ولوووج :
مُتعبة أنا يا هذا , منك , مني !
أنا التي ضيعت قلبي داخل صدرك ,
و تركت على عتبة نبضك الكثير من أشيائي
أنا التي أودعت في صوتك وطني ,
و مسحت بمنديلك أحلامي
أنا التي هجرت عُمري بجوار عُمرك
و هدمت صغار أُمنياتي ,,
مُتعبة أنا , و مفزوعة من سكاكينك !
و لا أريدك ,,
[ العُتمة الرابعة عشر ]
[ بيت آل فهد ]
كُنا أنا وجدي نتناقش , وكان صوته عالي يسب و غاضب
لحظات و تدخل تلك التي تُدعى الجوهرة ,
شعـرت أن روحي تخرج وقلبي ينتفض
أسامة :
وهي تمشي تخيلتها غيمة , يالله هذه أيش خلاها تلبس أزرق
أستغفرت الله , وطالعت بقميصي لابسة مثل لونه الله يقلعها !
خلصت الألوان يعني ما بقى إلا لون قميصي
طالعت فيها بحقد وخفت جدي ينتبه لذا ناديتها بدلال :
ياعمري الجوهرة تعالي ياالغلا جنبي
البنت تنحت ثم جاءت جهتنا, ناظرت بعيونها
لقيتها مُدمعة لايكون سمعت كلام جدي ,
طز ايش علي تسمع ولا ماتسمع شو همني , أهم شي أحرق قلب جدي الأن
أقتربت الجوهرة من الجد وأنحنت لتقبل رأسه
الجد صقر أبعدها بيده : أقول حدكِ يا بنت الحرام غرفة أسامة وأسامة
أما غيره ماتوصلي له لو عصرتِ السماء
أحست بـ وخزة في قلبها , تمنت لو أنها لم تدخل هذا المكان
مع هذا شعرت أن ماتفعله هو واجب ديني وأخلاقي لا أكثر
فـ جلست سريعاً بجانب أسامة !
أسامة يلصق كتفه بكتفها : أقول جدي ماقلت لي أيش رأيك بحرمتي
الجد رفع نظره إليها وهو يشعر بأضعاف حرارة القهوة التي بين يديه
ثم وجه نظره لأسامة وبحدة :
الزبالة بتبقى زبالة ولو لطخت فيها البوية !
أسامة على وجه السرعة بعد ما أبتسم : أفا ياجدي ناظر فيها زين
هالحين كُل هالجمال والدلال وتقول عنها هالكلام , هي صحيح
ما ينعرف أصلها من فصلها يعني كُل على بعضها مُبهمة
وبكره لا جابت أطفال بيصيروا أحفاد ولدك , لكن بتبقى زوجتي وأم عيالي
الجد بتقرف بعد مارمى فنجان القهوة مما أفزع الجوهرة :
مرررريم وينكِ
أتتت الخادمة سريعاً : نعم بابا !
الجد بعصبية وهو يوقف ويتحرك خارج من الصالة لغرفته ويصرخ :
الله يشيلكم من خدم معفنين , أيش هالقهوة التعبانة
الجوهرة :
يالله أحتاج لمورفين يجعلني أنسى وجعي ,
فأنا بين هؤلا كـ أنثى تحتضر بدون صوت ,
بدون هوية , بدون بداية أو نهاية !
أعلم أنكم تجهلوا مقدار وجعي , فلا يمكن لأحد أن يتذوق هذا الألم
إلا من هُم على شاكلتي : مذنبون دون ذنب !
مؤلم الشعور بالوحدة أمام أشخاص لا يرونك إلا قذارة
والأكثر ألماً أن تبدأ حياتك الجديدة بذنب آخر
ذنب الطيبة , نعم أنا طيبة ويتلاعب بي القدر كما شاء !
أسامة :
بربكم من يقدم لي الأن كعكعة الفراولة
رغم أني أمقت هذه الفاكهة بشدة , لكني أشعر بحاجة مُلحة لها !
سأجعلهم يصنعوا لي كعكعة بحجم الكُرة الأرضية
سـ أبتلعها على مهل , فرائحتها تُزكم أنفي ,
وإن لم أتناولها على عجلة سـ أختنق !
