كاتب الموضوع :
منصور السديري
المنتدى :
الارشيف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حكاية الليلة الثانية
الليــــــــــل
يبقى لليل دائما ألقه وجماله
حين تنهزم فلول النهار
وتبدأ الشمس بالمغيب
وتبدأ فلول الليل بإسدال ستارها على كل شيء
ولا يبقى
إلا أنت ... والليل ... والذكريات
تحملك دائماً
وتعيدك إلى ما تعانيه من الوحدة
والغربـــــــــــة
والإحساس بأنك تحتاج أن تكون لوحدك
لا لشيء
ولكن لأنه ما عاد هناك من يملأُ هذا الفراغ
الذي تحس به
فقد رحلوا ولم يبقى منهم إلا الذكرى
وبقيتَ أنتَ وحيداً
تجترُ ألم الذكريات
وتبحث عن شيء في طيات الذاكرة
يعيد إليك بعضاً مما فقدته مع الأيام
الليـــــــل
بقي هو الوحيد الشاهد على ما كنت تعانيه
في فراقهم وابتعادهم الاختياري
رحلوا
فماذا جنيت
أقفلت قلبك وعقلك على الذكريات
بقيت جسداً خاوياً بلا روح
وكأنك تعاقب نفسك على رحليهم
وقد تركوك واختاروا سواك
أما آن لك أن تفيق
وتقول كفى
من أنا؟؟؟
وأين أنا؟؟؟
من أُلئك الذين كانوا ولم أكن
كانوا يسكنون سويداء القلب
وكنتُ أبْعدُ مَن أكون عن محيط قلوبهم
فهل كان ذنبي أنني أحببتهم
وأحبوا غيري
بقي لهم الذكرى
وبقي لي الليل
أسامره ويواسيني
لعلي أجد ذات يومٍ
إشراقةَ أمل
وبصيصٌ من نور
يجلي الظلام الذي أحاطني بين جنباته
وأحاط قلبي بأسوارٍ من ألم
ما عدت قادراً على التخلص منها
الليـــــل
يحمل آلامي يبعثرها
ويحتويني ببرد كاد ينهيني
بردٌ يجمد أوصالي ويهزمني
يسري بروحي ويستوطن شراييني
استوطن القلبَ إحساسٌ يدمرني
كأنه كفنٌ بالقبر يحويني
ويبقى لليل ألقه
وتبقى لنا الذكريات
إرادة
|