ازحات الاحداث ليليه اخرى وجلبت صبح يوم جديد يحمل في دفئ شمسه برودة المشاعر
وفي نورها ظلمة الالم



وكما هي "نجود" ترفض الكلام وترفض الاحتكاك وتبني اسوار تمنع موضي من اقتحامها


"موضي " تدور في مكان واحد


"مزنه" سجنت نفسها بنفسها دقائق تعيشها تتدفق هيبتها بين نهر وزجر وانتقاد وسب والكل يواجه كل هذا بالصمت

"مشاعل " روح باليه خاويه شعور بالذنب وشعور بالكره

"سعود " وجد نفسه محشور بين جده متزمته وعم مغلوب على امره وحب مدمر لايعلم فيه احدهم عن الاخر

"طلال " مربط الايدي فاقد الرشد مظلل الطريق
نزعة الخير تخنقها نزعة الشر
وطريق الهديه يسده اصحاب الضلال


"العنود "الضعيفه القويه صمدت بوجه كل معوقاتها عن الحياه اتكلت على ربها على امل انه لن يخذلها

"منيره "قصة ضياع ابتدت من اول مكالمه واول مبلغ استلمته وباعت وقتها وثقة اهلها


"ماجد" انتقاص النفس والعتب على الغير


"راكان "من اجل عين تكرم مدينه

سلطان "ايام تسير رغما عنا اما بأرادتنا تسير


........................




ماتدري عن زيارته الليليه عرفت انه موجود مع امها مباشره اتجهت للشغاله


..اسمعي اذا ماما سألت عني قولي غاليه نايمه واذا قالت قوميها قولي تعبانه


ماسمعت منها رد وتركت شغلها ودخلت غرفتها وسكرت الباب عليها حتى يبعد عنها حتى النداء



وبمكان قريب عنها كان يتكلم كلام عادي وسطحي

لايخوض في أي عمق



..انا وصلت البارح متأخر ومابغيت ازعجكم ورحت استاجرت غرفه ارتحت فيه


بحنو بالغ تدري انه مشتت ويتعب وتدري انه لولا وجودهم بهالمكان سبب له معاناه


..الله يعطيك العافيه "ليه تتعب نفسك وتجي "قلت لك لاتكلف على نفسك وتجي واذا جيت البيت بيتك ماله عازه الغرفه نام هنا المجلس فاضي



كان بنفسه يتمنى لكن عقله وتربيته تمنعه من التخلي عن ناس يعتبرهم امانه برقبته



..مافيها تعب هذا واجبي وماودي ازعجكم



كان يحس بصوت يدخل المكان لكن نظره يرفض الارتفاع عن مكان وقوع عيونه
احس بأتساع المكان بثواني بعد ماضاق بثواني

بعد مانزلت الشغاله الصينيه سألتها ام غاليه


..وين غاليه ؟؟


بارتباك لانها في بيت اكبر خطاء عندهم اصغر من الكذب


..غاليه نوم



وكأن هناك من غرز قلبه بقبضه قويه "ليش ؟؟ ليته يعرف السبب "
كان اول مارفع عيونه لمكان تمددها البارح

ماسألت ام غاليه اكثر لان مثل كذبت غاليه لايمكن تنطلي عليها



..خلاص روحي



طلعت من مكان وجودهم وافسحت لفيصل انه ياخذ نفس عميق ويحاول يتكلم " اليوم الي يجمعه معها قرب ولابد من اجراء مايلزم اجراءه



.. انا بغيت بس اكلمك بموضوع واليوم ان شاء الله راجع لان عندي شغل


راجع "صحيح "لكن عنده شغل كانت وسيله للهروب والعوده السريعه لمكان ابعد عنها ويقدر يمضي آخر ايام هي ليست قريبه منه
صمت ام غاليه سمح له بالكلام
اكمل فيصل كلامه رغم كل مافيه من رفض



.. انا عارف ان عدتك قربت تخلص وان بعد العده مااقدر اخليكم هنا" ولازام من الحين نبدا بتجهيز انفسنا عشان اخذكم معي



كانت تبحث بعيونه عن الرفض او القبول لكن مالقت لااسئلتها اجابه


.. مااقدر اقول شي انت يكفي عليك التعب الي شفته بعد موت ابوك وحقك انك ترتاح



.. ماراح تاخذين راي غاليه




ساورها الظن انه يحاول يقابلها "لكن اخطئت الظن




..غاليه ماهي معارضه "الاكأن عندك شي تبي تقوله لها



مااظهر استهزائه انسانه بدون قرار مسلوبة الرائ والاراده




..لا" ياليت بس تبلغينها تجهز نفسها




....................................




