كاتب الموضوع :
جرحها كايد
المنتدى :
القصص المكتمله
الساعه خمس العصر...كانت أم فايز جالسه مع جارتها أم سالم...و وفاء معهم...و كانوا يتكلمون عن حياة...
أم سالم= يعني ما أكلمها؟
أم فايز= والله أنا مابي اقطع نصيب البنت بس أنا متأكده إنها ماراح توافق
أم سالم= بس المدرسه اللي معنا تمدح بأخلاق أخوها و طيبه..حتى هي والله ما تتخير عنه..حياة تذكرها يوم كانت بالثانويه كانت تحبها بالحيل
وفاء..(تحبها هي بس مستحيل تحب اخوها..أنا متأكده إن حياة مو حاطه في بالها فكرة الزواج أبدا..بس الله يستر لو جاء العريس من طرف أبوي..معقوله يغصبها؟؟)
••
••
••
في غرفتها...كانت نايمه على سريرها...و يدينها تلعب بجوالها السري...تبي تدق و بنفس الوقت كارهه هالشي...
كانت تقلب بين الأرقام تشوف مين بتكلم...مع إنها ما كان لها خلق تسمع أي واحد فيهم...و قررت تقفل جوالها...لكنه دق...
و شافت اسم متعب على الشاشه...هذا اللي عطتها رقمه أريج أمس...و من يوم كلمته وهو كل ساعه يدق...بس هي مو طايقه أي كلمه منه...
حياة= نعم
متعب= وينك أنتي؟
حياة= بالمكان اللي أنا فيه
متعب= لا جد غرور من الصبح ادق ما تردين؟ عسى ما شر؟
حياة= و ليه كل هالخوف؟
متعب= قلت يمكن زعلتها أو شي..أو تعبانه؟
حياة= لا بس ما كنت في البيت
متعب= أهم شي تطمنت عليك حياتي
حياة بتريقه= من متى؟
متعب= من يوم سمعت هالصوت الساحر..بالله عليك أنتي كيف ما تذوبين و أنتي تتكلمين؟ أنا ذاب قلبي
حياة= قلت لك كم مره ما أحب هالكلام..ترى بأسكر
متعب= خلاص عمري لا تزعلين..أهم شي اسمع صوتك لو تسبيني...غرور
حياة= نعم
متعب= أبي اشوفك..والله بأموت بس اشوفك
حياة= أفكر
متعب ما صدق= والله؟
حياة= قلت لك أفكر..يله اللحين بأسكر باي
متعب= باي
سكرت حياة و هي مقرره تتخلص منه...و خطرت في بالها فكره ضحكت عليها...
قفلت جوالها...و حطته في الدرج و قفلت عليه...و راحت عند التسريحه...تسرح شعرها...و رفعته ذيل حصان...و حطت قلوس وردي يتناسب مع لبسها...و نزلت لأنها تعرف إن أم سالم عندهم...
دخلت للمجلس...و سلمت عليها...و جلسوا يسولفون...و أم سالم قررت تلمح لها عن الموضوع...أم خالد وصتها...و هي ما تبي تقول لها إن البنت رفضت و هي ما كلمتها...
أم سالم= تذكرين أم خالد يا حياة
حياة= مين؟
أم سالم= أم خالد..مدرسة النحو في الثانوي
حياة تبتسم= ايه..وش أخبارها؟
أم سالم= الحمدلله بخير..تسلم عليك
حياة= الله يسلمها
أم فايز كانت تراقبهم بتوتر...و وفاء مركزه نظراتها على حياة...تبي تتاكد إلى أي حد موضوع أبوها مأثر عليها...
أم سالم= موصيتني اكلمك..ولو ما كانت مستحيه لأنهاماتعرف مرة عمك كان جت معي اليوم
حياة بإستغراب= تكلميني عن ايش؟
أم سالم= أخوها خلص دراسه برا و كان.....
حياة تقاطعها بإبتسامه= إذا كان زواج لا..أنا ما أفكر اتزوج اللحين..لين اخلص دراستي و بعدين اقرر
سكتت أم سالم...و وفاء مستغربه من هدؤ حياة...لكن إبتسامتها و هي تتكلم عن هالموضوع...ما كانت مثل إبتسامتها دائما...كانت إبتسامه مليانه قهر مكبوت...(ما دري اللي في بالي صح أو أنا اتخيل)
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
دخلت أم علي عند جاراتها في المجلس...في بيت أم سعد...سلمت عليهم...و جلست معهم...
