المنتدى :
المنتدى الاسلامي
الشاب الخائف من ..أنها لتدمع لقصة العيون
من خلال قراءتي لكتاب بستان الواعظين ورياض السامعين
للإمام أبي الفرج عبد الرحمن الجوزي
قراءت هذه القصة التي مكاد مني إلا أن ذرفت عيناي
اللهم أجعلها خشية فيك
فاحببت كتابتها لكم
< الشاب الخائف من عذاب الله >
روى عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما
أنه كان رجل باليمن يقال له يعلى وكان مشركاً
ليس له في الدنيا إلا قطيفة تواري عورته
ويأوي بالنهار إلى ظل شجرة وبالليل إلى حجر كحجر الكلب
فسمع بخروج النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وكان شاباً ترفعه أرض وتضعه أخرى
حتى قدم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم
وقعد مع أهل الصفة يطعم القبضة من العجوة
والكسر من خبز الشعير وكان لا يفارق مجلس
النبي صلى الله عليه وسلم حتى تعلم أربع سور من القرآن فسمع
النبي صلى الله عليه وسلم يقول
((لا فاقة بعد القرآن ولاغنى بعد النار ))
فقال :يا رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجني ؟
قال : ((أعندك مال ؟!! ))
قال : عندي أربع سور من القرآن
ومن كان عنده الوحي وكلام الله فهو غني
قال النبي صلى الله عليه وسلم
((صدقت فانطلق إلى بني سلمة -حي من الأنصار
واستخر الله – فأول جارية تستقبلك فهي زوجتك))
فانطلق الشاب لا يدري إلى أين يتوجه فاستقبلته جارية جميلة
فقال : يا جارية أي حيّ هذا ؟
قالت :بنو سلمه
قال الشاب : الله أكبر أنت امرأتي تعالي
قالت : ما أسفهك ! قال: لست بسفيه
ولكن أمرني بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قالت الجارية : إن كان أمرك بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
فسمعاً وطاعة لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم
ولكن حتى أسمع منه
فانطلق الشاب والجارية ليأتيا النبي صلى الله عليه وسلم
فإذا أبوها وأخوها فقالا : أين تذهبين ؟
فقالت إن الشاب تعلق بي وزعم أني امرأته فأنكرت ذلك عليه
فقال : كذا أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأنا معه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسمع منه
فقالا : سمعاً وطاعة لله عز جل ولرسوله صلى الله عليه وسلم
فانطلقوا جميعا ً حتى دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فتكلم والدها فقال: يا رسول الله زعم هذا الشاب
أنك أمرته بما صنع بابنتي ؛
فقال : النبي صلى الله عليه وسلم
((نعم فزوجه ابنتك على اسم الله وبركته ))
قال: قد فعلت فزوجه الشيخ ابنته
وأشهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
فقال: النبي صلى الله عليه وسلم
(( يامعشر المسلمين أعينوا أخاكم ))
فجمعوا له أربعة أواق فضة
فقال النبي صلى الله عليه وسلم
(( لك أوقيتان ولزوجتك أوقيتان ))
فقال : يا رسول الله قد جعلت أوقيتيّ لها أيضاً
فقال النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ والدها :
(( جهزوا هذه الجارية للشاب من يومه هذا ))
قال الشيخ : سمعاً وطاعة لله عز وجل ولرسوله
فجاء الشاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأمره أن ينصرف إلى أهله
فجاء إلى منزله فدخل إلى فراش مفروش
وإلى بساط ممدود وإلى زوجة جالسة وإلى سراج يزهو
وإلى طعام قد هيّىء له
فلما نظر إلى ذلك بادر إلى مكان في مجلسه
فصلى فيه ركعتين شكراً لله عز وجل
لما رأى ثم قام وصلى ركعتين ثم رفع رأسه إلى السماء
فحمد الله وأثنى عليه وشكر نعمته ثم جعل يقوم من خلال
ذلك فيصلي ركعتين ثم يقوم إلى مثل حاله من الثناء
فالشكر لله عز وجل لما رأى فلم يزل كذلك حتى أصبح
ثم غدا إلى المسجد فصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
الغداة والعصر والمغرب والعشاء الآخرة
ثم رجع إلى منزله فلما عاين أهله وما هيّىء له
بادر مسجد فصلى مثل صلاته الأولى
وجعل يحمد الله عز وجل ويشكره بين كل ركعتين
حتى أصبح فغدا إلى المسجد فصلى مع الرسول صلى الله عليه وسلم
ففعل مثل ذلك حتى تمّت ثلاثة ليال
فجاء الشيخ في اليوم الرابع
فدخل على ابنته فسألها عن زوجها وحالها معه !
فقالت: لا أدري ما زوجي ما يعرف غير الصلاة
وهو الليل كله يحمد الله ويثني عليه ويصلي
فجاء الشيخ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
((ما منعك من أهلك))
فقال: يارسول الله تذكرت شأني وكنت مشركاً باليمن
لم يكن لي مأوى إلا جحر كجحر الكلب آوي إليه الليل
والنهار أتبع ظلال الشجر والحيطان
حين أخرج من جحري فهداني الله للإسلام
وعلمني اربع سور من القران فشرح الله صدري بها
ونوِّربها قلبي فلما زوجتني هذه الجارية نظرت إلى فراشها
وإلى حسنها وجمالها ولم أر فراشا قط منذ كنت
ونظرت إلى سراج يزهو ولم يكن لي سراجٌ قط
ونظرت إلى هذه الحالة فتدبرت إحدى سوري الأربع
فزهدني الله فيها وما عندها
فقال: صلى الله عليه وسلم
(وإي سورة هي ؟)
قال: { أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ }
التكاثر1
ثم بكى وبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فلما هدأوا
قال الشاب: يا رسول الله خصَّني منك بدعوه
فقال: اللهم اغفر له الكثير وأشكره على اليسير
وأغنه برحمتك فلم تأت عليه جمعة حتى
قيل لنبي صلى الله عليه وسلم أن الشاب قد مات
فقال صلى الله عليه وسلم
((لا إله إلا الله إذا فرغتم من غسله أخبروني ))
فأخبروه صلى الله عليه وسلم
فقال ((هنيئاً لك الجنة))
ثم سأل زوجته هل نال منك شيئاً قالت لا
والذي بعثك بالحق نبياً ما نال مني شيئاً .
واليكم تفسير سورة
~§§ التكاثر(مكية)8 §§~
1 - (ألهاكم) شغلكم عن طاعة الله (التكاثر) التفاخر بالأموال والأولاد والرجال
2 -(حتى زرتم المقابر) بأن متم فدفنتم فيها أو عددتم الموتى تكاثرا
3 - (كلا) ردع (سوف تعلمون)
4 - (ثم كلا سوف تعلمون) سوء عاقبة تفاخركم عند النزع
ثم في القبر
5 - (كلا) حقا (لو تعلمون علم اليقين) علما يقينا عاقبة التفاخر
ما اشتغلتم به
6 - (لترون الجحيم) النار جواب قسم محذوف وحذف منه
لام الفعل وعينه والقيت حركتها على الراء
7 - (ثم لترونها) تأكيد (عين اليقين) مصدر لأن رأى
وعاين بمعنى واحد
8 - (ثم لتسألن) حذف منه نون الرفع لتوالي النونات
و واو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين (يومئذ)
يوم رؤيتها (عن النعيم) ما يلتذ به في الدنيا من الصحة
والفراغ والأمن والمطعم والمشرب وغير ذلك
من تفسير الجلاالين
تمت بحمدالله
|