كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
احست بلفحة هواء باردة تجتاح المكان الذي كان يحتله فأخذت ترتجف قائلة:
-يبدو انك لاتملك فكرة واضحة عن علم الفلك..فالقمر لن ينتظر في مكانه من اجل راحتنا.
-والشخص الذي يحاول الاتصال بك ايضا.
هذا صحيح..وتمنت ان يتوقف الهاتف عن الرنين لكنه لم يفعل،فمد يده ليساعدها على الوقوف قائلا:
-انها على الارجح والدتك،تريد ان تتناول بعض اللازانيا،وترتاح في سريرك.
تبا!غاب عن بالها ذلك..
توقف الهاتف عن الرنين لكنها لم يأخذها بين ذراعيه..فشعرت بالأسف لأن الأمر بدا يروق لها..
واذ تراجع ريتشارد خطوة الى الوراء وكأنه يتفادى الاقتراب منها ثانيه،سمعت تحطم الكأس تحت قدميه.
اخفض رأسه ليلقي نظرة عاجلة على قدمها،وقبل ان تعي مايحصل،حملها بين ذراعيه وسار بها الى الداخل.
حملها لوقت اطول مما ينبغي،فالسجادة سميكة ومامن زجاج محطم عليها،غير انها لم تتذمر ابدا.
لكنه مالبث ان وضعها على الارض وبقي ممسكا بها لئلا تتنرنح وتقع ،ثم قال مبتسما:
-تأثير الفريز علي مماثل كلما اكلته.
فاسرعت ترد عليه مبررة:
-وانا ايضا..في الواقع،ليس تماما.
اخذ نفسا عميقا وقال:
-عديني الا تتجولي حافية القدمين.
لم تجد امامها خيارا سوى ان تعده بذلك لئلا تبقى سجينة بين ذراعيه..
-سأنظف الزجاج المحطم لكني قد اترك بعض الاجزاء الصغيرة.
-هذا صحيح!
ثم مدت يدها تناوله طبق الفريز واضافت:
-اتريد ان تأخذه معك الى المنزل؟
-الم نتفق على ان نتشاطره؟
ورمق الهاتف بنظرة عاجلة مضيفا:
-اطلبي الرقم 1471 لتعرفي من كان يتصل بك.
تململت وقالت:
-ان كانت امي فستعاود الاتصال بعد قليل.
-وان لم تكن امك؟
-اتظنه مندوب مبيعات يواجه ليله عصيبة؟
ام لعلها صوفي ترد على اتصالها..فتملكها احساس مفاجيء بالذنب وراحت ترتجف:
-اتشعرين بالبرد؟
-انا بخير!
اكملت وهي تتوجه الى المطبخ:
-سأضع الفريز في طبقين صغيرين ،كيلا نفسد مقعد اللايدي ماكبرايد ونحن نأكله..
دخلت الى المطبخ ووزعت ماتبقى من الفريز والقشدة في طبقين صغيرين ويداها ترتجفان وهي تستعيد في راسها الافكار الغريبة التي كانت تراودها..
حين عادت الى الغرفة وجدته يحدق الى شاشة حاسوبها..فلم يعد ارتعاشها نابعا من الأثارة او اللهفة بل من الخوف الشديد..
كم من الوقت مضى على دخولها المطبخ..اتراها فترة كافيه ليفتح رسالة صوفي والملف المرفق بها؟.
-لم تكذبي علي..حاولت العمل فعلا.
ابتلعت ريقها بصعوبة ،ورمت شاشة الحاسوب بنظرة عاجلة،فاذا به يقرأ الملاحظات التي دونتها.
-اجل.
-يالها من معلومات مذهلة!
اهذا كل مافي الأمر؟الن يوجه اليها اتهامات عنيفة؟.
طبعا لا..فمن الصعب ان يعرف مافعلته من دون ان يتحقق من جهازها،ولكنه لم يكن لديه متسع من الوقت ليفعل ذلك.
-ليست مذهلة الى هذا الحد..كنت عاجزة عن التركيز.
-وانا ايضا..مالسبب ياترى؟.
-كان يوما عصيبا.
انها الحقيقة فعلا ولا يمكنها ان تنكرها مع انها ليست كاملة..
غير ان الحقيقة ليست ملكها ولايمكنها ان تكشفها..
حاولت جيني ان تغير الموضع فقالت له بمرح:
-اتريد كأسا اخرى من العصير؟
يالها من مجنونة!حري بها ان تتذرع بالارهاق لينصرف عنها عائدا الى شقته.
لاشك ان رغبتها الشديدة في بقائه خير برهان على انهما لن يلتقيا ثانية..
التفت ريتشارد اليها قائلا:
-اتريدين ان ابقى؟
بعثت ابتسامته الساحرة دفقا من الدفء في شراينها:
-سأسكب لك كأسا اخرى.
-كلا..لن اشرب العصير الا اذا انضممت الي.
ولف الصمت الغرفة لبضع لحظات قبل ان يتابع:
- ان كنت تريدين العمل فسأدعك وشأنك.
لم تجد سوى ردا وحيدا على ماقال :
-اريد العمل ريتشارد.
-في هذه الحالة يمكننا ان نشرب العصير في وقت لاحق واستطرد قائلا:
-سأنظف الزجاج المحطم في الغد،لأتأكد من ازالته كله..لا تعملي حتى ساعة متأخرة..
تسلل عبر السياج الفاصل،ثم سمعته يقفل ابواب شقته الزجاجية ليخيم السكون على المكان.
|