السلام عليــــــكم
أهــلا بمحبــي روايات الد. أحمد خالد توفيق
قصــــة جديدة تتسم بالأكــشن و أبطالها أعداء لمصاصي الدماء
يكفــي كلاماً و لنبـــدأ بالقصة
"نـــــــــــادي أعـــداء مصاصــــي الدمـــــــاء"
************************
نادي أعداء مصاصي الدماء (1)
(ك) يضفي على نفسه سمتًا دراميًا بالثياب السود والقناع
في دالاس:
الغارة لم تستغرق وقتًا طويلاً، لكن تبعاتها ظلت معلّقة لفترة لا بأس بها..
الورشة هناك في الظلام تنتظر، وقد جعلها الترقب تكتسب وجودًا حيًا خاصًا بها، وابتلع جيريمي ريقه وهو ينظر للمشهد الموجس.. من المستحيل أن تصدّق أن ما سيحدث سيحدث.. لقد كانت هذه تجربته الأولى، وبدت له الورشة ميتة جدًا.. هادئة جدًا.. يصعب أن تصير شيئًا آخر..
نظر للرجال من حوله، أولئك الذين خاضوا التجربة عشرات المرات، فرأى أنهم جادون بحق.. جادون أكثر من اللازم.. العرق يبلل العضلات المفتولة والقمصان الملتصقة بالأجساد.. وهناك من يتأكد من أن الوتد في غمده.. زجاجات صغيرة هشة تنفجر بمجرد أن تصدم شيئًا..
أما أكثر من أثار هلعه فهو (ك).. جدير هو (ك) بأن يقود هذه الحملة.. لقد حرص على أن يضفي على نفسه سمتًا دراميًا بالثياب السود التي اختارها، ثم القناع الذي يتدلى من قبعته؛ ليجعل رؤية وجهه مستحيلة.. كان فارع القامة نافذ التأثير..
قال (ك) للرجال من حوله:
ـ "مستعدون؟"
لم يرد أحد لكن الإجابة وصلت على كل حال.. لو لم نكن مستعدين فماذا نفعل هنا؟ وما نفع كل هذه المعدات؟!
ونظر إلى جيريمي وقال بصوت باسم:
ـ "وأنت؟ لا نريد فقدان أعصاب".
ابتلع جيريمي ريقه وهمس:
ـ "لا.. لا..".
قال بحزم:
ـ "لا ماذا بالضبط؟ لا أريد ردودًا مائعة".
شد جيريمي قامته، وقال بحزم صبياني:
ـ "أردت أن أقول لا فقدان أعصاب".
- "هؤلاء يشمون الخوف كأنه رائحة الدم.. لا تنس أن هذه طبائع الوحوش.. تحكّم في الأدرينالين؛ لأن له رائحة لا تميزها إلا أنوف كهذه".
صرخة رفيعة جاءت من الورشة فنظر رجل لآخر.. صرخة أنثى كما هو واضح، فقال (ك):
ـ "هذا طبيعي.. لسنا في ديزني لاند.. إنه موعد العشاء عندهم".
ثم نظر لساعته وقال:
ـ "ربما الإفطار!"
وانفجر يضحك.. كانت ضحكة عصبية لا محلّ لها من الإعراب، وقد ساهمت في هزّ ثقة الآخرين بأنفسهم.. ليته يخرس.. ليته يسكت..
هدأ أخيرًا، فنظر إلى حامل المشعل وقال:
ـ "أنت أوّلنا..".
ثم التفت للرجال وقال:
ـ "لن يكون الأمر سهلاً.. يبدو أنهم يقظون..".
وأشار إشارة ذات معنى، فاندفع حامل المشعل باتجاه الورشة.. وقبل أن يفهم أحد شيئًا كان قد ألقى بالجذوة إلى الداخل عبر الباب المفتوح.. ولم ينتظر أحد ليرى النتيجة؛ لأن الجميع اندفعوا نحو الورشة التي صارت مسرحًا من مسارح الجراند جوينيول المختصة بالرعب المعوي..
هناك فتاة مقيّدة على منضدة وسط المكان.. لا بد من واحدة.. مقيّدة في وضع النسر الفارد جناحيه كما هي العادة في كل طقوس الأضحيات البشرية، وكانت تصرخ..
لكن لم يكن هذا هو المخيف في الأمر.. المخيف هو حشد المحيطين بها.. يبدون كبشر عاديين لكن ما أغرب سحناتهم وثيابهم.. وكانوا بعدُ مذهولين بصدد المشعل الذي تهاوى على أرض الورشة وراح ينثر وباء اللهب من حوله..
إن معلومات (ك) صحيحة.. كل معلوماته صحيحة..
صاح (ك) وهو يصوّب مسدسه:
ـ "اقتلوهم! لو ظفروا بكم لأفرغوا عروقكم من دمائها"!