أسامة بدون شعور: مررررريم , مررريم
أعمل لي كيكة فروالة
رفعت الجوهرة نظرها إلى أسامة
فردت الخادمة : بابا , هزا أنت ما يأكل فروالة يجي حساسية
أنحرج أسامة حين رأى إبتسامة ساخرة على فمها . تمنى قتل هذه الخادمة
فقال غاضباً : أنتِ مالكِ , روحي يا هبلة وأعملي الكيكة بدون فلسفة زائدة
خرجت الخادمة وهي تتمتم بغضب ,
ألتفت أسامة لجوهرة : اشفيك يا معفنة تضحكي ,,
لا تظني أني من شميت ريحة عطركِ أشتهيت فروالة !
هزأت رأسها وكأنها توافقه ثم أبتسمت براحة ,
أسامة :
مغفل , أنا مغفل فضحت نفسي بشكل مُخزي
لا وفرحان بنفسي وأقولها : من ريحة عطركِ
يااااااااربي خليني اقوووم من هالمكان أحسن لا تجيني رائحة فاكهة ثانية !
.........
[ بفلة أبو محمد ]
أسيل بإرتباك : حنان الحين جايه , بس بوصل جنى لأخوي لأجل يحطها بيت علي
تلعب مع جووود ومنها أسويلك عصير وشوية أشياء
حنان وهي تقلب المجلة : روحي بس لا تتاخري ,
خرجت أسيل وهي مُمسكة بيد جنى وهي تشعر بالجفاف في حلقها
أقتربت من محمد وأشرت له , وحملت عباتها ولبستها وخرجت من الفلة !
عند حنان
فتحت المسجل ثم رمت نفسها على سرير أسيل وبدأت تقرأ المجلة بإندماج
دخل عليها ثم أقفل الباب و وقف وهو مُكتف يده لصدره ,
ولأنها كانت نايمة بطريقة معكوسة وعلى بطنها لم تنتبه لمن دخل عليها ,
بصوت أنثووي : يؤؤؤه مسرع ما جيتي , ثم التفت فصرخت مفزوعة
حاولت تغطية جسدها ولم تجد إلا الوسادة
حنان بهلع : أطلع بره و الله لأقول لـ أسيل
اقترب منها ونزع الوسادة منها أما هي فكانت تصرخ وهو
يبتسم : ههه أصرخي مثل ماتبي ما أحد سامعكِ
حنان والدموع تشق طريقها لخدها : يا كلب , تدخل على بنت عمك , ماتستحي !
أخذ يتأملها ثم قال : ليه هو أختكِ كانت تستحي لما أخذت فيصل من أسيل
حنان بعدم الفهم : وين أسيل , ولو سمحت أطلع بره والله بصرررخ
ثم بدأ بـ الأقتراب منها
أما هي وقفت على السرير ومسكت المجلة وبدأت تضربه بقسوة
فأمسك يدها وأسقطها على سرير , وأنقض عليها
في البدء تناثر شعرها على السرير ثم شد على عُنقه يخنقها
فـ اخذت تسعل بشدة حتى أنزل يده إلى أزارير قميصها و مزقها . فـ أنكشف مالم يجب كشفه
حنان بصراخ وببكاء بطريقة مجنون : يا حيوووان أنا بنت عمك شرفي من شرفك
وحين أراد الإقتراب منها أكثر , سمعا طرق على الباب ففزع حتى وصله صوتها
أسيل ببكاء: محمد أفتح الباب , محمد أتركها , محمد والله أعلم جدي !
قام وقال سريعاً : هذا مُجرد إنتقام طفيف من أجل أسيل على سواي حنين!
أما هي فكانت ترتجف فـ أخذ أحد قمصان أسيل ورماها عليها
وقال : أستري نفسكِ
فتح الباب , فـ اندفعت اسيل المنهارة إلى داخل غرفتها
أسيل : انت وعدتني ماتسوي فيها شيء
أما تلك كانت مذهولة ,لم تتصور أن الأمر بإتفاق الأثنين
فأخذت عباتها وأرتدتها
وببكاء أقتربت من الباب وألتفت لهما
حنان بإنهيار : تفوووو على أهل مثلكم , من اليوم أنقطع كُل صلة بيني وبينكم !
