كاتب الموضوع :
عبير قائد
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
نقطة التحول الثالثة (تصاعد العقدة)
-حسين فى طريقه إلى الشفاء..وقد قرر تجاوز العادات والتقاليد والقتال من أجل ليال..لأن قبلاً كانت معركته خاسرة لأنه لم يرد أن يورطها معه بمرضه وهو موقن من موته ..فلم عذاب البداية وعذاب النهاية ينتظرهما (وجهة نظر لا يُلام عليها)..أما الان فقد تراجع عذاب النهاية ..تراجع خائب الرجى... فتجدد وعده لها بالحرب من أجلها فعرفت أنه بخير..وعاد الأمل لقصة حبهما ..وبدأت حرب العادات ..( موقف يُحتاز به عندما تتخطى العادات حدود المنطق وتحرم ما يحله الدين )
-شفا وأحمد..هل هى قصة تم العدول عن أن تكتمل..أم أن هذا كان المكتوب لها منذ البداية ؟! لأنى لم استطع الخروج من هذه القصة إلا بملامح شخصية شفا..الجميلة.. المدللة..الطائشة.. العنيدة.. القوية .
-تصاعدت الاحداث وبدأت الفكرة المحورية للرواية تأخذ وضعها ..فقد اعتاد جو أن يكون محط إغجاب الفتيات ..وعندما شعر ببغض همس له وتحديها السافر بينما أعجبته ..تحدى نفسه فليس هو من يتراجع حينما تعجبه امرأة وليس هو من لا تقع أى فتاة تحت قدميه..وهذه الرغبة أظن شيئاً من محركها كان ذكرى خيانة جانا له وظهورها فى الاحداث الذى أحيا هذه الذكرى .
-أول استجابة من همس ليوسف لم تكن بقلبها أو روحها..بل كانت استجابة جسدية حينما وقعت بين ذراعيه ثم عندما عرف باطن كفها على أنامله أولى المشاعر المحركة لجسدها.. وقد كان ذلك الاحساس ليتطور سريعاً ويتوغل فى قلبها لو كان فارغاً ..ولو لم يكن هناك آخر تفكر به ألا وهو خالد ..لهذا تأخرت استجابة روحها له .. بينما الغريب أن استجابة يوسف نحو همس كانت روحية .. فقد تحركت مشاعره نحوها فعلاً..ولم يكن اندفاعه نحوها معنياً برغبته .. بل كانت رغبته رد فعل على مشاعره نحوها..( هكذا قرأت مشاعرهما بالبداية )...
-جزء من عقدة الرواية أن همس لم تستطع نسيان الألم ومشاعرها المذبوحة وخالد الذى كان السبب فى كل ما جرى لها وحياتها ومستقبلها اللذان كانا على شفا التدمير..لم تستطع أن تسامح وتغفر وتمضى قدماً..(ولا ألوم على إحساسها لكن اللوم كله يقع على أفكارها الثائرة وأفعالها المنتقمة )
-وبعد طعنة جديدة من خالد برغبته فى الزواج من سحر..انقلبت استكانة همس للألم وكبرت رغبة السعى نحو الانتقام منه..وتصاعد أملها بأن تكون صنفاً آخر من النساء لا يمسسه سوء فقد اخبترت صنفها الوديع الذى رأت أنه لم يفلح فى درء الألم عنها فأرادت تجربة الصنف الآخر وبدأت مرحلة جديدة فى الرواية ..ونقطة تحول آخرى فى حياة همس ...
-الانتقام أعمى ! فسعت به لخنق حريتها وكل أمل فى سعادتها يوماً..الانتقام من خالد مرة جعلها تنال لقب مطلقة وتواجه غضب والدها وتهرب من بلدها ..والانتقام منه مرة ثانية منطقياً لن يعطى نتيجة مختلفة..لأن الانتقام منه كما المرة الاولى لن يفلح سوى بالزواج الفورى من غيره..تكرر ذات الخطأ..فكأنها تنتقم من نفسها..والأدهى أنها لم تفهم هذا من المرة الأولى ..فكان على المرة الثانية أن تعلمها الكثير والكثير ..وتريها عذاباً طويلاً كان يمكنها ألا تذهب إليه بإرادتها..
-همس حددت الطريقة التى ستستخدمها فى الانتقام ..جو..ومبررها أن أخلاقه لن تجعله يتوقف أمام ماضيها..وكرهها له ينأى عنها بذنبها نحوه...
