كاتب الموضوع :
عهد Amsdsei
المنتدى :
روايات أونلاين و مقالات الكتاب
السلام عليكم
الفصل الثانـــــــــــي
***********************
نادي أعداء مصاصي الدماء (2)
مشهد الفتى على الدراجة كان يشبه لقطة من فيلم "إي تي"
جيريمي لم يكن يعتقد بوجود مصاصي الدماء..
كانت خبرته الوحيدة عنهم هي هؤلاء القوم من ذوي العباءات السوداء الذين يفحون كالثعابين في أفلام الرعب. وكان رأيه هو أنهم أقرب للسخف.
في العام 1974 بينما الولايات المتحدة تهتز بفضيحة ووترجيت، كانت سلطة الدولة تهتز والثقة بين المواطن الأمريكي ورئيسه تتزعزع.. للمرة الأولى يحدث هذا الطلاق بين الناخب والحكومة، وبدا أن الحكومة الأمريكية لم تعد تلك الحكومة القوية الأمينة التي كان الناس يظنونها في الخمسينيات.. إنها قادرة على خداع الناس والكذب.. الكذب بقوة..
في هذا الوقت كان جيريمي الشاب العامل في متجر البقالة يمارس حياته.. لا يهتم كثيرًا بشئون بالسياسة ولا يعنيه من يحكم الولايات.. يبدو كـ"هيبي" بشكله وشعره لكنه لا يحتج على أي شيء..
ربما بدأ كل شيء في ذلك اليوم الذي طُلِب منه فيه توصيل بقالة لبيت في الضاحية التي يقيم بها.. كانت التاسعة مساء والمشوار كان طويلاً على الدراجة..
الطقس صيفي جميل يوحي بالحب.. أو الحنين للحب. أو الحزن؛ لأنك لا تجد الحب.. المهم أن هناك حبًا في الموضوع!
القمر كبير يحتل السماء.. يوشك ألا يترك أي مكان فارغ من حوله.. السماء كلها قرص قمر كبير أحمر، ولا شك أن مشهد الفتى على الدراجة كان يشبه لقطة من فيلم "إي تي"، لكنه لم يكن قد خطر على ذهن مخرجه بعد..
أخيرًا بلغ المنزل الذي وقف وحيدًا وسط التلال المظلمة.. كانت هناك نافذة مضاءة وحديقة غير مهندمة.. لم يكن المشهد محببًا، لكن جيريمي في ذلك الوقت لم يكن يعتقد بوجود مصاصي الدماء.. لم يكن يعتقد بوجود شيء على الإطلاق.. لا يوجد خطر أكثر من عصابات الشباب في المنطقة..
مسز جونز هي التي اتصلت..
مسز جونز هي التي طلبت البقالة..
كانت هناك أغنية شهيرة تقول: "أنا ومسز جونز نتقاسم هذا الشعور.. نعرف أنه خطأ لكنه شعور قوي جدًا.."
راح يدندن هذه الأغنية بصوت خفيض وهو يقرع الجرس..
ومن الداخل جاء الصوت الناعم المنوم:
ـ "ادفع الباب وادخل!"
********************
انحنى "ك" يتفحص المعصم..
كان هناك هذان الثعبانان اللذان يلتفّان حول بعضهما وكل واحد يلتهم ذيل الآخر.. وشْم جميل جدًا..
قال "ك" وهو يتنفس بصعوبة بسبب الحر والقناع السميك:
ـ "هذا جديد.. لم أره من قبل.. يبدو كأنه شعار تعارف جديد بينهم.."
ـ "فلنفحص باقي الجثث."
وراح الرجال يفتشون.. لم يكن الوقت كافيًا إلا لرؤية معصمين قبل قدوم الشرطة..
صوت السرينة من بعيد.. فلنسرع..
مسز جونز كانت تجثم فوقه تمسك بموسى الحلاقة وتضحك في جنون
حمل أحدهم الفتاة التي لم تعد ساقاها تصلحان لحملها، وحمل آخر جثة زميلهم..
هناك من أفرغ عدة زجاجات من الكيروسين وأشعل لهبًا.. لا شيء كالنار يخفي التفاصيل.. لا شيء كالنار يجعل معرفة ما دار مستحيلة..
كانت السيارات الفان تقف هناك تحت الأشجار، وسرعان ما امتلأت.. كان السائقون يعرفون ما ينبغي عمله، وسرعان ما انطلقت السيارات إلى طريق جانبي..
سوف يجد رجال الشرطة مذبحة عجيبة.. ولن يعرفوا السبب أبدًا..
سوف نقيم الليلة حفل تأبين لجوناثان.. ليس من السهل أن يموت المرء وهو يقاتل مصاص دماء، لكن جوناثان فعل هذا.. فلينل تكريمًا عظيمًا..
كان "ك" مشغولاً..
كان يمسك بمفكرة ويرسم على صفحاتها بخط سريع كروكيًا لا بأس به لشعار الثعبانين الذي رآه.. وقال مفكرًا:
ـ "جماعة الثعبانين المتصارعين! اسم موحٍ!"
********************
عندما دخل جيريمي البيت سمع مسز جونز تقول من مكان ما:
ـ "أنا في الحمام.."
خفق قلبه.. يبدو أن الأغنية صادقة أكثر من اللازم..
ـ "أرجوك أن تضع البقالة على المنضدة وتنتظر.."
كان البيت من الداخل شبه مظلم.. لا ينيره سوى مصباح واهن في السقف، وهناك أثاث قليل جدًا.. ثمة رائحة غامضة لن ينساها للأبد..
وضع البقالة كما طلبت، ووقف ينظر للجدار..
كانت هناك لوحة معقدة مليئة بالتفاصيل تمثل وجهًا بشريا يتمزّق.. يصرخ..
بدت له لوحة غريبة فعلاً كي يعلّقها المرء! وتوقف أمامها وقتًا طويلاً.. كانت هذه هي اللحظة التي انغرست فيها الإبرة في عنقه. سقط على الأرض وهو يجاهد لاستخراجها، وهنا أدرك أن مسز جونز تجثم فوقه.. وأنها قوية جدًا وأن أنفاسها كريهة الرائحة وأن شكلها لا يريح بتاتًا..
فيما بعد عرف رجال الشرطة أن المحقن كان يحوي منومًا قويًا هو الباربيتيورات قصيرة المفعول، لكن ما لم تعرفه مسز جونز هو أن جيريمي مدمن مخدرات.. مدمن مخدرات بشدة وهو طراز شائع بين الشباب في ذلك الوقت، وكانت لهذا الوضع المؤسي مزية واحدة هي أن المخدر في المحقن لم يؤثر فيه بتاتًا..
عندما جثمت فوق صدره كانت تضحك في جنون، وكانت تمسك بموسى كموسى الحلاقة، وتبحث عن وريد رقبته.. هنا استطاع أن ينزع الموسى منها ويلقي بها أرضًا ويقتلها بعد جهد جهيد..
ولا بد أنه استغرق شهرًا حتى بلغ الباب وهو يصرخ.. ولما استطاع ركوب دراجته راح يصرخ باحثا عن أي رجل شرطة..
وفي المستشفى قابله رجل غريب..
أخبره هذا الرجل أن مصاصي الدماء موجودون...
يتبع
|