وخرجت وهي تركض لخارج الفلة !
[ ...بعد ساعتين ... ]
في المطبخ أنتهت من وضع لمسات أخيرة على كنافة القشطة كما يشتهيها هو !
ثم قطعتها ورتبتها بشكل أنيق ,
بصوت فرح : سيرينا قطفي من مشتل الورود الي بره
وردة الجوري وحطي بهالكوب أنا بطلع أستحم واغير ملابسي وأجي
سيرينا : حازر ماما
تركتها وصعدت إلى الأعلى تستحم و تلبس سريعاً
فقد أقترب موعد حضوره كما وعدها !
خرجت سريعاً بعد أن استحمت وأفردت شعرها المُبلل الذي غطى
على ظهرها , نظرت إليه وتمنت أن تقصه
فكرت أنه ربما ترتكب تلك الغواية بزواج حنان و محمد!
ماذا عن زواجي أنا ,,
ههه إبتسمت تلك أمنيته التي لن أحققها حتى لو حلق عالياً دون جناح
فتحت خزانة الملابس لاتدري ماذا تلبس ,هالها منظر ملابسها المُتدرجة الألوان
أقفلت ذلك الدولاب , وأنتقلت لأخرى , ألقت نظرها
الألوان قاتمة أكثر , الأسود بتدرجاته , الرمادي , البني , الأبيض , الكحلي .. !
أختارت سريعاً قميص أسود وتنورة قاتمة ,
وضعت لمساتها الأخيرة مُجرد مُرطب وكحل وتركت شعرها المُبلل مُسدلاً
رشة واحدة من العطر كافية و أرتدت حذائها وأسرعت في النزول
طلبت من الخادمة أن تحمل الكنافة , بينما أخذت ترتب فناجين القهوة
سيرينا : ماما أنا هطيت الهلوة , بابا يجي في المجلس
نوف خلاص أنا بودي القهوة . أسرعت في خطواتها المُرتبكة ثم
نظرت لذاتها في المرايا و ولجت لداخل المجلس . في الطرف الأخر ذهلت من منظره
مشغول هو يلهو بـ أزارا الجوال وقميصه الأسود و بنطاله الجينز يُناسب ذوقها ويتفق معها
إبتسمت ثم تقدمت على إستحياء وبيدها دلة القهوة
هو نظر إليها , من بين الكل هي إستثنائية وقف و فتح يده كي يحضنها :
هلا والله بشيخة البنات كُلهم
نوف بخجل وخداها تتورد من حضنه :
عمي لا تدلعني تراني كبرت
فهد بضحكه : أصلاً الدلال كُله لكِ يالغلا !
إبتسمت بعد أن صار خداها متوردتان ,
ثم وصلهما صوت آخر من عند الباب :
وأنا أشهد أن كُل الدلال لها , بس حدك فهد ما أسمحلك أنك تدللها أكثر من كذا
التفتت و ألتف معها الليل الأسود المُبلل , أغلقت عيناها , ظناً منها أنها تتخيل الأمر
ولم تفتح عيناها إلا حين شعرت أن رائحة العود يُغرقها في السحيق
نوف بذهول : أنت ! ! !
عبدالرحمن أقترب منها بإبتسامة باردة : أيه أنا , اشفيكِ كأنكِ شايفة جني !
إلتفتت نوف لجهة عمها فوجدته ناكس رأسه بألم وكأنه لاحيلة لديه
وعلى نحو مفاجىء وقف هو أمامها ومد يده إليها :
الناس المُحترمة تسلم لو جاءها ضيوف , فما بالك لو جاءها زوجها
أرجعت نظرها إليها وبغضب : هالناس الي قدامك مُحترمة غصبن عنك وهي الي تعلم مثلك معنى
إحترام خُصوصية كُل بيت , مو تدخل من غير أحم ولا دستور !
ضحك عبدالرحمن ثم مسك أصابعها و أحكم قبضته على يدها :
ماكان يلزمكِ الكثير لو كلفتِ على نفسكِ وسلمتِ , ثم عيب عليكِ تقولي هالكلام لزوجكِ
تراني أعرف كُل الأصول و أنا دخلت بعد إذن أصحاب البيت أمكِ وعمكِ !
أرتجفت من لمسته وأكثر ما أربكها وجود عمها بجانبها ,
هي في قلبها تمنت لو أنها ترفع يدها الأخرى فتصفعه لكن ترددت لوجود عمها !
نوف أقتربت منه و بهمس حتى لايسمعها عمها :
لو ماتركت أيدي الأن شفت دلة القهوة الحارة كبيتها عليك !
أستلذ بقربها بالعطر الذي فاح من خُصلاتها
احكم من جديد قبضته على يدها وبيده الأخرى مسك خُصلة من شعرها ولفه على أصابعه
على مرأى من فهد الذي غض بصره مقهوراً ,بينما شهقت نوف على فعلته ,والدمع يسكن محاجرها !
بصوت عميق : إلا يا فهد تراني ناوي أخذ بنت أخوك اليوم , تعرف أخاف من سالفة العرس ,
لأني أعرفها نحييسة وأنا موب مُستغني عن عمري
فهد بإرتباك :أولاً نوف ماهي نحيسة هي شيخة الكُل ثم ايش يعني تأخذها اليوم !
نوف بصوت عالي وهي تضحك : والله مو كُل من وصل السماء يقطف نجومه ,
أرمي نفسي بالنار أرحم من أني أروح مع حقير مثلك
شد عبدالرحمن الخصلة التي بين أصابعه , فتأوهت ,
عبدالرحمن بثقة : يا قلبي هذه آخر مرة أسمعكِ تتكلمي معي بهالطريقة ,
فهد بألم : عبدالرحمن أتركها لو سمحت ما أرضى تأذيها !
أفلت عبدالرحمن خصلتها ثم بهدوء :
أفا عليك فهودي تتوقع أني بأذيها , طيب أوريك كثر أيش أنا أحبها
أقترب سريعاً وقبلها على رأسها , فـ انتفضت نوف و رجعت للخلف بصدمة و أختبأت خلف فهد !
عبدالرحمن بضحكة : صدق أنكِ بيبي ياالتوت ,
بس لاتخافي تراني أمزح لكن في القريب بيحصلي أقطف القمر بكبره , إلا يا فهد مو كأنه ورائك مشوار ... !
فهد بوجع لف لجهة نوف التي كانت تنتفض حياءً ,
وقبلها على رأسها فهتزت وكأنها تذكرت ماحصل لتو :
يا نور عيني نوفي , أنا ورائي مشوار ضروي , لازم أطلع الأن ,
نوف مسكت بقميصه : خُذني معاك
فهد وهو يبعد يدها ويهمس لها : نوف ماعهدتكِ إلا قوية , أنتِ أقوى
مخلوقة عرفتها بيوم لاتخلي عبدالرحمن يغلبكِ او يسخر من خوفكِ
اليوم ولا بكرة بتروحي عنده , تعودي على هالشيء , !
نوف بألم : أجل خوذ هـ الشيطان معاك
ضحك فهد وأخذ يهمس لها محاولاً إسترضاها و تهدأتها
اما الآخر كان يراقب حديثهما صمتاً
شعر بالوهن في قلبه , تمنى لوهلة بأنه مكان فهد
عبدالرحمن :
أحمق هو فهد كيف يجعلها تترك قميصه بهذه القسوة !؟!
لو كُنت مكانه لجعلت أصابعها تغفو بسلام على قميصي دون أن أبعدها !
آآخ محظوظ هو فهد , يحظى بُقربها , عطرها , ضحكتها , سخطها كُل شيء
يالله عن ماذا يتهامسان , أحتاج أن أعرف ,,
شعر بـ الغضب , والحسد , نعم الحسد , هو محروم من هذه الأجواء كُلها
لو كانت الجد حمدة الأن زوجة جده ربما كان لديه أعمام وعمات ربما كانت نوف هي الآخرى أبنة عمه !
شعر بمعنى الحُرمان , وتيقن أن سبب المآسي كُلها هُو الجد فيصل وسيفعل كُل مايمكن
كي يقتلعها من جذور أهلها [ آل الوليد ] , لتنبت على أرضه وحده !
عبدالرحمن تقدم سريعاً وسحبها لجهته : أحم أحم لا ماشاء الله شغال رومنسية
يافهود وكأنها خويتك وأنا الزوج ما حصلي اسوي فعايلك !, !
فغرت فاهها , بينما خجل فهد على تعليقه الأحمق , وأستاذن منه وخرج !
كانت عين نوف مُعلقة لجهة فهد الذي تركها وأغلق الباب
ثواني واستوعبت إغلاق الباب فماكان لها إلا أن دهست بقسوة بحذائها على قدم عبدالرحمن
صرخ مفزوعاً وترك يدها , فأتجهت سريعاً لجهة الباب
ثم شعرت أن شعرها الطويل يُجر , صرخت بألم
أم عبدالرحمن فكان يستمتع بصراخها ,
جرها من شعرها وهي مُستمرة بالصرآخ همس من وجهها حينما قربه منه :
والله يا نوف إن ما عقلتِ وعاملتيني بالحُسنى لأذوقك الويل !
نوف بصرآخ : أتركني يا حقير , يا كلب ,يا ! , وقبل أن تكمل سد فمها بيده
فـ قضمت يده بأسنانها حتى تأوه وأبعد يده عن فمها بينما يده الأخرى تشد شعرها
نوف بألم : أتركنــي يانجس والله أقرف منك
نظر عبدالرحمن إليها وبهمس غاضب : انا أعرف كيف أربيك زين , وأعلمكِ كيف تقرفي مني
فطبع سريعاً على خدها قُبله وتوالت القُبلات ........... حتى أستكانت بكاءً !
تركها فـ سقطت تبكي بألم ونشيج
أخرج علبة السيجارة وأخذ يدخن بهدوء ويتأملها
مرت دقائق وهي على هذا الحال
أخذ يهزها بقدمه : صدقيني يانوف هذه هي الطريقة الي راح أتعاملها معكِ كُلما طولتي لسانكِ
أو شفت منكِ تصرفي مايعجبني , الأن قومي . كانت تبكي وهي مُحتضنه قدميها إلى صدرها بوجع
فنزل سريعاً إليها ولمسها على كتفها وهزأها : نوف كافي , منتِ طفلة !
أبعدت يده بقوة وفي وسط بكاءها : يارب تموت وتفكني , أبعد عني أكررررهك
عبدالرحمن بغضب : يعني ما تسمعي الكلام
نوف بعصبية وهي تبكي ناكسة رأسها على قدميها :
أطلع من بيتنا يا أخي أكرهك ما أطيقك , عساك .... ولم تكمل كلمتها
حتى شعرت بأنها تُحلق عالياً فـ اخذت تهز رجليها بقووة
نوف بجنون : اتركني بطيييح يا حقــــــــــير , !
وضعها سريعاً على الكنبة ثم طبع على خدها قُبلة , وجلس بجانبها
عبدالرحمن مسك المنديل : خوذي أمسحي دموعكِ
هزأت رأسها بـ لا
عبدالرحمن قرب منها : أجل أنا بمسحه لكِ
نوف بخوف : لا ..... أخذت المنديل سريعاً ومسحت وجهها !
عبدالرحمن بهدوء : أجل حطي لي قهوة , وأقطع لي من الكنافة أموت عليها
نووف وهي تحاول إيقاف دموعها : ماني خدامتك ... أتركني بحالي ماني ناقصتكِ . وأكملت بكاءها
أقترب منها : نوووف لو ما هدأتي بتصرف معاكِ تصرف مايعجبكِ ويبكيكِ أكثر
بسرعة وبهلع وهي تبعد : لاااااااااااااااا , خلاص بسكت بس لاتقرب مني !
ضحك ثم تأملها وهي تمسح دموعها : نوف صُبي القهوة ... أزين لكِ ولي
مسكت فنجانه بقهر وسكبت القهوة ومدت يدها إليه
إرتشف من القهوة ثم قال : نوف إيش سالفتكِ مع الأسود !
تألمت لم يسألها أحد هذا السؤال من قبل , وكأنها أصبحت مُهملة بعدموت زوجها
وكأن الجميع تقبل هذا اللون عليها , وكأنهم توافقوا مع القدر
أن يسحبوا كُل الألوان من أدراج حياتها ,
سقطت دمعة متوجعة من عيناها , أيقضها من ذاكرتها
صوت إرتطام الفنجان بالطاولة ففزعت
عبدالرحمن بغضب : لايكون مسوية حداد للأن على زوجك الأولي !!!
هزأت رأسها بـ لا
فـ أقترب منها وأخذ يهزها وبصرآخ : يا الخائنة كُل هالأسود من أجله ,
والله لو شفت عليك أسود مايصير لك طيب ,
رمها على الكنبة ورفع يده إلى ياقته وفتح أزرار الثوب العلوية , شعر بـ الإختناق
من فكرة أنها مُتعلقة في زوجها الميت !
وإلا ما سبب إرتدائها للأسود
توالت الأفكار في رأسه عن زوجها , وكم كانت قريبة منه, وكم فترة مكوثها معها
وهل انفرد بها , وأخذ يتحرك قدوماً ورجوعاً
أما هي أعجبها المنظر رغم الألم والقرف الذي تشعر بها وهو امامها
نوف :
الحقير, كأن أفعى سامة لسعته
هه رؤيته بهذا الشكل والإحتقان يبعث في النفس راحة
ليتها يسقط صريع ذبحة صدرية !
أو ربما يحمر فينتفخ ثم ينفجر , أي شيء حتى يتلاشى كما لم يكن سابقاً !
عبدالرحمن بتقرف وهو يرفعها من قميصها :
لو شفت هاللون عليكِ , بذبحك فاهمة . . إبتسمت بعناد
صرخ : فاهمة , !
خافت فهزأت سريعاً رأسها بنعم , فتركها !
نوف بفرحة : عبدالرحمن أهدأ الأن ممكن تجلس لأجل أقهويك
أستغرب منها وقال ساخراً وهو يجلس بعد ان هدأ قليلاَ
: لا ماشاء الله عقلتِ والطريقة نفعتِ معاكِ
شعرت بمغص وقهر ثم إبتسمت : تقدر تقول كذا
تأملها وبهدوء : ماهو زين تدخلي بشعركِ المبلول على المكيف بتبردي وتمرضي
ضحكت ساخرة : هه وكأنه يهمك , ثم مالك دخل بي
رفع عبدالرحمن حاجبه وبثقة : أووه رجعنا لطولة اللسان , ماتعلمتِ شيء اليوم
سعلت ثم قالت : لا خلاص تعلمت درسي , وبدأت تسكب القهوة
نسف عبدالرحمن شماغه ثم أعاده بطريقة جميلة حتى فاحت رائحة العود منه
إرتبكت نوف حين أنحنت أمامه لتعطيه الفنجان , ولاحظ عبدالرحمن إرتباكها
فـ بتسم وبثقة : أدري عجبتكِ ريحتي , ,, فتحت عيناها على جراءته ثم قدمت الفنجان قهراً
فمسكها وحينها تدحرج القهوة على ثوبه ويده
عبدالرحمن وهو ينفض القهوة من يده وثوبه : آآآح , أيش سويتِ يا الغبية
رفع نظره فوجدها عند الباب ,
نوف بثقة ولمعة الإنتصار في عيناها : أتمنى تعلمت أنت بعد درسك ,
وحط ببالك شيء : من يرشني بالماء أرشه بالنار
أراد أن يلحقها لكنها كانت أسرع منه وخرجت
أما هو فكان مُتألم من لسعة القهوة
عبدالرحمن بقهر : بييننا الزمن يانوف , إن ما روضتكِ ,
وخليتكِ ماتسوي شيء ماأكون عبدالرحمن !!!
بعد دقائق خرج من بوابة الفلة غاضباً , هي الأن لم تترك له حل آخر
سيأتي بها في القريب العاجل لبيته !
وستتمنى أنها لم ترتكب كُل هذا الجنون
فتح الجوال وكتب رسالة :
أتمنى تشوفي الأوراق الي تركتها عند أمكِ ,
ولنا كلام بعد ما تستمتعي وتتجولي بـ الأوراق وماكُتب فيها ,
مع كُل الإمتنان للحظات التي وهبتيني إياها وتسليت فيها
مع أنثى شرسة \ زوجكِ !
وفي غمرة تفكيره لم ينتبه لتلك اليد القاسية التي مسكت عُنقه بقسوة
!
09-07-11, 10:54 AM
جديد مواضيع قسم الارشيف
العرض العادي
