المنتدى :
التاريخ والاساطير
اسطورة باتا وأنوبيس اسطورة فرعونية
باتا وأنوبيس
اسطورة فرعونية
كان أنوبيس فلاحا فى عهد الفراعنة، يسكن قرية صغيرة من قرى مصر القديمة، وقد ورث عن أبيه حقلا خصبا ، وبضع بقرات ، وقطيعا من الغنم. وكان له أخ صغير اسمه (باتا) أوصاه أبوه به عند موته، وقال: يا أنوبيس، اعلم أنك صرت كالاب لأخيك ، فعامله كأبنك وأطعمه من طعامك، وألبسه من ثيابك، وأسكنه معك ، ولا تكلفه عملا شاقا، ولا تكن قاسيا عليه، وسوف تسمع وشاية ضده فلا تصدقها، لأنه سيعيش مخلصا لك، وسيكون أخاك الوفى وخادمك الامين المطيع.
سمع أنوبيس وصية ابيه وصار يعطف على اخيه باتا ويعامله بشفقة ومحبة ويفضله على نفسه فى كل شئ. وكان باتا على صغره ذكيا نشيطا محبا للعمل يخرج كل يوم فى الصباح المبكر الى الحقل يحرث الارض أو يبذر الحب أو يسقى الزرع أو يجمع الثمر وعلى القرب منه البقر وقطيع الغنم ترعى العشب وترقد فى ظل الشجر فاذا وجد نفسه خاليا من العمل فى الحقل أمسك المغزل ليصنع ملابس له ولاخيه.
وكان يعرف لغة الحيوانات والطيور فأذا جف المرعى أمام البقر قالت له بقرة: ان فى مكان كذا مرعى كثيرا، فيسوق البقر الى هذا المكان فتأكل حتى تشبع وتمتلى ضروعها باللبن وفى المساء يحلب اللبن ويصنع منه طعاما شهيا لاخيه الكبير ويضع مابقى فى انية نظيفة ليصنع منه الزبد والجبن ، ثم يحضر الحطب ويشعل النار ليدفئ البيت فى الشتاء ويجلس مع اخيه يتسامران حتى يغلبه النوم فيقوم الى الحظيرة لينام بالقرب منها لكى يحرسها من اللصوص.
سارت حياة الاخوين على هذا النظام عدة سنين وجمعا ثروة كبيرة وتحدث اهل القرية عن وفائهما وحبهما، ثم اراد أنوبيس ان يخفف على اخيه اعمال البيت فعزم على الزواج لتقوم زوجته بخدمتهما وتوفير الراحة لهما.
تزوج أنوبيس من فتاة جميلة ولكنها كانت خبيثة ماكرة كثيرة الغيرة والحسد فلما شعرت بحب زوجها لاخيه اشتد حسدها واخذت تفكر فى حيلة تفرق بها بينهما ولكنها لا تستطيع ان تفعل شيئا لان أنوبيس كان شديد الحب لاخيه .
فكانت اذا ذهب باتا ليرقد مع الماشية فى الحظيرة تجلس مع زوجها وتقص عليه حكايات تتهم بها باتا وتغرس فى قلب اخية الكراهية له فتار تقول له ان لبن الماشية اصبح قليل وان باتا لا يشبع الماشية وتارا تقول ان الثمار التى يحضرها باتا كلها فاسدة تالفة لانه يعطى الثمار الجيدة لاصحابه وجيرانه.
وكانت البقرات تسمع الوشاية وفى الصباح تخبر باتا بما سمعته وتحذره من مكر زوجة اخيه وخبثها فكان باتا يحزن ويبكى كثيرا ولكنه لايحاول تبرئة نفسه حتى لاينغص على اخية حياته.
