أغلقت جوستين عينيها , هل كانت هناك ذرة من الحقيقة فيما قال؟ هل كانت والدتها غير مخلصة لجيرالد؟ أنها بكل تأكيد كانت بعيدة عن البيت كثيرا , لكن جيرالد لم يشتكي لها , لقد كان أكبر من زوجته بعشرين سنة ولم يكن متلهفا لحفلات أصدقائها ,لكنه لم يعترض على تمتيع دلفين لنفسها.
طردت تلك الأفكار من بالها وركزت عل طريقة جيرالد بالنسبة لها:
" أنني واثقة بأنني لم أفعل شيئا يشعره بالعداء".
" ليس من الضروري أن تفعلي".
قال ميتشيل :
" لقد تزوج من دلفين آملا أن يكون طفلها صبيا , عندما لم تكوني صبيا , فأنه لم يعد يريد شيئا منها , لقد كان وراء أبن ووريث , أنه شيطان عجوز بشع , لن تتزوجه أمرأة , لم يستطع أن يصدق حظه عندما قامت دلفين بالتقدم اليه , عندما ولد ستيوارت كان يهذي بالحمى , مع أنه في هذا الوقت عادت دلفين الى ألاعيبها القديمة , غض الطرف عنها وتركها تسرح وتمرح , وكان هو قانعا بالفتات الذي ترميه له".
لقد بدا ذلك كله مقنعا , لكنها لم تكن متأكدة لم كان فيه من الحقيقة وكم زاد اليه
ميتشيل لمصلحته , لكن بذور الشك قد غرست , وكان هناك عبوس على وجهها وهي تهضم تلك المعلومات.
منتديات ليلاس
قال ميتشيل فجأة :
" أستطيع أن أرى بأنك ما زلت لا تصدقيني , قومي وأستبدلي ثيابك ريثما أقوم بالتنظيف".
رحلة العودة الى لندن كانت كابوسا صامتا , كان يقود السيارة وهو عابس , وجوستين جلست تقلب في ذهنها كل ما قاله لها , بكل تأكيد دلفين لم تتصرف بالطريقة التي وصفها؟
كيف مكّنها الآن أن تكتشف الحقيقة بعد وفاة والدتها؟ أن الحل الوحيد هو أن تنتقل من لندن , وكلما كان المكان أبعد كلما كان أفضل.
أنه سيلحقها , أنه سيتأكد بأنها لم تهرب , أنها تستطيع أن تتنبأ بالتعاسة طول حياتها , أذا كان ميتشيل يلاحقها في كل زاوية.
أنزلها أمام شقتها , وأقلع سيارته قبل أن تفتح الباب , لم ينطق أحدهما بكلمة.
دخلت جوستين ووضعت الغلاية , أنها بحاجة الى كوب من القهوة القوية الآن , أن من الصعب التصديق بأن خروجها كان لأقل من ثماني ساعات حدث خلالها الكثير.
لم تكد جوستين تبدأ في شرب قهوتها حتى رن الهاتف , أنه لا يعقل أن يكون ميتشيل ينوي أن يزيد من مخاوفها.
" جوستين , أخيرا! لدي عمل رهيب يلاحقك , لماذا لم تخبريني بأنك أنتقلت؟".
جاءها صوت شقيقها فأبتسمت جوستين :
" أن لي فقط أسبوعان هنا , لم يكن عندي وقت".
" لقد غيرت عملك كذلك , ما الذي يجري؟".
حاولت أن تخبره بكل القصة المؤسفة , لكنها عرفت بأن ذلك سيعود الى جيرالد , الأب والأبن متقاربان جدا , وهي لا تريد أن يندب الرجل العجوز حظه.
" لقد كنت في مشكلة , شركة واريندر شركة كبيرة , وهناك مجال أكبر".
شعرت أن تحت هذه الظروف الكذبة البيضاء مسموح بها.
كان هناك صمت خفيف على الطرف الآخر :
" هل لهذا علاقة بمجيء ميتشيل واريندر لرؤية والدي؟
سألها ستيوارت.
" أنت تعرف ذلك؟".
منتديات ليلاس
هبط قلبها , رغم أنها تنبأت به , لقد أخبر جيرالد أبنه كل شيء , ليس بينهما أسرار , أنه ينظر الى اليوم الذي يصبح فيه ستيوارت أسما لامعا في المحاكم مثله.
" نعم , لكن والدي يقول أن هناك شيئا ما له علاقة بحقيقة أن السيد واريندر الأب قد عرف والدتي مرة , لكن بما أنه قد أعطاك عملا أفضل , أذن فكل شيء على ما يرام , ما رأيك في دعوتك لي على الغداء غدا ويمكنك أن تخبريني كل شيء؟".
" أحب ذلك ". قالت جوستين :
" لكنني خرجت مع صديق اليوم , ولم أتسوق , ليس عندي شيء في البيت".
" ليس هناك مشكلة".
رد ستيوارت حالا:
" سنأكل في الخارج , لقد وجدت مكانا فاخرا حيث يقدمون أفضل ستيك ذقتها في حياتك , سأنقلك عند الثانية عشرة ولنصف ".
أنه من المستحسن أن ترى ستيوارت ثانية , راحت تتخيل مدى ما أخبره جيرالد حول زيارة ميتشيل , لم يكن مهتما كثيرا , وهكذا لم تفكر كثيرا.
لقد صدم ستيوارت عندما أكتشف أنها نصف شقيقته , لكنه لم يتبنى طريقة جيرالد , مصرحا بأنها كانت حساسة جدا , فأنه لم يلمها عندما تركت البيت بعد وفاة والدتهما.
لم تتوقع جوستين أن تنام تلك الليلة , لكن يومها في الهواء الطلق فعل فعله بالرغم من النهاية التعيسة , فما أن لامس رأسها الوسادة حتى غرقت في نوم عميق.
كان يوم الأحد أفضل مما تصورت , فشكرا لستيوارت , حضر في الموعد المحدد , وعانقها كالدب :
" من المستحسن أن أراك ثانية , أيتها الأخت , لكن ماذا فعلت بنفسك؟ لقد فقدت وزنك , وتبدين أنك بحاجة للنوم أسلوعا".
هزت جوستين كتفيها :
" هذا كله من مضار الأنتقال , على ما أعتقد".