لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-05-11, 03:29 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 158697
المشاركات: 510
الجنس أنثى
معدل التقييم: جرحها كايد عضو على طريق الابداعجرحها كايد عضو على طريق الابداعجرحها كايد عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 210

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جرحها كايد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جرحها كايد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

هلا حبيبتي

الروايه تستحق القرااءه فعلا

وكاتبتهاا اغاني االشتااء كاتبه معروفه ولها قصص حلوووه


منورتني

 
 

 

عرض البوم صور جرحها كايد   رد مع اقتباس
قديم 09-05-11, 03:35 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 158697
المشاركات: 510
الجنس أنثى
معدل التقييم: جرحها كايد عضو على طريق الابداعجرحها كايد عضو على طريق الابداعجرحها كايد عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 210

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جرحها كايد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جرحها كايد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

دخل أبواحمد للصاله...و شاف بناته و أمهم...

أبوأحمد= السلام عليكم
الكل= و عليكم السلام و الرحمه
أبوأحمد يجلس= وين رحيل؟
أم أحمد= قبل شوي كانت في المطبخ..مادري للحين فيه أو طلعت لغرفتها
أبوأحمد= هناء..روحي ناديها قولي أبوي يبيك

طلعت هناء...و مها تطالع بدور بإستغراب...

بعد لحظات...دخلت هناء و تلحقها رحيل بخطوات بطيئه...و وقفت تطالعهم بغرور...

رحيل من غير نفس= نعم
أبوأحمد= تعالي اجلسي يا بنتي معنا
رحيل= بأروح أنام
أبوأحمد= على راحتك يا بنتي..بس ترى عمتك بكره عازمتنا و موصيتني أكيد تجين معنا
رحيل= مابي
أبواحمد= ما يصير يا بنتي لك شهور ما شفتيهم...بعدين وش يجلسك لحالك؟
رحيل= تدرون إني ما أحب اطلع من البيت..و مو أول مره تروحون و تتركوني..مابي اروح

تركتهم و طلعت...و أبوأحمد يتنهد بضيق...

أبوأحمد= الله يهدي هالبنت


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


دخلت لغرفتها بعد ما تعشت معهم...كانت بتنام...لكنها تذكرت سلمان...اللي تكلمه...لها اسبوعين...و خلاص ما صارت طايقه صوته...و صار يصر على شوفتها...و هي كانت واعدته بعد يومين تشوفه...و هالموعد بكره...(أجل خلينا نفتك منه اليوم)

راحت تفتح درجها و تطلع جوالها...و دقت...بس هالمره مو رقم جواله...رقم بيته...اللي بكل ثقه عطاه لها...و ابتسمت و هي تسمع صوت أنثوي...عرفت إنها زوجته...لأنه هالوقت أكيد عند شلته...

حياة= السلام عليكم
زوجته= و عليكم السلام
حياة= أنتي أم رهف؟
زوجته= ايه اختي..مين معي؟
حياة= وحده تبي مصلحتك..و بتصحيك من غفلتك اللي مو عارفه وين بتوديك؟
زوجته بإستغراب= وش هالكلام؟ استحي على....
حياة تقاطعها= انتظري..لا تصيرين غبيه مثل غيرك..اللي بأقوله عندي ألف دليل عليه تقدرين تتأكدين و بعدها تحكمين بعقلك
زوجته=........
حياة تبتسم= زوجك..سلمان..يكلم غيرك و عازمها على بيتكم
زوجته تصرخ بغيض= كذااابه
حياة= لا مو كذابه أنا بنفسي اللي اكلمه لو تحبين تتأكدين عطيتك دليل
زوجته بقهر= وش هالدليل إن شاء الله؟؟
حياة= زوجك اللحين عند صديقه عيسى في الا ستراحه اللي....
زوجته= و تبيني اصدق بس عشان هالخرابيط؟؟
حياة= تبيني اكلمه..و اشبكك في الخط..تبين تعرفين وش يقول عنك؟ الصراحه احسن من غيره ما قصر..دائما يمدح فيك بس المشكله انه يحب الدلع و خفة الدم و مو لا قيها فيك..و المشكله انه يمل بسرعه و يحب التغيير
زوجته تصرخ= كذااابه
حياة بقهر= وش اكذب فيه؟ و ليه؟ تبين تسمعين بنفسك..أو بتكذبين سمعك و تصدقينه؟
زوجته بألم و تحدي= يله سمعيني
حياة= لحظه

و دقت عليه...

حياة بنعومه= هلا سلمان
سلمان= هلا بقلب و روح و كل سلمان..انا ما أحب اسمي الا اذا نطقتيه
حياة تضحك= حرام عليك..ما بقيت شي لزوجتك؟
سلمان= زوجتي يكفيها بيتها و بنتها..لكن انتي شي ثاني
حياة= لحظه..لحظه..سلمان اسمع احد يناديني..ادق عليك بعد شوي
سلمان بلهفه= انتظرك ماراح انام لين اكلمك نتفق على جيتك بكره..ترى ما نسيت وعدك بكره ام رهف رايحه لأهلها
حياة= زين

سكرت منه...

حياة= الو..للحين على الخط؟
زوجته شالتها الصدمه و بهمس= ليه؟ حرام عليه! حرام عليه!
حياة بقهر= آسفه على الضيق اللي سببته لك..بس لازم تعرفين انه ما يستاهلك و انه ما يسوى...ان شاء الله تكونين اذكى من غيرك..و تثورين لكرامتك و ما ترضين بهالوضع

سكرت منها و هي تتنفس بقوه...ما تدري ضيق...أو راحه...بعد اللي سوته...و رمت جوالها على السرير...


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


•• مــن بـكـــره ••


بعد الفسحه...وقفت رجوى عند باب الأخصائيه الإجتماعيه...اللي أرسلت لها بنت تطلب منها تجي...
طقت الباب و وصل لها صوتها...

الأخصائيه= تفضل

دخلت رجوى و هي مبتسمه...

رجوى= السلام عليكم
الأخصائيه= و عليكم السلام..نعم
رجوى= أنا رجوى
الأخصائيه= اجلسي يا رجوى

رجوى تجلس(الله يستر..وش عندها هاذي بعد مستضيفتني؟)...و تشوفها طلعت ورقه...(بدأ التشريح الإجتماعي لرجوى)

الأخصائيه=وش اسمك بالكامل؟
رجوى= رجوى صالح
الأخصائيه= صالح ايش؟
رجوى= صالح لمدة سنه من تاريخ الإنتاج

طالعتها الأخصائيه و هي تكتم ضحكه...و ترسم الجديه على وجهها...

الأخصائيه= رجوى خلينا نتكلم جد..قولي اسمك الكامل عشان اطلب ملفك
رجوى= خلاص إذا تبين معلومات شخصيه عني اسأليني و أنا أقولك والله ما أكذب..لا تتعبين نفسك و تخلينهم يحوسون بهالملفات

طالعتها الإخصائيه بعتب..و سألتها بعض المعلومات عنها...و عن أهلها...

الأخصائيه= اللحين..ندخل في الموضوع....ماراح اتكلم عن موضوع السرقات لأني أتأمل إن هالشي خلاص انتهى و ماراح ترجعين له مره ثانيه...بأكلمك عن الموضوع اللي مضايق المدرسات منك....نومك في الحصص و إهمالك لدروسك و درجاتك المتدنيه
رجوى= ...........
الأخصائيه= أنتي ليه مو مهتمه بدراستك؟ شوفي كل بنات ثالث كيف حريصين على كل درس على كل درجه و أنتي درجاتك متدنيه و اللحين تنامين بالحصص!

رجوى كانت تسمعها و هي ماله...لكن فجأه خطر على بالها شي...خلاها تضحك بينها و بين نفسها...

رجوى بإنكسار مصطنع= أنا عندي ظروف صعبه في البيت..أبوي مسافر و أنا اللي اهتم بإخواني..كل شي على راسي....كيف تبيني اهتم بدراستي..حتى لو حاولت ادرس و اهتم الكل يضحك علي و يقول بنات الفقر مو وجه دراسه
الأخصائيه بعطف= مين اللي قال لك هالكلام؟
رجوى بحزن= شذى و نور...و معهم حق إذا شفت الحاله اللي أنا فيها احس إني وين و الدراسه وين..شكلي بأتركها ارتاح و اريحكم

حاولت تمسك ضحكتها...و هي تسمع الأخصائيه كيف ترفع من معنوياتها...و تشجعها...و تتوعد في البنات اللي احبطوها...

رجوى بتأثر مصطنع= مشكوره..ما تدرين وش كثر كنت محتاجه أحد يوقف معي و يشجعني..عمري ما سمعت مثل هالكلام..و إن شاء الله أحاول انسى مشاكل البيت و أركز على دراستي و مستقبلي
الأخصائيه بحماس= ايه هذا الكلام اللي أبي اسمعه..و إذا أي بنت قالت لك شي تجين هنا تقولين لي و أنا بأتفاهم معها

تركتها رجوى و طلعت...و أول ما سكرت الباب...ضحكت لحالها...(يا حليلها صدقت! مادري أنا الذكيه أو الناس أغبياء؟)

نزلت تحت تتمشى...دام معها عذر إنها برا الفصل...و شافت هدى في مطبخ التدبير...و مدرستهم مو موجوده...وقفت عند الباب...

رجوى= امممم الريحه جابتني من فصلي
هدى تلتفت عليها..و تركض للباب= رجـــه! تعالي شوفي الفطاير اللي سويتها رووعه
رجوى تدخل معها= و أنا بأشوف بس أنا بآكل بعد

دخلت معها...و راحت عند الصحن اللي جالسه تزينه...

هدى= وش رأيك؟ ست بيت صح؟
رجوى تآخذ وحده و تأكلها= يمممم لا لا بكره بنخطبلك خلاص صرتي مره
هدى تضحك= والله لو عندك عريس كان لطشتيه أنتي
رجوى= لا حسرتي شكله ما يبيني

تجمعوا عليها صديقات هدى...

وحده منهم= والله رجوى! أنتي تحبين أحد؟
رجوى بهيام و هي تأكل= ايه ما سمعتي الشاعر البيطري اللي يقول.. الحب قطع قلوب البعارين**حتى الحمير السود يلعن جدفها
هدى= والله ما عندك رومانسيه! هذا شعر؟...المهم قولي مين؟
رجوى تآكل= جارنا..و عاد تعرفون حب ولد الجيران له ماضي عريق في الأدب العربي
البنات تحمسوا= كملي؟
وحده منهم= يدري؟
رجوى= لا...ما أدري...يمكن
هدى= ليه حبيتيه؟
رجوى= امم إذا شفته احس الدنيا بخير
هدى بحلم= ياااي طيب؟ حلو؟
رجوى= والله مو باين..اتوقع بشبابه كان حلو..بس اللحين يبي لك مكبر تطلعين شكل عيونه
هدى ما فهمت= بشبابه؟ ليه هو كم عمره اللحين؟؟
رجوى= مادري..حوالي سبعين

شهقوا البنات و هي ضحكت على الخيبه اللي اعتلت وجيههم...

هدى تصرخ= رجووووى!! أكلتي الفطاير!

طالعت الصحن اللي مع رجوى...و اللي ما بقى فيه غير ست حبات...

رجوى تضحك= معليش قولوا لها احترقن..والله طاري أبوسعد يفتح النفس زين ما أكلتكم
هدى= مالت عليك و عليه..شايب عاد؟!....يله اطلعي قبل تجي الأستاذه تذبحنا
رجوى تطالع= واللي هناك وش طابخين؟
هدى تدفها= اقولك اطلعي ما يكفي فطايري طارت

طلعت رجوى...و هي رجعت للبنات...

هدى= بنقولها غلفنا نصهن و أعطيناه المستخدمات...و بقينا هاذي بس عشان تقيمنا
البنات= صح
وحده منهم= يا حليلها رجوى دائما اشوفها من بعيد..بس ما عمري كلمتها.شكلها طيبه
هدى= ما تقدرين تفهمينها مره تقولين طيبه و على نياتها لدرجة الغباء..و أحيانا تحسين فيها لعانة الدنيا....بس مع هذا أحبها


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


في البريك...جلست حياة و لينا يفطرون...و لينا تطالعها بتردد...من امس و هي ترتب كلامها معها...
لكنها كانت متوتره...

حياة تضحك= لينا قولي اللي عندك
لينا تبتسم= حياة أنتي تعرفين إنك مثل أختي و أعز
حياة= و أنتي بعد
لينا= و تدرين لو أي شي يضايقني..أنتي أول وحده بألجأ لها
حياة بقلق= لينا صار لك شي..قولي...خوفتيني
لينا= أنا بخير..بس أنتي مو بخير
حياة تغيرت ملامحها= وش فيني؟
لينا= وش اللي غيرك كذا؟ ليه هالتعب اللي فيك؟ ليه هالحقد اللي و القهر و ....
حياة بضيق= لينا غيري هالسالفه..أنا بخير و ما فيني شي
لينا بإنفعال= حياة ما ينفع..ما أقدر اشوفك كيف حابسه هالحزن داخلك و اسكت
حياة تصد عنها= ...........
لينا= حياة أبوك وش صار فيه؟ وينه اللحين؟ توفى؟...
حياة بهمس= اسكتي يا لينا

حست لينا إنها ضايقتها...بس هي كانت متأكده...إن حياة ماراح تتكلم عن هالموضوع بدون ما تتضايق...بس هالشي بيكون اريح لها...إذا تكلمت عن اللي بداخلها مع أحد...

لينا= حياة اللي أنتي فيه مو مريحني..و أمك......

حياة بدت ترتجف من القهر و لا صارت منتبه للينا وش تقول...رجعت تتذكر ذاك اليوم الأسود...و كأن ذاك العذاب اللي عاشته كان من أيام بس...
تذكرت أيامها معهم...
الكره...و الإستحقار...اللي امتلى بقلبها على أبوها...
و الحزن...و القهر...و الألم اللي تشوف أمها فيه...
كل شي كانت تظن إنها دفنته داخلها للأبد...و تخلصت منه...لكن مجرد سؤال من لينا...قلب كل المواجع عليها...
حاولت تتكلم...لكن الحزن...و العتب...و القهر...اللي سيطر على كل إحساسها كان أقوى منها...
صارت تتنفس بسرعه...و يدينها شاده قبضتها بقوه...و صور كثيره تمر قدامها...صور تكرهها...صور تعذبها...
بدت دموعها تنزل...و ترتجف بقوه...و عيونها شارده بنظره مصدومه...و مرعوبه...

لينا كانت تطالعها بصدمه و خوف...و هي نادمه إنها تكلمت معها...

لينا تمد يدها تمسكها= حياة وش فيك؟...(تهزها) حياة الله يخليك تكلمي

وقفت حياة و هي تتلفت...و كأنها مو حاسه بنفسها...و لا هي وين...

حياة بشرود= ليه ما مات؟ ليه ما مات مثل ما ذبحها؟ ليه ما تركوني ارتاح منهم! عشان انساهم..أنا مالي أهل...(تصرخ)..لاااا هـو أبووي و لاااا هـي أمــي

لينا كانت تطالعها بخوف...و قلق...
و شهقت و هي تشوفها تطيح قدامها على الأرض...جلست جنبها بسرعه و رفعتها عن الأرض و هي تصيح...

