لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-05-11, 04:38 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تناولت جويس أحدى التحف القديمة وقلبتها بين يديها بأعجاب , فتولت لورا شرح مصدر القطعة وثمنها , وأثر ذلك قالت في نفسها أنها صارت تعشق كل زاوية من هذا المنزل , وأنها بالتالي لن تتخلى عن ذرة مما حظيت به ولن تتراجع عن الأحتفاظ برالف قيد أنملة دون معركة طاحنة .... أما أذا ثبت لها أن رالف ما يزال يحب جويس فعلا , فالأمر يختلف , وعندها سترضى بالطلاق من أجل سعاد الرجل الذي تحب ومن أجل سعادة شقيقتها , فلورا لا تتوانى عن فعل ما يسعد حبيبها ولو كان ذلك يؤدي الى شقائها والى ابعاد عمن خفق له قلبها منذ النظرة الأولى , أنسحبت لورا من الغرفة لتعطي بعض التعليمات لهانز وتعلمه أنهما سيتناولان العشاء خارج المنزل , وفي الرواق أخذت تتأمل وجهها في المرآة , فرأت في ملامحها أيذانا ببدء أنهيار عالم الأحلام الحلو الذي بنته حولها , كأنه مشهد معلق بين الواقع واللاواقع , لا ترى له بعدا زمنيا , لا تعرف له بداية أو نهاية... أين هي الآن والى أين تذهب؟ أيصمد رالف بوجه أغراء جويس أم يرمي لورا في سلة المهملات ويقتفي خطى قلبه؟ أسئلة. .... أسئلة , تتخبط فيها لورا وتفشل في العثور على سبيل للخروج من الشرنقة الخانقة.
عادت جويس الى فندقها بسيارة تاكسي بعد أن ودّعت شقيقتها بمرح مذهل جعل لورا تتساءل ما أذا كان كلامها المجنون قد أمحي .
صعدت السيدة فان ميروم الى غرفتها تلتهم اللحظات الآتية وتمزق الوقت بالتلهي في الفستان الذي ستختاره للسهرة , فأنتقت ثوبا رماديا طويلا مزينا بحبيبات وأزرار من اللؤلؤ , وكلمسة أخيرة وضعت الحلى التي أهداها أياها رالف , ثم نزلت الى الطابق السفلي حيث أنصرفت الى القراءة لتمضي الساعة الباقية لحلول موعد الذهاب , ولكن من أين لها أن تقرأ ورأسها مزروع بالأفكار المشوشة ونفسها تعيش في حالة بلبلة وتمزق , ووجدت أنها تعاني صداعا حادا سببته هذه التساؤلات المقلقة التي لا تعرف لها جوابا شافيا , ومع ذلك رأت نفسها أمام خيارين لا ثالث لهما : أما أن تنسج على المنوال عينه وترضى بواقعها , مدبرة منزل لرالف , تستقبل أصدقاءه , تؤمن له جو عمل ملائما , تنتظر عودته من رحلاته..... بأختصار تنفذ ما ألتزمت به قبل الزواج , وأما أن تصرح له بالحب الذي يختلج في قلبها , أعتراف مستحيل كونه لا يساهم في حل المعضلة , فرالف رجل أنوف وأبي مما يجعله رافضا لأغراءات جويس مخكما عقله على نزوات قلبه , فأذا أقدمت لورا على خوض غمار الخيار الثاني تجعل الرجل ينفر منها وتكون النتيجة شقاء الثلاثة معا.
من الأفضل أذن السكوت والتفرج على تطور العلاقة بين رالف وجويس , فأذا كانت جدية حقا تنحت لورا جانبا بهدوء , هذا , مع عدم أغفال رأي لاري الذي تجهله تماما وتجهل موقفه , لكنه لا بد أنه رجل ناضج ويستطيع الصمود أمام فاجعة فراق جويس , في هذه اللحظة دخل رالف بدون أن يحدث ضجة وقال :
" آسف لتأخري , فستانك رائع يا عزيزتي ومتوافق تماما مع لون الياقوت".
