" هكذا أذن؟". قالت له :
" أنني ذاهبة الآن , أن التاكسي سيكون هنا في أية لحظة , ثم يجب أن لا تراني ثانية , أنني آسفة لأنني أفسدت عليك هوايتك".
" لا تفعلي ذلك , يا جوستين , أن الأمر صعب بدون أن تعقديه ". قال لها.
" ما هو الصعب ؟".
قالت وهي ترفع ذقنها.
" أن أقول بأنني أحمق وبأنني يجب أن أضرب بالسوط ". قال بما يشبه الهمس :
" وبأنني أحبك".
" هل لديك خطة أخرى تسعى لتنفيذها". سألته.
" ليست هناك من خطة , ولن أصيبك بمكروه طالما حييت , لقد كنت كطفل أهوج , هل يمكنك أن تصفحي عني؟".
خافت جوستين أن تتكلم , هل أخبره والده بأنها تحبه ؟ هل ضغط على ميتشيل ليقوم بهذا الأعتراف ؟ لقد شعر جيمس واريندر بأن ميتشيل أحبها , ويبدو الآن أن ذلك صحيحا.
" جوستين , أنني أنتظر".
تنفست بعمق وقالت بحزم :
" أنني آسفة , لا أستطيع يا ميتشيل".
" لكن لماذا؟ هل يجب أن أركع على ركبتي وأوسل؟".
" لقد مر وقت طويل منذ أخبرت والدك , لكن أشياء كثيرة حدثت".
" والدي؟ أنه يعلم كيف تشعرين؟ ". بدا ميتشيل مصدوما.
عبست جوستين:
" أليس هو الذي أخبرك؟".
" بالتأكيد لا , أنت أخبرتني بنفسك".
بأعمالها؟ بتجاوبها لمغازلاته من حين لآخر ؟ لماذا لم تكن حذرة؟
" ألا تذكرين؟".
" أنني لا أذكر أنني تفوهت بكلمات كثيرة ". قالت له عن بعد.
" أنني لن أنسى كم كنت أحمقا". قال بهدوء.
" أذهب يا ميتشيل , أنني لا أستطيع تحمل الألم ثانية".
" الى أين أنت ذاهبة؟".
" الى أيطاليا".
" هل لديك مكان تعيشين فيه؟ وعملا؟".
" أرجو ذلك".
سمعت صوت قدوم التاكسي :
" أذن هذههي النهاية ؟". سألها.
أطرقت برأسها .
" هل تسمحين لي بأن أقلك الى المطار؟".
شعرت بجفاف في فمها وأبتلعت ريقها , فيما ظل هو صامتا , ثم حمل شنطها ووضعهم في سيارته.
كانوا قد أقتربوا من مطار هيثرو قبل أن يتكلم :
" لقد أحببتك دائما , يا جوستين, هل تعلمين ذلك ؟ لكن لأتك تشبهين دلفين , أجبرت نفسي على كرهك , أنني أعترف الآن بأن والدتك لم تكن مشوشة كما أعتقدت – وأنا لا ألومك على سلوكها نحو والدي".
راحت جوستين تصغي , وقلبها يدق بسرعة , وشعرت به ينظر اليها.
" أنني أعني ما أقول , يا جوستين , قولي لي بأن الوقت لم يعد متأخرا – أرجوك". كانت بمثابة صرخة صادرة من قلبه.
" لا , لا أستطيع ". كان صوتها خافتا.
منتديات ليلاس
ضغط بقدمه على دعسة البنزين وتجاوز الكوع الذي كان يجب أن يأخذه نحو المطار.
" ميتشيل , ماذا تفعل؟". صرخت , فيما كان هو يزيد من سرعته مما جعلها تخاف على سلامتهما.
عند المفترق التالي خفف من سرعته وحول سيارته الى أرض جرداء وأوقف المحرك , أستدار ونظر اليها نظرة جائعة , وضمها بين ذراعيه.
" أنني لا أريد أن أستخدم الأبتزاز العاطفي ". قال بصوت خشن :
" لكن يبدو أنه ليست هناك طريقة أخرى". وقبل أن تحتج , أطبق بفمه على فمها.
منذ تلك اللحظة , عرفت جوستين أنها كانت ضائعة , راحت تعب قبلاته بشوق , وفي اللحظة التي أطلقها فيها , شعرت بجسدها كله ينبض.
" أخبريني أن الوقت لم يعد متأخرا". قال لها والرغبة تطل من عينيه.
" أحبك". همست بصوت أجش:
" لا أستطيع أن أنكر هذا الحب".
" هل صفحت عني؟".
أطرقت برأسها , وأغلقت عينيها , وهي تشعر بذراعيه حولها ,وراحت تتقبل ثانية فمه الجائع , هذه المرة كانت هناك رقة , وأهتمام , وأحترام.
" لقد سحبت كل شيء من تحت قدميك , ولبطتك أرضا , نني أكره نفسي".
" لا , أرجوك , لا تفعل ". قالت هامسة وهي تداعب وجهه.
أبتسم ونظر اليها قائلا:
" هناك شيء يدور في ذهني الآن".
" ما هو ؟". قالت مسرعة.
" القيام بترتيبات الزواج".
ضحكت . منتديات ليلاس
" أنني جاهزة في اللحظة التي نعود فيها – بعد أن نعلم والدك – بالطبع – سنحدد الموعد".
" غدا مثلا؟". أقترح بشوق.
" يبدو أنك لست صبورا ؟". قالت له.
" أعتقد بعد غد على الأقل ". ثم , في ملاحظة أكثر جدية :
" أعلم أنك لا تحب العيش في لندن كثيرا , يا ميتشيل , لكن هل تمانع لو جعلنا منزلنا مع والدك؟ البيت واسع بما فيه الكفاية , وهو لن يبقى فيه الى الأبد , وأنا أحبه كثيرا".
" أن لندن تبدو مختلفة بعد أن عرفت الآن أنك تحبينني ". قال لها:
" لا أمانع أبدا , في الحقيقة , لقد أردت أن أقترح عليك ذلك بنفسي , لكنني أعتقدت بأن العرائس يفضلن بيتا خاصا بهن".
" سيكون لنا بيتا خاصا بنا يوما ما ". قالت جوستين:
" وحتى ذلك الحين أنني قانعة تماما بالمشاركة مع والدك".
" طالما ما دمت لا تقضين وقتا طويلا معه ". قال مهددا:
" ستكونين ملكي , تذكري؟ يمكنك أن تظهري كوالدتك , لكن لا يحق له أن يطالب بك ".
" ألا كأبنة كما أراد دائما".
أطرق برأسه.
" أن عائلة واريندر ستقيم الكثير من الأحتفالات اليلة , وأراهن على أن الرجل العجوز قد وضع زجاجة الشمبانيا على الثلج".
أطرقت جوستين برأسها :
" أستغرب ذلك أبدا".
تمت