعرب له انها تشاطره الرأي..فسوق السلع المستعملة الذي اعتادت ان تقصده لايعرض سلعا مماثلة ،غالبا ماتكون غالية الثمن.
-ان قلت لي عما تبحثين فقد استطيع مساعدتك.
ابعد مالوري اللحاف عنه واستند على ساعده ليجلس في سريره،فرأت كتفيه العريضتين وصدره العاري.
حاولت ان تجيبه.الا ان كلماتها خانتها..فقال لها مقطبا:
-ارجو المعذرة..لم اسمع ماقلته؟.
تنبهت في تلك اللحظة الى ان عينيه الواسعتين تنبضان بالحياه..كم من الوقت مر وهو يتأملها؟
هل شاهدها تنقض على المنضدة المجاورة لسريره؟
ابتلعت ريقها بصعوبة..اذ لم يعد امامها سوى ان تراوغه وترجو الأفضل..
فأن كانت قادرة على ان تفرض تمارا نفسها في قاعة تعج بطلاب لايتعدى سنهم الثامنة عشر،ويخالون انفسهم على دراية بامور الدنيا كلهانفلن يصعب عليها ان تهتم برجل واحد.
وبما ان عينيه تتفحصانها من رأسها الى اخمص قدميها،لم تجد بدا من المواجهة،فقالت له وهي ترفع نظاراتها الى اعلى انفها،:"قلت انني.."
صحيح انه لايستطيع صرفها ولكن مالذي قد يمنعه من الاتصال بالشرطة؟
-انك ماذا؟..
ردد عبارتها بأستغراب شديد وكأنها استخدمت لغة غريبة،لغة لم يسمعها من قبل.
لم تجد امامها حلا اخر الا المرواغة فحسب،انما يبدو انها لن تنجح..من الافضل لها ان تفكر في امر اخر لتصرف ذهنها عنه..ربما بوالدتها..
قالت له وقد استعادت افكارها وحبالها الصوتية قدرتها الطبيعية:
-من الصعب ترجمة الافكار بالكلمات ..كما انك فاجأتني ياسيد مالوري.
بدا جليا ان كلماتها تسليه اذ سالها ساخرا:"اكنت تتوقعين ان اعتذر منك؟"
-مامن داع لذلك.
وبعد ان ارغمت نفسها على ابعاد نظرها عن كتفيه العريضتين ،ابتعدت عنه واستطردت قائلة:
-الذنب ذنبي..لم ادرك انك هنا..او ربما لم يكن يجدر بي ان..
احست بان تصميمها تمارا على الحفاظ على هدوئها اخذ يتلاشى،وهي تقرا في عينيه نظرات التهكم وكأنه يقصد مضايقتها.
-يجدر بك ماذا؟.
-أن..
هاهي تردد العبارات الغريبة من جديد..
-أن ماذا؟.
-لم يكن يجدر بي ان اتطفل!
ثم اضافت وقد احست بأن شيئا ماينقص:"ربما كان علي ان اقرع الباب اولا".
قطبت حاجبيها وقد تملكها الأرتباك..فكل المحاولات التي بذلتها لترفع نظراتها المتفرسة عن منككبيه،اوعضلاته ذهبت هباء..
|