لقد بدا واضحا أن معلومات قد تسربت حول طردها وهي الآن عاطلة عن العمل , أن هناك شخصا ما قد طعنها بسكين في ظهرها , تمنت لو تعلم من هو , لم تستطع واحدة من صديقاتها في شركة دين أند غرايس أن يكتشف شيئا , أن من كان الأداة في طردها قد أطمأن بأنه سيبقى سرا دفينا.
تحولت الأيام الى أسابيع وجوستين تزداد يأسا , أنها لا تستطيع الوفاء بالمدفوعات على سيارتها وقد أضطرت الى بيعها , رغم أن ذلك قد حدد منطقة تفتيشها عن عمل , كانت شركة دين أند غرايس مناسبة في هذا المضمار , فمكاتبهم تقع على بعد نصف ميل من مكان أقامتها , لقد كان ذلك هو سبب أختيارها لشقتها بالدرجة الأولى , بعد ذلك غرقت بالدين وواجهت الأخلاء.
منتديات ليلاس
كان الخيار الوحيد المفتوح أمامها هو أن تطلب الى جيرالد جايسون أذا كان بأمكانها أن تقيم معه من جديد, هذا الشيء كان مكروها , لأنهما لم يتفقا , ولم تفهم السبب ألا بعد أن أخبرها بأنه ليس والدها الحقيقي , وكما كانت جوستين قد نكبت بوفاة والدتها , فأن هذا الخبر حطّمها , كما أنه جعل أمورا كثيرة تبدو واضحة , شقيقها الصغير كانت تعبده لأن ستيوارت كان من لحمها ودمها, من الواضح أن دلفين كانت حاملا بجوستين عندما قابلها جيرالد وتزوجها , لأسباب عديدة لم يقدم على أفشاء السر بأنه وافق على أخذ الطفلة كأبنته , مع ذلك , فأنه لم يحب جوستين , وبعد بوحه بالسر أنتقلت من عنده.
لقد اثبت عيشها لوحدها أنه أكثر صعوبة مما كانت تتوقع , لم تكن شركة دين أند غرايس معروفة بدفع رواتب عالية , لكنها عبر موازنة دقيقة تمكنت نوعا ما من الدخول والعمل لديها , والآن هي مفلسة ولا بيت لها , لقد أمهلها مالك البيت سبعة أيام لتجد مكانا آخر.
في اليوم الأخير , عندما تبين أن جيرالد هو أملها الوحيد , أتصلت بها شركة واريندر , أنها واحدة من أكبر صانعي الأحذية في البلد – وفي العالم - وكانت جوستين قد أتصلت بهم , ليقال لها بأنه لا توجد وظائف شاغرة.
والآن تقول لها الرسالة بأن وظيفة ظهرت فجأة وتدعوها , أذا كانت لا تزال مهتمة , أن تتثل هاتفيا بسكرتيرة السيد واريندر لترتيب مقابلة ملائمة للطرفين , فرجت جوستين كثيرا وأتصلت في الحال , تم ترتيب المقابلة في ذلك الصباح عند الساعة الحادية عشرة.
أرتدت ثوبا بلون الكريم يناسب ملامحها العاجية وشعرها الأسود , وضعت قليلا من الظلال الزرقاء على عينيها , ولمسة من الماسكارا وأحمر شفايف وردي , ثم مشطت شعرها بالفراة.
قبل الموعد المحدد بربع ساعة , وصلت الى مكاب شركة واريندر , كانت مكاتبها تقع في برج عال بواجهة من الرخام الأسود , وأسم _ أحذية واريندر) منقوش بحروف ذهبية على الأبواب الزجاجية.
شعرت جوستين بعصبية بالغة , لقد كانت هناك خيبات أمل كثيرة , لكنها هذه المرة كانت مصممة بأنه ليس هناك من خطأ.
أنها ستكون صريحة مع السيد واريندر , وستخبره لماذا فقدت وظيفتها السابقة وتؤكد له بأنه ليست هناك ذرة من الحقيقة في الأتهام.
منتديات ليلاس
أن هذه هي فرصتها الأخيرة , أذا فشلت فأنها ستقف مستجدية أمام جيرالد جايسون , ويمكنها تماما أن تتخيل أستقباله , أن عليها أن تتحمل , ولن تكون حياتها سعيدة.
أخيرا جاءتها الدعوة لدخول مكتب السيد واريندر , لم تكن لديها فكرة كيف تتوقعه أن يكون , وهل هو في الخمسينات أو الستينات من العمر , لقد كانت الصدكة كبيرة عندما قابلها رجل وسيم في منتصف الثلاثينات ليست عليه ملامح مالك شركة أحذية واريندر الشهيرة عالميا , أنه ميتشيل واريندر.
عيناه داكنتان حادتان كالسكين , شعره أسود فحمي كشعرها , أنفه مستقيم , الحنك مريع , شفته السفلى ممتلئة وشهوانية.
خيم الصمت حوالي دقيقة وهو يدرسها , شعرت جوستين بأنه يدرس كل قطعة فيها , شعرت بالأنزعاج , لماذا يفعل هكذا ؟ هل يقصد أن يغيظها؟ هل يحاول أن يختبر مما هي مصنوعة ؟ لكنها تريد الوظيفة , ويجب أن تحافظ على أحترامه.
أخيرا تكلم :
" حسنا يا آنسة جاميسون , أنك تماما كما توقعت".
صوته العميق أرسل موجات من الأرتعاش في عروقها .
نظرت اليه , وقد رفعت حواجبها مستعلمة , أنه فعلا مختلف تماما عما توقعته.
" هل هذا أطراء لي؟".
خرجت الكلمات قبل أن تتمكن من أيقافها , ثم أردفت تقول :
" أنني آسفة , لقد تحدثت بدون تفكير".
" هل هذه هي عادتك؟".
أنطلقت الكلمات ثانية كالرصاص من البندقية , عيناه لم تغادرا وجهها فيما هو يمتدحها هي وجوابها.
" ليس عادة ".
كان هناك شيء ما في هذا الرجل جعلها تتفاعل بطريقة غريبة تماما.
" حسنا , أنني لا أتعامل بلطف مع الموظفين الذين يطلقون أفواههم".
" أني لست موظفتك بعد ".
قالت جوستين مدافعة.
" لكنك مهتمة بالوظيفة؟".