كاتب الموضوع :
جرحها كايد
المنتدى :
القصص المكتمله
.•.°.•?•N|الــبـــــــدايــــــه |N•?.•.°.•.
•• يـــوم الـجـمـــعه ••
قامت من سجادتها بعد ما خلصت صلاة التهجد...و مشت بخطواتها الواهنه لغرفتهم...فتحت الباب بشويش...
دخلت للغرفه...تطالعهم و هم نايمات...
اليوم كل وحده بترجع عند أهلها...و بيفضي عليها البيت...و بتفضي حتى حياتها...لين يرجعون عندها بعطلة نهاية الأسبوع الجايه...
طول عمرها كانت تتمنى ما يفارقونها و لا لحظه...أحيانا تحس إنها تحبهم...أكثر من ما حبت بناتها...
يمكن لأنهم حتى هم يحبونها...و تعلقوا فيها...أكثر من بناتها...
أو لأنهم الصوره اللي تمنت تكون عليها بحياتها...و تمنت بعد بناتها يكونون عليها...
بس لا هي قدرت...و لا بناتها...طول عمرهم عاشوا بحزن...و حاجه...و ضعف...و خوف...
لكن حفيداتها غير...حفيداتها مو بحاجه للحب لأنها علمتهم يعيشون من غيره...
علمتهم ما ينتظرونه...
و لا يدورونه...
قوتهم...و قستهم...و أغنتهم عن حاجتهم للناس...حتى أهلهم...
كانت تشوفهم قدام عيونها...يكبرون و يتفتحون مثل الورد...ورد منظره بس اللي كان حلو...
لكن اللي يقرب منه و يلمسه...كان كله شوك...حتى عبيرهم كان مختفي...و لا عرفت لو كان باقي منه أي شي يلطف حدة هالمشاعر...أو مات كله و انعدم للأبد...
تتمنى إنها ما اخطت بهالشي...لأنها تتمنى هالشي يحميهم من الدنيا...و الناس...بعد ما تموت...
قربت من سرايرهم...تتأملهم بحب...و حنان...
[رحيل]...بجمالها الخلاب...بغموضها و سكونها...بنظراتها الحاده...و أطباعها الجافه...
بملابسها السوداء اللي تعكس نظرتها للحياة...
[حياة]...بملامحها الناعمه الجذابه...أنثى بمعنى الكلمه...صوت و صوره...لكن طبعا بدون إحساس...
بكبريائها و تحديها اللي يبين بعيونها...و وقفتها...بأناقتها و رقتها اللي تزيد جاذبيتها...
[رجوى]...و الوجه الطفولي العذب...و إبتسامه واسعه و دائمه...تقول للكل إن حياتها باللي يصير فيها...هي آخر همها...
حتى لبسها بألوانه الفضه...الباليه...عديمة التناسق...يأكد إنها تعيش اليوم بيومه...لنفسها و بس...
••
••
••
بعد ساعات// صحوا البنات...يعيشون آخر اللحظات اللي يكونون مرتاحين فيها...بعيدين عن العالم باللي فيه...قبل كل وحده ترجع لعالمها...و همومها...
هالبيت كان دائما يجمعهم...بجدرانه...بأثاثه القديم...كل زاويه فيه تشيل لهم ذكرى...و جرح...و دمع...
فيه تعاهدوا من سنين...عهد طفوله...كبروا و كبر معهم...و قساهم...بس كان هو الحل الوحيد عشان يستحملون حياتهم و يكملونها بقوه...
فيه ودعوا أي حلم وردي كانوا يحلمونه...أي أماني بسعاده أو حياة حلوه...أي أمان أو دفأ...
ودعوا قلوبهم...و مشاعرهم...لين تركهم بهالشكل...اللي الكل يعرفهم فيه...
•
•
•||رحيـل/ روح لاتعرف الحب*الفرح*الإحساس*الرحمه||•
•
•
•||حياة/ روح لاتعرف الحب*الأمان*الوفاء*الثقه||•
•
•
•||رجوى/ روح لاتعرف الحب*الخوف*الكرامه*الألم||•
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
.•.°.•?•N|[? الــبــــارتـ الأولـــــ ?]|N•?.•.°.•.
•• يـــوم الـسـبت ••
فتحت عيونها بكسل...و جلست على سريرها تتأمل اللي قدامها بشرود...
دائما كل ما تصحى تجلس دقايق على هالحال...لا هي صاحيه...و لا نايمه...
ساكنه و هاديه مهما يصير حواليها...لين تبدأ تصحصح شوي...
طق الباب...لكنها ما ردت...
دخلت بنت عمها وفاء بهدؤ...و ابتسمت و هي تشوفها بهالحاله المعتاده...و لا فكرت تكلمها لين تشوفها بدت تصحصح...و جلست على الأريكه اللي قدامها...
طالعت غرفتها بتأمل...كل جدار فيها أو زاويه...فيه بصمه لحياة...
ألوانها متضاربه...بس بطريقه مميزه و خاصه...
فيها هدؤ...و غموض...و قوه...تشبه أطباع حياة المتقلبه...
تمططت حياة بكسل...و التفتت عليها وفاء...
وفاء= صباح الخير
حياة تبتسم= صباح الورد
وفاء= شكلك نعسانه؟
حياة تتثاوب= ما نمت إلا ساعتين
وفاء= وش عندك؟
نطت حياة من سريرها بحماس...عكس حالة الكسل اللي كانت فيها من لحظه...و راحت للوحه اللي كانت ترسمها...و اللي كانت مغطيتها بقماش أبيض كبير...
سحبت عنها القماش...
حياة تبتسم= وش رأيك؟
طالعت وفاء اللوحه... و شهقت...
كانت رسمه لعصفور صغير طايح على الأرض...و جروحه تنزف...و الدم يغطي الأرض اللي حواليه...و الخلفيه اللي وراه كانت ظلام...و فيها خيال مو واضح لأغصان ضخمه مليانه شوك...
وفاء= حرام عليك حياة! وش هاللوحه؟ والله كسر خاطري العصفور
ابتسمت حياة و هي تطالع اللوحه...لكن هالإبتسامه ما كان فيها أي ملامح للفرح...أو الراحه...و تركتها و دخلت للحمام الخاص بغرفتها...
و وفاء رجعت تطالع اللوحه بإستنكار...و تتلفت على كل لوحه في الغرفه...لوحه لمنظر غروب حزين...و لوحه لسماء ملبده بغيوم سوداء و حمراء و بحر هايج...لوحه ليدين مقيده...لوحه لحطام قارب...
كانت كل لوحاتها اللي رسمتها...تحمل غموض...أو غضب...أو حزن...
تنهدت بحزن...و هي تتذكر من ثلاث سنين...أول ما جت حياة تسكن معهم...بعد اللي سواه أبوها...و بعد وفاة أمها...
اللي استغربت منه...هدؤها...و سكونها...رغم اللي صار...
ما بحياتها شكت منه...أو حزنت عليه...
من يوم جت عندهم...عاشت معهم حياة طبيعيه...لدرجة إنها أعجبت بهالقوه اللي فيها...
هي نفسها...تأثرت من اللي سواه عمها...و بوفاة زوجته لأيام كثيره...بس حياة تناست الموضوع بسرعه...و محت ذكره من حياتها...و لا كأنه صار...
لكن مع الأيام...عرفت إن هالموضوع مأثر فيها للحين...بس هي تنكر...و لا تبي تبين...
بدت تنتبه لكرهها الشديد للرجال...و حقدها عليهم...غضبها من أي وحده تسمح لهم يتعدون على حقوقها...و تتساهل معهم...
و من بداية هالسنه...طلع اللي فيها أكثر بهاللوحات اللي ترسمها...(تكرهينه يا حياة مثل ما يكرهه أبوي..و يمكن أكثر..غريب كيف تختلفين مع أبوي بكل شي و تتفقون على كرهه و نفيه من حياتكم)
طلعت حياة...و وفاء قامت...
وفاء= البسي و خلينا نفطر قبل يجي النقل
حياة= زين
طلعت عنها وفاء...و هي قفلت الباب و راحت تبدل ملابسها...وقفت عند دولابها تشوف وش تلبس...
تنهدت بضيق و هي تشوف بلايزها...و تقلب فيهن...تدور على بلوزه نظيفه و ما فيها بقع ألوان...لكنها ما لقت...
كل أغلب ملابسها...لازم تحمل أثر الألوان...
طلعت لها بلوزه فيها لون خفيف من عند الأكمام بس...(هاذي حلوه..اللون مو باين)
لبستها...مع تنوره سوداء...و راحت تجلس على التسريحه...فكت شعرها الكستنائي الحريري...اللي يوصل لآخر ظهرها...و طالعت بملامحها الرقيقه...الناعمه...بالأخص عيونها العسليه الفاتحه...
كل ما تكبر...تزيد شبه بأمها...أكثر و أكثر...و هالشي كان يكدرها...(بالملامح بس بأشبهك..لكن ماراح أكون مثلك..ماراح أكون مثلك)
سمعت طق مميز على الباب...و ابتسمت و هي تعرف صاحبته...
فتحت الباب...و شافتها بمريولها الكحلي...كانت بآخر مرحله في المتوسطه...و كانت معجبه فيها و بقوتها و دائما تصرح بهالشي...
حتى حياة كانت متعلقه فيها و تحبها...تحب تعاندها...تحب تهتم فيها...
ولاء= صباح الخير حياتي
حياة تبتسم= صباح العسل يا عسل
ولاء= تعالي نفطر..الفطور جاهز
حياة= يله قلبي
ولاء تشهق= بلوزتك فيها ألوان!
حياة تضحك= تدرين خربت كل ملابسي بهالألوان
ولاء= خلاص نقول لأمي نروح السوق و ....
حياة تقاطعها= لا ما يحتاج..بأرفع أكمامي و ماراح تبين..حرام اشري بلايز جديده و انا بأخربها
اقنعتها حياة تترك موضوع السوق...لأنها كانت منحرجه من مرة عمها...اللي عمرها ما قصرت عليها بشي...كانت تعاملها بحنان و طيبه...أكثر ما تعامل بناتها...
حتى عمها ما كان يقصر عليها...و لا على بناته بالفلوس بس......
لكن إهتمام و حب...و مشاعر و تقدير...هذا كان خاص لولده فايز و بس...اللي ما يشوف فهالبيت غيره و كأنه ولده الوحيد...
حاطه رجال البيت بعده...و كلمته تمشي عليهم...رغم إنه للحين ما تعدى المرحله الإبتدائيه...
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
صحت من النوم بضيق...و شدت الغطاء على وجهها...دخلت راسها تحت وسادتها عشان ما تسمع إزعاج أخوانها...
لكن صراخهم...و هوشتهم...يوصلن لآخر بيت في الحاره...كيف تبي هي ما تسمعهم...و الدور الوحيد اللي هم ساكنينه...كان صغير و غرفه داخله في بعض...
مشعل يصرخ= يمــــــــــه وين الفطوووور
شهد تصرخ= قمـــر تعالي خلصي كويك بسررعه..أبي أكوي مريولي
قمر تصرخ من المطبخ= توي شبكته خليه يسخن
شهد تصرخ= خلاص سخن و طق و أنتي جالسه تبلعين..ترى بأكوي قبلك مالي شغل
قمر تركض للصاله= لاااا يا ويلك دوري
بسمه بعصبيه= حنين انقلعي عن شنطتي لا تآخذين منها شي أو اصفقك
حنين تصيح= أبي ألوااااااان
بسمه بقهر= لااااا
حنين تمسك شنطتها= عطينـــي ألوااان أبي ارثــم
بسمه تصرخ و تدفها= أوووف روحي
حنين تصيح بصوت عالي= أبي ألوااااان
فيصل و بدر يتصارعون...
فيصل يصرخ= والله لأكسرك يا حمااار
بدر= اتحداك يالتعبااان
وصلوا عند بسمه اللي دفتهم بقهر...
بسمه= أوووف بعدوا عني أنتم بعد
مشعل يصرخ= يمـــــه ما صار فطور..و أنتم اسكتوا الله يآخذكم
رمت الغطاء عن وجهها...و قامت من سريرها...و عيونها كلها نوم...و شعرها طاير...و ملابسها مبهدله...
و طلعت لهم في الصاله...
رجوى تصرخ بأعلى صوتها= وووطيــــــن
مشعل يفز= بسم الله الرحمن الرحيم!
رجوى بقهر تآخذ علبة المنديل و ترميها على فيصل و بدر...
رجوى= انطموااا
و راحت تشيل حنين اللي واقفه عند بسمه تصيح...و ترفس بسمه برجلها...
رجوى تكلم حنين= اوووششش انكتمي أو بيجيك كف
تثاوبت...و وقفت و هي مغمضه عيونها...و حطت راسها على حنين...
مشعل= حمدالله و الشكر نامت!
رجوى مغمضه= انطــم
ابتسمت و هي نايمه على الهدؤ اللي خيم على بيتهم...و أخوانها جالسين يطالعونها...
و بعد لحظه فتحت عيونها...
رجوى= وينه شرشبيل يومكم آخذين راحتكم؟ ما قام يلعنكم
شهد= أمي تقول من بعد الصلاة ما رجع
دخلت أم مشعل و معها ساندويتشه لمشعل و كوب شاي...لكن رجوى نزلت حنين و أخذتهن...
مشعل بقهر= رجيــــو هذا فطوري
رجوى= تسويلك غيره..أنا لازم افطر و امشي بسرعه..مدرستي بعيده ياله اوصل..مو مثلك كل يوم يمرك كلب يوصلك
اخذت فطوره و دخلت للغرفه...و حنين تلحقها...و أخوانها رجعوا للهوشه و الصراخ مره ثانيه...
حنين= أبي ألوااان
أخذت رجوى من شنطتها قلم خط...و شالت حنين و حطتها على سريرها...و عطتها القلم...
رجوى= يله اهمدي و ارسمي
فتحت حنين القلم...و صارت تشخبط على الجدار اللي عند سرير رجوى...و اللي مليان من شخابيطها هي و رجوى...
و رجوى راحت تغسل...و تلبس مريولها...و جلست على سريرها تلم دروسها المنتثره عليه...و تحته...و تفطر...
حنين= ردوووى أبي حلااااوه
رجوى= شوفي تحت الوساده
دخلت شهد عليهم...
شهد بقهر= رجوووى ليه تخلينها تشخبط على الجدار ما يكفي أنتي حايسه غرفتنا!
رجوى= وش دخلك؟ هذا قسمي..أنتي خليك بقسمك اللي ماليته لي صور ورد..لين قرب يجينا نحل منك.....يله انا تأخرت..اشوفكم على خير أو على شر حسب ظروفكم
تركتهم و طلعت...و في الصاله وقفت تطالع أخوانها...
رجوى= بدر..فيصل تجون بعد المدرسه على طول..مو تتمشون بهالشموس مع دبدوب بالشوكلاته
بدر= لا تعايرينه هذا صديقنا
رجوى= مالت عليكم و عليه! أنتم ما تشوفون أشكالكم لا مشيتوا معه..كأنكم خمسميه
مشعل بطمع= ليت من صرفها
رجوى بتريقه= أنت خمسين و كثير عليك..لو في يوم مسكت خمسميه لو انه مو جاي هاليوم اللي تمسكها فيه..المهم إنك بتنشل
و طلعت عنهم...و نزلت الدرج لأنهم كانوا ساكنين في الدور الثاني...و طلعت للشارع...
