كاتب الموضوع :
جرحها كايد
المنتدى :
القصص المكتمله
بـعــد أسبوعـيـن ••
رجع من المستشفى بعد ما أخذ اجازه...بيتفرغ فيها لها...
بعد ماراح لعمه و تعرف عليه...و عرف كل شي عن أبوه...قرر يآخذ حياة عنده في البيت أول ما تحسنت حالتها...و طلعت من المستشفى...
صدمتها بعد اللي عرفته...زاد عليها طلاقها...خلتها بحال مدمر...
ساكنه...حزينه...مستسلمه و منقاده لأي شي...
وهو مو راضي وهو يشوفها بهالحال...و اليوم بيبدأ معها أول مراحل العلاج...و ماراح يتركها...إلا بعد ما تصفى روحها من كل اللي يعكرها...و يعذبها كل هالسنين...
اللي راح من عمرها يكفي...
ضاع كله بالعذاب...و الجروح...لكن اللحين لازم تتعالج...و تنسى...و تعيش الفرحه اللي تستحقها...
دخل للبيت...و شاف أمه في الصاله...
بسام= مساء الخير
أم بسام= هلا يمه..مساء النور
بسام= وش أخبار حياة؟
أم بسام= الحمدلله..على الأقل اليوم رضت تكمل غداها للآخر
بسام بحب= الله يخليك لنا يمه..أنا بأروح اكلمها
دخل عندها...و طالعته بالنظره المنكسره...الحزينه...اللي تعذبه...
قرب منها...و جلس على طرف السرير...و مسك يدينها...وهو يشوف ملامحها اللي دئما شارده لبعيد...و فكرها دائما ساهي...حتى و هي تطالعه...
بسام= وش أخبارها الغاليه اليوم
حياة تبتسم بذبول= ........
بسام= وفاء دقت تسأل عنك اليوم..و تسلم عليك
ابتسمت للحظه...بعدها شردت و عيونها تمتلي حزن...
من يوم عرفت بطلاقها...و جت هنا...و هي مقاطعه العالم و لا تقابل أحد...وهو تركها على راحتها لين تهدأ شوي...
بسام= حياة أنا تركتك ترتاحين كثير..بس اليوم لازم نتكلم..لا تظنين بيهون علي اتركك بهالحال..قلبي يتقطع مع كل دمعه تذرفينها
و هالكلمه خلت الدموع تطيح من عيونها...
بسام بحزن= كافي يا حياة..ارحمي نفسك...اسمعيني..أبيك تنسين كل شي اللحين..أبي نرجع من أول شي..أبي تتذكرين كل شي ضايقك من قبل و تقولين لي..متى كرهتي أبوك؟ وش اللي شفتيه؟ و ش اللي سمعتيه؟ كل شي تذكرينه قوليه لي...فجري كل اللي كتمتيه هالسنين..أنا بأسمع كل شي بأسمعك لبكره
حياة تصيح= أنا اعرف وش فيني..اعرف كل هاللي فيني من ايش..بس ما أقدر اقول..أبي انسى هالشي..خااايفه..مابي اذكره حتى بيني و بين نفسي..مابي تعرفه..مابي تكرهني..ماااابي
بسام بقلق= حياة أنا مستحيل اكرهك مهما سويتي..أنتي ضحيه..انظلمتي و....
حياة تثور= لاااا أنااا مو ضحيه..أنااا ظااالمه..ظلمتــه و جنيت عليه..حكمت عليه بنفسي و نفذت الحكم..أنا اللي ذبحتها..أنا اللي ذبحتها لأني مليت غبائها
بسام كان يطالعها بإستغراب...يحاول يفهم اللي تقوله...و يربطه باللي يعرفه...
طالعته بنظرة غريبه...تجمع الحزن و الندم و الخوف...
حياة من بين شهقاتها= ذذيـ..ك.. ذييييك الليـ..له.......أناااا..أنا اللي بلغت عنه
طالعها بصدمه...ما قدر يمنع نفسه ما تبين على ملامحه...
لكن اللي سمعه شي أبدا ما ستوعبه...و لا جاء في باله...و لا يمكن يتخيله...
كل هالوقت يظن إنها...تحس بالكره...و القهر...
ما تخيل إن اللي فيها ممكن يكون...ندم...أو إحساس بالذنب...و تعذيب الضمير...
شافها تطالعه بخوف...تراقب تأثير اللي قالته عليه...
لكنه ضمها له يبي يطمنها...و يتخلص من الصدمه اللي مأثره على ملامحه...
و هي تمسكت فيه بقوه...و صارت تصيح أكثر...و غمضت عيونها اللي ما كانت قادره تفتحهم...و هي تتذكر جسم أمها اللي مدد قدامها...بدون روح...
هو اللي أخذ ذيك الروح معه...أو هي السبب...
تذكرت ذيك الليله...ذاك الغضب و القهر...و هي تشوف أبوها يمشي بخطوات هاديه عشان ما تصحى أمها...نزل للصاله و هي راحت وراه...وقفت تسمعه...بكلامه المعتاد...بالغزل الفاضح اللي يقوله بهمس...
لكن كل هذا شي...و هي تسمعه يتكلم مع هالحقيره عن أمها شي ثاني...كان يتريق عليها...و على حبها الزايد له بكل جحود...
بكل غرور...
بكل دنائه...
ذيك الليله فكرت تقتله...هان عليها هالشي...هان عليها و كانت بتسويه...
هانت عليها أبوته...
و هانت عليها روحه...
لكن اللي سمعته خلاها تتراجع...كان يتكلم عن لقاء بينهم...موعده بكره...كان ياخذ منها وصف البيت و يردده بفخر و ثقه إنه عرفه...اتفقوا على الوقت...اتفقوا على سهرتهم...و هي تسمع بإشمئزاز كل اللي ناوي يسويه...
مشت بشرود...تتحرك مثل الأموات...لأنه اليوم فعلا مات قلبها...و هي بيدينها بتذبح بقايا الشعور اللي فيها...
دخلت غرفتها...و قفلت على نفسها...جلست على الأرض بآخر الغرفه...و تسندت على الجدار...تصيح بصمت...لكن داخلها يثور...
تفكر...و تفكر...و تفكر...باللي ناويه تسويه...و سوته...
جلست في غرفتها بدون أي كلمه...بدون أي حركه...بدون أي أكل...
تعد الساعات...و الدقايق...و الثواني...
لين جاء الموعد...و راح أبوها...
طلعت من الغرفه تركض...و كأنها خايفه تسمح لنفسها تتردد لو للحظه...
هو أجبرها تحكم عليه...و اليوم بتنفذ حكمها بنفسها...
أخذت التليفون اللي في الصاله...و دخلت المجلس و سكرت عليها...و أمها في المطبخ تسوي العشاء...و لا هي حاسه بإن النهايه تنكتب بهاللحظه...على يدين بنتها الوحيده...
دقت الرقم...تتذكره من ذيك المحاضره اللي حضرتها في المدرسه عن المعاكسات...مع إنها ما كانت تفكر بهالشي...بس يمكن لا شعوريا كانت تتمناه...و اليوم تحقق لها...
دقت على الهيئه...و عطتهم العنوان...و بلغت عن الخلوه اللي صايره هناك...و هم أكيد إذا راحوا بيكتشفون إنها كانت أكثر من مجرد خلوه...
أول ما سكرت السماعه...حست بكل إحساسها يتلاشى...
حست بشي غريب...شعور لا يمكن يوصف...حست بجمود...جمود يلف قلبها...و كل شي فيها...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
•• بـعــد شـهــرين ••
مرت الأيام...و بسام كل يوم يتكلم مع حياة...و يستمر بعلاجها...لين تخلصت من كل العقد...و الندم...و الجروح...اللي شالتها روحها من سنين...
كان يزور عمه و يطمنهم عليها...و البنات بعد زاروها...
و في يوم اعترف له عمه...بأكبر ذنوبه بحق حياة...
قال له إن بكل زياره لأبوها...كان يسأل عنها...كان يترجاه يشوفها...
كان ناسي كل شي بهالدنيا و عقله ما يستوعب...إلا اسم حياة بس...وهو يردده بشوق...و لهفه...
لكنه ما قال لها...و لا خلاه يشوفها...عشان ما يكثر كلام الناس عليهم...و اللي ما درى عن وجوده بالصحه النفسيه يدري...
كان يبي الناس تنسى...و يبيها هي بعد تنسى إن لها أبو...و تندفن فضيحته للأبد...
عشان كذا راح له بسام أمس...مع إنه ما كان يبي يشوفه..
يشوف الأبو اللي رماه...و اللي ما حافظ حتى على البنت اللي بين يديه...
ما كان يبي يعرف أبو غير اللي عرفه...و رباه...و ما قصر عليه بشي...
لكن عشان حياة...و عشان ترتاح روحها المعذبه راح يشوفه...و غصب عنه كسر خاطره...وهو يناديها بهالعجز...و الحاجه...
و ما قدر مثل عمه يخبي هالشي عنها...رجع و قال لها...إنه يبي يشوفها...و من سنين وهو يردد اسمها...وهو اللي يذكر من عقله اللي راح و بس...
و هذا هو اليوم جاي يآخذها عشان تشوفه...و كله خوف من نتيجه هالزياره عليها...لكن أبوهم كان تعبان...و خاف يصير له شي وهو ما شافها...
دخل عندها...و شافها جالسه على السرير...و نظراتها شارده بعيد...و الحزن محفور بملامحها...
تنهد بضيق على حالها اللي هي فيه...و اللي ما قدر يخففه عنها...
بسام= حياة
التفتت له...و أول ما شافته نزلن دموعها اللي ما قدرت توقفهن...
بسام= تبين نأجل روحتنا؟
حياة تمسح دموعها= لا..لو ما رحت اليوم ماراح أروح أبدا
قرب من عندها...و سندها لين وقفت...ضمها له...
بسام= خليك قويه يا حياة مثل ما كنتي دائما..و إن شاء الله هالزياره تخفف عنك و عنه
طلعوا مع بعض...و شاف أمه في الصاله...اللي كانت تطالعهم بقلق...
أم بسام= بتروحون؟
بسام= ايه
أم بسام= حياة تبين أجي معك
بسام= لا تخافين يمه أنا معها
تركوها و طلعوا...ركبوا السياره بصمت...و بسام كل لحظه يطالعها...خايف عليها من هالمواجهه...بس كانت ضروريه لها...عشان ترتاح...مع إنه يعرف إنها بتكون صعبه عليها...و هي توها بدت ترتاح...
حياة كانت بعالم ثاني...تحس بطنين قوي يسكر أذانيها عن كل صوت...و عيونها ما تشوف شي من الدمع اللي غشاها...كل اللي في بالها...كان بقايا للي تذكره من ملامحه...حاولت تستجمعهن عشان تتذكره لكنها عجزت...
••
••
••
وصلوا للمستشفى...و نزل بسام لكنها ما قدرت تتحرك من مكانها...
فتح لها الباب...و نزل لمستواها يراقبها بقلق...وهو يشوف جسمها كله يرتجف...و شك إنها مستعده اللحين لهالقاء...
بسام= حياة خلينا نأجلها مره ثانيه
حياة= لا بأنزل..بس سندني..احس رجليني مو شايلتني
سندها بسام و نزلت معه...و وقفت تطالع المستشفى و دموعها تنزل بغزاره...و هي تشوف المكان اللي رمته فيه كل هالسنين...و وجع قلبها يكبر...
مشت مع بسام...و دخلوا للمستشفى...و كل ما تحس إن لحظة لقاه قربت...كانت تضغط على يد بسام بكل قوتها...و أنفاسها تنحبس بصدرها...
|