بعد ما انتهى الزواج...ركبت لينا مع ياسر...اللي كان ينتظر نهاية هالزواج بترقب...
ياسر بلهفه ماحاول يخفيها= شفتيها؟ وش أخبارها؟
لينا= الحمدلله إنها بخير
ياسر= راضيه؟
لينا= ما سألت..كانت هاديه بشكل غريب كأنها مو حياة...ما كان فيه وقت اسألها
ياسر= بتكمل دراستها؟
لينا= تقول إن شاء الله
ياسر= ما عرفتي شي عن الأيام اللي غابت فيها؟
لينا= لا قلت لك ما كان فيه فرصه اسالها
ياسر= و أهله كيف شفتيهم معها؟
لينا= عادي..أكيد فرحانين بزواج ولدهم
ياسر بضيق= يعني ما قدرتي تتطمنين عليها؟ تعرفين حقيقة شعورها؟ وش تكتم داخلها؟ تـ....
لينا تقاطعه= ياسر ممكن اسألك سؤال؟
ياسر بإستغراب= اسألي
لينا= أنت مهتم بحياة كأخت أو....
ياسر بعد صمت= حياة طول عمرها مثل أختي
سكت وهو يتمنى...يرجع يقتنع إن هذا هو الشعور الوحيد اللي يحسه إتجاهها...
هو مو طماع...ما يتمناها له...يتمنى بس تلقى الفرح...و الراحه...لأنها تستحقها بعد اللي شافته...بعد اللي خسرته...
و يتمنى هاللي تزوجها...يشوف الروح الرقيقه اللي فيها...و يقدرها...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
دخل مع أبوه في الغرفه اللي هي فيها...و القهر اللي طول اليوم يكبته قرب ينفجر...
شافها...و اتسعت نظرته بذهول...
دخل أبوه يسلم عليها...و يبارك لها..وهو وقف بمكانه ما تحرك...
شكلها صدمه...كان يعرف إنها حلوه...كان باين رغم الجروح اللي ملت وجهها...لكنه ما تخيل إنها بهالنعومه...و الرقه...
كيف وحده تملك ذيك النفس القويه...و الأفعال الحقيره...تكون لها هالملامح البريئه...الرقيقه...
التفت عليه أبوه يطالعه بإستغراب...وهو جر خطواته غصب لداخل...
أبوفيصل= اترككم اللحين..لا اوصيك يا وافي..لا تنسى اللي قلته لك
وافي بشرود= إن شاء الله يبه
طلع و تركهم...وهو جلس قدامها يطالعها...مو قادر يشيل نظره عنها...
كانت لوحه فنيه أنيقه...فيها كل شي تعشقه العين...و النفس...
لكن...اللي قهره و شوه صورتها...كل اللي يعرفه عنها...
وافي من قهره= عروس! بفستان أبيض! وش شعورك و الناس تبارك لك اليوم؟ و هم يشوفونك مثل البنات الشريفات و مخدوعين فيك؟ تحبين تكونين بهالصوره قدام الناس؟ تغشينهم بهالمنظر الرقيق؟ لكن أهم شي الروح و أنتي روحك قذره و أبعد ما تكون عن الطهاره اللي انتي تمثلينها
حياة تطالعه ببرود= كلنا مثل بعض..حتى أنت ما أظن الناس تعرف بأي مستوى أنت عايش بذيك الشقه..و البلاوي اللي تسويها هناك..لو كان احد يعرف ما أظن كلف نفسه و جاء يبارك لك و أنت مسوي نفسك رجل محترم و....
قطعت كلامها و هي تشوفه يقوم و يجي عنها...يمسك يدها بكل قوه...
وافي بعصبيه= اسمعي..من اليوم تتكلمين معي بإحترام..كلامك الحقير هذا تخلينه لنفسك..تعلمي تعيشين محترمه..أي كلمه تغلطين فيها قدام أهلي بيـ...
حياة تسحب يدها و تدفه عنها= أجل تعلم حتى أنت تكون محترم معي..ماراح اتحمل اهانات منك..من واحد ما يفرق عني بأي شي
طالعها وافي بغيض...الحياة بتكون معها مستحيله...و ما يدري لو بيقدر يصبر عليها...لين يقنع أبوه بالطلاق...
وافي= يله قومي خلينا نروح..و إلا للحين مصدقه الكذبه اللي من اليوم تكذبينها على الناس
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
رجع من الزواج...و وقف عند باب الغرفه يطالعها بتوتر...
طول الساعات اللي راحت...و مهما حاول يشغل نفسه...كان تفكيره يرجع ينشغل فيها...
صدمه التغيير اللي صار فيها...كيف انقلبت بلحظه من بنت كان يستكثر عليها كلمة بنت...لأنثى بهالنعومه و الجمال...
ابتسم وهو يتذكر ملامحها المبتسمه...وجهها الطفولي...غمازاتها...و عيونها...كل شي فيها انحفر بداخله...حتى لحظة صدمتها...و غضبها...
استغرب كيف ما انتبه إنها حلوه من قبل...كيف كان يعاملها بهالبرود...و كأنها واحد من أصدقائه...أو كأنها أخته...عمره ما حس فيها على إنها زوجته...و يحق له.......
قطع تفكيره وهو مستغرب إلى وين وصلت أفكاره...و قرر يدخل الغرفه...وهو يتمنى إنها تكون نايمه...و يتمنى أكثر يلقاها رجوى اللي دائما يشوفها...و يعرفها...عشان ينسى اللي شافها اليوم...و الإحساس اللي أثارته فيه...
دخل للغرفه...وهو يسمع صوت التلفزيون...دارت عيونه تدورها...و شافها نايمه على الكنب قدام التلفزيون...تنهد بضيق وهو يشوفها للحين بفستانها...و بدت دقات قلبه تزيد...
تقدم بخطوات هاديه متردده...و وقف قريب منها...يتأملها و هي نايمه...و يقنع نفسه إن هاذي رجوى اللي ياما عاش معها أيام...بدون لا تحرك فيه أي إحساس...
تقدم منها أكثر...و جلس جنبها على الكنب...و ريحة عطرها تختلط بأنفاسه اللي يآخذها...مد يده بيرفع الخصله اللي مغطيه وجهها...لكنه فز يوم حست فيه و فتحت عيونها...و عشان ما تدري عن اللي بيسويه...و لا تسأل عن سبب جلوسه قريب منها...ضربها مع كتفها...
أسيف بإرتباك= كم مره قلتلك تقصرين على الصوت؟
التفتت تطالعه و هي مكشره...و ترفرف بعيونها اللي ناعسه من النوم...وهو حس إن أنفاسه انقطعت وهو قريب منها...و وقف بسرعه...
كانت تطالعه للحين بقهر...و قامت من مكانها و دفته عن طريقها...و تركته...
جلس على الكنب يتنفس بقوه...وهو مستغرب اللي يصير فيه...التفت على مكانها اللي كانت نايمه فيه...و مد يده يلمسه...
بعدين هز راسه بقوه...و راح يجلس على سريره...و ارتاح وهو يسمع صوت الماء...(الحمدلله شكلها راحت تغسل)
كان يبيها ترجع رجوى اللي يعرف...اللي يعاندها...و يضحك عليها...اللي تسليه و تقطع الوقت عنه...
رجوى اللي مالها دخل في مشاعره أبدا...
لكن صدمته كانت أكبر وهو يشوفها تطلع بعد دقايق...لابسه برمودا تركواز...و بلوزه كت بيضاء على صدرها رسمات بالتركواز اللماع...و شعرها رافعته شينيون...و نازله منه خصل ناعمه قصيره...و وجها اللي كان يظن إن المكياج مزينه كان أحلى بدونه و بقايا الكحل للحين له أثر بعيونها...
كان مطير عيونه فيها بصمت...و هي طالعته بحقد...و تركته بتطلع من الغرفه...
أسيف بلهفه= ويـــن؟
رجوى تطالعه بغيض= اللي الظاهر ما تعرفه إن فيه شي اسمه جهازي الهضمي اللي له ساعات يدق أجراس الجوع و حضرتك حابسني هنا..و فيه جهازي العصبي اللي ثاير عليك و جهازي العضلي اللي لو تركته عليك قطعك
تركته و راحت...وهو يطالع الباب و يبتسم...(على الأقل طبعك ما تغير..و لا طولة لسانك)
قام وراها مثل المنوم...مايدري ليه...و نزل يدورها بالمطبخ...و شافها واقفه عند الثلاجه و تآكل منها...
راح لها و سحبها مع يدها و سكر الثلاجه...و هي سحبت يدها منه بقوه...و ضربته مع صدره بكل قوتها...لين كح من قوة ضربتها...
طالعها للحظه...كان يبي يشوفها بغيض...لكن وهو يتأمل ملامحها بهالقرب...مايدري وش النظره اللي شافتها بعيونه...
أسيف بهمس= خلينا نطلع نتكلم..و بأقول لروز تجهز لك شي تآكلينه
رجوى بقهر= ما أبي اكلمك
أسيف بعناد= و أنا ماراح أخليك تآكلين إلا إذا تكلمنا
رجوى تصررخ= أووف..يله تكلم..سمعنااا
أسيف= مو في المطبخ
شاف وحده من الخدم تدخل المطبخ...و قال لها تجهز لرجوى عشاء...و طلع معها...
كان يمشي و عيونه عليها...و قلبه يدق بقوه و متوتر...و كأنه أول مره يجلس معها لحاله...
جلست على الكرسي...و كان بيجلس جنبها...لكنه تراجع...و وقف بمكانه و تسند على الشجره...و عيونه تطالعها...
رفعت نظرها له...وهو ارتبك و صد عنها...
أسيف= للحين زعلانه؟
رجوى بقهر= وش رأيك؟ بنت خالتي ما حضرت زواجها..رحيل تزوجت صديقك بدون حفله..و أنا تزوجت بدون حفله..كثيـــر علي احضر الحفله الوحيده اللي تمنيتها
أسيف بعد صمت= ........آسف
رجوى= ........
التفت يطالعها...و لقاها صاده عنه...و الهواء الخفيف يطير خصل شعرها...صر على أسنانه بقوه...و تنهد بقوه...وهو مو قادر يتكلم من أنفاسه المتلاحقه
أسيف= ادري غلطان..بس انصدمت يوم عرفت..ما قدرت أفكر وقتها
رجوى للحين صاده عنه= .......
أول مره يعتذر منها على شي...و باين إنه نادم على اللي سواه...لأن شكله...و طريقة كلامه كانت غريبه...
بس هي للحين مقهوره...ما تدري من ايش أكثر...
إنه حبسها و لا حضرت الزواج...أو لأنه ما اهتم لشكلها الجديد...و هذا كان آخر أمل عندها...إنها تلفت انتباهه...
أسيف= خلاص رجوى عاد..قلت آسف
التفتت تطالعه و هي تفكر...تأملت ملامحه...نظراته بهالشعور الغريب اللي فيهن...خلتها تسرح فيه...و دقات قلبها تتزايد...و غصه داخلها تكبر...
لو صرخت اللحين فيه...و قالت له إنها تحبه...وش بيسوي فيها...بيحبسها بعيد عنه...أو يطردها من حياته للأبد...
معقول ما يتحرك فيه شعور أبدا...لهالدرجه ما يشوفها شي قدامه...و كلامهم...و ضحكهم...و جلساتهم مع بعض....
كل هذا ما يعنيه بشي...
أسيف كان يطالعها بخوف و التوتر يزيد داخله من نظرتها...
و مو متخيل كيف بيتعامل معها بعد هاليوم...بيقدر يرجع يعاملها مثل ما كان...بعفويه...و إستخفاف أحيانا...
كيف...وهو اللحين مو قادر يتكلم مثل ما كان يكلمها قبل...مو قادر يقرب منها خطوه...مو قادر يشيل عيونه عن وجهها...مو قادر يهدي هالمشاعر الثايره داخله...
خاف...و ما لقى داخله إلا حل واحد...الهروب...
أسيف يروح و بغرور= ما تبين ترضين بكيفك..أنا الغلطان اللي عبرتك
تركها و راح...يدري إنه خرب اللي سواه...و خرب اعتذاره...بس اللحين هذا اسلم حل عنده...إنها تظل زعلانه...و تبقى بعيده عنه...ما تكلمه...
لأنه مو متخيل لو رضت و رجعت تضحك معه و هي بهالشكل...كيف بيتصرف...
رجوى كانت تطالعه بقهر...(هذا اللي أفكر اعترف له اني أحبه! واضح إني ما أسوى عنده شي....مادري ليه دائما انسى إنك أسيف المغرور و لا يمكن يتغير هالشي..هالتغيير اللي أنا فرحانه فيه أكيد ما يسوى عندك شي..أنا عشاني ما عمري شفت خير على بالي صرت حلوه؟....بس مشاعل قالت إني حلوه؟ ليه أنت ما تشوفني مثلها؟ أو كانت تجاملني)
جابت لها الخدامه الأكل...و جلست تآكل بدون نفس...بس عناد فيه...و بقلبها...ما تبي تبين زعلها...و جرحها...اللي تعودت تكتمه...حتى عن نفسها...
••
••
••
كان يتقلب بسريره من ساعه...مو قادر ينام و يحس نفسه مخنوق...كل لحظه يطالع الباب...ينتظرها ترجع...(وينها؟ كل هذا تآكل؟ أو للحين زعلانه؟ تضايقت من اللي قلته؟ لااا رجوى ما تزعل لهالدرجه)
بس هو يبيها تزعل...و تبعد عنه و لا تكلمه...
فز وهو يسمع باب الغرفه ينفتح...غطى نص وجهه و سوى نفسه نايم...
شافها تدخل...و راحت تجلس بفراشها...و حطت يدينها على خدها و سرحت...
وهو يتأملها بصمت...أول مره يشوفها بهالضيقه...
تذكر خبالها الدايم...و ضحكتها...و ابتسم...و تنهد وهو يرجع يرسم بخياله ملامحها الجديده...(وين كنتي مخبيه كل هالحلا يا رجوى؟ ما كان مختفي بس انا كنت أعمى..أعمى أو مابي اشوف)
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••