الفصل الثامن
في الأيام التالية , أزداد أعجاب جوستين وتعلقها بالسيد واريندر عميقا , كان بينهما أحترام متبادل وكانت بكل سعادة تجلس لتقرأ له بصوت عال ديكنز أو تولستوي , فيما كانت موسيقى باخ أو شوبيرت تعزف في الطابق السفلي.
لا حاجة للأنكار بأن الرحة خيّمت على البيت عندما سافر ميتشيل الى أستراليا.
لكن والده لاحظ أن أبتسامتها كانت جاهزة , وعيناها غي قلقتين , بعدما ذهب ميتشيل :
" هل أبني ما زال يضايقك؟ ". سألها ذات يوم.
هزت رأسها :
" أنه نادرا ما يتحدث معي , ألا أمامك".
" لكنك مسرورة لأنه ذهب؟".
وافقت.
" ألم تعودي تحبينه؟".
" أنك لا تستطيع أن تقع في الحب فقط , أن عليه أن موتا بطيئا".
" لكنك أكثر سعادة الآن لأنه غير موجود , لماذا؟".
" لأنه يجعلني أشعر بعدم الراحة , أنه لم يشعر بأنني جديرة بهذا العمل , كما تعلم , وهو يعتقد أنني أجري وراء مالك ". أضافت بصمت.
" أنني لا أدري ماذا سأفعل بدونك , هل تعدينني بأن لا تقلقي من ناحيته؟".
" سأحول".
من حيث الصحة والطباع , صرح جيمس واريندر بأنه لم يشعر بأفضل مما هو عليه الآن , ضغط دمه أصبح طبيعيا , وقد ساعده العلاج.
بعد أسبوع , عاد ميتشيل وتعكر صفوهما , لن تنسى جوستين وجهه يوم دخل فجأة وسمعها تخبر والده بأنها أحبته.
منتديات ليلاس
أما بالنسبة للعجوز , فقد راح يفتح لها قلبه يوما بعد يوم , لقد أحبت جيمس واريندر بعمق وهي غير خائفة لتقول له ذلك.
" أنني أشعر كأنني أبنتك". قالت وهي تعانقه وتطبع قبلة على حاجبه.
" لو كان عندي أبنة , لتمنيت أن تكون مثلك , لقد أزداد ولعي بك , يا جوستين , أنني أحيانا أتمنى لو أنني تزوجت من دلفين وليذهب كل شيء الى الجحيم – فقط هكذا أستطيع أن أقول أنك لي".
" أنني مسرورة بذلك ". قالت هامسة.
" لقد أدخلت نورا جديدا لحياتي , أنني أحبك يا جوستين".
" وأنا أحبك". قالت بحزم.
في هذه اللحظة دخل ميتشيل:
" بحق الشيطان , ماذا يجري هنا؟".
قفزت جوستين لدى سماعها لصوته , وراح قلبها يدق كالمطرقة.
أبتسم جيمس واريندر , وهو بكل وضوح غير مدرك لغضب أبنه :
" لقد جعلتني جوستين رجلا سعيدا جدا".
" أوه نعم , وكيف ذلك؟". قال ميتشيل وقد ضاقت عيناه:
" أليس ذلك واضحا ؟ ألا ترى ؟ ". قال السيد واريندر وهو يبدو في غاية السعادة.
" أرجو أن لا يكون ذلك ما أفكر فيه؟". زمجر ميتشيل.
وقبل أن يحطم سعادة والده بأفكاره الشريرة , قالت جوستين:
" لقد أخبرت والدك أنني بدأت أشعر كأنني أبنته".
" وأنت تعلم يا ميتشيل كم كنت دائما أتمنى أبنة". قال السيد واريندر مضيفا لكلامها :
" في الحقيقة , يا ميتشيل , يجب أن أشكرك على العثور عليها".
" لا تقلق , يا والدي".
" يبدو أنه أمضى وقتا صعبا , أنه سيصبح على ما يرام عندما ينام نوما جيدا". قال والده.
وقبل أن تطفأ الأنوار طبعت قبلة على جبين الرجل العجوز , وبدون تردد أسرعت تصعد درجات السلم بخطوات غير مسموعة على السجاد الأحمر , لكن أذا كان وقع خواتها لم يسمع , فأن نفس الشيء حدث لوقع خطوات ميتشيل , وهي لم تسمعه يصعد وراءها.
" أن والدي لم يتوقف عن مدحك منذ أن عدت الى البيت , أنه يبدو بروح عالية , ماذا يفترض بي أن أعتقد؟ ". قال لها ساخرا.
منتديات ليلاس
" فكر ما تريد". قالت ببرود:
" أنني أعرف الحقيقة , وهذا هو كل ما يهمني , أذا كنت تريد أن تبدأ بالشر , فذلك هو أمتيازك".
نظر اليها نظرة طويلة , وأقترب نحوها , بذلت جوستين جهدها للسيطرة على الرعشة التي تسارعت في أوصالها , لكنه كلمت طال وقوفه هناك , كلما أزداد أحساسها به.
وبدون وعي , راحت تبلل شفتيها برأس لسانها , وقد ومضت عيناها وأتسعتا , وعندما وجدت نفسها بين ذراعيه, راح فمه ينشد فمها , فأطلقت أنة خفيفة.
" أنني أريد أن أتأكد بأنك لا تعطين الأفضلية لوالدي".
" أنني لا....".
أعتراض جوستين الخافت قطع عندما قبّلها , أستسلمت وقررت أن تستمتع بهذه القبلة غير المتوقعة , وراحت تعانقه بدورها , فنسي في غفلته القصيرة أستسلامها المفاجىء.
وبدون سابق أنذار , حملها بين ذراعيه ونقلها الى غرفة نومها , ضاغطا قبضة الباب بكوعه ودخل , ثم لبط الباب وأغلقه خلفه.
مددها داخل الغرفة , وأمسك وجهها بين يديه , وهو واثق بأنها لن تحاول الهرب.