أم علي= و أم مشعل ماراح تجي؟
أم سعد بإحراج= لا..ما عزمتها
أم علي= .....
سكتت أم علي و بان الضيق عليها...و أم رائد تطالع أم سعد اللي انحرجت...و خافت تروح تعزمها عشان خاطر أم علي...لأنها مره كبيره في السن...و كل اللي في الحاره يحترمها...
ما كان يعيبها بوجهة نظرها...إلا إهتمامها بأم مشعل و بناتها...اللي كل الحاره متضايقه منهم...
عشان كذا تكلمت...
أم رائد= يا أم علي إنك تعطفين على هالناس شي..و إنك تخالطينهم شي ثاني
أم سعد تفاعلت معها= و ليتهم عاد يستاهلون الرحمه..أنا ما عمري شفت عيال بأذيتهم
أم علي بضيق= حرام عليكم والله مساكين..أنتم مو شايفين الحال اللي هم فيه
أم رائد= الناس الضعيفه تستحي على وجهها..و تحمد ربها على الخير اللي يجيها من الناس..مو هم..عيالهم الصغار كل صبح ضاربين بنات الحاره و سارقين مصروفهم..و كل واحد فيهم لسانه وش طوله..و كله و لا هالمجنونه رجوى..خلي أي واحد يتهاوش مع إخوانها تحط عقلها بعقل الصغار و تضربهم..و لا تحترم لا صغير و لاكبير
أم سعد بهجوم= لا و خبيثه..هي و أبوها ناوين على أبو سعد..الرجل ما قصر مأجر لهم بيته بتراب الفلوس اللي ما يسددونها إلا متى؟ و طمعوا فيه..أبوها يلمح له فيها..و هي كل ما شافته لزقت فيه تسولف و تضحك ما تقول كبر ابوها!!
أم علي= والله رجوى طيبه و على نياتها و أكيد ماتقصد اللي في بالك
أم سعد= إلا تقصده..البنت عايشه مع إخوانها بفقر و من اللي شفناه هالسنين منها واضح إنها بتسوي أي شي عشان تطلع منه...و إلا على بالك معتمده على أبوها المجنون
أم علي= استغفر الله العظيم..أنتم وش تبون فيهم؟ اللحين حتى الرجال بتحطينه مو صاحي
أم سعد= و أنا صادقه..ما جبت شي من عندي..أبوسعد يقوله..من يوم عرفه وهو يقول إنه على عقله و غلط يكون عنده عيال
أم رائد= والله صادق شوفي عيالهم كيف طالعين..لا رقيب و تربيه..الله يستر من اللي بيجينا منهم
أم علي بزعل= أنتم بتتركونهم في حالهم أو اقوم
أم سعد بتدارك= لا وش دعوه يا أم علي..والله ما قصدت ازعلك..بس الواحد من القهر اللي فيه يفضفض..أنا مسحملتهم في بيتي و إزعاجهم..و لعانتهم لي خمس سنين..بس إذا وصلت لأبوسعد والله ما سكت لهم
أم علي= زوجك رجال عنده عقل و ماراح يفكر بوحده كبر أحفاده..و خليكم من سيرة هالمساكين حرام عليكم
سكتوا...مو إقتناع...لكن ما كانو يبون يزعلونها...
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
دخلت مها للصاله...و تنهدت براحه يوم ما شافت رحيل فيها...(الحمدلله شكلها اليوم ماراح تطلع من غرفتها..كذا اريح دامها إذا طلعت ما تعرف تجلس بخير مثل العالم)
راحت للتليفون...تدق على بنت عمتها وداد...
مها= مساء الخير
وداد= هلا مهاوي وش أخبارك؟
مها= تمام..و أنتم وش أخباركم؟
وداد بخبث= حنا! حنا بخير كلنا..و مشتاقين لكم
مها= لا تخافين الخميس بنجيكم و تشوفيني
وداد تضحك= حتى انتي بتشوفيني و تشوفينه
مها بإحراج= وداد!!
وداد= وش فيك بيني و بينك
مها= لا؟ ما أعرف طولة لسانك..لو أحد عندك و سمع؟
وداد= لا تخافين أنا في غرفتي لحالي...صح باسألك رحيل مارح تجي معكم؟
مها بضيق= طبعا لا...وش تبين فيها؟
وداد= لا بس اليوم طرت على بالي مادري ليه؟
مها= احمدي ربك إنك ما تشوفينها..والله ترفع ضغطي و أمي بس تسكتني عنها عشان أبوي ما يتضايق..بس ما ارتاح إلا إذا دخلت غرفتها
وداد= للحين على عزلتها و غرورها
مها= لا زادت أكثر
وداد= احس جدتها تعبيها عليكم..و إلا ليه هالكره كله..و أنتم ما عمركم ضريتوها بشي..تاركينها على راحتها..و خالي عمره ما هاوشها أو صرخ عليها
مها= يمكن
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
بعد المغرب...كانت حياة في المطبخ تسوي لها عصير...و سمعت صوت ولاء العالي تتهاوش مع فايز...
أم فايز= وش فيكم؟
ولاء بقهر= يمـــه خليه يفتح التلفزيون بأتابع البرنامج!
أم فايز= فايز ليه سكرت التلفزيون؟
فايز واقف عنده= البرنامج اللي تشوفه كله قلة أدب مثلها
ولاء بقهر= احترم نفسك..من زينك أنت و أخلاقك
أبوفايز يدخل بعصبيه= وجع إن شاء الله..أنتي ما تستحين على وجهك تقولين هالكلام لأخوك؟(يلتفت لأم فايز)..و أنتي ساكته لها؟
أم فايز بخوف= الله يهديك يا أبوفايز..اخوان و اختلفوا مع بعض
أبوفايز= ما تطول لسانها على أخوها..اعتذري منه
ولاء تجمعت الدموع بعيونها...و كانت ترتجف خوف...و قهر من أبوها...مع كذا ما تدري كيف طلع صوتها...
ولاء= بس يبه هو....
أبوفايز يصرخ= اعتذري منه..لا والله أعلمك الأدب هاللحين
طالعته ولاء بحزن و نزلن دموعها...و طالعت أمها برجاء....لكنها عرفت إنها ماراح تسوي لها شي...
ولاء بقهر= أنا آسفه يبه...آسفه يا فايز...(كملت في نفسها) آسفه إني اعرفكم
تركتهم...و راحت تركض لغرفتها...
حياة كانت تسمع كل هالحوار...و يدينها ضاغطه على الطاوله بكل قوتها...و بدون شعور يدفعها القهر...طلعت للصاله تركض...
ما تدري وش بتقول...و لا وش تسوي...لكن فيها غيض من اللي سمعته ما تدري كيف تعبر عنه...
لكن لقت في وجهها عمتها أم فايز...اللي تطالعها بنظرات حزن...
لكنها حست بنظرات حياة الناريه...و توقعت اللي بتسويه...
أم فايز تمسكها برجاء= حياة الله يخليك..اسكتي عنهم حنا مو ناقصين..اللي ناويه تسوينه بيزيد علينا مارح يفيد بشي
حياة تطالعها بقهر= ليه؟ ليه يا عمتي؟ ليه هالسلبيه بكل مره؟ ليه لازم نسكت عن كل شي حتى الغلط!
أم فايز تصد= ........
تركتها حياة...و حتى هي طعلت لغرفتها و قفلت عليها...و هي تحس بقهر...و عجز...تكره شعورها فيه...
جلست على السرير...تفكر...
طالعت الدرج...و راحت تطلع جوالها...و هي ناويه تسوي اللي فكرت فيه...و تتخلص من اثنين من اللي قاهرينها...
دقت رقم متعب...
متعب= لاااا أمي راضيه علي..مرتين اسمع صوتك
حياة= لا و شكلها داعيه لك..بتشوفني اليوم بعد
متعب انصدم= والله! تمزحين؟
حياة= ما تبي بكيفك
متعب= لا مجنون أنا ما أبي..لو للمريخ اروح لك
حياة= لا مايحتاج المريخ..خلنا قريب احسن
متعب= وين؟ أنا بين يدينك
حياة= مطعم الــ....نلتقي بقسم العوائل
متعب بفرح= يعني بأشوفك؟
حياة= ايه
متعب= ياويلك ما تطلعين حلوه مثل صوتك
حياة= أنت شوف و احكم
متعب بإستغراب= كيف قدرتي تطلعين؟ مو تقولين أهلك محافظين و لا يخلونك تطلعين لحالك
حياة= صح..بس عمتي جايه عندنا و قلت لها عنك و بتجي معي...تقدر تجيب أحد من أصدقائك معك؟
متعب= و لايهمك..بس أنا مابي أحد يشوفك غيري
حياة= خلاص نتركهم لحالهم و حنا نجلس لحالنا
متعب= لا أنتي اليوم غير..ليتك كل يوم كذا
حياة= لازم أول اوثق فيك قبل اطلع معك
متعب= اوثقي عيوني أنا طيب و قلبي أبيض و ماراح اجبرك على أي شي..كل شي على أمرك و أنا راضي
حياة= خلاص بيننا اتصال..الساعه تسعه تكون في المطعم بس احجز لنا قبل تخلص الأماكن
متعب= من عيوني
سكرت و هي تتنفس بقوه...حست إنها مخنوقه و هي تسمع كلامه...
و دقت على هاني...واحد لها أسبوع تكلمه...و اختنقت منه هو بعد...
حياة= مرحبا
هاني= مرحبتين و ثلاث
حياة= وينك دقيت عليك اليوم ما رديت
هاني= نسوي مثل ما تسوين يمكن تحسين
حياة= والله ما تستاهل اللي أنا متعبه نفسي عشانه
هاني= وشو؟
حياة= لا خلك على تغليك
هاني= عاد أنتي مصدقه اشوف رقمك و لا أرد..بس كنت عند عماني
حياة= اممم زين وش رأيك تعزمني على العشاء اليوم
هاني= و كل يوم بس تقدرين تطلعين
حياة= ايه هاليومين عندنا حالة إستثناء..أقاربي جايين عندنا و صرت اطلع معهم و أبوي مشغول عننا
هاني تحمس= يعني أكيد؟
حياة= أكيدين..بس ترى بنت عمتي بتكون معي
هاني بإحباط= لا أول مره نتقابل وش نبي فيها؟
حياة= هي اللي رتبت لي الطلعه..كيف تبيني أقولها لا تطلعين معي...تدري أنت جيب أحد معك لو عندك يعني
هاني= و بنت عمتك عادي عندها تجلس مع أحد ما تعرفه؟
حياة= ايه البنت جرئيه و تحب الأكشن
هاني= تعلمي منها..مو أنتي كل شي عندك لا
حياة= والله ما يملأ عينك شي و اللحين أنا وش جايه أقولك؟
هاني= خلاص خلاص راضين..أهم شي نشوفك يالقلب..بس وين؟
حياة= مطعم الــ.... هي حجزت هناك.. أدق اقول لك رقم الغرفه
هاني= زين اجل أقوم اكشخ لك
حياة= ايه اكشخ لا تفشلني عند بنت عمتي
سكرت منهم و هي تبتسم بإستحقار..(الله يجمعكم ببعض على خير..أنت وياه)
جلست في غرفتها...ما تحركت من سريرها للساعه تسع...و دق عليها متعب يقول لها رقم الغرفه...و هي قالت له إنها على وشك توصل...و دقت على هاني تستعجله و عطته رقم الغرفه...
و اتفقت مع الأثنين إن بينهم دقه إذا وصلوا...
••
••
••
في المطعم...جلس متعب و صديقه اللي بصعوبه اقنعوا القرصون يدخلهم...على أساس إن أهله جايين بعدهم بس تأخروا شوي...
صديقه= والله شكلك بتورطنا..عساها تستاهل هالبنت عاد
متعب= لو تطلع حلوه على صوتها والله ما أخليها تروح من يديني
صديقه= و قريبتها حلوه مثلها؟
متعب= مادري
صديقه= طبعا ضامن اللي لك و لا عليك من اللي لي
متعب= احمد ربك وحده و جتك على الجاهز..مو أنا اللي نشفت ريقي و أنا اكلمها على بال ما تنازلت تقابلني....هاذي هي دقت أكيد وصلوا
تأكد من كشخته...و رسم على شفايفه إبتسامه مغريه...
و انفتح الباب...لكن هالإبتسامه انقلبت شهقه وهو يشوف الإثنين اللي واقفين قدامه و على ملامحهم نفس الصدمه...
القرصون= هادول أهلك ياللي بإنتزارك؟
صارت لهم مشكله كبيره في المطعم...اجتمعوا عليهم الناس...و إدارة المطعم...
••
••
••
كانت نايمه على سريرها...و غرفتها غارقه بالظلام...إلا من أنوار الجوال اللي ما بطل يدق من كل الرقمين...
ضحكت بإنتصار...و هي تقرأ مسجات التهديد...و السب...اللي ارسلوها لها...لكنها ما هزت فيها أي ذرة إحساس...
و قفلت جوالها...و هي ناويه تفتحه بعد أيام يكونون ملوا...و نسوا...
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
كان بيدخل للصاله...قبل يسمع الإسم اللي شد انتباهه...
كانت وداد و أمه...يتكلمون عن رحيل...الإسم اللي قليل ما ينذكر قدامه...لدرجة شك إنها للحين تسكن عند خاله...
وداد= إذا فكرت فيها كيف يتيمه..و تاركه دراستها..و بس جالسه لحالها..احس تكسر خاطري و أقول بأحاول من جديد معها...لكن إذا شفت كيف تتعامل مع خالتي أم أحمد و خالي و البنات أقول مغروره و معقده وش أبي فيها
أم سعود= والله هالبنت مادري وش فيها؟ الله يعين خالك عليها
سرح بخياله يتذكرها...رحيل...آخر مره شافها من سبع سنين...و ذكرها في هالبيت كان كل سنه يقل لين انعدم...
استرجع ملامحها...ذاك الوجه اللي صعب ينسى...جمال و فتنه سبحان اللي جمعها بوجه واحد...
تذكر كيف كانت بعمر سبع سنين...بين أمها و أبوها...كانت طفله خجوله...مبتسمه...كلها طيبه و عطف...
لكن بعد ما شافها في بيت عمه...بعد وفاة أهلها بذاك الحريق اللي ما نجى منه غيرها...صارت طفله ضايعه...بعيونها نظرات شك...و خوف...هاديه...ما تتحرك و لا تتكلم إلا بعد إقناع طويل...
لين جاء ذاك اليوم اللي ثارت فيه فجأه...و انتهى سكونها...تذكر حالتها الهستيريه اللي صابتها بدون سبب...أو لسبب ما عرفوه...و لا هدت إلا بعد ما راحت لجدتها...
و من بعد ما رجعت...رجعت بشكل غير...رجعت طفله متمرده...عصبيه...فيها قسوه غريب تحملها طفله بعمرها...
طرى في باله ذاك اليوم اللي شافها فيه...و كان آخر مره يشوفها فيها...
كان هو و مها و وداد...ملتمين على الحمامه اللي لقوها طايحه بعد المطر...مكسور جناحها و ترتجف من البرد...كانوا ينتظرون بدور اللي راحت تجيب لهم منشفه يغطونها فيها و يشيلونها...
لكنهم تفاجأو من الحجر الكبير اللي ارتمى على الحمامه...و قضى على آخر نفس فيها...شهقوا بصدمه و ارفعوا راسهم...يطالعون رحيل بعدم تصديق...
سعود بقهر= ليه سويتي كذا؟!
رحيل= خلها تموت أحسن..لا تعيش على رحمتكم و إحسانكم
مها تصيح= حرام عليك! أنتي ما عندك قلب؟
رحيل تطالعهم بإتهام= لااا تعرفون مين اللي رمى عليه حجر؟
و تركتهم و راحت...
طلع سعود من أفكاره وهو يتنهد...(وش كان هذا يا رحيل؟ إتهام لنا؟ أو شي ما أحد يعرفه غيرك...هو السبب اللي خلاك على هالحال)
دخل للصاله...
سعود= السلام عليكم
أم وداد+وداد= و عليكم السلام و الرحمه
سعود يجلس= وش أخباركم؟
أم وداد= بخير يمه
وداد= ما دريت؟ أبوي عزم خالي يوم الخميس
سعود= قال لي أبوي اليوم
وداد جلست تراقب ملامحه اللي سرحت لبعيد بعد كلامها...و إبتسامه خفيفه علت شفايفه...(حلوو يا مها يعني الشعور متبادل..كنت حاسه بهالشي)
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
بعد المغرب...كانت شهد و قمر في الصاله...بعد ما نزلوا الصغار يلعبون في الحوش عشان ما يزعجون رجوى...اللي من نامت الظهر للحين ما قامت...
أم مشعل= ليه ما تصحونها نشوف كيف صارت؟
قمر= خليها ترتاح أحسن..يمكن المهدي اللي أخذته ريحها
شهد= والله هالرجوى خبله..جالسه و تعالج نفسها بكيفها..اللحين وش دخل مسكن ماخذينه من مدري كم شهر للصداع بوجع ظهرها!
قمر= عاد مين يقنع رجوى..طول عمرها تمرض ما عمرها راحت للمستشفى
دخل عندهم مشعل...وهو معصب...
مشعل= صدق فيه أحد صادم رجوى؟
شهد= كيف عرفت؟
مشعل= بدر قال لي..صدق؟
شهد= ايه
راح للغرفه...و لا رد عليهم وهم يردونه...دخل و راح عند سريرها...هزها بشويش...
مشعل= رجوى...رجوى
رجوى وهي نايمه= همممم
مشعل= رجوى اصحي
رجوى تفتح عيونها و تتثاوب= نعــــم
مشعل= مين اللي صدموك؟
رجوى بقهر= نفاية بشر..الوغد ابن الوغده
مشعل= شغلت لي المسلسل المكسيكي! مين هم؟
رجوى تتريق= عيال معي في المدرسه..و أنا وش دراني مين هم؟ عساهم يتشوهون و لا يستدلون عليهم لا أهلهم..و لا الكلاب البوليسيه..و لا الإف بي آي
مشعل= أوووف...بأي حاره؟ وش سيارتهم؟ كيف أشكالهم؟
رجوى تبتسم= ياااي مشعل كل هالفزعه لي! لا تكون تحبني؟
مشعل يضرب راسها= والله إنك رايقه..يله قولي لي
رجوى= حاضر يا حطرة الزابط..والله العظيم أقول الحق..الإسم رجوى صالح..العمر ثمانية عشر سنه..المهنه طالبه..في هذا اليوم المنحوس قد تم صدمي من قبل أشخاص كلاب في سياره كامري سوداء و فيها اثنين يقولون للقرود روحوا حنا مكانكم
مشعل كان يطالعها بنفاذ صبر= ما شفتي رقمها؟
رجوى= لا المره الثانيه انتبه لهالنقطه
تركها و راح و هي تضحك عليه...و دخلت عندها شهد...
شهد= هاه كيف ظهرك اللحين؟
رجوى= احسن..بيصير احسن..بس تعالي قوميني أصلي
شهد بسخريه= لا واضح إنه أحسن
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
طلعت حياة من غرفتها...و راحت لغرفة وفاء...و شافتها نايمه...
كانت بتطلع...لكنها سمعت صوتها...
وفاء تجلس على السرير= حياة؟
قربت حياة منها...و شغلت الأباجوره اللي جنبها...و جلست على طرف سريرها...
و شافتها تصد تمسح دموعها...
حياة= وش بيفيد الدمع فيه يا وفاء؟
وفاء= الله يهديه
حياة= قولي الله يصبرنا عليه..لأن الظاهر ما بيدنا إلا هالصبر
وفاء قررت تغير سالفة أبوها...قبل لا يتطور الكلام...و حتى حياة تتضايق و هي مو ناقصه...
وفاء= شلت لكم عشاء
حياة= ولاء ما تعشت؟
وفاء تبتسم= أخذت طبعك إذا زعلت قفلت عليها غرفتها
حياة= و لا يهمك انا اطلعها..و أراضيها..و اعشيها.....تجين؟
وفاء= لا فيني نوم
تركتها حياة و طلعت...و هي حطت راسها على وسادتها و تنهدت بضيق...(وش الفرق بين ولد و بنت يبه؟ مو كلنا عيالك؟...أدري المفروض تحب فايز أكثر لأنه الولد اللي بيشيل اسمك..و يكون سندك و سندنا بهالحياة..بس ليه ما تحبنا معه؟ ليه ما تعتمد علينا و توثق فينا؟ ليه نكون هامش بحياتك؟ الله يسامحك يبه..الله يسامحك)
••
••
••
وقفت عند بابها...تطق لها نفس الطقه اللي دائما تطقها عليها...
لحظات...و انفتح الباب و طلعت لها بعيون متورمه من الصياح...
طالعتها حياة بحزن و ضمتها...
حياة= يا قلبي يا ولاء..ما أحب اشوفك بهالحال..يله اضحكي أو ترى بأروح اذبح أبوك اللحين و اريحكم منه
ولاء= لا مو ناقصين هم
حياة تبعدها= أجل تطنشين..طلعيه من حياتك مثل ما هو طلعك من حياته..حاولي تعطينه أصغر مساحه من عقلك..لا تفكرين فيه..(تضحك) تدرين اعتبريه رجل أمك
ولاء تضحك= ما تبيني اتغطى عنه بعد
حياة= والله حلوه الفكره..كيف ما طرى على بالي اسويها؟..(سحبتها مع يدها) تعالي نتعشى
نزلت معها ولاء...و هي تطالعها بتفكير...و إعجاب...(كيف مو هامك اللي سواه أبوك؟ كيف قدرتي تكملين حياتك بعده و بعد أمك و تتفوقين بدراستك؟ كيف نسيتيهم و ألغيتيهم من حياتك؟ معقول حتى ما تفكرين فيهم؟ معقول كل اللي تركه فيك كرهك للرجال بس!)
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
قامت رجوى من السرير...و هي تحس بألم بظهرها...تسندت بيدينها و نزلت من سريرها...
مشت بهدؤ عشان ما تصحي خواتها...و طلعت للصاله...
شافت أبوها يدخل...
أبومشعل= وش مصحيك لهالوقت؟
رجوى= ظهري يوجعني طحت عليه
أبومشعل= بكره يهون أنتي مثل القطاوه بسبعة أرواح..ما فيه شي يهدك
رجوى= ليه متأخر؟ وين كنت؟
أبومشعل= و أنتي وش دخلك؟ يله روحي عن وجهي
دفها عن طريقه...و هي عضت شفايفها من ألم ظهرها...(أنا أبي اعرف هالخرابيط اللي يلوعون كبدنا فيها بالمطالعه عن الأب و دوره بالأسره..من وين جايبينها)
دخلت المطبخ...و أخذت لها حبتين مسكن...و جلست على الأرض...(خلينا نجلس شوي لين يبدأ مفعولهن و أقدر أنام)
صارت تتأمل المطبخ الصغير...و هي تحس بالضيق داخلها فجأه...تنهدت بأسى...بعدين ضحكت...(وش فيني أنا بعد؟ ناويه اسوي فيلم هندي على هالليل..والله هالمطبخ يجيب اكتئاب..خليني اطلع للصاله احسن)
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
جلست عند شباك الصاله من برى...تسمع أصواتهم داخل الصاله...مع إن هالشي كان يعذبها...لكنها كانت تحتاج لهالعذاب...ما تدري ادمنت عليه مع شدة كرهها له...أو لأنها متأكده إنها ماراح تتحمله...و كلها أمل في يوم يقضي عليها...
مها= بدور ياعمري قلدي مديرتك و هي تبي تطلب منك شي
بدور تضحك= لا استغفرالله ذيك المره سويتها عشاني مقهوره عليها
هناء بحماس= يارب تقهرك بكره عشان ترجعين تسوينها
أم أحمد= بسم الله على بنتي من القهر
أحمد= أنا اقلد بدور و هي تقلدها
مها تحمست= يله
بدأ يقلدها أحمد...و هم ماتوا ضحك عليه...
و كملوا سوالفهم...و تعليقاتهم...و مزحهم مع بعض...
و هي تسمع...و عيونها تطالع لبعيد بشرود...لين حست بثقل يجثم على صدرها....ضيق دائما يلازمها...و لا تدري ليه لللحين ما قضى على روحها...و ارتاحت...
جت لها لحظه...تجيها كثير...لحظه تكره فيها حتى نفسها...شكلها...طبعها...حياتها باللي فيها...
تشوف الناس عندها كل شي...و هي ما تملك أي شي...أي شي...
حتى لو تحاول تتخيل نفسها غير هالإنسانه اللي هي عليها ما تقدر...تحس إنها انولدت للوحده...للقهر...للعذاب...
نزلت دمعه حاره من عيونها...و هي تسمع أم أحمد تطلع من عند عيالها و تدعي لهم...
مسحت دمعتها بسرعه...و بقهر...
من سنين مات قلبها...و لا راح تسمح له يعيش من جديد...ماراح يعيش عشان يعذبها...
هي بتكون قويه...أقوى من اي شي...ممكن يوقف بطريقها...
لين يجي اللي تتمناه...و راح تستسلم له بكل سهوله......موتــــها...
قامت تجر رجلينها...و دخلت...و طلعت لغرفتها...
سكرت النور...و نامت...
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
|