لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


109 - أعدني الى أحلامي - آن هامبسون - روايات عبير القديمة ( كاملة )

109- أعدني الى أحلامي - آن هامبسون - روايات عبير القديمة

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-05-11, 09:49 PM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Newsuae 109 - أعدني الى أحلامي - آن هامبسون - روايات عبير القديمة ( كاملة )

 

109- أعدني الى أحلامي - آن هامبسون - روايات عبير القديمة

الملخص



عندما وقع نظر جولييت الفتاة القروية البسيطة على اليوناني الثري دورين كوراليس , صعقها الحب لأول مرة ,رغم انه يحب تانيا ابنة خالتها الجميلة .وبدل ان ترى أحلامها تتحقق رأتها تنهار كتماثيل من الرمل , وعرفت بسببه معنى الوحدة والذل والخوف ...... ولم تعد تفكر ألا بالأنتقام . قال لها انه يؤمن بالقدر, ولرؤيته من جديد أشبه بطيف من عالم اخر ,وبعد تسع سنوات من العذاب كادت جولييت تؤمن بالقدر ايضا. فهل يعميها الأنتقام للماضي وقد سنحت لها الفرصة ؟ أم أن هناك خيطا سحريا رفيعا يشدها اليه , ولن يقطعه شئ ؟ منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس

قديم 23-05-11, 09:51 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

1- البداية



قرية دورست الواقعة في منطقة هافيغتون , قرية ريفية هادئة , منعزلة عن ضوضاء المدن وضجيجها , سكانها عاديون , نادرا ما يقع في حياتهم أي حدث مثير , أو خارج عن نمط الحياة اليومية ورتابتها ذات الأيقاع الواحد , فوصول رجل غريب مثل السيد دورين كوراليس , لا شك أذهل سكان القرية ووضعهم في حالة أثارة ودهشة وتساؤلات , دورين كوراليس , يوناني , وسيم الطلعة , طويل القامة , بات محور حديث سكان القرية.
أعلنت السيدة بوترتون , المسؤولة عن مركز البريد المحلي , مخاطبة السيد غودفري , بعدما غادر دورين الغرفة وهي تلاحقه لنظرات ملؤها الأعجاب.
" يبلغ طوله ستة أقدام وثلاث بوصات".
" نعم , من المؤكد أن الآنستين في منزل عائلة لوزار , تتنافسان لنيل أعجابه".
" تانيا تفوز دائما بأعجاب الرجال , أما جوليتت ,فلم تهبها الطبيعة أي جمال يؤهلها حتى لمنافسة أبنة خالتها".
" لا شك أنها ستغادرهم عندما تبلغ السن القانونية".
" مسكينة , يعاملونها مثل الخادمة تماما , فمنذ وفاة والديها من جراء حادث سيارة وهي تعيش تحت رحمة عائلة لوزار , تبعا لقرارهم بالأعتناء بها وتبنيها , قالوا أنها ستكون رفيقة لأبنتهم تانيا , وذلك يخفف من وحشة الطفولة المستوحدة , لكن جولييت لم تلق منهم ألا معاملة قاسية جافة , وها هي الآن في السابعة عشرة من عمرها وعليها أن تتولى تنظيف المنزل بكامله وترتبه بمفردها".
أنهى السيد غودفري حديثه , وتنهدت السيدة بوترتون ثم قالت :
" سمعت أن تانيا واليوناني أمضيا سهرة عشاء ورقص في فندق الصحراء".
ثم قالت السيدة غولد سميث التي كانت قد دخلت قاعة البريد خلال الحديث:
" يبدو أن السيد والسيدة لوزار دعيا السيد كوراليس للمكوث في منزلهما مي يكون برفقة تانيا .... راجيين أن يتم زفاف أبنتهما له في المستقبل العاجل , صحيح أن حالتهما المادية لا بأس بها , لكنهما ليسا أثرياء كما تعلمون , فدورين كوراليس أبن مليونير , يملك أبوه مراكب بحرية تجارية , ومن الطبيعي أن يسعيا لضمه الى عائلتهما".
وقالت السيدة سويل التي لسبب ما , لا تحمل أي مودة لجوليت:
" تانيا ودورين يشكلان ثنائيا رائعا , هذا أمر ظاهر , وأنا شخصيا سأسعد لرؤيتهما معا كزوجين".
لكن السيدة غولد سميث التي لا تشاركها هذا الرأي قالت:
" بالنسبة لي أرغب لو تفوز جولييت بأعجابه , فذلك يبرهن لتانيا وأهلها أن جولييت غير الفتاة المنبوذة الضائعة التي يحاولون أن يوهمونا بها".
صاحت السيدة سويل:
" جولييت".
وظهر الأشمئزاز على وجهها:
" لكنها قبيحة".
قاطعها السيد غودفري قائلا:
"ليست قبيحة , متوسطة المظهر بالأحرى , لنكون أكثر أنصافا , ولها عينان جميلتان وبشرة ناصعة.....".
" لا تملك ثقة النفس والرشاقة التي تتحلى بهما تانيا , خجولة جدا , لدرجة غير أعتيادية , مما يجعلني أتساءل عما أذا كانت تتصنع الخجل".
صاح السيد غودفري:
" تتصنع الخجل؟".
ثم تابع قائلا:
" لكن جولييت لم تزل في السابعة عشرة م عمرها , بينما تانيا لها أحدى وعشرون سنة من العمر".
قاطعته السيدة بوترتون:
" لا تنس أن جولييت لم تر شيئا من هذا العالم بعد , فهي سجينة في منزل خالتها وعائلتها , حتى أنهم رفضوا أصطحابها معهم الى اليونان في السنة الماضية حين ذهبوا لقضاء عطلة الصيف".
" خلال العطلة تمت معرفتهم بالسيد كوراليس , أليس كذلك؟".
" نعم , ألتقت تانيا به في مكان ما ثم قدمته الى والديها , من الأرجح أنهم أستمروا في مراسلته حتى نجحوا في دعوته لقضاء بضعة أيام في ضيافتهم".
" يبدو لي أنه يختلف تماما عن عائلة لوزار".
" وما تعنين بذلك؟".
" يظهر أنه يفوقهم مكانة في المجتمع , ثم أنه لا يبتسم أبدا , من النوع الذي يصعب التقرب منه , مما يجعلني أعتقد أنه يعتبر عائلة لوزار دون مقامه".
" كنه مهتم بتانيا".
في هذه اللحظة كانت تانيا تواجه أبنة خالتها وفي نظرتها غضب شديد , كانت تحمل فستانا أسود رمته في وجه جولييت قائلة:
" قلت لك منذ الأسبوع الماضي , أنه يحتاج للتصليح".
" هذا غير صحيح , قلت لي أنه يحتاج للتنظيف فقط".
" أذكر جيدا ما قلته لك , هيا قومي بتصليحه حالا , سأحتاج لأرتدائه هذا المساء".
أجابت جولييت:
" آسفة".
ثم أضافت وهي تحمل الثوب بعناية شديدة:
" سأصلحه حالا".
كانت تانيا ما تزال ترمق أبنة خالتها بحقد وغضب , وقالت:
" ثم عليّ أن أحذّرك أن تكفي عن محاولة لفت أنتباه دورين , فذلك يزعجه تماما".
" لكنني لم أحاول ذلك قطعا".
ضحكت تانيا بسخرية وقالت:
" ربما يجب أن أذكّرك أيضا , أنك بسيطة المظهر ويعتبرك دورين قبيحة , أتسمعين؟ فلا تحاولي أزعاجه من جديد".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 23-05-11, 09:52 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وفجأة قالت تانيا:
"لماذا صبغت شعرك؟".
ثم أطلقت ضحكة زنانة وأضافت:
" أعلم السبب , فعندما عدت من عطلة الصيف في اليونان , أطلعتك على صورة لدورين , وذكرت لك أنه يفضّل السمراوات , وعندما علمت أنه قادم الى أنكلترا بسبب أعماله , وأنه سينزل ضيفا في منزلنا لبضعة أيام , قررت صبغ شعرك أسود لجذب أنتباهه , أليس كذلك يا أميلي؟".
" أميلي ليس أسمي , أعني أنه ليس أسمي الأول , وطلبت منكم جميعا مرات عديدة أن تدعوني جولييت".
" أسمك أميلي في هذا المنزل , كان ولم يزل منذ مجبئك للمكوث معنا".
" لكن والدي أطلق علي أسم جولييت".
" ربما , لكننا نفضل دعوتك أميلي , لنعد الى موضوعنا السابق ,لماذا صبغت شعرك ؟ هيا قولي لي , يا لك من مسكينة , وقعت في حب صورة والشعر الأسود لم يساعدك أبدا , فدورين لم يلاحظ حتى وجودك".
أميلي!".
سمعت جوليت صوت خالتها تناديها من المطبخ , فأسرعت وفتحت باب الغرفة مجيبة:
"نعم خالتي؟".
" تعالي نظفي المطبخ , وعند أنتهائك أجمعي الحطب وزوّدي المدفأة لهذا المساء".
" نعم خالتي".
رمقتها تانيا بنظرة أزدراء وقالت:
" يا لك من جبانة , تخشين الأعتراض لأوامر أمي".
قاطعتها جولييت بصوت مرتعش خافت:
" ذات يوم , يا تانيا , ذات يوم سأملك الشجاعة الكافية للمقاومة".
وغادرت جولييت الغرفة وفي يدها ثوب تانيا الرائع.
في اليوم التالي قصدت جولييت مركز البريد لشراء بعض الطوابع.
قالت السيدة بوترتون:
" أهلا أميلي..... المعذرة أقصد جولييت".
ثم أضافت:
" ليس من السهل يا عزيزتي أن نتذكر أنك تفضلين أن نناديك جولييت بدلا من أميلي , لقد أعتدنا أن ندعوك أميلي لوقت طويل".
أومأت جولييت رأسها وهمّت بالو قصتها من جديد.
" كما تعلمين كنت في السادسة من عمري حين تولّى زوج خالتي وخالتي أمر تربيتي , وكما أخبرتك سابقا أسمي في تذكرة النفوس : جولييت أميلي هاردي".
أجابت السيدة بوترتون مقاطعة جولييت بلطف:
" نعم يا عزيزتي أذكر".
" لا حاجة للشرح من جديد".
ترددت جولييت قليلا لكنها قررت أن تكمل قصتها:
" كان والدي يدعوني جولييت دائما , لكن خالتي مود قررت أنها لا تحب هذا الأسم".
" لكنه أسم لطيف , لا أدري لماذا فضلت خالتك أسم أميلي بدلا من جولييت".
" هكذا حصل , وأرغمتني على قبول أسم أميلي ومنذ ذلك الحين يناديني الجميع بهذا الأسم".
شردت جولييت تتذكر الماضي وذلك اليوم الذي واجهتها فيه خالتها تعلمها أن أسمها منذ ذلك الحين , سيكون أميلي , وحين أعترضت جولييت والدموع تملأ عينيها , شارحة لخالتها أنها تكره أسمها أميلي وهي معتادة على أسم جولييت , أجابت خالتها بغضب:
" الأمر يعود لي , وعليك أن تتعلمي أمرين : الطاعة والأمتنان".
وبعدها أمرت السيدة لوزار أبنة أختها بكتابة هاتين العبارتين مئة مرة , كي لا يغادرا ذاكرتها أبدا.
" وهكذا يعرفني الجميع بأسم أميلي".
وفي هذه الأثناء كان السيد غودفري قد دخل دائرة البريد.
وهمست السيدة بوترتون:
نعم , أذكر عندما جاءت خالتك الى هنا قالت أنها وزوجها قد قررا تبنّيك , وأن أسمك أميلي لوزار".
" كان جولييت هاردي سابقا , وذات يوم سيعرفني الجميع بأسمي الصحيح".
قال السيد غودفري:
" وبلون شعرك الطبيعي أيضا".
ثم تابع :
" شعرك الأشقر جميل كما هو".
" أردته أن يكون بلون شعر تانيا ".
سألها السيد بوترتون:
" ولأي سبب؟".
منتديات ليلاس
وساد الصمت برهة , شرد ذهن جولييت تتذكر السبب الذي جعلها تغيّر لون شعرها من أشقر الى أسود.
فمنذ أن وقع نظرها على صورة دورين , غمر كيانها شعور غريب , أحست بهذا الشعور من جديد حين علمت أنه سيزور منزل خالتها , وتملكتها رغبة شديدة في أن تلفت نظره اليها , أرادت أن تفعل ما بوسعها لجذب أنتباهه , فصبغت شعرها بالأسود لعلمها أنه يفضّل السمراوات.
وردا على سؤال السيد غودفري , الذي لم ينتظر جوابا , قالت:
" ليس هناك أي سبب معيّن , أردت فقط أن يكون شعري أسود".
" من رأيي , أن على كل فتاة أن تقبل بما وهبتها الطبيعة من لون وجمال".
وبينما تابع السيد غودفري حديثه مخاطبا السيدة بوترتون , لاذت جولييت بالصمت , كانت تفكر بما قاله السيد غودفري , لم تهبها الطبيعة ألا القليل , بيما الأمر يختلف كليا بالنسبة لتانيا , قررت جولييت أن الأختلاف بينهما يعود الى التكوين الأساسي في عظام الوجه , وهو واقع أشبه بالقدر لا يمكن تغييره , ولم تكن محاولتها في لفت نظر دورين اليها , ألا فكرة غبية فاشلة.
وباتت تعرف تقاسيم وجهه بأدق تفاصيلها وأنطبعت عيناه السوداوان الكحليتان في مخيلتها , أما طيفه فكان يسكن أحلامها ليليا.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 23-05-11, 09:53 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أيقظتها ضحكة السيد غودفري من شرود أفكارها , وسألتها السيدة بوترتون قائلة:
" كم سيطول بقاء السيد كوراليس في ضيافة خالتك وزوجها؟".
"لا أعلم بالضبط , أعتقد أنه مرتبط بعمله في لندن".
" سمعت أنه يتولى أدارة أعمال والده".
أومأت جولييت رأسها وقالت:
" نعم , أخبرتني تانيا أن والده يعاني من صحة سيئة , وأن دورين المسؤول الوحيد عن جميع أعماله".
" سيرث ثروة ضخمة ذات يوم".
" لا شك في ذلك".
" سيترك رحيله فراغا كبيرا في حياة أسرة لوزار , لا بد أن وجوده برفقتكم كان له أثر سعيد".
" في الحقيقة ,يقضي معظم أوقاته برفقة تانيا , فهو صديقها قبل أن يكون ضيفا ألأسرة لوزار".
" سمعت أنه يقطن في جزيرة رودس".
" صحيح , كان يقطن هناك , ففي رودس تم لقاؤه بتانيا".
" هل يعيش مع والده الآن؟".
" يزور والده بأستمرار , سمعته يقول لخالتي ( مود) أنه ينوي السكن في جزيرة زاسوس , حيث أشترى منزلا مؤخرا , وأعتقد أنها جزيرة رائعة الجمال كما وصفها دورين, فمنازلها بيضاء مكسوة بالأزهار التي تتدلّى من جدرانها , وتملأ حدائقها , وبحرها رائع بزرقته الدائمة"
قال السيد غودفري وقد قطب حاجبيه:
" كان عليهم أصطحابك معهم".
" أنها مسألة تكلّف كثيرا من المال".
" لكنك منذ صغرك لم تحصلي على أجازة".
" ذات يوم في المستقبل ستكون لي عطلة ولا شك".
" أنك على صواب , فهذا ما أعتقده أيضا , أي بلد ستختارينه لقضاء عطلتك؟".
" اليونان طبعا , أرغب في زيارة الجزيرة التي يسكنها دورين".
وغادرت جولييت البريد منطلقة بسرعة نحو المنزل , حيث أستقبلتها تانيا بصوت ساخط:
" يا لك من مخلوقة كسولة".
وصاحت قائلة:
" أين كنت؟ حذائي بحاجة للتنظيف , أذهبي ونظّفيه حالا وكما ينبغي".
" لكنني لا أهمل واجباتي أبدا".
" كفي عن أجابتي , لعلك نسيت أنك تعيشين هنا تحت ظل أحساننا نحوك".
لم تجب جولييت , كيف لها أن تنسى ذلك وهو أمر يتردد على مسمعها كل حين , من قبل تانيا أو خالتها أو زوج خالتها , هرعت الى غرفة الغسيل وفي يدها حذاء تانيا , ووجدت عند وصولها مزيدا من األأحذية التي تحتاج للتنظيف , وسرت في عروقها دماء باردة , كم تود لو أن بوسعها أن تهرب , أن تهجر هذا المنزل وسكانه ,ولكن ألى أين؟ وليس بجعبتها ألا القليل من المال , قطع حبل أفكارها دخول خالتها الغرفة وفي يدها كومة من الأغطية الوسخة ...... وقالت:
" هذه بعض الأغطية تحتاج للغسيل".
وتركت الحجرة , سمعت جولييت خالتها تتحدث الى تانيا في الغرفة المجاورة:
" ...... لا تلومي ألا نفسك , ليست الغلطة غلطتنا أذا لم يعرض دورين عليك الزواج بعد".
وتلاشت أصواتهما حين تركا الغرفة وتوجها الى قاعة الجلوس.
شعرت جولييت كأن طعنة غاصت في قلبها , مجرد فكرة زواج تانيا بدورين تجعلها تتمنى الموت , لكنه لم يعرض عليها الزواج بعد , وفي أعماقها كان قلب جولييت يتوسل بصمت:
" لا دورين, لا تتزوج تانيا , أنتظرني أرجوك".
لكن دورين لم يكن يلاحظ حتى وجودها , فهي مجردة من أي جمال أو جاذبية , بينما جمال تانيا يبهر أي رجل يقابلها , تانيا أنيقة , رشيقة , تتقن أسلوب التحدث والتصرف في المجتمع , ولا شك أنها تلائم دورين الذي يتحلى بشخصية مرموقة ومظهر وسيم , وثقة قوية في نفسه وأمكانياته , وفي رأي جولييت أنه أجمل وأذكى رجل تعرفت عليه , هذا ما أستنتجته حين تمّ لقاؤهما لأول مرة , عندما وضعت يدها الصغيرة المرتعشة في يده لتحييه قائلة:
" أهلا".
وتولت خالتها أمر شرح سيرة حياتها لدورين قائلة:
" أميلي تكون أبنة أختي التي توفيت وزوجها في حادث سيارة , كانت أميلي في السادسة من عمرها حين تولينا أمر تربيتها والأعتناء بها , محاولين جهدنا أن نهبها الحب الذي فقدته".
وشردت أفكار جولييت الى ذلك اليوم حين وقع نظرها على دورين لأول مرة , أطلعتها تانيا على صورته , أحست جولييت بشعور غريب يغمر كيانها , وحاولت بشدة أقناع نفسها أنه من المستحيل أن تكون قد وقعت في حبه بهذه السرعة , وأن ما تشعر به مجرد أحساس بالغبطة لظهور رجل غريب ومثير في أطار حياتها المملة , خاصة أنه قادم من بلاد الأغريق..... بلاد قرأت عنها الكثير , لكنها ما زالت غامضة في ذهنها , تماما مثل دورين , لكن جولييت وجدت أنها تواجه شعورا قويا تحمله أتجاه دورين , أضطرت أن تخضع للواقع وهو أنها تحبه , الحب الأول في حياتها , فدورين الرجل الوحيد الذي أيقظ فيها هذه المشاعر , لا تعرف أي رجل آخر , بينما يختلف الأمر بالنسبة لتانيا التي تنعّمت بحياة أجتماعية مثيرة , تعرّفت خلالها على رجال كثيرين منذ كانت في الخامسة عشرة من عمرها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 23-05-11, 09:55 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

يغمر جولييت شعور بالنقص كلما قارنت نفسها بتانيا , وينبع هذا الشعور لا من أختلاف المظهر بينهما فحسب , بل من مكانتهما الأجتماعية أيضا , نشأت جولييت ضمن عائلة لم تهبها ألا القليل , بينما كرست هي أعواما من حياتها لخدمة هذه العائلة ,والأعتناء بحاجاتها وتدبير أمورها المنزلية... أشبه بخادمة , حتى شعرت مرارا بأنها أدنى من خادمة , فالمعاملة التي تلقتها من عائلة لوزار معاملة جافة , قاسية , مجرد من أي أحترام أو شفقة أو أعتبار , والحل الوحيد لأنهاء هذه الحياة التعيسة هو الهرب...... شعلة الأمل الوحيدة في أفق مخيلتها , شعلة تتمسك بها بقوة آملة ألا تنطفىء وألا بقيت هي في هذا السجن المرير , تحت السقف الأبدي , في منطقة صغيرة من العالم كادت تمقت جميع أرجائها.
منتديات ليلاس
فجأة سمعت صوت تانيا تنادي من بعيد:
" أميلي...... هل أنتهيت من تنظيف حذائي؟".
ودخلت تانيا الغرفة لتجد جولييت منهمكة بتنظيف الأحذية الباقية , وقالت هذه:
" نعم , تجدين حذاءك هناك".
" أذن , آتني به".
ضغطت جولييت على شفتها محاولة كبت الغضب الذي يغلي في أعماقها , باتت لا تحتمل طريقة معاملتها , وتتمنى لو تجد حلا لهذا الوضع....الى متى تذلّ هكذا؟ أجابت بغضب:
" لن يضرّك أن تنحني قليلا وتخدمي نفسك".
لكن تانيا أصرت على الجمود وأجابت بجفاء:
" آتني به حا".
عندئذ أطاعت جولييت ...... وأحضرت الحذاء لأبنة خالتها التي أنتزعته منها بغضب وراحت تتفحصه بدقة , وقفت جولييت تتأمل تانيا , ثم خطر على ذهنها أمر مهم كانت تفكر به منذ وقت طويل , فقالت:
" سأسأل خالتي أن كان بأمكاني الألتحاق بلمعهد التجاري للتخصص كسكرتيرة".
" لكنك سألتها من قبل".
" سأسألها من جديد".
توقفت جولييت عن الكلام حين فوجئت بدخول خالتها الى الغرفة , وسألت هذه بصوت قاس , مجرد من أي لطف:
" ما هذا الذي سمعته؟".
فأجابت جولييت بصوت مرتعش:
" كنت أقول أنني أرغب في الألتحاق بالمعهد التجاري لأكتسب تدريبا في حقل الشؤون المكتبية , أذا كان الأمر ممكنا طبعا".
" لكننا عالجنا هذا الموضوع من قبل , وكما قلت لك من قبل , أن زوجي قد صرف ما يكفي من المال على تربيتك المدرسية , وليس من اللياقة أن تتوقعي منه المزيد....... يا لك من جاحدة ناكرة للجميل".
" لكنني أعده بتسديد جميع التكاليف".
صاحت تانيا:
" أبي ليس مليونيرا".
وأضافت :
" لقد كلّفته ما يكفي".
شحب لون جولييت , وأستطردت تشرح لخالتها وتانيا أنه من الطبيعي أن تفكر بالمستقبل , وباليوم الذي تعيش فيه لوحدها....
"..... ثم أرغب بالسكن في منزل مستقل".
" أتعنين أن هذا المنزل لم يعد يليق بحضرتك؟ يا لك من فتاة بغيضة , ربما نسيت أنه لو لم يتولّ أهلي تربيتك لكنت نشأت في ميتم".
حينئذ وصل زوج خالتها متسائلا عما يجري , فسمع جولييت تقول:
" أذن , عليّ أن أمكث هنا وأبقى في خدمتكم طوال حياتي , خادمة مجّانية".
وما أن سمع زوج خالتها هذا , حتى قاطعها بصوت صارم:
" أذهبي الى غرفتك حالا , وأمكثي هناك حتى تقرري أن تعتذري لنا".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne hampson, أعدني الى أحلامي, آن هامبسون, man to be feared, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات القديمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, رويات رومانسية, عبير, قصص
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t161815.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 30-01-16 10:39 AM


الساعة الآن 02:10 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية