لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-07-12, 06:05 PM   المشاركة رقم: 66
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
✿ باذِخَةُ الْعَطَاءْ ✿


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 146680
المشاركات: 19,397
الجنس أنثى
معدل التقييم: ΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسي
نقاط التقييم: 4020

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ΑĽžαεяαђ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زاهــــــــــــره المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 


الفصل الرابع عشر


الخروج من الجنة


إستيقظت مشيرة على صوت هاتفها الخليوي:

- السلام عليكم من معي؟

- أنا عوني...أريد أن أراكِ اليوم.

طار كل أكثر للنعاس كان ينتابها و جلست...عوني؟ ماذا يريد الآن؟:

- لن أستطيع اليوم...

- يجب أن أراكِ بدون أي تأخير.

فكرت... لا لن أذهب له يجب أن أخبر يوسف أولاً و كأنه قرأ أفكارها:

- إن لم تأتي سيحدث ما لن يرضيكِ... لا تقلقي أريد أن أراكِ لأحدثك فقط لن أطالبك بأي معلومات.

- لكن يو... السيد عيّاش رآنا المرة السابقة و ثارت شكوكه.

صمت مفكراً ثم قال:

- حسناً سوف نتقابل في المكتبة... لا أظن أن (رجلك) سيذهب إلى مكتبة الإسكندرية إلاّ إذا كان معه فوق سياحي يريد مكتبنا الذاخره.

غضبت من سخريته و كانت على وشك أن تقول له أن يوسف ليس رجلها لكنها صمتت عندما سمعت طرق على باب غرفتها... قال عوني الذي بدى أنه سمع الصوت:

- سوف أراكِ اليوم الساعة الثانية عشر... إلى اللقاء.

دخلت سها:

- هيا أيتها الكسوله... غنني أنتظرك لنتناول الفطور معاً لقد خرج محمد قبل أن أستيقظ و يوسف تناول فطوره سريعاً و ذهب لمقابلة الأستاذ ياسر.

- حسناً سوف ألحق بك بعد خمس دقائق.

بعد أن تناولتا الفطور تقيأت سها و أحست بالتوعك فصحبتها توحه إلى غرفتها و قالت أنها ستلازمها حتى تفارقها نوبة الدوار... نظرت لمشيرة نظرة ذات معنى كأنها تخبرها " ألم أقل لكِ بالأمس" سالتها مشيرة:

- هل ستحتاجان إلى مساعدتي؟

- لا لا يا ابنتي إذهبي و اكملي عملك.

- حسناً لكنني سأمر على نشوى ظهراً لأرى ماذا فعلت في إمتحانها.

قالت سها بإنهاك:

- أرسلي لها تحياتي ... و خذي سيارتي.

- شكراً عزيزتي.

تناولت المفاتيح و خرجت... وجدت عوني ينتظرها أمام شباك التذاكر، سبقته إلى داخل المكتبه ... أخذت مشيرة أحد الكتب و جلست على طاولة فجلس عوني في مقابلها أغلق الكتاب و نحاه جانباً:

- لا داعي لكل هذا التظاهر فنحن لا نقوم بمهمة جاسوسية.

نظرت له بغضب فقال لها:

- مرحى لكِ... يجب أن أهنئك.

- تهنئني؟ على ماذا؟

- على تلك المعلومات الرهيبة.

أحست بشر قادم في الطريق:

- أي معلومات؟

إتسعت عينيها بلوعه ما أن أخرج من حقيبته ظرف.... أن ذلك الظرف الذي كانت تضع فيه أوراقها، سالته من بين أسنانها:

- من أين لك بهذا الظرف؟

- بالمناسبة إن منزلك جميل جداً... أولانه متناسقة و توحي بالبهجة.

مدت يدها لتنتزع منه الظرف لكنه أبعده عندها... عندما لاحظ تلفت الناس نحوهما أعطاه لها:

- على كل حال عندي نسختي المحفوظة.

- أيها الوغد الحقير.

نظر إلى يدها اليمنى ... قال بطريقة بغيضة و هو يضع يده على قلبه:

- أوووووه... لم أنتبه... يجب أن أكون أول من يقدم التهاني.

صفعته بقوة:

- أنت لست إنسان.

صر على أسنانه في محاولة منه لكبت غضبه:

- بالعكس... سوف ترين أكبر دليل على إنسانيتي... سوف أعطيكِ صور أختك و لن أنشرها... لكنني سوف أعرف كيف أجعلك تندمين على صفعتك هذه.

قالت بصوت خرج كالفحيح:

- لو فكرت أن تمس يوسف بأي آذى سوف تندم.

تراجع إلى الخلف متظاهراً بالخوف:

- ياإلهي لقد شعرت بالرعب... من الواضح أنني سأخسر أنشط صحافية عندي لأنها وقعت في الحب... لكن أرجوكِ عندما تفشل هذه القصة الرائعة تعالي إلى العمل في وقتك و لا تتأخري.

لم تتحمل سخريته فوقفت و غادرت نادى لها:

- لقد نسيت أن أخبرك... المكان كان في المطبعة بالأمس من الممكن أن تعودي للمنزل لتجدي السيد عيّاش يقرأ الجريدة هذا لو لم تستطيعي إخفاءها.

قادت سيارتها بسرعة جنونية و هي تدعو الله أن تصل إلى يوسف قبل أن يقرأ الجريدة.... لم تكن تصدق ما فعله عوني لقد دخل إلى منزلها وسرق الأوراق لابد أنه عرف أن الأوراق في حقيبتها، صرت على أسنانها كم كانت غبية عندما تركت حقيبتها و ذهبت إلى الحمام مؤكد أنه فتح حقيبتها و رآى الظرف ضربت المقود بقبضتها... إنني غبية... لماذا لم أتخلص من تلك الأوراق؟ لماذا إحتفظت بها؟ لم تستطع أن تتوقف عن لوم نفسها بالرغم من عدم جدوى ذلك.

رمت مفاتيح السيارة على أقرب طاولة لها و ركضت إلى غرفة المكتب رأت يوسف يجلس وراء المكتب ساهماً لم تحرك وقفت تنظر إلى شحوب وجهه بفزع قالت بصوت مرتجف:

- يوسف أريد أن أخبرك بأمر ضروري.

رمى على الأرض علبة إستقرت تحت قدميها نظرت إلى العلبة بذعر... إنها صور اختها قال لها:

- هل ما ستخبريني به هذه الصور أم هذه...

رمى الجريدة على الأرض فإنحنت و إلتقطتها... مررت عينيها على الأسطر ثم تأوهت:

- آآآآه لا.

قال بعنف:

- آآه نعم.

- يوسف اسمعني يمكنني أن أفسر لك.

إنفجر:

- تفسرين لي؟ ماذا الذي ستفسرينه هذه الصور الرائعة؟ أم المقال الجهمني هذا؟

فكرت... عوني السافل طلب أن يلتقيني ليرسل الصور و الجريده ليوسف.... تقدم منها و انتشل الجريدة من بين يديها و نظر إلى المقال بعينان متوهجتان.

تسمر كأنه تمثال من حجر و ابيض لونه ثم لوح بالجريده و قال بيأس

- لقد قابلت في حياتي كل أنواع الإشاعات و رغب الكثير في تشويه صورتي لكن هذا....

صمت ورمى المجلة بقرف ثم نظر لها بعدم تصديق و سأل:

- أنتِ من كتب هذا الكلام؟

قالت له:

- لقد كنت أريد أن أخبرك....

قاطعها:

- تريدين أن تخبريني بماذا؟....لقد سألت سؤال أنتِ من كتب هذا المقال اللعين؟

نظرت له و عيناها تتوسلانه لفرصة فقال:

- إذن كل ما حدث كان بترتيب منك.

سارعت تقول:

- لا...صدقني لم أرتب لشئ.

سألها:

- ألم تنوي أن تكتبي عني هذا المقال قبل أن نلتقي؟

أطرقت برأسها و صمتت فهز رأسه بأسى:

- إذن كان كل ما حدث مرتب و بدقة و أنا كالأحمق وقعت في الفخ حتى أنني كنت سأتزوجك....

ضحك بمرارة ثم اقترب منها و صر على أسنانه:

- ترى هل هناك ما هو صادق منذ أن دخلت حياتي؟...أتراكِ أيضاً ابتدعت موضوع الحادث و ألقيتِ بنفسك أمام سيارتي؟

تجاهل نظرة الألم التي أطلت من عينيها...بدى أنه لن يتوقف فصرخت به :

- كل ما تقوله غير صحيح...غير صحيح.

قال بصوت راعد و قد فقد السيطرة على اعصابه:

- لن أسامحك على هذا أبداً... أبداً...أتفهمين؟

إختنق صوته:

- اخرجي من حياتي يا ذات الوجه الملائكي المخادع...لا أريد أن أراكِ بعد الآن.

عندما همت بالرحيل أمسك ذراعها:

- انتظري.

نظر لعينيها الدامعتين:

- دموع؟ لا أظنك بحاجه لها فقد صار كل شئ واضح....

هزها بقوه:

- لقد عرفتك على حقيقتك.

قالت مشيره و هي تنتحب:

- أنت لا تفهم.

سألها بصوت مبحوح من شده الغضب:

- ما الذي لا أفهمه؟ها؟ أخبريني....ما الذي لا أفهمه؟

اخفضت رأسها و تساقطت دموعها بغزاره فهزها لتنظر له و عندما رآى ملامح الكرب على وجهها أحس بالألم فأمسك بذراعيها بقوة و توسلها:

- إنكري...أرجوك إنكري أنكِ من كتب هذا و سأصدقك.

هزت رأسها بألم:

- اتركني فأنت تؤلمني.

رفع يديه عنها بنفاذ صبر و عاد لغضبه:

- حسنا...حسنا على الأقل هناك بقية من صدق توجد بداخلك خذي هذه قبل أن ترحلي فأنا أود أن تكون حياتي نظيفه من أي أثر كان لكِ فيها.

أحست أنه كلما طال وقوفها أمامه سيظل يؤلمها فأسرعت بالخروج لكنه استوقفها صائحا:

- لا تنسي أن تأخذيها قبل خروجك إنها الصور السلبية التي كانت مع مديرك و الذي كان يبتزك بها.

إلتفتت له بصدمه و نظرت إلى الأفلام التي كانت في علبه بلاستيكيه و تساءلت "لقد عرف و رغم ذلك لم يعذرها؟؟"...

قال:

- حتى هذه الصور كان صدمه بحد ذاتها...صدمة من إحدى الصدمات الكبيره التي تلقيتها فيكِ و على يديكِ....لا تقلقي لم أنظر لها فيكفي أن صورتك صارت مشوهة في خيالي لا أريد أن أزيدها.

خلعت خاتم الخطوبة و وضعته على المكتب ثم انتزعت الأفلام من بين يديه و انفجرت بالبكاء ثم خرجت راكضه و كأن الشياطين في أعقابها، بعد أن خرجت إنهار يوسف على الكرسي واضعا رأسه بين يديه:

- لماذا؟ لماذا لا أستطيع الاقتراب إلا من نساء غادرات...مدمرات للروح...لا مبادئ لهن.

لكنه توقف ثم صاح بإعتراض مخاطباً نفسه:

- لكنها لم تكن كذلك.

عاد و ضرب جبهته بيده و صرخ:

- إنها كذلك و أسوأ....و أسوأ.

دخلت سها راكضه:

- ماذا حدث يا يوسف لقد رأيت مشيره تركض و هي تبكي بهستيرية....توقفت عن الكلام عندما رأت حالة اخيها و لأول مره في حياتها ترى الدموع تنساب من عينيه.

يتبعــــ........

 
 

 

عرض البوم صور ΑĽžαεяαђ   رد مع اقتباس
قديم 05-07-12, 06:06 PM   المشاركة رقم: 67
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
✿ باذِخَةُ الْعَطَاءْ ✿


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 146680
المشاركات: 19,397
الجنس أنثى
معدل التقييم: ΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسي
نقاط التقييم: 4020

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ΑĽžαεяαђ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زاهــــــــــــره المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 


الفصل الخامس عشر

حطام
كانت معجزة أن تصل مشيرة إلى منزلها دون أن تدهسها سيارة فمنذ خرجت من منزل يوسف و هي تسير كالتائهة و عينيها تغشاهما الدموع.
رن الهاتف فلم ترد و دخلت غرفتها لترتمي على فراشها منتحبه... لم تتصور أن تخرج من حياة يوسف بهذه الطريقة، بعد أن أنهكها البكاء إستسلمت لنوم متقطع إستيقظت منه على صوت طرقات قوية على الباب أعقبها رنين الجرس المتواصل... أنتزعت نفسها من الفراش بقوة و فتحت الباب لترى منظر أختها المذعورة التي صرخت بها:
- لماذا لم تردي على إتصالاتي؟ ألم تتخيلي ما فكرت به بعد أن إتصلت سها بي و أخبرتني بما حدث و بعدها لم أستطع الوصول لكِ؟
دخلت و أغلقت الباب خلفها... وقفت تنظر إلى اختها مؤنبة و ما كان من مشيرة إلى أن إرتمت في حضنها و إنفجرت بالبكاء في البداية شلت الصدمة نشوى فما هذه باختها القوية لكنها ما لبثت أن لفت ذراعيها حول جسد أختها الذي أخذ بالإرتجاف و صحبتها لتجلسان على الأريكة:
- إهدئي يا عزيزتي... إهدئي سوف يكون كل شئ على ما يرام.
قالت مشيرة من بين شهقات بكائها:
- كيف... كيف يكون على ما يرام؟ إنه الآن يكرهني... يكرهني و سيكرهني للأبد؟
- لا يا اختي... سوف أذهب له و....
قاطعتها مشيرة بسرعة:
لا... لا تذهبي له.
رفعت رأسها من على كتف نشوى و نظرت في عينيها:
- نشوى... عديني أنك لن تذهبي له.
نظرت نشوى إلى عيني أختها الحمراوتين و وجهها المبلل بالدموع و صرت على أسنانها.... لن أمنحها أي وعد، أصرت مشيرة:
- أريحيني يا نشوى... عديني.
تنهدت نشوى:
- حسناً إذا كان هذا ما تريدينه.
قالت بحزم و كأنها تسعى لإقناع نفسها:
- نعم هذا ما أريده... أعلم أنني تسببت له بالكثير من الألم و إن كان بغير قصد مني... لكنه لم يتوقف للحظة و يتركني أشرح له... لم يسمح لي.
ربتت نشوى على يديها اللتلان كانتا منقبضتان في حجرها:
- لا تحاولي إسترجاع ما حدث... إن شئت إبقاء الأمور على ما هي عليها فعليك أن تنسي كل ما يتعلق به.
قالت كاذبة:
- نعم هذا ما أريد.
- لكن إعلمي أنني ليست موافقة فحبك له لن يسمح لكِ أن تعيشي بسلام خاصة أن فراقكما كان بتلك الصورة المحطمة.
قالت بشرود:
- لقد نجحت بوصفك... فكل ما تبقى لي الآن هو حطام... حطام علاقتنا القصيرة.
صمتت ثم قالت و هي تقف:
- أظن أن الآن يجب أن تنقلي أغراضك من عند رباب لتعودي إلى المنزل... سوف أقلك لكن بعد أن أقوم بامر ما.
أوقفتها نشوى:
- أي أمر؟
- إنه مشوار ضروري... سوف أوصلك إلى بيت رباب و سوف أمر بك بعد ساعة لآخذك جهزي كل أغراضك.
************************
ما أن دخلت مشيرة إلى مكتب رئيس التحرير حتى وقفت السكرتيرة مبتسمة:
- مشيرة؟!! كيف حالك عزيزتي؟ لقد إشتقنا لكِ كثيرة.
لم تجد مشيرة بها طاقة للحديث الإجتماعي:
- نادية... هل السيد عوني موجود؟
ردت الفتاة بارتباك إزاء لهجة مشيرة الباردة فطالما كانت ودودة مع الكل خاصة معها:
- نـ... نعم إنه بالداخل لكن معه السيد...
لم تنتظر مشيرة لتسمع باقي كلامها، إقتحمت المكان رفع عوني و الرجل الموجود معه رأسهما بدهشة فقال عوني:
- ما هذا يا آنسة مشيرة؟ كيف تدخلين علينا بهذه الصورة؟
قالت بحدة:
- كما دخلت أنت منزلي من ورائي و سرقت أوراقي... كلنا نتعلم منك سيد عوني إنك مثالنا الأعلى.
إحتقن وجهه و قال للرجل:
- سيد سامح أظن أننا سنرجئ إجتماعنا إلى وقت آخر.
جمع الرجل أوراقه و خرج متعثراً فصفقت مشيرة الباب خلفه و إلتفتت له فقال:
- إسمعي ... يمكنني...
قاطعته:
- بل إسمعني أنت... لا تظن أن بإمكانك إرهابي بعد اليوم لم يعد هناك شئ أخسره... على عكسك يا رئيس التحرير المحترم.
جلس فجأة و كأن قدماه لم تعودا قادرتان على حمله، جلست على أحد الكراسي المقابلة لمكتبه و قالت:
- يالسخرية القدر إنني أذكر آخر لقاء كان بيننا في هذا المكتب و كأنه كان بالأمس... لقد كنت أحس بأنني كالفأر في المصيدة ... مذعورة... محاصرة... لكن الآن إنقلبت الأدوار لتكون أنت ذلك الفأر....
صاح بها:
- آنسية مشيرة لا يجوز أن تتحدثي معي بهذه الصورة.
صرخت به:
- بل يجوز... من حقي أن أحدثك بالطريقة التي أراها مناسبة لأمثالك... ثم من أنت لتتحدث عن الذي يجوز و الذي لا يجوز... مؤكد أنك تعلم أن بإمكاني مقاضاتك.
فتحت يدها و أخذت تعد على أصابعها:
- إبتزازك لي.... إقتحامك منزلي...سرقتك أوراقي بالإضافة إلى نشر المقال و وضع إسمي عليه.
شحب وجه عوني فقالت له:
- أرى أنك فقدت القدرة على الكلام.
وقف عوني و قال بغضب:
- لا تظني أن بإمكانك تهديدي... يمكنني أن أدمرك هل تفهمين؟ ما زال في جعبتي الكثير... قد تظنين أنك لا تملكين ما تخسرينه لكن السيد عيّاش....
صمت عندما تقدمت منه و أمسكت بتلابيبه و قد بدى من عينيها أنها فقدت السيطرة على نفسها:
- إسمع أيها الوغد... حتى السيد عيّاش كما تحب أن تدعوه متشدقاً لم يعد في حياتي بعد الآن... لا يمكنك أن تؤذيني خلافاً لقدرتي على تحويل حياتك للجحيم... ابتعد عن حياتي نهائياً و إنسى أنني عملت معك يوماً.
دفعته فكاد يتعثر... أخرسته الصدمه فتابعت:
- و لا تحتاج إلى أن أذكرك أن تنسى اختي أيضاً و إذا فكرت بأذيتها سوف تندم.
تقدمت خطوة منه و قد إحمر وجهها غضباً ...اخرجت الجريدة من حقيبتها و رمتها في وجهه:
- و يوسف... يوسف عيّاش لقد حققت غايتك و أذيته بذلك المقال البائس لكن مؤكد أنه سيكون الأول و الأخير... إمحيه من رأسك هل فهمت؟
قرأ لهجة التهديد في صوتها فتراجع أمام هجومها و إستمر ينظر لها كأنها مجنونة...فجأة إنفتح الباب و دخلت نشوى مسرعة و وقفت بين اختها و عوني كأنها تخاف أن تنقض اختها عليه لتخنقه:
- مشيرة يكفي ما قلتيه... لا أظن السيد عوني سوف يفعل شئ بعد ما قيل... هيا بنا.
سحبتها من يدها بينما أخذت مشيرة تنظر من فوق كتفها إلى عوني الذي وقف مسمر في مكانه دون أن يجرؤ على الحركة.
ما أن أصبحا خارج مبنى الجريدة حتى سألت مشيرة:
- كيف عرفتي مكاني؟
- لقد تكهنت أنك سوف تذهبين إلى عوني فقررت أن ألحق بك قبل أن ترتكبي عمل أحمق و الآن أرى أنني كنت على حق... لقد إنتظرت في مكتب السكرتيرة أستمع إلى كلامك لكن ما أن إحتد صوتك و بدى لي أنكِ ستقفزين على عنقه فضلت أن أقطع حديثكما فلا أريدك في السجن اختي.
ابتسمت مشيرة ابتسامه شاحبة:
- حسناً لقد إنتهيت من ذلك الرجل و الآن هيا إلى بيت صديقتك لنحضر أغراضك.
***********************
مر إسبوع على خروج مشيرة من حياة يوسف... كانت نشوى تظن أن بمرور الوقت سوف تعود اختها إلى طبيعتها لكن ذلك لم يحدث فقد أصبحت تقوم بأعمال المنزل بصورة مستمرة كأنها تسعى لإنهاك نفسها ... كانت تعد الطعام بصورة آليه و تتناوله بصورة آليه أيضاً و بعد محاولات عديدة و فاشلة لإستنطاقها قررت أن تقوم بزيارة لسها.
جلست نشوى و سها على طاولة منعزلة في أحد مقاهي محطة الرمل قالت نشوى:
- إن الإنسانة الموجودة معي منذ إسبوع ليست اختي... لقد حطمها فراقها عن اخيك.... حاولت أن أعرف ما حدث بينهما لكنها لم تتكلم لقد أوصدت في وجهي كل الأبواب.
أخبرتها سها بالقليل التي نجحت في إعتصاره من اخيها:
- إن اخي مثلها... كل ما عرفته منه كان بإسلوب الإستفزاز لقد إستمريت في إغضابه حتى إنفجر في صائحاً.
قالت نشوى:
- لقد فهمت... أظن أن أكثر ما يؤلمها أنه يظن بها أسوأ الأمور... إذن فهو يظن أن تلك الصور صورها... إن الأمر يتعدى كونه يظن أنها خانت ثقته و نشرت حياته الخاصة على الملأ أعتقد أنه حان الوقت لأزور اخيك و افهمه بعض الأمور.
- كم أتمنى هذا... لم يعد أحد يستطيع الحديث معه... حتى توحه تشاجرت معه إنه يحبس نفسه في غرفة المكتب منذ غادرت مشيرة كل ما يفعله الجلوس ساهماً محدقاً في الفراغ و عندما اتصل به ناشره صاح في وجهه أن ينسى أمر الرواية القادمه... تلك الروايه كان يعمل عليها مع مشيرة.
- إذن فكلاهما يمثل دور الحبيب المحطم... يجب أن نتدخل و نعيد لهما عقلهما... لن أقف متفرجه على حطام علاقتهما.
نظرت لها سها ثم قالت و هي تحمل حقيبتها:
- هيا بنا.
سألتها نشوى:
- إلى اين؟
- إلى منزلكم أريد أن أرى مشيرة و أتحدث معها قليلاً.
- حسناً هيا بنا.
كانت مشيرة تجلس على طاولة المطبخ و بين يديها الأوراق التي كانت كتبتها عن يوسف...أحتارت ماذا تفعل بها هل تتخلص منها؟ ألم يكن الإبقاء عليها هو أساس المشكلة؟ لكنها لم تستطيع أن تحمل نفسها على التخلص منها إنها ترافق ذكريات بالإضافة إلى إنها تشعر أنها آخر رابط بينها و بين يوسف و تشعر أن بالتخلص منها تخرج نهائياً من حياته، أفاقت من أفكارها عندما سمعت صوت باب المنزل يفتح و يغلق... لابد أنها نشوى لقد قالت لها أنها ستذهب لتحضر مذكرات من عند صديقتها عادت لتنظر بحزن إلى الأوراق سمعت حركة على باب المطبخ فرفعت رأسها رأت سها فاتسعت عينيها دهشة.... أخذت تحدق بها صامتة بينما تقدمت سها منها مبتسمة.
كانت صدمة سها كبيرة عندما رأت مشيرة... كانت نشوى محقة في كل كلامها إن الفتاة الشاحبة الغائرة العينين التي رأتها جالسة تحدق في بعض الأوراق ليست مشيرة حتى في أكثر الأوقات التي كانت حالتها الصحية فيها سيئة لم تكن بهذا الشكل... ما أن رفعت عينيها و رأتها حتى ترقرقت الدموع في عينيها لكنها حولت نظرها عنها فجلست بمقابلها:
- مشيرة... كيف حالك يا عزيزتي؟
صمتت مشيرة قليلاً كأنها تحاول تمالك نفسها و عندما تكلمت خرج صوتها مبحوح:
- بخير و أنتِ؟ كيف حالك؟
ابتسمت سها و وضعت يدها على بطنها:
- بخير... إنني حامل.
ابتسمت مشيرة بإرهاق:
- أعلم.
سألتها بدهشة:
- تعلمين؟ لكن كيف؟
- لقد أخبرتني توحه... عندما كنا بحتفل بــ.... صمتت بارتباك ثم قالت:
- عندما إصبت بوعكة في تلك السهرة تكهنت توحه بالأمر.
أحست سها أن قلبها يعتصر عندما تجاوزت مشيرة ذكر إحتفالهم بالخطوبة و قد بدى أن الأمر آلمها رفعت عينيها فرأت نشوى تشير لها و تشجعها قبل أن تخرج... أمسكت سها يدي مشيرة المرتجفتين على الطاولة:
- مشيرة... إنه يتعذب مثلك.
سحبت مشيرة يديها من بين يدي سها و إنتفضت واقفة:
- لا أعرف عن من تتحدثين.
قالت سها بسخط:
- مشيرة لا داعي أن تتدعي الجهل... يجب أن تعطيا علاقتكما فرصة إنكما تحبان بعضكما البعض.
إلتفتت لها مشيرة قائلة بحدة:
- فرصة؟ عن أي فرصة تتكلمين؟ تلك الفرصة لم يمنحها أخيكِ لي لأبرر... لم يسمح لي أن أشرح له... سها... أعلم أن نيتك حسنه و أنكِ تحبينني لكن يجب أن تتقبلي أن ما بيني و بين أخيك إنتهي.
- بهذه البساطة؟
- لم أكن لأتخيل هذا لكن نعم بهذه البساطة.
- لكن الأمر يدمركما... إنه يحبك.
صاحت مشيرة:
- لا... لا إنه لم يحبني قد يكون رآني مجرد تغيير بعد سوسن لكن الأمر لم يتجاوز ذلك فلو كان يحبني... صمتت و قد ترقرق الدمع في عينيها و إختنق صوتها:
- لو كان يحبني لما تركني أخرج من حياته بتلك الصورة أبداً... أبداً.
جلست ووضعت وجهها بين يديها منتحبة، كورت سها قبضتيها بغضب...غضب من اخيها... غضب مما آلت إليه الأمور لم تكن تتحمل رؤية إنهيار مشيرة بهذه الصورة الرهيبة، دخلت نشوى راكضة و ما أن رأت اختها تبكي حتى ركعت بجوار كرسيها تحتضنها... عندما هدأت مشيرة وقفت:
- سها... عزيزتي لا تشغلي بالك أعلم أنكِ و نشوى تحاولان إصلاح الأوضاع لكن لا جدوى... أعرف أن ما حدث جرح يوسف و أعرف أنني أخطأت ... عندما أفكر بالأمر أرى أن من حقه أن يفعل ما فعل لكن ها هو مر إسبوع و من المؤكد أنه عرف الحقيقة لكنه.... لكنه...
قالت كأنها تخاطب يوسف و تلومه:
- لم يتصل و لو مرة... لم يحاول... لم يحاول...
صمتت و كأنها لم تعد تجد الكلمات... تسمرت سها و نشوى إزاء منظر مشيرة الزابل و العتاب الحزين الذي كانت تتحدث به حتى أن سها غفلت عن إخبارها أن يوسف لا يعرف شئ حتى الآن فهو يرفض الحديث مع أحد و كل ما أخبرته به توحه لاقى أذن صماء.
قالت مشيرة:
- لقد حطمنا هذا الأمر...كلانا... لكن يوسف لم يفعل شئ ليصلح هذا...هذا الحطام.
يتبعــــــــ.........

 
 

 

عرض البوم صور ΑĽžαεяαђ   رد مع اقتباس
قديم 05-07-12, 06:07 PM   المشاركة رقم: 68
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
✿ باذِخَةُ الْعَطَاءْ ✿


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 146680
المشاركات: 19,397
الجنس أنثى
معدل التقييم: ΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسي
نقاط التقييم: 4020

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ΑĽžαεяαђ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زاهــــــــــــره المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الفصل السادس عشر

من أجلك
سمع يوسف طرق على باب غرفة المكتب فصاح:
- فتحية لا أريد أن أتناول الطعام.
فتحت الباب و دخلت:
- لم أجلب الطعام فقد سئمت من إعادته مرة أخرى و لم يمس.
جلست على الأريكة المقابله للمكتب:
- أريد أن أتحدث معك عن مشيرة.
إلتفت لها و عينيه يتطاير منهما الشرر:
- لا أريد أن أتحدث في هذا الموضوع.
قالت بحدة:
- هذا الموضوع؟ هل هذا ما ستطلقه على الفتاة التي أحببت؟ إن فكرت للحظة أنها تشبه سوسن فأنت لا تستحقها.
تنهد و إستند إلى الكرسي بإعياء:
- فتحية حباً بالله لا أريد....
قاطعه:
- لا يهمني ما تريد و ما لا تريد يا ولد... إنني لست سها إن ظننت أنك سترهبني بكلامك و مناداتك لي بـ(فتحية) بهذه الصرامع فاسكت و أرحل فأنت واهم اصمت و إسمعني.
جلس يوسف يسمع ما تقوله توحه و هو يشعر بإحساس غريب هو مزيج عجيب من الراحة و الألم.... ما أن إقتربت توحه من إنهاء كلامها حتى تصاعد ألم حاد في صدره....لقد أخبرته ما أراد أن يصدقه في مشيرة لكنه أدرك كم ظلمها و شك في أن بإمكانه إصلاح ما حدث.
وقفت:
- أظنك فهمت أن الفتاة لم تنوي أن تنشر المقال حتى قبل أن تعرفك و بعد أن عرفتك و أحبتك كانت مضغوطة بين فضح أختها و بين نشر أسرار حياتك و جرحك لكنها صمدت حتى النهاية ....و الآن بعد أن قلت ما عندي سوف أتركك وحدك لتفكر بما ستفعله.
خرجت و أغلقت الباب خلفها بهدوء... أخذ يحدق في الطاولة المجاورة لمكتبه... طاولة مشيرة... تذكر كيف كانت تجلس متأهبة ... تنظر له بحماسة منتظرة أن يمليها الجملة التالية أغمض عينيه و هو يشعر بالحنين لها... يا إلهي لماذا دخلت تلك الفتاة إلى حياتي؟
***************************
إستفاق يوسف من غفوته عندما هزته يد نظر فوجد زوج اخته:
- هل ستقضي كل أيامك هنا؟ لقد أحضرت صينية لنتعشى معاً فأختك تقيأ كل ما تتناوله.
نظر يوسف لزوج اخته... إنه يحاول خداعه فهو يعلم أنه حتى لو تقيأت سها عليه لن يشمئز منها:
- محمد... إهب و تناول الطعام مع زوجتك.
- و هل ستستمر في تمثيل دور الرجل الخارق الذي سيعيش بدون طعام.
قال يوسف بحدة:
- أنا لا أمثل أي دور بل من حولي هم من يمثلون الأدوار.
نظر له زوج اخته بلوم:
- و أنت؟ ألم تمثل أكبر دور في هذه التمثيلية الرديئة؟ ما الذي فعلته هذا؟ عندما أخبرتني سها المشهد الأخير الذي حدث بينك و بين مشيرة لم أصدق أنه أنت....
قاطعه يوسف:
- و هل أصبحت حياتي مشاعاً يتحدث فيه كل من ...
قاطعه محمد بإصرار:
- إننا عائلتك يا رجل و لن نقف نتفرج عليك و أنت تعود لقوقتك الكريهة كما حدث بعد زواجك من سوسن...لقد فعلت مشيره من أجلك ما لن تستطيع أخرى أن تفعله أو حتى أن تكون على استعداد لأن تفعله....
قبل أن يكمل زوج اخته كلامه تركه و خرج من الغرفة سمع صوته و هو يتنهد:
- يالك عنيد.
دار يوسف بالسيارة على غير هدى و عندما إنتصف الليل عاد للمنزل و توجه رأساً إلى غرفته... لم يستطع النوم و طيف مشيرة يلاحقة إبتسامتها التي كان يشعر أنها تضئ أيامه.... ضحكتها الرقيقة الذي تلامس روحه...عذبه منظر الدموع في عينيها و هي تخلع الخاتم و تضعه على المكتب فكر بسخرية مريرة أن خطوبتهما أقصر خطوبة في التاريخ.
الساعة السادسة صباحاُ نزل إلى المطبخ و بينما كان يتناول قهوته دخلت توحه و حيته باقتضاب:
- صباح الخير.
قال لها:
- إن لم ترغبي في إلقاء التحية علي فلا داعي.
إلتفتت له متأهبة للرد لكنها صمتت عندما ظهرت سها و محمد على الباب... نظر لهما ثم قال بتذمر قبل أن يحمل فنجانه و يخرج:
- ما هذه العائلة النشيطة... مستيقظون و مستعدون للمشاجرة من السادسة صباحاً.
تنهاهى إلى سمعه صوت ضحكة محمد و قول سها بغضب:
- يوماً ما سأقتله و أريد العالم من تجهمه.
جلس يوسف محاولاً أن يبدأ رواية أخرى لكنه لم يستطع... لم تكن الأفكار تنقصه لكنه لم يستطع التركيز على شئ و كل ما يشغله هو مشيرة و كيف تراها تكون الآن... هل تفتقده؟ هل تكرهه؟
رفع رأسه فرآى اخته التي إقتحمت غرفة المكتب و على وجهها تكشيرة لم يرها من قبل وقفت أمام المكتب و صاحت بسخط:
- ياإلهي ما أغباك يا أخي إن تلك المخلوقه التي طردتها و بكل قسوه من حياتك فعلت من أجلك.....
صرخ :
- يا إله العالمين...هلا تركتيني بحالي ...من أجلك ...من أجلك ....من أجلك ما الذي فعلته من أجلى؟.... كلما رآني أحد قالي لي (من أجلك)...
قاطعته أخت مشيره و هي تدخل:
نعم فعلت و فعلت الكثير من أجلك...لا تتأفف من الكلمه فأقل ما يوصف به حالها منذ أن عرفتك أنها عاشت من أجلك.
التفت لها و صاح:
- من أنت بحق الله؟
قالت له:
- أخت مشيرة الصغرى.
وقفت سها بجوار نشوى و كأنها تريه أنها في صفها ...ابتسمت نشوى لما فعلته سها ثم عبست و هي تلتفت ليوسف:
- إنها الاخت التي طالما سخّرت مشيره نفسها لحمايتها لكنها لم تستطع مواصلة هذه الحمايه من أجلك....أتريد أن تعرف ماذا فعلت من أجلك أيضاً؟ سأبدأ بالقول أن عوني ....
قاطعها يوسف:
- مدير اختك.
صححت له:
- لا بل المدير السابق لاختي لأنها تركت العمل عنده و هذا أمر من الأمور التي تجهلها عنها...نعود لموضوعنا عوني كانت يبتز اختي لأنه كان يملك صور لي....
استمرت تخبره بكل شئ حتى إلتقت مشيره به.
- و هكذا بعد أن كتبت مشيرة التقرير عنك قررت أنها لن تسلمه و لو مقابل حياتها و هذا ما أخبرتني به و أخبرتني أنها ستحاول أن تصل إلى حل مع عوني و كانت و بكل غباء تحتفظ بالتقرير في حقيبتها ...التقرير الذي عندما ذهبت لمقابلته رآه في حقيبتها و بعدها تبعها و سرقة من المنزل ... ونشر المقال و وضع إسمها عليه بالرغم من معرفته أنها لن تعطيه كلمة عنك و بعدها اتصل بها لتقابله ليرسل لك صوري و يوهمك أنها صورها قد يكون ذلك رغبة في أذية اختي و رداً على الصفعة التي سددتها له و على مرآى من الناس.
إزداد شحوب يوسف أكثر من ذي قبل:
- هل هذه الصور لكِ انتِ؟
نظرت له بغضب:
- ياإلهي لا أعرف كيف شككت للحظة بأنها لها....أحياناً أفكر أنك لا تستحق حبها ...لابد أن ظنك الرفيع المستوى فيها هو ما يؤلمها حتى الآن ....لقد دمرتها يا سيد يوسف و مازال حبها لك يدمرها.
جلس يوسف بعد أن أحس أن ساقيه فقدتا القدرة على حمله...نظرت سها لاخيها الذي لم تره بهذا الضعف يوما، أكملت نشوى:
- لقد تركت عملها حتى بعد أبدى رغبته في أن تستمر في العمل لديه و ذهبت له و أخبرته رأيها فيه بكل صراحه....لقد كنت هناك لقد كادت تحشر الجريده في حلقه أو بالأحرى كادت تخنقه عندما وصلت و أخرجتها من مكتبه بالقوة .... يا إلهي عندما وصلت كانت تهدده بانها ستؤذيه لو مسّك بكلمة و أنت تجلس في هذه الغرفة تستمتع بدور الضحية.... و الآن لنعود لما كنا نحاول انا و اختك اخبارك به و هو ما الذي فعلته اختي من أجلك....من أجلك ضربت بعملها الذي هو مصدر دخلها الوحيد عرض الحائط و هذا إن دل على شئ فهو يدل على انها لم تكن لتنشر عنك ما كتبت....من أجلك خاطرت باحتمال افتضاح اختها و انت تعلم ما الذي كان ليحدث لو رآى أحد صوري و لم يكن أحد لينظر للأمر على أنه حركه ساذجة كانت نتيجه غباء طفله.
قال لها بفظاظه:
- لا يبدو لي أن هذا لسان طفله.
صاحت سها به:
- يوووووسف.
قالت نشوى:
- اتركيه يا سها....نعم معك حق... ما جرى لاختي بعد رحيلها من منزلك جعلني أكبر...الحالة التي رأيتها تعيشها منذ ذلك الوقت و التي أنا و انت السبب فيها جعلتني أفكر...لما عليها أن تعيش طوال عمرها ترعى من حولها و تحميهم و في النهايه لا يكون من نصيبها إلا الألم على ايديهم...استاذ يوسف اختي منذ أن خرجت...اقصد منذ أن اخرجتها من حياتك و هي تعيش كمن لا حياة فيه...إنها تقتل نفسها...انعزلت عن كل من حولها و لا تبرح المنزل...تختلق اي عمل لتلهي نفسها به أعتقد أنه آن الأوان أن يعتني بها أحد و يكفي....لقد جئت اليوم لأخبرك أننا سننتقل من الاسكندريه و لن أخفي عليك أنه اقتراحي فانا اريد لها أن تنتهي من فصل المعاناة الطويل هذا.
عندما حاول يوسف ان يتكلم قالت له:
- انت لن تعلم ما فعلته بها لقد انكرت عليها حتى حق ان تدافع عن نفسها و بذلك سحقتها....إنها تذوي كورده انتزعت من مستنبتها...اختي لم تعرف يوما معنى التخاذل لكنها اصبحت التخاذل بعينه...لقد فقدت حماستها للحياة و انت من سرقتها منها.
صاح بها:
- يكفي....يكفي أيتها الآنسه الصغيره....لقد صمت و استمعت لكل كلمه قلتيها و تركتك تهينيني و تتهجمين علي و الله وحده يعلم لما تركتك تفعلين هذا...قد يكون هذا ما استحقه لانني آلمت اختك لكن اعلمي أنه لن يوجد أحد على وجه الأرض يمكنه أن يحبها كما أحببتها و كما سأظل احبها....إنها تجري في دمي و تسكن قلبي و حياتي من بعد رحيلها لم تعد حياتي كما كانت.
قالت سها و نشوى في صوت واحد:
- إذن ماذا تنتظر؟....صمتتا وابتسمت كل منها للأخرى ثم قالت نشوى:
- إذهب و أخرجها من بؤسها و إلا سنقلب حياتك جحيما أنا و سها.
ضحكت سها:
- أنا موافقه لكن بدون أن نحرك اصبعا أخي حياته صارت جحيما بدون اختك.
خرج يوسف و ترك الفتاتان تتكلمان و توجه إلى بيت مشيره بعد أن اعطته نشوى العنوان.
***************************
بعد أن أنتهت مشيرة من توضيب حقائبهم ليسافروا للقاهرة تذكر أنها بحاجة إلى الذهاب إلى البنك فهي تحتاج لبعض المال... نظرت إلى أرجاء المنزل بحسرة... ذلك المنزل الذي تربت و نشأت فيه إن فراقه يصعي عليها كما هو فراقها عن يوسف كلما تتصور انها لن تراه و لن ترى الشوارع التي يسلكها...أنها ستفقد فرصة أن تلتقيه صدفة لكن كما قالت سها إنه الحل الأمثل يجب ان تبتعد عن كل ما يذكرها بيوسف لكنها لم تستطع أن تقول لنشوى أنه بلقبها و لا يمكنها ان تمحيه ما دام هذا القلب ينبض بالحياة.
كانت على أول الشارع عندما تذكرت أنها نست أن الطعام على النار... أسرعت الخطى و هي تفكر أنه لن يحدث شئ قد تعود لتجد الطعام متفحم لكنها عندما رات التجمع الكبير حول بيتها ركضت... كان الدخان يخرج من كل مكان:
- آه... لا... ياإلهي إن المنزل يحترق.
وقفت جامدة للحظة ثم عادت و ركضت بكل قوتها إلى الداخل و قد إنتابها الذعر... يجب أن أجده... يجب أن أجده قبل أن يحترق.
وجد يوسف مكان ليركن سيارته على بعد عشرة أمتار من منزل مشيرة صعق عندما رآى دخان يتصاعد من نوافذه و رآى مشيرة تركض لداخل المنزل....لم يستطع أحد أن يوقفها أحس يوسف أنه سوف يصيبه الجنون ركض كالمجنون و تخطى كل من حاول منعه من دخول البيت و عندما اصبح بالداخل وجد النار في كل مكان فصرخ:
- مشيرة....مشيرة أين أنتِ؟
ركض للطابق الثاني:
- ياإلهي لما كل إمرأة تدخل حياتي ينتهي بها الأمر إلى الإنتحار مؤكد أن الخطأ مني...أنا الذي أدفعهم للإنتحار لكن هذه المره لن أسمح بذلك....لن أسمح.
سمع صوت سعال مشيرة فتتبع الصوت و لدهشته وجدها تبحث بين الأغراض فركض نحوها يسحبها لكنها كانت تقاومه و تعبث بأغراضها سمعها تهمس:
- وجدته.
شد الغطاء من على السرير و لفها به ثم حملها و نزل الدرج راكضاً و النار تلفح ذراعيه ، عندما وصل بها للخارج أنزلها ثم أمسك بكتفيها بخشونة:
- ما الذي كنت ستفعلينه بنفسك؟
نظرت لذراعيه:
- ياإلهي انظر ما الذي حدث لذراعيك لقد احترقــ.... قاطعها هادراً:
- اللعنة على ذراعي...أخبريني أيتها المجنونة لما كنت على وشك الإنتحار لقد كنت أظنك أعقل من ذلك.
نظرت له بدهشة لكنها عندما استوعبت ما يقول نفضت يديه من على كتفيها وصرخت به:
- أعقل من ذلك؟ لا... أظن أن فكرتك عني أسود من ظلام الليل...ثم أخبرني لو رغبت في الإنتحار ما همك أنت؟ ما همت إذا غرقت أو احترقت ؟ ما همك لو إختفيت من هذه الدنيا؟
أمسك ذراعيها و أخذ يهزها بعنف حتى أحست انها ستتكسر:
- ما همي؟ ما همي أيتها الغبية الحمقاء التي لا تملك ذرة عقل.
صاحت:
- توقف عن إهانتي سأخبرك أمراً فيبدو أنك لم تعد تعرفني و ما عرفتني يوماً أنا لم أكن بالداخل رغبة في الإنتحار بل كنت أريد أن انقذ وشاحي قبل ان تأكله النار.
نظر لها باستغراب:
- وشاح؟ أي وشاح لعين هذا الذي كان سيتسبب بأن تُشوي حية؟
كانت تمسك بشئ بشدة فانتزعه منها....صُعق عندما رآه و أخذ يضحك:
- إنه....صمت قليلاً ثم قال:
- ياإلهي كم أحبك يا فتاة....عزيزتي بدلاً من السعي وراء الوشاح اصفحي عن الرجل البائس الذي أهداه لك على قسوته و غباؤه و لسوف يأتيكي بكل أوشحة الدنيا.
نظرت له بعدم فهم فأمسك يديها و أخذ يتفحص وجهها برقة و قد إرتسمت على وجهه تلك النظرة الحانية التي افتقدتها كثيراً و قال:
- لقد جئت لأتوسل لك أن تغفري لي .... لأتوسل للإنسانه التي خلفت وراءها فوضى في حياتي لن يصلحها إلا عودتها.
قالت بعتاب و هي تنظر له بحزن:
- أنا لم أترك حياتك بل أنت الذي...قاطعها:
- أعلم و هذا ما سأظل نادماً عليه طوال عمري...ها؟ ماذا قلتي هل ستفكرين في العفو عن هذا المسكين؟ ابتسمت و انسابت دمعه على خدها، فنظر لها بحنان:
- لا...يكفينا دموعاً يا غاليتي من اليوم لن يكون لنا إلا الفرح.
لمست ظهره يد فالتفت ورآى رجل قال له:
- سيدي لقد أتينا للإسعاف.
التفت يوسف لمشيرة و نظر لها بقلق فقالت تطمئنه:
- لا انا بخير لكن يديك...
هز رأسه :
- لا إنها...قاطعته مشيرة و الرجل في وقت واحد:
- إن حالتها سيئه.
ذهب يوسف مع الرجل نحو سيارة الإسعاف بعد أن أصرت مشيرة على ذلك و بعد أن ربطت ذراعيه بالضمادات إصطحب مشيرة إلى سيارته متجاهلاً كل إحتجاجاتها:
- هناك أناس ينتظرونك منهم من إشتاق لك و منهم من هو قلق عليك إلى حد المرض لكنهم كلهم متفقين على إنهم سوف يقتلونني لو وصلت بدونك...لا بل سوف يعذبونني حتى أطلب الموت...كما أن بانتظارنا رواية لنكملها و إلاّ سيكون موتي على يد ياسر الذي يعرف أنني لن أكمل الرواية بدونك.
ضحكت مشيرة فنظر لها بسرعة يتأملها، عندما أطال تفرسه فيها إحمرت خجلاً ثم صاحت :
- إنتبه للسيارات أمامك إننا على طريق ملئ بالسيارات...ركز على القيادة.
نظر أمامه و ابتسم:
- كيف لي أن أركز و أنا أسمع هذه الضحكة الطفولية الساحرة.
اختلس نظرة سريعه لها قبل أن ينظر أمامه و قال:
- مازلت تحمرين خجلاً عند أي كلمة بسيطة رغم أنها عادة قديمة لم تعد الفتيات تعرف للخجل معنى في قواميسهن.
قالت له:
و هل هو .....قبل أن تكمل:
- لا يا غاليتي إنه من أجمل صفاتك....أحياناً كنت أتعمد أن أحرجك لكي أرى هذا اللون الأحمر الجميل و هو يغزو وجهك.

يتبعــــــــ......


 
 

 

عرض البوم صور ΑĽžαεяαђ   رد مع اقتباس
قديم 05-07-12, 06:08 PM   المشاركة رقم: 69
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
✿ باذِخَةُ الْعَطَاءْ ✿


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 146680
المشاركات: 19,397
الجنس أنثى
معدل التقييم: ΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسي
نقاط التقييم: 4020

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ΑĽžαεяαђ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زاهــــــــــــره المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 


الفصل السابع عشر و الأخيييييييييييير


سعادتي و بهجة أيامي
عندما وصلا للمنزل إستقبلتها توحه بعناق كبير و سيل من الدموع... تركتها بعد أن قالت لها:
- لن أسمح لكِ أن تغادري هذا المنزل مرة أخرى هل تفهمين؟
ضحكت مشيرة و هي تغالب دموعها:
- موافقة يا توحه... لكن لا تقولي لي هذا الكلام... قوليه ليوسف.
أمسكت أذنه:
- لن يستطيع هذا الفتى أن يضايقك مرة أخرى سوف أراقبه.
إبتسم يوسف:
- إتركيني يا توحه سوف تنهار صورتي أمام أختي و زوجتي.... و لن أنسى سليطة اللسان نشوى.
ضحكت مشيرة و سها على منظر نشوى التي وضعت يديها في خصرها في وقفة غاضبة، تركته توحه:
- سأتركك لتلاقي جزاءك على يدي نشوى.
قالت سها موجهة كلامها لمشيرة:
- لو علمت ما قالته نشوى ليوسف و كيف واجهته لن تصدقي.... لقد وصفتيها لي كثيراً لكنك لم تقولي أنها الشجاعة بعينها.
ابتسمت مشيرة و نظرت بمحبة لأختها التي قالت:
- و الآن أظن أن يوسف يحتاج إلى أن ينفرد بها فهناك الكثير من الإعترافات.
خرج الكل و وقفت مشيرة صامتة تنتظر أن يتكلم يوسف الذي جلس بدوره ساهماً... قال بشرود:
- لقد كدت أجن عندما رأيتك تركضين لداخل المنزل و هو يشتعل بالحريق... لقد ظننتك .... صمت ثم مسح وجهه بإحباط، نظرت إلى وجهه المرهق وتقدمت و جلست بجواره:
- إنك تعرفني.... ما الذي دفعت إلى الإعتقاد إنني يمكن أن أفعل مثل هذا الأمر... إنتحار؟؟!!
- الكثير من الأمور... و صدقيني الأمر لا يتعلق بكِ... إنه بي... لقد أصبحت أشبه اللعنة فكل إمرأة دخلت حياتي و إقتربت مني إنتهى بها الأمر إلى الموت.
إعتصر قلبها... ما هذا الذي يفكر به؟... تابع كلامه:
- والدتي فعلتها و من بعدها سوسن و هذا ما حملني على الإعتقاد...
قاطعته:
- نسبة إلى رجل ذكي يعد ما تفكر به حماقة... حماقة كبيرة... هل تصدق ما تقوله حقاً؟
نظر لها بحنان أذاب قلبها:
- لا أعرف ما أصدق... أخبريني أنتِ بما تصدقينه عني و سوف أصدقه.
إبتسمت:
- سوف أقول لك و ليعينني الله إن تملكك الغرور بسبب ما سأقوله... لا يوجد شئ يتعلق بك قد يدفع المرأة لليأس... قد تدفعها لحبك لدرجة اليأس لكن أن تكون تعيسة... راغبة في الموت؟ لا أعتقد... عندما تعرفت عليك في المرة الأولى وجدك جلف عديم الإحساس لكن بعد ذلك تعرفت على أروع شخص قابلته أو قد أقابله في حياتي... كلما أنظر لك أنت و سها و أنتما تتبارزان بالكلام... كلما أراكما و أنتما تتمازحان كان قلبي يختلج... حنانك في التعامل معها... إحترامك لتوحه... تصادقك مع محمد زوج سها... محبتك لكل من يعمل لك كل هذه الأمور لا تدع لقلب المرأة مجالاً إلاً أن يقع في حبك.
نظر لها بصدمة ثم ما لبث أن تمالك نفسه و سألها و إبتسامة مشاكسة إرتسمت على وجهه:
- لا أريد قلب أي إمرأة إنها واحدة فقط التي أريد أن أعرف تأثيري عليه.
إحمرت خجلاً:
- ها أنت تعود لتتفوه بهذه الجمل المحرجة لتتسلى على حسابي... فأنت تعرف شعوري تجاهك.... بالنسبه لموضوع الإنتحار فوالدتك أقدمت على ذلك في لحظة يأس بعد أن إكتشفت أنها آذت نفسها قبل أن تؤذي والدك بخيانتها له أما سوسن فتوحه لا تظن أبداً أنها إنتحرت و بعد ما سمعته عنها إتفقت معها... نحن نعتقد أن ما حدث هو حادث أودى بحياتها مؤكد أنك تعرف أن زوجتك السابقة لم تكن تحب غير نفسها فكيف لها أن تقتل نفسها من أجل أحد.... فلا تدع هاتان الحادثتان تشكلان عقدة لك.
عبست:
- لا يمكنك أن تتخيل ما كنت أحس به و أنا أكتب ذلك المقال البائس عنك... لقد شعرت بالخسة... لقد شعرت....
قاطعها:
- لقد إنتهى الأمر... لا داعي...
- لا بل هناك داعي... فأنا أعرف كم جرحك الأمر... أعرف ما تعنيه لك حياتك الخاصة.
إحتوتها نظراته المحبة:
- لكنك لا تعرفين ما تعنينه لي... و ما تعنينه لي لا يضاهي ألف مقال ينشر فيه كل ما يتعلق بحياتي منذ ولدت... لن أخفي عليك الألم الذي شعرت به عندما قرأت المقال و قرأت إسمك أسفله لكنه لا يضاهي الألم الذي خلفته عندما خرجت من حياتي... و عندما أفكر بالموضوع الآن أجد أن أكثر ما أغضبني ليس ما نشر بل أنكِ أنتِ من كتبته.
- أريدك أن تعرف أنه ما أن حان موعد تسليم المقال لم أستطع لم تكن قوة في الأرض لتجبرني على....
قاطعها:
- أعلم... أعلم يا عزيزتي الصغيرة... لقد قالت لي نشوى كل ما حدث أريد أن أهنئك فلقد إعتنيت بها جيداً... إنك لكِ أخت مقاتلة بإمكانها تدبير أمورها على خير ما يرام.
مد يده في جيبه و أخرج خاتم الخطوبة:
- و الآن هل ستسمحين لهذا الرجل البائس أن يضع هذا الخاتم في يدك مرة أخرى على أن لا يخرج من مكانه.
ترقرقت عينيها بالدمع و مدت يدها له، بعد أن وضعه في إصبعها إنفتح الباب فجأة لتقع نشوى و سها أرضاً... إنفجرت مشيرة ضاحكة بينما تدحرجت دمعتين على خديها، صاح بهما يوسف:
- أيتها الجاسوستان.
جلستا أرضاً و قالت نشوى:
- تصحيح سوف تخلع مشيرة الخاتم.
نظر لها يوسف بإستفهام فقالت لها:
- عندما تتزوجان... أي عندما ينتقل من يدها اليمنى إلى يدها اليسرى.... لقد كنت تقول لها (على أن لا يخرج من مكانه).
ضحكت مشيرة مرة أخرى بينما هز يوسف رأسه:
- لا أمل منكما... لا أمل.
سألها:
- ترى متى يحدث ذلك؟
نظر يوسف لمشيرة:
- ما رأيك؟
أطرقت مشيرة برأسها فتعالى ضحك سها و نشوى، رفعت مشيرة رأسها و نظرت إلى عينيه:
- في الموعد الذي تراه مناسباً.
سخرت منها نشوى:
- يا لها من زوجة مطيعة.
قالت سها:
- ما كل هذا الخضوع؟!!
فكر يوسف " لو كل نساء الكون إنقلبن جبانات خاضعات هذا ما لن تكون عليه مشيرة أبداً" همست مشيرة و هي ما تزال تنظر إلى عينيه:
- لو قلت غداً فليكن... اليوم فليكن... فمن أجلك أكون على إستعداد لأي شئ في هذا الكون.
صمتت سها و مشيرة مذهولتان تنتظران رد يوسف و الذي لم يُخيّب أملهما عندما قال و نظراته غارقة في عمق عيني مشيرة:
- من أجلي فعلتِ الكثير والآن... حان دوري.
***************************
دهش الجميع عندما حرص يوسف أن تحضر الصحافة في حفل الزفاف الكبير الذي أقامه بعد ثلاثة أشهر من عودة نشوى قائلاً أنه لم ينتظر إلا من أجل نشوى... بعد إمتحاناتها مباشرة بدأ في تحضيرات الزفاف تحت تغطية إعلامية كبيرة.
أقيم الزفاف في حديقة منزل يوسف الكبيرة .... كان الزفاف في أوجه عندما نظرت مشيرة إلى زوجها الجالس بجانبها بكل أناقته و إعتزازه بنفسه الذي يظهر حتى في نظراته.... عندما أحس بنظراتها إلتفت لها و إبتسم إبتسامة جميلة حعدت أطراف عينيه فنسيت للحظة ما كانت مقدمة على قوله... هزت رأسها بخفة و سألته عن سبب هذه الضجة الكبيرة قال لها بذلك الحنان الذي صارت تعهده فيه:
- كنت أتجنب الصحافة لأنني كنت أعيش في ظلام الماضي لكن فتاة ساحرة دخلت حياتي كالجنّية ذات العصاة السحرية و أخذت بيدي للنور... نور المستقبل الذي أريد أن أشارك العالم كله فيه... أريدهم أن يشهدوا على سعادتي و بهجتي.
كانت تنظر له بسعادة و هي مبتسمة إبتسامة أنارت عينيها العسليتان اللتان خطفتا قلب زوجها (كما قالت سها)
- لا يمكنني أن أصف لك سعادتي بكلماتك هذه.... كنت أخشى أن يكون ما فعلته على كره منك فأنا أعلم أنك تكره الصحافة و كل ما يمت لها بصلة.
كانت تقصد كونها صحافية سابقة... ابتسم:
- حبي لكِ محى كل كراهية كانت في قلبي.... إنني الآن أرى العالم من خلالك.... يا سعادتي و يا بهجة أيامي.



تمت




 
 

 

عرض البوم صور ΑĽžαεяαђ   رد مع اقتباس
قديم 24-08-13, 05:06 AM   المشاركة رقم: 70
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 208146
المشاركات: 5,687
الجنس أنثى
معدل التقييم: ندى ندى عضو جوهرة التقييمندى ندى عضو جوهرة التقييمندى ندى عضو جوهرة التقييمندى ندى عضو جوهرة التقييمندى ندى عضو جوهرة التقييمندى ندى عضو جوهرة التقييمندى ندى عضو جوهرة التقييمندى ندى عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1018

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ندى ندى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زاهــــــــــــره المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: رواية من أجلك

 

رائعه جدا جدا

يسلمو حبيبتي على الابداع

والمتعه ووفقك الله

 
 

 

عرض البوم صور ندى ندى   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلك, رواية, زاهرة . من أجلك, قصص من وحي الأعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:23 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية