الفصل الثالث
نظرت جوستين الى ميتشيل وهي مذهولة , ودقات قلبها يتردد صداها عاليا في رأسها , ويشد على خناقها , أنه لم يكن جادا ؟ تصبب العرق البارد فوقها وبدأت ترتجف:
" أنني لا أصدقك ". همست قائلة.
" عن أمك؟". القساوة المحسوبة لم تغادر عينيه.
أطرقت , وهي تحاول أن تبتلع ريقها , وشعرت بأنها على وشك الأختناق.
" أنه صحيح , بكل كلمة فيه , لقد كانت دلفين ***** صغيرة ذات تخطيط".
أرتعشت جوستين لأنغامه اللاذعة , وأمسكت بالكرسي الذي خلفها , لأن قدميها لم تعودا قادرتين على حملها.
" لا! ". صرخت , وهي تهز رأسها بوحشية:
" لا!".
" ربما أخفت جانبها السيء عنك؟ ". قال ميتشيل بخبث.
" لكنني أستطيع أن أؤكد بأن ذلك كان صحيحا".
نظرت جوستين اليه بعينين يملؤهما الألم:
" هذه كذبة , لقد أحبت أمي جيرالد".
" تصحيح , لقد أستخدمت أمك جيرالد , لقد أعطاها الأمان – الأمان الذي حاولت أن تحصل عليه من أبي , أنني لم أستطع أن أقبلها كزوجة لأبي , لكن جيرالد المسكين قبل ذلك , لقد كان شيطانا مسكينا , مذهلا , أن الله يعلم ما الذي كان يجعل الرجال يقعون صرعى في حبها , أو ربما أنا أعرف , بعد أن قابلتك , أن لديك شيئا ما لا حدود له يؤدي بالرجال الى الأنقياد وراءك كالمجانين , لسوء الحظ , لم يركبها والدي – بالرغم مما فعلت له".
شعرت جوستين بالقرف :
" أنك تكذب , أنك تحاول أن تستخونها فقط لأنك لا تحبها , والدتي لم تكن هكذا أبدا".
" لا؟. رفع حاجبيه بسخرية.
" لا !". صرخت.
" وأنا أرفض الأسماع الى أتهاماتك , عقلك مريض , أنك تقوم بكل هذا الشيء فقط لأنك أكتشفت من أنا".
" أنني أوافق بأن والدي كان أحمق ".
كانت في صوته رعشة صباح الشتاء :
" لكنه أحب دلفين بطريقته , كانت على نقيض والدتي , ربما كان ذلك هو الجاذب , لقد كان حبا مختلفا – لا أحد يستطيع أخذ مكان والدتي".
" لكنه من الواضح أنه لم يحبها بالقدر الكافي لكي يتزوجها عندما أصبحت حاملا؟".
قالت جوستين بتحد , وهي تعجب مما كان سيحدث لو كان رجلا كهذا شقيقا من أبيها , أنه قدر أسوأ من الموت , بسبب ما نالته منه لغاية اليوم.
" أنه ربما كان قد فعل لو أنها حاولت الأصرار على الطفلة كانت منه , لم تظهر دلفين ذلك الجانب من خلقها من قبل".
" وكيف عرفت أن الطفلة ليست طفلته لو لم يكن قد ضاجعها في الفراش؟".
قالت جوستين بعصبية.
" لأن....". قال بعبوس متجدد:
" .... والدي كان عقيما".
" أنت تكذب".
قالت بصوت خاطف:
" والدك لم يكن يريد أن يتحمل مسؤولياته , هذه هي القصة من الألف للياء".
حملق فيها , وعدوته حالت بينهما كالحائط :
" أنها الحقيقة , والدي لم يكن قادرا على أنجاب أطفال , لقد تبناني – لكنني أحببت والديّ دائما كما لو كانا من لحمي ودمي , وأنني على أستعداد للذهاب الى أي مدى في سبيل الأنتقام لمصلحتهما".
توقف , ثم تنهد :
" لقد كان دائما لديه ضغط دم مرتفع , أصيب بنوبة قلبية عندما توفيت والدتي , والصدمة حول الطفلة , خاصة عندما أخبرته دلفين بأنها لم تحبه , وهي أنها كانت تجري فقط وراء زوج غني – أوه , لقد قامت بعمل جيد – فقد أصيب بعاهة دائمة".
شعرت جوستين بقشعريرة تسري في عظامها : أن دلفين لا يمكن أن تفعل شيئا كهذا! أن ميتشيل يفعل ذلك ليبرر معاملته لأبنتها , أنه سادي متوحش , وهي تكرهه.
" أنت كاذب , ولن أصدقك , ولو بعد ألف سنة". صرخت به.
" أن عواقب عمل أمك كان تذكيرا دائما بفعلتها الشنيعة , لقد شفي والدي الى حد معين , لكنه عندما حاول تسلم زمام عمله من جديد , كان ذلك كثيرا جدا , أصيب بنوبة ثانية , وقال له طبيبه أنه أذا لم يأخذ الأمور على عواهنها فأنه سيصبح رجلا ميتا , وفي الوقت الذي لم أكن قد كبرت بما فيه الكفاية لتسلم زمام الأمور , فأن الأحوال قد ساءت الى حد أنه لم تعد هناك أحذية واريندر , فالمدير الجديد لم تكن لديه نفس المبادرة مثل أبي , أنني لم أنس لماذا حدث كل ذلك".
" لكن النوبة القلبية الأخيرة لوالدك حدثت على أي حال , وأنت مخطىء أذا كنت تضع اللوم على والدتي".
قالت جوستين بصوت أجش.
"لا أعتقد ذلك , وقد كان ذلك منذ وقت طويل , لكن الآن يسلاني جدا أن أجعلك تدفعين الثمن".
قال وهو يدفع بنفسه فوقها.