لكنها وضعت أبتسامة شجاعة عندما وصلت الى البيت :
" خمّن ماذا؟ لقد تحدثت الى ميتشيل – وهو يريد أن يراك".
أرتاح العجوز , وقال لها:
" خذيني اليه الآن".
قادت السيارة عائدة به , لكنها لم تدخل معه الى الجناح وطلبت من الممرضة مساعدته :
" أنني واثقة بأنكما تريدان أن تكونا لوحدكما". همست جوستين وهي تعلم أن السيد واريندر لا يعرف سببها الحقيقي.
كان العجوز فرحا تلك الليلة :
" لم يعد هناك من خطر الآن , أنه سيكون على ما يرام ". قال وهو ينظر اليها.
" أنها معجزة". تنهدت جوستين , أنها لن تكون هنا عندما يعود ميتشيل , رفضت أن تكون السبب في أي أضطراب في البيت.
" أنت لم تذكر السبب الذي من أجله خرج من البيت؟". سألته جوستين.
" لا ". قال جيمس عابسا :
" أعتقدت أن من الأفضل أن نتركه يثير الموضوع , هل قال لك شيئا؟".
منتديات ليلاس
هزت جوستين رأسها بغموض , وقررت بأن لا تثير الموضوع :
" بالفعل , لقد بدا غير مسرور برؤيتي". عبس ثانية:
" هل أنت متأكدة ؟".
" هو – هو أخبرني بأنه لا يريد أن يراني ثانية".
أغمض عينيه , وقال:
" أنه أحمق , لكنه أيضا لم يعرف نفسه بعد , أنه سيعود الى طبيعته , سترين , أعطيه يوما أو يومين آخرين".
لكن في المرة التالية غامرت جوستين بالدخول الى جناح ميتشيل , ولاقت نفس الأستقبال , تركت السيد واريندر في البيت , بناء على أصراره , وقادت السيارة وحدها , لقد تمنت الآن لو أن الرجل العجوز معها ليساندها.
كما في المناسبة السابقة , كان ميتشيل نائما عندما وصلت , أو على الأقل جفناه مقفلان , فسحبت كرسيا وجلست وهي تركز عينيها النهمتين على وجهه الجميل , كم هي تحبه , وكم ستتألم لو أنه رفضها.
أنها بحاجة اليه , أنها تتألم , لو أنه طردها , لو أنه لا يزال مصرا على خروجها من حياته , فأنه سيحكم عليها بالندم طول الحياة , أن ندوبها لن تشفى مثلما شفيت ندوبه , ستكون متضررة بصورة دائمة.
" أخرجي! ". تحدث دون أن يفتح عينيه , وبدون أن يعطيها أية أشارة واضحة بأنه عرفها أنها هناك.
بدأت جوستين ونظرت :
" نحن بحاجة للتحدث".
" عن ماذا؟".
" عنا". قالت بصوت خافت.
" ليس هناك عنا , هناك أنا وهناك أنت , شخصين منفصلين تماما , وأنا لا أريدك أن تكوني جزءا من حياتي ". أخيرا نظر اليها , كانت نظرته ضيقة ومرتبكة.
تململت جوستين بصعوبة:
" لو أنك فقط تدعني أشرح لك , أنها مسألة بسيطة جدا, ذلك الرجل كان....".
" جوستين! لا تعطيني أعذارا , لقد كنت على حق عندما وصلتك بوالدتك في بادىء الأمر , أي رجل يستطيع أن ينال مأربه منك عندما تحتاجينه , كل ما أستطيع قوله هو شكرا للعناية الألهية لأنني أكتشفت ذلك قبل أن أجعل من نفسي أحمقا- بالطلب اليك أن تزوجيني".
منتديات ليلاس
شهقت جوستين , وأتسعت عيناها:
" ألم تكن تلك مزحة؟ أعطيتك الفرصة فيما يتعلق بوالدي , لقد أدركت بأنني قد أفرطت في ردة الفعل في ذلك الأتجاه , لكن أن تخدعيني حتى قبل أن أقدم على سؤالك السؤال – أنه شيء , لا أستطيع هضمه".
لقد أراد أن يتزوجها ؟ لقد بدا كأن الحلم قد أصبح حقيقة , أنها بكل بساطة تريد أن تجعله يستمع الى الحقيقة :
" ميتشيل , لو أنك تدعني أشرح لك , أنا....".
لكنه أسكتها ثانية:
" أنني فعلا أعتقدت أنك تشعر نحوي مثلما أشعر نحوك , ماذا أنت , زير نساء ؟".
نظر اليها , وتحرك شيء ما في أعماق جوستين , سواء أكان مريضا أم لا , فأنه لا يحق له أن يتكلم معها هكذا.
" أذا كنت لا تريد أن تصغي لي , وأذا كنت لا تثق بحكمك , فأنني عندئذ أوافق, بأنه لا مجال ليرى واحدنا الآخر مرة أخرى , لكنك لست الرابح , يا ميتشيل واريندر , أنا هي التي ستخرج , ولا أريد أن أراك ثانية".