كاتب الموضوع :
جرحها كايد
المنتدى :
القصص المكتمله
.•.°.•?•n|[?البـارت الـخـــاص ?]|n•?.•.°.•
•?• الـفصــل الأول•?•
•• بـعــد سـت شـهــور ••
دخلت لغرفتها الورديه...و بخطوات هاديه قربت لسريرها الصغير...
تراقبها و الدموع تملأ عيونها...
ملامحها الصغيره...الحلوه...سواد شعرها الحريري اللي يشبه شعر أمها...
قبل أسبوع تزوجت بشرى...و من ذاك اليوم ما صار فيه غيرها تهتم فيها...
كانت تحبها من أول يوم شافتها فيه...حستها بنتها...و تبي تعطيها كل شي...كل عمرها...
لأنها هي اللي جانيه عليها...هي اللي حرمتها من أمها و أبوها...و حرمتهم الفرحه...
مدت يدها تمسك يدها الصغيره...(لا تخافين أنا بأكون لك الأم و الأبو..بأكون كل اللي تبين و اللي تحتاجين..ماراح اتركك أبدا...ليت هالشي يعوضك..ليته يرد اللي سويته)
باستها...و طلعت من الغرفه بهدؤ...
و تفاجأت بخالد توه راجع من الشغل...طالعته بنظرات الإحراج و الاعتذار اللي يملن عيونها من وفاة وليد...
نزلت عيونها...و راحت بسرعه لغرفتها...
جلست على سريرها تصيح...
من وفاة وليد و علاقتها بخالد تغيرت...ما تغيرت وبس...هي انقطعت...
ما صار يكلمها...ما يطيق يجلس في المكان اللي هي فيه...ما يطلب منها أي شي...و لا يعبرها بأي إهتمام...أو سؤال...أو نظره حتى...
و أصلا الوقت اللي كان يجلسه في البيت ما يذكر...كان مغرق نفسه في الشغل اللي استلمه مع أبوه...و ترك التدريس...اختلفت شخصيته كثير و صار يشبه وليد بحزمه...و جديته...(ما كان لي في هالبيت غيرك يعبرني يا خالد..و خسرتك)
عضت على شفايفها بقهر...و هي تتذكر ملكته اللي كانت اليوم...
و على كبر فرحتها له...ما تجرأت توقف قدامه...و تبارك له...
جاء اليوم اللي نسى فيه حبه الكبير لندى...و نسى كل السنين اللي كان ينتظرها فيها بصمت...
نسى ندى...و نساها هي بعد...و لا تقدر تلومه...
تذكرت بحسره و ندم اللي سوته...و عذرته لو كرهها أكثر من كرهه لها اللحين...
هي نفسها العلاقه صارت بينها و بين ندى بارده...فيه بينهم ذنب اشتركوا فيه...مو مخليهم يرجعون مثل أول...
ندى اشغلت نفسها بدراستها...لين ما صار لها وقت كثير تقدر تشوفها فيه...أو حتى تطلب تشوفها...لأنها ما صارت تتجرأ تجيها للبيت...و لا تفتح معها سالفة أي أحد فيه...
حتى بنت رحيل...ما كانت تسأل عنها...و كأنها تبي تنسى كل اللي صار...بسببهم...
سمعت طق على الباب...و طالعته بإستغراب...
أروى تمسح دموعها= ادخل
انصدمت و هي تشوف خالد يدخل عندها...و هالشي خلى دموعها اللي تحبسهن ينفجرن...و بدت تصيح...
قرب منها و جلس جنبها...
خالد بعد صمت= يكفي يا أروى
أروى تصيح= آسفــه..و الله آسفه يا خالد..و اللي يذبحني إن هالأسف ما يفيد بشي..كرهت نفسي كرهتها و لا ألومك بكرهي..أنا..أنا...
سكتت ما قدرت تكمل و شهقاتها تقطع عليها حتى أنفاسها...
