كاتب الموضوع :
broonh
المنتدى :
الارشيف
لما تصير التضحية شي عادي في شرع البشر تلقى السنين المقفية راحت من أيامك هدر
البارت الثاني
امسكت بدفترها وهي تكتب قبل النوم
ما أصعب أن تبكي بلا..." دموع".....
وما أصعـــــب..أن تذهب بلا " رجوع "......
وما اصعب أن تشعر "" بالضيق"....
وكأن المكان من حولك ..." يضــــــيق "....
مااصعب ان تتكــلم بلا صـــــوت
ان تحيــى كى تنتــظر المــــــوت
مااصعب ان تشــــعر بالســـــــأم
فتــرى كل من حــــولك عــــــدم
ويسودك احســـــــاس النـــــــدم
على إثــم لا تعرفه .... وذنب لم تقترفه
ما اصعب ان تشـــــعربالحــزن العميـق
وكأنه كامـنٌ فى داخــلك ألـــم عريــــق
تستـــكمل وحــدك الطــريــق......
بلا هـــــدفٍ... بلا شــريكٍ... بلا رفيــقٍ
وتصيــر انــت و الحزن و النـدم فريــق
و تـــجد وجـــهك بين الدمــــوع غريـق
و يتحــول الأمــل البــاقى الى.... بريـق
مااصعب ان تعـــيش داخــل نفـــسك وحيـد
بلا صديــــقِ... بلا رفيـــــقِ... بلا حبيـــبِ
تشـــــعر ان الفــــرح بعـــــيد......
تعانى من جــــرح...لا يطــيب
جـــرح عمـيق.. جـــرح عنـيد.....
جـــرح لا يـــداويــه طبيـــب....
مااصعب ان تــرى النـــور ظـــلام
مااصعب ان تـــرى السعادة اوهـام
وانت وحيــد حـــيران
اغلقت دفترها وهي تشعر بألم شديد في قلبها ... غدا اليوم اللذي لاتريد قدومه منذ سنتين .. كيف ستستحمل الموقف غدا .. كيف ستقتل لذنب لم ترتكبه ابدا .. أي قلوب قاسيه لا تغفر لها .. لكن هذا ما كتب لها وهي لا تستطيع ان تعترض على شي كان مكتوب لها
اخذت شرشف الصلاه وقامت لتصلي وترها .. بعد ان انتهت امسكت بمصحفها وهي تقرا ما تيسر لها من القرآن
جلست صديقتها هيا بجوارها وهي تحتضنها بعنف .. لم تستطع تصور ان صديقتها الطيبه البريئه سوف تقتل غدا ظلما .. أي قلب يستطيع تحمل ذلك .. انتفضت ساره بعنف وهي تهمس:
هيونه انا خايفه
لم تستطع هيا الصمود وهي تبكي بحرقه :
الله ياخذ اللي ظلمك الله لايحلله جعلني اشوفه يتعذب في الدنيا والاخره
بكت ساره بعنف:
والله خايفه ما ابي اموت بهذي الطريقه .. يارب اموت قبل بكره ياااااارب
هيا:
بسسسم الله عليك ياقلبي .. ان شاء الله تحن قلوبهم ويعفون عنك .. خلي املك بالله كبير
ساره: صعب ياهيا هذا الشعور صعععب
هيا بحنان:
الله يكتب لك اللي فيه الخير حبيبتي
********************************
دخل فهد البيت وهو لايريد رؤية جدته حتى لايغضبها برفضه وكذلك لايريد ان يرا ضعفها اللذي يمزقه
دخل غرفته وشاف حنين نايمه
( اوووف وش هاذي الزوجه ..
حتى ما قالت انتضره ليش متأخر .. الله يصبرني بس .. زوجه بدون احساس )
دخل الحمام وتوضاء خرج وهو يفرش سجادته ليصلي وتره .. بعد ان صلى تمدد على سريره وهو يعطي حنين ظهره ..
شعر بها تتحرطم :
اوووف وش الربشه اللي سويتها يوم دخلت ازعجتني
التفت لها فهد:
اسفين ياعمتي حنين ما دريت انك ماتبين احد يزعجك
حنين بضجر:
تتطنز حظرتك
فهد:
انتي كفو احد ينتبه لك او لراحتك
عصبت حنين :
فهد لو سمحت احترم نفسك
فهد:
انتي مو كفو احد يحترمك .. لأن اللي تحترم زوجها هي اللي نحترمها
حنين:
وانا متى ما احترمتك ان شاء الله
استدار فهد ليهمس بنبره غضب شديده:
انتي عمرك ما احترمتيني .. مافيه ولا مره تاخرت بالدوام ودقيتي تتطمنين او جلستي تنتضريني
ضحكت حنين باستهزاء:
وليش الفلم الهندي هذا .. انت مو بزر اقعد احاتيك ماشاء الله عليك رجال طاق الثلاثين
فهد ببرود عكس دوامة الغضب اللتي تدور داخله .. فهو رجل يريد امراه تخاف عليه وتهتم بنفسها من اجله .. فقد حنان الابوين منذ الطفوله ثم فقد توأمه وهو ماتبقا له من حنان .. يريد انثى عاشقه .. تعشقه لأنه فهد بعيوبه وميزاته لا تعشقه لوسامته او امواله .. لكن هذا كله يفقده في زوجته الحاليه حنين :
انتي انسانه بدون مشاعر ... عمري ماحسيت انك انثى مثل باقي الحريم
حنين ببرود مشابه:
وانت انسان فاضي وما عندك سالفه وجاي تفرغ طاقتك فيني
قام فهد وهو يلبس قميص البيجامه ويغلقه ليخرج:
نامي نامي تسدين نفس الواحد حتى من النوم
خرج ودق باب غرفت شقيقته
( ادخل فهوود )
مسساء الخير
رزان بود حقيقي:
مساء الورد حبيبي تعال اجلس جنبي
جلس فهد جنبها بعد ان قبل راسها:
كيفك يالغاليه
رزان:
بخيير الله يسلمك
صمت احتل المكان ولكنه لم يطل مدته و رزان تقطعه :
فهود في بالك شي قوله جعل يومي قبل يومك
انتفض فهد بعنف:
لاتقولين هذي الدعوه مره ثانيه انا وش ابي بالدنيا بدونك
احنضنت راسه وهي تقبله:
فهوود من يوم كنا صغار وانتي تقول لي اني امك مو اختك صح
فهد:
صح
رزان تكمل:
وعمرك ماخبيت علي أي شي مضايقك صح
فهد:
صح
ابعدت رأسه عن حظنها :
طيب قول فديتك .. عيونك تقول ان فيك اشياء كثيره مخبيها عني
فهد:
رزوون انا تعبااان .. مو قادر انام الليل و لا اركز بشغلي .. عقل دائما مشغول
مسحت رزان على شعره بحنان اموي:
ليش حبيبي وش اللي متعبك
احتضن راسه بين يديه :
كل شي متعبني .. كل شي .. لازوجه مثل الاوادم تراعيني وتنتبه علي .. و لا اخو سند اتفاخر فيه بمجالس الرياجيل .. و لا اقدر اسعد اختي واحل مشاكلها و لا اقدر ارضي جدتي و اوافق على طلبها .. قولي لي وش فيه اكثر من كذا يتعب
حضنت كفيه الكبيرين بين كفيها الناعمتين:
اذا عن الزوجه فبدالها زوجه والشرع حلل اربع ..و الاخو هذا شي ربي كاتبه لك .. و صدقني اذا تبي تسعدني فأسعد نفسك لأن سعادتك عندي بالدنيا .. وجدتي رضوتها سهله
التفت بلهفه و بريق امل يلمع في عينيه:
شلون رضوتها سهله تكفين ساعديني كل شي ولا زعل الغاليه
رزان بهدوء:
تنازل عن القضيه .. الله يسامح وانت ماتسلمح
وقف وهو يصرخ بكل غضب:
انتي تقولونه لأنكم ماشفتو شكل فايز وهو غارق بدمه .. ماشفتوه وهو يموت بعز شبابه .. ماشفتو شناعة المنظر وجسمه كله مطعون .. ماشفتو الطريقه البشعه اللي انقتل فيها .. انا والله ما يبرد حرتي غير اشوف دمها مثل ما سيحت دم اخوي
ثم خرج و ضيقته تتزايد حتى النخااااااااااااع
**********************
خرج ناصر من بيته وهو يتحدث بالجوال:
حولت لك الفلوس ماتفهمين
..............................
: انا ما اكذب والله حولته لك كامل
......................................
: انتي لاتقعدين تذليني ياحقيره
......................................
: لاتغلطين لاتنسين انك عايشه على خيري ( قالها وهو يضحك باسنخفاف )
.......................................
: انا مو فاضي لك عندي شغل باي
اغلق هاتفه وهو يتحرطم .. تذكر شيئا وهو يضرب على راسه بخفه ( اوووووووه نسيت )
اتصل بأبن عمه:
مساك الله بالخير يا ابو فايز
فهد:
مساك الله بالنور
ناصر:
كيف حالك وحال جدتي
فهد:
الحمدلله ككلنا بخير .. امرني ابو خالد يغيت شي ( كان يود انهاء المكالمه باسرع وقت )
تنحنح ناصر:
ما يامر عليك ظالم .. بغيت اسألك في موضوع اختي ما بتغير رايك ..
لكنه لم يكمل حديثه حتى اغلق الهاتف دون ان يستمع لما يريد قوله
ناصر شعر ان الدخان يتصاعد من راسه وهو يغلي من القهر
( انا ناصر بن عبدالله يسكر الخط بوجهي هالبزر .. معليه يافهد ما يخالف شكلك تبي تتعلم الادب )
*****************************
اذن الفجر ليعلن قدوم يوم جديد .. هاهي السجانه تفتح باب الزنزانه لتجد ساره لازالت تجلس على سجادتها تناجي ربها في سرها ان يكتب لها مافيه خير لها ..
السجانه:
ساره يمه تعالي
ارتعشت رعشه عنيفه وهي تعلم اين ستذهب بها تلك المرأه
هي لم تستطع التحمل وهي ترمي جسده في حضن ساره:
ساره تكفين لاتموتين لاتروحين وتخليني تكفيييييييييييييييين
لا تعلم ساره أي برود قد اجتاح مشاعرها .. قامت وهي توقف هيا وتمس لها:
هيونه سامحيني لو كنت زعلتك او غلطت عليك .. ترا انا احبببك اكثر من الدنيا كلها يالغاليه
لم تسمح لهيا بقول أي كلمه وخرجت بسرعه قبل ان تخونها مشاعرها وتنخرط في بكاء لا يفيدها ابدا .. مشت مع السجانات وذهبت لتغتسل وتصلي ثم ارتدت عبايتها لتخرج معهم .. طول الطريق وهي تنظر مع النافذه بصمت .. تريد ان تلقي نظره اخيره على المدينه اللتي عاشت فيها جميع مراحل عمرها .. و قضت فيها جميع لحظاتها السعيده والتعيسه .. تريد ان تودعها قبل المـــــــــــــــــــــــــــــوت
لم تفق من غيبوبة افكارها الا على صوت الضابط اللذي يأمرها بالنزول .. نزلت من السياره تجر ذيول الخيبه و الألم .. لم يبقى سوى دقائق على توديعها لدنيا
انتهت الاجرائات المطلوبه وهاهم يقودونها لساحة القصاص .. لم تستطع المشي باتزان فقدميها ترتعشان ولا تستطيع الوقوف .. كل شي يتكرر عليها في هذه اللحظات .. جثة فايز وهي خامده في حظنها .. شكل فهد عندما رئاها واتهامه الباطل لها .. الكابوس اللذي يتكرر ليلياً .. كل هذا بات يشكل لها رعبا جنونياً
وصلت المكان المقصود وهي ترا حشووووود من الناس يقفون متجمهرين بشكل مرعب .. هناك من ينظر لها بنظرات شفقه .. و الاخرون ينظرون لها بنظرات لوم .. جلست على ركبتيها بعد ان قامو بربط عينيها بقماش اسود .. هاهو الحلم يتكرر .. ولكنه ليس حلماً هذه المره بل واقع مخيف
الشيخ:
يا بنتي قولي اشهد ان لا اله الا الله
تمتمت بهدوء:
اشهد ان لا اله الا الله
اشر الشيخ للسياف ليقوم بمهمته ,, و هاهو يرفع سيفه بخفه .. ليقف على صوت اوقفه ...
|