لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-05-11, 04:23 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تجاهلت لورا الملاحظة الأخيرة وأكدت بحبور:
" لا تقلق بشأني وأنصرف الى عملك بحرية , على فكرة , في أي ساعة نتناول طعام الفطور؟".
" في السابعة والنصف , ولكن لا تزعجي نفسك بالنهوض باكرا , فبأمكاننا الأيعاز الى الخادمة بأحضار الطعام الى غرفتك كما تستطيعبن تناول الطعام هنا في الوقت الذي يناسبك , شعرت المرأة أنها تعامل كضيف ثقيل غير مرغوب فيه مع حفاظ المضيف على حد أدنى من اللياقة , فقالت بفظاظة:
" موعد الفطور يناسبني تماما فلا تحاول أبعادي لأنني لن أزعجك بالثرثرة في الصباح".
دهش رالف لشراستها وأوضح ضاحكا:
" أعتذر لما بدر مني من غير قصد , فالأمر يعود الى عدم أعتيادي على الحياة الزوجية بعد سنوات الوحدة".
" أفهم تماما ماذا تعني وخاصة أنني لا أختلف عنك كثيرا من هذه الناحية , لقد أتفقنا سابقا على عدم تدخل واحدنا في شؤون الآخر وعاداته , فلا أرى موجبا لنقض هذا الأتفاق الآن , لذلك ما عليك عند تطفلي , سوى أعلامي بهفوتي لأزيح من الطريق".
أقترب رالف منها مخاطبا بعذوبة:
" أنت أمرأة ناضجة ومتفهمة يا عزيزتي , أمنحيني بعض الوقت لأستطيع التكيّف مع النمط الجديد , وأعدك بأن أصارحك بما يضايقني بشرط أن تفعلي الشيء نفسه , والآن هلا تناولنا العشاء ".
شدها من مقعدها ولف خصرها بذراعه بقوة جعلتل دقات قلبها تسرع , وسأل:
" ما رأيك بالمنزل؟".
حين أوت الى فراشها راجعت لورا في ذهنها مجريات الأمسية الأولى راضية عن نجاحها المقبول , فقد تناولا عشاء لذيذا تحدث رالف خلاله عن عمله في المستشفى دون أن يأتي على ذكر عمله في العيادة , وبعد ذلك أتصل بوالده وأتفق وأياه على توجهه وعروسه لزيارته في مساء اليوم التالي , وأخيرا عانقها متمنيا لها ليلة هانئة وأتجه الى المكتبة ليهتم بعمله.
وهكذا أقتنعت لورا بحصيلة اليوم المنصرم وأغمضت عينيها على صورة رالف مطبوعة في فكرها وقلبها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-05-11, 04:24 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

7- نفحة من الأمل


كان رالف جالسا الى المائدة وغارقا في جريدته لما نزلت لورا في الصباح لتتناول فطورها , ووجود الجريدة يعني أنعدام الكلام في هذه الجلسة الصباحية , لذا حيّته وجلست أزاءه تتصفح الجرائد الأنكليزية الموضوعة الى جانبها كأشارة لوجوب ألتزام الصمت وعدم رغبة الرجل بالتحدث , صبت لورا بعض القهوة فيما رالف يأخذ أستراحة قصيرة ليطمئن الى تمضيتها ليلة هادئة قبل غرقه في قراءة بريده اليومي , وشكت لورا في سماعه الشكر الذي وجهته له فكأن واجبه أنحصر في السؤال دونما حاجة الى الأصغاء لردها , ولم يتكلم الرجل ألا عندما أكمل شرب قهوته ونهض , فأبلغها:
" سأعود في حوالي السادسة مساء , أتمنى لك نهارا ممتعا".
أنتظرت لورا خروجه حتى سألت نفسها بصوت مرتفع:
" وماذا سأفعل طوال هذا النهار الممتع؟".
منتديات ليلاس
ثم تذكرت أنه طلب منها الصبر فأذعنت لعدم أكتراثه على أمل أن تنتهي هذه المعاناة قريبا , وللحقيقة لم يكن نهارا فارغا , فتفقدت المطبخ الواسع المجهز تجهيزا عصريا كاملا , وأعجبت بالغرفتين الملحقتين به : الأولى لغسل الصحون والثانية لغسل الثياب , كما تعرفت الى الخادمتين ألسا وآني , وهما صبيتان طويلتا القامة تضجان صحة وعافية , وحيّت الخادمتان سيدتهما بعرض جريء لأسنانهما البيضاء كونها اللغة الوحيدة التي يستطيعان التفاهم بواسطتها مع السيدة الأنكليزية , ثم قابلت لورا البستاني العجوز الذي لوّحت وجهه أشعة الشمس وجعدته السنون الطويلة , بعد ذلك جلست في الغرفة الزجاجية تحتسي القهوة وتقرأ كتابا عن فن الطبخ وأدارة البيت , علما أن لا فائدة لذلك بوجود جهاز الخدم الكبير في المنزل.
وأخذت المرأة تفكر في كمية المال الذي ينفق في هذه الدار وأجرت مقارنة بين المبلغ التقديري الذي توصلت اليه وما كان ينفق في منزل ذويها , ونتيجة المقارنة أتت المقارنة مذهلة , بعد غداء موحش مارست لورا ساعة من السباحة في مياه الحوض الدافئة , ثم أنسحبت الى غرفتها وأرتدت ثيابها لتناول الشاي بأنتظار وصول رالف , وقد أختارت لورا للقاء والد زوجها في العشية , ثيابا أنيقة وحذاء جلديا ثمينا لم تكن تحلم بأن تضعه في قدميها الضغيرتين من قبل , لكن كل هذا الأعتناء لم يؤثر في رالف الذي وصل في الوقت المحدد وأكتفى بالقول:
" مرحبا , سأصعد لأبدل ملابسي وأعود بسرعة".
وما هي ألا دقائق حتى عاد مرتديا بدلة رمادية جميلة تتناسب مع ربطة عنق حريرية رائعة , وأقترح رالف الأنطلاق على الفور دون أن يلتفت الى لورا أو الى ثيابها , صعد الزوجان في السيارة الصغيرة لأن الرولز رويس مخصصة للمناسبات المهمة , وعبرا هيلفرسوم بأتجاه لوتين حيث يقطن والد رالف ,وبقي الرجل صامتا الى أن قال أخيرا قبل وصولهما بقليل:
" يبدو أن لا شيء لديك تقولينه".
" لدي أشياء كثيرة أقولها بشرط أن أجد مستمعا , ففي البيت مثلا خيّل لي أنك لا ترغب بسماع صوتي , ولو أردت العكس لأبلغتني ذلك".
" يا عزيزتي لا ضرورة لطلب أذن خاص حتى تتكلمي ! فأنت حرة في قول ما تشائين عندما يحلو لك".
" لماذا تتراجع عن مواقفك ؟ لقد أفهمتني سابقا أنك لست مستعدا لتغيير نمط حياتك وعاداتك".
حدقت لورا في المناظر الجميلة في الخارج وأضافت دون الألتفات اليه :
" أنا لا أقصد جرحك بل أحاول توضيح موقفي".
جاءت نبرته هذه المرة ناعمة:
" وضوحك تام الى درجة أنك تجيدين لعب دور الزوجة بمثالية وأتقان".
سرى كلامه في جسدها سريان السم الزعاف فلجمت لسانها حتى لا يتطور الأمر وصمتت طويلا , حتى قالت أخيرا:
" المنطقة جميلة جدا".
" فعلا".
كانت السيارة تسير بمحاذاة بحيرة واسعة ترسو على ضفافها قوارب ويخوت مختلفة الأحجام , والى الجانب الآخر من الطريق أنتشرت فيلات وقصور فخمة أمامها حدائق رحبة , محاطة بأسوار عالية وأخرى طبيعية من الأشجار الباسقة , قاد رالف السيارة عبر أحدى بوابت هذه الفيلات وأوقفها أمام مدخل بناء جميل , يعلوه سطح قرميدي أحمر وتتسلق جدرانه نباتات اللبلاب, قالت لورا وهي تهم بالخروج:
" بيت رائع!".
لم تدع المرأة زوجها يصل الى باب السيارة ليفتحه فسبقته الى سلم المنزل , غير أنه لحق بها وأمسك بذراعها كي يبدوا زوجين منسجمين للناظر من بعيد , وهذا الناظر لم يكن سوى أبن هانز العامل في خدمة والد رالف , خيل للورا وهي تنظر الى الرجل أنها ترى صورة لهانز في أيم شبابه , فالشبه بينهما كبير وحتى في الأبتسامة وطريقة الأنحناءة , ألا أن أنكليزية هانز أفضل من تلك اللهجة الطريفة التي تكلم بها ولده:
" أنه لفخر أن تصبحي عضوا من عائلة فان ميروم يا سيدتي".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-05-11, 04:25 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وقادهما الشاب في رواق معتم وبارد الى غرفة في مؤخرة المنزل , تطل على حديقة واسعة وتسمح واجهاتها الزجاجية لآخر خيوط الشمس بالدخول وألقاء تحية دافئة , نهض شاغل الغرفة الوحيد لدى دخول الزوجين , ورأت لورا رجلا فعل الشيب في رأسه فعله , طويل القامة عريض الصدر كرالف , داكن العينين ...... مع أختلاف أساسي عن أبنه : أبتسامته العريضة.
قال فان ميروم الأب:
" وأخيرا رالف ولورا ".
وضع يديه على كتفيها وقبل وجنتها ثم قال :
" أنا سعيد يا أبنتي بأستقبالك في عائلتي ".
أبعدها عنه قليلا وتفحصها بهدوء وتدقيق مضيفا:
" ها أنني أحظى بأبنة جديدة بعد طول أنتظار , وفرحي عظيم لأنني كوفئت على أنتظاري , حسنا فعل رالف بأضطحابك لزيارتي قبل أن يعرّفك بأفراد العائلة الآخرين".
أمسك الطبيب المتقاعد بيدها وقادها الى أحدى الكنبات الواسعة قائلا:
" العشاء لن يقدم قبل نصف ساعة , فأحضر لنا عصير الفواكه يا رالف بينما تحدثني لورا عن نفسها".
أمضت لورا أمسية باهرة النجاح في كنف والد رالف الطيب , وتساءلت لماذا لا يظهر زوجها من محبة وود شيئا مما أظهره والده. وهي تعلم أن نفسية فان ميروم الأبن لا تناقض في جوهرها نفسية فان ميرو الأب , خصوصا أنه أنسجم الى حد ما خلال السهرة وبادلها الضحك والمزاح , بيد أنه عاد الى نصب السد بينهما عندما أستقلا السيارة عائدين الى المنزل , فتجنب أن يطيل التعليق على مجريات السهرة رغم محاولاتها اليائسة لأستدراجه الىالكلام , عله يلين شيئا فشيئا ويتوصل الى مفاتحتها بما في قلبه , وبعد أن فرغت جعبة لورا بقيت ساكتة حتى وصلا الى المنزل فتمنت له ليلة هادئة وصعدت الى غرفتها , وكان على الزوجين القيام بزيارة ثانية لوالد رالف ليتناولا العشاء الى مائدته بحضور سائر أفراد العائلة , ونظرا لأهمية المناسبة قررت لورا أرتداء أفضل أثوابها خصوصا أن الساهرين قد يتسلون ببعض رقصات الفالس وما شابه .... لكنها أفاقت في اليوم التالي على شعور بالأرهاق الجسدي , يزيده أحساس بأن أفراد عائلة زوجها لن ينظروا اليها بعين ارضى والأستحسان , فخشيت حلول موعد السهرة كأنها ساعة الموت , وما كادت المرأة تجلس الى الطاولة لتشارك زوجها فطوره حتى بادر الى أعلامها بأضطراره الى الغياب ليومين لحضور مؤتمر طبي بعقد في مدينة منريشت
وقال رالف مخففا :
" أظن أنه سبق وأبلغتك بأحتمال تغيبي عن المنزل بين الحين والآخر , وأنا واثق من أنك لن تضجري بوجود هانز الذي يستطيع مرافقتك الى أسواق دن هاغ أو أمستردام لشراء بعض الحاجيات ".