وفى احد الايام ذهب الاخوان الى الحقل معا يحرثان الارض وبعد قليل نفدت البذور فأرسل أنوبيس اخاه الى المنزل ليحضر بذور اخرى ولما حمل البذور واراد الخروج هجمت عليه زوجة اخيه وانشبت اظفارها فى عنقه من الخلف حتى سال دمه وضربته حتى مزقت ملابسه وكان باتا قويا يستطيع ان يلقيها ارضا ولكنه احتراما لاخيه تخلص منها ولم يمد يده اليها بأذى،وصل باتا الى الحقل وراة اخوه مخدوش العنق ممزق الثياب ظاهر التعب فساله عن سبب ذلك؟
فاجابه قائلا : بينما كنت سائرا فى الطريق وقع على غصن شجرة كثير الشوك فاصابنى واخفى الحقيقة عن اخيه حتى لايغضب من زوجته فقام اخوه بغسل جراحه وامره ان يسترح من التعب فى ظل شجرة
عندما رجع انوبيس من الحقل وجد زوجته تبكى حتى احمرت عيناها فظن زوجها ان مرضا اصابها واخذ يطيب خاطرها حتى هدات وبدأت تخبره بما حدث من اخيه.
قالت له : انى يا انوبيس اعلم انك تحب اخاك كثيرا ولكنه لايستحق حبك انه ولد شرير فاسد الخلق لقد حدثتك من قبل عن صنعه بالبن والثمار ولكنك لم تصدق كلامى اما اليوم فقد حدث منه جرم فظيع
لقد رانى وحيدة فى المنزل ولا احد معى فاخذ يحدثنى عن حبه لى ويقول : ان انوبيس شيخ هرم وانه لاقوة به ولا فائدة منه وانى شابة جميلة. وطلب منى ان ادس لك السم فى الطعام حتى تموت ويتزوجنى هو وقدم لى هذا السم فشتمته وضربته ومزقت ملابسه وانشبت اظافرى فى عنقه وهذا دمه على الارض امامك جعلته يصدقها فنسى وصيه ابيه وصمم على قتل اخيه فاخذ فأسه واختبا وراء الباتب ليقتله عند دخوله
عاد باتا خلف بقراته الى المنزل ولما وصل الى باب الحظيرة الذى يقف خلفه اخيه قالت له البقرة الاخيرة اهرب وانج بنفسك فان اخاك يريد قتلك. فولى هاربا ودخلت الماشية ولم يدخل معها فخرج اخوه من مخبئه يبحث عنه فراه يجرى فجرى خلفه ولم يدركه ودعا باتا الالهة ان تخلصه من شر اخيه وان يظهر لاخيه انه برئ فاجابت الالهة دعوته وصنعت بحيرة كبير مليئة بالتماسيح بينهما وصار كل منهما على جانب مختلف من البحيرة فخاف انوبيس ان يعبرها خلف اخيه واخذ يناقشه من بعيد:
- كيف نسيت انى ربيتك يا باتا وانى كنت لك ابا أفضلك على نفسى واقدمك على زوجتى؟
- كلا ايها الاخ احلف لك بحياة رع العظيم انى ما نسيت فضلك ولانقص حبى لك
- ان الحديث الذى جرى بنك وبين زوجتى اليوم حديث فظيع ، تريد قتلى بالسم لتتزوجها بعدى
- بحاة (رع) ما جرى بينى وبينها اى حديث وما قدمت لها سما لتدسه لك !! انها تكرهنى وتغار من حبك لى وكانت كل يوم تحدثك بحديث كذب حتى تبغضنى وتغير قلبك على لتطردنى من المنزل وتعيش معك وحيدة وقد اخبرتنى البقرة بكل ما كانت تحدثك به وكنت لا تصدقها فلماذا صدقتها اليوم ؟
- لانك كذبت على وقلت ان غصن شجرة وقع عليك فصدقتك . ولما عدت الى البيت رايت دمك على الارض وقطع ثيابك فى يد زوجتى فعرفت انك كاذب وانها صادقة. - وحياة (رع) العظيم ماكذبت عليك الا لانى لااريد ان اغضبك على زوجتك ولانى لااحب ان انغص عيشك وحياتك وقد تحملت من زوجتك كثيرا من المتاعب ولم اخبرك لتعيش سعيدا معها
والان اصبحت لا استطيع ان اعيش معكما فسلام عليك وسابحث لنفسى عن بلاد اخرى اعيش فيها وسالت دموعة على خده. فرق له قلب انوبيس واخذ يتذكر الماضى ووصيه ابيه ويندم على تسرعه فى الغضب وعلى تصديقه زوجته الخبيثة وصار يناديه : عد يا باتا الى قريتنا لنعش معا فى سلام كما كنا ولن اصدق كلام زوجتى مرة ثانية.
