" أنتظر.... لا يمكنك...".
أستدارت جوستين بغضب في الغرفة , لعنة اله على هذا الرجل ! ما هي اللعبة التي يلعبها؟ ما الذي أكدته له ؟ أخذ رأسها يلف , لقد كان وضعا جنونيا , كانت مشوشة تماما.
مهما كانت النتيجة التي رسمها , فأن كل شيء يبدو بأنه يشير لأنزعاجه من فتاة أخرى – فتاة بدا واضحا بأنها آلمته كثيرا – وهو يريدها – أي جوستين – أن تدفع الثمن!
لقد فقد عقله , أنه لا يستطيع أن يفعل هذا , أنها لن تسمح له , لكن كيف يمكنها أن تضع حدا لذلك؟ ترك عملها كان أحد الحلول , لكنها كانت مضطربة لقبوله , أنها بكل تأكيد لن تجد عملا آخر , أن السبب الوحيد لهذا كله هو شبهها لفتاة مجهولة لعبت دورا مدمرا في حياة ميتشيل واريندر.
لقد كانت حلقة فاسدة , وهي في وسطها , أن العمل لدى شركة واريندر يعني الفرق بين عيشها حياتها الخاصة المستقلة أو الرجوع الى جيرالد جاميسون البغيض , الرجل الذي دعته مرة والدها هو بكل تأكيد سيجعل حياتها بائسة , أن العيش في هذا البيت سيكون أسوأ من التعامل مع هذا التعسف.
غسلت جوستين الكوبين , وأخذت دوشا , وذهبت الى الفراش لكن النوم هرب منها , تسارعت أحداث المساء في ذهنها , وأصبحت مشوشة , ومعكوسة , الى أن نهضت أخيرا.
كوبين من الشاي وأخيرا بعد نصف ساعة غرقت في النوم , لكنها أستيقظت باكرا على صوت طرق على الباب .
منتديات ليلاس
كان تفكيرها الأول هو أن ميتشيل واريندر قد عاد ليلقي عليها ببعض الأتهامات الأخرى غير العادلة , ثم أدركت بأن هذا هراء , كان رئيسها في ذهنها , أذا أراد أن يقول لها أي شيء , فأن عليه أن ينتظر حتى تذهب الى العمل.
لبست روبها , وأدارت جوستين المفتاح ونظرت الى الخارج , كانت لا تزال تشعر بالنعاس , دفع اليها مالك البيت بمظروف في يدها , وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة , وذهب.
لا حاجة بها لكي تنزعج من محتوياته , مزقت جوستين المظروف وفتحته وسحبت الورقة الوحيدة التي كانت فيه , أنه يعطيها أنذارا رسميا بأخلاء الشقة خلال سبعة أيام .
هبط قلب جوستين , لقد كان مالك البيت قد أنذرها عدة مرات , لكنها لم تفكر بأنه سيفعل ذلك , لقد كانت تدفع له الأيجار , بدون المتأخرات , فأي وغد كان هو ؟ لكن لا فائدة من البكاء , أنها بكل تأكيد لن تعود الى جيرالد جاميسون , خلال الليل أتخذت قرارها حول هذا الموضوع , أنها ستجد شقة أصغر , أي شيء يكون خاصا بها.
حالما تثبت جدارتها في شركة واريندر , فأنها ستطالب بزيادة , أن السيد هنت مسرور منها , وهي متأكدة بأنه سيقدم كلمة طيبة بحقها , في الواقع , لقد أمتنعت عن التفكير بميتشيل واريندر.
لقد سبب لها ليلة مليئة بالأرق وجعلها تفتش عن روحها , أنها لم تستطع فهمه , ولا فهم نفسها في التجاوب معه عندما كانت هناك عداوة مكشوفة بينهما , أن خير ما يمكن أن تفعله هو الأبتعاد عن طريقه – أذا كان ذلك ممكنا .
منتديات ليلاس
لكنها لم تستطع أن تخفي قلقها في العمل :
" تبدين كأنك فقدت جنيها ووجدت بنسا ".
قال لها فران , أحد المصممين الآخرين الذي أصبحت متآلفة معه.
عبست جوستين :
" لقد تلقيت أنذارا بأخلاء شقتي في نهاية ألأسبوع , أنني قلقة ! هل تعرف مكانا معقولا ؟ أنني لا أستطيع أن أدفع الكثير بالراتب الزهيد الذي يدفعونه لي".
" راتب زهيد؟".
أكفهر وجه فران:
" لقد كنت دائما أعتقد بأنهم كرماء , ماذا أعتدت أن تقبضي – ثروة صغيرة ؟".
في الدقائق التالية أكتشفت أن راتبها كان نصف راتب الفتاة الأخرى التي الى جانبها – والتي كانت بنفس السن والخبرة , أذن لماذا الفرق؟
" ربما وضعوك قيد التجربة؟".
أقترحت الفتاة:
" أني أعرف بأنه سيتخلص من واحدة أو أثنتين لأنهما لم يثبتا جدارتهما , لكنك أنت جيدة , والسيد واريندر يعلم ذلك , لقد سمعت السيد هنت يخبره بذلك ذات يوم".
هزت جوستين كتفيها :
" لا فرق – وبكل تأكيد هذا لن يساعد الآن".
" سأسأل الآن ".
قالت الفتاة:
" أن شخصا ما يجب أن يعرف عن غرفة , أذا الأسوأ جاء الى الأسوأ , فأنا واثقة أن والدتي سترحب بك حتى تجدي مكانا ما".
عاشت بقية اليوم في خوف مستمر كيلا يرسل ميتشيل واريندر في طلبها , لماذا , ليست لديها أية فكرة , لكن ما فعله بها الليلة الماضية راح يفترس عقلها , وكانت واثقة بأنها لن تكون النهاية.