كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
- كيف يمكنك أن تثق بي بعد أليكسي؟ وامك؟ إنها تكرهني.
- أنا لست بحاجة إلى موافقتها، ولا يهمني ما يظنه الآخرون، فأنا أحبك وأريد أن أعيش معك، هذا هو المهم فقط.
- كما أن ليس لدي أي ميراث.
- لا، أنت الآن أفقر من فأر الكنيسة.
- هذا شئ رائع للغاية.
واغرورقت عيناها بالدموع، دموع خالطها شئ من الضحك، فلأول مرة منذ سنوات تشعر وكان بإمكانها أخيرا أن تتنفس. . .لا ميراث، ولا مظاهر، ولا واجبات. . . هناك حب فقط، وأمل.
- هل تحبني حقا؟
نظر في أعماق عينيها، والمشاعر تفيض من عينيه:
(( من كل قلبي وروحي)).
- قلها مرة أخرى.
- من كل قلبي، وعقلي، وجسدي، وكل روحي. لقد خلقت لأجلك، لأحبك أنت، أنت فقط.
ثم قبلها، موقفا أي احتجاج، مسكتا أي نقاش أو تأمل، تاركا المشاعر وحدها تتكلم.
استيقظت في الصباح التالي وهي مستكينة إليه. كان الوقت ما يزال باكرا، إذ لم يبلغ السادسة بعد. وكان أول ما فكرت فيه هو أليكسي. ولكن بدلا من إنكار وخزة الألم التي شعرت بها، تنفست بعمق ثم أخذت تتلو صلاة لروحه.
كانت تحبه ودوما ستحبه، وعندما أنهت الصلاة، شعرت بموجة من سكينة النفس تغمرها. وغمرها السلام دافئا مشرقا جاعلا عينيها تفيضان بالدموع. . لكنها هذه المرة، كانت دموع السعادة والارتياح.
- أليسيا؟
تحرك كريستوس وأحاط خصرها بذراعه يشدها إليه :
(( ماذا حدث؟))
- كنت أصلي لأجل أليكسي، ولكن لا بأس فأنا أؤمن الآن أنه بين يدي الله الذي أدين له بجعل حياتي أفضل، واكثرأهمية، أدين له بجعلي قوية.
- ما دمت حية، أليكسي حي معك في قلبك وأفكارك.
- إذن يجب أن أعيش حياة طويلة جيدة ولا أنسى أبدا البركة التي منحنا إياها الله.
وشعرت بغصة، فدفنت وجهها في كتف كريستوس، نابذة الغضب والشعور بالذنب والعار.
بكت لأجل أولئك الذين أحبتهم وبكت لأجل أولئك الذين فقدتهم، وبكت ايضا للعلاقة التي لم تحصل بينها وبين أبيها قط.
احتضنها كريستوس، لكن الدموع جفت في النهاية، وشعرت بالإرهاق فرفعت وجهها المبلل إليه:
- آسفة. كان ذلك مخيفا نوعا ما.
مدت يدها إلى منديل ورقي تمسح وجهها، فقبل جبينها وطرف أنفها وفمها.
- هذا ما كنت بحاجة إليه، الحزنن الحب، الشعور، خصوصا الشعور، لا يمكنك أن تعيشي مغلقة المشاعر، فأنت لست إنسانا آليا، با أنت إمرأة حساسة رائعة الجمال وذكية.
وعاد يقبلها فارتجفت شفتيها بينما تابع يقول:
(( يمكنك أن تتحدثي معي عن أليكسي متى شئت، وإلى أي شخص آخر أيضا)).
ضغطت وجنتها على صدره، تستمع غلى خفقات قلبه.
- أنت تمنحني الأمل.
- صدقي إذن، يا أليسيا، صدقي أننا سنعيش معا حياة رائعة، حياة جديدة ستكون أفضل من حياتنا التي عشناها.
- هل هذا ممكن؟
- أنا أعرف أنه ممكن.
- وكيف تأكدت من ذلك؟
- أنا أعرف فقط، كما عرفت في ذلك اليوم في أثينا، أنني سأعثر عليك مرة أخرى وأجعلك زوجتي. لقد خلقت لأحبك، وسأفعل ذلك دوما.
|