فاجابه باتا: لاتأسف ولا تحزن يا اخى لقد عزمت على الرحيل الى وادى الارز وهناك سأعيش واحيا ولكنى اطلب منك طلبا واحدا: هو أن تبخث عنى فى بلاد الارز اذا مت انى ساضع قلبى فى زهرة بأعلى أشجار الارز فاذا وقع على الارض مت، وستعرف أنت هذاحينما ترى كأس الشراب فى يدك تفور وتغلى فجأة فعليك حينئذ ان تبحث عن قلبى حتى تعثر عليه وتضعه فى ماء مثلج اذا عملت هذا عدت الى الحياة مرة اخرى. رجع انوبيس الى قريته مهموما حزينا لفراق اخيه ولم تستطع زوجته ان تسليه عنه او تنسيه اخيه بل كان انوبيس كلما نظر اليها تذكر انها سبب فراقهما بوشايتها وغيرتها فقسا عليها واشتد فى معاملتها واسمعها الكلام القرس فلم تجد السعادة التى كانت تحلم بها بعد طرد باتا ولكنها لم تندم على ما فعلته لانها سيئة الطبع مظلمة النفس. اما باتا فقد سار الى وادى الارز واقام لنفسه كوخا بين شجرتين واختار شجرة عالية الاغصان واخفى قلبه فى زهرة من ازهارها. وكان يقضى يومه فى الصيد واعداد الطعام والثياب لنفسه.
فلما راته الالهة وحيدا عطفت عليه وصنعت له زوجة جميلة اقامت معه فى كوخه واحبها حبا شديدا واخلص لها وكان كل مسء يعود محملا بالفواكه الحلوه والثمار الشهية والصيد الكثير من الطيور والحيوان وكان لايسالها عن شئ فى بيته بل يتركها حرة تفعل ما تشاء وتريد، ولكنه طلب منها طلبا واحدا فقط وهو ان تمكث فى المنزل ولاتخرج منه الى البحرالا اذا كان معها حتى لايحملها البحر بعيدا
واخبرها ان قلبه فى زهرة من ازهار الارز فاذا عثر عليها انسان اخر اصبحت حياتهفى يده واصبح خاضعا لسلطانه لا يستطيع ان يعصى له امرا
سمعت زوجته امرة مدة من الزمان، ثم قالت فى نفسه : ان باتا حينما خوفنى من البحر كان يقصد ان اظل سجينة فى البيت وانا لا اصدق ان البحر يخطف الناس فما سمعت مثل ذلك من قبل وغدا عندما يخرج باتا للصيد ساخرج انا لامتع نفسى بجمال البحر واعود الى المنزل قبل موعد عودته.
فى اليوم التالى خرج باتا للصيد وبعد قليل لبست هى افخر ثيابها وتزينت احسن زينة وتعطرت بعطر زكى كان باتا قد صنعه لها من ازهار الغابة وسارت الى البحر وما كادت تصل الى شاطئه حتى ارتفع من البحر عمودان من الماء وصارا مثل الذراعين وامتدت اليها بسرعة وطوقاها بينهماوجذباها الى الماء فصرخت صراخا عاليا، سمعه باتا الذى كان فى غابة قريبة من البحر فجرى نحوها وراها تحاول ان تخلص نفسها من هاتين الذراعين ولكنها لاتستطيع فامسكها بيديه القويتين وجذبها جذبة شديدة طارت بها بعيداعن البحر ولم ياخذ البحر منها الا خصلة صغيرة من شعرها سقطت فيه وهى تحاول التخلص منه، ولم يتنبه باتا لهذه الخصلة،
طافت خصلة شعرها على وجه الماء حتى وصلت الى شاطئ مصر ودخلت مياة النيل ففاح عطرها وملاء الجو شذاها حتى وصلت الى قصر فرعون الذى بناه على النيل فاخذ يبحث عن مصدر هذه العطر الزكى حتى عرف انه خصلة الشعر التى تطوف فوق الماء فامر باحضارها. ولما نظر اليها شغل قلبه بحب صاحبتها. واحضر الوزراء والكهنة وامرهم ان يبحثوا فى كل مكان عن صاحبة هذه الخصلة. وعرفهم انه لا يستطيع العيش بدونها .وجعل لمن يعثر عليها مكافأة كبيرة ومنزله رفيعة فى الدولة
خرج رسل فرعون يبحثون فى كل مكان حتى وصل بعضهم الى وادى الارز. وهناك راوا هذه المراة الجميلة وعرفوا انها صاحبة الخصلة حينما نظروا الى شعرها
واردوا ان يحتالو عليها ليأخذوها الى فرعون ولكن باتا عرف حيلتهم وهجم عليهم بسلاحه حتى افنى اكثرهم وهرب الباقون وعادو الى مصر يقصون على فرعون ماحدث لهم ويتحدثون عن جمال المراة الذى لم يروا مثله من قبل فازداد فرعون حبا لها ورغبه فيها واعد جيشا كبيرا وامره ان يذهب الى وادى الارز فى بلاد الشام ليحضرها واباح للجيش ان يحدث فى بلاد العدو ما يشاء من خراب ودمار.