-تشغل همس تفكير جو بحيث لا يفكر فى سواها وينشغل بها عن موضوع أهله باليمن وأمه..ذلك الموضوع الذى ظل فى طى الكتمان رغم معرفتنا بأنه شائك ويثير غضب يوسف وحنقه..بما يعنى مزيد من غموض بيرو الذى لا ينتهى .. وينخرط يوسف فى مشاعره نحو همس..حتى يعترف بحبها ويقدم على طلب الزواج منها .
-بينما هى كانت قد بدأت بالفعل فى استدراجه وقد ساعدتها مشاعره المتنامية نحوها ..تلاعبت به ليسير على الطريق الذى حددته له بنفسها.. " تتركه يركض في خياله بطول الحبل الذي ربطته حوله .. كما الفريسة .. يظن انه حرٌ في مشاعره .. يظن بأنه ملك في مكانه ..والصحيح انه يقبع حيث ارادته منذ البداية بلا حول ولاقوة .. بين يديها .. "
وقد كان مشهد الارجوحة والمطر من اروع ما يمكن..مشهد اوسكار فى كلماته وانفعالاته ومجرى أحداثه .
نقطة التحول الرابعة (تأزم العقدة)
-همس تتزوج من يوسف فى السر.. لا أفهم ما ترمى إليه..هى فى الأساس تريد الزواج لتغيظ خالد وتثبت أن وضعها جيد وأنها مرغوبة ممن هو أحسن منه ..أليس كذلك! طالما تعرف أن يوسف لا يليق بعائلتها لم احكمت شباكها حوله ..هذا يتعارض مع رغبتها الاساسية فى الزواج منه..أفقط لأنها تستبيح خداعه والتلاعب به دون سواه لأجل انتقامها !أم لأنها تظن أنه لن ينظر إليها كامرأة سيئة السمعة ..لم إذن هى خائفة منه هو ان عرف بحقيقتها التي اخفتها حتى الأن ؟؟ ان عرف انها تزوجت قبله...لم تخشى وقد كانت تلك الحقيقة هى معيار اختيارها له من الأساس ولم لم تخبره فعلاً ؟؟
-وحتى لو كانت علمت برغبة رواد فى الزواج منها رغم علمه بهذه الحقيقة لم تكن لتوافق عليه ! رغم أن عائلتها ستقبله بكل سرور وسيشرفها أمام الكل..وكانت أيضاً سترفضه ! حتى عندما عرض عليها حمزة فض زواجها من يوسف ليتقدم لها رودا بعدن كذبت ورفضته ..فهى لاتريده .. لاتريد ذاك الرواد الذي يذكرها بحمزة .. لاتريد أن يكرهها حين يعلم حقيقتها .. حين يرى كم السواد بداخلها .. لاتريد رجلاً تقف امامه بوجهها الحقيقي الذي تكرهه .. لاتريد ذاك الذي سيكرهها .. ولن تستطيع أن تقف لتواجهه بقوتها ..
ألم يكن الزواج فى حد ذاته منذ البداية لعبة انتقام وكفى ! فلم تهتم إذن برأيه..أو شعوره نحوها؟ احترت كثيراً فى دافع همس من الزواج بيوسف ورفض رواد..ماذا يعنى الزواج فى نظر همس أصلاً..لعبة انتقام وكفى أم تأمل منه الكثير !!
-وتزداد قناعة يوسف بأنه رجل سىء بلا أصل لرغبة همس بالزواج منه فى السر ويؤجج هذا ألمه من أصله اليمنى الذى لا يعرف كيف ينتمى إليه!!..لم يقتنع تماما بحكاية انها موغودة لقريبها منذ الصغر..وشعر أنها تخفى شيئاً ..وأن لديها أسباب آخرى للزواج منه .
- حقيقة حب يوسف لهمس لم تكن واضحة ..ولم ترسى على بر..شعوره دائماً متردداً فقط هو متأكد من أنه يريدها لأسباب تتعلق بنفسه .. بروحه .. باطمئنانه .. يريدها ان تعيده الى نفسه .. أن تعيده الى حقيقته التي لم يعرفها قط من قبل .. يريد أن يكتشف معها هي .. من يكون هو؟؟
بما يعنى أنه كان يرى فيها نقطة ضعفه..أصله ..وقبيلته..موطنه..كان بحاجة إلى أن تعرفه على كل هذا وتقرب بينهم وتشده ناحيتهم ..فقد كان ممزقاً بين موطنين لا ينتمى إلى أحدهما بالكامل.
-همس تعلق زواجها من يوسف..إلى متى كانت تظن أنها قادرة على هذا ؟ ولم تؤجل أصلاً وهى تعلم أن المحتوم آتٍ..لا أفهم دوافعها فى بعض الأحيان ...
-همس تكتشف انجذابها إلى يوسف ورغبتها به..تكتشف أنها ضائعة فيه ولا تستطيع مقاومته..هذا تغيير كبير فى شعورها نحوه.. وكل المشاهد التى جمعتهما معاً على شفا مشاعرهما كانت زاخرة بالاحساس ومدغدغة للحواس..
نقطة التحول الخامسة (بداية الحدث الرئيسى)
-العار بين همس وحمزة..صدمة حمزة بزواج همس السرى برجل فاسد..وتكفله المرغم عليه بإتمام زواجهما العلنى فى عدن..ومقاطعته لها..كانت خسارة مفجعة لهمس..كذلك تغير ليال مع همس.. كانا هذان (وازعاً اجتماعياً منذراً) وتحذير أطلقته الرواية عند الخروج على التقاليد وتعمد ارتكاب الخطأ .
-لسان ليال الطويل ألقى بسر خطير على مسامع وسام..صديق يوسف الحميم..ولم يخفى علينا أن هذا السر سيرى طريقه إلى الإعلان أمام يوسف إن عاجلاً أو آجلاً..وبدأ من هنا تحضير أنفسنا للمعركة القادمة بين يوسف وهمس .
-العودة إلى عدن ثغــــــــــــر اليمن...عذراء نامت في حضن جبل... يراودها بحر...كانت مشاعر همس فى العودة موفقة..الخوف والترقب..الشوق..عتاب عمتها هدى ومها وشفا..دموعها بين يدى والدها..سعادتها بين أشقاءها..
-خالد لايقدر الا ان يشعر بالزهو أنها لاتزال تحبه .. ولايستطيع الا أن يشعر بالحزن .. عليها .. وعليه .. على حبهما الذي ضيعه هو بضعفه .. متى يشعر بأن مافعله هو الصحيح .. متى يشعر بأن كل ماحدث لهما هو للأفضل .. متى يعيش حياته بلا ظلالها هي عليه ؟؟!!
كان هناك توفيق دائم فى مشاعره ..بغض النظر عن رأيى فيه ..لكنه كحالة رُسمت بمهارة..وكانت بمثابة جرس إنذار للاستسلام والخنوع .
-مشاعرها نحو خالد تتبدل..وكيانها يمتلأ بآخر..وتوفيق فى إظهار تبدلها وتغير مشاعرها فقد.. سمعت صوته كأي صوت أخر.. !!لم تتعثر في خطوتها ولم تتلعثم ابتسامتها التي على شفتيها وهي تجلس بكبرياء امامهم جميعاً .. وحين التقت عينيها بعينيه ..شعرت بأنها غريبة .. وهو غريب .. يلتقيان صدفة .. ويفترقا بلا حديث ..لم يخفق قلبها بجنون .. ولم تقفز تتعلق به كما كانت تخشى ..لم تركع بحبها امامه ولم تتوسله أن ينظر اليها ..نظرت اليه ثم اشاحت عنه .. هكذا ببساطة .. وفُجعت لفعلتها .. أهذا خالد !!هذا الرجل الذي يجلس بارتباك على مجلسه .. الذي تروح عينيه وتجيئ بلا توقف .. !!هذا خالد الذي حلمت به لليالي طويلة !! هذا الحبيب الذي اشتاقت له!!
-همس تشتاق إلى يوسف وتكتشف داخلها أشياء نحوه...احساسها العارم به حين سمعت صوته اذهلها بقوة .. أضعفها لحد البكاء.. أنها لم تعد هي نفسها التي تعرفها .. هي تتغير
-فحيح كارثة يوسف بأهله ووطنه يتصاعد ببطء غامض .. وأفكاره نحو والده الذى يجب الحضور معه لإتمام زواجه لا تقل إثارة .. فى معظم الأحيان لم يعجبنى التأخير المتعمد لكشف قصة يوسف مع قبيلته
|