[
الفصل السابع
شعرت جوستين أن السيد واريندر قد ألقى قنبلة , مهما توقعت , فأنه لم يكن أقتراحا بأن تتزوج ميتشيل , يجب أن يكون بعيدا عن ذهنه , ألم يوضح هو وضعها؟
" يا سيد واريندر ". قالت أخيرا:
" هل تعلم ما هذا الذي تقوله؟".
" أعلم ". قال بكل بساطة.
" هل تدرك مدى شعور ميتشيل نحوي؟".
هز رأسه.
" أذن يجب أن تعلم بأنه لن يتزوجني حتى ولو كنت آخر أمرأة على الأرض , أنه يكره أحشائي".
أبتسم السيد واريندر ببطء:
" أنه يعتقد ذلك , لكنني أعرف أبني , أكثر مما يعرف نفسه".
" أذن ماذا تقترح؟". سألت جوستين وقد ضاقت عيناها , وأخذ قلبها يدق , لكن فقط لو أن ميتشيل أحبها.
" أنني لا أقترح , أنني أقول بكل تأكيد أن ميتشيل يحبك , حب , كراهية , سمّها ما شئت , فأنهما يصلام الى نفس الحد , أنه بكل بساطة مشوش قليلا بسبب مشاعره نحو والدتك".
" أنت مخطىءّ ". هزت جوستين رأسها.
" هل يمكنك بكل أمانة أن ميتشيل لم يشعر بالدفء نحوك ؟ وأنه لم يقبلك , ولم يرغب في ممارسة الحب معك؟".
أحمر خدا جوستين :
" لا أستطيع أن أنكر ذلك يا سيد واريندر , كانت هناك أوقاتا عندما....".
" عندما تمنيت المزيد؟". قال مكملا كلامها:
" لقد عرفت يوم جئت لرؤيتي أنك لم تكوني حصينة أمام سحره ". هز رأسه ثم تنهد :
" أنتن الشابات بكل تأكيد تقمن بالعمل الشاق للوقوع في الحب , هل أنت تحبين ميتشيل؟".
السؤال المفاجىء جاءها على حين غرة فأطرقت بحياء.
" أنني سأهتم بميتشيل أذا وعدتني بالموافقة".
" لا أستطيع". قالت جوستين , رغم أنها تريد ذلك أكثر من أي شيء في العالم . أن الزواج من ميتشيل سيكون معبرا الى الجحيم.
بدا جيمس مهزوما , وظهر عليه الأعياء , كأن الحياة لم تعد تستحق العيش.
" أنا آسفة , يا سيد واريندر". قالت بقلق:
" لكن يجب عليك أن تدرك أن ذلك لن ينجح , ميتشيل لا يحبني , لقد كنت مخطئا من هذه الناحية , والزواج بدون حب سيكون صعبا للغاية , ولا أستطيع أحتماله , ولا حتى لأفرحك , أي شيء آخر , لكن ليس ذلك , هل تفهم؟".
" نعم ". قال بصوت خافت:
" أعتقد أنك على حق , لقد طلبت منك الكثير , أنني فقط لا أريد أن أفقدك بعد أن وجدتك".
" تزويجي من أبنك ليس هو الحل ". قالت جوستين بلطف:
" رغم أنني لا ألومك على المحاولة , لكنني سأحضر لرؤيتك كلما رغبت , لا تخف من عدم رؤيتي ثانية".
أنها تستطيع تحديد موعد زيارتها بحيث لا ترى ميتشيل , أنه لن يتحسن , هذا أكيد".
أغمض الرجل العجوز عينيه , ثم فجأة , نظر اليها وقد ألتوى فمه في أجمل أبتسامة يستطيعها :
" عندي فكرة أخرى , ليست فكرة لامعة , لكنها حل كامل , نفس الشيء".
منتديات ليلاس
نظرت اليه جوستين بحذر :
" يمكنك المجيء والعيش معي كرفيقتي , سيكون كل شيء على ما يرام , سيكون لك بيت طالما رغبت , وسأدفع لك , بالطبع , بحيث لا تكون لديك أية مشاكل مالية, فما رأيك؟".
أصغت جوستين في دهشة لكلماته الدقيقة البطيئة , الآن هزت رأسها وهي لا تصدق:
" هل أنت جاد؟".
" جداّ ". قال مبتسما:
" ماذا تقولين؟".
" أنه عرض مغر ".
أنه بكل تأكيد سيحل مشاكلها العاجلة , أنها لا تستطيع العيش مع لالاغ الى ما لا نهاية , خاصة ,وأنها تساهم قليلا بمصاريف البيت .
" أذن ستأتين؟ قولي نعم , وسأخرج من هنا حالا".
" ماذا ستقول السيدة نايت ؟". سألت جوستين بتفكير:
" أنها تدير بيتك بشكل جميل , ماذا ستظن أذا أدخلت أمرأة أخرى؟".
" السيدة نايت لن تمانع , يا ألهي , يا طفلتي , أنها سترتاح , أنها تقلق دائما متى تستطيع الخروج".
" في تلك الحالة". أبتسمت جوستين:
" أنني أوافق , لكن فقط بصورة مؤقتة , لا أستطيع أن أفرض نفسي عليك الى الأبد , فحالما أجد عملا لائقا , يجب أن تسمح لي بالذهاب".
" هذه وظيفة , أيتها الفتاة الحمقاء ". قال لها مازحا:
" أريدك أن تبقي طالما أنا بحاجة اليك , لن أعيش الى الأبد – ومن ثم ستصبحين حرة في الذهاب الى حيث تشائين , وسأرى أنك تعيشين في طمأنينة , لا تقلقي من جهة المال أذا لم تجدي عملا".
" أنني أحبك فعلا". قالت جوستين وهي تعانقه بحرارة. "وأنا أحبك ". قال لها:
" لقد أسعدتني كثيرا , سعيد كأنك توافقين على الزواج من ميتشيل , لكن ربما ذلك سيأتي".
تنهد وهو يهز جسده النحيل , وأغلق عيناه , وظهر كأنه نام, وأبتسامة قناعة على شفتيه.