..وين اهل البيت ؟؟



هزت راسها ببلاهه بعد مانزلت صينية الفطور قدام مزنه
حست مزنه انها مافهمت سؤالها



..ابو سعود ابو سعود "وينه



هزت كتفها لانها ماتدري فعلا وينه لكن من لحظة وجود مزنه حرص على الشغاله تهمتم بأكلها ودواها


..مايدري


همهمت بصدرها كلمات شتم واستهزاء وبعدها اكملت تحقيقها


..زين البنات وام سعود هنا



..كلو فوق



بقرف اشارت لها بيدها




..خلاص اذلفي



راحت الشغاله وتركتها تحاكي نفسها



.. راعية البيت نايمه ومعطيه هالخدم الخيط والمخيط الله يخلف عليك ياولدي



على حديثها وحوارها مع نفسها نزل سعود لمحته" لكن صدت بنظرها وتجاهلته
لاحظ حركتها واقترب منها حب راسها



..الله يصبحها بالخير "وش هالصباح الحلو



حركت شفايفها بتكذيب له



..ايه "الكلام بلاش مايبي فلوس



ضحك بصوت عالي على اساليبها وكلماتها



.. آمريني "عيوني لك تدللي



رفعت عصاها ووكزت صدره بأسفلها



..عيونك ماابيها ياولد امك " بس بنت عمك تنتظر من يفكها



ماتدري مزنه مقدار ضيقه من موضوع نجود قرر يشد بلهجته لعل مزنه توعى



.. ياجده البنت تزوجت ومايصير اروح للرجال واقول له طلق زوجتك "وبعدين هي الي اختارت مااحد غصبها "ولا ترضين اطلق البنت من زوجها واتزوجها!!



هجومه امر ماتعودته من سعود بالذات حتى طلال على انه كان يسايرها لكن يناقشها اما سعود فأستغربت طريقته
لكن قررت مثل عادتها تتبع درب الاحتيال



.. انا قلت" اذا ما ارضاني طلال انت وابوك وعمك ماانتم مرضيني




احتيالها مامر على سعود ركز على خطورة تصرفها والكوارث الي ممكن تترتب عليه




.. واذا راح له طلال وقال له طلق بنت عمي ورفض وتطاولوا على بعضهم بالكلام وكبرت السالفه وانتي تعرفين طلال اذا زعل مايفكر ممكن يذبح الرجال ويضيع مستقبله او الرجال يذبحه "وش يفيدنا لحظتها طلاق نجود ياجده




توطن الرعب في قلبها من خوفها على طلال الي كانت تشحنه بكلام مسموم ممكن يقوده للتهور ويصير كارثه شبيهه بالي قالها سعود
لكن طبع مزنه ماتبين ترددها



.. فال الله ولافالك" طلال عاقل ومايسويها



ضرب بأصبعه على جانب راسه وبلهجه اقسى واقسى



..والله الشيطان اذا حضر غاب العقل لاتجنين على طلال وانتي تعرفين انه يتأثر بكلامك اكثر منا كلنا



وطلع لااول مره وهو ينتفض صعوبة الاسلوب وصعوبة الكلام ومن احترامه لزعل جدته لكن رب ضاره نافعه
لكن وضع امام عيونها قصه وارده ومخيفه

بعد مارفضت تنزل تفطر مع اخوانها تركتها موضي حتى تفرق الجميع ورجعت لها
مازالت تعتصم المكان الي تركتها فيه
تعطي ظهرها للباب مسحت شعرها واخذت دوره على الكرسي حتى واجهتها




.. العيال كلهم طلعوا "وش رايك ننزل نفطر مع بعض



غمضت عيونها وهزت راسها "تقاوم طعم المراره واحساس الجفاف بحنجرتها



.. قلت لك ماني طالعه من هالمكان



اشياء كثيره ممكن تشغل نجود وتقتل جو الوحده الي تعيشه



.. طيب نطلع للسوق نشتري لك اغراض



لفت مفزوعه الكلمه ارعبتها وحسستها بقرب الحقيقه



..السوق "ليش ؟؟



اما موضي فكلمه عفويه وابتسامه عريضه "خلاص نجود تدري ان زواجها بعد ايام قليله فالخبر ليس مفاجئه



.. انتي عروس ولازام تتجهزين "ويالله نلحق نشتري الضروريات




تصلب جسمها وهي تواجها مباشره وتهدي نفسها قبل تنفجر وتسوي شي لاتحمد عقباه



..وانتي تسمين هذا زواج "هذا سجن ذبح وماعمر الميت احتفل بموته



انشطر قلبها من عظم ماسمعت "الم جذب دموعها للاندفاع " قربت اكثر واكثر تمنت لو انها نبضة فرح يخفق قلب بنتها فيه وتروح بلا عوده
او حرف يخترق اذنها ويصل الى عقلها ويبلغها انها ام والام لايمكن تفرط


.. ليه يايمه تقولين كذا ؟ ليش متشائمه انتي صغيره والعمر قدامك ومومعنى ان راكان قسى عليك انه مثل ماانتي مصورته براسك "صدقيني بيحافظ عليك بس انتي ساعدي نفسك



كلام موضي كان يمر على ارض قاسيه لاتتأثر بهبوب المشاعر ونسمات القرب



..لاتعبين نفسك انا ماراح اطلع الا لمكان ماجيت



خاب راجاها وتقطعت السبل بالنسبه لموضي الا من
فكره تراودها ممكن تغير جو الوحده عنها يمكن ترتاح تشكي لاحد او تسمع كلمه من ناصح تردها لرشدها
خافت عليها من الوحده والاضراب عن الاختلاط والاكل
امالت رقبتها واطلت بوجهها ويدها ممتده على شعرها



..نجود "ودك تداومين اليوم




بسرعه التفت لها "كانت تظن الوظيفه صارت مستحيله وهي ماتحب تجادله وتخسر هيبتها وتفقد اعصابها
كانت التفاته بلا كلام ونظره طويله ماتدري كيف تسألها
عن موقفه من وظيفتها



..اذا تبين تداومين داومي مااحد مانعك



ابتعلت ريقها "حبت تتجاهله وتترك التفكير بموقفه



..من يوصلني؟؟




ابتسمت من فرط فرحتها بأنجاز مهم وهو تحقيق اول رغبه لبنتها



.. اول من كان يوصلك ؟



كنت تلف يدها وتمسح معصم يد بااطراف اليد الثانيه



.. مستأجره انا ومجموعة بنات سواق مع زوجته


لااول مره تواجه عيونها وتكلمه وهي تركز عيلها
وهذا الي اسعد موضي



.. لا ماله داعي "السواق والسياره تحت امرك وانا بوصلك اليوم وبعدين اذا تحبين ماجد يوصلك




كانت نجود تشوف بوظيفتها امل ومستقبل وانشغال عن ضغوطها وكسر عظيم لاامالها اذا خسرتها
ومدام موضي عرضت خدامتها فهي تتوجه لراكان بمعرفتها


.. بروح مع السواق لاتشغلين احد فيني





.................................




عاهدت نفسها تبذل جهدها بس عشان تاخذ بثارها من العنود ومن سلطان
لايمكن تسكت عن حقها المسلوب منها ويكفيها ان تتسلى بحياة العنود

بأتقان عزمت الصدفه وقربت من الكرسي الي تجلس منيره على واحد منهم
بلابقه بالغه توسطت مجموعة الكراسي


.. ممكن اجلس ؟؟


ابعدت الجوال عن اذنها وابتسمت



.. أي تفضلي حياك الله



اخر اهتمامها وجود هند لان قلبها وعقلها على الطرف الثاني من الخط
خمنت هند بذكاء بمكالمتها المشبوهه من اسلوبها وضحكتها وصوتها الخافت "بدت تدرس كيف تصنع الكلام وتخلق النقاش
كل هذا وهي تبحر بعيونها في كتبها حست ان منيره انتهت من مكالمتها فرفعت راسها ومثلت الحرج


..ماعليه ازعجتك



بحركه مشابهه اجابتها منيره



..لا عادي حبيبتي




كانت تعرف كل كلمه تقولها وتعلم ابعادها



..شكلك مستجده



يلزم ان تكون فضوليه لخوض علاقه مع منيره



.. صحيح انا جايه هالسنه



سبلت عيونها وتبسمت ببراءه كاذبه



..الله يعينك مشوارك طويل " مع ان الكل يقول ايام الجامعه احلى ايام العمر



طبقت كتبها وقررت تجاري حديثها



.. انابعد سمعت كذا " وانتي أي مستوى



مازالت تتكلم بااسلوب بلا منافذ وثغرات وذكي الى ابعد حدود الذكاء



..لا انا ان شاء الله هالسنه بتخرج



..الله يوفقك " اختي بعد هالترم اخر ترم لها



هنا مربط الفرس وهنا نهاية المقدمه وبداية الخلاصه
وبدا الحوار لكن هند اذكا من انها تقول الي عندها بلحظه" الامر يحتاج صبر وهند افضل من يصبر في سبيل انها تنجح بتدمير سلطان واقلاق راحته
اقل ماتتمنى فعله ومنيره كانت صيده سهله




...............................






..وانت عشان كذا متصل فيني ومطلعني من شغلي!!