ضمها خالد له يهديها...
خالد بحزن= خلاص يا أروى اللي راح راح..و اللي تسوينه ماراح يرده..أدري لمتك كثير و كرهتك..حملتك أكثر من اللي أدري إنك تشيلينه...خلينا نحاول ننسى اللي نعرفه..مابي بنته تعيش بين هالكره و اللوم
أروى بلهفه= أنا بأهتم فيها..ماراح ينقصها شي..كل عمري لها
خالد= عشان كذا رفضتي اللي تقدم لك؟
أروى= مااابي اتزوج عندي بنت بأربيها..بأكون لها أم و أبو..كل اللي اخذته منها
خالد= بنت وليد بنتي و أنا بأهتم فيها و....
أروى تقاطعه= تكفى يا خالد هالشي هو الوحيد اللي بيريحني لو كنت بأعرف الراحه بيوم..الله يخليك لا تفتح هالموضوع مره ثانيه
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
في الطياره/ بقى ساعه على موعد وصولهم...و هي جنبه نايمه بهدؤ...طالع يدها اللي ماسكه يده...و غمض حتى هو عيونه...
رجع في باله الشهر اللي مر عليهم...شهر عسلهم...و فعلا كان عسل...
أيامهم مع بعض رايقه...مشاعرهم هاديه...
كل شي ساكن...و مريح...
حبها...مو صعب إنه يحبها...
هو طول عمره كان يحبها...بشكل أو بثاني...و مو صعب يغير شكل هالحب...للحب اللي تبيه...
و هي كانت مثل النسمه البارده لقلبه...بعد النيران اللي ياما استعرت فيه...
راضيه...حنونه...مهتمه...بكل كلمه...و فعل تبين له حبها اللي كتمته سنين بقلبها...
و اهم شي صابره...على شروده...مشاعره اللي دائما تتركها و تروح بعيد...
تنهد بحسره...كل هالشهور اللي مرت ما خففت منها...وهو يتذكرها...
نايمه على السرير الأبيض...بين ذيك الأنابيب اللي تقيدها...
جسد...و روحها بمكان بعيد...أخذتها عنه و راحت...أصرت إنها تحرمه منها بأي شكل...
و اللحين رجع...لنفس الأرض اللي هي فيها...قريب منها...
كل ما تخطر في باله بيزورها...أو بيقدر يمنع نفسه...
بس كيف بيمنع نفسه تشوفها...تتأمل الملامح اللي انحفرت بقلبه...يترجاها ترحمه من هالعذاب اللي تركته فيه...
ماراح يقدر ما يشوفها...هو كل لحظه يراقب جواله...يتخيل إنهم يدقون عليه...يقولون إنها صحت...
و أكيد أول مايوصل بيروح لها على طول...
بس اللحين يسأل نفسه...كل كم بيشوفها...
كل أسبوع...أو كل يومين...أو ماراح يقدر يمنع نفسه يروح لها كل يوم...
شد على يد دلال...وهو يحس بضيق عليها...(سامحيني يا دلال..بأحاول اسعدك بس الجزء اللي فيني تعلق فيها لا يمكن يتركها أبدا..بأحاول أعطيك كل اللي بقى بعدها فيني من مشاعر..بس اعذريني لو كان ما بقالك إلا بقايا قليله..و تحمليني)
ما كان يبي يحس إنه مقصر معها...ما يبي يندم إنه اختارها هي...
مع إنه كان يحس إنه تصرف بأنانيه...إنه بعد كل هالوقت يفكر فيها هي...
بس من فيه غيرها بيتحمله...بيشاركه عذابه بصمت...بتحاول قد ما تقدر تنسيه اللي هي قبله عارفه إنه ما نساها...
بعد الحال اللي صار فيه...من غيبوبة حياة...
حلفت أمه يتزوج و يعيش حياته...رفض...حاول يقنعها...
لكن اصرارها كان أكبر...زعلت عليه...رفضت تشوفه أو حتى تكلمه...رفضت حتى تآكل...
لين غصب عليه...رضخ لطلبها...و أهون شي عليه...
كان إنه يآخذ دلال...و لا وحده بتطالبه بأشياء فوق طاقته...
فتح عيونه و التفت يطالعها جنبه...كل اللي يعيشه معها حلو...بس حسره داخله تكبر وهو دائما يسأل نفسه...و يتمنى لو كانت حياة هي اللي مكانها...
و يرجع يملاه الذنب على دلال...لأنه يحبها...مو مثل اللي بقلبه لحياة...بس بعد يحبها...و يعطف عليها...و تعز عليه كثير...
و عشان كذا بيحاول...كل عمره بيحاول يعوضها عن اللي اخذته حياة منه...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
كانت نايمه على البساط في السطح...تفكر...
من شهور رجعت لحياتها...رجعت لحالتها الأولى...
رجوى الخبله...بدون إحساس...بدون مشاعر...بدون كرامه...
اللي تضحك على نفسها قبل الناس تضحك عليها...اللي تذل نفسها قبل غيرها يذلها...اللي تسوي كل ما يخطر في بالها بدون تفكير...
حتى شكلها رجع لحاله الأول...الشعر طاير حول وجهها بفوضى...و ملابسها بحاله مبهدله...و ألوان رايحه...
أحيانا تشك إنها هي نفسها اللي كانت هناك قبل شهور...
تشك إن ألايام...و المشاعر اللي عاشتها معه حقيقيه...
تبي تنساه...عشان كذا رجعت لحالها...رجعت كل شي لحاله...إلا قلبها اللي معاندها و مو راضي يرجع لحاله...و ينساه و ترتاح...
غمضت عيونها...ترسم ملامحه...
ملامح جدتها...
ملامح رحيل...
ملامح حياة...
كل اللي تحبهم...و راحوا و تركوها بهالدنيا لحالها...
تخاف تنسى ملامحهم...تخاف تنسى حبها لهم...
نزلن الدموع من عيونها...و عصر قلبها الضيق...
مرت بكثير...و الزمن ما رحم ضعفها...وحدتها...عمرها الصغير...
لكن اللحين الهم صار أثقل...و الخوف صار أكبر...
بعد ما باعت بيت جدتها...و عطت الفلوس لأبوها يدخل شريك مع أصدقائه و يفتحون لهم محل...كانت تظن إن حياتهم بتستقر و يرتاحون...
لكن الراحه شي ما كان يدوم لها أبدا...و خسر ذاك المحل...و أصدقاء أبوها طلعوا من السالفه...و أبوها بغباء تورط بكل الديون اللي اخذوها...
و من أسبوعين دخل السجن...و تركهم لحالهم...بهالخوف...و الضياع...
يترجون رحمة الناس...و عطاهم...(وش أسوي؟ كيف بأهتم فيهم؟ كيف بأصرف عليهم؟ و أنا حتى الثانويه مجموعي فيها ما فيه أمل ينفعني بأي شي؟)
أول مره تحس بهالعجز...بهالخوف...و الحزن...
إلى متى الناس بتعطف عليهم...إلى متى بتساعدهم...
إلى متى اخوانها بيطيعون كلامها...و بتقدر تلمهم حواليها و تمنعهم من الغلط...و ترد اللي يبيهم بشر...
بتقدر على مشعل اللي كل يوم هي وهو بهواش شكل...و بكره إذا كبر فيصل و بدر...و خواتها كيف تضمن إن ما أحد يغلط عليهم...يغريهم للخطأ...
كيف بتحميهم من طمع الناس فيهم...و هم شايفينهم كيف مرميين بهالدنيا...بدون سند...
••
••
••
وقفت شهد عند الباب تطالعها بضيق...
من يوم طلاقها من أسيف...و من يوم عرفت اللي صار ببنات خالتها...تجمعت عليها الهموم مره وحده...
و تركتها بهالشكل...دائما مهمومه على قد ما تحاول تخبي...دائما فكرها مشغول...(لو عرفت وش بتقول؟ الله يعيننا..يارب ارحمنا)
لكنها هي نفسها من يوم عرفت...ملاها الخوف...و شافت الضياع بعيونها...و كلها أمل تلقى عند رجوى حل يريحها...
تدري إنهم يحملونها فوق طاقتها...و تخاف يجي يوم تنهار هالقوه...و تستسلم...
على كثر اللي مروا فيه...إلا إن وجود رجوى دائما يطمنها...لو كانت عندهم مآسي الدنيا و رجوى قالت إنهم بخير...بتصدقها...
لكن لو في يوم رجوى انهارت...رجوى خافت...رجوى قالت إن ما فيه حل...
كيف بيعيشون...كيف بيكملون حياتهم...
تقدمت منها...و هي تحاول تمنع الدموع اللي تجمعت بعيونها لا تطيح...
و شافتها كيف راميه نفسها على هالبساط و تطالع السماء...و فكرها رايح لبعيد...و آثار الدموع على خدها...
شهد تجلس= رجوى وش فيك؟
رجوى تمسح دموعها= أنتي وش فيك؟ ليه الدموع بعيونك؟
شهد ما قدرت تمسك نفسها أكثر...و صاحت...و الخوف رجع يملأ قلبها...
رجوى تجلس بقلق= وش فيك؟ شي يوجعك؟
شهد تصيح= لا..بس أبوسعد..أبوسعد جته جلطه و دخلوه المستشفى.....و يقولون يمكن يموت
طالعتها رجوى بصدمه...
أكيد زعلت على أبوسعد لأنها تحبه كثير...
هو كان لهم أبو أكثر من أبوهم...كان الأمان...و الرحمه لهم بهالناس...هي حتى كان عندها استعداد تتزوجه...و لا كانت بتزعل من هالشي...لأنها تعودت على وجوده بحياتهم بأي شكل كان...
بس مع كذا لمحت خوف بعيون شهد...خوف انعكس بقلبها,,,و هي تعرف اللي تفكر فيه شهد...
لو أبوسعد صار له شي...هم وش مصيرهم...
البيت اللي لامهم بيضيع منهم...
رجوى تصيح= لاااا...لاااا..خلاص يكفي..والله ما اتحمل أكثر..وش بيصير فينا أكثر؟؟ وش بأسوي فيكم؟؟ ماااا أعرف..و الله ما أعرررررف!!
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
طلع من الشركه متأخر...مثل عادته...
وصل للبيت و الكل نايم...و طلع فوق...
دخل للغرفه اللي بدل كل شي فيها...أي شي ممكن يذكره فيها...و بالأيام اللي عاشتها هنا...
لكنه مع كذا ما نسى...ما قدر ينساها لو لحظه...
حياته بعدها خاويه...هاديه...كلها ضيق...و ملل...
كل نهاره...و أغلب مساه يقضيه في الشركه...اللي باعها و اختار ادارتها...
و إذا رجع للبيت ما يلقى أحد يكلمه...أحد ينتظره...أحد يعانده...يضحك معه...
أمه مشغوله كعادتها بحياتها الا جتماعيه...و مناسباتها...و سفراتها...
و مشاعل كانت مشغوله بوظيفتها الجديده بعد ما قررت ترجع للشغل عشان يقضي عليها الوقت...
رمى نفسه على الكنب...و قابله الضيق اللي يملأ صدره كل ما يرجع لحاله بهالغرفه...
و ملامحها المبتسمه ما تفارق عيونه...و ضحكها صداه يتردد بمسامعه...(فاااقدها..فااااقدها بالحيل..و كل ما يمر الوقت شوقي يكبر)
كيف بيتحمل...مين يقدر يعوضه مكاناها...غلاها اللي ملا قلبه...و المشاعر...اللي هو بنفسه خانها...
رجع يفكر فيها...يتخيل حالها اللحين...بعد فراقه...
بعد اللي خسرتهم...
انهارت...أو للحين على صبرها...و قوتها...
يبي يتطمن عليها...لكنه متأكد إنه لو تقدم خطوه وحده ناحيتها...بيكمل الطريق كله...و لا بيقدر يرد نفسه عنها...
عشان كذا بيحاول يقسي قلبه...و ينسى...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
•• مـن بـكــره ••
كان الوقت بدري...و استغربت و هي تشوفه صحى...و لابس و شكله بيطلع...
دلال تبتسم= صباح الخير
ابتسم لها...و قرب منها ضمها...و باسها على خدها...
وافي= صباح الورد..ليه صحيتي بدري؟
دلال= و أنت بعد صحيت بدري..وين بتطلع؟
وافي= آآ بأسلم على أسيف..يوم عرف إني رجعت أصر نفطر مع بعض..ماراح اتأخر
دلال بحب= زين يا عمري الله معك..بس لا تنسى ترى بنتغدى عند أهلك اليوم..خالتي مأكده علي نزورهم اليوم
وافي= إن شاء الله
تركها و طلع وهي تراقبه بإبتسامه...و نظره كلها حب...
لكنه أول ما اختفى...كسى نظراتها الحزن...
من يوم رجعوا و هي حاسه بتوتره...بحزنه...و ضيقه...
و طول أمس تحس فيه يتقلب ما قدر ينام...و هذا هو أول ما طلع الصبح...صحى بسرعه و طلع...
متأكده إن أسيف مجرد حجه...عشان يروح يزورها...(لهالدرجه تحبها يا وافي؟ المشكله إني أعرف إنك تحبها كثير..بس معقول ما قدرت انسيك لو شوي..معقوله ما عوض عليك وجودي جنبك بشي..بتحبني بيوم؟ مو مثلها..مو مثل ما أحبك...أنا راضيه بربع محبتي لك)
تنهدت بقوه...و حاولت تبعد هالأفكار عنها...
ما تبي تخرب حياتها معه...الحياة اللي ياما تمنتها و حلمت فيها...
بتصبر...بتحتويه بحنانها...و حبها...بتعوضه عن كل شي بحياته...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
دخلت رجوى للصاله...و شافت مرة أبوها و خواتها ينتظرونها...
أم مشعل= وش أخباره أبوسعد؟
رجوى تجلس= الحمدلله..أم هيثم تقول إنه عدى مرحلة الخطر..بس ماراح يرجع مثل أول....تقول إنه بينتقل هو و أم سعد عند ولده الكبير عشان يهتمون فيه
أم مشعل بخوف= و البيت وش بيسوون فيه؟
رجوى بضيق= أم هيثم تقول إنه بيأجره..ماراح يطلعوننا..أبوسعد وصاهم بهالشي..(تطالع راحتهم) لا تفرحون ما ندري إلى متى بيسمعون لهالوصيه..بكره ولده اللي يجي يدور الايجارات ماراح يمر من عندنا و حنا في بيته و يمشي ساكت
شهد بضيق= وش نقدر نسوي؟
رجوى تقوم= هالسؤال مابي اسمعه في هالبيت أبدا؟
رمت عبايتها عندهم...و طلعت للسطح...اللي تجلس فيه أغلب وقتها لحالها تفكر...و تفكر...
جلست و تسندت على الجدار...تسأل نفسها السؤال اللي توها منعت أحد يسأله...
بس مالقت أي جواب...
غير جواب واحد ارسل الرجفه بعروقها...و خلى نبضات قلبها تزيد...و الدنيا تضيق عليها...
لو في يوم طلعوهم من البيت...
وش بيدها تسوي...
وين يروحون...
ما فيه غيره ممكن تلجأ له يساعدها...مستحيل تخلي أهلها في الشارع...
بس كيف بتشوفه...
بعد ما كانت زوجته...حبيبته...تجي له شحاده...
بعد ما رماها برا حياته...ترجع تذل نفسها له...
صابها ضيق كتم أنفاسها...و هي متأكده إنهم لو طلعوا من هالبيت...
بتشوفه...بتذل نفسها...و بتطلب منه فلوس...عشان خواتها...
لكن الخوف...لو كان نساها...لو كانت اللحين ما تهمه بأي شي...لو رفض يقابلها...أو يكلمها...
لو اعتبرها جايه تهدده...باللي بينهم...(معقول تسوي فيني كذا يا أسيف؟ معقول ما بقى لي عندك أي شي؟؟.....طبعا مو أنت رميتني بعد الحب اللي بيننا..ابعدتني عنك..و لا اهتميت..و لا سألت)
لكنها مسحت دمعه حزن نزلت من عيونها...و ملاها القهر...(لو كان للحين يحبني أو يهتم فيني حتى..بأروح له اشحد عشان هالحب..ولو نساني ماراح اتركه بعد..ايه دامه نسى ماراح يفيد إلا التهديد باللي كان بيننا)
حست نفسها صغيره قبل تسوي هالشي...
بس وش الجديد...هي طول عمرها صغيره بنظر نفسها...و الكل...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
من ساعه بس وصلوا عند أهله...في البيت اللي جمعه فيها أيام...كلها تعب...و كره...و ضيق...
و قليل من حب...ملأ قلبه لها و عيت تنسى أساها و ماضيها و تقبله...
ما قدر يصبر أكثر من كذا...استأذن من أهله و طلع لغرفته...و عيون دلال تراقبه بحزن...و هي متأكده وين بيروح...
للي تشغله أغلب الوقت حتى و هي بعيده عنه...
اللي بكل حبها و حنانها ما قدرت تطلعها من قلبه...
تنهدت أم فيصل بقهر...و فرح تبتسم لدلال و تحط يدها على يدها...
دلال= لا تتضايقين يا دلال..مع الأيام بينسى..أنا متأكده إنه يحبك و بيحبك أكثر مع الأيام الجايه بس تحمليه شوي
أم فيصل= حسبي الله و نعم الوكيل فيها كانها نكدت على...
فرح تقاطعها= يمه حرام عليك..لا تتحسبين عليها..ما تشوفين حالها لا هي ميته و لا حيه!
••
••
••
دخل للجناح اللي كان مقفله...و سكر الباب و تسند عليه...يطالع كل مكان فيه...
بكل مكان ذلها...قهرها...كرهها...و عشقها و هام فيها...
غمض عيونه يتذكرها...ملامحها اللي تأسره و تملك كل احساس داخله...ما تشبه أبدا الملامح اللي شافها الصبح وهو يزورها في المستشفى...
متمدده على هالسرير الأبيض...بدون شعور...أو احساس...و لا يدري إلى متى بتظل بهالحال...
و لا يدري أهون عليه يشوفها بهالحال...أو لو يخسرها للأبد...
فتح عيونه...و الضيق يملأ قلبه لين ينسى كل الدنيا باللي فيها...و لا بقى غيره و شعوره اللي يتحسر عليها...
راح لغرفتها...فتح الباب وهو يآخذ نفس طويل يشم ريحة الألوان اللي تعبي المكان و تحسسه بوجودها...
واقفه تطالعه بذيك النظرات اللي تلهب احساسه...بيدها فرشاتها...و لطخ الألوان تعبيها...
فتح النور...و سكر الباب...
و بحسره يدور على لوحاتها يتلمس بيدينه احساسها اللي نثرته ألوان على الورق...
جلس على الأرض...و صار يفتش بإستكشاتها...يراجع حتى شخبطاتها السريعه...(آه يا حياة يا حسرة القلب بدونك)
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
|