الفصل التاسع
رقدت جوستين ساكنة , لقد رفعها ميتشيل الى القمة ثم هوى بها , كل ذلك في دقائق معدودة , لقد أظهر لك مدى خبرته في الأثارة , ومدى سرعته في التبدل – ماسحا كل تلك المشاعر وكأنها لم تكن.
لقد كانت حمقاء حين تركته يثيرها بسهولة ,ولا عجب لو أعتقد بأنها سهلة هكذا مع كل رجل تقابله , آه لو يعلم!
كان الوضع جنونيا وكان يتوجب عليها أن تفكر قبل قبول عرض السيد ولريندر , أن كل ما تأمل به الآن هو أن لا يكرر ميتشيل هذه التجربة.
لكنها كانت مخطئة مع هذه الآمال , في اليوم التالي حيّاها ميتشيل عند الأفطار بأبتسامة وقبلة – ومه كل أشارة بأنه ينوي الأستمرار في لعبته , لم يستيقظ والده بعد , منتظرا زيارة الممرضة اليومية قبل أن ينضم اليهما.
منتديات ليلاس
ذعرت عيناها الزرقاوان وهي تنظر اليه , لكنها غامرت بأبتسامة ضعيفة.
" صباح الخير , يا جوستين , هل نمت جيدا؟".
هل كان يأمل بأنها لم تنم ؟ هل يعتقد بأن مغامرة الليلة الماضية كانت مزعجة وحالت دون الأسترخاء ؟ كم كان محقا في أعتقاده , لكنها لن تدعه يستمتع بأعترافها :
" نعم , أشكرك". قالت له.
" كاذبة! ". راح يدرس وجهها وهي ترتجف.
لقد كان من المستحيل عليها أن تمحو من ذهنها ذكرى لمسته :
" يبدو أنك لم تنامي أبدا".
" ربما بقيت مستيقظة قليلا ". قالت بصوت أجش.
" ذلك يكفي لأعطاء ظلال تحت عينيك , هل كانت هي أفكار ممتعة أم عدائية التي حالت دون نومك؟".
رغم أن تجاوبها كان كاملا , فأن كفيه عبى خديها , والمداعبة الخفيفة لأصابعه , كانت قوية جدا.
" لا تتلفي وجهك الجميل بعدم النوم". قال بصوت ناعم.
" سأحاول أن لا أفعل".
" أعتقد أنني ربما أخرج معك اليوم , أذا لم يمانع والدي, أنت لم تخرجي منذ قدومك الى هنا".
تحطم قلبها بين ثناياها , هل يدرك ما سيفعله بها يوم كامل برفقته :
" أنني لست بحاجة للوقت للترفيه , أن البقاء برفقة والدك ليس عملا شاقا".
حضرت السيدة نايت وهي تحمل صينية دافئة مليئة بالأطباق , وأكل ميتشيل بشهية , أما جوستين فقد تجاهلت المقانق, وراحت تقضم قطعة من التوست وتشرب عصير البرتقال.
كانا على وشك الأنتهاء من وجبتهما عندما دخل السيد واريندر الغرفة بكرسيه ذي العجلات.
" صباخ الخير يا جوستين , ويا ميتشيل ". لقد بدا في أحسن حالاته.
" أنني مسرور لأنني ألتقطتك قبل أن تغادر يا بني , لقد فكرت بدعوة بعض الأصدقاء على الغداء , لأنني أجد نفسي قد تحسنت , أريدك أن تكون هنا".
عبس ميتشيل :
" لقد أتخذت ترتيبات أخرى , يا والدي , أنني لست ذاهبا الى المكتب , سأخرج مع جوستين".
" لكن الأمر لا يهم ". قالت جوستين بسرعة , لقد فرحت عندما رأت العجوز مرحا.
أبتسم الأب وعيناع عليهما:
" في هذه الحالة , تابعا خطتكما , سأقيم حفلة الغداء في يوم آخر".
" لماذا هذا الحافز المفاجىء للرفاق؟". سأل ميتشيل.
" لأنني أريد أن يتعرف أصدقائي على رفيقتي جوستين ". قال السيد واريندر بفخر.
منتديات ليلاس
أنحنت جوستين وطبعت قبلة على حاجبه , لقد كانت هذه عادة درجت عليها خلال الأيام القليلة الماضية.
عندما أستقامت كان ميتشيل قد ذهب , لكنها أسرعت وأحضرت محفظتها , كان يدير السيارة عندما خرجت , وفي ثوان كانا في طريقهما.
بدا ميتشيل غاضبا , لقد أعترض على تقبيلها والده!
كانت بداية اليوم مخيبة للآمال , وكانا يدخلان ويخرجان في زحمة السير اللامتناهية , عندما يكون في هذه الحالة , فأنه لا يطاق , لقد بدا أن تآلفهما الليلة الماضية كأنه لم يكن.
نظرت اليه وذاب قلبها لأبتسامته الرقيقة التي منحها أياها :
" لقد أعتقدت بأننا لن نكون معا هكذا".
" ولا أنا ". قال هو:
" يبدو أننا أضعنا المزيد من الوقت , لكن ألتقاطه سيكون أكثر متعة".
أطرقت جوستين بحياء.
" أنني أستطيع أن أفهم لماذا وقع والدي في غرام دلفين أذا كانت لها نفس صفاتك التي لا تقاوم , أن مشكلته هي أنه لم يعط تفسه الوقت الكافي للتعرف عليها قبل أن يستسلم".
" أنت بكل تأكيد لم ترتكب نفس الغلطة".
قالت جوستين وقد لوت شفتيها.
أخذ بيدها ووضعها على ركبته ,فسرى الشوق في عروقها , وراحت تتعجب الى أين سينتهي هذا النهار؟
سحبت يدها فصرخ قائلا:
" لا ". ثم أعاد يدها وقال:
" أنني مشتاق أليك , أنا أيضا , لم أنم الليلة , أذا كنت تتعجبين , أنني أريدك يا جوستين , كما لم أرد أية أمرأة أخرى في حياتي ".
أغمضت عينيها , وظلت ساكنة , أنه يريدها , لكنه لم يحبهاّ! كان هذا هو الجزء الحزين في القصة.