كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
عليها أن تهرب، فهي لا تستطيع انتظار فرصة أخري لذلك، عليها أن تهرب على الفور. وهذه الحفلة تشكل تغطية مناسبة تماما، اناس كثيرون يروحون ويجيئون، وموسيقى تعزف وضوضاء تملأ المكان، ولن يعلم كريستوس برحيلها إلا بعد وقت طويل.
خوفا من أن تغير رأيها، التفتت إليه تتمتم معتذرة ، مدعية بالحاجة إلى الذهاب إلى إستراحة السيدات، ثم ذهبت بسرعة خارجة من قاعة الرقص البيضاء الذهبية، متجاوزة الردهة إلى ممر أضيق يؤدي إلى المطبخ.
تجاهلت موظفي المطبخ وهي تمر رافعة الرأس وكيس نقودها مدلي من معصمها دون اهتمام. لم تركض ن لكنها ابقت نظرها مسمرا على الباب أمامها.
بدا طريق السيارات، بما تقف فيه من سيارات فخمة ما بين المرسيدس والبنتلي والجاكوار والرولزرايس، بدا وكأنه معرض للسيارات غير العادية, اجتازب أليسيا موقف السيارات دون أن تنظر إليه، مشيرة برأسها إلى مجموعة السائقين اللذين كانوا واقفين يدخنون.
أحد السائقين، أتراه سائقها؟ تقدم إليها يسألها إن كانت بحاجة إلى الركوب، فهزت رأسها وتابعت سيرها، عالمة أن التاكسي أكثر أمانا.
أشارت إلى تاكسي مرسيدس، غير بعيد عن جسر ((ترايانو))، قريبا من المرفأ، جنوب أرغوستولي حيث استطاعت أن تسم رائحة الملح في الجو، وهمهمة مياه البحر.
وسألها السائق ((إلى أين؟ ))
-إلى ((سامي)) .
وأرشدته إلى المرفأ الآخر للجزيرة حيث قرية صغيرة فيها عبارة تنقل الركاب إلى الجزر الأخرى، وإلى المناطق العادية الأخرى. وكانت قرية ((سامي)) تبعد أميالا عن ((أرغوستولي)) المزدحمة، ومجتمع أثرياء أصحاب السفن اللذين يعرفونها جيدا ويعرفون الكثير عن أسرتها. أما في ((سامي)) فلا أحد سيعرفها وهناك رهنت سوارها الماسي لكي تنفق ثمنه، ومن ذلك الثمن دفعت أجرة العبارة إلى ((لفكاس))، وفي ((لفكاس)) استطاعت سراء تذكرة طائرة من ((طيران اولمبيك)) إلى ((أثينا))
منتديات ليلاس
يالسخرية القدر ! إن هذا السوارالذي كان هدية عيد ميلادها السادس عشر من أبيها، سيشتري لها الأن الحرية.
لو أخذت ذلك السوار إلى باريس، ورهنته هناك لأستعملت المال في إنقاذ أليكسي.
فجأة رأت وجه أليكسي الجميل، وخصلات شعره الذهبية، وذراعيه الصغيرين ممتدتين، وكان طافيا . . طافيا.
أغمضت أليسيا عينيها بشدة، ضاغطة على فمها محاولة جهدها محو هذه الذكرى، جلست فترة طويلة محنية الظهر، جامدة المشاعر وقد تملكها حزن صامت لا نهائي.
هل كان بإمكان هذا السوار أن ينقذ حياة طفلها، أو على الأقل يرد إليها رجاجة عقلها؟ ولكن لا . .لا يمكنها أن تفكر بهذا الشكل، لقد وعدت أمها بألا تفكر بهذا الشكل. فقد قضمت تلك الأفكار المظلمة حياتها، وكادت تدمرها بالفعل. إن عليها أن تعيش حياتها لحظة بلحظة. هناك لحظة واحدة هي الحاضر. الماضي ذهب، والمستقبل ما يزال أمامها.
|