كان هذا سؤال سعود لطلال الي مالقى مفر من التفكير الي احرقه الا سعود



..قهرني ياسعود وطردني وذلني علشانه




سعود وبلهجه تبين اانها جاده لكن مضمونها الي وصل طلال انه استهتزاء




..وانت ليش تسكت له كان معطيه كف مأدبه فيه عشان مايعيدها "ابوك هذا يبي له من يربيه




زاد غيضه كان يدور عنده الراحه وتبريد حنقه



..سعود انا اتكلم جد وانت حضرتك تستخف دمك



على صوته ولولا ان شبابيك السياره مسكره كان امتد لمساحه كبيره من الشارع




..مدري عنك "تتطاول على الرجال وتطرده وهو واقف مااحترمته



بتملل وبعد زفره طويله



.. لوكان لحاله يسوي فيني الي يبي "بس قدام الرجال الي مااحترمه وتطاول على بيته وسحب البنت من وسطه ولا حسب له ولالنا حساب



..البنت الي تتكلم عنها صارت زوجته وبرضاها ورضاء ابوك



ناظر له بتفحص وعدم رضا



..انا مدري انت وابوي ليه واقفين بصفه



هز سعود راسه ومط شفته



.. يعني لآنا قلنا لك انت غلطان صرنا بصفه وبعدين انت كنت احب ماعليك انها تطلع من البيت وش الي جد


اختنق من كلام سعود لانه كان شديد وصادق وجاد
وهو كان يطلب منه انه يشجعه ويسب ويشتم وهذا ماكان طبع سعود



.....................




على مكتبها وبين معاملاتها تحط يديها وتظغط عيونها بأصابعها وتطرق براسها للاسفل اخذت مده على هالحال وفجئه وبحركه سريعه سحبت جوالها وفتحته واجرت اتصالها وبلهفه تكلمت بعد مافتح الخط



..هلا نجود



بلا تردد وبلا تفكير



..عمي تعال خذني للبيت اناماابي هالزواج



تنهد نجود زادت عليه حمله بطلبها لكن تفكيرها وفكرتها مرفوضه



..نجود وانا عمك انتي تزوجتي وانا مالي حق اجي اخذك



صكت اسنانها لو كانت بغير هالمكان كان زمجرت بقهر




..يعني بتخليني




اجابها عمها بصراحه وبلا مقدمات




.. لاني ابي مصلحتك راح اخليك




تدافعت دموعها ادرات عيونها وتأكدت ان مااحد منتبه لها ومسحتها بااصابعها



..اي مصلحه ياعمي انا ماابيه



..اسمحي لي يابنتي مااقدر اسوي الي تبينه واجدد المشاكل يمكن الي صار راحه لك وراحه لنا



ربما كان قاسي لكن حتى ماتتأمل في العوده قرر يسد عليها الطريق
اما نجود فكان فهمها للي قاله عمها غير الي كان يقصده "حست بخذلان وحست انها عاجزه وضعيفه اذا عمها رفضها وين تروح "يعني بااختصار حدها على ماتكره

.. ليه مستعجل كان منتظر يومين بعد!!



كل كلمه كان متوقعها لكن الي مايقدر يتوقعه هو تلقيها لخبر روحة نجود مع راكان وش ممكن تسوي اذا عرفت ان نجود اليوم عند امها



.. قلت اخليك ترتاحين وتهدين وهذا انا جيت



بااسلوبها المستهزئ و عدم الرضا الي تعوده من مزنه


..لاه " كثر الله خير والله بك الخير ياولد بطني



كان مصغي باذنه ومتجاهل بعقله كانت افكاره تدور حول شي واحد انه يخاف عليها من صدمة الخبر اما توبيخها فهي بااحسن حالتها توبخه




..اعذريني يمه بعد انا كنت تعبان شوي "تعرفين الضغط يروح ويرجع علي




بلعت ريقها وتراجعت حدتها لكن ضغطت على قلقها و ماسمحت له يلاحظ فغيرت بسرعه موضوعها




..وولدك وينه من طلعت ماشفته ؟؟




نفض راسه" موجوع من غياب طلال وخايف عليه من نفسه وخايف يحتمل ذنبه "وحتى يبتعد ويعتبر نفسه مااعتذر منه وهو مخطئ قرر يترك لها الموضوع يمكن بطريقتها ترجع طلال للبيت



..يمه ماابي اسمع طاريه "هالولد هو الي جاب لي المرض




يكفيها الي قاله حتى لو مافهمت الموضوع لكن ماعندها استعداد احد ينتقد طلال لانه نقطة ضعفها




.. وش سوى "هو حتى البيت عافه منك انت ومرتك وبناتك




كان يعرف ان هذا سبب ضايع طلال دائما محق وغيره مذنب دائما مظلوم وغيره ظالم




.. يمه طرد الرجال وانا واقف مثل ظلي



تذكرت كلام سعود طلال يتأثر فيها وخافت تكون تكملة الروايه الي خمنها سعود تصير حقيقه



..اي رجال!!