لم تحتج لورا الى أرتداء مشلح لأن الطقس كان دافئا , وطوال الطريق شهدت الرولز رويس حوارا تائها بين الزوجين وكأن أفكارهما تسبح في عالم آخر.
وصلا الى الفندق ذي المنظر البهي بنوافيره الغزيرة , ببنائه الضخم وحدائقة الفسيحة , وشعرت لورا بالأسف كون زيارتها الأولى لهذا المكان البديع تتم في جو مكهرب ومشحون , ولطالما حدّثها رالف عن جمال هذا الفندق عندما كانا صديقين أبان عطلة شهر العسل , وهذه الصداقة أصبحت اليوم من مخلفات الماضي بعد وصول جويس وكأنها القدر المؤجل لتخطف رالف من جديد , أخطأ جدها عندما أعتبر علاقة رالف بجويس مجرد وهم ونزوة , فلورا واثقة الآن أن هناك رابطا أعمق بين الأثنين , ترجلت لورا من السيارة الجبارة ومشت تجر ذيلها تبها بأناقتها المفرطة والتي جعلت رواد الفندق يرمقونها بنظرات الأعجاب , وسارت الى جانب رالف نحو المطعم حيث ينتظرهما لاري وجويس....
تمددت لورا في سريرها بعد ساعات تراجع في فكرها مجريات السهرة في الفندق لحظة بلحظة , لاري شاب رياضي ومرح يحب الحياة , وصرف وقتا طويلا في التحدث عن ثروته وبيوته التي يملكها وكذلك اليخت الفخم الذي يقتنيه في الولاية الأميركية فلوريدا , والدليل على صدق أقواله خاتم كبير من الماس كلل أصبعه , ونظاراتاه ذات الأطار الذهبي الخالص , أظهرت لورا الأهتمام اللائق بالأحاديث الدائرة وكذلك فعل رالف الذي حافظ على أتزانه ورصانته بجهد واضح , فجويس بدت باهرة الجمال بثوبها الأزرق كحورية الأساطير يعجز الرجل عن أشاحة عينيه وتأملها ألا أذا كان مصنوعا من حجر , ورالف ليس أستثناء على القاعدة , فزوجته لمحته مرات ومرات يحدق في شقيقتها , تناول الأربعة عشاء عامرا وحافلا بالأطايب على أنواعها , وخلاله لم يكف لاري عن الكلام المفرط عن ثروته الضخمة مما ولد في نفس لورا شعورا بأن زوجها أغنى من ذلك المدّعي , مع العلم أن هذا العامل لا أهمية له لأن رالف يبقى هو هو ولو كان لا يملك فلسا واحدا , وقد ثبت ذلك لقلبها أثناء السهرة التي ظهر فيها كالعادة محدثا لبقا ومصغيا أمينا موزعا مشاركته على الجميع , عدلت لورا وضع وسادتها للمرة العاشرة علها تجد الراحة , وأستمرت تفكر في ما يحصل نحوا من ساعة قبل أن تغمض عينيها على أحلام مزعجة بطلاها رالف وجويس.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-05-11, 04:39 PM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

في الصباح التالي عاد ذهنها الى صفائه , فالأوهام السخيفة لن تجدي نفعا في حل المشكلة , وهكذا حيّت زوجها بحرارة , جلست الى المائدة بعد أن أعطت الكلبين بعض قطع البسكويت , وشربت القهوة الساخنة فيما هي تقرأ رسالة وصلت من والدها , ورالف بدوره منهمك بالأطلاع على رسائله , بعد ذلك بدأ الرجل الكلام كأنه راغب بمحادثة , فقال:
" كانت أمسية ناجحة , أليس كذلك؟ ويبدو أن الزواج زاد جويس جمالا".
تركت لورا رسالة والدها ورفعت عينيها الى زوجها الزائد أعجابا بجويس , والذي ألمح ضمنا الى أن الزواج لم يفعل للورا الشيء نفسه ,وبكل بساطة وافقت المرأة :
" جويس أمرأة سحرة , وأنا سعيدة جدا لنجاح زواجها".
