كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
-جيني ،هل انت مستيقظة؟
لم تذق جيني طعم النوم..فقد قضت الليل تسترجع ذكريات الطفولة والاوقات التي قضتها برفقة جورج..اذ كان يحضر مع زوجته حفلات المدرسة،عوضا عن والدتها الدائمة الترحال،ويجلب لها هدايا مميزة..دراجتها الاولى..عثد اللؤلؤ.
منذ صغرها وهي تخال نفسها تختلف عن سواها،وهاهي اليوم تكتشف بأنها انسانة طبيعية وثمرة علاقة حب عاصفة..
التفت الى والدتها مبتسمة:
-كنت على وشك النهوض لأعد لك القهوة.
-لاداعي لذلك ..سأتناول الفطور في المطار.
ولم تخف على جيني الهالات السوداء تحت عينيها وكأنه لم يغمض لها جفن طوال الليل ايضا..
-اردت ان اخبرك انني رايت رجلا في الحديقة.
انه ريتشارد..واتسعت عيناها بهجة واحست بوخز خفيف في انحاء جسمها كاملة.
-اظنه كان يحمل مكنسة.
-لابد انه رجل جديد..
واخفت ابتسامتها لأن والدتها المناصرة الأولى للمساواة بين الجنسين سيروق لها الأمر حتما.
-من هو؟ومالذي يفعله في الحديقة،في السادسة صباحا؟
-لابد انه البستاني.
-لايبدو لي كذلك.
-اننا في المدينة والبستاني هنا لايشبه عمال الريف.
-لاداعي للمزاح ياجيني.
-الا يجدر بك الانصراف ستفوتك الطائرة!
-اجل..اتصل بك عند عودتي لنتحدث في مسألة اللجنة.
طرحت جيني اغطية السرير جانبا وارتدت ملابس مريحة وحذاء رياضيا،وخرجت تتنزه في الحديقة العامة المجاورة قبل ان تزدحم .
منتديات ليلاس
كانت نزهتها طويلة ومتعبة فتوققفت في طريق العودة لشراء القهوة والكعك المحلى..حملت الكيسين ووقفت امام باب شقتها تبحث عن المفتاح.
واذ بها تسمع بابا الشقة المقابلة يفتح..
لا.زليس الآن..هذا ليس عدلا..قضت في هذه الشقة اسبوع ولم تلمح جارها مرة واحدة..وهاهي اليوم تلتقيه صدفة وهي في حالة يرثى لها.
-مرحبا..هل تحتاجين للمساعدة؟
فتحت عينها واذ به واقف قربها وهو يحمل في يده علبة من الكرتون.
قال لها:
-كانت نزهتك طويلة.
-رأتك والدتي تنظف الزجاج عند الفجر.قلت لها انك البستاني.
-اعلم ذلك قالت لي ان السياج وسخ وعلي ان انظفه.
-حقا؟مستحيل..انها غريبة الاطوار..ليتك طلبت منها ان تغرب عن وجهك!
-على العكس قلت لها اني سأهتم بالأمر حالا.
وانحنى احتراما مضيفا:
-سيدتي..
ثم اخذ الكيس ليرى منها ما في داخله قبل ان يتابع كلامه :
-لم اطلعها على ماحصل البارحة..واظن اني استحق كعكة محلاة ..بالتفاح ..انها المفضلة لدي..
-لم يحصل شيء البارحة.
نظر اليها بطرف عينيه وقال:
-ان لم يعن ذلك شيئا.زفلابد ان حياتك مليئة بالأثارة .
-في الواقع كانت ليلة مميزة بالنسبة الي.
-وبالنسبة الي ايضا..ايمكنني ان احصل على الكعكة؟
-تفضل.
واستدارت بسرعة وتوجهت الى المطبخ فأسرع يرفع علبة الكرتون التي كان يحملها ولحق بها.
-احسنت صنعا حين جلبت فنجانا كبيرا من القهوة..هلا سكبتها في فنجانين من فضلك فيما ابدل ملابسي؟
-لاتتأخري ياجيني!
اخذت جيني وقتها في الحمام فغسلت شعرها وجففته فيما كانت افكارها مشوشة وقد تملكها القلق فيما يضمره لها ومايحمله في العلبة.
وجدت ريتشارد جالسا الى طاولة المطبخ يلعق السكر عن اصابعه:
-كنت سالحق بك لأتأكد من ان..المياه لم تجرفك..تعالي وكلي واحدة قبل ان التهمها كلها.
-اشكرك سأكتفي بشرب القهوة.
-ماهذا؟
-القي نظرة..
فتحت غطاء العلبة قليلا فسمعت داخلها حفيفا..
-اهذا؟..
-انه هامستر صغير وبطولي كان ضائعا وعاد الآن الى منزله.
قضم قضمة من الكعكة المحلاة واضاف:
-هل يحب هيكتور الكعك المحلى؟
-هذا ليس هيكتور!
-حقا؟وهل يعقل ان يتسلل فار الى منزلي في الوقت عينه؟.
-من اين احضرته ياريتشارد؟
-اتريدين الحقيقة؟
-اجل.
-من متجر الحيوانات الاليفة..
حان دورك..
-اجل حان دوري..انني آسفة ياريتشارد.سأخبرك بالقصة كاملة..لكن دعني اولا اجري اتصالا هاتفيا.
وقامت من مكانها وتوجهت تمارا الى غرفة الجلوس لتتصل بصوفي وتعلمها ان اللعبة انتهت.
غير انه اسرع يمسك ذراعا قائلا:
-لاتذهبي.
واخرج من جيبه هاتفا خلويا واعطاها اياه مضيفا:
-لااريد المزيد من الاسرار.
-كلا.
طلبت رقم صوفي واصابعها ترتجف.
-لدي مشكلة ياصوفي.زفي الواقع اظن ان كلينا في ورطة.
لم تفارق عيناها عيني ريتشارد للحظة واحدة.
-اظن انهم سيقبضون علينا بتهمة الخلع والدخول عنوة.
-ماذا..لا؟هل ريتشارد مالوري برفقك؟
-اجل..اسمعي!اظن انني..
-لقد ابليت حسنا ياجيني..اصغي الي جيدا..
كانت جيني تصغي الى كلام صوفي واهتمامها كله مسلط على ريتشارد الذي حاول ان يقرأ تعابير وجهها.
-المسألة بالغة الاهمية..
-اريدك ان تقفلي الخط وتتوجهي نحوه ثم تضعي يديك حول عنقه وتعانقيه..فهمت؟.
-ماذا؟ز
-ثقي بي ياعزيزتي ..انا اكثر خبرة منك بالرجال.
-انت لاتفهمين ياصوفي.
-بلى..لذا لايجدر بك ان تضيعي وقتك على الهاتف..
لف المكان صمت عميق ،حاولت جيني ان تذكر ماقالته صوفي،فيما حافظ ريتشارد على هدوئه مترقبا مالديها لتقوله.
-اكتشفت الحقيقة،اليس كذلك؟علمت انني اخترعت قصة الهامستر؟
-اردت ان اسمع القصة منك.
-وستفعل.
واخذ قلبها يخفق بشدة وهي تتابع:
-لكن ليس الآن.
مدت يدها لتمسح شيئا من السكر علق على انفه..فأفلتت منها ضحكة خافته وجذبها اليه وعانقها..
استسلمت لسحر عناقه ودنت منه تشجعه على احتضانها اكثر..وبعد مرور وقت طويل ارجعت رأسها الى الخلف,ونظرت اليه وقالت:
-هل لاحظت ان تأثير الكعك المحلى عليك مماثل لتأثير الفريز؟
اجابها بصوت اجش:
-مامن شيء يترك علي تأثيرا مماثلا سواك ياجيني.
فهمست في اذنه:
وانت ايضا.
-اريد ان اطرح عليك سؤالا اخيرا.
مارأيك بقضاء عطلة نهاية الاسبوع في غلوسيسترشاير انه عيد زواج شقيقتي وسيجتمع افراد العائلة كلهم واريدك ان تقابليهم.
-الن يخيب ظنهم؟اخالهم يتوقعون فتاة اكثر جاذبية.
-انهم لايتوقعون احدا..لأنني لااصطحب صديقاتي الى المنزل..سأخالف عادتي من اجلك فقط..فهل تأتين معي؟
-نعم اود ذلك.
منتديات ليلاس
*************************
صحيح ان زيجات الاثرياء تشكل سبقا صحفيا ،لكن زواج ريتشارد مالوري من فتاة ماضيها غامض اثار فضول الصحافة الى ابعد حد،واحتشد الآف منهم امام الكنيسة التي عقد فيها زفاف ريتشارد وجيني بعد مرور ثلاثة اشهر على تعارفهما.
امسكت ويندي يد زوجها الجالس بجانبها وقالت له:
-ياللروعة..انها فتاة عادية الى حد بعيد!
-لا اظن ريتشارد يوافقك الرأي..ولكن كما قال الجميع حين تزوجت بك،عين الحب عمياء.
فأسرعت تقرصه وترفع رأسها معتدة بنفسها..
-هيا يا صوفي والا سنتأخر..
-من المفترض بك ان تتأخري..
وسوت طرحت تماراجيني وتابعت تقول:
-عليك ان تلعبي بأعصابه ليخال انك لن تحضري..
-لكنه يعلم جيدا اني لن اخذله.
-من كان يعتقد ان الامر سينتهي بزواجكما..فالجميع يعلم ان ريتشارد مالوري لن يتخلى عن حريته.
-يؤسفني ان اخيب ظنك!
عانقتها صوفي قائلة:
-لم يخب ظني..انني سعيدة من اجلك،واريدك ان تعديني بان اكون عرابة اول طفل تنجبانه.
-لك ماتريدين صوفي.
خرجت جيني تتبختر في فستانها الخمري اللون.برفقة والدها جورج.
قال لها بعد ان اصبحا وحيدين :
-تبدين جميلة جيني..احمل لك هدية الاب لأبنته في يوم عرسها.
واغروقت عيناها بالدموع وهي تسمعه لأول مرة يتفوه بهذه الكلمة..
فتح جورج الهدية ووقعت عيناها على عقد رائع من الألماس واللؤلؤ.
-انه لوالدتي ..واصرت لوسي ان اهديك اياه..انها على علم بالأمر ياجيني..وهي تحبك بقدر مااحبك.
عجزت عن الكلام وراحت توميء له بيدها ليثبت العقد على عنقها.
منتديات ليلاس
*******
عيل صبر ريتشارد وهو ينتظر عروسه..فراح يلتفت الى الخلف كلما سمع صوتا ويختلس النظر الى ساعته كل لحظة واخرى..
وفجأة تغيرت الالحان الموسيقية فادار رأسه ليجد جيني متوجهة نحوه تتأبط ذراع والدها.
حبس ريتشارد انفاسه وهي ترفع الطرحة عن وجهها،وتنظر اليه بعينان تشعان بكل ماتحمله في قلبها من مشاعر واحاسيس له وحده.
دست يدها في يده فرفعها الى شفتيه وقبلها قائلا:
-احبك.
فهمست له:
-وانا ايضا
تــــــــمـــ بحمد الله ــــــــــــــــــت
منتديات ليلاس
تحياتي للجميع
تمــــــــارااا
|