خلاص ماعاد للمداره دور ولازام يكمل مابداه ويعود تسمع ويجبرها على التقبل




.. زوج نجود كان عندي البارح وطرده ولو مامسكته كان ضربه




صرت يدها بتشجيع ويمكن لو كان طلال موجود ماقالت الي قالته لان سعود سبب لها الرعب



.. ماقصر الله لا يشيل يمناه "والله انه رجال "ياعسى عيني ماتبكيك



صفق بيده وصدرت منه ضحكه صغيره على اعتزازها وهجومها



.. الناس لهم يدين مثله ويعرفون يمدونها اذا احتاجوها" بس راكان طلع احسن منه واحترم وقفتي وهو ولدي اعتبرني ماني موجود




تغاضت عن الي قاله وتخطته للمهم عندها




.. وتزعل ولدك عشان هذا !! ابيك تتصل عليه وتخليه يرجع للبيت




.. الحق انه هو الي يرضيني انا ابوه وان كنت مخطي يحب راسي ويستسمح مني




بطريقه ترفض فيها الجدال وتذكره بمرضها




..صالح ان قلبي مرض منك ومن سواتك انا ماارجع للبيت وطلال ماهو فيه




جرت على نفسها المساومه عطته نقطة ضعفها ومن هذا المكان بدت انطلاقته



.. طلال من اول يكره الجلسه بالبيت لان نجود فيه وانا يوم زوجتها لاني ابي راحتها وراحتكم تعبتي وطحتي فـ المستشفى والحين تبين طلال يرجع وهو مايبيها ولايبي زوجها انا والله احترت مدري وشلون الحق على رضاكم




ابدا ماكان صالح لالسانه ولاصورته ولا حتى صوته كان شخص ثاني انشقت عنه الارض وابتلعت صالح
كانت مذهوله مصدومه وعاجزه
كانت مستويه نصف استواء بفعل حرارة كلام سعود
وصالح اكمل ماكان ينقصها "
لكن مازالت تقاوم




..كل عمرهم مع بعض عمره ماحكاها "اليوم صار طلال سالفه تتعذر بها "عشان تصدق عمرك انك مااخطيت يوم وديت نجود عند موضي
وترا انا قلت لك زوجها سعود "بس انت مدري منين لقيت هاالادمي



اعاده ماقالته لنقطة البدايه وهو الي اعتقد انها عرف منفذها



..يمه سعود مايبيها وانا مااقدر اجبره والكلام بالفايت مامنه فايده "بس طلال ولدي ومابيه يضيع مستقبله" انا مااضمنه ان عينه شافت راكان وش يسوي " هالمره انا عنده ومنعته بس الله اعلم وش يفكر فيه "وانتي الله يهديك تشجعينه"
يعني اخطينا وعطيناهم البنت نضيع الولد عشان نرجعها !!




تخلت اخيرا عن صلابتها ورائيها المتزمت
ولانت نظرتها بلا احساس منها "لكن كان صالح يراقب ارتجاف فكها وتغير لونها



..وهو الحين وينه ؟؟



تنفس يهدي انفعاله وارخا جسمه



..مدري عنه يروح وين مايروح انا ماعاد اقدر عليه



تطاير الشر من عيونها من بداية نهارها وهي بين سعود وصالح وكل واحد منهم يرميهم بلوم اكبر من الثاني
بعد فتره من الصمت



.. وانتي تبي تخليه



حرك يده حركه تعبر عن الملل ونفاذ الصبر



.. اريح له واريح لنا على الاقل اذا جا للبيت انتي تشيشينه خليه بعيد احسن انا ماني حمل وجع قلب






................................





ترك كل شغله وطلع للبيت يرتقب الراحه ويدورها لكن البيت اصبح مكان للقلق للتوتر دخل لغرفته تمدد شوي حاول ينام قبل العصر لكن لامفر من الافكار
احس بالجوع ونزل بتوجس وخوف انها تكون طلعت من الغرفه الي تعتكف فيها من وصلت


لكن كان الوضع مستقر موضي تجلس على السفره ومعها يزيد وماجد
نزل الى ان وصل لهم
ولان موضي ماكانت تدري عن دخوله البيت سألته


.. غريبه جاي بدري مو من عادتك



سحب الكرسي وجلس وبدا مباشرة ياكل



.. مرهق شوي قلت اجي ارتاح "وين سلطان



نزلت الملعقه من يدها كانت تفكر كيف تبلغه عن خروج نجود لو سأل لكن راكان ماخطر عليه يسأل عنها



..اتصل قبل شوي قال ان ولد عمه عازمه



رجع لااكله وهو عارف ان في عيونها كلام متردده في قوله
لكن غيرت اسلوب التبليغ الى اسلوب التسميع



.. ماجد بعد الغدا " ودي توصلني نجيب نجود


سكت ماجد لكن كان مدهوش "اما راكان فوقف عن الاكل وعينه مارتفعت لبرهه الا مع سؤال ماجد



..منين نجيبها ؟؟





لفت نفسها على الكرسي تمهيدا لوقوفها
وجاوبته ببرود



..اختك موظفه وراحت لشغلها وابيك تروح معي عشان نجيبها



نزل الملعقه من يدها ودفع الصحن من قدامه




..ومع من راحت ؟؟




وقفت موضي بكامل طولها




.. انا وصلتها مع السواق




ماعاد له مجال للاعتراض مادامت موضي من سمح لها لكن راوده احساس بالاهانه
فعبر عن شي من احساسه




.. المفروض يكون عندي علم قبل تطلع




هزت راسها وعينها كانت عليه




.. اذا كان عندك اعتراض على شغلها تقدر تقول



وقف وقابلها وكان خلف حروفه بعض الرفض



..هي علشان خاطرك جت لهالبيت وانتي ابخص باالتعامل معها "انا اعفيني



وطلع من المكان وتركها صامته
"يالله ياراكان ياليتك اعترضت وتكلمت ارحم من ردك الغريب "



..............................





رجع فيصل وترك غاليه لاامره عطاها اشاره انها تستعد للقاء الفعلي فيه
وصلها كلامه لكن مابدر منه أي تجاوب



.. قال بياخذ بيت هناك



ماتدري ليه حست بغصه ترك المكان او لقاءها معه او ذكرى عمها او ذكريات مدفونه ومشاعر صامته



..وهالبيت يمه وش بنسوي فيه



تنهدت وهزت كتفها بقلة حيله




..والله مدري اكيد فيصل بيتصرف فيه



تزاحمت عبرتها لكن كانت جباره الى حد كبحها وخنقها لانها تعرف مدى تاثير دموعها على امها
كانت تحس بضياع " وتيه بين الاقدام والتراجع
هل تقدم لاجل خاطر امها ام تتراجع لاجل نفسها ولكرامته وفيصل




.. الله يعينا على بعد بيتنا وديرتنا




كان طرف من الوجع لم يصل الى عمقها حزنها قيد الحبس "وفرحتها مخلوطه بمرارة الفراق وحيرة الخطوه



..بنتعود يايمه "الواحد هو الي يسوي له اهل ويقرب الناس منه ويحببهم فيه "وهالمكان ماحنا قاطعينه الا ماتدب رجلينا عليه



بين روحها وكلام امها حاجز صلب لم يمكنها من اختراقه" ولم يجلي سحابة الضيق المتوطنه بين ضلوعها

تمردت على مايخالجها وزورت الدمعه باابتسامه



.. ان شاء الله" على فكره يمه اتصلت جارتنا تقول انها جايه العصر هي واختها يسلمون عليك "وانا بااتصل على الباقي عشان تجتمعون وتستانسون بدال ماانتي جالسه لحالك



هذا اخر كلامها قبل تقفي وتنفر دمعه تغلبت عليها وطرزت خدها الناعم

شالت كتابها وطلعت متجهه لغرفة بناتها بعد ماانهت مكالمتها الي تعجبت منها "لكن طبع ام سعود التفهم ووضع نفسها بمكان غيرها

كانت دانه واقفه على تسريحتها وميله شعرها على جهه وحده وتعبث اصابعها بااسفله
شدت وقفتها بااحترام ورمت شعرها لورا ظهرها


..هلا يمه "بغيتي شي


مشت ام سعود وتوسطت غرفة بناتها "ناظرت بعدم رضا لنجد الي مازالت نايمه من وقت رجعتها من المدرسه



..ليش ماقومتي اختك




دانه كانت متأكده ان زيارة امها وراها امر لكن قررت تترك لها الكلام



.. عيت يمه "حتى انا طفشت وانا جالسه لحالي



جلست بجنب نجد الغايبه عن الدنيا ومايبان منها الا رجلينها



.. شفتي جدتك تعشت



اعجبها ان امها تجي وتجلس وتضيع الطفش معها



..اي يمه تعشت وخليتها ماسكه الريموت وتلعب فيه



رمشت بعيونها بعد شرود سريع



.. اليوم جاني اتصال غريب وانطلب مني طلب اغرب




على طول سحبت كرسي التسريحه وجلست



..خير يمه من الي متصل فيك ؟؟



رفعت نظرها شوي وكأنها تفكر ورجعت نظرها على دانه واجابتها



.. اتصلت فيني ام نجود




فغرت فمها بدهشه وتقدمت بجسمها ناحية امها




.. أيـــــــــــه




ام سعود كانت تشبه حالة دانه وقت اتصال موضي وتعريفها على نفسها



.. تبينا نحضر زواج نجود




دانه سكتت امامن قامت واستفرت كانت نجد الي تعتقدها امها نايمه وماتدري انها حست بجلوسها على سريرها
وسمعت كلامها مع دانه



.. وانتي وش قلتي لها



ارتاعت من اهتزاز نجد ومن حركتها السريعه ولانه كانت وراها ضربت على رجلها



.. بسم الله الرحمن الرحيم "انتي من متى صاحيه ؟؟




ماشكل لها سؤال امها أي اهميه لكن استرسلت باستجواباتها




.. ماعليك متى قمت "بس علميني وش قلتي لها



رجعت عدلت جسمها ولفت كفوفها على ركبتها



.انا ماعطيتها لارفض ولاقبول "مع اني احس ان المفرض نحضر "بس موهذا المهم



دانه حضرتها اخيرا الاسئله الي تفك الاندهاش الي سيطر عليها



..اجل وش المهم "وليش اذا كانت نجود تبينا نحضر ما اتصلت بنفسها وبلغتنا



رفعت حواجبها وهزت كتفها وكانت عيونها على بناتها الي محاصرينها قدامها ووراها




.. الي فهمته بس ماحبيت احرجها ان نجود ماهي راضيه وانها ناويه تفرحها عشان كذا مااتصلت حتى هي قالت انها اخذت الرقم من جوالها بدون ماتدري ونبهت علي انا مانبلغها" بس المشكله انها وكلتني ابلغ ام طلال وبناتها وانا محتاره وشلون جدتك ماتدري


وقفت نجد على السرير ونطت على الارض



..جدتي مقدور عليها مادامت عندنا "لان حنا طلعاتنا واجد ونقدر نعتذر بااي حجه ولحسن الحظ انها عندنا ومابتدري عن روحة بنات عمي وامهم




كان في نجد الشقيه ذكاء تخفيه خلف عبطها وشقاوتها
بسطت الامر الي حير امها ودانه



.. صادقه نجد " حنا اذا اتفقنا على كلام واحد جدتي وش بيدريها عن روحتنا





كان هذا الاتفاق بين ام سعود وبناتها "تجاوبا مع موضي وتعاطفا مع نجود ورفضا لتسلط مزنه




.............................





مر على سلطان الي كان يتحاشى دخول البيت ويعتذر باانشغاله ببيته "الي ربما كان رحمه للجميع انه كان يقضي وقت كبير في تجهيزه اضافه الى دوامه


من بعد افتراقه عنهم بعد الغدا ماواجه احد وماكان عنده رغبه يشوف احد

اتجه مباشره لسيارته داخل المواقف حط المفتاح بمكانه لكن لفت انتباهه دخول سيارة ماجد وعرف على طول وين كانت وجهته
شاف موضي تنزل من جنب السائق
وشاف نجود تنزل من خلفه وماجد مازال يجلس ماطلع

يشبه التحدي في حركته "ترك المفتاح وكتف يديها ووقف

اماهي فكانت تشبه العناد رفعت راسها ترسم صوره كاذبه للقوه وعدم الاهتمام
مشت بآنفه مزيفه تخدع الناظر لها لكن ماتخدع نفسها المكسوره
من احساس الفرض على راكان "والرفض من عمها "وعطوب وجروح متفرقه تشوها

اما موضي فكانت بضيق تشرح لنفسها المشهد وتفسر النظرات
وتقراء قصه بدايتها فاشله "كتبتها بقلم تكسر ربما لاتستطيع تعديلها



.........................










ثلاث ايام قضتها فبيت خالتها عاشتها ملكه تحاوطها محبة خالتها "ودعم ندى وتشجيعها
ماكانت تحلم تعيش احلى من هالايام كحلم جميل قد يقطعه كابوس مرعب

شبح المستقبل يعدو ويقترب

والمجهول يرسم بأيدي حاقده وعقول مريضه


فاطمه تلقى متعتها في اهدار اكبر وقتها مع العنود
وقفت ترتب اغراضها وقلبها منتشي بفرحه
ماكان ينقصها الاقرب العنود والعنود اليوم بين يديها وتحت عينها ومقبله على حياه تتامل انها تكون عوض لها عن اجحاف الايام معها
سكرت الدولاب والتفت لعنود المنهمكه بالكتاب بيدها



.. عنوده "تدرين ان بنت خالتك موضي تزوجت



رفعت غرتها المتدفقه على وجهها النحيف
وكمجامله ومجاراه لخالتها دخلت معها في تفاصيل الحكايه



..لا ومن اخذت ؟؟



تخلت عن الي بيدها وقربت منها



..زوجتها ولد اخوها "يالله وش كثر موضي كانت تتمنى قرب بنتها والحين قربت منها على طول




..الله يوفقها



كانت تحمسها للحياه الجديده لكن العنود كانت طاقه مطفيه



.. بكره تصيرين انتي وياها خوات وموضي اكيد ماراح تفرق بينكم




برفق حركت راسها لان ماعنده شي تقوله" فتورها كانت فاطمه تلاحظه وتعيه لكن ماكان لااستجواباتها رد عند العنود مسكت يديها الراقده على الكتاب



.. العنود " انتي متضايقه من شي



ضغطت بااطراف اصابعها يدين خالتها



.. خاله انا بقول شي وابي رايك



فاطمه كانت ترحب لجؤ العنود لها وتطمح انها تزيح عنها الهم



.. قولي حبيبتي




سحبت كفوفها من يدين خالتها وبدت تفركها ببعضهم


.. انا سمعت .......




وانقطع كلامها من صوت جوالها لكن ماكان هناك شي يشغلها عن العنود




..كملي بعدين اشوف المتصل واكلمه




رفضت بقطعيه كانت تتصور ان المتصل زوج خالتها وهي تحسس من شعورها انها تشغل خالتها عنه



.. لا ياخاله شوفي جوالك والكلام لاحقين عليه




اعاقها عن الشرح اتصال موضي الي كانت تدور على الشور مثل العنود
قبل تفتح الجوال وتطلع



..هذي ام ماجد "خلاص راجعه لك ونكمل كلامنا




ربما القدر اعاق الكلام ليفي بوعده " فاطمه لن تبقى صامته اذا عرفت ماسمعته العنود
قد يكون هناك ماهو احق من كلام هند واصدق
وانقى من نوايها واعمق



"


"


"



..تعبت يافطمه تعبت شوري علي دبريني



فاطمه كانت مثلها قليلة حيله امر الشور فيه صعب والصمت عنه تخلي وهي صارت بين واحد من الخيارين



..اصبري وحاولي يمكن الله جابها لك لانها بحاجتك لاتملين العمر الي عاشته بعيد عنك خلاك مثل الغريبه بعينها



تنهدت من اقصى صدرها "وبحيره



..انا لو اقول لراكان اتركها ممكن يتركها "بس قلبي مايطاوعني انا ماصدقت انها عندي ماعندي الشجاعه "وبنفس الوقت احس اني فرضت عليه حياه مايبيها




لفاطمه راي لكن موضي يصعب انها تثق فيه




..مااظن انك لو قلتي له بيطلقها اقل شي لانه مايبي يحس انه طلقها مجبور




بدت تحط همومها وافكارها قدام فاطمه وتفضفض الكبت الي يضغط على صدرها



.. اطلب منها تكلمني او تاكل معي تعيي" طلبت منها تنزل معي للسوق وتجهز نفسها مارضت "والحين مدري وشلون اجهزها وانا مااعرف وش تحب وش تكره "ومااعرف وش لازام اسوي احس اني ضايعه


لمعت براس فاطمه فكره ربما غريبه شوي لكن تقريبا هي انسب الحلول وابسطها كانت الشئ الوحيد الي تساهم فيه مع موضي



..عندي اقتراح يمكن يناسبك "بس مدري يعجبك ولا مايعجبك



كانت مثل الغريق الي يتعلق بقشه وبسرعه وبحماس




.. اقترحي الله يخليك "انا احس اني ادور بمكاني ماني عارفه اتحرك منه



وضعت فاطمه اقتراحها وموضي تصغي لها بحرص



.. العنود تروح مع وحده من صديقاتها تجهز لزواجها والبنت ماشاء الله عليها من كثر ماتسافر وتطلع وتشوف صار عندها خبره وحتى ادق الامور فكرت فيها "ومدام انهم يطلعون نطلب من العنود تجهز لنجود معها "او نطلع معهم




بالفعل فكره شوي مبتعده عن خيال موضي لكن بنات من زمنها اكيد اعرف من موضي مهما كانت خبرتها



..لا انا خليني ببنتي ماودي ابعد عنها اخاف تسوي بنفسها شي انا موكلتهم وواثقه فيهم