وأطلق بإحكام بضع رصاصات.. هذه رصاصات فضية ثمينة لا يجب تبديدها.. والأدهى أن من أصابته الرصاصة من هؤلاء سقط أرضًا والدخان يتصاعد من ثقب في جسده.. دخان لا يمتّ بصلة للكميات المحدودة التي تخرج من موضع طلقات الرصاص.. بل هو أقرب لمشهد طائرة تسقط بعد إصابتها.
كاد يساعد الفتاة على الترجّل عندما شعر بمن ينقضّ عليه من الخلف
شاهت الوجوه! تذكّر جيريمي فيلمًا تليفزيونيًا رأى فيه الأسود تحتشد في ظلام الليل وهي تلتهم وعلاً، فكان الدم يلطخ أفواهها ووجوهها وعيونها تبرق في ضوء التصوير الليلي.. هذا المشهد يتكرر بقوة الآن..
"هذا طبيعي.. لسنا في ديزني لاند.. إنه موعد العشاء عندهم.."
أخرج أحد الرجال وتده من غمده، واندفع ليولجه في قلب أحد هذه الكائنات المهاجمة.. وفوجئ جيريمي المذعور بشخص من هؤلاء يثب من فوق المنضدة التي قُيّدت لها الفتاة.. وثبة واحدة جعلته على بعد سنتيمترين من وجهه.. لم يفكر كثيرًا وأغمد الوتد الذي يحمله في قلب هذا المهاجم..
أية صرخة شيطانية أرسلها هذا وهو يموت! من العسير أن يعلّق المرء كل هذه الأهمية على حياته.. أية حياة تلك التي تستأهل كل هذا الصراخ؟
وقف جيريمي مبهوتًا يرمق المعركة العنيفة الدائرة..
هاري يطلق الرصاص.. مكيلان يفجّر كرات الزجاج.. هنري يغمد الأوتاد.. مايك يطلق الرصاص..
رآه (ك) متصلبًا فصاح به:
ـ "جيريمي!!"
وأطلق رصاصة على رأس واحد وثب نحوه من وراء خطاف معلق.. ثم أردف:
ـ "حرر الفتاة! أسرع بالله عليك!".
أفاق جيريمي من غيبوبته فركض نحو الفتاة المقيّدة.. كان الدم ينزف بغزارة من عنقها، لكنها حية.. حية وإن كان الذعر قد جعلها مسخًا غير آدمي.. أخرج مطواة من جيبه، وراح يفكّ الحبال الغليظة التي تكبّلها ثم ساعدها على الجلوس، بينما هو يضغط بمنديل على جرح عنقها.. لم يكن طبيبًا لكنه أدرك أنه جرح تم صنعه بأداة حادة.. لا أثر لأنياب هنا لحسن الحظ..
كاد يساعدها على الترجّل عندما شعر بمن ينقضّ عليه من الخلف.. قوى عاتية تمسك به وتمنعه الحركة.. التفت للخلف وهو يشم رائحة الأنفاس الكريهة لشخص يتمسك به..
سقط على الأرض وهذا الكيان فوقه.. كان يحاول بلوغ عنقه بأي ثمن.
فجأة بدا أن الثقل ازداد ثقلاً.. كفّ عن الحركة.. إنها تلك الخاصية الفريدة في الجثث التي تجعلها تنجذب للأرض بقوة لا توصف..
تدحرج ليسقط الكائن عن ظهره، وفي ظهره وجد ذلك الوتد مغروسًا.. رفع رأسه فوجد هنري يهزّ رأسه بإيماءة معناها أي خدمة.. ثم تركه وانطلق يبحث عن ضحية جديدة..
النار تضطرم وتحاصر كل شيء..
يبدو أن فريقهم قد فقد واحدًا، لكن الغلبة له كما هو واضح..
وفي الظلام وبشكل ما راح هؤلاء القوم غريبو الأطوار يفرّون الواحد تلو الآخر..
ـ "لا تتبعوهم!!".
كذا صاح (ك) بلهجة آمرة.. وأردف وهو يعيد مسدسه لنطاقه:
ـ "إنهم في الخارج والظلام سوف يلعبون لعبتهم المفضلة على أرضهم المفضلة.. لا تتركوهم يقودونكم إلى هناك..".
ومشى يعدّ الجثث على الأرض بصوت عال..
ـ "أربعة.. خمسة.. سبعة.. لا بأس.. لا بأس..".
ثم نظر إلى رجاله وقال:
ـ "سوف يأتي رجال الشرطة حالاً.. لا بد أن دالاس كلها سمعت هذه الطلقات.. يجب أن نفرّ الآن..".
هنا مدّ أحد الرجال يده وتفحص معصم أحد الراقدين على الأرض، وقال بلهجة ذات معنى:
ـ "(ك).. هلا جئت هنا؟"
يتبع
الفصــــــــل العاشر ..
الفصـــــــــــــــل الحادي عشر
الفصـــــل الثانـــــــي عشر
الفصل الأخيــــــــــــــر