الفصل السادس
فغرت جوستين فمها وهبط قلبها , لم يخطر ببالها للحظة أن مدبرة البيت ستفكر بأنها تعني السيد ميتشيل واريندر ,حتى أنها لم تتوقعه أن يكون في البيت في هذا الوقت من الصباح.
" بحق جهنم ماذا تفعلين هنا؟ ". قال لها بنظرة قاتلة , وقد ضاقت عيناه :
" ألا تدرين ما سيحدث لوالدي لو رأك؟".
لم تكن هناك من طريقة لخداعه , فتحت محفظتها وسحبت رسالة والده , نه يريد أن يراني".
" لقد كتبت اليه؟".
أطرقت برأسها , والتصميم في عينيها الزرقاوين:
" لماذا؟ لقد أخبرتك عن حالته , أن زيارتك قد تقتله".
" هل أحدثت له رسالتي أي ضرر ؟ هل ساءت حالته في الأسبوع الماضي؟".
رأت بأنه لم يحدث له شيء ,حتى قبل أن يتكلم ميتشيل :
" لا , لا أعتقد ذلك , لكنك خاطرت , لست أدري الى ماذا تهدفين , لكنني أريدك أن تخرجي من هنا – الآن ! سأوصلك الى العمل , وفي الطريق ستخبريني لماذا تريدين رؤية والدي".
أمسك ذراعها بقوة وسحبها نحو الباب , قاومت جوستين بعنف :
" دعني أذهب , أيها الوحش , لقد وافق والدك على رؤيتي , لا يمكنك أن تفعل هذا".
" أخفضي صوتك ". قال بوحشية.
" سأصرخ أذا لم ترفع يديك عني". صرحت له:
" وعندئذ سيعلم والدك أنني هنا , سواء شئت أم أبيت".
" أنه يعلم". جاء صوت جديد من ناحية الباب.
منتديات ليلاس
أدارت جوستين رأسها ورأت رجلا أبيض الشعر يتوكأ على عصا , كان ظهره منحنيا , لكن ذلك لا يخفي الحقيقة بأنه طويل , كان نحيلا قليلا , لكنه كان له وجها ذكيا , دافئا , والذي في هذه اللحظة أظهر قدرا معينا من الأستغراب.
اليد التي أمسكتها تهاوت فجأة :
" أبي! أنني آسف , لم تكن لدي أية فكرة بأن جوستين ستسبب أزعاجا , أنني سأتخلص منها".
نظر ميتشيل الى جوستين , والأنذار على وجهه كيلا تواصل مقاومتها , حولت نظرها منه الى والده :
" أعتقد أن بقائي يتوقف على السيد واريندر ؟ ". غامرت بقولها.
سمعت ميتشيل يأخذ نفسا غاضبا دخل العجوز الى الغرفة , مستخدما عصاه ذات الرأس النحاسي :
" أنها تبدو لي شابة مصممة , يا ميتشيل , أريدها أن تبقى".
ألتفت الى أبنه وقال له :
" وأنت يا بني , يجب أن تكون في طريقك الآن؟".
نظر ميتشيل الى والده وأليها , ثم قال لوالده :
" لا أعتقد بأنه يتوجب علي أن أتركك".
عبس السيد واريندر :
" أن أية صدمة كان يمكن أن تأتي عندما أستلمت رسالة جوستين , وكما ترى , لقد واجهت العاصفة بأعجاب بعيدا عنك , يا ميتشيل , هذه الآنسة وأنا لدينا الكثير لمناقشته".
بدت التعاسة على وجهه , وألقى اليها بنظرة تصميم على القتل , ثم أدار ميتشيل ظهره وخرج من الغرفة.
ضحك السيد واريندر :
" أنه يحب كثيرا أن يحميني – يا ألهي , ليست لدي نية في مغادرة هذا العالم , الحياة أصبحت مهمة , أجلسي وسأطلب الى السيدو نايت بأن تحضر لك بعض الشاي".
" لا شكرا". قالت جوستين حالا:
" على الأقل ليس لي , لن أبقى طويلا , أن علي الذهاب الى العمل".
" هذا مؤسف , لماذا لم تختاري المجيء عندما يكون لديك وقت أطول؟ أنني كنت أتشوق الى هذا اللقاء".
نظرت جوستين الى يديها :
" أنه شيء مخيف جدا , لقد خططت لتجنب ميتشيل , لقد كانت رؤيته صدمة , لقد أعتقدت بأنه غادر البيت".
" من الطبيعي أن يكون قد غادر ". قال والده :
" لكن مخابرة هاتفية أعاقته , لم أكن أدرك بأنكما تقابلتما من قبل؟".
" أنها قصة طويلة , وأبنك هو فعلا سبب وجودي هنا ".
قالت جوستين بصوت مختلف.
أكفهر صوت السيد واريندر :
" لا أعتقد بأنني أفهم, لقد تخيلت بأنك تريدين التحدث عن والدتك , أنني آسف للحادث , لقد كان مأساويا أن تموت هكذا أمرأة جميلة وهي شابة".
" لقد أحببتها , أليس كذلك؟". سألت جوستين بلطف , أطرق رأسه .
منتديات ليلاس
بلعت جوستين ريقها بصعوبة ودخلت في صلب الموضوع :
" لقد قال ميتشيل أنها حاولت أن تدّعي بأنني أبنتك".
الآن هو الوقت الحاسم , أنها لحظة الحقيقة , حبست أنفاسها , وراحت تراقبه عن قريب , وهي تنتظر جوابه.
كانت أبتسامة لطيفة :
" لقد فعلت دلفين ما أعتقدت أنه يتوجب عليها أن تفعله , أنها كانت تريد الأفضل لطفلتها".
ثم أردف قائلا:
" لقد كانت مصممة على أن لا تعاني طفلتها نفس مصيرها , من الواضح أنني لم أضع ذلك في حسابي في ذلك الوقت , لقد آلمني كثيرا أن فتاة منحتها حبي تحاول أن تهينني ع طريق الأدعاء بأن أبنة رجل آخر هي أبنتي , أنه فقط على مر السنين أستطعت أن أفهم وأصفح".
" أنت كريم جدا , يا سيد واريندر".