و بعد دقايق راحوا أخوانها لمدارسهم...و لا بقى في البيت غير حنين و أم مشعل...
اللي جلست ترتب البيت بعد عيالها...و تلم ثيابهم المرميه بكل مكان...
وقفت تطالع حنين اللي جالسه عند التلفزيون...و يمر بخيالها كل ملامح عيالها...اللي عمرها ما حسستهم بالحب و الإهتمام و الحنان...لكن حتى هي ما حست فيه من صغرها...و لا تعرف كيف تحسسهم فيه...
كبرت بشخصيه إتكاليه و ضعيفه...أهلها كانوا يتصرفون بكل أمور حياتها بدون أخذ رايها...
حتى زواجها...زوجوها بعمر صغير لأبو رجوى...اللي كان أرمل مع بنت بعمر ثلاث سنين...
و حتى هو سيطر عليها...و لا خلى لها فرصه لا تتقرب منه...و لا من بنته...اللي كل ما كبرت تزداد شبه بأبوها...مهمله...قويه...ما تستحي و لا تخاف من شي...و لا أحد...
لين أخذت حتى مكانها في البيت...كل عيالها...أول ما يحتاجون شي يروحون لرجوى...كل ما يشكون من شي يروحون لرجوى...
لين صارت حتى هي تعتمد عليها بكل شي...
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
نامت على ظهرها...و هي تتأفف بكدر...من ساعه صاحيه...بس مالها خلق تتحرك من فراشها...كارهه هاليوم اللي بتعيشه من قبل يبدأ...كل ما تفتح عيونها الصبح و تشوف إنها للحين عايشه...تضيق بها الدنيا...لأنها ما عندها أي هدف تعيش عشانه...
جلست على سريرها...و الغرفه غارقه بظلامها...مع إن الصبح طلع من بدري إلا إن نوره ما كان يدخل لغرفتها...اللي مسكره فيها أي مصدر له...الشبابيك...و حتى فتحة الباب سدتها...
ترتاح بالظلام...ترتاح بوحدتها...و سكونها...و فراغها...و ما تبي تشوف شي...و لا أحد...
و جلست ساكنه على هالحال لوقت طويل...
بعدها قامت من سريرها بتكاسل و ملل...شغلت النور بضيق...و راحت تجلس على تسريحتها...و تطالع نفسها بالمرايا...
تأملت ملامحها بشرود...جمالها الباهر...اللي يحسدها الكل عليه...
دائما تشوف عيون بنات عمها كيف تطالعها...و تعرف إنهم مستخسرين فيها هالجمال...
كيف وحده مثلها يتيمه...وحيده...معقده...مكروهه...منعزله...تملك هالملامح الخياليه...
بس هالجمال كان الشي الايجابي الوحيد فيها...أحيانا حتى هي تحس إنها ما تستحقه...و تحاول قد ما تقدر تخفيه...
و هالشي خلاها...تلم شعرها الأسود الحريري كله...و تجمعه بآخر راسها...لكن هالشي ما كان يساعدها تطلع بالصوره اللي تبيها...
شعرها اللامع بهالشكل كان معطيها منظر ملفت...خاصه بعد ما بين ملامح وجهها المتناسقه بوضوح...بشره بيضاء صافيه...و عيون واسعه بأهداب سوداء...طويله...و كثيفه...و شفايف ناعمه ورديه...
تنهدت بضيق...و طلعت من الغرفه...
نزلت تحت...و دخلت المطبخ...اللي ما كان فيه إلا الخدامه...راحت تشرب ماء...و الخدامه تطالعها بخوف...تخاف تسوي أي شي و تعصب عليها...
راحت رحيل و فتحت الثلاجه...و شافت حلى فيها...و ابتسمت بخبث و اخذته...
طالعتها الخدامه بقلق...
سانتي بتردد= لا تآخذ هذا
رحيل ببرود= و أنتي وش دخلك؟
سانتي= هذا لمها
رحيل بعناد= عطيني قهوه و أنتي ساكته
دخلت مرة عمها للمطبخ و تعوذت من الشيطان أول ما شافتها ببجامتها السوداء اللي تزيد ملامحها كآبه و حزن...لأنها ما تصحى بدري إلا تسوي لهم مشكله...
و ما صدقت الخدامه تشوفها...
سانتي= ماما رحيل يبي يآخذ حلى مها اللي للكليه
أم أحمد= لا يا رحيل..القهوه على مها اليوم و هي أمس طالبه من سانتي تسويه
طالعتها رحيل بقهر...و الحلى بين يديها...و رمت الصينيه على الأرض بقوه...و انكسرت...
رحيل= خليها تشبع فيه
طلعت من المطبخ و أم أحمد تطالعها بقهر و تحاول تهدي نفسها ما تصرخ فيها...(لا حول و لا قوة إلا بالله! هالبنت كل ما كبرت يكبر شرها معها)
أم أحمد= نظفي الأرض يا سانتي
سانتي= وش يقول لمها؟
أم أحمد تتنهد بضيق= أنا اقول لها
طلعت من المطبخ...و شافت مها تنزل الدرج...
مها= يمه قلتي لسانتي تسوي لي قهوه؟
أم أحمد توقف عندها= الحلى خرب
مها بإستغراب= يمه كيف خرب؟ أمس أنا شايفته زين!
أم أحمد= طاح على الأرض
مها بعصبيه= هالعميـــاء ما تشوف!
طالعتها أم أحمد بضيق...ما كانت تبي تقولها و تكدرها...لكن حتى لو كذبت عليها و اخترعت لها سبب...تدري إن رحيل إذا شافتها بتقولها عن اللي سوته عشان تقهرها...
أم أحمد= رحيل اللي رمته مو سانتي
مها تصرخ بقهر= رحيل..رحيل..رحيل..والله كرهتها و كرهتني حياتي..و بعدين يمه؟ بتخلونها لين في يوم تذبحنا عشان ترتاح!
طلعت فوق تركض...و دخلت لغرفتها و سكرت عليها...و نزلن دموعها من القهر...
هاذي مو أول مره تقهرها رحيل...لا هي...و لا خواتها...و هم دائما ما يردون عليها بس عشان أمهم اللي تترجاهم يسكتون عنها...و لا يكبرون مشكله توصل لأبوهم...و تضايقه...
••
••
••
بعد لحظات...دخلت عليها أختها الكبيره بدور...
مها تلتفت عليها بضيق= شفتي وش سوت بنت عمك المغروره؟
بدور تتنهد بضيق= تصدقين احس صرت أكرهها
مها بقهر= توك تفكرين تكرهينها؟ أنا صرت استخسر كل هالأيام اللي ضيعناها نحاول نتقرب منها فيهن..نحاول نعاملها مثل أختنا..لكن هي حقوده و حسوده و مغروره و قلبها أسود..و ما تحب أحد
بدور= مادري كيف مستحمله نفسها! و لا كيف مستحمله هالحياة اللي هي عايشتها...و ليه تكرهنا كذا؟
مها= اسكتي بدور الله يعافيك مالي خلق اسمع شي عنها
بدور= أبوي يقول لاتزعلين هو بيوصلك الكليه اليوم و تمرين أي محل تآخذين اللي تبين
مها بإستغراب= عرف؟
بدور= لا دخل المطبخ و شاف سانتي تنظف الحلى..بس أمي قالت إنه طاح منها و إنك زعلتي
••
••
••
في الحوش...جلست رحيل بمكان بعيد...تنتظرهم يروحون عشان تدخل تفطر...ما كانت تحب تشوف أي وحده فيهم...و لا تشوف جمعتهم مع بعض...
لكنها شافت هناء...و أحمد اللي كانوا في المرحله الإبتدائيه...
طالعتهم بكره...و ضيق...مثل ما تكره خواتهم تكرههم حتى هم...تكره هالبيت باللي فيه...
كانوا واقفين يطالعونها بخوف و يتهامسون...و هي بكل غيض...أخذت من الحصى اللي تحتها و رمتها عليهم بقوه...و هم اهربوا منها بسرعه...
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
وصلت حياة للكليه...و راحت للمكان اللي تجلس فيه مع صديقاتها...ابتسمت و هي تقرب من عندهم...و التفتوا عليها...
حياة= صبــاح الخير
الكل= صباح النور
حياة تجلس= يا سلاااام على ريحة القهوه..صبوا لي
لينا تمد لها الفنجال= من عيوني كم حياة عندنا؟
هنادي تتصنع الزعل= والله من تجي حياة تطنشين العالم أنتي..خساره الأيام اللي ضفيناك فيها بالثانوي..صح نوال
لينا بإبتسامه= طبعا هاذي حيوته..صديقة الطفوله..الله يبارك بالفن اللي جمعنا
حياة تبتسم بحب= خلاص عاد لا تتغزلين فيني..ترى تطردنا نوال و هنادي من الجلسه
لينا تضحك= دام أنا جايبه القهوه اليوم ما علي منهم..ماراح يذلونا فيها كالعاده
هنادي= من زينك أنتي و بنت جيرانك سابقا...اشبعي فيها...نوالوه ليه ساكته دافعي عن حقوقنا المهدوره
نوال= دام المدح بحياة خليها تآخذ راحتها..تستاهل حياة و أكثر
حياة تلعب حواجبها لهنادي= تسلمين يا قلبي..لو بعض الناس بس تآخذ من هالذوق شوي
هنادي= الظاهر بأحبك معهم اريح
حياة تضحك= غصب عليك تحبيني
هنادي= طبعا و مين ما يحب الأم الحنون لكل نساء العالم
حياة تطالع ساعتها= تأخرنا ماراح تقومون
هنادي= و أنتي على بالك المدح اللي قبل شوي فيك لله..ما عندنا محاضره و يبونك ما تحضرين و تجلسين معنا
حياة توقف= لا ما أقدر..اليوم تسليم اللوحه...(تشوف من بعيد) يله هاذي أريج و شمس ينتظروني
أخذت لوحتها...و راحت لهم...البنات اللي كانوا زميلاتها في الشعبه اللي كانت غير شعبة صديقاتها...و لهالسبب بعض محاضراتهم ما تكون مع بعض...
لينا تطالعها و هي معهم= مادري ليه ما يعجبوني هالبنات!
هنادي= ليه اللف و الدوران..قولي لأنهم يكلمون شباب و لهم علاقات
لينا= استغفر الله مابي اظلم أحد
هنادي= وش ظلمه؟ هذا الصدق..يعني مو واضحه حركاتهم؟ الوحده الجوال ما ينزل من اذنها و منزويه لحالها ساعات و بس تكركر و تتمايع
لينا= ولو مابي احط بذمتي
نوال= هنادي معها حق يا لينا..هالشي واضح...مادري كيف حياة بالذات تمشي مع أحد كذا؟
هنادي بشك= تتوقعون تكلم مثلهم؟
لينا بعصبيه= نوال! أنتي وش فيك اليوم؟ حياة مستحيل تسوي هالشي
نوال= أصلا حياة تكره الرجال..كيف تبينها تتحمل هالنوعيه منهم عاد؟
هنادي= بسم الله وش فيكم هبيتوا فيني؟ يعني أنا اتهمها؟ أنا اخاف كل ما اشوفها معهم..و يخطر في بالي هالشي..بس غريبه جلستها معهم
سكتت لينا تفكر بكلام هنادي...(فعلا غريب إن حياة تجلس مع هالأشكال؟ معقول ما تدري إنهم يكلمون؟ لا حياة مو غبيه لهالدرجه.....بس حياة مستحيل تكون تكلم معهم)
تذكرت من سنين يوم كانوا صغار...كيف كانت حياة ما تطيق أي رجل...و تتحاشى أي تعامل معهم...حتى أبوها بالأخص كان تعاملها معه بارد...
و بعد ما سمعت لينا من الجيران اللي يسويه...عرفت السبب...و بعد فضيحته ذيك الليله و اللي سواه...عرفت إن هالجرح بيبقى داخل حياة للأبد...
و كان توقعها صح...بعد ما التقوا بعد ثلاث سنين من فراقها لحياة...من ذيك الليله اللي أخذها فيها عمها...و لا عاد شافتها...
قابلتها صدفه في أول يوم من هالسنه...أول ما دخلت للكليه...و كانت فرحتها كبيره و هي تجتمع بصديقة طفولتها...لكن حياة كانت غير عن ذيك البنت اللي عرفتها...
ما شافت ذيك البنت الحزينه...الضعيفه...المتردده...الخايفه....
شافتها قويه...واثقه...غامضه...مع إنها احيانا ترجع بلحظات ذيك البنت...و هالشي اللي أكد لها إن الجرح اللي سببه أبوها للحين ما برى...
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
في مدرستها...وقفت في غرفة المديره...تلعب بأصابعها...و نظراتها في الأرض...لأنها متأكده إن نظرة المديره مركزه عليها...
بعد لحظه...وصلها صوت المديره...
المديره= و بعدين يعني يا رجوى؟ كم مره عطيتك إنذار عن هالسرقه؟
رفعت رجوى راسها...و عدلت نظارتها الطبيه المستطيله بإطارها الأسود النحيف...
رجوى بلا مبالاه= مو أنا اللي سرقت هالمره..مو عشاني بهالسنه سرقت ثلاث مرات بس..خلاص كل سرقه بتقولون أنا!..استاذه لطيفه ترى كذا الحراميه اللي في المدرسه بيأخذون راحتهم..يسرقون و أنا اللي اتورط
طالعتها المديره بقهر...
المديره= روحي اللحين لفصلك
رجوى تبتسم= إن شاء الله استاذه لطيفه
و هي طالعه...شافت الوكيله تدخل...و ابتسمت لها بمبالغه...(كملت..اجتمعوا بلوط و علقم)
دخلت الوكيله...و جلست و هي تتنهد...
الوكيله= وش سويتي معها؟
المديره= تقول مو هي
الوكيله= و صدقتيها؟
المديره= للحين ما عندي دليل عليها..ما أقدر أقول لها غصب أنتي اللي سرقتي..و هي ما أحد شافها..و لا مسكنا المسروقات معها
الوكيله= بس هي دائما تسرق
المديره= ما أبي اظلمها خليني اتأكد أول
الوكيله= و الله أنتي معطيه هالبنت وجه..المفروض اللي مثلها ما تجلس في هالمدرسه ساعه وحده
المديره= استحملناها سنتين..اللحين هي بثالث كلها شهور و تتخرج و نرتاح....مابي أدمر مستقبلها
الوكيله بإستهزاء= و عاد وش هالمستقبل لهالأشكال؟!
المديره= الغلط مو منها..الغلط من أهلها..مرة أبوها و مثل ما شفتي يوم طلبنا منها تحضر..إنسانه بدون شخصيه و ما تحل و لا تربط..و أبوها إنسان ما عنده ضمير عادي لو فصلنا بنته و مو مهتم تكمل دراسه أو لا
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
|