لينا تهزها= حياااااة وش فيك؟ حياااة تكفيييين ردي علي

اجتمعوا عليها البنات...اللي شالوها معها لغرفة الدكتوره...
و من هناك نقلوها للإسعاف...


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


كانت رجوى مع تهاني و سلمى في دورة المياه...هم جالسين يرتبون شعرهم عند المرايا...و هي تروح و تجي عندهم و تغني...و ترقص بيدينها...

رجوى= سلام يا من يسمع الكسرات..يا أهل الهواء بأشتكي حالي..أنا عيشتي كلها آهات..و أبوسعد مايدري بحالي..جتني وساوس و جتني هموم..جتني في الراس جنيه.......

سلمى تقاطعها= اعوذبالله منك ترانا في دورة المياه!
رجوى تضحك= خليني اطلع لكم جني طالب نشوف شكله..اشطر حنا أو هم
سلمى بخوف= رجــه اسكتي! تدرين إني أخاف من سيرتهم
رجوى= يا خبله أنا اقوي قلبك أو ترانا بنطردك من الشله
سلمى= أنا...

انقطع كلامها...و هم يشوفون شذى و نور يدخلون...

شذى= أقدر افهم أنتي وش تبين مني؟ و ليه متبليه علي؟
رجوى ببرائه= أنا؟!
شذى= لا عمتي
رجوى ببرود= خلاص أجل روحي حاسبي عمتك وش دخلني بهوشة الأقارب أنا..صدق تجيك التهايم و أنت نايم
شذى= لا تستهبلين..أنتي تدرين عن ايش اتكلم
رجوى بإستهبال= إذا كان قصدك عن اللي قلته للأخصائيه..لا والله مادري
شذى= روحي قولي لها إنك تكذبين
رجوى تضحك= لا والله ضحكتيني! ليه تعبت نفسي و كذبت لو كنت بأكشف الكذبه
نور= و ما لقيتي إلا حنا تتبلينا؟ وش سوينا لك؟
رجوى= والله إني طيبه بس مادري ليه إذا شفتكم أنتم بالذات تطلع فيني نزعه شريره..شكل وحده منكم بتصير ضرتي مستقبلا...والإحساس سبق شوي

طالعتها نور و شذى بإستحقار كالمعتاد...

رجوى بتهديد= شوفوا يا عيون أمكم..لو تبون ما تتورطون بمشاكل معي..النظره هاذي غيروها..و لا أشوفها بعيونكم بعد هاليوم
شذى بإستحقار= و اللي مثلك كيف تبيننا نشوفها إن شاء الله؟
رجوى بفخر= أبي تحسين و أنتي تطالعيني كأنك تشوفين شي عظيم..شي مميز..و شوي و إلا تحسدين عيونك على شوفتي
شذى بقرف قبل تروح= تشوفين يا رجوى
رجوى تصرخ عشان تسمعها= أكيد بأشوف أجل بأنعمي

سلمى= وش بينكم؟
رجوى تروح= انتظري أكمل المسلسل..و اتغدى فيها قبل ما تتعشى فيني..و أقول لكم

و راحت تركض للأخصائيه...و طقت بابها...و دخلت...

الأخصائيه= نعم رجوى وش تبين؟
رجوى= استاذه ليه تقولين لشذى و نور إني قلت لك؟
الأخصائيه= أنا ما هاوشتهم أنا بس لفت نظرهم إنهم ما يكررون هالشي....ليه؟
رجوى= قبل شوي شفتهم..و يقولون إنهم كذبوا اللي قالوه..و قالوا إنهم لو يسببون أي مشكله و يقولون للإداره إنها أنا ماراح أحد يشك فيهم..لأني أنا اللي سمعتي سيئه في المدرسه و بيصدقون علي كل شي
الأخصائيه بقهر= خلاص يا رجوى روحي و أنا اتصرف..ولو صارت لك أي مشكله في الإداره تعالي علميني
رجوى= مشكوره استاذه ما تقصرين

طلعت و هي تضحك...(على مين تلعبينها يا بنت الزوات..تبين تغلبيني أنا هه)


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


نزلت عاليه على الدرج تركض...و ارتاحت و هي تشوف ياسر عند أمها...

عاليه= ياسر..الحمدلله إنك فيه
ياسر بقلق= وش فيك؟
عاليه= لينا دقت علي تصيح و...
أم ياسر تقاطعها بخوف= بنتي وش فيها؟
عاليه= ما فيها شي..بس تقول من كم ساعه حياة أغمى عليها و انقلوها بالإسعاف للمستشفى..و هي خايفه عليها و تبي تروح تتطمن عليها..بس أنا قلت لها لا تروحين مع السواق تركبين معه و أنتي تشاهقين كذا..ياسر روح جيبها
أم ياسر بقلق= و حياة وش فيها؟
عاليه= مادري..ما قدرت اسأل لينا و هي بهالحال..اذا وصلتها يا ياسر خلها تطمننا
ياسر يقوم= إن شاء الله

و طلع من البيت...و ركب سيارته و راح لها بسرعه...
خايف يترك لينا بهالحال...و قلق حتى هو على حياة...

وصل للكليه...و دق يقولها إنه برا...و ثواني و هي راكبه معه و تصيح...

ياسر بقلق= وش فيها حياة؟
لينا= أنا السبب يا ياسر..بسرعه الله يخليك أبي اشوفها..قالوا إنها بمستشفى .....

ياسر بعد ما مشى= وش صار؟
لينا= كلمتها عن أهلها..سألتها عن أبوها..كلمتها عن أمها....و....و...ما لحقت أقولها أي شي..بدت ترتجف و تتكلم مع نفسها..لين طاحت قدامي على الأرض و انقلوها و هي للحين ما فاقت
ياسر بعد صمت= لينا حنا ذاك اليوم كنا مسافرين قبله بشهر و ماندري كيف صار اللي صار..و قبله وش صار..حتى بعد كذا ما تدرين وش اللي شافته و لا سمعته..الموضوع مو بهالبساطه..و دامها ما تكلمت هي من نفسها عنه..فأكيد الموضوع أكبر من اللي نتصوره و لا تعرفين كيف أثر عليها
لينا= بس أنا كنت أبي اساعدها
ياسر= عارف يا لينا إن قصدك كان خير..و أنا ما ألومك..كلنا ما نبي لحياة هالوضع أكيد و نتمنى لها الراحه و الخير
لينا تصيح= خايفه عليها
ياسر= إن شاء الله تكون بخير

لكن هو نفسه كان قلق عليها...و يتمنى يعرف وش تحس فيه...وش اللي بداخلها تذكره من ذيك الأيام...

بعد نص ساعه...وصلوا للمستشفى...و سألوا عنها...
و دخلت لينا لغرفتها...و ياسر وقف ينتظرها برا...لكنه ما كان متطمن وهو يشوفها بقسم الأعصاب...

لمح أبوفايز...حس إنه قد شافه قبل...و بعد ما تذكره تقدم منه...و سلم عليه...لكن أبوفايز ما عرفه...

ياسر= ما عرفتني يا عم
أبوفايز= لا والله يا ولدي ما عرفتك
ياسر= أنا ياسر حمد الـ.... جار ...
أبوفايز يقاطعه بعد ماتبدلت ملامحه للضيق= ايه..عسى ما شر ليه جاي للمستشفى؟
ياسر= لا بس أختي جايه تزور صديقتها....

قطع كلامه...يوم شاف لينا طالعه و تدور عليه...

ياسر= معليش يا عم..لازم اروح أختي طلعت

انتبه ياسر لأبوفايز اللي بان عليه القهر و الصدمه وهو يشوف لينا طالعه من عند حياة...ولاحظ بعد الضيقه اللي غطت وجهه من يوم عرفه بنفسه..و راح للينا...

مروا من عند أبوفايز...اللي سمع لينا و هي تتكلم عن حياة...و نفخ بقهر...(على كثر البنات مالقت تصادق إلا بنت حمد..ناس تعرف باللي سواه أبوها..والله البنت ما تستحي مثل أبوها)

••

••

••

في السياره...سكت ياسر لين تهدأ لينا...لكنه كان يبي يعرف وش قصة الإنهيار العصبي اللي تقول عنه...

ياسر= خلاص يا لينا..مو تقولين أم فايز تقول إن الدكتوره طمنتها عليها
لينا= ولو كل اللي صار لها بسببي..ليتني ما تكلمت
ياسر= الله يقومها بالسلامه

لينا بعد صمت= تدري..سألت أم فايز عن أبوحياة
ياسر بترقب= وش قالت؟
لينا بحزن= تقول إنه بالصحه النفسيه من ذاك اليوم
ياسر انصدم= انجـــن!
لينا= ايه..بس ما أحد يعرف كيف حالته بالضبط..من سنين ما أحد يزوره غير أبوفايز بس..و هذا عشان أمه توفت و هي توصيه ما يقطع فيه أبدا.......تقول إن من ذاك اليوم ما أحد يتجرأ يسأل عنه أبوهم..حتى حياة نافيه ذكره من حياته و لا احد يكلمها عنه...و طلبت مني ما اجيب طاريه عندها أبدا

سكت ياسر متأثر باللي سمعه عن إبراهيم...و اكثر ضايق من الحال اللي فيه حياة اللحين...و اللي كبرت و هي فيه...


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


طلعت رحيل من غرفتها...لكنها قبل تدخل الصاله...وقفت و هي تسمع إسمها...

مها= اريح إنها ما وافقت..والله ضاق خاطري يوم قال لها أبوي تروح معنا
بدور= بس مو زين جلستها كذا لحالها..مادري كيف ما تختنق
مها= و هي مين يتحملها غير نفسها..لو كانت تطلع معنا مثل الناس تسولف و تضحك و توسع صدرها..كان أنا أول وحده أصر عليها تجي معنا..لكن ليه تجي تطلع عقدها علينا؟ خليها كذا مرتاحه و مريحه

رجعت رحيل لغرفتها...و هي تعيد في بالها كلام مها اللي سمعته...
للحظه كانت بتدخل و تمسك مها بين يديها و تطلع حرتها فيها...لكنها تراجعت...و بقهر رددت كلام مها...(لو تطلع مثل الناس كان أنا أول وحده أصر عليها.....مالت عليك..وش دعوه أنا ميته عليك و منتظره رأيك)


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


رجعت وفاء من كليتها...و استغربت و هي تشوف سيارة أبوها مو موجوده كالعاده...
دخلت البيت...و شافت ولاء لحالها في الصاله...و آثار الدموع على خدها...و عيونها حمراء...

وفاء بقلق= ولاء وش فيه؟
ولاء تصيح= حياة تعبت في الكليه و نقلوها للمستشفى
وفاء تشهق= وش فيها؟
ولاء= إنهيار عصبي
وفاء بصدمه= إنهيار؟ ليه؟
ولاء= مادري؟ أمي و أبوي راحوا لها..و قبل شوي دقيت على أمي و قالت لي...بس هي للحين ما فاقت..و لا عرفوا وش السبب؟
وفاء برجاء= الله يقومها بالسلامه
ولاء= وش الشي اللي يخليها تنهار كذا؟ اليوم الصبح ما كان فيها شي
وفاء= الله يستر

سرحت وفاء...و هي شاكه بالسبب الوحيد اللي ممكن يخلي حياة تفقد أعصابها...بس مين جاب لها هالسالفه...

راحت وفاء تبدل ملابسها...و كل تفكيرها مشغول بحياة...
و بعد ما خلصت نزلت عند ولاء...و شافوا أبوهم يدخل عندهم...و معه فايز اللي شايل أكياس الغداء اللي مالحقت أمهم تطبخه...

أبوفايز= حطوا غدانا
وفاء= يبه كيف حال حياة اللحين؟
أبوفايز= للحين ما صحت و أمك جلست مرافقه معها


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


العصر/ طلعت رجوى متروشه...و شافت قمر و شهد في الصاله...
التفتوا عليها...و شافوها لابسه بنطلون جنز و تي شيرت من لبس مشعل...

رجوى= ليه ما غسلتوا ملابسي..مالقيت شي البسه
قمر= الله و اللبس اللي عندك كلها ثلاث لبسات
رجوى= نعمه..لا تتحججين و قومي غسلي الملابس
قمر= لاااا رجوى اقول لأمي تغسلهن
رجوى= أمك صارت اخطبوط من كثر ما تشتغل في كل شي بهالبيت..روحي أنتي.......وش هالصوت؟
شهد تسمع= بسمه تصيح

لحظات و دخلت عندهم بسمه جايه من الشارع...و ركضت لرجوى...

بسمه تصيح= رجوووى..شوفي..رائد...ضربني و شد شعري
رجوى بقهر= النجس الطفس..عساها يده للبرص و الحساسيه و الشلل
بسمه تمسح دموعها= و يتريق علينا و يقول أبوكم فقير و بس تشحدون من الجيران

رجوى توقف..و تروح عند الدرج تنادي فيصل و بدر اللي كانوا يلعبون في السطح...

رجوى تصررخ= بــــــدر..فيصـــل تعالواااا.....صمخ كلااااب ليه مااا تردون؟؟

نزلوا يركضون...

بدر= نعم
رجوى= تروح تجيب لي رائد..تسحبه من شوشته..و ما أعد للخمسين إلا وهو قدامي..يله..و أنت روح معه

نزلوا يركضون...و هي نزلت معهم...

••

••

••

في الصاله...رجعت قمر بحماس...

قمر= شهووده تعالي بسرعه..فيه هوشه بتصير

نزلوا مع الدرج يركضون...و وقفوا عند رجوى و بسمه اللي كانوا واقفين عند باب الشارع...
و بعد عشر دقائق دخل فيصل و بدر اللي ما سكين رائد...اللي كان تقريبا بعمرهم...
و أول ما شاف رجوى حاول ينفلت منهم...لكنه ما قدر...و مسكته مع ياقة ثوبه...

رجوى= ليه ماد يدك على بسمه؟ وش على بالك؟ ما وراها أهل؟ ما وراها إخوان؟ ما وراها رجوى؟
رائد بخوف= هي مدت لسانها علي
رجوى تجيبه و توديه= و إذا مدت لسانها عليك؟ خير يا طير؟ نقص فيك عظم يا مال الكسر؟ نقصت فيك شعره يا مال الصلع؟
رائد بيصيح= خلاص آسف
رجوى بطريقه مسرحيه= هاهاها لو كان الأسف يفعل شيئا..لما وجد القانون إذا؟
قمر تضحك= هههه والله فادتك مسلسلات الأكشن
رجوى تبتسم لها= وش رأيك؟
قمر= والله تنفعين رئيسة مافيا
رجوى= نفكر فيها....نرجع لك يا تيس...وش أسوي فيك؟
رائد= خلاص والله ما ألمسها مره ثانيه
رجوى= هذا شي غصب عنك بيصير مو بكيفك و لا بخاطرك
رائد بملل= خلاص وش تبين أسوي بس لا تضربيني..تبين فلوس؟ معي عشرين اخذيها

حاول يطلعها من جيبه و شافت مسباحه...اللي دخله بسرعه وهو يطالعها...

رجوى= وش هذا؟ طلعه
رائد برجاء= لاااا هاذي هديه من جدي
رجوى= و جدك مات؟
رائد بإستغراب= لا
رجوى= خلاص بيجيبلك غيره..جيبه
رائد= وش تبين فيه؟
رجوى= كذا لعااانه
رائد= لا خوذي العشرين و اتركيه
رجوى= بدر..طلعه من جيبه

طلعه بدر بالغصب...بعد ما تعارك معه...و مده لرجوى...و البنات يتفرجون و يضحكون...