لم تزد لورا على ذلك فالخوض في هذا الحديث , كمن يسير في حقل ألغام , يجب أن يكون حذرا لا يعرف الزلات.
" فهمت من شقيقتك أنها غير راضية تماما عن حياتها مع لاري , فهو يسافر كثيرا ويتركها وحيدة يومين أو ثلاثة كل أسبوع تقريبا.....".
لم تفلح لورا في ردع الكلمات التي خرجت من فمها مقاطعة:
" وأنت كذلك".
ووجدت المرأة صعوبة في النظر الى وجهه كمن يقابل عيني جلاده , بيد أنه لم يظهر مدهوشا بل على العكس بدأت ترتسم على شفتيه أبتسامة حلوة.
" لا أظن أنك عقدت مقارنة عادلة يا لورا ".
جمع رالف أوراقه ونهض متابعا:
" سأكون في عيادتي معظم النهار , فهل أجدك هنا ظهرا؟".
أجابت بنبرة أرادتها عادية لا تنم عن الفرح:
" نعم".
" في أسوأ الأحوال أكون هنا في الخامسة".
" لا تنسى أن جدي والبارون والبارونة فان ديل أيل مدعوون الى مائدتنا الليلة".
" أحسنت صنعا بتذكيري لأن ذلك غاب عن بالي تماما "
وقبل أن يبلغ الباب ألتفت سائلا:
" هل أنت سعيدة يا لورا؟".
سؤال غريب وغير متوقع جعلها تتلعثم وتجيب:
" سعيدة؟ نعم فعلى الأقل أنا..... نعم أنا سعيدة يا رالف".
أدركت لورا أن ردها جاء ضعيفا دون مستوى الفرصة السانحة للبوح بما يشغل القلب , فسرعة البديهة خانتها وجعلت الفرصة تفلت من يدها , أما رالف فلاحظ ذلك ولم يقتنع بأجابتها البتة , ووقف يرمقها بنظرات ثابتة قبل أن يقول:
" لورا......".
وما لبث أن عدل عن الكلام وغادر الغرفة تاركا زوجته تعض أصابعها ندما على حماقتها , وتراجع في ذهنها عشرات الأجوبة التي تضع النقاط على حروف سؤاله , أمضت لورا بعض الوقت مع هانا في المطبخ لأختيار وجبة الغداء , ثم خرجت الى الحديقة وقطفت تفاحا وأجاصا لأختتام الغداء بالفاكهة اللذيذة بنت الأرض الخيرة , وبعد ذلك توجهت الى بارن لشراء الحاجيات المنزلية وتختلط بعامة الناس الأمر الذي يحسن لغتها , ثم عادت بعد فراغها من أعمال الشراء , وفي البيت تساءلت ما أذا كان يجدر بها الأتصال بجويس أم لا , والأخيرة قد لا تكون في الفندق أذ قالت في الأمس أن أحتمال خروجها مع لاري كبير, فجأة رن جرس الهاتف فأجاب هانز ومرر السماعة لسيدته معلنا أن الأتصال من الدكتور رالف , بدا الرجل قلقا ومرتبكا فتردد كثيرا في الكلام :
" حدث طارىء سيمنعني من المجيء قبل حلول المساء , هذا أذا حالفني الحظ".
" ماذا حدث يا رالف ؟ الى أين أنت ذاهب؟".
" الوقت ليس وقت كلام".
منتديات ليلاس
على هذا أقفل رالف الخط وبقيت لورا ممسكة بالسماعة حائرة لا تفهم ماذا يحصل , وتمتمت بخيبة :
" كان بوسعه أن يقول الى اللقاء , فهذا لا يكلفه كثيرا ". كان عليها أن تسأله من أين أتصل فهذا يوضح لها قليلا ما يشغله , وتنبهت الى أنها سمعت أصواتا وجلبة من خلال السماعة تختلف عن خبرتها بضجيج المستشفيات , فقد بدا كأنه يتحدث اليها من فندق.... وخطر لها قبل أن تخرج للبحث عن رالف أن تتصل بالفندق , ولما فعلت أبلغها عامل الهاتف أن لا أحد يجيب في غرفة جويس ,وسألها عن هويتها فأجابت:
" أنا شقيقتها , السيدة فان ميروم , كنت أنتظر مجيئها الى بيتي منذ وقت طويل , وأنا قلقة عليها".
" بما أنك شقيقتها أستطيع أن أخبرك , لقد غادرت السيدة جويس الدريدج الفندق منذ عشر دقائق".
" وحدها؟".
" لا داعي للقلق يا سيدتي فقد رأيتها بصحبة الدكتور فان ميروم ".
هذا ما توقعته لورا التي تمكنت من القول قبل أقفال الخط :
" لقد طمأنت قلبي فهما بالطبع في طريقهما الى هنا".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-05-11, 04:41 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

صعدت لورا الى الطابق العلوي تقيسه طولا وعرضا متنقلة بين الغرف كالمجنونة , وأستطاعت بعد جهد جبار السيطرة على مخاوفها المتعاظمة , فخرجت الى الحديقة حيث أخذت تداعب كلبيها بأنتظار أن يطل يان الذي لم يأت لزيارتها منذ عدة أيام ,وسبب غيابه شعوره وشعور لورا بأنزعاج رالف من تواجده , بالرغم من جهل هذا الأنزعاج , وكالغيث المنعش أطل هانز معلنا وصول يان فهبّت لورا لأستقباله على باب الحديقة:
" أهلا وسهلا بك يا يان , لماذا هذا الغياب المديد؟".
صافحها الشاب وأساريرها المشرقة لا تخدع الناظر وتخبىء الحزن القابع في عينيها, ثم قال:
" أتيت لرؤية رالف فقد أبلغتني سكرتيرته أنه ألغى جميع المواعيد وأحال بعض مرضاه علي , فظننت أنه آثر البقاء معك على العمل ".
" رالف ليس هنا ولكنه أتصل منذ قليل وقال أنه سيتأخر".
علق يان مقهقها:
" قد يكون خرج مع رفيقة جديدة ! ".
ثم أستدرك :
" أعتذر لنكاتي السمجة فأنا أحتاج لزوجك مثلك تعلمني التهذيب ".
أمسك يان بيدها معلنا :
" لقد وافقت روزا على شروطي وموعد الزواج أصبح قريبا".
" يا له من خبر سار! كم أنا سعيدة من أجلكما يا يان! روزا فتاة طيبة وكلي ثقة من أن شراكتكما ستعرف نجاحا منقطع النظير! قل لي , هل حددتما موعدا للزواج؟".
" في أقرب وقت ممكن".
دخلا الى غرفة الجلوس حيث أحضر هانز القهوة , فصبت لورا فنجانا ليان الذي تناوله شاكرا , وقال:
" لا أقصد التطفل أذا أستوضحتك عن تضايق رالف من ذهابنا الى أوتريشت , فأنا أخشى أن أكون قد أوقعتك في الأحراج , ولا شك في أن الأمور توضحت عندما أخبرته بدافع الزيارة".
" أولا , لم أخبره بشيء لأنك طلبت مني ألا أفعل , ثانيا , رالف لا يأبه لهذه المواضيع , فأنهماكه بعمله يصرفه عنها".
رمقها جليسها بنظرة خاطفة وقال:
" أنت على حق , من واجبي دعوتكما الى العشاء معي ومع روزا , سوى أنني أزمع التحدث الى رالف في شأن البيت قبل ذلك ".
وضع فنجانه ونهض مودعا:
" أنا مضطر الى الأنسحاب الآن لأن مرضاي في أنتظاري , سأتصل برالف لاحقا".
رافقته لورا الى الباب ورافقته يبتعد بسيارته قائلة في نفسها أنه صديق وفيّ ومخلص , ولكن المشكلة فيه أخلاصه لها ولرالف , فتغدو مصارحته بما يجري صعبة وطلب مشورته غير ذي نفع , وهي في كل حال فرحت بزيارته لأنها فتحت لها أبواب أعلام رالف بملابسات زيارة أوتريشت , ولكن ما الفائدة من ذلك الآن وعلاقة رالف وجويس تجددت على نار قوية ؟ أطلقت لورا تنهيدة عميقة وأصطحبت كلبيها الى نزهة في الغابة , مرت ساعات النهار ولا خبر من رالف , فزاد توتر لورا وخوفها , وكرهت السكون المطبق المخيم على البيت والمناقض للثورة المتأججة في داخلها , الضجيج في رأسها يتركز على سؤال وحد : ماذا يفعل رالف وجويس في هذه اللحظات؟
توجهت المرأة المسكينة الى غرفتها , وستائر الظلام قد بدأت تنسدل, لترتدي ملابس السهرة أستعدادا لأستقبال الضيوف على العشاء , وأبلغت بعدها هانا أنهم قد يضطرون ألى تناول الطعام بغياب الطبيب , وفي تمام الساعة الثامنة وصل المدعوون الثلاثة فأستقبلتهم معتذرة عن غياب رالف الناتج عن حالة طارئة أستجدت , ولم يصل رب المنزل الغائب الا والضيوف قد بدأوا بتناول الحلوى خاتمة العشاء , وأكتفى , بعد أن حيا الضيوف بتهذيب , بتناول بعض الحلوى لأنه ليس جائعا أطلاقا كما قال , أنتقل الجميع من المائدة الى غرفة الجلوس وخاضوا في أحاديث مجاملة مختلفة , في حين أن فكر لورا شارد عما يدور حولها بالرغم من أن البارونة فان ديل آيل أنهمكت بشرح أحدى وصفات الطعام الهولندية , لكن العجوز المجربة ما لبثت أن فاجأت لورا بقولها:
" أقرأ في عينيك قلقا عميقا يا أبنتي بالرغم من جهودك لأخفائه , وأرجو أن تتوثق أواصر صداقتنا يوما لتفتحي لي قلبك".
وما هي ألا دقائق حتى أنسحب الضيوف الثلاثة وبقيت لورا مع رالف وحيدة تستعد للمواجهة , وسرعان ما أكتشفت أن هوة تفصل بين تعطشها الى الكلام وهدوء زوجها الذي سألها وكأن شيئا لم يحدث:
" كيف أمضيت نهارك يا لورا؟".
" الفراغ بعينه".
" ألم يأت يان اليوم؟".
" نعم , لقد نسيت....".
" يا لذاكرتك الضعيفة! أظن أنك تدركين مدى أنزعاجي من وجودك مع يان مع أنني لم أشر الى ذلك قبل الآن!".
" لم أعد أفهم شيئا!".
" تتظاهرين بالبلاهة أيضا ! يان شاب وسيم ومعجب بك , وأنت فقدت عقلك وتتصرفين معه متناسية أنك أمرأة متزوجة!".
أرادت لورا أن توضح له حقيقة العلاقة بيان وتخبره عن روزا خطيبته , لكن أعصابها خانتها فأكتفت بالصياح:
" وأنت؟ ماذا كنت تفعل طوال النهار مع جويس؟ أتظنني أترك المياه تجري من تحتي؟ لقد أتصلت بالفندق وعلمت أنكما خرجتما معا!".
أدارت لورا ظهرها وهرعت الى غرفتها وعيناها مغرورقتان بالدموع , لقد أقسمت أنها لا تريد رالف بعد اليوم وستبدأ بتنفيذ قرارها منذ الصباح الباكر , وما سهل عليها ذلك أنها لم تغف ألا وخيوط الفجر قد تسللت الى سريرها فأفاقت بعد رحيل رالف.
وهناك في غرفة الجلوس وجدت رسالة قصيرة بخط يده يقول فيها: عزيزتي لورا , سأغيب عنك بضعة أيام على أن أوضح كل شيء بعد عودتي.
قرأت الرسالة مرات ومرات محاولة أن تستشف منها ما يريح فكرها ويخمد بركان قلقها , غير أن سطور هذه الرسالة لم تحمل شيئا مطمئنا , فهو لم يحدد وجهة رحلته أو سبب غيابه.
وقامت لورا الى الهاتف وسيلتها الوحيدة لكشف خيوط ما يحدث , فأجابها الموظف في الفندق أن السيدة جويس لم تعد منذ غادرت في الأمس وبيدها حقيبة صغيرة , مما يعني أنها سترجع لأخذ بقية أغراضها , لقد نجحت جويس مرة جديدة بنيل مبتغاها ولم يبق أمام لورا سوى خيار واحد : الرحيل , وصعدت الى غرفتها باكية حيث بدأت بحزم حقائبها حريصة على عدم أخذ شيء مما أشترته بأموال رالف , وبعد الأنتهاء جلست تخط له رسالة وداعية قصيرة تمنت له فيها السعادة وتركت عنوان محامي والدها ليتصل به أذا لزم الأمر , وأكتفت بما قل ودل لأنها كتبت بالدمع أكثر مما فعلت بالحبر ,والأختصار في طوي هذا الفصل المؤلم من حياتها يخفف من وطأة العذاب.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-05-11, 04:43 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

9- أنشودة الحب


تأكدت لورا من أن هانز وهانا والخادمتين الأخريين مشغولون كل في عمله, وتفحصت محتويات حقيبة يدها قبل أن تحمل أغراضها وتنزل السلم بهدوء , في الطابق الأرضي وضعت الرسالة في المكتبة وتركت أخرى لهانز تبلغه فيها أنها أخذت السيارة وتذكره بوجوب أطعام الكلبين , ثم توجهت لتوديع الحيوانين الصغيرين قبل أن تصعد الى الفيات البراقة دوما بفضل أعتناء هانز , أدارت المحرك وسلكت طريق أمستردام بدون أن تلقي نظرة أخيرة الى ما تمنت أن يصبح عشا لهنائها.
وصلت الى المطار حيث تركت السيارة وأبتاعت تذكرة سفر على أول طائرة متجهة الى لندن , ولم يدم أنتظارها أكثر من ساعة نظرا لكثافة حركة الطيران في مطار أمستردام.
منتديات ليلاس
في الطائرة غرقت في مقعدها وبين يديها كدسة من المجلات تقرأ ما فيها ولا تفهم , وتنظر الى صورها ولا ترى شيئا , فأمامها تتراقص خيارت الأمس القريب واليوم المجنون والغد الكجهول , فألى أين تذهب بعد أن تحط الطائرة في مطار لندن؟ وظل هذا السؤال يتأرجح في رأسها بعد هبوط الطائرة الى أن ولجت قاعة الوصول , فهناك رأت جويس واقفة بكامل أناقتها تحمل حقيبة سفر كبيرة , وجاء هذا المشهد تتويجا للكابوس الذي تسبح فيه لورا , ففركت عينيها كأنها ترى أمامها سرابا لا حقيقة , وهرعت جويس نحوها سائلة:
" لورا! ماذا تفعلين هنا ؟ هل جئت للبحث عني ؟ هل أزدادت حالة لاري سوءا؟".
" عما تتكلمين؟".
" ألم يخبرك رالف أنه أصيب بجلطة دموية عندما كان يقود سيارته , ولحسن الحظ صادف مرور رالف فأنقذه ونقله الى المستشفى , ثم جاء وأصطحبني من الفندق اليه بأستطاعتك الأحتفاظ برالف هذا , رجل حاد الطباع ومصاب بجنون العظمة , فلم يكف طوال الوقت عن أطلاق أوامره ... تصوري أنه عنفني لمجرد مجيئي الى لندن ولم يفهم أنني مضطرة لأستلام فستان كنت قد أوصيت عليه لدى أحدى أهم دور الأزياء ! ثم ما الفائدة من وجودي في المستشفى المقيت حيث مناظر الأدوية والحقن والأثواب البيضاء البشعة ؟ لقد قلت لرالف أنني أكره رؤية المرضى والتعاسة فحدجني بنظرات ......".
توقفت عن الكلام ثم أضافت:
" لقد أكد لي رالف أن لاري سيشفى من وعكته".
سألت لورا بأندهاش:
" هل أمضى رالف كل نهاره مع لاري في المستشفى؟".
" نعم ظل هناك حتى زال الخطر , ألم يخبرك بما حصل؟".
" لم يتح له ذلك لأننا أستقبلنا بعض الضيوف في العشية , ولأنه غادر في الصباح قبل أن أفيق".
" لقد أخطأت بالنسبة الى رالف , فقد أخبرني أحد الأطباء في المستشفى أنه من النوع المتفاني في عمله والمؤمن برسالة الطب السامية , يا لهذه السخافة ! وذكر لي أن زوجك يعالج رجلا مسنا مجانا , لا بل هو يمده بالمال ليعيش , هذا النوع من الرجال يا عزيزتي لا يعجبني , فأنا واثقة من أنه ينساك أحيانا ويبقيك حبيسة المنزل , أظن أنني سأبقى مع لاري غهو , بعد البحث والتدقيق , أفضل من رالف".
" هوذا رقم رحلتك يظهر على اللوحة الألكترونية , أتمنى للاري الشفاء العاجل".
أسرعت جويس نحو قاعة المسافرين تاركة شقيقتها تقف حائرة في وسط زحمة الركاب لا تدري ما تفعل , فهي قد أرتكبت بتركها المنزل عملا أحمق وقطعت شعرة معاوية مع زوجها , والآن لن يهرع رالف بالطبع لأعادتها اليه لأنه لا يحبها ولا يحب جويس , بل سيعود الى متابعة حياته الهادئة ومزاولة أعماله اليومية براحة.
أستقلت لورا الباص الذي نقلها الى محطة واترلو للسك الحديدية في وسط لندن , وهناك ركبت في القطار المتوجه الى واريهام ومنه الى حيث أقلتها سيارة أجرة الى قصر كورف , الفندق الذي أمضت فيه العطلة مع رالف , حظيت بغرفة شاغرة بسهولة لأن موسم العطلة شارف على الأنتهاء , فصعدت اليها لترتب ثيابها والعودة فورا الى قاعة الطعام لتسد جوعا أخذ منها كل مأخذ , وبعد العشاء أوت الى سريرها لتريح جسمها المرهق بعد هذه الرحلة الطويلة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-05-11, 04:46 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فتحت عينيها وقرص الشمس شرع يطل على الدنيا بخفر , وخطر لها أن تصل برالف الذي قد يكون سعيدا برحيلها عنه وتحرره من نير الزواج , كانت حمقاء حقا عندما تركت البيت مع أن أي أمرأة أخرى تفعل الشيء نفسه لو وجدت في موقفها , لماذا لم يطلعها رالف على ما جرى للاري بدلا من توجيه تهم الخيانة اليها جزافا؟ كيق تصوّر أنها تفكر يوما بغيره , وخاصة يان أعز أصدقائه ؟ والغريب أن الصد تتدخل أحيانا لتعقد المشاكل , فتأخر لورا في النوم وذهاب رالف المبكر جعلا أي أيضاح متبادل للألتباس غير ممكن , وهكذا قد يذهب زواج لورا ضحية سوء الطالع.. وأخذت تتقلب في فراشها والقنوط يملأ قلبها ثم هبت لتهرب من وساوسها وأستسلمت لمياه الحمام المنعشة مثل ندى الربيع , وفي حبيبات المياه الماسية المنفرطة على جسمها تراءت لها نتف من السعادة المهدورة التي لاحت عندما أظهر رالف أتجاهها شيئا من الأعجاب ..... حبذا لو ترى جويس رالف وتخبره أن شقيقتها وصلت الى لندن , ولكن جويس قد ترى في أبتعاد لورا فرصة مناسبة للعودة الى رالف في حال وفاة المسكين لاري , صحيح أن الصغرى تذمرت من رالف الطاغية عندما ألتقتا في مطار لندن ولكن لا شيء يمنع من بناء الجسور من جديد وأرساء العلاقة العاطفية السابقة على أسس صحيحة, نزلت لورا الى مقصف الفندق وتناولت طعام الفطور , ثم ذهبت في نزهة الى المدينة المجاورة وعادت ظهرا لتجد أن الطاولة المحجوزة لها هي الطاولة نفسها التي تشاطرتها ورالف , ومن قام بهذا الحجز هو مدير الفندق الذي تعرف اليها وأرغمها بذلك على أختلاق عذر يبرر غياب زوجها بأنه مسافر في رحلة عمل..
أمضت المرأة الحزينة فترة بعد الظهر بزيارة القسم الأثري من قصر كورف وشعرت بالراحة والأمان في جنيناته الواسعة , فالأبهة والعظمة تنسيان المرء همومه وتوغلاته في عالم بهيج يرده الى الأزمنة الغابرة على أجنحة الأحلام والتخيلات .... وفعلا , هدأت أعصاب لورا وجلست في صالون الفندق تتناول الشاي وتفكر بالمستقبل , وقالت أنها تستطيع بما لديها من مال المكوث بضعة أسابيع في الفندق والعودة بعد ذلك الى منزل والدها بأنتظار ما سيبدر من رالف , بعد العشاء تعرفت الى بعض النزلاء اللطفاء فأمضوا معا وقتا ممتعا , ولما دعوها الى مرافقتهم في نزهة على الجسر القريب أعتذرت زاعمة أن لديها رسائل تكتبها , وهي بالفعل تنوي توجيه رسالة الى محامي والدها , ولكن بعد منح رالف أربعة أو خمسة أيام للتحرك , غير أن لا مانع من العمل على تحضير مسودة هذه الرسالة الآن , وصرفت لورا وقتا طويلا في تنقيح مضمون ما كتبته حتى يأتي واضحا معبرا عن موقفها من الطلاق في حال طلبه رالف.
في اليوم التالي أستأجرت دراجة هوائية وقصدت البحيرة الزرقاء , وكان ذلك أحسن تمرين صباحي خاصة وأن الطرقات خالية من أي سيارة , وسرعان ما خفق قلب لورا لما لمحت البحيرة السحرية الحالمة وجوقة العصافير حولها ترنم أنشودة الفرح والصفاء , وبحرية تامة توجهت الى المقعد حيث جلست ورالف , ومن هناك أشبعت نفسها من روعة المشهد وحلاوة الجو الذي يلفه سلام وطمأنينة أحوج ما تكون لورا اليهما في هذه اللحظات التعيسة في حياتها ... وتذكرت الآمال والأماني التي بنتها هناك على هذا المقعد الخشبي والتي تهاوت كقلعة من ورق.....
ولم تشعر لورا بالوقت يمر , وتسلل الجوع اليها في غفلة , فذهبت الى المقهى الصغير الكائن في المنتزه لتناول ما يسد رمقها بأنتظار بلوغها الفندق وألتهام عشاء يجدد نشاطها , ونسجت على المنوال نفسه أربعة أيام , تأمل على مقعد البحيرة الزرقاء وأشتياق لرالف وحتى الى هانا وهانز وكل الأشياء التي عرفتها في هولندا ..... وفي اليوم الخامس , قررت توجيه الرسالة الى المحامي لأن الأمر بم يعد يتحمل الأنتظار , لأنها أعتدت نوعا ما على حياة الوحدة من جديد وتعلمت كيف تحبس دموعها كلما فكرت برالف , كان أتخاذ القرار في الصباح الباكر على أن ينفذ في المساء عند عودتها من المنتزه الذي صار ملاذا لها وبيتا لأحلامها المرفرفة عبى جنبات البحيرة والمتمايلة مع أوراق الأشجار الآخذة بالأصفرار.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
betty neels, بيتي نيليز, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير القديمة, رويات عبير, the hasty marriage, عبير, فصول النار
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:17 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية