لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-06-11, 02:44 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,264
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hopeless مشاهدة المشاركة
  
مساء الخير
حبيبتى شكرا لأهتمامك وانا ما راح انقلها لمنتدى أخر وهى حصرية لليلاس وشكرا لجهدك معايا وتحياتى لك
واتمنى ان تكون اعجبتك الرواية وشكرا

سوري حبيبتي أنا مانتبهت الا هلا

اكيد حبيبتي راح اقرأئها بعد ماتخلص لأن اكثر الروايات بقرأئها
على الجوال
لك وودي

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 15-06-11, 07:26 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

9- لن اعيش فى ظلك
- ستكون هذه الغرفة غرفتك أما غرفة الكولونيل فتقع فى آخر الممر. كان لاوسون يدل مينا على غرفتها وكان قد استقبلها لدى وصولها الى المنزل ، يعلمها أن غايف فى غلوتشستر يقوم بعمل لكنه سيعود قريبا.
بدا أثاث الغرفةالتى خصصت لها مريحا، مع أن الطراز القديم هو الغالب عليه .. الحمام كان من النوعية الرائعة . اعتقدت مينا أن مستأجرى هذا المنزل كانا زوجين عجوزين وقد تأكدت من هذا حين أتت السيدة ميلوكس حاملة صينية الشاى بعد عشر دقائق.
- لا آتى عادة الى المنزل الا اذا كان لدى الكولونيل ضيوفا للعشاء . ولكنه طلب منى البقاء لأنه يومك الاول هنا.
وهى بدون شك تمسكت بفرصة اكتشاف ما هى عليه الضيفة الجديدة .. ابتسمت لها مينا ، فأردفت المرأة التى كرهت الذهاب قبل أن تشبع فضولها.
- اذن .. ستساعدين الكولونيل فى كتابه . يتوق الجميع اليه وقد انتظروه منذ أن ورث الاملاك ان تحويل المنزل القديم الى مركز للاولاد المشاكسين مخطط يفشل مع بعض الناس ولكن عش ودع غيرك يعيش ! هذا ما قلته دائما.. أظن أن المكان سيعجبك هنا الكولونيل رجل بهى الطلعة .
تجاهلت مينا السؤال:- اننى بأمس الحاجة الى هذا الشاى اللذيذ انما عليك ألا تدللينى .
- طلب الكولونيل منى أن آتى يوميا الى المنزل أثناء وجودك فيه وقد قال انك ستكونين مشغولة الى حد لن تستطيعى معه تحضير الطعام . يبدو انك ستعملين صبحا وظهرا وليلا .
- تتوق المؤسسة التى اعمل فيها الى البدء بمؤلفه الجديد وبما أن رئيسى مسافر فقد جئت لأقدم المساعدة قدر المستطاع .
- أخبرنى لاوسون أنك حملت معك كمبيوتر
- اجل انه فى غرفتى.
- أشك فى أن تحتاجى اليه لان الكولونيل وضع كمبيوتر لك فى مكتبته.
وصل غايفنغ عندما كانت لا تزال تفرغ حقائبها التى ذخرت بملابس جديدة اشترتها خصيصا للعمل ، بذلات وتنانير متقنة التفصيل وقمصان مناسبه لها مع ان القتيات يفضلن ارتداء الجينز للعمل أما هى فما تزال غير قادرة على ترك العادات القديمة التى غرستها فيها العمة مارولا ولكنها رغم ذلك حملت معها سروالا رمته فى الحقيبة فى آخر لحظة على أمل ارتداؤه لدى استكشاف الاراضى التابعة للاملاك. لقد تكلم غايف عن العمل مساءا انما هو بالتاكيد لا ينوى العمل فى كل مساء .
اعترفت لنفسها أنها تتعمد التأخير فى توضيب حقائبها لأنها كانت مترددة فى مواجهته.. ولكن فى النهاية وجدت أن لا مجال للتأخير لحظة أخرى .. توقفت برهة أمام المرآة تنظر الى صورتها .. لقد خسرت وزنا كثيرا فى الفترة الاخيرة ولكن اكتسب شعرها رونقا جديدا ونعم وجهها باستدارة مناسبة وبشرتها بتلألؤ مشرق .
كانت ثيابها من بين مشترياتها الجديدة وهى عبارة عن تنورة زرقاء شاحبة ذات خصر مطاطى، مزررة من أعلاها ألى ادناها . ارتدت معها تى شيرت أبيض فيه رسم لفراشة زرقاء جميلة وقد بدا جميلا جديدا وبعيدا كل البعد عن الثياب الكئيبة التى كانت تختارها قبل لقائها بغايف.
نزلت الى الطابق الارضى وهى غير مدركة لشفافية وجهها وضعفه. كان لاوسون فى الردهة، وقد قادها الى المكتبة، فقرعت بابها ثم دخلت. ساد صمت مطبق فترة طويلة كان غايف خلالها يتأمل جسدها النحيل ثم ما هى الا خطوتان حتى كان الى جانبها. ينتزع من شعرها الدبابيس التى ثبتتها فيه فى آخر لحظة .
قال بحدة : - لا اريد ابدا رؤية شعرك معقودا الى فوق هكذا.. ربما لست خطيبك ولكننى سأكون ملعونا ان قبلت الجلوس قبالتك طوال النهار وشعرك معقود كمديرة مدرسة !
ردت تكذب :- يبدو مرتبا على تلك الحال .
- ربما.. انما لا تعودى الى تلك التسريحة مرة أخرى والا أريتك كيف يمكن أن يصبح غير مرتب .. تعالى الى هنا أريد أن أريك شيئا .
أجفلها تغيير دفة الحديث بهذه السرعة، ولكن عندما عبس خفت اليه تحدق مرعوبة الى كومبيوتر مركز على طاولة منخفضة . قال لها وهو ينحنى فوق الاله ليشغل مفتاحها:- سأعلمك كيفية استخدامه فهو أحدث جهاز فى عالم الكمبيوتر .
عندما اضطرت للالتصاق به استطاعت أن تشم رائحة عطره المنعشة فاستجابت مشاعرها لقربه منها ، هل من خطب ؟
اشاحت عينيها عن وجهه وقلبها يضرب كالمطرقة. لا.. لاشئ .
- جيد والان راقبى هذا . ثم راح يشرح بعض طرق استخدام هذا الجهاز . ولكن عندما وجدها على دراية بهذه الاله قال لها :-لديك خبرة فيه اذن.. ؟
- اجل .. لدينا جهاز سبيه به فى المكتب .
- عظيم فهذا يعنى أننا لن نضيع الوقت فى التمرن عليه أقترح أن أملى عليك ما اريد فى الصباح على أن أتركك حرة لطباعة ما أمليته عليك بعد الظهر . ثم اراجع عملك بعد ذلك وان احتجنا الى تغيير شئ ما غيرناه فى المساء .. متى يعود كارسون من نيويورك ؟
أجفلها السؤال وبما أنه لم يكن لديها فكرة عن موعد عودته قالت كاذبة: لست واثقة متى يعود فذلك وقف على سرعته فى انجاز أعماله.
- هل أخبرته كل ش عن رحلتك ؟
رفعت ذقنها :- الا ترى أنك تتدخل فى شؤونى؟ أنا أعمل عندك ولكن ذلك لا يشمل أن تسألنى عن حياتى الخاصة .
قاطعها بحزم :- ولكننى لا أريد أن تبقى حزينة طوال الوقت بسبب اشتياقك الى حبيبك.. فهذا يعيق الانتاج .
صاحت به، ناسية كل المخاطر:- ماذا تقترح اذن؟ أن تحل مكانه؟ لا تستطيع .
- انت على حق فلن يكون لك رغبة فى هذا.
منع رنين الهاتف الحاد مينا عن اعلان رغبتها فى الرحيل فورا ! التقط غايف السماعة ثم سرعان ما استرخى وجهه القاسى اذ حل محل العبوس ابتسامة تسلية. سمعته مينا :- وانا اشتقت اليك ريبيكا.
وقفت تهم بالرحيل ولكنه أشار اليها أن تجلس ثم ظلت عيناه مستقرتين على وجهها وابتسامته تزداد عمقا وهو يصغى باهتمام الى المتحدثة فى الناحية الاخرى .
- لا .. أنا آسف . لا أستطيع المجى الى لندن فى الوقت الحاضر .. اسمعى لماذا لا تأتين أنت الى هنا ؟
سمعته مينا يضحك ثم ارتد عنها فنظرت تأدبا الى خارج النافذة متعمدة سد أذنيها عن صوته متسائله عمن تكون ريبيكا هذه التى تجعله يبتسم بسهولة . اعتذر لها حين أعاد السماعة :
منتديات ليلاس
- آسف لهذا انها صديقة قديمة .. ستأتى لقضاء بضعة أيام عندى .. والان أين كنا؟ آه اجل .. حسنا ان كنت تجيدين استخدام هذا الكمبيوتر أقترح أن تستريحى قليلا قبل العشاء فأنا أرى من خلال وضعك الصحى أنك لا تقوين على العمل الكثير فى النهاية ادعت مينا التعب وارسلت رسالة مع لاوسون تعتذر عن العشاء ولكن ما أدهشها ان السيدة ميلوكس وصلت وهى تحمل صينية طعام شهية.
- قال الكولونيل انك متوعكة .. ربما السبب طول مسافة السفر من لندن .. أعددت بيضا مقليا لذيذا وابريق شاى .
شكرتها مينا ولكنها شعرت بالذنب لأنها تلقى على كاهل هذه المرأة المزيد من العمل . لم يحدد غايف لها الوقت الذى يريد بدء العمل فيه ولكن مينا نزلت الى الطابق الارضى فى الثامنة ليتسنى لها تناول الفطور قبل التوجة الى المكتبة فى التاسعة .
بدت الصدمة على السيدة ميلوكس حين أصرت مينا على تناول قطعة خبز محمصة وكوب قهوة . وتمتمت :- أنت سيئة كالكولونيل ولكنه على الاقل يتناول بعض البيض المخفوق.
- اذن لقد تناول الكولونيل فطوره؟
احست بالراحة وبخيبة الامل فهى لا تريد أن تبدأ خطوة خاطئة منذ يومها الاول انها مصممه رغم مشاعرها نحوه على الالتزام بالعمل قدر المستطاع.
أكدت لها السيدة ميلوكس : - آه ! اجل يتناول فطوره دائما فى السادسة والنصف .. لقد اكتسب هذه العادة من الجيش .. على فكرة طلب منى أن أقول لك أنه يريد منك التوجه الى المكتبة حالما تنهين فطورك ان من عادة الكولونيل الخروج بعد الفطور للسير على القدمين ولكنه عاد بدون شك .
كانت الساعة التاسعة الا عشر دقائق عندما دقت مينا على باب المكتبة كان غايف يجلس خلف مكتب ضخم يدرس بعض الاوراق فرفع رأسه عنها لدى دخول مينا التى قالت بلهجة رسمية:- صباح الخير.
مسدت تنورتها الكحلية بأصابع مرتجفة .. تحس بالارتباك منه وقف ثم استدار حول المكتب ليقف أمامها.
- السكرتيرة المثلى.. لكننى مسرور لأنك التزمت بما قلته لك عن شعرك .
ردت بهدوء متجاهلة سخريته :- أنا جاهزة الان .
بعد ساعتين كادت أصابعها تتقلص من كتابة المختصرات الاختزالية لذا تنفست الصعداء حالما ظهرت السيدة ميلوكس مع صينية قهوة . قال غايف عندما بدأت مينا تسكب القهوة:- بدون سكر .. أتريدين الاستراحة مدة نصف ساعة؟ لاأريد ارهاقك.
أشعلت كلماته الاخيرة غضبها.. انها مرهقة ولكنها ستكون ملعونة ان تركته يلاحظ تعبها.. فقالت بحزم:- لا اظن هذا ملائم فلنكمل عملنا ان واظبنا على العمل الدؤوب أنهيناه فى وقت أسرع .
بدا لسبب مجهول أن كلماتها أزعجته لذا تعمد الاسراع فى الاملاء فكان أن وجدت صعوبة فى اللحاق به كان جزء من تفكيرها يركز على ما يقوله والنصف الاخر يتعجب من قدراته على العمل بدون تردد أو تدقيق. بعد الثانية عشرة والنصف أعلن :
- أظننا سجلنا أهم نقاط الفصل الاول الغداء فى الواحدة كم من الوقت تحتاجين لصف ما أمليته عليك؟
نظرت الى عدد الصفحات فى دفترها، ثم قدرت أنها بحاجة الى فترة العصر كلها والى جزء كبير من المساء .. قالت :- لست واثقة.. ولكننى لن أتوقف حتى أنهى صفها.
وكان وعدا ندمت عليه لأن ظهرها تشنج فشعرت بالالم لأن الوهن عاد يجتاح كيانها. قالت السيدة ميلوكس بسخط فى الساعة السادسة عندما دخلت لتأخذ صينية الشاى:- أمازلت تعملين؟
استغلت مينا المقاطعة لترى كم بقى لديها من صفحات وعندما أدركت أنها ما تزال فى منتصف الطريق غار قلبها فقالت معتذرة:- سأتخلى عن العشاء الليلة سيدة ميلوكس أكثير على أن أطلب كوب حليب وبعض الفاكهة؟
- بالطبع لا ولكن لو طلبت رأيى لقلت انك تجهدين نفسك فكيف تعملين طوال النهار ونصف الليل وليس فى معدتك شئ .
كان غايف قد ذهب الى بلدة باث لمراجعة بعض الكتب التى يحتاجها وفيما كانت غارقة فى العمل شعرت بأنها تترقب بحذر عودته.
أخذت فى تمام الثامنة تحرك كتفيها المتشنجتين وتوقفت عن العمل لتحتسى الحليب متسائله عن مكان وجوده .. ربما ذهب يزور بعض الاصدقاء .. ربما ريبيكا. مزقتها الغيرة ثم شعرت بالغضب لأنه فى الخارج مستمتعا فيما هى تجهد فكرها وجسدها لتنهى كتابه .
أشارت الساعة الى ما بعد الحادية عشرة ليلا عندما سحبت أخر ورقة من الاله ولكنها بسبب الارهاق لم تستطع القاء نظرة عليها .. ثم التقطت صينية العشاء وحملتها الى المطبخ وبعد ذلك راحت ترتقى الدرج .
وجدت فى غرفة النوم صعوبة فى نزع ملابسها. ولكن بسبب توتر عضلاتها شعرت بحاجة ماسة الى حمام ساخن ليساعدها على الاسترخاء. كانت على وشك الاغفاء حينما سمعت هدير محرك البورش.. لقد تركت الاوراق المطبوعة على مكتب غايف وعددها خمس واربعون صفحة.. ابتسمت برضى قلق لأنها متأكدة أنه لم يتوقع منها انهاءها خاصة وهوقد أملى عليها ما أملى بغية معاقبتها.
استيقظت من نوم متقطع فى الصباح التالى فى السادسة فالتقطت أذناها وقع أقدام نظرت الى ساعتها قبل أن تتذكر أن السيدة ميلوكس أخبرتها أن غايف يتناول فطوره فى السادسة.
فكرت بسخط: حسن فليتناوله فى السادسة ولكمت الوسادة.. أيعنى هذا أن على الجميع الاستيقاظ فى هذه الساعة اللعينة ؟ توجهت الى المطبخ خائرة القوى. فمازال ظهرها يؤلمها ومازالت عضلاتها متشنجة. قالت السيدة ميلوكس بحدة وهى ترى وجهها الشاحب:-ان ما تحتاجين اليه هو طعام مناسب. أيها الشبان هل تظنون ان الجسم قادر على الاستمرار وأنتم لا تطعمونه جيدا؟!