وصل الجيش الى وادى الارز وقامت حرب شديدة بينه وبين باتا وكان باتا يختبى فى الغابة تارة وفى كهوف الجبل تارة اخرى حتى اذا اقبل الليل خرج من مخبئة وقتل من يلاقيه من جنود فرعون.
واخيرا عثر الجيش على الكوخ الذى تقيم فيه زوجة باتا وقدم لها القائد هديه ثمينة من الجواهر والحلى وحدثها عن حب فرعون لها واخبرها انها اذا سارت معهم راضية الى مصر فستكون ملكة عظيمة بل اعظم ملكة فى الدنيا لانها ستكون ملكة مصر سيدة البلاد والممالك.
اغترت الزوجة بما سمعت واخذت تحلم بالملك والقصور والجواهر ونسيت انها زوجة باتا الذى احبها واخلص لها ووقف امام الجيش الكبير يدافع عنها ويعرض نفسه للموت من اجلها
رضيت بالهروب مع الجيش الى مصر وسارت معهم طائعة مختارة ولما وصل خبر قدومها الى فرعون امر ان تقام الزينات فى قصره احتفالا بها وخرج بنفسه لاستقبالها مع رجال دولته ثم اعلن فى البلاد انها ملكة مصر وكافأ القائد الذى احضرها ومضت عليها ايام وشهور وهى سعيدة بالملك اعظم سعادة ولكنها كانت تخشى فى نقسها باتا الذىتعلم انه قوى وانه لا يرضى ان يهزم حتى لو كان عدوه فرعون ملك مصر العظيم
ارادت ان تتخلص من باتا لتتم لها السعادة فتذكرت ما اخبرها به عن قلبه وقالت فى نفسها:(سيموت باتا ويفارق الحياة ولن اخشاه بعد اليوم) وفى المساء حينما جلس معها فرعون اخذت تقص عليه الحكايات والاخبار النادرة حتى وصلت بالحيلة الى ذكر باتا زوجها الاول واخذت تتحدث عنه بما يشعر الملك انه رجل مخيف محب للانتقام والاخذ بالثأر.
ثم قالت بعد ذلك ، ولكنه مع ذلك يسهل قتله والتخلص منه فان قلبه فى زهرة باعلى شجرة فى وادى الارز واذا ارسل مولاى من يقطع هذه الشجرة خلص من عدوه الى الابد
وفى الصباح اختار الملك عدد من الجنود وامرهم ان يتجهوا الى وادى الارز ويبحثو عن اعلى شجرة ثم يقلعوها من جذورها . وصل الجنود الى الوادى وصارو يبحثون عن الشجرة حتى وقفوا امام اعلى شجرة فى الوادى وقالوا انها هى التى يريدها فرعون وامسكوا فئوسهم وصارو يضربون الشجرة ومضو عدة ايام فى هذا العمل حتى استطاعو ان يقطعوها ويطرحوها على الارض .
وقع قلب باتا كأنه ثمرة جافة فلم يلتفتواليه ولم يعرفوا مكانه وعادوا الى مصر فرحين ليخبروا فرعون بما صنعوا. حينما سقطت الشجرة على الارض كان أنوبيس يمسك فى يده كاسا مملوءة بعصير فواكه يريد ان يشرب ما فيها ولكنه فجأة رأى العصير يفور ويرتفع فوق الكأس ويتساقط على الارض فصرخ صرخة عالية وقال: هذه العلامة! لقد حدث لباتا شر عظيم ! مات باتا واصبح قلبه فى التراب! لن استريح ولن اهداء حتى ابحث عن قلبه واعيد اليه الحياه مرة اخرى.
وقام من ساعته يقصد وادى الارز لايقف فى الطريق ولا يشعر بتعب ولا جوع ولا عطش لأنه يفكر فى شىء واحد ان يجد قلب باتا ليعيد اليه الحياة.
بحث أنوبيس اياما وشهورا وسنين وهولا ييئس ولا يتعب واخيرا عثر على قلب اخيه بين كومة من الاوراق الجافة كاد يطير من الفرح واخذ القلب بيده ووضعه فى اناء كبير ملىء بالماء المثلج وتركه فتره قصيره فأذا به يجد القلب يتحرك وينبض ثم ينمو شيئا فشيئا حتى وقف امامه باتا كما عرفه بلحمه ودمه
حضن كل منهما الاخر وقبله وتعانقا طويلا ثم قال باتا لأنوبيس: اشكرك أعظم الشكر والان سأصير ثورا عظيما ليس لى مثيل فى البلاد فاركبنى وستكون عند شروق الشمس امام قصر الملك وسيقدم لك الملك مكافأة عظيمة فخذها وعد الى قريتك.
راى الملك الثور امام قصره فامتلات نفسه اعجابا به وبمنظره الذى لم ير مثله من قبل وقدم لأنوبيس مكافأة كبيرة فاخذها وانصرف. اعد الملك للثور حظيرة خاصة وجعل له خدما مخلصين يخدمونه وفى احد الايام ارادت الملكة ان ترى هذا الثور فزين لها الطريق ووقف الجنود لاستقبالها عند باب الحظيرة واقبلت فى كامل زينتها ودخلت الحظيرة وما كادت تقع عينها على الثور حتى كشف لها عن نفسه فرأت باتا امامها فى جلد هذا الثور فامتلأت رعبا وخوفا واصفر وجهها وارتعدت اوصالها حتى خافت عليها حاشيتها وظنوا ان مرضا مفاجئا اصابها فاحضروا لها العربة الملكية واعادوها الى القصر مريضة خائرة القوى
شغل الملك بمرض الملكة واصبح لايفكر فى ملكه كما يفكر فى شفاء الملكة. اما هى لم تكن مريضة بل خائفة من بطش باتا الذى اصبح يقيم قريبا منها ولو قالت للملك انه ليس ثورا انه باتا لن يصدقها بل يشك فى عقلها ويتهمها بالجنون
وبعد تفكير طويل دعت اليها كبير السحرة واعطته اموالا كثيرة واتفقت معه ان يقول للملك ان شفاء الملكة لا يتم الا اذا أكلت قطعة من قلب هذا الثور. فرح الملك عندما عرف دواء لشفاء الملكة وان كان هذا الدواء قلب الثور العظيم فذبحه فى الحال واكلت الملكة قلب الثور وانتفضت من فراشها سليمة وكانها لم تمرض ففرح الملك واقام الزينات ووزع الهداية وقدم القرابين للالهة.
طار من دم الثور قطرتان وقعتا فى حديقة القصر فنبت مكانهما نخلتان جميلتان ليس فى البلاد بلح مثل بلحهما وذات يوم جلست الملكة تحت ظلهما ومدت يدها الى رطبة جميلة وغسلتها ووضعتها فى فمها، فانزلقت النواة الى جوفها وعندئذ رات باتا قد ظهر فى النخلة واخذ ينظر اليها ويذكرها بخيانتها وهروبها وبما فعلت بالشجرة التى تحمل قلبه وما فعلت بالثور .ثم قال لها : لقد حلت ساعة الانتقام ان النواة التى بلعتها ستصير جنينا فى جوفك ينتقم لى منك. مرض فرعون عقب ولادة طفله ومات بعد قليل وكبرالطفل وجلس على عرش البلاد وصار ملكا ولم يكن هذا الطفل الا باتا نفسه .
فقرب اليه اخاهأنوبيس وابعد زوجته عن القصر وحرمها ما كانت تعيش فيه من عز وسلطان جزاء خيانتها
تمت
|