كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
- أنا أعرف أنني لست كذلك.
- أنا أراك بارعة الجمال .
- ربما كانت الصحبة تنقصك، مؤخرا.
فابتسم بتسامح، تقريبا: ((كانت لدي صحبة غير عادية، ولكن، علي أن أعترف، أنك تفتنيني. أنت جمال معذب، أليس كذلك؟)).
شحب وجهها واتسعت عيناها: ((هذا الحديث يضايقني جدا)).
- آسف.
لكن الآسف لم يظهر عليه كما رأت وهي تكبح ذعرا جديدا، شاعرة بأنها حوصرت.
عندما كانت ترتدي ملابسها الليلة صممت على أن تبقي بينهما مسافة، وأن تبقى مستقلة بذاتها وأن تبذل كل ما بوسعها لكي تبقيه بعيدا عنها، لكنه ذو سلطة ماكرة. فقد وجدت نفسها تنجذب إليه بطرق لم تستطع أن تفهمها.
كان غريبا، وقد اشتراه أبوها. كان يريد أموال ليموس فقط، فلماذا تثور مشاعرها ويخفق قلبها، ولماذا تريد ما هو خطأ بالغ بالنسبة إليها؟
أغمضت عينيها نصف اغماضة، مذكرة نفسها بأنه عنكبوت قد غزل لها شركا، فإذا لم تكن حذرة سيأكلها كما تأكل العنكبوت الذبابة الصغيرة، وبهذا تنجو منه.
وضعت قدما أمام الأخرى، وكأنها تسند بذلك نفسها من اختراق الأعداء, إنها ستطرده عنها، ستضع خطا هنا فلا يجتازه، ولن تدعه يفعل ذلك.
تحرك كريستوس، مادا ذراعه الطويلة بكسل ليجر كرسيها إليه، لم يكن ينوي أن يدعها تهرب:
(( لا ضرورة لأن تخافي)),
منتديات ليلاس
- أنا لست خائفة.
هذا حسن فان الجليد كان في صوتها.
- نبضك يسرع، يمكنني رؤيته من هنا، في عنقك.
كان قلبها يخفق بسرعة، وشعرت بأنفاسها تنقطع، وبدوار، وتوتر. إذا لمسها، فستصرخ, وإذا جرها أكثر، فستقفز. لقد سار كل شئ بشكل خاطئ، خاطئ للغاية، ولا يمكنها الآن إلا أن تلعب الورق الذي أعطي لها.
- هذا غير صحيح. أنا هادئة جدا، ربما أنت بحاجة إلى نظارات.
توترت شفتاه، ثم عاد فابتسم:
(( نظري ممتاز، عشرون على عشرين، وأبي وأمي لا يضعان نظارات)).
تلاشت ابتسامته وقطب جبينه، وإذا بكل الضحك يتبدد، وتبدو عليه الصلابة والعزيمة.
- لماذا منزلتك في نفسك وضيعة هكذا؟
أفقدها تغيير الموضوع توازنها، وشعرت وكأنها اصطدمت بجدار. وهزت رأسها وقد تملكها الدوار إزاء الحقيقة التي كانت تقاومها.
|