فى تمام التاسعة توجهت الى المكتبة فوجدت غايف واقفا أمام النافذة عابسا وهو ينظر الى الاوراق المطبوعة. قال لها ببرود : فى الصفحات الاخيرة أخطاء عديدة وضعت علامات عليها مع التصحيح المناسب.. ان كنت جاهزة أمليت عليك مقاطع أخرى من الكتاب .
تأملت عيناه ببرود جسمها النحيل فى تنورتها الكحلية وبلوزتها الرقيقة المنقطة . شعرت مينا بألم فى أصابعها عندما أنهت عملها ولما نظرت الى ساعتها علمت أن الساعة تقارب الثانية عشرة ولكن عليها حتى تصحيح ما أشار اليه بالقلم قضاء الظهيرة وما بعدها.
قال غايف لها:- أنا مضطر للذهاب لرؤية بناء، كلفته بالعمل فى المنزل الرئيسى.. وسأمضى طيلة العصر هناك .
عندما خرج فكرت أنه ربما على أن أكون شاكرة له هذه الرحمة فبعيدا عنه ستتمكن من التركيز على عملها ولن يشغلها بذلك قربه منها، وردات فعل جسدها الخائنة كان كيانها يذوب حبا به رغم طريقته الفظة فى معاملتها ويا لقلبها الخائن!
صاحت السيدة ميلوكس عندما دخلت الى المكتبة حاملة صينية الشاى فى الساعة الثالثة:- أنت تجهدين نفسك كثيرا واعلمى أنك لن تستفيدى من ذلك شيئا!
عادت بعد نصف ساعة مضطربة لتقول لمينا ان ابنتها الكبرى توشك أن تضع مولودها قبل شهر على الموعد المحدد.
- يجب أن أذهب فلا أحد يعتنى بأبنها الاول جون ..والده فى العمل وقد وعدت ابنتى برعايته. آه غير أننى لاأحب أن أخذل الكولونيل.
- سيتفهم بدون شك وضعك فلا تقلقى اذهبى فقط.
- حضرت لكما قطعة لحم مسلوق للعشاء ولم يبق سوى البطاطا والخضروات.
ما ان خرجت حتى مددت مينا أطرافها المتعبة .. مازال أمامها عمل كثير ولكن ظهرها يؤلمها بشدة لذا عليها أن تستريح قليلا جلست فى المقعد الجلدى المريح تنشد الراحة لمدة عشر دقائق ولكن الدقائق العشر امتدت الى عشرين. عندما انفتح باب المكتبة لم تتحرك وكبت غايف صيحة استغراب بسرعة ثم اشتد ضغطه على فمه حالما شاهد ظلال الارهاق حول عينيها..
علق لاوسون بكآبه :- لقد أجهدت الفتاة نفسها بالعمل .. والسيدة ميلوكس غير موجودة انما فى الفرن بعض الطعام.
- اذهب وحضر لنا الطعام .. سأحمل الانسة هنتلى الى غرفتها فلا فائدة من ايقاظها.
عندما استيقظت كانت الدنيا مظلمة حولها مضت عدة ثوان قبل أن تدرك أنها ليست فى المكتبة بل فى سريرها. تحرك ظل قرب الباب:- اذن .. لقد استيقظت.. هل أنت جائعة ؟
هزت رأسها مرتبكة بشكل مخيف ثم أصبح قلبها فى حلقها لأنه وقف امامها يتفرس فى الظلام بحثا عن وحهها بانتظار الرد على سؤاله. قالت بفظاظة:- لا أنا متأسفة لأننى نمت أرى أننى أفتقر الى الطاقة الكافية منذ ...
تورد وجهها بشدة تحت غطاء الظلام فعضت شفتها وهى تحس بالتوتر الذى يصل اليها من جسم الرجل المشرف عليها. تمتم بفظاظة :- اللعنة عليك مينا .
ثم انحنى فجأة لتحتضن ذراعاه جسمها المسترخى فسرت حرارة عناقه فى كيانها كله وأحرقت أصابعه بشرتها واحست بخفقان قلبه السريع الملح وعرفت أن قلبها يحاكى قلبه فجأة دقت أجراس الانذار فى رأسها .. فهى لا تدرى ما الذى أشعل عوتطف غايف.. ولكنها تعلم أن عواطفه تلك خطر عليها فقد تكشف بذلك نفسها أمامه .. ولهذا السبب وحده قاومت جاذبيته الشديدة المغناطيسية وتصلبت بين ذراعيه تجبر نفسها على البرود .
- لا غايف .. أنسيت أننى مخطوبة ؟
احست بانتفاضة جسمه ثم رأت عيناه تمعنان النظر فى وجهها مخترقة كيانها وكأنه ينوى أن يقرأ ما يدور فى رأسها . وقال بعذوبة:- أريد أن أنسى ذلك ليتنى أنسى! عندما لم ترد أخفض رأسه ليريحه على كتفها وقال بصوت أجش :- هل أكمل ..
قالت لا بصوت مخنوق ولكنها تأخرت فى الرفض وبدل أن يوقفه رفضها أعطاه جواز مرور ذهبت جميع التحذيرات أدراج الرياح وأخذت بلا وعى تبادله عناقه بشغف مضاعف.
- مينا !
كان اسمها مجرد آهه مخنوقة .. احترق احتجاجها تحت ضغط ذراعيه .. ولم تعد ترغب فى أن ينتهى العناق وما أرادت أن يتدخل الواقع فى عالمها الخرافى الذى تشعر فيه بأن غايفنغ يبادلها مشاعرها.
- أتعلمين ماذا يفعله وجودك هنا بى ؟ لقد أصابنى بمرض سرى فى دمى.. والله يعلم أننى أكره نفسى من أجل ذلك.. لكن هناك أحيانا سعادة مطلقة فى استسلام المرء لضعفه وتهوره حيث يتغلب اندفاعه على كراهية النفس التى سيتحملها فيما بعد .. انها احدى تلك اللحظات مينا .. أنت تريديننى رغم خطوبتك لكارسون..
كانت مينا أبعد من أن ترد بوعى فيداها انعقدتا خلف رأسه تنعمان بملمس شعره الاسود ..قال لها متابعا بصوت مخدر :-لا يبدو لى طعمك مختلفا . على الاقل ليس من الظاهر.. ليتها تستطيع البوح بحقيقة مشاعرها تجاهه وليتها تتجرأ على اخباره بفسخ خطوبتها لكارسون ولكن كيف لها ذلك وهى تجهل حقيقة مشاعره نحوها .
سألها مرة أخرى وكأنما يتابع تعذيبها:- هل تعانقين كارسون بهذا الشغف؟ أخبرينى الحقيقة مينا!
أعادتها كلماته الوقحة الى الواقع وذكرتها برايه المنحط بها . حرقت الدموع مآقيها ولكن طرقة خافتة على باب الغرفة ارسلت الرعشة الى جسمها وجعلت غايف يرتد عنها ساخطا.
سمعت مينا صوت لاوسون ينادى :- مخابرة هاتفية كولونيل .. انها الانسة ريبيكا.
ريبيكا ..! ارتدت مينا تدفن وجهها فى غطاء السرير وقد تغلب عليها ألم تحررها من الوهم.
**********
- عرفت أن خطيبك قد عاد .
انصبت الكلمات عليها كمياه باردة. كانا يتناولان الغداء وهذه هى المرة الاولى التى يتحدث فيها عن شئ شخصى منذ تلك الليلة فى غرفتها.
- رأيته هذا الصباح، كان يتنزه على ظهر جواده.. مع سكرتيرته.
تمكنت مينا من الاستمرار فى تناول الطعام بدون الافصاح عن صدمتها، -ألم تعرفى؟ لاأراه فى توق الى الزواج بك.
- وصلت الانسة ريبيكا كولونيل.
لم تكن المرة الاولى التى تبارك فيها مينا تدخل لاوسون لقد عرفت من السيدة ميلوكس التى أنجبت ابنتها صبيا آخر، أن غايف طلب منها تحضير غرفة لصديقته وكانت الغرفة غير بعيدة عن غرفتها.. أحست مينا بالراحة لأنها لم تكن ملاصقه لغرفته حتى ان كانت فى الجناح الرئيسى الذى يشغله ولكن هل سيحول ذلك دون أن تشاركه ريبيكا أو يشاركها هو الفراش؟
منتديات ليلاس
حالما توجه ليستقبل ريبيكا قصدت مينا المكتبة.. لقد أوشكا تقريبا على اتمام الفصل الثالث .. ولكنه حرص منذ وجدها فى مكتبته نائمة على ألا يرهقها بالعمل. كانت تعيد النظر الى ما طبعته عندما دخل برفقة امرأة فاتنة حمراء الشعر، بعثت ابتسامة تلك المرأة الرعدة الى مينا.
قالت المرأة متذمرة وعيناها الزرقاوان تقدحان شررا على وجه مينا :- اذن .. هذا ما يقيدك الى الريف !
رد غايف بصراحة وقحة :- أجل .. كتابى .. لاشئ غيره يبعدنى عنك.
لف ذراعه حول خصرها وشدها اليه ..أحست مينا بالالم وحاولت التركيز على ما تفعله .. ولكنها لم تكن ترى سوى وجه غايف ، وجسد غايف وذراعى غايف حول فتاة اخرى!
عندما تركها أخيرا قالت ريبيكا بصوت كصوت هرير القطة :- حبيبى .. هذا ما أسميه ترحيبا ! ظننتك تكذب على حين قلت انك اشتقت الى. سمعته مينا يسألها وهما مغادران المكتبة:- كم ستمكثين عندى ؟
لم تسمع مينا الرد.. ولكن الايام القليلة التالية كانت بمثابة عذاب شديد لها . بدا أن قدرها أن تراهما معا متعانقين علما أنها بذلت جهدها لئلا تلتقى بهما ومع ذلك كان يحدث عكس ما ترغب فيه .
فى صباح أحد الايام قالت السيدة ميلوكس باستهجان بعدما أمرت بتحضير صينية فطور لريبيكا التى ماتزال فى الفراش مع ان الساعة تجاوزت العاشرة.
- ما هذا بعدل . انها قطعة خالية فليس فيها سوى عقل فارغ.. وسيكون الكولونيل أحمق الحمقى ان ارتبط بها.
ردت مينا بصوت قاس : - انه رجل كامل سيدة ميلوكس .. والان هلا عذرتنى سأحاول انهاء هذا الفصل من الكتاب.
فى الامسية الثالثة على وجود ريبيكا اعتذرت مينا عن العشاء.. وفى صباح اليوم التالى أعطت غايف الفصول الثلاثة كاملة قائلة بهدوء :- ان لم يكن لديك مانع عدت الى لندن بعد ظهر هذا اليوم، فلقد أنهيت العمل الذى جئت من اجله.
رد بخفة يقاطعها :- بل لدى مانع .
ما تزال ريبيكا فى الفراش ولكن غايف اعتاد لسبب ما على تأخير موعد فطوره ليتوافق مع موعد فطور مينا .. ولم تجرؤ على التفكير فى الاسباب كما لم تجرؤ على التساؤل عما اذا كان لهذا علاقة بالساعات التى يقضيها فى الليل مع ريبيكا بعدما تأوى هى الى النوم .
رفضت مينا التجاوب مع الطعم لأنها تشعر بأنه يرمى طعما لها . ولكنها لم تفهم السبب. مادام لديه ريبيكا فلماذا يستمر فى تعذيبها؟
ذكرها غايف:- وعد ميردوك أن تبقى أسبوعين أو ثلاثة.
- لكننا أنهينا الفصول الثلاثة.
- نستطيع المباشرة بفصول أخرى وما أشد ما ستكون سعادة ميردوك حين نفعل. ولم تستطع الانكار..
سألها بعذوبة :- لم العجلة؟ أنت تهينينى خاصة أننى تجشمت عناء دعوة خطيبك هذا الصباح .
كادت مينا تغص بقهوتها .. وتلاشى اللون عن وجهها.. كارسون هنا ! أغمضت عينيها يا الله .. ماذا ستفعل الان ؟ فلن تدوم حقيقة خطوبتها لحظة أمام غايف وما ان يفهم الحقيقة حتى يبدأ بتمزيق ما تبقى من كرامتها واحترامها لنفسها هذا عدا حبها له .
- اتظنين أن اليوم مناسب لتحديد موعد الزفاف أمام الجميع لتحرجيه ؟
صرخت بتهور :- أكرهك ! أكرهك !
دفعت كرسيها الى الوراء وخرجت من الغرفة وفى داخلها رغبة مجنونة تدفعها الى الرحيل، ولكن عنادها وشجاعتها لم تسمحا لها بذلك. ان قدر لها الخزى والذل فلتتحل بالشجاعة لمواجهة الامر بصلابة.
مر الصباح بطيئا بعد الحادية عشرة سمعت مينا وقع حوافر جياد.. كانت فى الردهة واقفة فى مكانها مسمرة عندما تقدم غايف قائلا :- حسنا .. ألن ترحبى به ؟
تحركت كالرجل الالى نحو الباب ولكن الشمس أعمت بصرها ... مينا .. يا الله ! ماذا تفعلين هنا ؟
رفعت مينا رأسها تحجب عينيها بيدها .. كان كارسون يمتطى جواد الصيد الذى يحتفظ به فى اسطبل والديه، والى جانبه كوليت سالنجر الانيقة المتشامخة فوق صهوة فرس أصيلة ..
تحب مينا الجياد، ولكنها تخافها قليلا .. ارتدت قليلا وعيناها متسعتان فى خوف مفاجئ بعدما تراجعت فرس كوليت التى راحت ترفس الهواء بقوائمها بسبب سوط فارستها الذى شق الهواء قبل أن يضرب الحيوان على جانبه ، ليندفع الى الامام ، وعيناه تدوران بغضب مهدد.
لاتدرى ما حدث بعد ذلك فما هى الا لحظة حتى كانت على مسافة امنة من الجوادين ولكنها فى اللحظة التاليةوقفت تحدق برعب الى فرس كوليت التى اقتربت منها وحوافرها تنخفض نحوها ببطء .. ببطء..
- كيكورد! كسر صوت غايف الغاضب شلل أفكارها ثم شعرت بذراعيه تبعدانها عن خطر الفرس الداهم .
سمعت غايفنغ يقول بغضب :- بالله عليك يا رجل .. لماذا لم تفعل شيئا ؟ كادت تقتلها !
خرقت ضحكة كوليت الحادة الساخرة جو الصياح :- لاتكن سخيفا ! لم تكن فى خطر حقيقى .. كان عليها الابتعاد عن طريقى .. انها لا تعرف الاشياء الاساسية عن الجياد .. هذا كل شئ .
انقطع الكلام حالما وصلت سيارة ما وعندما تعرفت مينا الى سيارة ميردوك أخذت تعدو نحو ميردوك الذى كان قد ترجل منها .
- مينا .. يا فتاتى العزيزة .. أنهيت أعمالى فى ايطاليا باكرا وقررت العودة لأرى كيف تسير الامور هنا .
قال غايف بهدوء :- تلقت لتوها صدمة غير سارة .
ثم التفت الى كارسون وكوليت ليقول بحقد :- أما كنتما على وشك الرحيل ؟
صاح كارسون :- أردت التحدث اليك عن الصيد .. اسمع أظن أن الوقت قد حان لتقبل المنطق. ثمة أناس فى هذه المنطقة لا يرحبون بوجود عصابة من المتشردين تدور حولهم ..
قالت كوليت بنبرة حادة :- أجل .. والدى قاضى فى المنطقة، ولا يوافق على هذا .. أنه أمر غير مناسب .
بدا صوت غايف لمينا هادئا الى درجة الخطر فارتجفت وهى بين ذراعى ميردوك :- لا! حسنا.. أؤكد لك آنسة أن فى المنطقة أناسا ينظرون الى بنى جنسى نظرة مختلفة عن نظرتك ولهؤلاء الناس وزنا يفوق وزن ابيك .
أدارت كوليت فرسها فى دائرة كاملة ، وقادتها من حيث أتت يلحق بها كارسون .التفت غايف يسأل مينا بفظاظة :- أتظنين حقا أنك ستجدين السعادة مع حياة كهذه ومع آراء ضيقة الافق كتلك التى تفوها بها ؟
لم تستطع النظر اليه واكتفت بان التفتت الى ميردوك قائلة :- أريد الرحيل .. أرجوك ميردوك .. أيمكننا الرحيل ؟
*******************************************************

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 16-06-11, 08:32 AM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 43133
المشاركات: 73
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدووش عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 68

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدووش غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

كم فصل باقي طولتي علينا

 
 

 

عرض البوم صور هدووش   رد مع اقتباس
قديم 16-06-11, 02:57 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

اسفة حبيبتى على التاخير باقى فصل واحد وهنزله قريبا جدا

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 16-06-11, 07:13 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

10- لحظة خارج الزمن
أعاد ميردوك آخر ورقة من النص ، وصاح متنهدا :- سيكون رائعا .
كان يقرأ الفصول الثلاثة الاولى من كتاب غايف. لم يمض على عودة مينا الى لندن سوى أسبوع واحد ، ومع ذلك شعرت بأن هذا النص قد طبع فى حقبة أخرى من حياتها .
أحست أنها لن تقدر أبدا على اظهار مدى امتنانها لميردوك الذى تحرك بحزم فى ذلك اليوم الفظيع لبعادها عن مسرح الذل، قبل أن يفسح المجال لغايفنغ أو كارسون فرصة لطرح أى سؤال عليها .
قال لها بأعجاب :- تبدين أحسن حالا .. كيف تشعرين ؟
- بخير .. لقد تحسنت صحتها فى هذه الاونة ولم يكن هذا حالها فى الاسابيع الاولى على عودتها من العطلة المشؤمة . استرعى انتباهها صحيفة على مكتب ميردوك .. فتلاشى اللون من وجهها قليلا وهى ترى صورة غايف مع ريبيكا .
قال ميردوك معلقا :- بدأت خطة غايف بالنسبة لمنزله تسترعى اهتمام الصحافة هل سمعت عنه شيئا منذ عودتنا؟
سألت بأستغراب :- وهل على أن أسمع عنه شيئا ؟
كان فى عينى ميردوك شفقة ممزوجة بشئ آخر ربما الاعجاب ..
- اعتقدته يرغب فى شكرك على العمل الرائع الذى أنجزت فيه نصف عمله .. لم يكن ذلك بأمر سهل .
- لم يكن سهلا .
فكرت فورا فى ذلك اليوم الذى نامت فيه بسبب الارهاق على المكتب كما تذكرت كيف استيقظت لتجد غايف فى غرفتها . كانت تتجنب بشتى الطرق التفكير فى غايف ولكن لم يكن ذلك بالامر الهين اذ كانت ذكراه أحيانا تتسلل اليها عن غير وعى منها فتطغى على كل شئ آخر.
بعد ظهر ذلك اليوم رن جرس الهاتف ولكن ما ان التقطت السماعة حتى سرت فى اوصالها الصدمة اذ لم يكن المتحدث سوى غايف الذى سأل عن ميردوك . دام حديث الرجلين عشرين دقيقة وعند انتهت المخابرة دخل ميردوك الى مكتبها وعلى وجهه تعبير القلق فغاص قلبها خوفا.. وسألت :
- ما الخطب ؟ هل غير رأيه بشأن الكتاب ؟
- لا.. ليس للامر علاقة بذلك . يريد أن تعودى للعمل معه .آه لا بأس عليك قلت له ان الامر غير ممكن.
ولن يزيد همومها بالقول لها ان غايف حمله مسؤولية تأخير انجاز النص المتبقى عن الوقت المحدد.
- يستحوذ عليه هاجس بأن كل السكرتيرات عاجزات عن انجاز الطباعة بمستوى انجازك . تعرفين أن بعض المؤلفين يعجزون عن العمل ان لم ينل كل شئ اعجابهم . بل الحقيقة ان غايف لم يتمكن من ايجاد من يستطيع ارهابها كما فعل معها أو من يستطيع تعذيبها لقد لاحظت أنه غالبا ما كان متوحشا معها وان املاءه يتضاعف دوما ومرد ذلك الى تدفق الهرمونات التى يسببها الغضب .
بعد لحظات أردف ميردوك يطمئنها :- لاتقلقى .. قلت له اننى لن أتخلى عنك أبدا ثم عرضت عليه أن أجد بديلا عنك والان عليك المباشرة بالاتصال بمكاتب الاستخدام لنرى ما نستطيع فعله أعرف أن الامر لا يعنينى مينا ولكن هل أنت متأكدة من عدم اهتمامه بك؟ عندما أفكر فى ما أخبرتنى اياه عنه أستغرب رغبته فى أن تعملى عنده .
ردت بمرارة :- انه يستمتع بتعذيبى أعتقد أنها وسيلته لمعاقبتى فرغبته فى تجعله يعى ضعفه وهو يكره الضعف .
- هكذا اذن .. حسنا .. لاأعتقد أننا سنسمع عن الامر شيئا بعد الان .. اتصلى بجون سايمون أريد التحدث اليه .
منتديات ليلاس
رزحت لندن تحت ضغط موجة حرارة شديدة قبل عودة منا اليها وظلت تلك الموجة خمسة أيام أخرى بعد عودتها لذا عندما سمعت فى النشرة الجوية أن الجو سيتغير بعد ظهر هذا اليوم شعرت بالسعادة .
ابتسم ميردوك لها اعجابا عندما دخلت الى مكتبه :- تبدين منتعشة .
كان يرتدى بذلة خفيفة رسمية سترتها مرمية فوق خزانة الملفات ..
- لدى اجتماع مجلس ادارة فى العاشرة .. ولكنه لن يستمر أكثر من ساعة .
بدا المكتب بعد خروجه أهدأ حالا فبدأت مينا بالعمل بسرعة وكفاءة حتى تذكرت رسالة أعطاها اياها ساعى البريد فيما كانت تهم بالخروج من شقتها ذلك الصباح .لم يكن الخط على الغلاف العاجى اللون الفاخر مألوفا لها .. تأملته قليلا قبل أن تفضه .
انها رسالة بينى هولاند فشعرت مينا بعقدة ذنب لأنها لم تراسلها رغم وعدها الصادق بأن تبقى على اتصال بها كانت الرسالة طويلة زاخرة بالكلام فتذكرت المرأة العجوز ولكى تعوض عن نسيان تلك المرأة الطيبة أخرجت مينا بعض الاوراق من درج مكتبها وبدأت تكتب الرد .
سألتها بينى فى الرسالة عما اذا حددت وكارسون يوما للزفاف ..ولأنها لم تشأ الكذب أخبرت بينى بأن الخطوبة انتهت ولكنها امتنعت عن تحديد السبب وشرحت بأنها أعطت كارسون خاتمه اثر عودتها من العطلة وأنهت الرسالة قبل وقت طويل من عودة ميردوك من اجتماعه الذى طال أكثر مما ظن دخل عابسا فسألته مينا عن الخطب لأنها تعلم أنه يحب أن يقص عليها ما يجرى معه عندما يكون محبطا بسبب عدم تفهم أفراد مجلس الادارة لما يقوم به .
- ليس فى الواقع ..اتصلى بغايفنغ كلينتيس لو سمحت .
ولم تسأله المزيد فمن الواضح أن فكرة مشغولا جدا .. طلبت رقم هاتف غايف بأصابع مرتجفة ثم راحت تهيئ النفس لسماع رده .. ولكن عندما سمعت صوت ريبيكا الحاد بدل صوته شعرت بأن مياها باردة انصبت على رأسها ذكرت اسم غايف متلعثمة ونسيت شرح سبب اتصالها .
ما ان سمعت رده المقتضب ( كلينتيس هنا!) حتى حولت المخابرة الى ميردوك بدون ان تتفوه بكلمه بدا لها أن الضوء الاحمر فى أسفل جهازها قد طالت اضاءته ثم وصل مؤلف آخر كان على موعد مع ميردوك فاضطر الرجل للانتظار عشر دقائق . عندئذ قامت مينا بما تقوم به عادة فى مثل هذه الظروف فدونت ملاحظه لميردوك تعلمه بأن من تواعد معه موجود عندها ثم سارت بهدوء لتضع الملاحظة على مكتبه وفيما كانت تهم بالدخول سمعت ميردوك يقول بمرارة :
- أسمع أفهم وجهة نظرك غايف .. ولكن لا تعجبنى طريقتك فى تجاوزى قلت لك اننى لا استطيع الاستغناء عن مينا والان أعضاء مجلس الادارة ينفخون فى نارى هذا الصباح متهمين اياى بالاعاقة .
عندما رفع رأسه ورأى وجه مينا الشاحب الابيض .. قال بسرعة :- اسمع .. يجب أن انهى المكالمة الان .. سأكلمك ثانية .
سألت مينا بشفتين جافتين :- هل هذا صحيح؟ أكان هذا هو سبب الاجتماع هذا الصباح ؟ لأنك قلت لغايف اننى لا استطيع العمل معه؟
- أنت أحد الاسباب .. أجل .. بعدما قرأ رئيس مجلس الادارة الفصول الأولى تحمس لها بجنون .. حتى قرر معاملة غايف معاملة الابن المدلل .
همست بصوت أجش مستنكر:- أتعنى ..
- لا .. لست مضطرة للعمل عنده أقنعت المجلس أن بأمكانى ايجاد سكرتيرة كفؤة بدون الاستغناء عن مساعدتى الثمينة.
- لكن ، هل أقنعت غايف ؟
تلاعب ميردوك بقلمه :- ليس بعد .. ولكننى سأقنعه ، فلا يقلقنك هذا.
كان الكلام أسهل من التنفيذ فقد قلقت مينا بشدة طوال اليوم الكئيب الضاغط الحار الذى انتهى بدون العاصفة الموعودة.. مرت عطلة الاسبوع دون أقل تغيير فى الطقس . وأمضت مينا يوم الاحد فى الحديقة العامة تقنع نفسها بأن الهواء النقى سيساعدها على الشفاء التام لكنها عادت الى الشقة وهى تشعر بفتور الهمة والصداع فمنذ أن عرفت بأن غايف يحاول الضغط على ميردوك وهى تتساءل عما اذا كان عليها الاستقالة من عملها .. فلديها ما يكفى من مال يقيم بأودها حتى تجد عملا آخر ولكن مدخراتها لن تدوم أبدا .. وستكون سعيدة الحظ ان وجدت رئيسا متفهما مرنا مثل ميردوك .
لم تكن قد توصلت حتى صباح الاثنين الى قرار أنذرت التوقعات الجوية أن عاصفة جديدة قادمة ولكنهم منذ أيام يتنبؤون بقدومها وها هى السماء ما تزال زرقاء اختارت مينا فستانا خفيفا بدون أكمام مقلما باللون الابيض والوردى وسترة قصيرة الاكمام تضيف لمسة رسمية تناسب العمل فى المكتب .
لم يصل ميردوك قبل العاشرة بدا مشغول الفكر أما مينا فشغلت نفسها بالعمل مع أن حدسها ينبئها بشر قادم انما متى ؟!
فى تمام الواحدة خرجت لتتناول الغداء فى مطعم صغير لأنه نظيف وخدمته سريعة. عندما عادت كانت الساعة الثانية الا ربعا .. أخذت عيناها تعتادان بالتدريج على برودة وهدوء المكتب بعد حرارة الخارج وتوهجه. كان بالباب بين مكتبها ومكتب ميردوك مفتوحا فاستطاعت سماع أصوات من الداخل .. التقطت دفتر المواعيد عابسة فليس ميردوك على موعد مع أحد فهل يكون ذاك الذى فى المكتب معه من الموظفين. فجأة توقف ميردوك عن الكلام ثم سمعت بوضوح شديد غايف يقول بشراسة:
-حسن جدا .. اذن .. ولكن قل لى شيئا واحدا .. هل فسخت خطوبتها حقا بكارسون اثر عودتها من الكاريبى ؟
حركت مينا ساقين واهنتين ثم ارتجف جسمها كله بردة فعل عنيفة .. لماذا يطرح غايف أسئلة عنها؟ هل يفكر فى استغلال أمر فسخ الخطوبة لاجبارها على العمل عنده ؟ قبل ان تتمكن من صد صوته عنها ومنع تأثيره فى أحاسيسها الهشة الضعيفة سمعت ميردوك يقول بهدوء:
- هذا على ما أعتقد شأن مينا الخاص .
- ولن تسمح لها بالعمل عندى؟ - لن أجبرها على ما لا تريد وقبل ان تسأل لاأعرف سبب رفضها كما لا أعرفسبب اصرارك على أن تعمل عندك .
- ألا تعرف السبب ؟!!
كانت كلماته مشحونه بعدم تصديق محتقر:- أعتقد أن من السذاجة السؤال عما ستجنيه من مساندتك لها هكذا؟
سمعت مينا ميردوك يقول بحدة :- ماذا تعنى ؟ اسمع سؤالك وقح جدا لا ساذج .. مينا هى سكرتيرتى وهى فتاة جذابة جدا .. بل هى الان أكثر جاذبية مما مضى خاصة بعدما تغلبت على عدم الثقة بنفسها بسبب ما غرسته فى نفسها عمتها .. لكن بالنسبة لعلاقة قد يرغب فيها أى منا فأؤكد لك أننى متزوج وأننى سعيد بزواجى على فكرة مينا فتاة تؤمن بالحب .
لم تنتظر مينا سماع المزيد فشدت حقيبتها وأسرعت الى الخارج غير قادرة على تحمل مواجهة غايف وارهابه لها للعودة الى كوتسولد . حين خرجت الى الشارع أدركت أن الجو قد تغير وأن الغيوم السوداء قد تلبدت فى الافق .. قالت لفتاة الاستقبال انها ذاهبة الى المنزل لأنها متوعكة . وفيما كانت تخف الخطى فى الشوارع المزدحمة وصولا الى محطة الباصات .
سمعت هدير الرعد ورأت الغيوم تتلبد بشكل سريع لا يصدق واخذ البرق يومض وازدادت عتمة بعد الظهر .. ثم فجأة بدأ المطر بالتساقط أولا ببطء ثم بقوة . لم تكن العواصف ترهب مينا لكنها لم تكن تجدها جذابة، خاصة وهى لا ترتدى سوى فستان رقيق وسترة رقيقة.. وحين وصلت موقف الباصات كان المطر يتساقط من ملابسها بغزارة وجدت موقف الباصات مهجورا لأنها للاسف وصلت بعدما غادر الباص بقليل .. أحنت الهزيمة كتفيها وارتجفت تحت سوط المطر متمنية لو تجد مكانا تلجأ اليه..
ما هى الا دقائق حتى تخدرت أصابعها من البرد وكانت فى هذه الاثناء تنتظربلا طائل وصول باص اخر. كان المطر غزيرا بحيث أنها لم تشاهد السيارة القوية التى تقدمت ختى توقفت امامها .. انفتح الباب ليطل غايف وهو يقول لها مهددا :
- أتدخلين طوعا أم أستخدم القوة؟ لاتحاولى الهرب مينا .. فلست فى مزاج يسمح لى بأن أكون لطيفا معك حين ألحق بك .. وأقسم بأن ألحق بك!
تعرف أنه يعنى ما يقول لذا أذعنت لأمره فصعدت السيارة وان على مضض كانت المياه تتقطر من ثيابها على المقعد العاجى اللون .
- ماذا .. كيف عرفت أين تجدنى ؟ عرفت سلفا الرد على سؤالها الاول :- ماذا تفعل هنا .. لذلك طرحت السؤال الثانى الذى أجاب عنه :
- لم يكن الامر صعبا .. فقد انزعجت فتاة الاستقبال من الطريقة التى هرعت فيها الى الخارج فجاءت تخبر ميردوك وهكذا استطعت معرفة وجهتك أنت تفرين منى كحيوان مذعور؟
لم ترد عليه بل ظلت تحدق الى الرصيف ولكن عندما أدركت أنهما لا يتجهان الى منزلها قالت بذهول :- الى اين تأخذنى .. أنت تسلك الطريق غير الصحيح!
- وهو طريق سرنا فيه أكثر من مرة مينا .. أنا أصطحبك الى منزلى لأننى اريد التحدث اليك .
- ليس بيننا ما يقال لن اعمل عندك حتى ولو كلفنى ذلك عملى .
- هل قلت اننى أريد أن تعملى عندى ؟
حيرها السؤال .. ان كان لايريد أن تعمل عنده فماذا يريد منها أذن ؟ الا اذا كان يريد أن يسخر من انفصالها عن خطيبها . ارتجفت فجأة بفعل البرد والخوف فلامس العبوس عينيه :- انت غارقة بالماء .
مد يده يدير زرا فبدأت الحرارة تتدفق الى السيارة :- ماذا دهاك حتى تهرعى الى الخارج بهذه الطريقة ليس الخوف بالتأكيد؟ فلن تخاف فتاة واجهت الموت بشجاعة .
ارادت أن تصرخ :- لا تؤلمنى اكثر من هذا ! لكنها أطبقت شفتيها بحدة على الكلمات.. لقد أذلت بما فيه الكفاية. كانت غارقة فى أفكارها الى درجة لم تلاحظ معها أنهما انعطفا عن الطريق الرئيسية ودخلا الى مرأب تحت الارض فسألت ثانية :- الى أين تأخذنى ؟
- قلت لك .. الى حيث نستطيع الكلام بدون أن يقاطعنا أحد.
أطفأ المحرك ومد يده الى ما وراءها يستعيد سترته وقد جعلته حركته هذه يلمس ذراعها المبتلة فانتفض جسمها .
- حسن جدا .. هل تترجلين وحدك أم أحملك ؟
كان لكلامه التأثير المنشود.. فتعثرت وهى تترجل ثم ترنحت قليلا من أثر الصدمة والارتباك أمسك غايف ذراعها يجرها نحو مصعد خاص حملهما بصمت عميق الى الاعلى . بعدما توقف المصعد واجههما باب واحد أشار غايف اليه ثم فتحه .
رأت فى مدخل الردهة الصغيرة سجادة ذهبية قاتمة ولوحتين رائعتين علقتا على جدران مفتوحة على غرفة جلوس ضخمة فيهاأبواب زجاجية تطل على المدينة . من الواضح ان الشقة أوسع من شقة مينا بكثير .. وعت ببؤس مظهرها الاشعث وثيابها المتقطرة ماء .. نظرت الى ديكور الغرفة ذات الجدران الرمادية الفضية وذات المقاعد الجلدية السوداء انها غرفة لا تظهر سوى فى المجلات الراقية لكن مينا وجدتها مجردة من اللمسات الشخصية وغير مريحة .
اختفى غايف باتجاه غرفة اخرى وشهقت حين عاد وبيده منشفة سميكة ناعمة .. قال يأمرها باقتضاب:- هيا جففى نفسك قبل أن تصابى بالمرض .
أسرع اليها يساعدها على تجفيف نفسها بقسوة ووحشية فحاولت ابعاده عنها ولكن بدون جدوى فقد كان مصرا على ما يقوم به وكان يعاملها وكأنها طفلة عاجزة .
لاتدرى بالضبط متى تحولت الحركات العنيفة الى لمسات مثيرة .. ففى لحظة كانت تقف مرتجفة والكره يسبطر على مشاعرها وفى التالية أصبح جسمها المتجمد بردا يستجيب للمسته بطريقة غريبة. وراح الدم الذى كان ثلجا ينتفض فجأة فى عروقها حاملا معه رسالة قديمة كالزمن عنوانها الحب والحاجة كان حبها موجودا فى عينيها المشعتين وفى كيانها كله فجأة توقفت يداه ووقف جامدا أما هى فلم تعد قادرة على منع الاحتجاجات الخافتة عن فمها .
- مينا !
نطق اسمها بصوت أجش يعكس رغبته ثم أردف:- أتريديننى؟
- اجل ..
بداأن قدرة ما استطاعت التغلب على تعقلها فتحركت نحوه تضغط أصابعها بخفة على وجهه ، وعلى خطوط فكيه وعنقه تتحسس حنجرته وهو يبتلع ريقه بصعوبة ثم تاهت بانتصار أنثوى حين التفت ذراعاه حولها ورفعها بينهما . لماذا لا تأخذ ما قسمته الاقدار لها ؟ سيكون هذا أقل مما يكفيها فى السنوات القادمة !
قال غايف بعجرفة :- قولى لى أنك تريديننى .. قوليها !
- أريدك . كان هذا اقرارا أجش محطما ولكنه لم يرضه فقد أمسك معصميها وثبتهما ثم أصبحت عيناه بلون الجاد القاتم وكرر السؤال:
- لا تقولى هذا فقط بل أظهريه لى .
كان عليها فى هذه اللحظة بالذات العودة الى رشدها اذ لا يمكنها معانقته بدون أن تفضح حقيقة مشاعرها .سمعته يحثها بصوت أجش :
- أريدك أن تتذكرى بعد افتراقنا لحظاتنا معا كما اريد ان تتذكرى طعم عناقى .
أجفلها كلامه الجرئ ويبدو أنه شعر بردة فعلها فقست عيناه وأطل منهما سؤال ارتجفت منه حتى قبل أن يطرحه :- متى فسخت خطوبتك ؟
منتديات ليلاس
- انا.. وضاعت منها الكلمات .. فاكمل:- هل فسخت الخطبة اثر عودتك من الكاريبى ؟ لا تكذبى على مينا .. أعرف ما حصل .. أترين .. لقد راسلتنى بينى هولاند وقد شملت رسالتها وقائع أثارتنى منها ما هو متعلق بفسخ خطوبتك .
لماذا تركتنى أعتقد أن الخطوبة ماتزال قائمة ؟ حاولت مينا أن تهز كتفيها بلا أكتراث أرادت النهوض والهرب بعيدا ولكنه ثبتها حيث هى ..
- أنت تحبيننى .. اليس كذلك ؟
- لم أشأ اخطارك بفسخ الخطوبة لئلا تظننى أرغب فى فرض نفسى عليك .
- وأنت لا تريدين هذا؟ اغرورقت عيناها بالدمع وهزت رأسها موافقة .. فأكمل :- وهكذا أسأت فهم الموقف .. كما أسأت فهم أمور كثيرة كاعتقادى بأنك فتاة عابثة .
- لم أكن قط عابثة بل كنت اتجنب الرجال الذين يرغبون فى.. أترى ! عمتى التى ربتنى علمتنى أن الفتيات الطيبات لا يفكرن فى هذه الامور .
- لا بأس عليك .. فهمت الصورة.. لذلك كنت سعيدة مع كارسون قانعة بالزواج به حتى بدون رغبة أو حب .
تورد وجه مينا لصراحته ولكنها لم تستطع نكران ما قال .. ثم قال أخيرا بعد صمت طويل:- اذن .. اين يتركنا هذا ؟
نظرت اليه متوترة :- لاتقلق لن أفرض عليك حبى .
- مينا .. اصغى الى . أمسك بوجهها بين يديه وأجبر عينيها المرتبكتين المغرورقتين بالالم على الالتقاء بعينيه :- ان اخر ما ارغب فيه هو ايلامك يا الله .. الا تعلمين ما تفعلينه بى عندما تكونى بين ذراعى ؟
تمالك نفسه ثم أردف بهدوء :- أنت تعرفين سبب وجودى فى سانت ستيفان .. كنت أحاول التخلص من عقدة ما اصابنى فى أفريقيا وكان أخر ما أريد أن تبدد راحة نفسى مخلوقة ترتدى ثوب بحر مثيرا أبرز جمالها الذى كاد يدفعنى الى الجنون مخلوقة تعد عيناها ببراءة ممزوجة باغواء حواء .. لذلك قلت لنفسى انك تتعمدى اصطيادى واخذت أقنع نفسى بهذا متجاهلا الدلائل التى تشير الى عكس ذلك وعندما أسرنا قلت لنفسى ثانية ان على الامور ألا تتغير وأوهمت نفسى بأن ما أشعر به نحوك هو نتيجة تقاربنا لكن هذا التقارب مهما كان مؤثرا لن يدفع رجلا لقتل رجل آخر لمجرد أنه نظر الى أمرأة .. أتذكرين ساعة هروبنا من الكهف ؟
ارتجفت مينا :- أجل .. ذلك الرجل ..
- كنت أعرف أن تلك وسيلتنا الوحيدة للهرب لكنك لم تعرفى ما كلفنى اجبارك على تمثيل الدور أظننى عرفت ساعتئذ مدى براءتك بل عرفت أننى وقعت فى حبك عاقبتك على جرأتك فى اقتحام دفاعاتى غير ان تصرفاتى لم تكن مقصودة حتى حين وصل بنا الامر الى حدود الاستسلام ..
لاحظ تورد وجهها فابتسم:- انها ليست بذكرى سعيدة لكلينا لقد كره جزء منى طريقة تصرفى معك أما الجزء الاخر فقد كافح لتبرير تصرفى بالاصرار على أنك كنت خبيثة تستغلين طهارتك كورقة رابحة.
وظننت أننى تجاوزت تأثيرك بعدما غادرت الكاريبى .. لقد كان رحيلى عملا جبانا ولكننى خشيت أن أخضع لمشاعرى فأطلب منك الزواج متوسلا ثم ظهرت لى فى منزل كيكورد .. وكادت الصدمة تخرجنى عن طورى خاصة عندما عرفت أنك خطيبة ابنهم.
قالت مينا برقة :- فسخت الخطوبة حالما وصلنا الى المنزل لكنه أقنعنى بالتظاهر بأننى خطيبته حتى نهاية الاسبوع فقط .. فهو لم يرغب فى افساد خطط عطلة أبويه .
- كانت النتيجة أنه اكتشف وجودى فى غرفتك .. ومن المؤسف أنه لم يعرف ما كان سيجرى بيننا لولا وصوله ، فلو جرى ما كنت أنويه لما تركتك ولتجنبنا هذه الاسابيع من البؤس والعذاب .. بعد تلك العطلة واجهت الحقيقة وعرفت اننى احبك فعلا ظننتك مخطوبة لكارسون لكننى اقنعت نفسى بأنه من الممكن فسخ الخطوبة وقد فكرت فى ان أقول له أنك كدت تستسلمين لى ثم جئت مع ميردوك الى ذلك الغداء المشؤوم ..
واكتشفت أننى لا أعرف ما يجب أن افعل :- أأقتلك ؟ أم أقتل كارسون أم أقتل نفسى ؟ اعترفت له مينا :- خشيت ان تعرف حقيقة مشاعرى وكان ان تركتك واهما بانه خطيبى .
- لم يغير شيئا حتى ظنى أنك مازلت خطيبته وحتى أغير مشاعرى نحوك أجبرتك على العمل عندى ولكن وجودك قريبة منى ومع ذلك بعيدة عنى كاد يفقدنى صوابى أردت معاقبتك حتى تتوسلى الى أو حتى تعترفى بان كارسون لا يعنى لك شيئا .بعد ظهر ذلك اليوم ، عندما عدت فوجدتك نائمة من الارهاق .. اعترفت مرة أخرى بهمس :
- أردت منك أن تضمنى وتعانقنى .. ولكننى كنت خائفة ان افضح ما أشعر به نحوك .. ثم هناك ريبيكا ..
هز كتفيه :- انها صديقة قديمة ، لاأنكر أننى استغليتها على امل ان اجعلك تغارين .
- ولقد نجحت فى هذا .
- كدت أخنق كارسون حين ترك ذلك الجواد المتوحش يهاجمك .. وددت لو أسأله ما اذا كان يهتم بك أم لا .
- وخفت أنا أن تقول له شيئا وما أشد ما كان امتنانى لظهور ميردوك .
- أجل .. لاحظت هذا .
انبته مينا :- ليس عدلا تجاوزه وتقديم شكوى ضده فى مجلس الادارة .
- انا رجل مغرم وهل للعدل يد فى مثل هذه الامور .. عندما تلقيت رسالة بينى لم أصدق عينى .. فقد سألتنى عن رأيى بمسألة فسخ الخطوبة .
- سمعتك تسأل ميردوك عن هذا ثم خشيت أن تعرف ذلك ثم تستنتج حقيقة مشاعرى.
- لو عرفت ذلك لأدركت وقوعك فى حبى .
- غايف انس أننى أحبك لأننى أرفض أن أفرض عليك حبا لا تريده .
- مينا.. هل لديك فكرة عما شعرت به بعدما عرفت انك فسخت خطوبتك من اجلى وبعدما عرفت أنك واقعة فى حبى ؟ يا الله ! ألا تدركين أننى واقع فى حبك حتى أذنى ؟ الاتدركين ان قلبى يختلج لمجرد رؤيتك وان روحى تحلق عاليا بمجرد احتضانك هكذا بين ذراعى ولكننى آسف اشد الاسف لأننى المتك ..
- أردتك، واحببتك حبا لم اعد أهتم معه حتى بالالم.
تمتم ببطء :- أنت لى .. لكن أتدركين أن زواجنا سيثير فى المنطقة بعض الاقاويل ؟
- كثير من الاحبة يبقون أحبة بدون زواج هذه الايام ..
- لكننا لن نكون منهم .. ما اعنيه ان زواجنا سيكون موضوع كلام الجيران خاصة أنك كنت حتى أيام خطيبة كارسون
- لاأعباء بكلام الناس بل جل ما يهمنى أن أحمل يوما طفلك
- ومن قال اننى أرضى بطفل واحد .
ردت مازحة :- ومن قال اننى ارضى بالزواج بك ؟
ارتد قليلا وقد اسودت عيناه :- لن تجرؤى على عدم القبول لأننى أريدك زوجة واما لأطفالى وارفض كل الرفض ان تكونى امرأة تشاركنى السرير فقط أريد كل شئ أولاشئ .. فماذا تختارين ؟
أعطته ذراعاها المفتوحتان وعيناها المشعتان الرد فالتفت ذراعاه حولها واستجابت له ولحبه الذى اشتاقت اليه وعرفت للمرة الاولى مايعنيه الحب .
**********************************************
تمــــــت بحمد الله
اتمنى ان تكون اعجبتكم وشكرا

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احلام, بيني جوردن, دار الفراشة, خارج الزمن, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:52 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية