حياة بقهر= أنت وش تبي؟ خلاص ما عندك حالات جاي تعالجني بالغصب؟ ايه أنا مريضه ارتحت..و أكرهك و أكره أي رجل بالدنيا..كل هاللي فيني بسببكم..اللي تشوفه بوجهي و الوجع اللي بقلبي..بس مع كذااا ماااراح تهدوني..(تصرخ)ماراح أموت بسبب رجل..تفهم أو لا..و لا أبي اتعالج..هالكره هو اللي مخليني عايشه..ولو لي مية عمر فوق عمري بأكرررهكم فيه...(تصرخ أكثر و تضربه بكاس الماء اللي جنبها) اطلــــع بــررررا
طلع من عندها بسرعه عشان تهدأ...بعد ما سحبته الممرضه لبرا سحب...كانت واقفه تكلمه..ما يدري تعتذر عنها أو وش تقول...لكنه تركها و راح يمشي وهو سرحان...
كان رايح و كله أمل يقدر يقنعها...لكنه ما قدر يقول و لا حرف...من ثورتها...و من اللي صدمه...
ملامحها الرقيقه...الجميله...مين قدر يخفيها بهالشكل...تأثر يوم شاف يدها الملفوفه بالشاش...وجهها اللي كانت الألوان الزرقاء بكل مكان فيه...(وش اللي فيك يا حياة؟ وش اللي صار لك؟ كيف أقدر اساعدك و أنا ما بيدي شي..و أنتي بعيده عند ناس ما بقلوبهم رحمه)
حس بضيق...و قهر...و عجز...تمنى إنه ما شافها و لا عرفها...
تذكر بنت عمها...اللي بحاله غريبه بعد...خوفها...و ارتباكها...و رجفة صوته كل ما كلمته...يخليه يتأكد إنها حتى هي عندها عقده و خوف...بس أخف من حياة...(رسالة بنت عمها لي..ظنيت إنها تتهرب بعد ما طلبت منها تقول لي وش صار لحياة..بس الظاهر صاير شي ثاني ما خلاها تقدر تكلم مره ثانيه)
للحظه فكر بتهور...يكلم عمها إذا جاء...و يقوله عن ضرورة علاجها...لكنه تذكر كلام الدكتوره عنه...و خاف يسبب له مشاكل...خاصه لو عرف إنه داخل بيكشف عليها بدون أي إذن...و حتى لو سألوها هي بعد بتوقف ضده و تتهمه بهالشي...
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
كانت نايمه على السرير من ساعات...مع إنها كانت صاحيه...بس ما تدري وش تسوي...و لا وين تروح...
رجعت من يومين للبيت مثل ما قال لها...أو أمرها...
بس هو ما رجع بعد يومين مثل ما قال...(لو كنت عند جدتي للحين مو أحسن؟ أنا الغلطانه صدقته و رجعت..وهو أكيد نسى اللي قاله لي ولا جاء على باله..مثل ما أهله مو حاسين بوجودي عندهم..لين تآمر أمه أجي عندها تسأل و تتطمن عن ولدها......وش الجديد؟ دائما وجودي مثل عدمه)
جلست على السرير...و شافت صورته اللي على الكومدينو...ظلت تطالعه بشرود...و تفكر بكل اللي صار بينهم...
تفكر بتمثيلها عليه...اللي ما قدرت عليه...و ملت منه...و ما تذكر اللحين شي من اللي قالته سعاد لها...
في البدايه سوت اللي قالته لها...أو بعضه...لكن وليد صارت له ردات فعل ما تدري كيف تتصرف معها...سعاد قالت لها تبدأ تفكر هي حسب اللي يسويه...
بس هي ما تعرف تفكر...ما تعرف كيف تتعامل معه عكس اللي هي تحسه...(تلعبين على نفسك يا رحيل..أنتي مو نافعه بأي شي..لو كنتي تقدرين تسوين شي كان سويتيه لغيره..كان ما كنت بهالحال)
تحس بضيق...و وحده...
خاصه بعد ما تذكرت كلام جدتها يوم لمحت لها عن طلاقها...نهتها عن هالشي...و وصتها تصبر و ما تخرب حياتها بأولها...(زين يمه بأكمل و اشوف وش بيتغير؟ كيف بأتعامل معه إذا رجع؟ وهو متى بيمل؟)
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
وصلت رجوى لبيت اخوانها و نزلت...وقفت تطالع الحاره بإستغراب...تحس إن لها سنين ما شافتها...تحس حياتها اللحين بعيده بالحيل عن هالبيت...
دقت الجرس و فتح لها فيصل...
فيصل= نعم
رجوى= نعامه تتوطاك..نسيتني؟
فيصل يصرخ بفرح= رجوووى
ضمته بقوه...و هي تضربه...
رجوى= والله لكم فقده
دخلت معه...و شافت خواتها يتغدون...و مشعل فيه...
قاموا كلهم يسلمون عليها...
مشعل= عاش من شافك يالزوجه السريه
رجوى= وش أخبارك يا حمار؟ وش مسوي؟ للحين ما تنفع؟
مشعل= وش تبيني أنفع فيه؟ اشتغل يعني! هذا أنا عايش معكم و كثر الله خيري
رجوى= يوووه يا مشعل احس لو الدنيا كلها تتغير..أنت بتبقى مثل ما أنت كأنك عانس فاتها القطار و جالسه تتحسر على عمرها...(تطالعهم) و ياويل أحد يقول ماله دخل التشبيه أنا احس له دخل
شهد برجاء= رجوى متى بترجعين؟ مو قلتي ماراح تطولين؟
رجوى= هو صح إني مو مستفيده من هالزواج..بس و لا يهمكم بأكافح لين أطلع منه فايده..بعدين أنا حامله هم العده اللي بأنطق فيها بالبيت على غير سنع..صح هي كم عدة المطلقه
قمر بحماس= ثلااااثة قرؤ
رجوى= بس الله يفضحك..ما قلتوا وش أخباركم؟ ناقصكم شي؟
مشعل= ايه عطيني فلوس؟
رجوى= أعطيك تراب هو اللي بيملأ عينك..مالت عليك طالع على أبوك ما تهتم إلا بنفسك...إلا على طاريه يجيكم؟
أم مشعل= ايه يجي آخر الليل..و يروح الفجر
مشعل= ليه ما تقولين لزوجك يلقى له شغل أحسن من هالشغل؟
رجوى= مو أقولكم غبي..و بليد..و ما يفهم...أبوك لو يصير تاجر أنت حالك مثل ما هو ماراح يتغير..يعني يقالنا شفنا شي من فلوس زواج رحيل..أو من زواجي..أبوك يحب يآكل لحاله عساه المغص
بسمه= رجوى مري علينا كل يوم
رجوى= من زينكم! مره بالأسبوع يكفي...صح بآخذ اللي جيت آخذه
دخلت الغرفه...و لحقتها شهد...
شهد= وش بتآخذين أنتي ما بقيتي شي من أغراضك؟
رجوى= أول مره تشغلين مخك..أنا قلت كذا عشان ما يدري مشعل إني بأعطيك فلوس
عطتها الفلوس...و خبتهن شهد...
رجوى= صار شي المفروض أعرفه؟
شهد= لا..حياتنا بعد ما رحتي راكده ما فيها زين و لا شين..الملل هو الشي الوحيد اللي جد عندنا
رجوى بتريقه= وش هذا؟ خاطره..أو رثاء..أو مقطع إعلاني عن فيلم البؤساء؟
شهد تبتسم= ما تقدرين تجلسين عندنا يوم كامل..و تنامين هنا؟
رجوى= امم المره اللي راحت نمت عند جدتي..المره الجايه أنام عندكم
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
كانت جالسه على سريرها...تحاول تهدي نفسها و تقويها...و تلم أفكارها المشتته...عشان تقدر تتصرف...
تعبها ماراح يفيدها بشي...بس بيزيدها ضعف...و ألم...
دخلت عليها الممرضه...تقولها إن زوجها جاء ياخذها...
ارتجفت قهر و هي تسمع هالكلمه...و بحقد ركزت نظرتها على الباب تشوف مين هاللي رضى يستر عليها...وش دوافعه...
و دخــل...
اتسعت عيونها صدمه...و هي تشوف اللي واقف قدامها...كانت متخيلته...لا كانت متأكده إنه رجل كبير...
بس اللي قدامها كان شاب...و وسيم لدرجه كبيره بعد...
وقف عند الباب...يطالعها من بعيد...بس ما عرفت بأي نظره...لأنه كان لابس نظارات شمسيه...
بعد ما راحت عنها الصدمه...رجعت لها نظرات الكره...و القهر...
زوجها= البسي عبايتك..بنروح
ما قال غير هالكلمه و طلع...و هي ما تحركت من مكانها...
تطالع الباب اللي طلع منه بإستغراب...و سؤال يدور في عقلها...ليه واحد مثله يتزوجها...(معقوله ما يدري؟ عمي كذب عليه؟ لا..أكيد يعرف و إلا ليه يتزوجني بهالسرعه و بدون حفله؟ و ليه يكلمني بهاللهجه؟)
لبست عبايتها و طلعت...و شافته متسند على الجدار...و أول ما شافها تعدى من قدامها...
زوجها= يلــه
مشت وراه...مع إن آخر شي تبيه...هو إنها تطيع أوامر هاللي قدامها...بس هي ما كان فيها أي قوه...للعناد...أو الكلام...
لكن احساس داخلها يرفض الخضوع...(بس بيكون غلطان لو فكر إني بأرضى أنذل له)
••
••
••
وقف بآخر الممر...يشوفها و هي تطلع من غرفتها...مع ذاك اللي باين إنه مو مهتم فيها أبدا...و لا بتعبها...
شاف الممرضه اللي كانت عندها...
د:بسام= المريضه طلعت؟
الممرضه= يس دكتور
د:بسام= مين اللي طلعها؟
الممرضه= هير هازبند
راحت الممرضه...وهو واقف يفكر بصدمه...(زوجها!! تزوجت؟)
وقف مصدوم يطالع المكان اللي طلعوا منه...(اللي فيها ضرب مو حادث مثل ما قالوا؟ و مين اللي ضربها كذا؟ عمها يقنعها بهالزواج؟ أو زوجها؟)
حس بالقهر يشتعل داخله...وهو يتخيل الحال اللي كانت فيه...و اللي بتصير فيه...
يبي ينسى و يقول إن ماله دخل فيها...هي مثل غيرها كثير...ماراح يحل مشاكل كل الناس...خاصه إذا رفضوا يتدخل فيهم...
لكن مع كذا ما كان مرتاح...و لا يقدر ينسى...و لا يهدي القهر اللي يغلي بروحه...
تنهد بضيق...و عجز...(بتنسى مع الأيام يا بسام..لأني عندي إحساس إني ماراح اشوفها بعد هاليوم..الله يكون بعونك يا حياة)
رجع لمكتبه و رمى نفسه على الكرسي...و عيونه مركزه على الدرج...و فتح الدرج الأخير...
و طلع الرسمه اللي رسمها لها أول ما شافها...سرح يطالعها دقايق...و يتذكر كيف كان شكلها اليوم غير...بهالجروح...و الكدمات...
مسك الورقه بين يديه...يبي يقطعها...عشان ينسى...لكنه ما قدر...و رجع الورقه في الدرج و قفله و طلع من المكتب...
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••