بسم الله
والصلاة والسلام على رسول الله
ورضي الله عن الذين كانوا للدين هم الحُماه
وعن الذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم أن نلقى الإله
وبعد
فقد كان في سالف العصر رجال حملوا هم هذا الدين ورفعوا الرايه الغرَّاء راية التوحيد ودفعوا ثمن نشر الدين من دمائهم وجعلوا من الدنيا ركبا ً ليصلوا إلى السعادة في الإخره ولم يلتفتوا إلى ما ورائهم من زخرف الدنيا وتركوا كل متع الدنيا ليس لأنهم معقدون ولكنهم عرفوا قيمتها وأيقنوا أنها زائله فانيه وعلموا كيف الطريق فسلكوه وحاولوا بكل جهدهم أن لا يـُزَلَ مسلم وفيهم عين تطرف
فنزل فيهم قول ربنا جل وعلى
(مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً )
ولكن الآن يحاولون أن يفصلوا شباب المسلمين عن هويتهم الحقيقيه لكي لا يعلم الشباب أن أجدادهم كانوا أسوداً يجب الفخر بهم مسخوا شبابنا وجعلوهم لعبة في أيدي من لا يريدون أن تقوم للدين قائمه
ولكننا نقول والله إنهم أجدادنا ونحن بفضل الله نستطيع أن نعيد هذا المجد ولكن لنرجع الى الله تعالى ولنبتهل إليه ونتذلل له سبحانه أن يجعل لنا شرف الدفاع عن دينه وأن نكون في الصفوف الأولى التي تضحي بكل ما يملكون غاليا ً وعزيز لنصرة هذا الدين
ولنعلم جميعاً وليعلم من يريدون دك معاقلنا وحصوننا أننا وبإذن الله
شباب لم ولن تحطمه الليالي ولن نكون لقمة سائغة بإذن الله جل وعلى
ملكنا هذه الدنيا قرونا*** وأخضعها جدود خالدونا
وسطرنا صحائف من ضياء*** فما نسى الزمان ولا نسينا
حملناها سيوفا لامعات***غداة الروع تأبى أن تلينا
إذا خرجت من الأغماد يوما***رأيت الهول والفتح المبينا
وكنا حين يرمينا أناس***نؤدبهم أباة قادرينا
وكنا حين يأخذنا ولي***بطغيان ندوس له الجبينا
تفيض قلوبنا بالهدي بأسا***فما نغضي عن الظلم الجفونا
وما فتئ الزمان يدور حتى***مضى بالمجد قوم آخرونا
وأصبح لا يرى في الركب قومي ***وقد عاشوا أئمته سنينا
وآلمني وآلم كل حر*** سؤال الدهر : أين المسلمون ؟
ترى هل يرجع الماضي ؟ فإني***أذوب لذلك الماضي حنينا
بنينا حقبة في الأرض ملكا ***يدعمه شباب طامحونا
شباب ذللوا سبل المعالي*** وما عرفوا سوى الإسلام دينا
تعهدهم فأنبتهم نباتا***كريما طاب في الدنيا غصونا
هم وردوا الحياض مباركات*** فسالت عندهم ماء معينا
إذا شهدوا الوغى كانوا كماة*** يدكون المعاقل والحصونا
وإن جن المساء فلا تراهم*** من الإشفاق إلا ساجدينا
شباب لم تحطمه الليالي***ولم يسلم الى الخصم العرينا
ولم تشهدهم الأقداح يوما***وقد ملأوا نواديهم مجونا
وما عرفوا الأغاني مائعات***ولكن العلا صيعت لحونا
وقد دانوا بأعظمهم نضالا ***وعلما، لا بأجرئهم عيونا
فيتحدون أخلاقا عذابا ***ويأتلفون مجتمعا رزينا
وما عرفوا الخلاعة في بنات*** ولا عرفوا التخنث في بنينا
ولم يتبجحوا في كل أمر***خطير، كي يقال مثقفونا
كذلك أخرج الإسلام قومي ***شبابا مخلصا حرا أمينا
وعلمه الكرامة كيف تبنى***فيأبى أن يقيد أو يهونا
دعوني من أمان كاذبات ***فلم أجد المنى إلا ظنوناً
وهاتوا لي من الإيمان نورا***وقووا بين جنبيَّ اليقينا
أمد يدي فأنتزع الرواسي*** وأبني المجد مؤتلقاً مكينا
ووالله لا خير فينا إن لم نسير على درب أجدادنا ونحمل ما كانوا يحملون فقد كانوا في الليل رهبان وفي النهار أبطال فرسان
نسأل الله أن يجعلنا ممن يكون لهم شرف حمل هذا اللواء
ووالله لن يكون لنا ذلك إلا إذا لزمنا غـَرزَ النبي صلى الله عليه وسلم في كل أحواله