كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
- دعيني أساعدك.
- لا تلمسني!.
احمرت وجنتاها وبدت مذعورة للغاية.
ضاقت عيناه، فأخفت أهدابه الكثيفة مشاعره:
((هل أنت بخير؟)).
لا. .لم تكن بخير، كان لديها كل شئ الا الخير، وشعرت بشئ يجثم على قلبها، فيما كانت عواطفها تتدفق بقوة. لم تكن تعلم ماذا يحدث لها لكنها كانت تشعر بالانهيار. ومثل هذا لا يجوز أن يحدث خصوصا معه.
لقد مر على انتهاء زواجها من جيريمي أكثر من أربع سنوات وطوال تلك السنوات لم تعرف رجلا أخر، مرت أربع سنوات على آخر مرة لمسها فيها رجل.
- يمكنني النزول وحدي.
قالت هذا بصوت مختنق، كارهة إثارته لها واهتمامه بها.
هز كريستوس كتفيه، وضغط شفتيه، ودون كلمة، أحضر سلة الطعام والمناشف من داخل الزورق، ثم عاد إلى الشاطئ,
جلست أليسيا في الزورق المربوط، عاقدة يديها في حجرها وأخذت تنظر إليه وهو يضع السلة والمناشف على الرمل قبل أن عود إلى الماء ليسبح. أخذت تراقبه، كان سابحا ماهرا يضرب الأمواج بذراعيه القويتين، وصل إلى نهاية الخليج ثم استعد ليستدير عائدا. في هذا الوقت خلعت أليسيا تنورتها وبلوزتها ثم ألقت بنفسها في الماء وسبحت بسرعة إلى الشاطئ، فشعرت بروعة الماء ودفئه.
منتديات ليلاس
نشفت جسدها على الشاطئ، ثم وضعت منشفتها لتجف، وجلست عليها تراقب كريستوس وهو يقترب. كان الآن على ظهره يسبح بكسل على طول الشاطئ، رأسه الأسود الشعر ملقي إلى الخلف وذراعاه القويتان تدوران في الماء.
وفجأة، دخل الخليج زورق آخر رسا على مقربة من زورق كريستوس الدونزي. ثم خرجت المجموعة المكونة من عدة أسر كما يبدو، وأخذت الأمهات يفرشن البطانيات والمناشف على الرمال بينما شرع الأولاد يلعبون متدافعين على الأمواج. وجلس الآباء معا، مشكلين دائرة من السلطة الذكرية. ولاحظت أليسيا أن النساء أخذن يقمن بكل الأعمال كالعادة فيما الرجال يهمون بالجلوس.
خرج كريستوس من البحر والماء يقطر من جسده، وقد تبلل شعر صدره الأسود. تهالك بجانبها على الرمال، فابتعدت عنه بشكل غريزي، تلتمس مزيدا من السعة. وألقى هو عليها نظرة غريبة، ثم سألها:
((أتشعرين بتوتر؟)).
- لا!.
- هذا حسن، لأننا متزوجان، يا أليسيا. وبهذا تكون علاقتنا حقيقية.
لاحظ الألم على ملامحها فتوتر فكه، وأخذ يراقبها من تحت أهدابه المسبلة. كان وجهها أشبه بلوحة شفافة تمر عليها عاصفة بعد أخرى حتى أنهكه القلق.
أخذ قبضة من الرمال ثم جعلها تنساب من بين أصابعه.
- لماذا تزوجت مني؟ ما الذي غير رأيك؟
رفعت رأسها بسرعة، وقد التصق شعرها الطويل المبتل بكتفيها.
- ماذا؟.
- لماذا غيرت رأيك بالنسبة للزواج مني؟.
لم تجب، فمد يده وفتح راحته، تاركا الرمال الناعمة تسقط داخل ذراعها فأبعدت ذراعها بحدة فتناثرت الرمال الدافئة على جسدها.
حبيبات الرمال على ذراعيها لم يكن بالإمكان تجاهلها. .أخذ ينفض الرمال عن ذراعيها فشهقت وانتفض جسدها لكن يده لم تترك ذراعها الدافئة.
تملكتها رجفة خفيفة شعر هو بها فنظر إليها رافعا حاجبه:
((هذا حسن)).
احمر وجهها خزيا بينما قال:
((لقد أعجبني ملمس بشرتك)).
- دع يدك لنفسك.
- أريد زواجا يا أليسيا، أريدك.
- أنت قلت إنك ستمنحني وقتا.
- نعم، لقد منحتك. ولكن كم يلزمك من الوقت أكثر من هذا؟ أنت منجذبة إلي.
- لديك مخيلة خصية، يا سيد باتيراس، إذا كنت حقا تعتقد هذا.
ورفعت رأسها والازدراء في عينيها، وضحك هو وقد سره الوهج الناري في عينيها. كان يحب عندما تغضب، يحب الثورة والتحدي الذي يراه مدفونا فيهما.
- مخيلتي خصية نوعا ما، ولدي عدة أفكار أريد أن أجربها معك.
- قد لا أكون عذراء، يا سيد باتيراس، لكنني مع الآسف، لا أستطيع مجاراتك. والأفضل أن تجد رفيقة يمكنها أن ترضي حاجتك أكثر مني.
- أنا لا أريد خليلة، أريدك أنت.
- هذا غير صحيح.
- لماذا لا يحق لي الشعور بالرغبة فيك؟
- لأنك لا تعرفني.
ودست يديها في الرمال حتى المعصم:
((ولا يمكنك أن ترغب في امرأة عرفتها لتوك)).
- لماذا لا؟
- لأن. .لأن هذا ليس صوابا.
- آه! إنها تعاليمك الأخلاقية. لقد فهمت. تتزوجين رجلا لكي تهربي من أبيك، لكنك لن تحطي من قدرك إلى حد الرغبة فيه.
- لا، ليس هذا هو الأمر.
|