المنتدى :
المنتدى الاسلامي
المنافسة في العمل الصالح
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه . أما بعد :
فإن الله جل وعلا قد دعاء للمسارعة إلى الخيرات‘ والمنافسة فيما عنده من جزيل الثواب والنعم فقال تعالى {ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون}(المطففين:26) وقال سبحان{لمثل هذا فليعمل العاملون}(الصافات:61) وقال {والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم }(الواقعة:10-12)
فكيف تكون المنافسة في العمل الصالح ؟
أولاً: مجاهدة النفس على الطاعة
لان سبيل الطاعة شاق وثقيل يحتاج الى حبس النفس وترويضها ، وسوقها إلى الله بالتحمل والتصبر فقد شاء الله ان يكون طريق الجنة محفوف بالمكاره، وطريق النار محفوف بالشهوات ،ليميز الصابر من الضاجر ، والطيب من الخبيث .ففي صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ))حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره)).
فمجاهدة النفس على العبادة والطاعة وكبح الشهوات هي السبيل الوحيد للمنافسة في الخير ، وقد وعد الله من صدق في حهاده بالتوفيق والمعية والهداية والسداد ،فقال {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}(العنكبوت:69) واعلم ان افرض الجهاد :جهاد النفس ، وجهاد الهوى ، وجهاد الشيطان، وجهاد الدنيا.
أني بليت بأربع يرمينني بالنبل قد نصبوا علي شراكا
إبليس والدنيا ونفسي والهو ى من أين أرجو بينهن فكاكا
يأرب ساعدني بعفو إنني أصبحت لا أرجو لهن سواكا
فمن أطاع مولاه ،وجاهد نفسه وهواه، وخالف شيطانه ودنياه ،كانت الجنة نزله ومأواه ،ومن تمادى في غيه وطغيانه ،وارخى في الدنيا زمام عصيانه ،ووافق نفسه وهواه في مناه ولذته واطاع شيطانه كانت النار اولى به ،قال تعالى {فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى }(النازعات:37-41)
إنا لنفرح بالأيام نقطعها و كل يوم مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً فإنما الربح والخسران في العمل
ثانياً:الاكثار من القربات
وهي كل طاعة يحبها الله جل وعلا ويرضاها و أهم ذلك واجله الفرائض التي فرضها الله على عباده .فإن الله لا يتقرب إليه بالقربات إلا بعد اداء الفرائض كما اوجب وبين فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلمإن الله تعالى قال:من عادى لي وليا ًفقد آذنته بالحرب .وما تقرب إلي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني أعطيته ،ولئن استعاذني لأعيذنه)
ومما ينبغي المسارعة إليه من الخيرات كل ما هو من المعروف فعن أبي ذر رضي الله عنه قال :قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ((لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق))
فاحرص رعاك الله على فعل الخير ، واعلم ان ما قدمته لله لا يضيع قال تعالى {من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون }(الجاثيه:15)وقال سبحانه {وما تفعلوا من خير يعلمه الله }(البقرة:197)فاكثر من القربات ،وسارع إلى الخيرات ،واسع في قضاء حوائج المسلمين ،وكن شافعاً لهم بينهم ،ومصلحاً بينهم ،رحيما ًبضعيفهم ملاطفاً بيتيمهم ،مستوصياً بنسائهم ،وتحلى بالخلاق الحميدة ، كالحلم والرفق والاناة والعفو والاعراض عن الجاهلين واحتمال الاذى وترك الغضب وبر الوالدين وليكن لسانك رطباًمن ذكر الله على الدوام .
إن لله عبادأً فطنا طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما عل موا أنها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخذوا صالح الاعمال لها سفنا
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
|