أضاف وكأنه تذكر أمرا هاما:
" ألديك ما يكفي من المال؟".
" نعم , شكرا".
الشيء الوحيد الذي لا ينقصها في هذا المنزل هو السيولة النقدية , فرالف رجل معطاء لا يبخل عليها أبدا , وهي تجد بين يديها مبالغ لم تكن تحلم بلمسها في السابق , الى درجة تجعلها لا تعلم ماذا تفعل بها كلها , لكن لورا تتخلى عن أموال الأرض جميعها مقابل لفتة من رالف أو لحظة أهتمام منه , فالغصة ما تزال في قلبها كونه لم يفكر بشراء هدية زواج لها , في حين أنها أشترت زرين من ذهب لقمصانه الحريرية الفاخرة ولم تقدمهما له أثر أدراكها مدى أهماله لمشاعرها , بعد أن جالت هذه الأفكار في رأسها قالت:
" لا حاجة لأزعاج هانز , فبأستطاعتي ركوب الباص الى هيلفرسوم ثم الى بارن لأتعرف الى المدينتين جيدا".
ظهر الأستغراب في عيني رالف لمّا علّق:
" لم يخطر لي يوما أستعمال الباص , فمن أين جاءتك هذه الفكرة؟ هانز سيحرسك في غيابي , الى اللقاء".
خرج الرجل والكلبان يقفزان حول قدميه مودعين , فنظرت لورا اليه حائرة لا تجد سبيلا الى أدراك كنهه.
أستطاعت الزوجة الوحيدة ملء يوميها بشكل معقول , فكتبت بعض الرسائل لزميلاتها السابقات , أستكشفت بارن وهيلفرسوم , أشترت بعض الحاجيات من أسواقهما , أمضت ساعات طويلة في الحديقة تشغل نفسها بأعمال التطريز والحياكة , كما أصطحبت الكلبين في نزهات طويلة , وصرفت وقتا في مراقبة هانا وهي تعد الطعام.....

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-05-11, 04:27 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لكن هذا البرنامج على كثافته لم يفلح في أنتشالها من الوحدة أو منعها عن التفكير برالف ولو للحظة , فصورته لا تفارق خيالها , والأسئلة الكثيرة ملآت بصيرتها : أين هو الآن ؟ ماذا يفعل؟ مع من يعمل ؟ أنه لغريب حقا أن تغرم أمرأة برجل ولا تعلم عنه ألا النزر اليسير , عاد الطبيب الهولندي في ساعة متأخرة من مساء اليوم الثاني لذهابه , وكانت لورا في هذا الوقت في فراشها تستمع الى دقات ساعة الحائط تعلن حلول منتصف الليل , وما أن سمعت صوت محرك السيارة حتى تركت سريرها وفتحت النافذة لتشاهد زوجها , لكن الظلام الدامس الذي لف الدنيا لم يتح لها الرؤية بوضوح فأقفلت النافذة وهي ترتدف بردا , ثم عادت الى مضجعها , وفكرت بالنزول اليه لعلّه جائع أو عطشان , غير أنها سرعان ما أستبعدت الفكرة , وفي أي حال , فأن مجرد عودته الى المنزل أمر مطمئن ومفرح بالنسبة للحبيبة المتيمة , وفي الصباح عندما تستفيق بأمكانها أستيضاحه عن مسألة تعلمها اللغة الهولندية , وغفت لورا على حلم جميل رأت فيه نفسها تتكلم الهولندية بطلاقة أدهشت رالف... أثارت لورا المسألة في اليوم التالي وفوجئت برد رالف الأيجابي:
" من الضرور جدا تعلمك اللغة , وأنا أعرف الرجل المناسب للمهمة , سأتصل به اليوم وأتفق معه على التفاصيل , المهم أن تحددي الوقت الذي يناسبك لأخذ الدروس حتى أكون واضحا مع الرجل".
" العاشرة صباحا , رغبتي في الألمام بالهولندية كبيرة جدا , لذا سألت شريكك يان عن أستاذ فأجاب أنك تستطيع تدبر الأمر بسهولة".
" لماذا سألت يان؟".
بدا الأنزعاج واضحا في صوت رالف دون أن يظهر أي شيء على قسمات وجهه الساكنة.
" لم أشأ شغلك بهذه القضية يا رالف لكثرة أعمالك".
ترك رالف قول لورا يمر بلا تعليق فجمع أوراقه ورسائله قائلا:
" أذا سأتفق مع رودي دوفال على مجيئه يوميا في العاشرة , عدا السبت والأحد".
" أستطيع الذهاب اليه بالباص أذا كان يقطن في بارن أو في هيلفرسوم".
أنهى الرجل النقاش بحزم:
" أفضل أن يأتي هو الى منزلي , سأعود في موعد الشاي".
بدأت لورا بتعلم الهولندية على يد رودي دوفال , رجل في وقار الخمسين , ذو شاربين عريضين ولحية صغيرة , يعرف ماذا يريد ومصمم على جعل تلميذاته تحسن الهولندية ولو كان هذا آخر عمل يحققه في حياته , تمتعت التلميذة بالدرس الأول ونوت أخبار رالف بأخطائها الغبية حتى تنتزع الضحكة من شفتيه , بيد أن الرجل أكتفى بالأطمئنان الى بدء الدروس ودقة الأستاذ في مواعيده غير مكترث بالأستعلام عن تقدم زوجته ومدى أستيعابها , وهكذا عندما دعيا الى منزل والده بمناسبة الحفل العائلي , أستطاعت لورا أن تفاجئهما بعبارا هولندية بليغة تعلمتها خصيصا للمناسبة , وهذه الدعوة لم تحمل فقط رضى لورا عن هولنديتها بل رضاها عن تصرف رالف , لأنه طلب منها أرتداء فستان العرس للمناسبة , ولما نزلت كان في غرفة الجلوس ينتظرها ببدلته الأنيقة منفرج الأسارير.
منتديات ليلاس
" طلبت منك أرتداء هذا الثوب لأن لونه يناسب هذه , أبقي بدون حراك قليلا".
أقترب منها وفي عينيه بريق لم تلحظه لورا من قبل وأحست أن رجلا آخر ينظر اليها , وضع رالف حول عنقها عقدا وأتبعه بسوار في معصمها فغمرتها الدهشة ونظرت في المرآة الكبيرة المعلقة في الحائط وقالت بصوت مرتفع:
" هذا رائع......".
كفت المرأة عن الكلام بمجرد أن رأت للعقد والسوار تكملة : قرطان ذهبيان في وسط كل منهما حبيبات من الياقوت والماس.
" هذه المرة عليك وضعهما بنفسك لأن الأذنين حساستان ولا أجرؤ على مس نعومتهما بخشونتي".
أخذت لورا تتأمل طقم المصوغات الكامل والأمل يزهر في أعماقها . هل بدأ رالف يتغير ؟ هل نجح رهانها على الوقت عاملا ينسيه جويس ويولد في نفسه عاطفة أتجاهها؟ وكفأس مجرمة قطعت براعم الأمل جاء كلامه الواقعي:
"لا فضل لي بأهدائك هذا , فالتقليد يملي أن زوجة الأبن الأكبر ترث هذه المجوهرات العائلية".
علقت لورا والحسرة تخنقها:
" فهمت , يجب أن أضعها الليلة".
" تماما , أمستعدة للأنطلاق؟".
بالرغم من الحادثة المخيبة أمضت لورا سهرة حلوة , فوالد رالف يحبها كثيرا معوضا بذلك عن حنان مفقود , ومارغريت , شقيقة زوجها , تعاملها بلطف وبقدر كبير من الصداقة , وهي أمرأة في عقدها الثالث , جميلة بعينيها السوداوين وقامتها الفارغة المليئة , وبشعرها الأسود الطويل المضفي على مظهرها لمحى غجرية ساحرة , وزوج مارغريت رجل أنيق ووسيم , عامل لورا بما تقتضيه أصول التهذيب واللياقة ما أراح لورا الى وجوده , أما لورانت الشقيق الأصغر فلم يخف أعجابه ومحبته لزوجة رالف منذ المرة الأولى , وهكذا تصادق وأياها بسرعة وملأ وقتها بنكاته ومرحه , وبالنتجة وجدت المرأة الأنكليزية التائهة في هذا المجتمع الغريب أن أمر التأقلم في جو عائلة فان ميروم ليس عسيرا جدا .... ويبقى الأهم: تأقلمها مع رالف ..... أو العكس.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-05-11, 04:28 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بعد العشاء الراقص الذي حضره أيضا الأعمام والعمات والأخوال والخالات وأولادهم , أقيم أستقبال كبير وقفت فيه لورا الى جانب زوجها يتلقيان تهاني الأقارب والأصدقاء في جو بهيج تنوعت فيه التمنيات بلهناء وبحياة طويلة مديدة مكللة بالرفاه والبنين ..... وبذلت لورا جهدها لتستطيع الصمود والظهور بمظهر الزوجة السعيدة أمام الجميع , خصوصا أن العائلة , ما عدا الوالد ربما , تظن أن رالف تزوج بعد حب لا بعد صفقة أملاها عليه الأنفعال وثورة النفس , والمسكينة لا تعلم أن لا حاجة البتة للتظاهر بأي شيء , فهيامها برالف يقطر من كل نظرة اليه , ويقفز من كل لفتة نحوه , فسر الجميع بكون كبير أبناء العائلة تزوج بعد طول وحدة من أمرأة يحبها وتعشقه , فقضيته كانت شغل العائلة الشاغل ويبدو أنها حلت الآن على ما يبدو على يد لورا , وساعدت تصرفات رالف الدقيقة على توليد هذا الأنطباع لدى الساهرين , فهو قد قال المناسب وفعل اللازم موزعا أبتسامات السعادة على الجمع وعلى زوجته , مع الأشارة الى أن حبوره لن يخدع لورا بسبب الفتور القابع في عينيه الداكنتين , ولما وصلا الى البيت قال رالف بسرور أن جميع أفراد العائلة والمعارف والأصدقاء أحبوها وأعجبوا بها , فشكرته متمنية في نفسها أنتقال عدوى الحب والأعجاب اليه , لأنها تضرب عرض الحائط أعجاب الآخرين ما دام زوجها تمثالا من الشمع الأصم لا يمنحها مقدار ذرة من الأحساس , أو يتنازل عن خفقة قلب , وصعدت المرأة الى غرفتها ومصوغاتها البديعة تلمع تحت أنوار الثريا , وهناك في سريرها غفت على وسادة مبللة بدموع المرارة , ما الفائدة من طلب المستحيل والسعي الى القمر؟ فرحلة الألف ميل تبدأ بخطوة والسنوات أمامها طويلة حتى تكسب ود زوجها وحبيبها فلتترك أستباق الأمور وأستعجال النتائج حتى لا ينعكس الأمل خيبة وينهار صرح حبها العظيم , والعامل المساعد في جعل لورا تصبر على المعاناة هو تأقلمها السريع في الحياة اليومية , فهي متوافقة تماما مع هانا ,وهانز خادمها المطيع لا يرفض لها طلبا , كما أنها بدأت تتعرف الى محيطها جغرافيا وأجتماعيا مما يخفف من وطأة الغربة ويزيد من أنصهارها في بوتقة المجتمع الهولندي , وليس خافيا مقدار أهمية ألمامها بلغة البلاد بجهود رودي دوفال وأجتهادها الشخصي , فهي الآن مثلا تستطيع الأجابة بسهولة على أي مكالمة هاتفية لرالف , وتستطيع أستقبال زوجات أصدقائه اللواتي يزرنها للتعارف , وجميع معارف زوجها أحبوها نظرا لتواضعها وبساطتها في التعامل مع الناس , فوجدوها أنسانة حسنة الطباع سهلة المعاشرة.
وفي أحدى الأمسيات تبين أن رالف يؤيد هذا الواقع , أذ قال:
" أهنئك يا لورا على نجاحك السريع في لعب دور الزوجة وربة المنزل , لقد تفوقت علي في هذا المجال".
" أفراد عائلتك وأصدقاؤك أحسن منك معاملة ولا أدري كيف أشكرهم على لطفهم , وكذلك رودي المعلم الممتاز ويان الصديق الوفي ".
توقف رالف بعدما كان متوجها الى المكتبة وسأل:
" يان؟".
" نعم , فهو يمر بي من وقت الى آخر".
رفع حاجبيه مستغربا:
" يبدو أنك معجبة جدا بيان".
" يان شاب طيب ومرح".
لم ينبس رالف ببنت شفة وعاد الى مكتبه مقفلا االباب بهدوء على عالمه الخاص... بعد يومين وصل رالف باكرا فيما لورا جالسة في الحديقة تراجع دروس اللغة , رفعت عينيها لترى صاحب الخيال الآتي ففوجئت ونهضت عن العشب قائلة:
" كم أنا مسرورة لوصولك المبكر".
" أريد أن أريك شيئا أذا كنت حرة".
" وكيف لا أكون حرة وقد سئمت الخوض في مجاهل لغتكم العويصة".
قادها رالف خلف المنزل الى حيث المرآب المفتوحة أبوابه الثلاثة ,والى جانب سيارتي رالف وقفت سيارة فيات جديدة بلونها الأزرق البراق تحاول منافسة فخامة السيارتين الأخريين , أشار الرجل بيده الى السيارة الصغيرة معلنا:
" سيارتك".
" أنا ممتنة على هذه الهدية الخارقة".
" لنقل أنها ضرورة أكثر مما هي هدية".
صب رالف بكلامه ماء باردا خبى أثارة الزوجة المسكينة التي , لو كان الأمر في يدها , لتناولت السيارة ورمتها في وجهه , وعوض أظهار غضبها قالت بفرح:
" كم سأتمتع بالتنزه وحدي..".
" لماذا لا تجربين قيادتها الآن؟".
أجابت لورا وهي تتفحص السيارة:
" علي أن أعتاد أولا على وجهة السير المعاكسة لتلك المتبعة في أنكلترا , فأنتم تقودون الى يسار الطريق ونحن الى يمينه".
وافق رالف وفي عينيه بريق عابث:
" حسنا , قوديها أذن الى البوابة وأرجعي".
فتح لها الباب فأنصاعت لدعوته خصيصا أنه أحتل المقعد الآخر الى جانبها , وأدارت المحرك وكرجت العجلات على مهل حتى بلغا البوابة فشجع رالف زوجته على المضي قدما:
" هيت بنا نذهب الى هيلفرسوم , أمّني طريقك وخذي الخط الآخر".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
betty neels, بيتي نيليز, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير القديمة, رويات عبير, the hasty marriage, عبير, فصول النار
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:39 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية