كاتب الموضوع :
عبير قائد
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
يوسف ............
( همسة حانية اخذتني من الثرى الى الثريا ..... انتشلتني من الوحل .... من الشتات الى الانتماء ..... هي انا وانا هي ...)
يوســف الشهـــري .. (جوزف) ..26 عام انهى دراسة الطب ويتخصص الان بالجراحة.. يوسف سالم الشــهري...
جوزيف ....جو ,,,,, والاسم الذي احبه لان حبيبتي تحبه هو يوسف ....... النمر الخاص لهمس ......
دكتور الماني اصل عربي ...... واصلي هو مشكلتي ومعاناتي .... جعلني اعيش حالة من الشتات وعدم الانتماء .... اشعر بالراحة مع امي بالمانيا .... وبالخطر يحيط بي في بلدي
يوسف شخصية اثارت الكثير من الاعتراضات والمناقشات لتصرفاته مع نفسه والاخرين ور
دود افعاله مع همس ......يوسف ( الفيس الحباب للكاتبة ... اخذه على مشمه من اول مشهد ) غضب وقهر ..... حزن وشتات .... حيرة واضطراب .... قسوة من اهل ( المفروض انهم اهل للحماية والسند) وليس للعدواة... والحقد .....
يوسف ... ايها القراء كيف اتصرف بكل ادب واحترام ... وانا نتيجة غير شرعية ... وفاقد هذا الادب والاحترام من اهلي ومن نفسي( وفاقد الشيئ لا يعطيه ) ... اعيش في حالة من الشتات هل انا الماني ام عربي ... هل انا ادين بالاسلام ( ديانة لا اعرف منها شي ) ام المسيحية التي اعرف عنها كل شيئ ...... ( عمي شرشبيل ..) يحاربني ويحاول السيطرة علي ظنا منه انه سينال حقه المهضوم ..... وانا احاول ان ابعد عن كل ماهو عربي ( الا وسام وعائلته .... لانني اعتبرهم المانيين اكثر منهم عربيين ..) واخيرا اجد امامي قطة مشاكسة .... تخربش وتعتقد انها تجرح .... تجادل وتقاوم بضراوة وتعتقد انها تحارب بقوة ...... وكيف تنتصر على نمر ...( وهل للقطة فرصة مع نمر ......) لفتت انتباهي بعينيها الملونة ... التي تتغير درجة لونها بدرجة حالتها المزاجية ...... اوضحت لي منذ المقابلة الاولى انها تكرهني .... ولا تريديني ..... فاوضحت لها العكس .... بانني كل امانها وانالها وانها تريديني وتحبني ...... كما انها اماني واستقراري وانتمائي ...... بالرغم من العقبات ... وجد فيها نفسي ..... ووطني .... وارضي ..... وقلبي معها نبضي حياتي في يدها ... فكان يجب ان اتبعها ..... وفعلا ( تغلبت القطة على النمر ...)
يوسف ومقتطفات من الرواية
1-مشهد يوضح حالة يوسف النفسية بعد مقابلته لاهله ولاول مرة في حياته ومرارة الرفض .... والشعور بالالم والحزن والغضب كالعلقم في الحشا ... مع عزم على الوقوف مرة اخرى على رجليه وعدم الهزيمة والاستسلام ......
في مكاان ليس بالبعيد..
قريب قريب جداً.. في مطاار عدن الدولي..
يجلس وحده.. يتأمل المطر الخفيف الذي نزل مع تباشير الصبااح وعيناه لا تريان اي شيئ..
الم .. حزن عميق.. غضب ولهيب.. يحترق من الدااخل ويكوى بلا رحمة .. كانت النية قتله .. كلمة كتلك لا تقاال الا بنية القتل.. مزقته بلا رحمة .. تركته ينزف الالم بلا توقف.. يحترق ويحترق بنيراان لاهبة .. اغمض عينيه وذكرى الوجع تمعن فيه اذلالاً وتكسره .. تكسره بقسوة الى ان انحنى ظهره ولم يعد يقوى على الوقوف..
لم يعد في جسده مكاان لم تطاله الجروح .. قلبه وعقله وكل جزء منه .. لا يزاال يصرخ ويصرخ .. وشفتاه مغلقتين بقفل من حديد..
الى متى ستظل ساكناً بلا اي رد.. الى متى .. تنهد وخرجت انفااسه لاهبة تحرق شعيبااته الهواائية وتزيد وجعاً على وجع!!
لابد ان يقف مجدداً .. بدل ان يجلس متلوياً بألمه هكذا مرمياً على الارض بلا حراك ينزف الجرح الماً ويبكي الوجع .. يجب ان ينهض .. وان تعثرت اقداامه ونزف المه حتى الثماالة.. عليه ان ينهض فالكلمة التي لم تقتله .. زادته صلابة .. الجرح سيلتئم ..والعزيمة ستشتد والنزيف لن يستمر الى الابد..
سينهض كالعنقااء ولكنه لن ينهض هنا.. يحتااج ان يزحف بجرحه بعيداً ويسهر عليه وحده يطببه .. سمع الندااء لرحلته فاسرع الى البوابة ومنها الى الطاائرة..
لم يكلف اي منهم عنااء المجيئ لودااعه .. وكأن الجميع قد ارتااح وتقبل رحيله وكأنها الحل الوحيد..
يالتلك القسوة .. يالتلك الفجيعة.. اهله وقبيلته .. كلهم يتخلون عنه !! ماذنبه هو ؟؟ ماذنبه ؟؟
2-مشهد غضب ..... غضب ... وضيق .... ونمر محبوس في الصدر .....
زفر بضيق ورمى الكتاب الغليظ من يده وهو يدور في غرفته الواسعةبغضب مكتوم .. ارتدى قميصه وجاكيته الصوفي الذي يقيه من البرد القارص في هذا الوقت من العام .. نظرالى الخارج حيث تساقطت الثلوج تغطي كل المنطقة فارتدى حذائه المبطن واسرع مهرولاً .. للخارج
3-يوسف في عيون جده
نظر له جده بحزن خالص .. رأى الكبرياء والعنفوان بكل صوره .. وكأنه يرى والده امامه ..
4- حالة النفسية ليوسف بعد عودته من عند اهله اول مرة .....
.. لا يزال ينسج من خيوط الماضي قصصاً لا تزال معانيها خافية حتى عليه .. لم يكلف نفسه بالبحث ولم يكلفها عناء الفهم .. سمع وركن الى ماعرف.. صدمته اقوى منه .. هدت فيه كل عزيمة .. ولا لوم عليه
5-خاطرة نثرية توصف بدقة حالة يوسف قبل همس ....
اختناق ..
شعور مؤلم ذاك حين العالم كله يطبق عليك بلا رحمة.. تغوص في وحل قذر يخنقك يكسيك بلزوجة الاخطاء ويغمرك بروائحة العفنة ..... تخبط .. عمــى .. سمه ماشئت .. عيناك مغمضتان .. مفتوحتان .. لا تزال الحقيقة واضحة ..
وحـــــل ...... وأنت وحدك تغرق فيه........
6-جزء من خاطرة لغادة السمان شعرت انها تتكلم وتترجم ما بداخل يوسف
لا تسلني عن اسمي . . ربما كان لا أحد . .
لا تسلني عن وطني . . ربما كان اسمه : أوراقي . .
لا تسلني عن حبيبي . . . ربما كان اسمه : النسيان . .
لا تسلني عن أبي . . ربما كان اسمه : الغربة . .
سلني عن أمي . . وحدها أعرفها جيداً ( غادة السمان ). .
7-يوسف في عيون همس في اول مقابلة بينهما
تسارعت انفاسها وهي تراقب بنيته الضخمة كيف استوعبها الكرسي .. كتفاه العريضين بالقماش الازرق الخفيف .. وفتحة العنق التي تصل الى منتصف صدره .. رأسه المتعجرف بعنق طويلة .. ملامحه الخطرة التي تناظرها بعينين ضيقتين تحت حاجبين كثين .. شعر بني كثيف يغطي نصف جبينه ويصل الى منابت عنقه .....لم تغفل عينيها عن ذاك البريق في العينين .. مغص انتابها وهو يعيد نطق حروفها .. لا تعرف لما بدأ اسمها غريب .. بعيداً عن معناه في صوته الخشن .. وكأن كل حرف لا يرغب بمغادرة شفتيه .. أو كأنه يتلاعب بكل حرف حتى ينهكه قبل أن يلفظه ..بطريقة كسوله .. بطيئة ...
كنمــــر يتلاعب بغزال
8-في هذا المشهد بدأ السحر بين يوسف وهمس
ذراعين تلقفتاها بسرعة .. يدين ككماشتي حديد قبضتا على ذراعيها .. وجسد قوي رشيق أحاط بظهرها قبل أن تلامس الأرض لتقع بثقلها عليه ..
شهقت بصوت مكتوم وهي تقترب من صدر عريض دافئ .. رفعت عينيها اليه بذعر .. للمرة الثانية ترى عيناه .. عينا نمــر متحفز .. حلقتاه السوداوتان استحكمتا بحر العسل .. وغامت العينين وهو ينظر اليها .. وجهه يبعد انشاً واحداً عن وجهها .. وأنفاسه الدافئة تلفح شفتيها ..
أصابعه الحديدية تحفر ذراعيها بلا رحمة .. صدره الخافق بجنون يضرب صدرها .. عروقه النافرة تستجدي الرحمة لأنفكاك اسر دماءه التي غصت بها .. رأته يبتلع ريقه بصعوبة كحجر يجثم في حلقه .. وهو يبدو مأسوراً بقربها ..
طالت اللحظة بينهما حتى ظنت أنها لن تنتهي .. لن تنتهي قط .. الا انها انتهت .. بصرخة من ذاك الثمل انتهت .. وانفلتا من بعضهما بعصبية .. أفلتها وكأنها تحرقه .. وابتعدت عنه لأنها يَسِمُهـا
9- رد فعل يوسف على هذا السحر .....
شقت شفتيه ابتسامة وهو يتذكرها .. وسرعان ماتحولت ابتسامته الى ضحكة متشفية وهو يتذكر مافعله بها .. تستحق هذا .. فكر بغرور .. ولكن افكاره عادت به الى حين ما امسكها قبل أن تقع .. رجفة غريبة تحكمت بعضلات قلبه .. وجف حلقه وهو يتذكر ملمسها تحت أصابعه ..
توترت خطواته .. وعض شفتيه وهو يتذكر لون عينيها الغائم .. وارتباك أحاسيسها الظاهر من عينيها ..
تنهد بغضب لانفلات مشاعره .. ماذا يريد منها؟؟
لاشيئ .. فكر بغرور .. ومالذي سأريده من متخلفة مثلها
10- مشهد يوسف مع امه
.. ورأى تلك المرأة المتدثرة بمعطفها الطويل وفرائها الناعم ..
رأى اللهفة في عينيها وهي تقترب منه .. طولها يقارب طوله .. رغم نحول جسدها .. شعرها الكستنائي يتطاير حولها بحرية .. نظر الى عينيها الزرقاوين ببرود .. ولم تخفى عليه تلك الدموع المترقرقرة في الصفحتين الجليديتين .. قال بخشونة:
-ماذا تفعلين هنا؟؟
-اشتقت اليك ..
قالتها بصوت مكتوم .. واقتربت تحيط وجنتيه الخشنتين بكفيها الصغيرين وهي تهمس:
-كيف طاوعك قلبك لتهجرني طيلة هذه المدة بني؟؟
نظر الى أمه بقلب راجف .. ورغبة عارمة لا يستطيع تفسيرها بالارتماء بين ذراعيها .. همست له:
-جوزيف ..
نظر اليها مجدداً فقالت ودموعها تنهمر بقوة على وجنتيها:
-أرجوك بني .. سامحني ..
حينها فقط لم يتحمل أن يراها هكذا .. اندفع يغمرها بين ذراعيه بقوة .. وهي تشهق باكية .. وعضلات صدره تكتم بكاءها ..
شعر لأول مرة منذ وقت طويل .. طويل للغاية .. براحة غمرته .. ولو لبضع لحظات فقط ..
كان لديها ماتقول .. وهو سيكون كل اذان صاغية.....
11-
جانــــــــــــــــــــا
بصمت امرأة فاتنة بمنتصف العشرينات شعر ثلجي قصير .. جسد طويل انثوي بامتياز .. معطف فرو بلون القرفة ناقض بياض بشرتها وعينيها الثلجيتين .. تشبث بيديها تؤأمين لم يتجاوز عمرهما الرابعة .. ونظرات خجلة متواربة
.. اشتم رائحتها المميزة عطر فرنسي راقٍ ونسمة جليدية .
12-
حكاية جانا ويوسف
انه غاضب .. عصبي وكله بسبب تلك الجانا ..
تذكر ايام مراهقته وكيف كان يرافقها كظلها .. أحبها !! نعم أحبها بجنون .. وهي بادلته المشاعر كذلك .. حتى انهما هربا معاً في ذات يوم !!
وقضيا أياماً طويلة في كوخ ريفي تملكه عائلتها في سويسرا .. ولكنها مدللة حمقاء فاسدة .. فكر بقهر..
لم تكتفي بخيانته بل هي تركته لأجل ذلك الطيار الذي التقته في فرنسا ..شعر بالغيظ يتملكه .. يغار!! لا ليست غيره .. فهو لم يكذب حين أخبرها أنه قد تخطاها منذ سنوات .. ولكنه الغيظ .. تركته هو .. لرجل سواه ..
شعر بدماغه تنفجر وهو يتذكر ندمها ورجوعها اليه بعد ايام من زواجها بذاك الفرنسي المتكبر ..ولكنها نسيت شيئاً واحداً فقط ..
ليس هو .. ليس يوســف الشهري من يرغب ببقايا غيره .. ان كانت قد اختارت سواه .. فهو لن يحارب قط لأجل امــرأة .. مطلق امرأة ولو كانت حب عمره ..
لقد لفظها من حياته وقلبه وعقله .. لفظها نهائياً ولن يعود اليها مطلقاً .. هو لن يُذل لأمرأة ولن يقضي حياته يرجو رضاها .. ولن يدخل في منافسة لأجل أي امرأة .. لاهي ولاسواها
13-
يوسف ومشاعره مع همس
هل كان مهتماً؟؟ نعم .. اهتم بها .. لاتهمه صفة الاهتمام هذا الان .. فليفكر لاحقاً ..لا يزال حانقاً على مافعلت به صباحاً .. ولكنه مهتم .. ولن ينكر ( عندما صفعته على وجهه... اثناء سرقة الحقيبة )..
راقب تنفسها المنتظم ووجد نفسه راغباً في أن يمد يده ليحيط بكفها المستكين على الفراش..رغبة عارمة أن يلمسها مجدداً ..
أن يشعر ببشرتها الناعمة بين يديه .. ابتلع ريقه وهو يتراجع عن أفكاره الجنونية .. لماذا تمارس هذه الفتاة مثل هذه السلطة عليه .. تملكها بقوة .. سواء أدركت هذا أم لم تدركه .. تراجع ليجلس على المقعد وهو ينظر اليها ..
لماذا يشعر نحوها هكذا؟؟ انه مهتم بها وهو يعترف.. والسبب الاكبر لهذا انها لا تطيقه .. عنيدة .. حمقاء ..أطارت بصوابه .. نعم لقد فعلت .. وهو إن وضع أحداهن في رأسه فسيحصل عليها مهما كان الثمن ..
وهمس فعلت .. لقد دخلت في رأسه وتغلغلت حتى اعماق خلايا مخه العنيدة.. اعتصر مسند المقعد قبل أن ينحني الى الامام ويمعن النظر الى ظل جسدها النحيف .. مالذي تود أن تفعله ياجو؟؟ فكر بهدوء .. مالذي تريده منها ؟؟
يريدها لأسباب تتعلق بنفسه .. بروحه .. باطمئنانه .. يريدها ان تعيده الى نفسه .. أن تعيده الى حقيقته التي لم يعرفها قط من قبل .. يريد أن يكتشف معها هي .. من يكون هو؟؟
سيواجه بها أشباح ماضيه وجواهل مستقبله الذي يراه مظلماً على غير عادته .. سيواجه معها عواصف عاتية يعرف انها لابد آتية .. سيواجه عائـلته .. وسيواجه عائلتها
14-
يوسف بعد عرض الزواج
تركها وعاد لمنزله .. بخطا ثقيلة وكأنما ذاك الذي كادت النشوة تهلكه لم يكن هو .. خطاه ثقيلة متعبة وكانما يجر أحمال العالم خلفه وفوق كتفيه .. طلبها للزواج !! لماذا فعل ؟؟ ألأنه يحبها ؟؟ نعم .. نعم هو يحبها .. واجه نفسه بقوة .. لايمكن أن توصف تلك المشاعر سوى بالحب .. اي اسم آخر لها اذن
15-
حيرة يوسف
هل كانت صادقة حين قالت انها موعودة لقريبها .. لما لا يستطيع الاطمئنان لما تقوله .. كيف له ان يخشى أنها تكذب .. كيف له ان يشك بكل كلمة تقولها !! لما ينتابه هذا الاحساس .. لماذا؟؟ كلما قالت كلمه قفز قلبه يشك بمصداقيتها بلا سبب وكأنما حسه الداخلي ينتفض كالرادار .. لماذا تفعل به هكذا .. لماذا تكذب؟؟ يالهي جوو .. نهض غاضباً .. لماذا تظنها تكذب لماذا؟؟؟
16-همس عند يوسف هي .... انها المراة التي خُلقت لها وخُلِقَت لي
سنكتفي بهذا القدر من حياة يوسف في الرواية ....... ونذهب لنرى شخصية اخرى ........
3... ( ميت مقيم في الحياة )
انا شخصية اثارت استياء جميع القراء ..... ثم شفقتهم .... انا شخصية ظنت انها ستحافظ على كرامتها ورجولتها اذا تخلى عن حب حياته .... وعن نبض قلبه ... لان خاف ان يكون ضعف شخصيته ستسبب دمار حبه وخسارته ..... ففكرت انني لو ضمنت لحبيبتي عريسا جيدا وذو مستقبل رائع سيكون هذا تعويضا لها عني .... وساريح ضميري واستعيد قلبي ....ولكن ( وما ادراكم ما.... لكن .... التي جرحت صدري واماتت روحي ) لقد وجد نفسي قد طعنت بيدي ...... ولم اطعن نفسي فقط .... بل طعنت همس ايضا .....
لقد هربت من همس هروب الطريدة من الاسد ...... ولكني وقعت في براثن لبوة ..... شديدة البأس حرمتني حتى من التنفس بعيدا بيني وبين نفسي حشرت نفسها وانفاسها ..... كنت خائف ان افقد كرامتي مع همس .... ففقدت كرامتي ورجولتي ومكانتي بين اهلي بسببها .... نعم فاللبوة هي سحر ..... اما انا .... فقد عرفتموني ...... نعم انا خالد .... ميت بلا قلب ولا نبض في صدري بلا روح ....... ميت مقيم في الحياة الى ان يأتي الاجل .........
بعض مقتطفات من الرواية تحكي ماسأة خالد .... وهو ينعي نفسه ( بيدي لا بيد غيري ..... خسرت حبي .... وفقدت روحي .... فاصبحت ميت مقيم في الحياة ..)
[COLOR="rgb(255, 99, 71)"]1-خالد في عيون همس قبل الاحداث .....
[/COLOR]
تنهدت وهي تغوص في مقعدها تفكر بخالــــــــد .. ابن عمتها الاكبر .. يكبر همس بأربع سنوات .. يدرس ادارة اعمـــــال قسم محاسبة وينوي ان يمسك بزمام اعمال والده الثري .. خالد طويل القامة حاد الملامح وسيمها بشعر بني قصير جداً وعينين بنييتين حادتين .. بشرة سمراء ونظرة ثاقبة ..
منفتح في كثير من الامور ومتزمت في الكثير غيرها .. يحبها بجنون .. ولن تكون لغيره أبداً..
[COLOR="rgb(255, 99, 71)"]2- ......
[/COLOR]
ابتسامة تزين شفتيه وتهجر عينيه التي اكتستا بلون الحزن الاسود ..ااه ياعمي .. لو تعرف مقدار المي وضيمي ولكن .. ماباليد حيلة .. اكسبها هي وأخسر نفسي .. والنفس ياعمي غالية ..
تنهد وهالته نظرة عمه اللائمة والحائرة اليه .. اختار التجاهل .. اختار ان يقفل كل الابواب في وجوههم .. لن يطالبه احد بعد اليوم بأي شيئ تجاهها لقد ادى واجبه .. هو لم يتركها معلقة .. لقد احضر لها زوجاً لا يرفض .. وضميره بحسب علمه .. مرتااح
[COLOR="rgb(255, 99, 71)"]3-***
[/COLOR]
غداً.. هو ذاك اليوم الذي تصبحين فيه مجرد وهم .. سراب ..
أمد يدي اليه ولا ترجع الا ببقايا من دخان .. أغداً اسلمك بيدي لرجل غيري ..
اترحلين عني وبيدي اخنق حلمي .. ااسلمك الى حياة تبنينها واكون انا مجرد دخيل ينظر من وراء الابواب المغلقة ..
تباً لرعونتي .. وتلك الكينونة التي اسميها كرامتي ..
ااقف هكذا وروحي يتملكها سواي .. آآه ياهمس .. آآه .. يالوعتي من ألم الفراق .. ياحنين صب قلبي وكواه بألف نار .. آآه وألف ااه انها الليــــــــلة الأولى ياهمس.. فكيف ببقية الليـــــــــالي.. كيــف؟؟
ماذا قلتي لي .. قتلتك!! .. وماذا عني انا يادقات قلبي الضائعة .. أن كنت قد قتلتك مرة ياهمس فأنا انتحر في اليوم الف مرة ..
أنظري لي رجلاً يخرج روحه من جسده ويعطيها لغيره .. انظري الي رجلاً ينحر مشاعره في محراب الكرامة الهزيل ..
تطلبين مني الصلاة عليكي ودفنك ياحبيبتي !! ماذا عني انا ؟؟
من يدفن جسدي المغدور ومن يغسلني من ذنبي الذي جنيته في حقي قبل حقك ؟؟ من يدفني ياهمس وانا ممرغ وسط التراب .. من يبكي علي ؟؟ والبكاء على المنتحر خطيئة والصلاة عليهم ذنب ودفنهم اثم من الآثاام ..
انا المنتحر في هواك .. انا المغدور فيكي .. كنتي ضحيتي وذنبي .. سامحيني ايتها العزيزة .. سامحيني واغفري ذنبي فلن اغفر انا لنفسي قـــــط
[COLOR="rgb(255, 99, 71)"]4-..............
[/COLOR]
اسند نفسه على وسادته وهو يعزلها عن كل من حوله .. لم يعاتبه أحد .. ولم يناقشه اي احد في قراره الابتعاد والتخلي عنها .. ولكنه لم يعد يستطيع التحمل .. الألم أقوى واللوعة تزداد .. الزغاريد لا تتوقف من بيتها وشقيقتاه تحضران كل شيئ لأخذ ملابسها وجهازها كاملاً الى بيته .. وهو يقبع هنا .. قانع بالتخلي عن كل أحلامه بسب كينونة لا يطيقها تسمى الكرامة .. تسمى الرجولة التي لا يستطيع أن ينحني ويتجاوز عنها .. سامحيــــــني ياحبيبـــتي .. سامحي رجلاً .. لن أكونه الا بالتخــــــــلي عنــك
[COLOR="rgb(255, 99, 71)"]5- .............
[/COLOR]
لا تفعلي بي هذا وقد تركت قلبي هناك في مخدعي علي اجد قوتي هنا من دونه .. ولكنه خدعني وطار عائداً الي بكل جنوني .. لا تطاوعي قلبي يا يدي .. لا تطاوعيه ياعيوني.. فهي أمانة لدي .. هدية السماء اوصلها اليه كما وعدت ..
احبك ياهمس .. والله شاهدٌ لحبك الطاعن جسدي بين الضلوع .. وهذا الخافق بينها لن يجود بدماءه لغير همس شفتيك
[COLOR="rgb(255, 99, 71)"]6-.. ......
[/COLOR]
اي ظلام ذاك الذي أسدلته عليكي .. أي مغارة سوداء تلك التي رميتكي فيها ..
آآآه لو تعلمين مقدار حبي واشتياقي .. لو تعرفين كيف لا ارجو من الدنيا الا رضاك .. آآه ياحبيبتي ..
لم لا تزيلين من عيني أساي واحتراقي.. آذيتك .. قتلتك أنا صدقتي حين قلتها يانبضات قلبي ..
أي سماح ذاك الذي أرجوه .. أي ابتهال ذاك الذي أحلمه من عينيك .. تلك الزمردتان حيث بنيت أمالي ..
أي سماح أرجو وانا من قضيت على الاحلام في مهدها .. واستبحت دم حب انا وانت بكل براءة نسجناه ..
همـس..
ياصوت قيثارة أدمنت سماعها جوارحي.. أغفري ذنب بكل الحب اقترفنــــاه
[COLOR="rgb(255, 99, 71)"]7-..............
[/COLOR]
يرفس حصا وهمية على الطريق .. مضى يجتر المه وحزنه .. مدينته .. استند على حاجز البحر والهواء البارد المثقل بروائح الامواج يخترق صدره بقوة.. صوتها .. آآه من صوتها .. آآه من شوق عام وأكثر .. لهمسة .. لحرف من حروف اسمها ..
ااه لو تعرف مبلغ شوقه ولهفته اليها .. احبك .. احبك ياهمس بكل حالاتك .. بكل حروفك وانغام حروفك .. احبك ياسلوى ليالٍ قضيتها باشتياقٍ والهٍ اليكي..
تنهد يأخذ نفساً عميقاً مشبعاً برائحة البحر المطمور .. ثم اعتدل يعاود مشيه .. لا يستطيع الا ان يحلم .. فهمس وكأنها الان محرمة عليه .. صوتها تباعد وكأن بينهما الف والف حاجز.. الف الف حلم .. وألف ألف شعور عارم بالحقد .. أتحقد عليه ؟؟ نعم بالتأكيد تحقد عليه .. عليه أن يطلقها من اعماقه .. عليه أن يخرجها من انفاسه .. وعليه أن يرحم عقله من التفكير بها ..عليه أن يعطيها فرصة لتمارس حياتها بعيداً عنه .. عليه أن يطلق أسرها ويفك أسره
[COLOR="rgb(255, 99, 71)"]8-..............
صرخها باستنكار .. فاشاحت بوجهها بعيداً عن انظار الناس الفضولية التي ترمقهما من حين لأخر .. فتنهد خالد .. وفكر بقهر بأنه يستحق مايجرى له.. يستحق أن يشعر بالألم وهو ينظر الى خطيبته ولا يتمنى سوى رؤية همس .. همس التي لم تفارق قلبه ولا عقله .. واليوم بالذات .. اليوم لايقدر ان يترك التفكير بها وكأنها لعنة صبت على رأسه .. وكأنها الأن وفقط .. قد تركت حياته والى الأبد .. قلبه يشتعل بنيران شوق اليها .. تفكيره لم يتركها مطلقاً .. حتى كاد يجن
.. يمشي بجوار امرأة وكل خليه في جسده وعقله تحب أُخرى .. لا تحزن ياخالد .. ولا تعترض .. هو ذنبك الذي اقترفته بيدك .. فلا تعترض ..
[/COLOR]
9- .............
تهالك هو ارضاً .. لايعرف كيف يقولها لنفسه حتى .. كيف ابتدأ .. وكيف انتهى .. تهاوى أرضاً مسنداً رأسه على يديه .. زفر بإنهاك .. وقد استنزفت تلك اللحظات مشاعره حتى النخاع شعر بضعفه الذي لم يشعره قط مع امرأة سواها !! شعر بأعصابه تفلت وزمام امره ينحل .. يعرف أنه يغرق .. ولاسبيل امامه الا أن يستسلم للغرق .. بإرادته..
وهي تحلت بقوة الأجداد .. وبعزم المقاتلين القدامى .. تحلت بالصفات التي نقرأها في الكتب .. في صفحات الأبطال الاسطوريين .. حين نتحدث عن قوة الارادة والتحكم بالنفس.. تحلت بقوة استهلكت كل طاقتها .. لتتهالك على رصيف من المشاعر .. لتلهث شوقها لذراعيه .. وتزفر لهفتها اليه .. تشتاق اليه .. وهي حتى لم تبتعد عنه ..
[COLOR="rgb(255, 99, 71)"]10- ..............
[/COLOR]
لايستطيع مقاومة الفرح الذي اجتاحه .. أناني .. مغرور .. لايقدر الا ان يشعر بالزهو أنها لاتزال تحبه .. لاتزال مغرمة به .. لايزال قلبها ملك له ..
ولايستطيع الا أن يشعر بالحزن .. عليها .. وعليه .. على حبهما الذي ضيعه هو بضعفه .. متى يشعر بأن مافعله هو الصحيح .. متى يشعر بأن كل ماحدث لهما هو للأفضل .. متى يعيش حياته بلا ظلالها هي عليه ؟؟!!
[COLOR="rgb(255, 99, 71)"]11- ...............
[/COLOR]
لا ..ليست همس.. لم تكن تلك المرأة التي تجلس امامه هي حبيبته همس .. ليست هي !! لم تكن تلك نظراتها .. لم تكن تلك ابتسامتها .. كانت امرأة غريبة لم يرها قط من قبل ؟؟ امرأة لم تنظر له سوى لثوان .. لم تتعثر نظراتها حين وقعت على نظراته ولم تتلكك عينيها للبحث عن عينيه امرأة لا يعرفها .. وان رآها في الشارع يوماً لن يتعرف عليها ..
شعر بثورة وهو يفكر .. من أخذ همسته الرقيقة منه .. من هذه المراة التي عادت اليه من ؟؟!
[COLOR="rgb(255, 99, 71)"]12-
الارنب والنمر
[/COLOR]
حاول تمالك اعصابه .. حاول جهده ان يتحكم بذراعيه اللتان تشنجتا بقوة رغبة في الانقضاض على هذا الرجل .. وتغيير معالم وجهه الى الأبـد .. التفت اليه وهو يرسم برود الدنيا في عينيه .. ولكنهما خذلتاه .. لتشتعلا بنيران غاضبة وهو يواجه هذا الغريم .. ومد يده ببطئ ليسلم عليه .. يده القوية الباردة تطبق على يد خالد المتوترة .. عيناه تطبقان في عينيه ..
هذا الرجل عشقته همس!! هذا الرجل ملكها قبله ؟؟ هذا الرجل !!!
شعر خالد بتوتر وقبضة هذا اليوسف تشتد حول يده .. وعيناه وكأنها تحفر ملامحه بقوتهما الداكنة .. وقبل أن تصبح قبضته مؤلمة تركه بغتة .. وهو يشيح عنه بلا مبالاة .. كشي لفظه .. بعد أن اخذ منه مايريد !!
تراجع الى مقعده وهو ينظر اليه .. هذا الرجل سيتزوجها !! هذا الرجل سيملكها الى الأبد ؟؟!! ابتلع ريقه بصعوبة .. وهو يراقب غريمه .. طول فارع .. جسد ضخم .. اناقة مفرطة .. وملامح وسيمة خشنة .. سمع عربيته الركيكة .. وعرف انه عاش طيلة حياته في الغربة .. ولكنه لم يطمئن .. شيئ في طريقة كلامه أرهبه .. شيئ في عينيه .. ونبرة صوته وهو يتحدث .. بكل ثقة .. بكل عجرفة .. وكأنه لم يأتي ليطلب .. بل جاء يأخذ حقاً من حقوقه ..
لم يعجبه قط .. وعرف بثقة .. أن همس ليست بمستوى هذا الرجل .. كان يخشى على رواد من قوتها .. والأن هذا .. لايعرف حتى كيف يصفه .. يخشى عليها هي .. من بطشه ..!!!
ارتسمت ابتسامة متهكمة على شفتي يوسف .. وهو يطالع بطرف خفي ذاك المدعو خالد .. أهذا من ينافسني ؟؟ هذا الصعلوك الذي يكاد يمسك ذيله بين اسنانه ويفر كالأرانب..!!
أهذا من سيطر على قلبك ياهمس
يتبع
|