رجوى= قمر أذكر إنك قويه
قمر= أفا عليك..اعجبك أنا
رجوى تمد لها= اقطعيه
رائد يصرخ= لاااا

حطت قمر كل حيلها فيه...و قطعته...و انتثرت حباته في كل مكان...

رجوى تفك رائد و تصفق= انتهــــى العـــرض
بسمه تمد لسانها= تستاهل

و طلع رائد بسرعه وهو يصيح...

رجوى تضحك= والله لو هدية جده فيها خير كان ما نقطعت بسرررعه
قمر= هههه مشكله اللي يدورون الرخص
رجوى= هيا يا أفراد العصابه..انتهت المهمه

طلعوا فوق...و أول ما دخلوا الصاله...سمعوا التليفون يدق...

رجوى تركض للتليفون= نعم
أم رائد= أنتي ما تستحين على وجهك؟ والله.....
رجوى تقاطعها= أقووول لا ينطلق فيك عرق و يبتلشون فيك..ما يسوى تيتمين هالبزران اللي ما لحقتي تربينهم
أم رائد= إن مديتي يدك عليه مره ثانيه....
رجوى تتثاوب= جت حزة نومنا بكره دقي كملي

و سكرت في وجهها...و هي تضحك...

قمر= أكيد أم رائد؟
رجوى= ايه..تصايح على ولدها و حنا بس قاطعين مسباحه..أجل لو قاطعين يده وش سوت؟
شهد= الناس تحب عيالها على بالك كل العالم مثلنا؟
بسمه= صح رجوى..ليه حنا أمي و أبوي ما يحبوننا و يدلعوننا
رجوى تطالع شهد= زين كذا قلبتي مواجع الطفله! اسمعي بسومتي ترى البنات المدلعات مملات و حياتهم ما فيها أكشن مثلنا..شوفينا حنا ما شاء الله..الله لا يغير علينا..يوم جوع..و يوم هوشه..و يوم مضروبين..و يوم متهزأين.....وش تبين احسن من كذا؟ كوكتيل أحداث..فيه أحد مثلنا؟ كل الناس تصبح و تمسي على شي واحد
بسمه تبتسم= صح
رجوى بهمس لقمر= صدقت الخبله


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


بعد العصر/ فتحت حياة عيونها بتعب...تستوعب هي وين...كانت تحس بصداع في راسها...و حيلها كله مهدود...كانت مثل المخدره...
و هم بالفعل كانوا معطينها مهديء عشان ترتاح...

التفتت وشافت مرة عمها نايمه على الكرسي اللي بالغرفه...

غمضت عيونها بحزن و كآبه...و هي تتذكر اللي صار و كلام لينا...
نزلت دمعه من عيونها...و مسحتها...شافت شنطتها جنبها...و مدت يدها بتعب...اخذتها و ارسلت للينا...لأنها تدري هي اللحين بأي حال...بسبب اللي صار لها...


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


طلعت مها من غرفتها...و هي شايله عبايتها...و تكلم وداد...

مها= خلاص كلها عشر دقايق و طالعين من البيت
وداد= و رحيل معكم؟ غريبه ما علقتي على جيتها!
مها= لأنها مو جايه
وداد= ليه؟
مها= تقول ما تحب تطلع من البيت
وداد= بس هي تروح لجدتها
مها= إيه هاذي جدتها مو حنا اللي ما تطيقنا
وداد= و خالي وش قال؟
مها= تعرفين أبوي على كثر ما تسوي..ما عمره غصبها على شي
وداد= خساره أمي كانت متحمسه لجيتها
مها= و أنتي؟
وداد= والله ما أدري؟ من اللي اذكره..و اللي اسمعه منك عنها..احس ما صرت ارتاح اجلس معها
مها= يله وداد بأسكر اللحين..عشان البس عبايتي..أشوفك
وداد= مع السلامه
مها= مع السلامه

دخلت عند أهلها في الصاله...

أم أحمد= وينك تأخرتي؟
بدور تضحك= لازم تتكشخ

لبست مها عبايتها و هي تتوعد بنظراتها بدور...اللي تعرف وش تلمح عليه...
أول ما طلعوا من الصاله...شافوا رحيل نازله...و لابسه تنوره سوداء...مع بلوزه سوداء خفيفه...و جامعه شعرها كعادته...
و اللي صدم مها...العبايه اللي كانت بيدها...

أبوأحمد بفرح= بتروحين معنا؟
رحيل= ايه
أبوأحمد= حياك يا بنتي

طالعت رحيل الباقين...اللي للحين باينه عليهم الصدمه...
و ركزت نظرتها على مها اللي كانت تطالعه بخيبه...و قهر...و ابتسمت بغرور...

أما مها...فكانت للحين مصدومه من روحتها...و ضاق خلقها...(أكيد سمعتني و أنا اكلم وداد..نزلت بعدي على طول)

••

••

••

طلعت وداد من غرفتها بعد ما كلمت مها...و شافت سعود يطلع من غرفته...

وداد= مادري وش بأقول لأمي..رحيل ما رضت تجي معم
سعود بصدمه= ليــه؟
وداد= تقول ما تحب تطلع من البيت..مادري مين اللي كل أسبوع يروح لجدته

تركته و نزلت...وهو يفكر برحيل...(لهالدرجه يا رحيل؟)


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


كانت ولاء و وفاء جالسين في الصاله و مجهزين القهوه...لأن أبوهم بيصحى و يتقهوى قبل يطلع...

وفاء= دقيت على أمي
ولاء بلهفه= وش أخبار حياة؟ صحت؟ خلينا نكلمها
وفاء= أمي تقول لا..عطوها مهديء و يمكن ما تصحى اللحين
ولاء= ما قالت متى بيطلعونها؟
وفاء= لا..تقول الدكتوره بتمرهم بعد شوي و بتسألها
ولاء= مادري وش فيها حياة! أحيانا احسها إنسانه عاديه و عايشه حياتها بس أحيانا مادري وش يصير فيها تنقلب فوق تحت

قطعت كلامها و هي تشوف أبوها ينزل...جلس عندهم يتقهوى...

أبوفايز= وين فايز؟
وفاء= راح عند عماد ولد جيراننا
أبوفايز يقوم= أنا بأروح للمستشفى..فيه شي محتاجته أمكم؟
وفاء تقوم و تعطيه الكيس= ايه دقيت عليها و طلبت مني هالأغراض

ولاء برجاء= يبه بأروح معك أشوفها
أبوفايز= ما يحتاج تلقينهم بيطلعونها..مو ضروري تروحون و تجون في هالمستشفى

تركهم و طلع...و ولاء تطالعه بقهر...و حزن...


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


دخل ياسر لغرفة لينا...و شافها على جلستها الظهر...لا نامت...و لا أكلت...و لا تحركت...

ياسر= لينا انزلي كولي لك شي..اللي تسوينه ماراح يرد اللي صار
لينا= .......
ياسر= لينا
لينا تمسح دموعها= تكفى ياسر اتركني على راحتي..والله مالي نفس آكل أو اتكلم

سمعت صوت المسج اللي جاها...و لا اهتمت...لكن شي خلاها تطالعه بإهتمام...و تقوم تآخذه...
فتحته و قرته...[لينا لا تخافين علي أنا بخير..بس دايخه و بأنام أول ما صحى بأكلمك]

جلست تصيح...و ياسر خاف و قرب عندها...

ياسر بقلق= لينا وش فيك؟
لينا تعطيه الجوال= ......
ياسر بعد ما قراه= زين الحمدلله هاذي هي بخير
لينا= شوف كيف و هي تعبانه فكرت فيني و بضيقتي..و أنا حسيت إني بكلامي ضايقتها بس ما اهتميت و كملت
ياسر= لينا أنتي كلمتيها عشان خوفك عليها..و تتمنين لها الراحه..يعني ما اخطيتي
لينا= ماراح أفتح لها هالطاري أبدا..هي تبي تنساهم و معذوره بهالشي..هم ما اهتموا فيها حتى يوم كانوا معها..طول عمرها تحسبنا حنا أهلها..و بنكون لها الأهل


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


دخلوا لبيت أم سعود...و قبل يدخلون...شافوا سعود يطلع من المدخل...

انحرج يرجع بعد ما شافهم...و وقف يسلم عليهم...

أم أحمد= هلا سعود..وش أخبارك؟
سعود= الحمدلله بخير..وش أخبارك خالتي أم أحمد

وقفوا يتبادلون السلام...هو...و البنات...و أحمد...
و رحيل واقفه بصمت...تطالعه بإستغراب...(هذا سعود!!)

من سنين ما شافته...كانت تسمعهم يتكلمون عنه...و لا اهتمت...بس و هي تشوفه قدامها كان شعورها غير...شعور غريب...خلى قلبها يدق بقوه...
تتذكر نظراته الحانيه لها و هي صغيره...إهتمامه فيها و عطفه...هو الوحيد اللي نجى من مشاعرها الحاقده...و الكارهه...
صح ما كانت تعطيه وجه...و تكلمه مثل غيره بجفاء...
لكن بينها و بين نفسها...عجزت تكرهه مثلهم...
انتبهت لأسمها على لسانه...و طلعت من أفكارها...

سعود= ليه ما جت معكم رحيل عسى ما شر؟
أم أحمد= لا هاذي هي جايه معنا

أشرت له أم أحمد عليها...وهو انصدم بوجودها...توه ينتبه إنهم كانوا ثلاث بنات...
طالع ناحيتها بإرتباك...

سعود= أهلين رحيل..وش أخبارك؟

كان متلهف يسمع صوتها...ما يدري ليه...

رحيل ببرود= بخير

ابتسم سعود وهو يتذكر نفس نبرة الجفاء اللي بصوتها من سنين ما تغيرت...

سعود انتبه انه طول عليهم= حياكم تفضلوا

بعد عن الباب...و دخلوا...وهو واقف يفكر بإستغراب...(مو يقولون ماراح تجي!)
انتبه لأحمد اللي واقف معه...و سأله...

سعود= رحيل مو كانت ماراح تجي؟
أحمد= امس قالت ماتبي واليوم قبل نطلع نزلت و قالت لا بأروح

ابتسم سعود...(وش خلاها تغير رأيها....المهم إنها جت..إن شاءالله تكون بدايه تقرب منها لأهلها)

••

••

••

دخلوا للصاله...و تفاجأت وداد و أمها بحضور رحيل...
سلموا عليهم و جلسوا...و بعد لحظات قامت وداد تجيب القهوه...و قامت معها مها...

وداد= مو قلتي ماراح تجي؟
مها= مادري ليه غيرت رأيها
وداد= يمكن ما حبت تزعل خالي
مها= ضحكتيني! رحيل آخر همها زعل أبوي
وداد= أجل ليه جت؟
مها= يمكن ملت..أو جايه تطلع شرها عليكم بعد ما ملت مننا
وداد= حرام عليك!
مها= زين إنها جت عشان تشوفين اللي أقولك و ما تصدقينه

أخذت وداد القهوه و رجعت لهم...
و الكل كان يسولف...و يضحك...و رحيل جالسه بصمت...و تطالعهم بغرور...و لا تتكلم إلى إذا احد وجه لها سؤال...و تجاوب بطريقه بارده...و بإختصار...ما تشجع الواحد يرجع يسالها مره ثانيه...

مها بهمس= شفتي كيف مالها خلق علينا..مادري ليه جايه؟ خربت جلستنا
وداد= اسكتي لا تسمعك....يمكن تستحي..لأنها من زمان ما شافتنا
مها= ما أظن
وداد= وش رأيك نطلع أنا و أنتي معها للحديقه..عشان تسولف على راحتها
مها= أنا مابي..بس عشانك بأوافق
وداد= رحيل..تعالي نطلع للحديقه

طالعت رحيل مها...و هي تشوف نظرات الضيق بعيونها...

رحيل= يله

قاموا مع بدور بعد...و طلعوا جلسوا في الحديقه يسولفون...لكن رحيل كانت سرحانه و مو يمهم...

وداد= وين سرحانه يا رحيل؟
رحيل= ليه تسألين!
وداد= لا بس شفتك مو معنا
رحيل= ما أعتقد تتكلمون عن شي أعرفه..عشان اتكلم فيه
وداد بإعتذار= معليش بس أنا تذكرت سالفة صديقة مها و قلت باشوف وش صار عليها

بعدها سكت الكل...وداد كانت تبي تتكلم معها...لكنها ما كانت تعرف وش تقول...
رحيل ما تهتم لشي...ما تروح لمكان...و لا تعرف أحد...وش بتتكلم عنه...زياده على كذا طبعها الجاف...و طريقة كلامها اللي تحرجهم فيها...(صح جدتها و بنات خالتها)

وداد= وش أخبار بنات خالتك؟
رحيل تطالعها بإستخفاف= بخير
وداد= وش يدرسون؟
رحيل ببرود= يدرسون اللي يدرسونه وش بيفيدك فيه تعرفين؟

وداد انحرجت...و مها طالعت بدور بقهر و هي تكتم غيضها...

وداد= لا...بس كنت
رحيل توقف= لا تكلفين على نفسك و تتغصبين الكلام..أنا رايحه عشان اريحك..(تطالع بدور و مها) و اريح اللي من جلست و هم مو قادرين يتنفسون من الضيق

تركتهم و راحت...

مها= احسن
وداد= ما عرفت وش أقول لها! مادري وش تحب تتكلم عنه..قلت اسألها عن أهلها! وش اخطيت فيه؟
بدور= لا تتضايقين..هذا طبع رحيل..تجلس تنرفزك لين تغلطين و إذا اخطيتي حسستك بتأنيب الضمير و راحت
مها= صادقه بدور من يوم جلسنا و هي قالبه ملامحها و ساكته..و لا حاولت تتكلم معنا..و اللحين مسويه فيها مظلومه..الله اعلم مين اللي مغصوب على الكلام و الجلسه مادري ليه مكلفه على نفسها و جايه!

••

••

••

دخلت رحيل للمطبخ و جلست هناك...(ليتني ما جيت)

ما تدري كم مر من الوقت و هي جالسه لحالها...مو عارفه وين تروح...
طلعت من المطبخ...بتروح للصاله...لكنها وقفت بصدمه و هي تشوف سعود ينزل من الدرج...
و قبل ترجع...رفع راسه و شافها...
كانت لحظه و اختفت من قدامه بسرعه...وهو واقف للحين يطالع مكانها...و قلبه يدق بسرعه...
يراجع في باله ملامحها الفاتنه...جمالها اللي زاد عن اللي يذكره...
كانت صوره للحسن...كامله بكل شي...

ابتسم و طلع بسرعه قبل يشوف احد ثاني...لكن ملامحها ظلت في باله طول الوقت...


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


في المستشفى...وصل أبوفايز لغرفة حياة...و شافها للحين نايمه...و شاف أم فايز اللي أول ما شافته قامت له و أخذت الكيس منه...

أبوفايز= ما صحت؟
أم فايز= صحت شوي و كلمتها الدكتوره بس رجعت تنام
أبوفايز= الدكتوره وش قالت؟
أم فايز= طلبت إذا جيت تمر على مكتبها..و اسألها عن حياة يوم مرت ما قالت لي شي

تركها أبوفايز و راح لمكتب الدكتوره...

د:ريهام= إنتا ولي أمر المريضه حياة؟
أبوفايز= ايه
د:ريهام= إنتا والدها؟
أبوفايز= لا عمها..و ولي أمرها
د: ريهام= يعني هي مسئوله منك؟
أبوفايز بملل= ايه..وش فيها؟ ليه هالأسئله؟
د:ريهام= أنا أولت إلكم إن البنت عندها إنهيار عصبي..و ده أكيد بسبب إحباط أو صدمه عندها أثر على أعصابها و خلاها تفأد وعيها...المره دي قات سليمه بس أنا خايفه يأثر عليها..عشان كده لازم تشوف دكتور نفسي يعرف ايه هيا أسباب الكآبه و الحزن اللي هيا فيه
أبوفايز بعصبيه= البنت ما فيها إلا الخير..و لا نبي دكتور نفسي و لا هالخرابيط
د:ريهام= بس لو سمحت أنا كنت بأول يكلمها الدكتور....
أبوفايز يقاطعها= قلت لك بنتنا مو مجنونه..متى بتطلعونها؟
د: ريهام تتنهد بغيض= أنا كتبت لها على مهديء تآخدوه..و مدام مش راضي على الدكتور النفسي ياليت إنتم تحاولوا تبعدوها عن الزعل و تحاولوا تهتموا فيها و تحسسوها بالعطف و الحنان
أبوفايز ما قتنع= زين متى تطلع؟
د:ريهام= أنا حاكتبلها على خروق بكره إن شاء الله

تركها أبوفايز و راح...(هذا اللي ناقص؟ دكتور نفسي..و مين بيآخذها لو سمع إنها مجنونه..ما يكفي ابوها..باتحملها هي بعد)

راح لأم فايز و قال لها إنه بتطلع بكره...و تركهم و طلع...


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


بعد ساعات مرت على رحيل كأنها دهر...جاء وقت العشاء...و ارتاحت لأنها قربت رجعتهم للبيت...
هناك تجلس بغرفتها...و وحدتها...اريح لها...و بكره تروح لجدتها...

و بعد العشاء اختفت وداد و مها...لين قالت أم أحمد لهناء تروح تنادي مها عشان يروحون...
و جت مها...و انصدمت باللي سمعته...حتى وداد بعد فاجأها هالشي...

أم سعود= رحيل بتنام عندنا هالليله
وداد= حلو..و أنتي بعد مها نامي عندنا
أم أحمد= لا مها عندها دوام بكره

سكتت مها...صح ما كانت تبي تجلس تقابل رحيل...بس بعد ما ارتاحت لجلستها هنا مع وداد...و سعود...ما تدري ليه متضايقه من يوم تكلم معها...و النظره اللي بانت بعيونه...و الابتسامه اللي انرسمت على ملامحه...

طلعت مع اهلها...و أول ما ركبت السياره...

مها بهمس= وش طرأ عليها تجلس؟
بدور= عمتي قالت لها..دامها ما تدرس و تمل في البيت لحالها تجي تغير جو عندهم..ولو تنام عندهم أحيانا..و هي سكتت شوي..بعدين قالت إنها بتنام هالليله عندهم و بكره يودونها لجدتها
مها بقهر= على أساس منبسطه من اليوم عشان اللحين تجلس عندهم
بدور= أنا بعد استغربت

••

••

••

دخل سعود للصاله...و شاف أمه لحالها...

سعود= وينها وداد؟ نامت؟
أم سعود= لا طلعت مع رحيل للغرفه
سعود بإستغراب= رحيل!
أم سعود= ايه قلت لها دام ما عندها دوام تنام عندنا و وافقت
سعود= زين

سكت سعود...وهو يتذكر اللي سمعه منهم عنها...و اللي يناقضه تصرفاتها اللحين...قالوا ما تبيهم و هذا هي جت عندهم...و قالوا ما تحبهم لكنها جلست عندهم...
لكن وهو يتذكر ملامحها من جديد...(معقوله يكون اللي قالوه كذب..و غيرة بنات من بعض)
و قرر يتكلم مع أمه...و يشوف وش تقول عنها...

سعود= وش أخبارها رحيل معهم اللحين؟
أم سعود= والله مادري..هالبنت غريبه..ساكته و منعزله..و تحسها تشكك بكل شي تسمعه..احس ما فيه بينها و بين أهل خالك أي كلام أو اهتمام
سعود= كيف و هي عايشه معهم؟
أم سعود= هي طبعها جاف و لسانها حاد..و فوق كل هذا عازله نفسها عن الناس..طول جلستها معنا ما تكلمت إلا إذا سألها أحد
سعود= غريبه أجل ليه رضت تجلس عندنا
أم سعود= أنا قلت لها كذا..ما توقعتها توافق..بس رضت..حتى أنا استغربت

دخلت عندهم وداد...

أم سعود= وين رحيل؟
وداد تجلس بإحباط= تقول بتنام ما تعودت تسهر
أم سعود= صح خالتك أم أحمد تقول تنام بدري
وداد= ايه بس ما رضت تآخذ من عندي بيجاما نامت بلبسها! و يوم قلت لها بأغيب عندها بكره قالت لا روحي لجامعتك مو ضروري تجلسين
سعود= يمكن ما تبي تعطلك عن دراستك
وداد= ما أظن..حتى كانت تكلمني من غير نفس..مادري ليه جالسه و هي ما تبيني! والله معذوره فيها مها مغروه و شايفه نفسها
أم سعود= خلاص اسكتي..و بكيفك بكره روحي لجامعتك بس لا رجعتي تكلمي معها و لا تضايقينها..مو نجلسها عندنا عشان نضايقها و هي العصر بتروح لجدتها

قام سعود عنهم...و هم يتكلمون عنها...
طلع على الدرج وهو يفكر...(تصرفاتك مثل ما هي يا رحيل..دائما غريبه و مو مفهومه!)


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


صحت حياة...و شافت أم فايز نايمه و الدنيا ليل...تنهدت بضيق و هي تحس إن الكون كله ضايق فيها...
اليوم إحساسها يشبه إحساسها ذاك اليوم...نفس الوجع اللي بقلبها...نفس الثقل اللي بصدرها مو مخليها تتنفس براحه....

حست إنها مخنوقه...راحت عند الشباك الكبير اللي مفتوح على حديقة المستشفى و بهالوقت كانت فاضيه من أي أحد و فتحته...و جلست على طرفه...تنفست براحه و هي تحس بالهواء الدافي اللي يضرب وجهها...و يطير خصل شعرها...رفعت رجلينها لحافة الشباك و ضمتهن بيديها...و سندت ذقنها على ركبها...و تفكيرها راح لبعيد...لحياة تتمنى تنساها...لكن مستحيل تنسى...

تذكرت صوت أبوها الهامس...كلامه اللي تعدى حدود الأدب...
مكالماته لعشيقاته...خوياته مثل ما كان يقول...
كلها كانت تسمعها من يوم كانت صغيره...فتح عيونها على أشياء اللي بعمرها ما كانوا يعرفون بوجودها...
و هي طفله صغيره...كل صديقاتها كان همهم اللعب...و الضحك...و هي دائما كان كلها خوف إن أبوها يروح عنها و عن أمها مع وحده من هاللي يكلمهم...كلها كره و ضيق من الكلام اللي تسمعه منه...

و كبرت بعمرها سنين...

وهو مثل ما كان...لا مل و لا تعدل...و كأن الخيانه كانت تمشي بدمه...
صارت مراهقه...تفهم كل اللي يقوله...تفهم معنى كلامه القذر...تفهم وش اللي يبي من هاللي يكلمهن...
صح ما صار يتكلم قدامها...لكنها هي كانت تتسمع على كل مكالماته الليليه...و القهر يملاها...و هي تشوف أمها كيف فانيه روحها عشانه...كيف تموت عليه...كيف تهتم بكل شي يخصه...وهو بالمقابل يجازيها بهالشكل...

و زاد حال أبوها سؤ...صار الكل يشوف و يلاحظ أخلاقه...الكل يتكلم عن إنحطاطه...لدرجة إنه وصل فيه الحال...حتى الخدامات صاروا يجذبونه...أكثر من مره شافته ينتظر خدامة الجيران في حوشهم...

صارت تكرهه...صارت تحقد عليه...و تنقرف حتى إنه يلمسها...
و اللي زاد من قهرها سمعته اللي تشوهت قدام الجيران...
كل هذا و أمها مو داريه باللي يصير حواليها...و لا تصدق اللي تسمعه عنه...كانوا جاراتها يأكدون لها إنهم شافوه بعيونهم مع حريم...و هي تكذبهم...
كانت تصدقه هو وبس...مع إن الأدله اللي كان يقولها لها...و حججه اللي يدافع فيها عن نفسه...كانت ما تقنع حتى حياة و هي بذاك العمر...

لكن أمها كانت تحبه...كانت تموت فيه...لدرجة إنها أهملتها هي و اهتمت فيه هو..هو و بس...

كان كل تركيزها...و أفكارها بذاك اليوم...اللي مهما حاولت تمحيه من خيالها...
إلا إن كل دقيقه فيه راسخه بكل تفكيرها...ذاك اليوم اللي انتهى فيه كل شي...
انتهى القهر...
انتهى العذاب...
و انتهت حياتهم...
ارتجفت و هي ترجع بتفاصيل ذيك الليله...اللي كأنها صارت أمس...الليله اللي جلست فيها مع أمها لحالهم في البيت...و أبوها سهران مع شلته مثل ما يقولهم كل ليله...

لكن هالليله كانت غير...كانت النهايه...

ما جاء أبوها مثل كل ليله بعد الفجر...المره هاذي طلع الصبح وهو ما جاء...و أمها صارت مثل المجنونه خايفه عليه...

كل اللي وصل لهم منه...بعد خوف أمها عليه...و قلقها...و دموعها...
صوت عمها الغاضب وهو يكلمهم...و يقول لأمها إنه انمسك في بيت وحده...
الفضيحه كانت كبيره على عمها...و الصدمه أكبر على أمها...

صدمه كلفتها حياتها...

نزلت دموعها تصب و هي تتذكر...كيف أغمى عليها بين يدينها...بعد ما كانت تصرخ بكل قوتها مثل المجنونه...و هي تردد...(تكذبون..تكذبون...ابراهيم لا يمكن يسوي كذا...ابراهيم يحبني)

لآخر عمرها و هي مصدقه كذبه...لكن هالمره كانت مصدقته بس بعنادها...لكن قلبها ما تحمل اللي عرفه...و ماتت بسكته قلبيه...
ماتت بعد ما عرفت إن الحلم اللي كانت عايشته كله كذب...و وهم...
ماتت و لا اهتمت إنها تركتها لحالها...
ماتت بعد ماراح اللي كانت تعيش لأجله...

وهو أخذ جزاه...لكنه كان أقل من اللي كانت تتمناه هي له...

مع إنه من سنين مرمي بالصحه النفسيه...إلا إنها استكثرت عليه الجنون...
كانت تتمنى يحس بكل اللي سواه...يحس بعمرها اللي قتله بأوله...يحس بقهرها اللي كانت تعيشه كل لحظه...يحس بالغربه...و الخوف...و الوحده...
كانت تتمنى له العقاب اللي يستحقه...بس فقدان عقله رحمه من كل هذا...
رحمه حتى من عذاب ضميره...من عذاب الإحساس...من العقاب...

صارت تهمس بصوت منكسر...مقهور...(كيف تركتيني عشانه؟ ليه كنتي تحبينه أكثر مني؟ مع كل اللي كان يسويه! مع كل اللي كان يسويه!.....ليه تصدقينه؟ ليه تحبينه؟ ليه ترخصين العمر..و ترخصيني بس عشانه)

غمضت عيونها بقوه...تبي تطلع من ذيك السنين لحاضرها...تتمنى لو ما تتذكرهم و كأنهم ما مروا بحياتها أبدا...
اكتفت من هالعذاب...و ما عندها أي إستعداد تعيش عمرها تذكرهم...أو تحزن عليهم...

فتحت عيونها و هي تتنهد بأسى...و مسحت دمعه نزلت منها بقوه...و قهر...(لااا ماراح أصيح..لا عليك و لا عليه)

و قامت من عند الشباك و سكرته...راحت تتوضأ عشان تصلي...و ترتاح من هالضيق اللي بصدرها...و فتحت القرآن اللي حست بأم فايز تقرأ لها فيه من كم ساعه...
و صارت تقرأ بهدؤ...و دموعها تنزل بصمت...

••

••

••

عند شباكه...واقف للحين يطالع الشباك اللي اختفت منه...من لحظات...
كانت واقفه قباله...قريب منه...لدرجة إنه ميز ملامحها الرقيقه و الجميله...مركز مع كل تنهيده طالعه منها...مع كل دمعه...مع كل نسمة هواء تلعب بشعرها...
بس هي كانت بعالم ثاني و الدليل إنها ما انتبهت له...
غمض عيونه يتذكر ملامحها...عيونها الحزينه..نظراتها الشارده..دموعها اللي ما وقفت لحظه...حس إنها لحظة حزن عاصفه مرت فيها...
فستانها الأبيض...هدؤها...و شعرها اللي تلعب فيه الهواء...كانت لوحه حسن و حزن قدامه...
طالع الشباك بلهفه...كله أمل لو ترجع تطل مره ثانيه...
انتظر...و انتظر...و انتظر...
لين شاف النور يتسكر...(نامت حورية الليل)

ضحك على نفسه وهو يعد الغرف...لين يعرف هي بأي غرفه...(هي بقسم الأعصاب؟؟ وش فيها؟)


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••

 
 

 

عرض البوم صور جرحها كايد   رد مع اقتباس
قديم 09-05-11, 03:40 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 158697
المشاركات: 510
الجنس أنثى
معدل التقييم: جرحها كايد عضو على طريق الابداعجرحها كايد عضو على طريق الابداعجرحها كايد عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 210

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جرحها كايد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جرحها كايد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

.•.°.•?•N|[?الــبــــارتـ الــــرابـــعـــ ?]|N•?.•.°.•.


•• مــن بـكـــره/ يوم الأربعاء ••


صحت رحيل أول ما سمعت الآذان...صلت و رجعت تنام قبل تصحى وداد...اللي أول ما صحت راحت لها...

وداد= رحيل...قومي صلي الفجر
رحيل من تحت غطاها= صليت لا تزعجيني

تركتها وداد...و هي تتأكد للمره الألف إن كلام مها عن رحيل كله صح...هي تكرههم و لا تطيقهم...بس اللي ما عرفته...ليه جلست عندهم...


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


دخلت رجوى الفصل...و الحصه الأولى بدت من عشر دقايق...
طقت الباب و هي تشوف ملامح أستاذة الأدب تنعفس...

الأستاذه= بدري آنسه رجوى! وين كنتي؟
رجوى= توي جايه..متأخره..و مريت الإداره
الأستاذه= وش قالوا لك؟
رجوى بملل= وسيلة التعذيب المستهلكه اوقفي الحصه الأولى
الأستاذه= أجل ادخلي اوقفي بمكانك و لا أسمع صوتك

دخلت رجوى و راحت لمكانها...وقفت عند سلمى اللي كانت جنبها...

رجوى= صباح الخير صديقتي
سلمى تبتسم= من متى هالذوق؟
رجوى= مادري بس أمس سمعتها بأفلام كرتون قلت ليه ما نقول مثلهم

الأستاذه بغيض= خلصتي يا رجوى؟
رجوى= أوو تنتظروني!!

و تحط شنطتها على الكرسي...و توقف على الجدار...و تكتف يدينها...

رجوى بغرور= هيا أبدأوا

كملت الأستاذه شرحها...و بعد خمس دقايق طقت بنت الباب...

البنت= أستاذه لو سمحتى الإداره طالبين رجوى

رجوى بهمس= جاك الموت يا تارك الصلاة
سلمى= وش مسويه؟
رجوى= تسحبت للفصل و ما مريت الإداره..بس خبرك فيهم كلاب بوليسيه..شموا ريحتي عن بعد

الأستاذه بملل= يله يا رجوى اطلعي بسرعه

طلعت رجوى و راحت للإداره...و هناك وقعت تعهد...و تعاقبت...


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


صحت أم فايز...و شافت الدكتوره عندهم في الغرفه...

د:ريهام= صباح الخير
أم فايز= صباح النور..خير دكتوره فيه شي؟
د:ريهام بهمس= تعالي عاوزه اكلمك

طلعت معها أم فايز...

أم فايز بقلق= خير يا دكتوره حياة فيها شي؟
د:ريهام= لا اطمني ما فيهاش حاقه...بس أنا أولت أمس لقوز حضرتك إنها لو تتكلم مع دكتور نفسي عشان نتطمن عليها أكتر..لكن هوا مارضيش
أم فايز= بس حياة ما فيها شي..ليه دكتور نفسي؟
د:ريهام= أنا بأول عشان نتطمن بس..و نعرف ليه حالة الصدمه و الضيق اللي صابتها
أم فايز= بس إن كان عمها ما رضى..ما أقدر اقنعه
د:ريهام= لا أنا بأقول يشوفها الدكتور بعد شويا أبل ما تطلع من المستشفى..و مش ضروري عمها يعرف....بس نتطمن عليها
أم فايز بتردد= بس.....
د:ريهام= أنتي مش عاوزه تتطمني عليها؟
أم فايز= أكيد هاذي مثل بنتي
د:ريهام= اتفأنا


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


صحت رحيل...و هي تطالع الغرفه...ارتاحت و هي تشوفها فاضيه...(زين فهمت و راحت لكليتها)

قامت...و راحت تغسل...و لبست عبايتها و طلعت من الغرفه...

••

••

••

في الصاله...جلست عمتها بعد ماراحت وداد و أبوها...تنتظر سعود يصحى عشان تجهز له الفطور...

لكنها تفاجأت و هي تشوف رحيل تنزل بعبايتها...

أم سعود= صباح الخير
رحيل= صباح النور
أم سعود= وداد قالت إنك ما تصحين بدري عشان كذا ما صحيتك تفطرين معنا...اللحين أقول للخدامه تسوي لك فطور..نزلي عبايتك سعود ما يصحى اللحين
رحيل= مابي فطور..أبي أروح لجدتي
أم سعود انصدمت= ليه يا بنتي؟ مو قلتي بتجلسين عندنا للعصر
رحيل= ما ارتحت
أم سعود= أحد ضايقك؟ وداد قالت لك شي؟
رحيل بضيق= لا بس أبي اروح..بتودوني أو اتصل على عمي
أم سعود= لا يا بنتي خلاص اللحين أقول لسعود يوصلك قبل يروح لشغله

ابتسمت رحيل بإنتصار...و هي تشوف عمتها تطلع فوق...هي ما جالست عندهم إلا عشان تقهر مها...و عشان تروح بدري لجدتها...
أما إهتمامهم المزيف...و فرحتهم المصطنعه بجلستها عندهم...ما راح تهمها بشي...

••

••

••

في غرفته...كان توه صاحي و يبي يلبس عشان يروح شغله...و استغرب وهو يشوف أمه جايه تصحيه قبل الوقت...

سعود= صباح الخير يمه
أم سعود= هلا يمه صباح النور..زين لقيتك صاحي
سعود= خير يمه فيه شي؟
أم سعود بحزن= أبيك توصل رحيل لجدتها قبل تروح لدوامك
سعود انصدم= اللحين؟ ليه؟!
أم سعود= تقول ما ارتاحت هنا..تتوقع وداد قالت لها شي؟
سعود= ما أتوقع..وداد أصلا ما جلست معها من الأساس
أم سعود= الله يصلح هالبنت..والله مادري وش فيها علينا؟

حس سعود بضيقة أمه...بعد الفرحه اللي كانت بوجهها أمس...و انقهر من رحيل...لو ما كانت تبي تجلس...ليه توافق...ليه تفرح أهله بعدين تكسر خاطرهم...

سعود يتنهد= خلاص يمه..اللحين ألبس و أنزل أوديها


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


في مكتبه...كان جالس يراجع ملف المريض اللي بين يديه...و يشرب الكابتشينو الساخن عشان يصحصح و يستعد لأول مريض...و سمع طق على بابه...

د:بسام= تفضل
د:ريهام تدخل= صباح الخير يا دكتور
د:بسام بإبتسامته الهاديه= صباح النور..أهلين دكتوره ريهام
د:ريهام= أنا عاوزه منك خدمه صوغيره
د:بسام تتسع إبتسامته= آمري
د:ريهام= ربنا يخليك..عندي مريضه قالها امبارح انهيار عصبي..و حسيت إنو بسبب إحباط و ضيق عندها...يعني السبب نفسي مش قسدي...عشان كدا كنت عاوزه تتكلم معاها
د:بسام بإستغراب= زين ليه ما تآخذ موعد و أحدد لها جلسه
د:ريهام= أنا كلمت عمها و رفض فكرة الدكتور النفسي..و...و..كنت عاوزاك تكلمها بدون ما يعرف
د:بسام= اه..بس يا دكتوره العلاج النفسي يحتاج لجلسات ماراح أفيدها بشي من جلسه وحده
د:ريهام= ماأنا عارفه..بس أنا كنت عاوزه اتطمن..قايز البنت ما تكونش محتاقه...ياليت لو تمر عليها دلوأتي أبل ما تبدأ مواعيدك..هي بالغرفه رقم 232

انصدم...و تسارعت دقات قلبه أول ما سمع هالرقم...و اختنق بأنفاسه...طالعها بإستغراب...مو مصدق اللي سمعه...حس إنه من كثر ما ردد هالرقم في باله من ليلة البارح...صار يتخيله...

د:بسام بشك= كم الغرفه؟
د:ريهام=232
د:بسام بلع ريقه= خلاص أمر عليها بعد ربع ساعه

طلعت عنه بعد ما شكرته...وهو رجع بخياله...لحوريته اللي سهر يفكر فيها...(هي؟ أكيد هي..نفس الغرفه..و الدكتوره تقول من أمس و هي فيها؟......إنهيار عصبي؟؟)

تذكر حزنها أمس...و دموعها...و أكثر شي جمالها...
كان يحسها مثل الحلم...لكن هالحلم بيصير واقع...بيشوفها...و يكلمها...بيعرف اسمها...بيعرف مشكلتها...(مين اللي جاه قلب يجرح وحده بهالرقه؟!)

طالع ساعة يده...وهو متلهف...(ليه ما قلت بعد خمس دقايق؟)


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


طلع سعود و شافها واقفه تنتظر في الحوش...و كانت معه الخدامه لأنه رفض تروح أمه معهم...شاف خاطرها مكسور و خاف رحيل تسوي شي يزيد عليها...

هي شافته وهو يطلع...لكنها كانت صاده عنه...و تتخيل وش ردة فعله على اللي سوته...وش الكلام اللي قالته عمتها له...

مر من عندها وهو يطالعها بغيض...مع كذا حاول يكتم هالغيض وهو يكلمها...

سعود ببرود= صباح الخير

طلعت قبله...و لا كلفت نفسها ترد عليه...و هالشي خلى قهره يزيد عليها...و حط حرته في الخدامه...

سعود بعصبيه= يله تحركي

طلعت معه...و ركب سيارته...و ركبوا معه ورى...مشى وهو يطالعها بالمرايا بقهر...كان يبي يوصلها و بس...
لكن غصب عليه تكلم...

سعود بهدؤ= أنا مو عارف ليه تسوين كل هذا؟ ليه تقابلين الحب و الإهتمام بهالصد و الجفاء؟ ليه قلبك يشيك كل هالكره لأهلك اللي مالك غيرهم؟!
رحيل بغيض= اسكت يا سعود ما أحد فيكم له حق يلومني..لا تجي تحاسبني على شي أنت مو عارفه

كانت تتكلم بقهر...و كره...لكن استغربت من نفسها...وهو يلومها كذا كيف ما ثارت بوجهه...
لكنها تذكرت...لحظة طفوله مرت بينهم...كان هو الوحيد اللي تتذكره بهدؤ...و صفاء...بدون لا تدخل بهالذكريات مشاعرها السوداء...العدوانيه...
يمكن هاللحظات هي اللي شفعت له عندها...

لكن سعود ثار فضوله من كلامها...و قهره زاد على الحال اللي حاطه نفسها فيه...و الكل يراقبها و ساكت...

سعود= وش اللي ما أعرفه؟ الكل يحبك بس أنتي الكره مالي قلبك..و قسوتك خلتك تظلمين نا....
رحيل تقاطعه بغيض= ظالمه! أنا الظالمه! و أهلك هم الطيبين..هم المظلومين!!..(تصرخ بقهر) أمك اللي تبيني اجلس عندكم عشان تخفف شوي الهم عن أخوها و عياله طبعا ما يصير هو بس اللي يشيل الهم و هي مرتاحه..عشان تعزم جاراتها يتفرجون علي و يخطبوني..يبتلون فيني و يريحونكم! أو أختك اللي انقلب وجهها يوم عرفت اني بأجلس عندها و ترجت مها تجلس معنا عشان تساعدها تتحملني..أو غيرهم اللي مستخسرين هالجمال فيني..و يتمنون حتى هذا يآخذونه مني عشان يرتاحون..عشان يتأكدون إنهم تركوني بدون أي شي...(تمالكت نفسها و كملت بهدؤ) هذا هم أهلك المظلومين..و هذا اللي أنا ظالمتهم عشانه..لأني أعرف الشعور المصطنع..و الطيبه اللي وراها أسباب..و فاهمه الدنيا و فاهمتكم واحد واحد..

سعود كان يسمعها وهو مصدوم...ما كان مركز بالطريق اللي قدامه..
كلامها فاجأه..شعورها أربكه..صوتها و القهر..و الحقد اللي فيه..خلاه يسكت و مايلقى شي يرد عليها فيه...

شاف نفسه يوقف عند بيت جدتها...و هي نزلت بدون لا تزيد أي كلمه على اللي قالته...
شافها تطلع المفتاح من شنطتها...و فتحت الباب و دخلت و هي تسكره بكل قوه...خلته يدري إن اللي قاله قهرها...

بعد لحظات مشى بطريقه..و صوتها و كلامها ينعاد في باله أكثر من مره...

••

••

••

دخلت رحيل لبيت جدتها...اللي كان مع كل وحده منهم مفتاحه...و ابتسمت براحه...و هي تتأمل البيت القديم...اللي كان دور واحد...بحوشه الضيق و النخل اللي فيه...

ما تحس بروحها مرتاحه إلا إذا دخلت هالبيت...و شافت وجه جدتها...أغلى إنسانه عندها...و بنات خالتها اللي كانوا مثل خواتها...مهما كانوا بعيدين عن بعض...مهما كانت شخصياتهم...و إهتماماتهم مختلفه...كان يجمعهم شي أكبر...يجمعهم شعور أقوى...

دخلت لداخل البيت...و هي تنقل نظراتها في الصاله و المطبخ...و لا شافت جدتها...دورت في الغرف و ما لقتها...(أكيد عند أم حامد)
هالجاره كانت أقرب وحده لجدتهم...و هي اللي تهتم فيها...و تساعدها...و هالشي اللي مخليهم يتطمنون عليها و هي لحالها...

دخلت غرفتهم...اللي ينامون فيها ثلاثتهم من كانوا صغار...
جلست على سريرها و هي تتذكر كلام سعود...(ليه قلت له اللي قلته؟ هو مين عشان أهتم أبرر له؟ طول عمري اسمعهم و اسكت ليه اللحين يعرفون إني أعرف عنهم كل شي..أكيد بيغيرون معاملتهم لي..على بالهم هاللي بيسوونه يخليني أنسى! بس أنا ماراح انسى..عمري ماراح أنسى..و لا أسامحهم)

نامت على السرير و غمضت عيونها...و هي تتذكر طفولتها...

وفاة أمها و أبوها بحريق البيت اللي ما نجى منه غيرها...و لليوم تتمنى إنها ما نجت...و لا عاشت هالحياة...
تركوها...طفله بعمر سبع سنين...كلها خوف...تحاول تلقى الأمان بعد ما رحلوا عنها أمها و أبوها...
بكل شخص كانت تدور الحب...و الإهتمام...اللي تلجأ له و تحتمي فيه...

لكن اللي شافته...و اللي سمعته...كان فوق عمرها...كبير على عقلها يستوعبه...كبير على قلبها يتحمله...
ملاها كره...و قهر...و قسوه...

بدت ترتجف...و هي تتذكر ذاك اليوم...اللي قلب طفولتها بأيامها الورديه...
لأيام سوداء قاسيه...بارده...مجحفه...

تحس للحين إنها تسمع ذاك الصوت...بنبرة الكره...و الحقد اللي يملاه...
رجع لذاكرتها ذاك اليوم بقوه أكثر...صدى الصوت كان بسمعها أكبر...

صوت قدر يهدم حياتها بكاملها...هذاك الصوت...صوت جدتها أم أبوها...تحس اللحين إنها تسمعه...تسمع كلامها...تحس بكرهها...

كانت تلعب مع سعود و بدور اللي كانوا أكبر منها بخمس سنين...لأن وداد و مها كانوا دائما يهربون منها...و لا يرضون تروح معهم...
تعبت و دخلت لبيت عمها اللي سكنت فيه بعد وفاة أهلها...سمعت صوت جدتها العالي...كانت خايفه منها...خاصه و هي تتذكر قبل ساعه...كيف سلمت عليهم كلهم...و أول ما شافتها انقلبت ملامحها اللي كانت كلها حنيه لملامح كره...و بغض...و قالت لها تبعد عنها...و لا هدت إلا يوم طلعوها عنها...

لكنها وقفت عند الباب تسمع الصوت اللي كارهها...بدون لا يشوفها أحد...تبي تعرف هي مخيفه مثل ما تعتقد...أو طيبه مثل ما يقول سعود عنها...

و سمعت و تمنت لليوم إنها ما سمعت...صوت جدتها اللي يقول...

الجده= حسبي الله عليها من بنت..كيف ذبحت أهلها..هذا كبرها و أحرقت فيهم! يا ويلي عليك يا ولدي..ما كانت تبي هالزواج و أنا اللي أصريت عليك..و غصبتك تأخذها..غصبتك تجيب عيال منها..و هاذي آخرتها بنتك تحرق فيكم...الله ياخذها وجه ابليس...وجه الموت...خلها تروح عند جدتها...خلها تروح لا تذبحكم حتى أنتم

ركضت بسرعه و خوف...و دقات قلبها تسابقها...و خطاويها المتعثره كل مره تخونها و تطيح على الأرض...
طلعت من البيت و صارت تركض في الشارع...مثل الضايعه...نظراتها مفجوعه...و يدينها شاده قبضتهن بكل قوه...حتى شفايفها كانوا تحت ضغط عصبي بأسنانها...

تخبت ورى شجره...و هي ترتجف...و تحاول تتذكر يوم وفاة أهلها...رجع لها ذاك الذعر...و الحزن...و الوجع...

تذكرت فجأه شي عمره ما طرأ عليها...لكن كلام جدتها حرك كل شي داخلها...
ذاك اليوم كانت تلعب عند اسطوانة الغاز...ركبت فوقها...و كانت بتوقف لكنها طاحت...و طيحتها معها...جلست تصيح لأن رجلها تعورت...بس خافت تقول لأمها تهاوشها...

مشت للمدخل و شافت أبوها...اللي ابتسم يوم شافها...و قال...

أبوها= رحيل روحي خلي أمك تغير ثيابك إذا سوت القهوه عمك جاي عندنا

كانت بتدخل...قبل يسمعون إنفجار قوي جاي من الداخل...ركض أبوها لداخل البيت وهو يصرخ عليها و يقول لها تطلع في الشارع...

سوت اللي قاله...و وقفت هناك بخوف...تنتظرهم يطلعون...
لكنهم ما طلعوا...
اجتمعوا الناس على الصوت...و بدت تشوف الدخان اللي يطلع من بيتهم...و عيون الناس و همهماتهم المذعوره...

وصل عمها و ركضت له بخوف...لكنه دفها عنه بسرعه...و حاول يدخل البيت...لكن الجيران مسكوه...
تذكرت أصوات الناس...نظراتهم المرعوبه...صوت المطافي...منظر النار و الدخان...ريحة الحريق...

كانت بين يدين مرة عمها و هي تشوف كل هذا...و تسمع صوت مرة عمها تردد...لاحول و لا قوة إلا بالله

نامت...أو أغمى عليها...ما تدري...

لكنها صحت في بيت عمها...و عرفت إنهم ماتوا...

رجعت لنفسها و انتفضت في مكانها...و كل جسمها يرتجف...و هي تحس بنفسها و اللي مر في خيالها...شي كانت تحاول تدفنه من سنين...و تنساه لكنها طلعت تذكره...تذكره مثل ما كان بالضبط...
حست بشي حار على خدها...رفعت يدها تلمس و جهها...و تطالع يدينها بصدمه...(دموووع! دمووعي!!)
من سنين مالقت شي يطلع هالدموع من عيونها...من سنين ما قدرت تذرف دمعه وحده تريحها...
و صارت ترجع لها ذكرياتها...بعد ذاك اليوم...و دموعها تنزل بقهر...
كيف مرة عمها كانت تصرخ عليها لو شافتها في المطبخ...و نظراتها تقول إنها تخاف منها...
كيف عمها عدت عليه أيام يتجنب يكلمها...أو يجلس عندها...و نظرات اللوم و الإتهام بعيونه...
كيف مها و بدور كانوا يشوفون الجمر و يقولون لها...إنهم أمها و أبوها...و هي تصيح و تخاف
لين فقدت أعصابها...و قدرتها على الإحتمال...و راحت لبيت جدتها أيام...
قبل ترجع لهم بنت بلا روح...أو إحساس...أو مشاعر...

فتحت عيونها بسرعه و جلست و هي تتنفس بصوت مسموع...مسحت دموعها...ما تبي تتذكر ذاك اليوم أبدا...و قامت تتمشى في الغرفه...و سمعت صوت جدتها من الصاله...

الجده(أم ساره)= بنات أحد منكم هنا؟

ركضت لها و ابتسمت براحه و هي تشوفها...الإبتسامه اللي ما تزين وجهها إلا كل أسبوع...رمت نفسها بحضنها...و ضمتها بقوه...

ضمتها جدتها للحظات طويله...هالبنت أكثر وحده تحبها منهم...و أكثر وحده تخاف عليها...لأنها تعرف بوحدتها...بنات خالتها عندهم اللي يكلمونهم...و اللي يحبونهم...رجوى و خواتها...و حياة مع بنات عمها...
لكن رحيل ما كانت تحب أحد...و هي تعرف هالشي...عشان كذا كانت أكثر وحده حرصت على تقويتها...بس الظاهر قوتها كثير لين صار قلبها حجر...ما يلين لأي شي...

رحيل= وش أخبارك يمه؟
أم ساره= بخير يمه..أنتي وش مسويه؟
رحيل للمره الألف= يمه أبي اعيش عندك..يمه ما أبيهم
أم ساره تتنهد= يمه هذا عمك هو ولي أمرك و ماراح يرضى يتركك..و أنا إن عشت لك اليوم ما عشت بكره
رحيل تتركها بعصبيه= يمه كم مره قلت لك لا تقولين هالكلام قدامي..إن متي والله لأموت معك

تركتها و راحت للمطبخ...و أم ساره تشوفها و تتنهد بحزن على حالها...كل شي قست قلوبهم عليه...كل شي يتحملونه...لكن تعلقهم فيها و بهالبيت...تحس إنهم يضعفون بالحيل قدامه...

راحت وراها للمطبخ و شافتها واقفه تشرب ماء بسرعه...و كأن هالموضوع...مر على الصحاري الجافه داخلها و زادها...جفاف و عطش...

أم ساره= رحيل
رحيل= نعم
أم ساره= لا تزعلين يمه..أنا عارفه إنك ما ترتاحين إلا بهاليومين مابيك تتنكدين مني
رحيل قربت منها و ضمتها= الله يخليك لنا يمه

جلست مع جدتها...و بعد صمت الأسبوع بكامله...كانت تسولف بكل حب و راحه معها...و تسمع كلامها...و توصياتها و الإبتسامه مرسومه على شفايفها...و الحب و الحنان باين في عيونها...
ملامحها كلها تبدلت...و اللي يشوفها اللحين ما يصدق إنها رحيل...المغروره...القاسيه...الحاقده...


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••

 
 

 

عرض البوم صور جرحها كايد   رد مع اقتباس
قديم 10-05-11, 02:27 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 158697
المشاركات: 510
الجنس أنثى
معدل التقييم: جرحها كايد عضو على طريق الابداعجرحها كايد عضو على طريق الابداعجرحها كايد عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 210

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جرحها كايد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جرحها كايد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


في الممر قابل الدكتوره ريهام...اللي راحت معه لغرفتها...

د:بسام= دام عمها مو راضي وش خلاك تصرين علي إني أشوفها؟
د:ريهام= بصراحه صعبت عليا..البنت زي الأمر و باين عليها حساسه و ناعمه أوي..و كمان يتيمه و عايشه عند عمها..و بصراحه مش بعيد يكون هوا اللي قابلها الانهيار الراقل نفسيتو زي الزفت....مع إن مراة عمها ست حنينه أوي

ابتسم الدكتور بسام...وهو يسمع أوصافها من الدكتوره ريهام...حس إن احساسه فيها أمس كان صح...

د:ريهام= اهيه مراة عمها..يا رب تكون صحيت....أهلن يا أمو فايز..حياة صحيت؟
أم فايز بتوتر= ايه..الممرضه معها
د:ريهام= اتفضل يا دكتور بسام

دخل الدكتور بسام...و إسمها للحين يتردد في باله...و لأول مره يحس بإرتباك وهو يدخل عند مريضه...

••

••

••

في هالوقت...كانت أم فايز متوتره...

أم فايز= ليه ما قلتي لي يا دكتوره إنه رجل؟
د:ريهام= و تفرأ في إيه؟
أم فايز= حياة ما تحب الرجال..و أكيد ماراح تتكلم معه
د:ريهام= بس ده دكتور
أم فايز= ولو دامه رجل أكيد بترفض

••

••

••

قالت الممرضه لحياة إن الدكتور بيشوفها...و هي استغربت...لأن دكتورتها ريهام...و مرة عمها ما جتها الجرأه تقول لها عن الدكتور النفسي...
لفت طرحتها على وجهها و رفعت طرفها بينها و بينه...مرة عمها طلعت و لا عندها أحد يجيب لها نقابها من الدولاب...

دخل بسام بتردد...كان واثق من نفسه كدكتور...لكن إحساس في قلبه كان محسسه بالتوتر ناحيتها...

د:بسام= السلام عليكم
حياة ببرود= و عليكم السلام

أول ما وصل له صوتها الناعم...حس إن لوحة حسنها اكتملت...
ابتسم وهو يشوفها رافعه طرف طرحتها و مغطيه وجهها عنه...و ما تدري إن الشمس اللي قبالها في الشباك المفتوح...بينت له كل ملامح وجهها حتى من ورا طرحتها...
حس إنه يخونها وهو يطالع ملامحها المعقوده من الضيق اللي ما يعرف سببه...مع كذا ما تحرك من مكانه...و لا نزل عيونه اللي مركزه على ملامحها...

حياة بضيق= أنا مريضة الدكتوره ريهام..و اعتقد قالت ما فيني شي و اليوم بأطلع..ممكن أعرف أنت ليش جاي؟

تفاجأ بسام...تخيلها على أوصافها...و صوتها...بتكون ناعمه و خجوله...و صدمته القوه و الجرأه اللي ملت صوتها الساحر...

د:بسام= أنا الدكتور بسام..و حاب اتكلم معك شوي
حياة بغيض= نعم! عن ايش إن شاء الله؟
د:بسام= عن سبب الانهيار العصبي اللي صابك؟
حياة بقهر= و ممكن أعرف بأي صفه تبي تعرف؟
د:بسام= أنا دكتور نفسي

شاف يدها اللي ماسكه طرحتها...كيف شدت قبضتها بقوه...

حياة بعصبيه= و أنا مو مجنونه..و لا أحتاج لخدماتك
د:بسام بهدؤ= أنا ما قلت إنك مجنونه..أنا قلت بس نبي نتكلم و نعرف وش اللي سبب لك الانهيار..عشان نحاول نبعد عنك الأسباب اللي ممكن تكرر هالشي
حياة بغيض= و أنا مابي اتكلم..اللي فيني أعرفه..و أعرف كيف اتعالج منه..ولو كانت صحتي بتجي من واحد مثلك أنا أبي المرض احسن...و اللحين لو سمحت..أو حتى ما سمحت اطلع برااا
د:بسام منصدم= واحد مثلي! أقدر اعرف وش شفتي مني يخليك تقولين هالكلام؟
حياة تتأفف بقهر= قلت لك مابي اتكلم معك..و لا أبيك في غرفتي..(تصرخ)عمتي...عمتي...
د:بسام= خلاص خلاص أنا طالع..و مشكوره على الغلط

تركها...وهو يطلع شاف عمتها تدخل عندها...مشى بعصبيه و حس بالدكتوره ريهام تلحقه...

د:ريهام= دكتور بسام أنا آسفه..أنا افتكرت إن مرات عمها آلت لها
د:بسام يوقف و يتنهد= حصل خير يا دكتوره ريهام..بس إذا كانت المريضه و ولي أمرها مو مقتنعين بالعلاج النفسي أنا ما أقدر اسوي لها شي
د:ريهام= بس تعرف يمكن ما تكونشي عصبت عشان موضوع النفسي..أصل مرات عمها بتأول إنها ما بتحبش الرقاله و تتعصب منهم

سكت بسام...وهو يتذكر يوم تقول له واحد مثلك...(يعني كان قصدها عشاني رجل؟!)

د:بسام= ما تدرين ليه؟
د:ريهام= لا مرات عمها ما آلتشي غير كدا و .....

سمعت الدكتوره ريهام نداء بإسمها...و استأذنت منه و راحت...

وهو راح لمكتبه...و وقف عند الشباك للحظات يطالع غرفتها بشرود...
راح و جلس على مكتبه...و أخذ قلم الرصاص و بدون ما يحس...فتح الدفتر اللي على مكتبه و صار يرسم ملامحها اللي ثبتت في باله...وهو يفكر بصوتها اللي رغم كل الغضب...كان كله نعومه و أنوثه...ضحك وهو ما يعرف هي كانت تهزأه أو تغني له...
طالع الرسمه اللي كانت قريبه من ملامحها...وهو مبتسم...(حياة!! وش اللي يخليك تكرهين الرجال؟ وش اللي آذى احساسك؟)

حس إن حالتها شدته...بس للأسف...ماراح يقدر يعرف عنها أكثر...

••

••

••

جلست أم فايز على الكرسي ساكته...تنتظر حياة تهدأ شوي عشان تقدر تكلمها...لكن بعد ما هدت حياة تكلمت من نفسها...

حياة بقهر= أنا مو مجنونه!
أم فايز بإعتذار= والله يا بنتي أدري..بس الدكتوره قالت إن هالشي لمصلحتك..و أنا مابي أرد عنك أي شي ينفعك..قلت اخليه يشوفك و أنتي بنفسك تقررين تتكلمين أو لا..بس والله ما عرفت إنه دكتور..على بالي دكتوره
حياة بعد صمت= عمتي ممكن أطلب منك طلب
أم فايز= اطلبي كم حياة عندنا؟
حياة= أبي اطلع اللحين..و قولي لعمي يوديني لبيت جدتي على طول..أبي ارتاح هناك
أم فايز= خلاص ادق عليه و أطلبه...بس ما أخذتي لك ملابس
حياة= هناك عندي


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


جلست رجوى مع صديقاتها وقت الفسحه...تحت الدرج...مكانهم المعتاد...

رجوى= يله جيبوا لنا فطور بمناسبة سلامة ظهري
تهاني= أمس محتفلين بهالمناسبه ما يكفي
رجوى= لا أمس كانت بمناسبة رجعتي لكم سالمه..اليوم عشان ظهري خلاص ماصار يوجعني
رنا= نفس المناسبه
رجوى= ايه بس هاذي فرع من ذيك
تهاني= أخاف تتفرع لها فروع كثيره لين تصر اخطبوط
رجوى= ليش لا..و رجعتي لكم شويه..احمدوا ربكم على شوفتي بس
سلمى= وش عليه؟
رجوى= خليتكم مشهورين في المدرسه..صديقات السراقه راحوا صديقات السراقه رجعوا..و إذا بغيتوا تشترون فطور بهالزحمه كل البنات بعدوا لكم خايفين تسرقون منهم
تهاني تضحك= لا والله عندنا مميزات خطيره


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••

كانت حياة مع عمها...و مرة عمها في السياره...سندت راسها بتعب على الشباك...و غمضت عيونها و هي تسمع صوت عمها يتكلم في جواله...يضحك و يمزح مع اللي يكلمه...بطريقه عمرها ما شافته يكلم فيها بناته...بناته...اللي هم أحق بهالمعامله من غيرهم...

طرى على بالها الدكتور اللي شافته الصبح...(والله الثقه بالنفس! جاي بكل غرور-تقلد صوته الرسمي-أنا دكتور نفسي خلينا نتكلم عن حالتك...و أنت وش دخلك أصلا؟ مصدق نفسه دكتور..لو كان فيه خير يروح يعالج بني جنسه..يمكن يقدر يزرع فيهم ضمير و قلب..مع إني أشك في هالشي)

وصلت لبيت جدتها...و سلمت على مرة عمها و نزلت...
دخلت للبيت...لكن قبل تدخل لداخل جلست في الحوش...و طلعت مرايتها تتأمل وجهها الشاحب...ماتبي جدتها تحس بتعبها...
حطت مكياج خفيف يخفي شحوبها...و كحل..و قلوس...و اختفى التعب عنها شوي...
تذكرت لينا...و دقت عليها...و طمنتها...و اللي ريحها إنها ما فتحت معها ذاك الموضوع ابدا...و تعرف إنها ماراح تفتحه أبدا...و تكرر لها اللي صار فيها...


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


بعد أذان العصر...دخلت شهد و شافت رجوى و هي تحط ثيابها في الكيس...

شهد= بتروحين اللحين؟
رجوى= إيه
شهد= انتظري لين تخف الشمس شوي
رجوى= لا أبي أوصل قبل المغرب
شهد تضحك= ما ظنيت الليل يخوفك!
رجوى= أنا عادي عندي لو أمشي نص الليل..بس أمي تقول امشي قبل المغرب..(تضحك) يعني عندها الأضرار الطبيعيه و لا الأضرار البشريه

قمر تدخل= يله رجوى أمي دخلت تروش حنين روحي قبل تطلع تنشب فيك
شهد= الله يعيننا على صفارة الإنذار اللي بتشغلها طول الليل لين ينومها كف من أبوي
رجوى تضحك= خليها تقوى بهالكفوف مثلنا..ترى أثبتت الدراسه الرجويه إن هالكفوف لها مفعول حليب الأم

ضحكوا شهد و قمر و هم ينزلون معها الدرج...

رجوى تتنهد= أووه بس متى اتزوج أبوسعد و يريحني من هالمشوار؟
قمر= عاد من زين السياره! الظاهر إنك بتدفينها نص الطريق
رجوى= لا ناخذ أم سعد تدف
قمر= بتموت بنص الطريق
رجوى بخبث= خلاص نرفع عليكم الإيجار و نقسط لنا سيارة....بعدين سيده أناقه وش عندك كل ما جبنا سيرة أبوسعد سكتي و سرحتي لا يكون حاطه عينك عليه!
شهد تبتسم= لا اشبعي فيه أنا لي فتى أحلام و ماراح أرضى غير فيه
رجوى بتريقه= أها بدت آثار المراهقه..أنا شاكه من يوم بديتي تنظفين! و تتكشخين
شهد= يله روحي قبل تتأخرين و سلمي على جدتك و بنات خالتك ملكة الجمال و عارضة الأزياء
رجوى بوقفه إستعراضيه= و أنا؟
شهد= البودي قارد حقهم

مسكتها رجوى مع شعرها القصير...و جلست تلعب فيه لين وقفته و حاسته...و جلست هي و قمر يضحكون عليها...

رجوى= يله دوري مكنستك و طيري
شهد ترتب شعرها= حماااااره

طلعت عنهم بسرعه...قبل ترد لها شهد اللي سوته فيها...مع إنها متأكده إنها ماراح تقواها...إن كان مشعل نفسه ما يقدر يقواها...(صدق إن كثر الضرب يقوي و يعطي مناعه)


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


جلست وفاء عند أمها اللي كانت سرحانه و ما حست فيها...

وفاء= يمه وش تفكرين فيه؟
أم فايز= بحياة
وفاء بقلق= وش فيها؟ مو تقولون صارت بخير؟

قالت لها أم فايز عن اللي قالته لها الدكتوره...و عن زيارة الدكتور لها...و عصبية حياة...

وفاء= يمه..رجل و تبين حياة تتكلم معه عن نفسها و اللي مضايقها؟!
أم فايز= ما توقعتها لهالدرجه متعقده..الله يسامح أبوها على اللي سواه فيها

تركتها أم فايز...و وفاء رجعت تفكر بكلام الدكتوره...


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


كانت حياة و رحيل جالسين مع جدتهم في الصاله...و سمعوا صوت الباب ينفتح...لحظات و دخلت عندهم رجوى...و كالعاده تعدتهم...و هي تشيل غطاها و تلهث...و راحت تتمدد قدام المكيف...

رجوى= واااو حر..حر....بأموت..لا لا خلاص مت
حياة تضحك= الله يرحمك
رجوى= البقى براسكم..الله يرحمني و الله كنت بنت جاحده و ما استحي و قليلة خير
حياة= رحم الله امرء عرف قدر نفسه

قامت رحيل للمطبخ و جابت لها كاس مويه...و عطته له...

رجوى تاخذه بفرح= يا مال الثانكيو

شربته مره وحده...و بعدها قامت تسلم على جدتها و على البنات...و جلست جنبهم...و عيونها على حياة...

أم ساره= وش اخبارهم اخوانك؟
رجوى= ابشركم على قيد الحياة..كثر الله خيرها للحين متحملتنا..(تاتفت لحياة) وش تسوي بيتهوفن؟
حياة بإستغراب= وش دخل بيتهوفن؟
رجوى= ليه هو مو فنان؟
حياة تضحك= إلا فنان..حتى يقولون بيدرسنا الترم الثاني
رجوى= ليه هو ما مات؟

أم ساره تقاطعهم= حياة قومي يمه سوي لنا قهوه أم حامد بتجي عندي تبي تشوفكم
حياة تقوم= إن شاء الله يمه

دخلت للمطبخ...و بعد لحظات دخلت عندها رحيل...و جلست معها...تساعدها و يسولفون...

رجوى تدخل و تأشر بالفلوس اللي معها= جدتي عطتني قرنقش بأروح أجيب شوكليت
حياة= لا تروحين لحالك روحي معها رحيل
رحيل= مابي
حياة= خلاص أنا أروح معك
رجوى= ليه يعني؟
حياة= يعني مو عارفه يدينك السحريه وش تسوي؟

سكتت رجوى و راحت...و طلعت وراها حياة...لبسوا عباياتهم و طلعوا...
مشوا في الحاره القديمه اللي ما تغيرت من سنين...مع إن بعض البيوت ترممت بشكل جديد...لكن أغلبها كانت على حالها...وصلوا للبقاله اللي من سنين ما تغيرت و دخلوا...

حياة= رجيو أنتي خليك هنا أنا أروح اشتري..خليك تحت مراقبة الهندي عشان ما تمدين يديك
رجوى= إن شاء الله عمتي..ما تبين اتكتف بعد
حياة= يكون أحسن

تكتفت رجوى...و حياة راحت عنها و هي تضحك...و أخذت اللي تبي و رجعت لها...حاسبت و طلعوا...

حياة تضحك= تلقين يدينك حكتك؟
رجوى= ايه جيبي لي كريم عن الحساسيه
حياة= خليني أرمم أخلاقك مثل ما رمموا هالبيوت
رجوى= صح معك حق الواحد لازم ينتبه لنفسه قبل ينحرف

رجعوا للبيت...و دخلوا للمطبخ عند رحيل...

رحيل= وش جبيتي؟
حياة= تطلع اللي في الكيس..هذا و هذا و هذا

رجوى بفخر...تطلع الحلاو و العلك اللي ملت فيه أكمامها...و تطالع حياة بتحدي...

رجوى= و أنا جبت هذا
حياة تطير عيونها= وجع! كيف لطشتيهن قدامه
رجوى= تحسبين الرسم بس هو اللي فن..حتى السرقه فن
رحيل بعتب= رجوى حرام عليك
رجوى= أنا ما كان عندي نيه أسرق بس هي اللي تحدتني..مين يبي حلاوه؟
حياة= خليها لك

و بعد دقايق جهزوا القهوه و الشاي و طلعوا للصاله...

كانت أم حامد تمسح دموعها...و انتبهت لنفسها و البنات يتقدمون منها...سلمت عليهم...و جلسوا ينقلون نظراتهم...بين عيونها الدامعه...و بين نظرات جدتهم اللي مع ثباتها كان فيها طيف حزن غريب...

رجوى= وش فيكم؟
أم حامد بحزن= أبوحامد جاه إنتداب لجده
حياة تشهق= بتروحين؟!
أم حامد= غصب عني
رحيل= إلى متى؟
أم حامد= سنتين

سكتوا البنات...و شافت نفس الحزن اللي بعيون جدتهم...ينرسم بعيونهم...صارت تتكلم و تحاول تخفف الحزن اللي غطى على الجلسه...لكنها كانت أكثر منهم زعلانه على فراقهم...و خايفه عليهم...و على جدتهم اللي بتتركها لحالها...

تركتهم حياة...و راحت للغرفه...لحظات و شافت رحيل تدخل عندها...

رحيل= وش بنسوي؟
حياة تتنهد بحزن= مادري؟
رحيل= أم حامد بتروح بعد أسبوع..و جدتي بتكون لحالها..ما فيه أحد يدير باله عليها..ولو تحتاج لشي.....

سرحت حياة تفكر بكلام رحيل...حزنها على فراق أم حامد اللي كانت مثل خالتهم...خلاها تنسى إن جدتها اللحين بتكون لحالها...
صح جدتهم للحين بقوتها...لكن لو تحتاج لشي...أو تتعب...مين بتروح له...
أم حامد كانت مو جاره...كانت أخت لجدتهم...كل يوم تمر عليها و تتطمن...كل ما راحت للسوق شرت لجدتهم قبل تشري لنفسها...حتى أغراض البيت كان أبوحامد هو اللي يجيبهم لها...و تليفونها اللي رقمه مخزن عند جدتها كانت تقول دائما إنها تحطه عند راسها حتى و هي نايمه عشان أي وقت تحتاجها...تجي عندها بسرعه...هي الوحيده غيرهم اللي معها مفتاح للبيت...

رحيل= حياااة وين رحتي؟
حياة تتنهد= صح كلامك..حتى لو كانت جدتي تهتم بنفسها و الجيران ما يقصرون بس ماراح أكون مرتاحه و متطمنه مثل يوم كانت أم حامد هنا
رحيل= و الحل؟
حياة= و الله ما أدري؟ صعبه وحده مننا تجلس عندها ماراح يرضون..و لا هي بترضى تعيش عند أحد منهم

رحيل في خاطرها...(أنا اللي المفروض أعيش هنا..معها..و لازم هالشي يصير)

••

••

••

بعد العشاء...نامت جدتهم و هم جلسوا في الصاله...عند التلفزيون اللي و لا وحده كانت تتابع اللي فيه...رحيل سرحانه و عيونها تطالع بالفراغ...و تفكر بقرارها اللي اتخذته...و حياة تكمل رسمتها و أفكارها آخذتها لبعيد و نست اللي حواليها...

طلعت رجوى من المطبخ...و معها شابوره و كوب شاي...

رحيل تنتبه لها= توك متعشيه!
رجوى= جعت..و ما أعرف أسهر بدون ما آكل..تبين؟
رحيل= لا
رجوى تجلس بجنب حياة بقوه على رجلها= وش ترسمييين؟
حياة تبعد عنها= هيه الشاي بعديه تدرين ما أحب ريحته
رجوى تقربه منها= أوووو
حياة بغيض= رجيــــو!!
رجوى= خلاااص بعدناه...حياة ارسميني
حياة= والله أخاف ينكسر القلم
رجوى و هي تغط الشابوره في الشاي= حرام عليكم والله إني حولوا..صح رحيل؟
رحيل= حلوه أو شينه وش بيتغير؟
رجوى تفكر= صح وش بيفرق؟ ما أظن أبوسعد تهمه هالشكليات
حياة تنرفزت= و أنتي فرحانه بهالأبوسعد..الظاهر بتروحين تخطبينه بنفسك!
رجوى= وش أسوي اعود نفسي عليه هههه
حياة= ارفضي و بس
رجوى= لو بأقول لأبوي لا..كان شفتيني قلتها من زمان
حياة= هذا أبو عاد؟
رجوى= تصدقين ما اتخيل أبوي إلا كذا..احس الأبو الطيب و اللي يحب عياله و يربيهم هذا بس بأفلام كرتون
حياة تضحك= حسبي الله عليك
رجوى= وش أخبار وفاء و ولاء؟
حياة= بخير
رجوى= يا حليلهم حبيتهم..والله وناسه يوم يجونا في العيد منذو مبطي
حياة= اعجبتك ولاء عشانها خبله مثلك
رجوى= والله كلهم حبيتهم جدا جدا..حتى رحيل حبتهم
رحيل بعناد= ما حبيت أحد
رجوى= نصابه ارتحتي لهم على الأقل..رحيل ترى إذا حبيتي أحد ما يأخذ من عمرك لا تخافين
رحيل= أنا بأروح أنام عشان إذا صحت أمي اصحى معها..تصبحون على خير
رجوى+حياة= تلاقين خير

راحت رحيل للغرفه و هي مبتسمه على كلام رجوى...و تتذكر وفاء و ولاء و أم فايز...صح هي ما كرهتهم...لأنهم يحبون حياة...بس بعد ما قدرت ترتاح معهم و تتكلم عادي مثل رجوى...و كأن هالجفاء صار عاده فيها مع كل الناس...

••

••

••

في الصاله...

رجوى= حياة خلينا نرقص؟
حياة بإستنكار= اعوذ بالله على هالليل!
رجوى= ايه أنا و البنات دائما نرقص لين نداوم من بكره
حياة= لا و أنا اقول كل هالأكل اللي تاكلينه و لا يبين فيك اثرك تحرقينه كله...أقول كولي و أنتي ساكته و ركدي شياطينك

جلست رجوى تأكل...و هي تقلب جوال حياة بين يدينها...و تتفرج على اللي فيه...و حياة كانت ترسم و مو يمها...لين وصل لها صوتها تكلم...

رجوى= هلا وفاء وش أخبارك؟
وفاء بشك= مين؟ رجوى؟
رجوى باللهجه السودانيه= هيا بزاتا..دايرا تسلم عليكي يا زوله
وفاء تضحك= الله يسلمك..وش أخبارك؟

حياة تضربها= و الله مستحلتني!

وفاء= هاذي حياة اللي عندك؟
رجوى= ايه زهقتني بس ترسم و ساكته..و أنا ما أحب اجلس ساكته أبي أسولف على أحد
وفاء= وش أخبار الدراسه؟ وش أخبار ثالث معك؟
رجوى= لا تذكريني بخيبتي..الناس ملخصات و مشاركه و إجتهاد..و أنا لي الله لا المخ يساعد و النفس تساعد..حتى بعض كتبي مضيعتهن مادري متى آخر مره شفتهن
وفاء= والله إنك مو صاحيه؟ لازم تجيبين نسبه
رجوى= يا أختي هالكلمه كل البنات لا سمعوها انتفشت عيونهم بس أنا عجزت أخاف منها أو اهتم
وفاء= أنتي وش تبين تدخلين؟
رجوى تستهبل= والله أشياء كثيره..أبي أدخل السوق..و أدخل الملاهي
وفاء= رجوى! أنا اقصد الكليه
رجوى تضحك= مادري؟ لازم اعرف من اللحين
وفاء بتريقه= المفروض يعني..لو ما عندك مانع
رجوى= على قولة رحيل ما ندري حنا نعيش لذاك اليوم أو لا..ليه أفكر من اللحين
وفاء= الله يرحم حالك
رجوى= وفاء أنتي بأي كليه يمكن أدخل عندك

حياة بتريقه= قسم كيمياء..يمديك عليها؟
رجوى بقرف= والله لو عرفت إنك مثقفه ما كلمتك..يله برى اطلعي عن بيتنا
حياة= اللي ما يطول العنب
رجوى بتحدي= لا تخلوني أدخل طب
وفاء= كيف و أنتي أدبي؟
رجوى= عادي طب شعبي ههههه

حياة تذكرت تعبها...و خافت وفاء تقول عنه شي...

حياة تأخذ منها الجوال= أقول وفاء مع السلامه البنت اصرفت علي
رجوى بعناد= وش دخلك مو أمها اللي تسدد فاتورتك..ماراح تقول شي و حنا مسولفين على بنتها
وفاء= حياة وش اخبارك اللحين
حياة= افا عليك أنا حياة أكيد بخير..حتى لو هالخبله عندي

حست وفاء إن حياة تصرف الموضوع و لا تبي احد يعرف بتعبها...عشان كذا ما سألت أكثر...
حياة= مع السلامه وفاء
وفاء تضحك= مع السلامه..سلمي على جدتك و رحيل و انتبهي لنفسك
حياة= يوصل يا قلبي

سكرت منها...و سحبت رجوى معها و راحوا ينامون...و هناك لقوا رحيل للحين صاحيه...
سكروا النور...و كل وحده منهم نايمه بسريرها...و يسولفون...

شوي شوي...بدت تخف سوالفهم...لين عم الغرفه السكون...و كل وحده سرحت بأفكارها و تحسب اللي جنبها نايمات...

هالغرفه...و النوم فيها...و جمعتهم...كانت تخليهم يرجعون لذكرياتهم القديمه غصب...و لإحساس دفنوه بقلوبهم...و لأشياء تخيلوا إنهم نسوها...

رجوى...كانت تفكر بحياتها...كيف عاشتها...و تتذكر طفولتها...من يوم كانت صغيره و أبوها على حاله...ما يعرف يربي أحد...و لا يهتم بأحد...مو قد المسئوليه و لا يعرف يتصرف...
حتى يوم كانت صغيره و أم مشعل تدخل للمستشفى تولد...تركها عند الجيران و اختفى...و اضطرت تجلس عندهم حتى غصب عنهم...ما كانوا يبونها...و لا كانوا يقدرون يرمونها في الشارع...جلست غصب عنهم و عنها...
تسمع سخريتهم منها...و من وضعها...تأكل بعد ما ياكلون مع الخدامه...و تجلس أغلب وقتها بعيد عنهم لأنهم يطردونها من بينهم...
و اللحين تعودت على هالشي لين ما صار يصدمها...و لا يخوفها اللي بيصير فيهم...و تعرف إنها بتآخذ صدقتها من الناس...برضاهم أو غصب عليهم...
ابتسمت بينها و بين نفسها بسخريه...و هي تشوف الحال اللي وصلت له...و الصوره اللي يشوفونها الناس فيها...إنسانه ما تحس...إنسانه ترضى بأي شي...إنسانه ما يهمها شي...
قوتها...لعانتها...أخلاقها السيئه...كل هذا شكلته الأيام اللي عاشتها مع أبوها...و اللي كان يسويه فيها...
ما عطاها فرصه...تعرف الصح من الخطأ و تختار...
ما عطاها فرصه...تسوي اللي يعجبها...و ما ترضى باللي ما يعجبها...
ما عطاها فرصه...تعرف وش بتكون...وش شخصيتها...
أجبرتها الأيام...و الظروف...تكون رجوى...اللي تعيش عمرها تأكل...و تضحك...و تنام...بأي وقت...و بأي مكان...و مع أيا كان...

أما رحيل فكانت مغمضه عيونها بقوه...تحاول تنام...تبي تنام...لكن شي في خيالها طارد منه النوم...ألم في قلبها...رفضت تريحه و تخفف عنه بدموعها...
ما تبي تصيح...لأنها تخاف تصيح...تخاف من الحزن...تخاف من الضعف...
تحس إنها جسد بدون روح...تتمنى لو مره تحس بروحها...
كل شي ما يهمها...كل شي ما يأثر فيها...
مو من يوم..و لا من أسبوع...و لا من شهر.....من سنين
كيف بعد هالسنين...تنتوقع روحها المذبوحه تحيا...و تنتظرها تحس...أو تفرح...(كذا اريح..وش أبي بروح تجيب لي الحزن و العذاب و الألم)

حتى حياة...رجعت تتذكر كل الأيام اللي كانت تتعذب فيها لحالها...
كل يوم تشوف فيه نفس المناظر المقرفه لأبوها...و نفس غباء أمها...و حبها الفاني له...

لين ناموا...كل وحده مع ذكرياتها...و همومها...

••

••

••

•| خــارج الـنـــص |•


••قـبــل سـنــوااات••

صحت في الليل...و هي تحس إن بطنها بيتقطع من الوجع...

طلعت من غرفتها هي و خواتها...و فرحت و هي تشوف أبوها في الصاله...

رجوى توقف عنده و تصيح= يبه بطني يعورررني
أبومشعل= نامي و ما تحسين فيه
رجوى= يبه حاولت ما قدرت أنام
أبومشعل بضيق= وش تبين اسوي لك؟
رجوى تصيح= يبه تعبانه أبي اروح المستشفى
أبومشعل بعصبيه= لا تصيحين عندي..ترى اللي تتعب و تمرض مو بنتي و لا راح تعيش معي..إن قلتي تعبانه بآخذك و ارميك في المقبره عند أمك
رجوى بخوف= لااا لااا خلاص بطني ما يعورني ما احس بشي
أبومشعل يطالع التلفزيون= يله روحي نامي

و راحت تربط بطنها بقوه عشان ما تحس فيه...و حاولت تنام...


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••

 
 

 

عرض البوم صور جرحها كايد   رد مع اقتباس
قديم 10-05-11, 02:28 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 158697
المشاركات: 510
الجنس أنثى
معدل التقييم: جرحها كايد عضو على طريق الابداعجرحها كايد عضو على طريق الابداعجرحها كايد عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 210

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جرحها كايد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جرحها كايد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

طلعت رحيل من المدرسه...و هي تتلفت تدور بدور و مها...لأنها كانت تخاف تمشي لحالها و عيال الثانويه يمرون من عندها...و يرمون عليها كلام...
و لمحتهم عند آخر الشارع...مشت لهم بسرعه...لكنهم أول ما انتبهوا لها ركضوا عنها بسرعه...
صارت تركض وراهم بسرعه...و هم يهربون عنها مع البنات اللي معهم...لين طاحت على الأرض...
شافتهم يلتفتون عليها و يضحكون...و يروحون عنها...



••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


كانت جالسه تدور بملل...و أمها من ساعات و هي تبدل بملابسها...و اللحين جالسه عند المرايا تسرح شعرها و تحط مكياج...و تمسح...
كانت تحاول تكلمها لكنها تسكتها...أو ما ترد عليها...

أم حياة= حياة روحي نامي في غرفتك
حياة= يمه بدري ما فيني نوم
أم حياة= خلاص اجلسي ذاكري..ارسمي..سوي أي شي بس لاتطلعين من غرفتك
حياة بضيق= يمه أبي اجلس معك أنتي و أبوي!
أم حياة= بعدين مو اليوم
حياة تتأفف= كل يوم تقولين لي كذا!
أم حياة بعصبيه= اسمعي الكلام و يله روحي لغرفتك

تركتها حياة و راحت...و هي رجعت تطالع نفسها بالمرايا تتأكد من جمالها...
من يوم جابت حياة...خافت يظن زوجها إنها بدت تكبر...أو صارت أم و لا عادت الزوجه اللي تدلعه...
خافت يفكر يآخذ غيرها لأنها تهتم بغيره...
عشان كذا ما كانت تبي تقصر عليه بأي شي...حتى لو قصرت على بنتها نفسها...

••

••

••

بعد ساعات/ طلعت حياة جوعانه من غرفتها اللي حبستها فيها أمها من بدري...عشان تجهز لزوجها عشاء و جلسه رومانسيه...

لكن قبل تنزل...سمعت صوت أبوها في الصاله...يكلم له وحده...يقول لها نفس الكلام اللي يقوله لأمها...بنفس الحب...و نفس الإهتمام...


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


جلست رجوى عند باب الشارع تنتظر أبوها...من ثلاث أسابيع انتقلوا لهالبيت الجديد و اللي كان بعيد عن بيت جدتها بالحيل...عكس بيتهم القديم اللي ما كان يفصلهم عنها غير شارعين...

و اللحين تنتظر أبوها على أمل يرجع بدري...و على أمل أكبر إنه يوافق يوديها لجدتها...

لكن الساعات كانت تمر و أبوها ماجاء...

•• مــن بـكـــره ••

طلعت و شافت ولد جيرانهم اللي الكل يشتكي عليه...و على إزعاجه...و مشاكله...
كانت خايفه منه بس هو الوحيد اللي ممكن يوافق يوصلها بدون رضى أبوها...
و ركضت له قبل يركب سيارته مع صديقه...

رجوى= سلماااااان
سلمان يطالعها بإستخفاف= وش عندك؟
رجوى برجاء= وصلني لبيت جدتي
سلمان= قالوا لك تاكسي..يله ضفي وجهك
رجوى= سلمان الله يخليك و أسوي لك اللي تبي

سلمان طنشها و شغل السياره...و هي تطالعهم بحقد...(عساكم تدخلون بعامود نور و كل عرق فيكم يتكهرب)

لكن قبل يمشي وقفه صديقه...

فلاح= وقف وقف
سلمان= وش فيك؟
فلاح يكلم رجوى= تبين نوصلك لبيت جدتك؟
رجوى بفرح= إيه
سلمان بقهر= فاضين لها حنا؟
فلاح= أصبر أنت..و تسوين اللي نقوله لك؟
رجوى= ايه
فلاح= و ما تعلمين أحد
رجوى تفكر= إذا وصلتوني كل خميس لبيت جدتي ما أقول لأحد
فلاح بهمس= بنت اللذين تعرف تهدد بعد!!
سلمان= أنت وش تبي فيها؟
فلاح= اركبي

ركبت رجوى معهم و هي فرحانه...و سلمان يطالعها بضيق...و رجوى تذكرت شي...

رجوى تشهق= استغفرالله..استغفرالله
فلاح= وش فيك؟
رجوى= لا بس قبل شوي دعيت عليكم تصدمون و اللحين يوم ركبت معكم استغفر
فلاح يضحك= الحمدلله إننا ركبناك

سلمان= ما قلتي لأهلك اللحين يقولون خاطفينك بعد
رجوى= إذا وصلت لجدتي اتصل عليهم
فلاح= إيه بس كل أسبوع قبل نوصلك بيت جدتك تسوين اللي نقولك عليه
رجوى= زين..شغل المسجل بأرقص

ضحكوا عليها...و شغل لها فلاح المسجل...و هي دخلت جو و بدت ترقص...

سلمان بهمس= وش تبيها تسوي؟
فلاح= راعين البقالات حفظوا وجيهنا و حنا نسرق منهم و بعد مايرضون يبيعون لنا زقاير
سلمان ما فهم= و بعدين؟
فلاح= نخليها تسرق لنا ما أحد بيشك فيها
سلمان يطالعها= أخاف ما تعرف و تورطنا
فلاح يضحك= اللي خلاني أعلمك و أنت غبي يخليني اعلمها..و هي باين اللعانه تمشي بدمها ما تذكر الأسبوع اللي راح كيف تهاوشت مع عيال حارتكم و قوتهم

وقفوا عند البقاله...و سكر فلاح المسجل و التفت على رجوى...

فلاح= رجوى اسمعيني زين....

صار يقول لها خطته...و هي تسمع بحماس...

رجوى= خلاص فهمت
سلمان بشك= أكيد؟
رجوى= إيه..يله

نزلوا للبقاله و دخل سلمان و فلاح قبلها...و راحوا لثلاجة البيبسي و أول ما شافهم الهندي راح معهم بسرعه عشان يتأكد إنهم ما يخبون بجيوبهم أي شي كعادتهم...
و بعد ما رجع معهم شاف رجوى واقفه عند كرسيه...و معها حلاوه...

رجوى= بكم هاذي عمي الهندي؟
الهندي= ريال

حاسبت و طلعت...و بعد لحظات طلعوا سلمان و فلاح و ركبوا السياره...

فلاح= هاه قدرتي تآخذينها؟
رجوى بفخر= إيه

و طلعت لهم من شنطتها...ست باكيتات...
فلاح يآخذهن= لاااا بنت سوق صدق..أنا نظرتي ما تخيب
رجوى فرحت= و أخذت لي حلاو و علك بعد
فلاح يضحك= تستاهلينه..يله وين بيت جدتك؟
رجوى= وصلني لمكتبة السلام و اروح من هناك..تعرفها؟
فلاح= أفا عليك أنا حافظ كل شوارع الرياض
رجوى= ايه من الدجه اللي فيكم
سلمان= والله طويلة لسان!
فلاح= خلها دام هاللسان بينفعنا

وصلوها عند المكتبه و راحوا...و هي كملت طريقها فرحانه...و فتحت شنطتها...تطالع الحلاو اللي سرقته لرحيل و حياة...و ضحكت و هي تشوف الخمسين اللي سرقتها بعد من الدرج بس خبتها عنهم عشان ما يآخذونها منها...


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


الأستاذه= يله قولوا إذا كبرتوا وش تبون تصيرون؟ يله يا مها
مها= أبي أصير أستاذه
الأستاذه= و أنتي يا رحيل؟
رحيل= أبي أصير حجر

البنات ضحكوا...و الأستاذه طالعت رحيل بعتب على بالها إنها تمزح...لكن ملامحها كانت جديه و تطالع البنات بقهر...

الأستاذه بإستغراب= و ليه تبين تصيرين حجر؟ الحجر ما فيه شي حلو
رحيل= أبي اصير حجر قاسي و ما يحركه أي شي و لا أحد يقدر يضره
الأستاذه تحاول تغير أفكارها= بس أنا كنت اسأل وش تبين تصيرين إذا تخرجتي؟
رحيل= مين قال إني بأعيش..أصلا أنا بأموت قريب

استنكرت الأستاذه أفكاره المتشائمه بهالعمر...و قررت تتركها و تكلم الأخصائيه عنها...

و كلمتها...و الأخصائيه استدعتها...و استدعت مرة عمها...اللي حاولت تكلمها و تهتم فيها بعد هاليوم...بس رحيل كان قلبها خلاص تحجر...و رفض هالإهتمام المتأخر...


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


طلعت من المدرسه و شافت سيارة أبوها...ركضت لها بحماس...و ركبت و هي مبتسمه...كانت تبي تعطيهم تقريرها الشهري يشوفون درجاتها الكامله...و ابتسمت أكثر و هي تشوف أمها جالسه جنب أبوها...
استغربت لأنها أول مره تجي مع أبوها...فكرت بفخر...(يمكن عشاني قلت لهم أمس إني بآخذ تقريري اليوم)

لكن لا أبوها...و لا أمها...كانوا يمها...و لا واحد فيهم تذكر هالشي...

اختفت إبتسامتها...و انكسرت فرحتها...و هي تسمع صوت المره اللي جنب أبوها...و اللي ما كان صوت أمها...
هي= والله مو صاحي يا إبراهيم..ترى البنت بتعلم أمها عني
إبراهيم يلتفت بنظرة تهديد= لا حياة ما تتكلم باللي ما يخصها

نزلت راسها و عيونها امتلت دموع...و هي تعض على شفايفها بقهر...
ساكته و تسمع كل كلمه يقولونها...و تحس بالكره...و الغضب...و القرف...


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••

 
 

 

عرض البوم صور جرحها كايد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة اغاني الشتاء, ليلاس, الحب, القسم العام للقصص و الروايات, بنات خاله و جدتهم, حياة, خضوع, jتحميل الروايه صفحه 34, رجيم, ردود, روايه مميزة, روايه فوق خضوع الحب كاملة, فوق
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:21 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية