" وساعات العمل هي من الثامنة حتى السادسة , خمسة أيام أسبوعيا – وأيام السبت أذا تطلب العمل ذلك".
لم تستطع جوستين أن تصدق بأن ما تسمعه كان صحيحا , من كان هو , سائق عبيد؟ لا أحد يعمل هكذا ساعات طويلة , ما لم يدفع له وقتا أضافيا , لكنه كان عملا وهي بحاجة اليه , حتى هذا كان أفضل من العيش مع جيرالد , لم تناقش.
" سأقبل الوظيفة ".
قالت وهي تشعر بالأغماء.
وقف على قدميه :
" هل أنت متأكدة؟".
أطرقت موافقة.
دار حول مكتبه ومد لها يده , لكن جوستين تجاهلتها , أنها لا تستطيع أن تصافحه على صفقة كانت بمثابة تكفير عن الذنب , كان واريندر شريرا , أنه يستفيد من وضعها , أنه يحصل على مصممة جيدة دون أن يدفع الراتب المعقول.
لكن ربما أن هي أجادت في عملها , فأنه سيعطف ويزيد راتبها حسب الساعات التي تعملها؟ أنها تستطيع أن تفهم تردده بعد أن أخبرته عن السيد سمارت , من المحتمل أنه يعرف الرجل وفضّل أن يثق به بدلا منها.
" أذن , سأراك في الصباح".
قال بأبتسامة خالية من البهجة.
أمالت جوستين برأسها موافقة , فرحتها في العثور على عمل تلاشت .
مع ذلك , فقد تشجعت عندما أقتربت من مالك البيت بعد وقت قصير , لكنه كان مهتما بجمع المال , فنكبة جوستين لا تعني له شيئا .
" أذا كنت لا تستطيعين دفع الأيجار , أخرجي ".
قال لها.
" حسنا , سأدفعه".
تنهدت جوستين , وهي تفكر لماذا حاولت أن تثير تخوته , أنها ستتدبر أمرها.
أمضت ليلة قلقة , والصورة الكريهة للسيد واريندر لم تغب من بالها , بعض النساء قد يجدنه جذابا , لكنها على العكس , ما الذي فيه لا يمكن تجاهله؟
عداءه؟ كرهه الواضح لها؟ بأنه عرض عليها وظيفة بالرغم عن مشاعره الشخصية؟ هناك شيء غير مستقيم تماما حول الوضع , لكنها لا تستطيع أن تتخيل ما هو.
غلبها النوم في النهاية , مع أن الأحلام أزعجتها , وقد أستيقظت وهي تشعر بالدوار , لكن كوب الشاي الساخن أعادهما الى طبيعتها , وعندما سارت في النهاية الى هناك فأنها كانت تقفز في سيرها.
قررت أن تستمته بالعمل مهما كان , لم تعترض على العمل الشاق , عندما رأى السيد واريندر أية عاملة نشيطة هي فأنه سيبدل قلبه ويراجع راتبها , لقد عرفت أن كل شيء سيكون على ما يرام.
وهكذا وصلت بحالة متفائلة , أخبرتها فتاة الأستقبال الى أين تذهب , ودخلت المصعد وضغطت المصعد وضغطت على زر الطابق الثالث.
خرجت الى الرواق المفروش بالسجاد , وكان الشخص الأول الذي رأته هو السيد واريندر , لم تتوقع أن تجده هنا هكذا باكرا , ولا أن تقابله , لقد بدا كأنه ينتظرها , لمعت عيناه وهو يقول :
"من هنا , يا آنسة جاميسون , أنني مسرور لرؤيتك وقد وصلت في الوقت المحدد".
" أنني دائما أحاول أن أكون عملية ".
قالت بصوت خفيق.
وفيما كان يقودها على طول الرواق الى دائرة التصميم , شعرت جوستين مرة أخرى بأحساسه الجسدي , سواء أحبت الرجل أم لا , فأنه لا خلاف حول مغناطيسيته الذكرية.
أنها لم تختبر مثل هذه الأستجابة الفورية , على الأقل ليس في هكذا علاقة باكرة , ليس هناك من صديق أثار فيها رد فعل أيجابية كهذه , أنه لمن المحيّر لها , أن تقول القليل.
ضغطت جوستين على شفتيها , وهي تسرع لتحافظ على خطوة رئيسها الطويلة , أنها ستكون هنا تحت التجربة, هذا واضح , وهي لا تستطيع أن تلومه , كم تمنت لو تعرف من الذي فعل هذا بها؟
دفع الباب , وأمسكه حتى تدخل جوستين , وهو ينظر اليها وهي تتجاوزه , بمحض أرادتها , تسارعت دقات قلب جوستين , وهي تشعر بالأنزعاج لتجاوبها بهذه الطريقة.
كان هناك شعور متبادل من عدم الثقة بينهما , فلماذا لا تستطيع السيطرة على تلك الحوافز الغريبة؟ برأس مرفوع , شاهدت رجلا على الجانب الآخر من الغرفة.
كان ديسموند هنت طويلا ولطيف الشكل , بشعر أشقر يكاد يصبح رماديا , عينان زرقاوان ناعمتان , وأبتسامة ترحيب , شعرت جوستين بالراحة تغمرها لترى على الأقل وجها أليفا.
أنحنى ميتشيل واريندر للرجل الآخر :
" هذه هي الآنسة جاميسون , المصممة الجديدة التي أخبرتك عنها , سأتركها لك".
بذلك , أستدار وأختفى.