لكن النوم هرب منها , وهي لا تستطيع أن تتناول قرصا منوما فلربما أتصل المستشفى , بدلا من ذلك صنعت أبريقا من القهوة وجلست في المطبخ تشرب كوبا بعد كوب , وأفكارها مع ميتشيل.
نامت في كرسيها , لا تعلم شيئا ءسالى أن أيقظتها السيدة نايت , لقد طلع الضوء , تثاءبت وتمطت , وهي تشعر بتصلب كلوح من الخشب :
" المستشفى , هل أتصل؟ ". سألت بسرعة.
هزت السيدة نايت برأسها .
" هل أستيقظ السيد واريندر؟".
" لا , أنه سينام لعدة ساعات أخرى ,وأقترح عليك أن تذهبي الى فراشك أيضا , منذ متى وأنت هنا؟".
| طوال الليل ". قالت جوستين معترفة.
" هيا هيا , قومي ". قالت مدبرة المنزل موبخة. أطرقت جوستين:
" سأتصل بالمستشفى أولا".
لكنه لم يطرأ عليه أي تبدل , ما زال على حاله , وكان عليها أن ترضى بذلك.
في منتصف الصباح قاموا بويارتهم الثانية , ميتشيل لا يزال يرقد ساكنا بعينين مقفلتين , لا يدري ما يدور حوله , لكن نبضه كان أقوى.
" أذا أستمر هكذا , فأننا سنقوم حالا بأجراء الجراحة الأستكشافية ". أكد الدكتور غينسوود.
" وعندئذ يمكنك أن تقول لنا أذا ....". ولم يستطع السيد واريندر أن يخرج الكلمات.
لكن الطبيب فهم , وأطرق برأسه قائلا بلطف:
" أن كل ما نستطيع عمله هو أن نصلي".
تدريجيا , خلال الأيام التالية , تحسنت حالة ميتشيل , ولحسن الحظ تبين بأنه لن يكون هناك خلل دائم في دماغه , رغم أنه ما زال في غيبوبته والمستشفى لا يستطيع أن يكون متأكدا , لكن زياراتهم لم بعد تحمل المزيد من القلق.
أتصل ستيوارت يوما للأطمئنان على تقدم حالة ميتشيل , وكانت جوستين سعيدة اتقول له بأن كل شيء يسير سيرا حسنا :
" أعتقد أنني كنت سأقتل نفسي أيضا , لو أنه مات". قالت له.
" أنني أقترح أن تبتعدي من طريقه لفترة". قال ستيوارت.
وافقت جوستين , لكنه في اليوم الذي فتح فيه ميتشيل عينيه , كانت هي أول شخص يراه , نظرت الى السيد واريندر , الذي كان جالسا الى جانب السرير , كان يبتسم , للمرة الأولى منذ أيام :
" أعتقد بأنه سيكون على ما يرام". قال لها بصوت منفعل.
بعد ذلك بدأ الأجهاد يظهر على الرجل العجوز , لقد أزداد تعبا وكان يقضي معظم الوقت في الفراش , وكانت جوستين تقوم ببعض الزيارات لوحدها – دائما , بالطبع , وتخبره عن تقدم حالة ميتشيل لحظة عودتها.
كان ميتشيل معظم الوقت نائما , وأشتاقت الى لمسه , لكي تعترف له بمدى حبها له , وقد همست مرة بهذه الكلمات .
وذات يوم , وهي غارقة في أفكارها , حلمت بأن ميتشيل قد شفي تماما وأنه تقبل تفسيرها حول ستيوارت , لكنها ذهلت بحركة مفاجئة.
كان ميتشيل جالسا , يحدق فيها بعينين متوحشتين :
" ماذا تفعلين هنا؟ أين والدي؟".
" ما كنت أفعله طوال الأسبوع الماضي". قالت هامسة , متوسلة بصمت أن يفهمها :
" أتمنى أن تتحسن , والدك في البيت , أنه على ما يرام , لكنه تعب جدا , لقد حضر الى هنا كثيرا بعد الحادث".
" أريد أن أراه". قال بنغمة بدت ناعمة :
" لكنني لا أريك هنا , لا أريد أن أراك ثانية".
بلعت ريقها بألم :
" لماذا ؟ لقد أعتقدت بأن الأمور قد تغيرت بيننا؟".
ألم يحبها؟ هل كان والده مخطئا عندما قال بأن ميتشيل غيور ؟ أو هل لم يحن الوقت لكي يفكر بالأمور؟ هل كانت تأمل بالكثير بسرعة؟ أغمض عينبه:
" لا أريد أن أناقش الأمور يا جوستين , أرجوك أن تذهبي".
لقد فرحت لأنه أستيقظ الآن ووقفت الى جانب الباب لعدة ثوان , تراقبه , وترسل له حبها ,وتصلي من أجل عودته.
نظر اليها دون أن يقول لها شيئا , لكنه كان هناك تعبير في عينيه جعل جوستين تهرب , وخيبة الأمل المريرة تملؤها.
لقد كان ذلك هو نصف ما توقعته , لكن والده كان متأكدا بأن ميتشيل يحبها , لقد عرفت أن أفكار الرجل العجوز كانت خيالية.