وَتُغِيثُ اصْوَاتُ الْزُّهُوْرِ إذَا مَشَتْ
مِن فَوْقِهَا حَتَّى اسْتَكَان بِهَا الْمَطَر
وَتَرُدّ رُوْحِي عِنْدَمَا تَحْكِي لَهَآ
عَن سَنْدْرِيلا حُلْمَهَا كُل الْدَّهْر
وَتَقُوْل لِي فِي فَرْحَةٍ كَوْنِيَّةٍ
أنْت الْامِيْر وَانْت حَاكِم ل الْقَصْر
وَانَا فَتَاة حُلْوَة وَفَقِيْرَةُ
وَقَصِيْرَة أيْضاً وشَقُرَاء الْشَعَر
كَانَت تُحَاكِيْنِي ب نَبْرَةِ طِفْلَةٍ
وَبِرُوحُهَا فَرِحُ يُشَاطِرُنِي الْسَّهَر
كَيْف احْتَوَت أطْرَاف رُوْحِي كُلَّهَا
بَل كَيْف بَاتَت تَنْتَشِل مِنِّي الْعَثْر
بَل كَيْف كَانَت صُدْفَةٌ الْلُّقْيَا بِهَا
أو كَيْف كَانَت أوّل الْلُّقْيَا سَمَر
يَاللَعُذُوْبةُ كَيْف كَانَت تَسْتَقِي
أطْوَاقَهَا مِن فَيْض ألَوُان الْزَّهَر
وَالْثَّوْب درُّ أو حَرِيْر أبْيَضُ
وَالْعَيْن سِحْر نَاعِسُ كُل الْسِّحْر
وَالَأنْفُ سَيْفٌ عَاكِسٌ أطَيِافَهَا
وَالْفَمُ تُوَتُ نَابِت تَحْت الشَّجَر
وَالْشَعْرُ شَلّالُ حَرِيرٌ أسْوَدٌ
كَالْوَرْدِ مَلْمَسُه إلَى حَد الْخَصْر
يَا رَوْعَة الْأكْوَانِ يَا أحْلامَهَا
يَادُرَّة الْأيّامِ يَا كُلّ الْدُّرَر
أنتِي الْصَّفَاءُ وَأنْتِي نُوْرٌ سَاقَنِي
فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ تَحْت الْمَطَر
فَأخَذَتُ أحْكِي قِصَّةُ الْلُّقْيَا بِكِ
أشْكُو إلَى الأيَاامِ أشْكُو لِلْسِّحْر
أنتِي الْنَّدَى رُوْحُ يُشَآطِر رُوْحَكِ
وَالْعِطْر مَلْمَسِكِ وَمَلْبِسكِ عِطْر
أنتِي الْهَنَاءُ لِ رَوْحِ مُغْتَرِبٍ سَمَتْ
أَشْوَآقُهُ حَتَّى تَثَآقَلهَآ الْدَّهْر
أنتِي حَنِيْنُ فَآَضَ فِي قَلْبِ الْسِمَآ
لِ دَعْوَةٍ بَيْضَآءَ مِن قَبْل الْفَجْر
أنتِي الْوُرُودُ لِ تُرْبَة خَصْبَاءَ لَآ
تَرْمِي الْمِيَاه بَعِيْدَةً لَو تَنْهَمِر
أنتِي الْطُفُوْلَةُ عِنْدَمَآ تَغْمُرُنِي
رُوْح الْشَبَآبِ وَأنْتِي لِي كُل الْعُمُر
أنتِي وَفَآءُ لَآمَثِيْلَ لِ كَوْنِهِ
أنتِي عَطَآءُ لَآ لَهُ حَدٌ وَبَرْ
أنتِي عَصَافِيْر الْصَّبَاحِ إذَا بَدَت
تَغْرِيْدَهَا قِيْثَارَةً لآتَنْدَّثرْ
وَيَأخُذُنِي الحَنِيْنُ إلَىَ أيَامِنَآ
عِنْد الْمَسَاء حَدِيْثَنَا لمًّا آنْهَمَر
كَانَت تُحَاكِي زَهْرَهَا فِي خِفْيَةٍ
مِنِّي وَكَانَت تَسْتَمِيْلُ بِهَا الْسًّمْر
كَانَت تَقُوْلُ لِزَهْرِهَا يَآ زَهْرَتِي
أنتِي أمِيرَةُ عَصْرِكِ هَذَآ الْعَصْر
وَالْوَرْدُ سُكَّانٌ أنَآخُو عِنْدَكِ
وَالْجُوْدُ مِعْطَفِك وَرَآيَتكِ الْمَطَر
الْوَرْد لَوْنٌ يَسْكُنُ الْرُّوْح إذَآ
أحَالَهَا لَوْن الْسَّوَادِ إلَى خَطَر
فَأخَذتُهَا وَالْرُّوْحُ مِنِّي تَحْتَفِي
بِالْجُودِ وَهِيَ الْجُوْدُ مِنْهَا يُسْتَدَّر
وَهَمَسْتً فِي آذَآنِهَا مَايَمتلِي
مِنْهُ الْفُؤَادُ وَمَامِن الْحُبِّ مَفَر
يَآ طِفْلَتِي الْبَيْضَآءَ إنّي عَآشِقٌ
وَمُتَيَّمُ بِالْسِّرِ أَو حَتَّى الْجَهْر
الْحُب دَآآءٌ لآيُرِّيحُ مَرِيْضَهُ
وَآنَآ مَرِضْتُ وَلَذَّةُ الْتَّعَبِ الْسَّهَر
حَتَّى يَغآَفِلَنِي صَبَآحِي خِلْسَةً
فَأَنَآَمُ مٌرتَآحَا وَحُلُمِي يَنْتَضِر
أصْحُو وَأذْكُر يَوْمنَا فِي بَسْمَةٍ
مُرتِآحَةٍ مًرتَآعَةٍ تَهْوَى الْخَطَر
فِي لَيْلَة عَفْوِيَّة قَلْبِيَّةٍ
كآِنت حُدُوْد غِيآبُنَآ لاتَنْكْسر
كَيْف إسْتَرَاحَت خِلْسَة فِي نَاظِرَي
لَآلِي جَوَآب كُلِّهَآ لَوَحَةْ قَدَر !!
**