كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
- آه.
- ما هذا يا حبيبتي؟ هل أكل القط لسانك؟
دخلت مزحته الى أذن وخرجت من الأخرى. لم تستطع أن تتكلم، وتخشب لسانها وتوتر فكها. قلبها الخوف رأسا على عقب،وبدلا من ذلك هزت رأسها، وحولت نظراتها إلى الباب ومنه إلى كريستوس.
- إياك أن تحاولي ذلك، فأنت لن تستطيعي الابتعاد ولن تفلحي إلا في إغضابي.
- وهل أنت غير غاضب الآن؟
قالت هذا بعد أن وجدت صوتها، وفي نفس الوقت ذهلت للضعف في ركبتيها، اللتين تكادان تنهاران تحتها في أية لحظة.
- آه! أنا غاضب جدا، لكن أبي أقنعني بأن أعاملك بالرحمة.
الرحمة، يا لها من كلمة غريبة مخيفة لا يمكن أن تقال باليونانية!
اقترب كريستوس نحوها، ورفعت رأسها لترى وجهه وقد اكتشفت أنها نسيت طوله وحجمه.
- كيف عثرت علي؟
فرفع حاجبه مظهرا الدهشة:
((ألم تظني أنني سأعثر عليك؟)).
ولمعت عيناه بقسوة، وتسمرتا على وجهها، وارتسمت على شفتيه أكثر الابتسامات التي رأتها حقدا.
- كنت أعلم أنك ستقدمين طلبا للحصول على جواز سفر. كنت أعلم أنك ستحاولين مغادرة اليونان.
لم تستطع النطق، بل أخذت تحدق إليه وقد جف حلقها واتسعت عيناها. لا تستطيع أن تفكر بشئ مفهوم، فقد ملأ ذهنها الخوف أذاب عظامها. وهمست بعجز:
((لا. . .لا يمكن أن يكون الأمر سهلا إلى هذا الحد)).
- كان ذلك بالغ السهولة يا حبيبتي، بمثل سهولة أخذ الحلوى من يد طفل رضيع.
منتديات ليلاس
ووقف أمامها ومد يده يرفع خصلة طويلة شقراء عن كتفها يتحسس نعومتها الحريرية بين إصبعيه:
((ترين، يا حلوتي، أن لدي بيتا هنا في أثينا وأنا أمضي فيه كثيرا من الوقت. قد يكون مركزي في نيويورك، لكن لي مكتب في أثينا أيضا، ولدي موظفون في أثينا كانوا يراقبونك منذ لحظة نزولك من الطائرة في المطار إلى حين وصولك إلى الباب هنا)).
ملأها الرعب، لقد أرسل من يتعقبها منذ أيام. .كانت تحت المراقبة، سجينة، وهي لا تعرف شيئا.
أخذ يفتل خصلة الشعر على إصبعه ببطء ثم جذبها قليلا فاقشعر بدنها:
- أنت خدعتني أمام زملائي وأصدقائي، وأذللتني في منزل باباس، وأحدثت ضجة. يجب أن تنالي عقابك، كيف أعاقبك؟ ماذا تقترحين؟
استمر لسانها ملتصقا بسقف حلقها، وقلبها يخفق:
((لا)).
فرفع حاجبه:
((لا للاقتراحات؟ أم لا للعقاب؟)).
كل ذلك الوقت كانت تعتقد أنها حرة، تلك الأيام القليلة شعرت بها جنة. لكنها مازالت ملكه، وشعرت بأنها تريد أن تبكي قنوطا:
((لماذا ظننت أنني أريد أن أغادر اليونان؟)).
- أنت تكرهين اليونان. تشعرين بنفسك سجينة هنا، تصورتك تريدين السفر الى انكلترا لتبحثي عن أسرة أمك.
|