كاتب الموضوع :
جرحها كايد
المنتدى :
القصص المكتمله
•• مـن بكــره ••
من وصل للبيت أمس...راح لغرفته بسرعه و جلس فيها...مايبي يشوف أحد...
حاول ينام...لكنه كان يتقلب بسريره طول الليل وهو يحس إنه مخنوق...و الضيق محاصره من كل جهه...
مو قادر يبعدها عن تفكيره...و خايف عليها...
دائما كانت تعرف تتصرف بكل حال...تمشي بأي وضع...لكن بعد انهيارها امس مو متأكد إنه بيعتمد على قوة رجوى اللي يعرفها...
شاف الصبح يطلع و هو للحين على نفس الحال من يوم جاء...ما قدر يتحمل أكثر...قلبه يآكله عليها...
و مع خوفه من إنه يسمع صوتها مره ثانيه...إلا إنه ما قدر...
جلس على السرير...و أخذ جواله و دق على رقم مشاعل...اللي قالت له إن جوالها مع رجوى...
••
••
••
كانت صاحيه من ساعه...بس مو قادره تتحرك من مكانها...كل حواسها مخدره...و حيلها مهدود...كل شي فيها انتهى...
إلا هالوجع اللي مالي صدرها...كل لحظه يزيد ما ينقص...
شافت أنوار الجوال اللي كانت حاطته صامت...توقعتها مشاعل...لكنها انصدمت و هي تشوف اسم أسيف...ما تدري ليه صاحت أكثر و هي تشوف اسمه...
ذاقت الفقد لأول مره...و اللحين تعرف لو تركها حتى هو...كيف بتحس وقتها...
رجوى ترد= ........
أسيف بقلق= رجوى
رجوى تصيح= ......
غمض عيونه بعجز...و قلبه يذوب من حزنه عليها...هذا اللي كان مخوفه...هذا اللي ما يبي يسمعه...
عودته على ضحكتها...على فرحها...على خبالها بكل وقت...لين ما صار يستوعب إنها ممكن تحزن بهالشكل...
أسيف برجاء= رجوى يكفي..والله ما اتحمل اشوفك بهالحال..احس بالعجز و أنا ما بيدي شي اسويه لك..حتى الكلام مو لاقي كلام اقوله..تكفين لا تصيحين
مسحت رجوى دموعها و كأنه يشوفها...و حاولت تتمالك نفسها بس معه...
ما هان عليها هالحزن...و الرعشه اللي بصوته...
إنه يخاف عليها لهالدرجه شي كبير عندها...شي كبير منه...
رجوى بصوت مبحوح= لا تخاف يا أسيف أنا بخير
أسيف= أكيد؟
رجوى بحسره= اللي فقدته مو سهل..بس عشانها بأتحمل..كانت تبينا نقوى رغم كل شي..و كذا بنكون..ماراح يضيع تعبها فينا..ماراح يضيع اللي ربته فينا
أسيف يبتسم بحزن= ايه خليك رجوى اللي اعرفها..اللي اعتمد عليها حتى على نفسها....نمتي؟
رجوى= ايه
أسيف= زين أكلتي؟
رجوى= لا
أسيف= اوعديني تآكلين اللحين
رجوى= .......
أسيف= رجوى تكفين عشاني
رجوى= اوعدك احاول لأني مو مشتهيه الأكل..(كملت بنفسها) و لا الدنيا بكبرها
أسيف= تبين شي؟ محتاجه شي؟
رجوى= لا
أسيف= خلاص بعد ساعه بأكلمك..و ابيك تقولين لي إنك افطرتي
رجوى= ان شاء الله
سكرت منه...و شافت وفاء تدخل عندها...
رجعن دموعها اللي حبستهن ينزلن...و وفاء جلست جنبها و هي تحط يدها على ظهرها...
وفاء= وش اخبارك اللحين؟
رجوى بضياع= مادري؟ مادري حتى وش احس فيه؟ وش أفكر فيه؟..(تطالع الباب برعب) كيف بأطلع من هالغرفه و اكمل مثل ما كنت!!
طالعتها وفاء بحزن...مو مصدقه إن اللي تتكلم رجوى...
تحس إنها كبرت من أمس سنين...
تغير كل شي فيها...نظرتها...ملامحها...تعابيرها...حتى صوتها...
وفاء برجاء= تعالي نفطر مع بعض..حاول تآكلين شي..كلكم من أمس ما أكلتم شي
رجوى بخوف= مو قادره..مابي اطلع من هنا
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
حست حياة بنفسها...و قامت و هي ياله قادره تفتح عيونها...
شافت نفسها و ين نايمه...و قامت عنه بسرعه...
جلست على الكنب...وهو حس فيها و فتح عيونه...
و التفت يطالع بضيق ملامحها المرهقه...و عيونها اللي تورمت من البكاء...و احمر لونها بقوه...و للحين تشيل باقي دمع ما انذرف...
حياة توقف بتعب= روح اللحين..حنا...
لكنها ما قدرت تكمل كلامها...صدت عنه و دموعها تنزل من جديد...
وافي يوقف معها= أنا باروح ابدل ملابسي و ارجع..لازم يكون فيه أحد يستقبل الرجال اللي بيجون مع اللي يعزون
سكتت حياة بألم...تدري إنه معه حق...
و تدري إن ما عندهم هالرجل اللي يعتمدون عليه...
لكنها كرهت إنه هو بالذات اللي يحس بهالشي...و يوقف معهم...
هزت راسها بإيه...و تركته و راحت...
وهو ما قدر يوقفها...ما قدر يقول لها أي كلمه أكثر...و لا حتى يسأل عن إحساسها...و حالها...(حالها واضح..شايله بروحها حزن و انكسار عمري ما شفته فيها)
••
••
••
رجعت للصاله...و وقفت مصدومه و هي تشوف رجوى تطلع مع وفاء من الغرفه...هاذي المره الأولى اللي تشوفها بعد اللي صار...و ياله عرفتها من حالها المقلوب...
حتى رجوى كانت تطالع حياة و الحال اللي هي فيه بخوف...
وقفوا لحظات طويله يطالعون بعض بصمت...و حزن...
كل وحده تبي تتأكد من هالواقع المر اللي من أمس مجبورين يعيشونه...
رجوى بشرود= ماتت يا حياة؟ أمنا ماتت؟؟
هزت حياة راسها بألم...و ركضت لرجوى تضمها بقوه...و هي تعلقت فيها...
و صاروا يصيحون أكثر...
وفاء...و امها...و ولاء شاركوهم بدموع صامته بعد...
مرت لحظات طويله و هم على هالحال...
حياة تبعدها= تعالي نشوف رحيل
و راحوا للغرفه...ادخلوا و شافوها...
مرميه على السرير بعيون مفتوحه...بحال يشبه حال الأموات...
ركضوا بسرعه لها و جلسوا على السرير...رفعتها حياة وضمتها لها...و هي تلوم نفسها و هي تشوفها بهالحال...كيف نستها...كيف من أمس ما شافتها و لا دخلت تتطمن عليها...
كيف تركتها بهالهم الكبير لحالها...و هي متأكده إنه بتكون بحال مأساوي مثل اللي هي فيه...و أكثر...
كانت بين يديها مثل الميته...لا حركه...و لا صوت...
صارت حياة تصيح بصوت عالي...و رجوى تمسك يد رحيل و تشد عليها...و تصيح معها...
لحظات قبل تنفجر رحيل معهم من جديد...و الثلاثه ترتفع شهقاتهم...
فيهم حزن ما أحد بيقدر حجمه غيرهم...
فيهم خوف كبير..أكبر من إن قلوبهم تتحمله...
كل وحده تحس بقهر...وأسى...و ضياع...
أساسهم راح...جذورهم اللي تربطهم بهالبيت انتهت...
كل شي باقي بقلوبهم راح معها...
رحيل بهمس مبحوح= ليييه تروووح؟ كيف تركتنااا؟ أبي أموووت..أبي امووووت معها
ما احد رد عليها...إلا بزيادة الدموع و الشهقات اللي كانت كل اللي لهم...يردون فيها على اللي صار...و يخففون من الوجع اللي داخلهم فيها...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
بعد ساعات...امتلأ البيت من الحريم...بثاني يوم للعزاء من بدري...
حياة الوحيده اللي طلعت تآخذ عزاء جدتها...و تقابل الحريم اللي جايات يعزون...أما رحيل فكانت للحين ما تتحرك من سريرها...و رجوى دافنه نفسها بغرفة جدتها بين ثيابها...و أغراضها...
دخلت عليها وفاء...و جلست جنبها تطالعها بحنان...
وفاء= رجوى..أنا دقيت على أم مشعل و قلت لها..ما أحد عطاهم خبر
رجوى تصيح= لااا..ليه؟ مابيهم يشوفوني بهالحال؟ ليه تدقين؟
وفاء= عارفه إن معك حق..بس ما يصير الكل عرف و هم لا..صدقيني هالشي بيحز بخاطرهم..هم خواتك و أكيد يبون يوقفون جنبك هالوقت
رجوى= آه يا وفاء..قلبي بينفجر من الهم والله مو متحمله أكثر..مو متحمله
ضمتها وفاء= الله يعين..الله يصبركم و يآخذ بيدكم
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
من ساعه وصلوا للعزاء...شافوا وحده بس من بنات خالتها...لكن هي سمعوا إنها في الغرفه و مو راضيه تطلع لأحد...
وداد= لازم ندخل لها
بدور= أخاف تتضايق من شوفتنا..تدرين ما تحبنا..مابي نزيدها و هي بهالحال
مها بعد صمت= وداد معها حق لازم ندخل..ولو تضايقت نطلع على طول
وداد= صح ما يصير نوصل للبيت و ما نعزيها
قاموا ودخلوا عليها...و هم يطالعونها بحذر...و مع كل اللي شافوه منها...و من قسوتها...إلا إنها كسرت خاطرهم و هم يشوفونها بهالحال...
شاحبه مثل الأموات...و نظراتها مفجوعه...و ضايعه...وجهها غرقان بالدمع...و ضامه رجلينها بيدينها...
قربوا منها...و كل وحده تطالع الثانيه تبيها تبدأ...
وداد اللي بدت...
وداد= عظم الله أجرك
انتبهت لوجودهم...و طالعتهم بنظره ما تحمل أي معنى...قبل تمتلي نظراتها بالكره اللي ياما عرفوه...
رحيل= ليه جايين؟ وش تعزوني فيه؟؟ تعرفون اللي راحت هاذي وش تعني لي؟ تعرفون قيمة اللي خسرته؟ جايين تؤدون واجب..أو تمثلون الاهتمام و الطيبه...(تصرخ) حرام عليكم..مليت من تمثيلكم..كل اللي أنا فيه سببكم...اكرهكم..اكرهكم تسمعوون
وداد و بدور كانوا بيطلعون...لكنهم استغربوا و هم يشوفون مها واقفه تطالعها...
مها= حتى بهالوقت رافضه وقفتنا معك؟ مهما حاولنا نقرب منك تبعدينا دائما..تتهمينا بأشياء ما نعرفها! تكرهيننا لأسباب رافضه تقولينها! تلوميننا دائما..ريحينا و قولي..أنتي ليه تكرهيننا كل هالكره؟؟ و حنا ما سوينا شي؟!
رحيل تطالعها بغيض= ما سويتوا شي؟ ما تذكرين!...(تلتفت على بدور و وداد) حتى أنتم ما تتذكرون...(و بإنهيار) ما تذكرون كيف جيتكم طفله كلها فزع...و ضياع..شافت امها و أبوها يحترقون قدامها..تتخيل وحده منكم هالشي..أمك و أبوك و البيت اللي عشتي فيه ينحرق قدام عينك..تتخيلون احساسي و أنا السبب بهالشي؟؟......جيتكم فيني وحده..و خوف..و قهر..و حرمان..وش لقيت عندكم؟ جدتي كانت تكرهني و كل مره تشوفني فيها تثور و تصرخ بوجهي و تسمعني كلام ينحفر بقلبي..و أنتم سمعتوه و انتم تضحكون و ترددونه علي..و تتباهون إنها تحبكم أكثر مني..و لا أحد فيكم فكر يواسيني بعد اللي سمعته..حتى عمي كان يلومني بنظراته..و أمك عمرها ما حسستني إنها تحبني..أو تبي جلستي عندها..كنت هم عليكم......أنتم تهربون عني بكل وقت..تحبون بعض..تهتمون ببعض..تفرحون لبعض..و أنا مثل الغريبه بينكم...واقفه اتفرج عليكم و لا أحد حاس بوجودي...بأيام المطر كنت أخاف أنام لحالي و أنتم نايمين مع بعض و مقفلين عني غرفتكم..اروح لأمك بأنام عندها تقول لي عيب البنت تنام عند الكبار..و من بكره اشوفكم كلكم طالعين من غرفتها..الهدايا اللي كان يجيبها عمي من سفره كنتم تختارون اللي يعجبكم و ترمون علي اللي ما يعجبكم..بنات خوالك..بنات الجيران..صديقاتك..أي وحده كنتي تفضلين تجلسين معها و تتركيني لحالي
الكل كان مصدوم من اللي تقوله...و مها تطالعها بذهول و هي تتذكر اللي تسمعه...اللي مر عليه سنين و نسته...
لكن رحيل حافظه كل لحظه بتفاصيلها...و كل هالوقت تلومهم عليه...
حست بالندم...و الحزن...و لامت نفسها على اللي كانت تسويه...
مها تنزل دموعها= رحيييل أنااا..عارفه إني غلطت..كلنا غلطنا...بس حنا كنا صغار..بذاك العمر ما تفكرين بتصرفاتك..كنت أغار منك لأنك حلوه و تجذبين نظرات الكل..و حبيت أبين لنفسي و لك إني أهم منك و الكل يبيني........آسفه على اللي سويته بس ما كنت أفكر..كنا صغار...بس بعدها حاولت كثير اتقرب منك..كلنا حاولنا
رحيل بقهر= بعد ايش؟ بعد ما ذبحتوني؟؟؟
مها= ليه ما سامحتي و نسيتي..اللي يهم و تآخذين عليه شعورنا و حنا كبار و نفهم تصرفاتنا مو و حنا صغار
رحيل بإستنكار= أسااامح؟!! من وين أجيبه هالتسامح؟ كيف اعرفه؟ انتم علمتوني الكره..و الحقد..و الحزن..و القهر..و جدتي علمتني القسوه..و القوه.....ما أحد علمني هالتسامح و العفو اللي تقولينه........و اللحين ما عاد يفيد شي..اطلعوااا عني..اتركوووني بحااالي..مابي اشوووفكم..ماااابي اشوووفكم
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
|