لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-08-11, 08:46 PM   المشاركة رقم: 61
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 84754
المشاركات: 45
الجنس أنثى
معدل التقييم: راما** عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
راما** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زاهــــــــــــره المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة رائعة جمعت بين طياتها أسلوب القصص الغربية ولكن بطابع شرقي أصيل

استخامك للغة الفصحي جيد في زمن طغى على قصص المنتدى لهجات محليه أبعدتنا عن جمال الفصحى

للفصحى جمالها وجمال مفراداتها اضفت على قصتك ميزة فريدة ،واتمنى أن تراجعي النص قبل ادراجه لوجود بعض الأخطاء

الاملائية والنحوية ولكن هذا لا يلغي جمال قصتك ،، الحوار جيد ،والأسلوب بسيط وسلس

إن كانت هذه بداياتك فأتوقع بمشئة الله لك مستقبلا زاهرا

نصيحتي لك الاخوية وارجو أن تتقبلينها بصدر رحب القصة تفتقد الحس الايماني فنحن نحيا بمجتمع اسلامي لم الحظ في شخصياتك محافظتهم على الصلاة كنت اتمنى أن تصوري مدى الصعوبة التي تواجهها مشيرة وهي تؤدي الصلاة والجبيرة على رجلها وذراعها

أعتبريني من المتابعين لك وسأعلق لاحقا بمشئة الله على أبطال القصة


في حفظ المولى

 
 

 

عرض البوم صور راما**   رد مع اقتباس
قديم 05-07-12, 05:54 PM   المشاركة رقم: 62
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
✿ باذِخَةُ الْعَطَاءْ ✿


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 146680
المشاركات: 19,397
الجنس أنثى
معدل التقييم: ΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسي
نقاط التقييم: 4020

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ΑĽžαεяαђ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زاهــــــــــــره المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

 
 

 

عرض البوم صور ΑĽžαεяαђ   رد مع اقتباس
قديم 05-07-12, 06:00 PM   المشاركة رقم: 63
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
✿ باذِخَةُ الْعَطَاءْ ✿


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 146680
المشاركات: 19,397
الجنس أنثى
معدل التقييم: ΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسي
نقاط التقييم: 4020

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ΑĽžαεяαђ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زاهــــــــــــره المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الفصل الحادي عشر

من أجلك توقفت عن التجهم فهلاّ….

أطلقت مشيرة لساقيها الريح و لم تتوقف إلا في غرفتها…. أغلقت الباب و إستندت إليه لاهثة أغمضت عينيها و هي تفكر غير مصدقة… ماذا دهاني لأمازحه بهذه الصورة؟… إعترفت لنفسها إنها لم تتحمل رؤيته في تلك الحالة لقد بدى لها إنسان متصدع فتحت عينيها عندما سمعت صوت سها المرح:
- إعذريني إن قطعت عليكِ تأملاتك و لكن هل لي أن أعرف ماذا حدث؟ إريد تقرير مفصل عن حجم الأضرار.
كانت تجلس القرفصاء على السرير و قد إنفرج وجهها عن إبتسامة تسلية…. إذن فأنا و أخيها نتقاتل و هي تستمتع… حسناً، جلست على السرير صامتة فهزتها سها:
- هيا تكلمي.
نظرت مشيرة إلى السقف و تصنعت التفكير فصاحت سها:
- مشييييرة.
نظرت لها:
- سها… بعد التفكير لا أظن أنني سأخبرك شئ.
صاحت بخيبة أمل:
- لااااااااااااا.
- نعم… كما أنني لا أريدك أن تخبريني عن حياة أخيك بعد اليوم.
دخل يوسف:
- لا أظن أن هناك ما يحتاج إلى المعرفة… لقد عرفت كل أسراري… على الأقل السوداء منها.
نظرت له بإرتباك… متى دخل؟... قالت له مؤنبة:
- ألم نتفق أنه ما من ألوان للأسرار لا سوداء و لا بيضاء.
تدخلت سها:
- مرحى لك يا فتاة…. إنها المرة الأولى التي أرى فيها أحداً غير توحه يخاطب أخي كأنه ولد يحتاج للتعليم.
أمسكها يوسف من أذنها:
- ألم يحن الوقت لتكبري يا فتاة… توقفي عن إلقاء هذه التعليقات …. لن يطول الوقت قبل أن ترزقي بأطفال.
ضحكت سها ثم قالت و هي تتصنع الألم:
- أخي إترك أذني إنك تؤلمني… إتركني و أعدك أن لا أذكّر مشيرة أنك نعتها بالكاذبة.
إبتسمت مشيرة لمنظر يوسف الذي أحمر وجهه غضباً…تركها و هو يقول غاضباً:
- هل قلت لكِ من قبل أن لسانك يسبق عقلك؟
- العدييييييد من المرات.
- حسناً… الآن إذهبي لزوجك إنه يبحث عنك في الأسفل.
بعد أن خرجت صمت يوسف كأنه يبحث عن الكلمات تكلمت مشيرة في محاولة منها لقطع الصمت الذي ملأ المكان توتر:
- هل جئت لتطلب مني شئ؟
- لا… بل جئت لأعتذر.
- تعتذر؟
- نعم…. لقد خاطبتك بطريقة غير لائقة و نعتك بــ…. لا يهم دعينا ننسى ما نعتك به.
ضحكت فنظر لها… يالها من ضحكة جميلة… ألم يخبرها أحد من قبل كم هي فتاكة تلك الضحكة الرقيقة، توقفت عن الضحك و نظرت له… لماذا يحدق بها بهذه الطريقة الشاردة؟ قالت:
- لابد أن كل من في المنزل سمع شجارنا لكن لا تقلق القسم الأخير منه… صمتت فسألها:
- و لما القلق؟
- بدى لي أن ما أخبرتني به من أسرارك السوداء.
قال مبتسماً:
- ألم نتفق أنه لا الوان للأسرار.
ابتسمت فقال لها:
- لقد تعلم التلميذ الدرس.
- و ياله من تلميذ ذكي…. اسمع سيد يوسف.
- عدنا لمسألة الرسميات.
أنبته:
- هل ستدعوني لمناداتك بإسمك الأول و بعدها تعود للسخرية مني.
نظر للأرض:
- و هذه أيضاً أعتذر عنها.
- حسناً يوسف… أنا ايضاً أعتذر على كل ما قلته كما أعتذر عن لعبي دور المحللة النفسية.
- لكن إعترفي أن الأمر راق لكِ.
ما هذا إنه يمازحها!!! حسناً سوف تجاريه:
- نعم راق لي قبل أن تبدأ بالصراخ في وجهي.
ابتسم ثم أستدار و إتجه إلى الباب توقف عندما نادته:
- نعم؟
- هل ستعود للتهجم مرة أخرى؟
- ماذا تقولين؟
- ما سمعت؟ هل ستعود للتجهم مرة أخرى؟ عندما تمشينا البارحة و تحدثنا بكل بساطة و عفوية و تمازحنا واجهتني اليوم بوجه متغصن كأن صاحبه يعاني مشاكل الكون و هانحن عدنا و تحدثنا معاً بكل بساطة هل سيكون علي أن أستعد غدا لدفع ثمن هذا المزاح.
نظر لها… يالها من فتاة!!! لا يعلم كم من المرات سيقول هذه الكلمة لم يجرؤ أحد أن يتحدث معه بهذه الطريقة من قبل حتى زوجتة الراحلة… و لم يستطع إلا أن يعترف كم راقه الأمر قال:
- لا تقلقي … لن أعود للتجهم.
سألته مؤكدة:
- و لا العبوس؟
هز رأسه:
- و لا العبوس؟
- هل أعتبر هذا وعد؟
- وعد.
عندما وصل إلى الباب وقف و قال لها بتساؤل ساخر:
- لم أكن اعرف أنني أكون قبيح لهذه الدرجة عندما أعبس!!
قالت توحه التي ظهرت أمام الغرفة:
- أيها الفتى الأحمق… بل إنك لا تعرف كم تبدو جميلاً عندما تبتسم أليس كذلك يا صغيرتي؟
نظر يوسف لمشيرة التي إحمر وجهها فبدت كفتاة صغيرة مراهقة هز رأسه و كأنما ليتخلص من سحرها و خرج.
قال توحه:
- سوف أقدم العشاء بعد ساعة لا تتأخري.
جلست مشيرة تفكر…. ياله من يوم لم تكن تتوقع كل هذه الأمور و ما أفضى لها به يوسف… أخرجت الورقة و القلم و بدأت بالكتابة لكنها عندما وصلت لخيانة والدته تجاوزتها لا يمكنها حتى كتابة مثل هذا الأمر بعد أن إنتهت من كتابة ما عرفته اليوم رمت بالقلم و الدفتر… لا إن ما أفعله غير صائب لا يمكنني أن أفعل هذا في أي شخص و خاصة يوسف… خاصة؟ فكرت لماذا هو بالأخص؟ جلست على السرير و قد إنتابتها حالة من عدم التصديق… ترى هل تكون وقعت في حبه؟… لا لا إنها حماقة إنها لا تحتاج إلى مثل هذا التعقيد إن مشاكلها أكبر من أن تغرم بذلك الكاتب المعروف الذي من المفترض أنها تعد عنه تقرير… هزت رأسها و نهرت نفسها إستيقظي يا فتاة إنكِ في الحياة الواقعية و لست في فيلم سينمائي، أمسكت بالقلم و الدفتر و قرأت أخر سطرين ثم زفرت…. لا لا لا لن أفعلها، وضعت أوراقها في ظرف كبير و ضعته في حقيبتها سوف تذهب به إلى شقتها ثم أخرجت هاتفها و إتصلت بعوني… كادت تجبن و تنهي المكالمة لكن ما أن سمعت صوته حتى قالت له:
- سيد عوني أريد أن أراكِ غداً.
سألها بسعادة:
- هل ستسلمينني المقال…
قاطعته قبل أن يسترسل في الكلام:
- لا... أريد أن أتحدث معك بشأنه.
- أي حديث هذا؟ لقد بدأ صبري ينفذ إنك تسكنين في منزله منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
قالت بصرامة:
- سيد عوني إنتظرني في المنتزة الثانية عشر ظهراً …. أما صالة البولينغ.
- حسناً… و من الأفضل لكِ و لأختك أن تجلبي معك المقال أو أخبار عنه.
- سيد عوني لا تبدأ بالتهديد… مضطرة أن أنهي المكالمة الآن.
بعد أن اغلقت الخط إتصلت بإختها التي بادرتها بالسؤال و قد بان المرح في صوتها:
- كيف حال أختي الكبيرة التي تلعب دور الجواسيس؟
حاولت أن تدخل المرح على صوتها:
- بخير؟… و كيف حال أختي الصغيرة التي تجتذب المشاكل كالمغناطيس؟
- بخير و مواظبة على دراستها علّها تكفر عن خطيأتها.
قالت مشيرة بإحباط:
- بمناسبة الحديث عن تلك الخطيئة…. صمتت فحثتها نشوى:
- هيا أختي أخبريني هل فشلت في معرفة شئ عن يوسف؟
قالت مشيرة و قد زادت الكآبة في صوتها:
- بالعكس عرفت عنه معلومات سوف تعد سبق صحفي ضخم لكن…. عندما صمتت قالت نشوى بتفهم:
- لكنك لا تسطيعين فعلها… إنها تخالف مبادئك أن تنشري حياة مرء على الملأ خاصة لو كان يجهد في إخفائها.
دهشت مشيرة من إدراك أختها فحاولت المزاح:
- ما هذا التعقل؟... لقد صدمتني.
ضحكت نشوى لكنها ما لبثت أن عادت إلى جديتها:
- أختي… دعينا من المزاح و أخبريني ما يقلقك... إن الأمر يتجاوز ذلك.
طالما كانتا مقربتان و كان كل منهما تستطيع قراءة أفكار الأخرى… قالت مشيرة شاردة:
- في البداية إستقبلني في بيته على كره منه فلولا إصابتي لرماني خارجاً… حتى أنني فكرت أنه يستحق ما سأفعله … لقد كدت أكتب عنه أبشع الأشياء ناسبةً أياها له دون أن يرف لي جفن لكن بعد أن عرفته….
إسترسلت مشيرة في الكلام عن يوسف فأوقفتها نشوى.:
- هااااااي…. هااااااي….. توقفي يا فتاتي الحالمة…. صمتت ثم قالت:
- لقد وقعت في حبه.
وبختها مشيرة:
- توقفي عن السخافة.
- أختي الكبيرة ...لا إنها ليست سخافة إنك تحبينه…
قالت مشيرة محذرة:
- نشوووووى…
أخذت تهتف ضاحكة:
- أنتِ تحبينه…. أنتِ تحبينه.
- كفي كفي.
- أختي عاشقة… اختي عاااااااشقة.
أخذت مشيرة تضحك لكن ضحكاتها إنلقبت إلى نحيب صامت صمتت نشوى:
- مشيرة… مشيرة حبيبتي هل تبكين؟
- لا… لا يا عزيزتي.
- بل تبكين… اسمعي إنسي أمر المقال و ليذهب عوني إلى الجحيم.
- نشوى لا تتفوهي بمثل هذا الكلام.
- و من يأبه لآداب الكلام الآن … اسمعي ما اقوله لكِ… ما الذي سيحدث؟ هل سينشر صوري؟ و إن يكن أنا لست نجمة سينمائية أو عارضة أزياء… إنني لست مشهورة لن يهتم أحد….
قاطعتها مشيرة:
- سوف أقابله غداً لكنني لا أستطيع أن أدعه ينشر مثل هذه الصور لكِ يا نشوى… لا أستطيع.
- أختي….
قاطعتها مشيرة عندما سمعت طرقاً على الباب:
- نشوى سوف أكلمك مرة أخرى هناك من يطرق الباب لابد أنها سها.... إنها لا تعرف إنني أكمل هاتف نقال.
- حسناً أرسلي لها تحياتي …. لقد راقت لي قبل أن أراها… و إسمعي ما قلتله لك أخبري سها و يوسف أنك ستقابلينني غداً و إسحقي رئيسك الحشرة…
- حسناً… حسناً إلى اللقاء.
وضعت الهاتف في الحقيبة و قالت:
- إدخل.
ما أن أطلت سها بوجهها البشوش حتى قالت لها مشيرة و هي تشير إلى الهاتف بجوار السرير:
- لقد كنت أتحدث مع نشوى إنها ترسل لكِ تحياتها.
قالت سها بخيبة أمل:
- كم كنت أود أن أتحدث إليها.
- حسناً مرة أخرى إنها تمكث عند إسرة صديقة لها حتى أدبر شقة لنا... سها هل عندك مانع أن أقترض سيارتك سوف أذهب للقاء نشوى غداً.
حبست أنفاسها خشية أن تقترح سها أن ترافقها لكنها أطلقتها بإرتياح ما أن قالت لها:
- لا مانع نهائياً و بلغيها سلامي كنت أريد أن أراها لكن بما أنكما لم تريا بعضكما منذ فترة سوف أؤجل اللقاء للمرة القادمة.
على العشاء جلس الكل يتبادلون الحديث و الدعابات و تحدثت سها بسخرية عن شجار مشيرة و يوسف و الذي أسمته بالعاصفة الهوجاء.... لاحظت يوسف أن مشيرة لم تشارك أبداً بالحديث و لم تمس طعامها... منذ نزلت من غرفتها و هي شاردة كأنها في عالم آخر و عندما حاول أن يشركها في الحديث كانت تجيب بكلمات مختصرة لتعود إلى صمتها و...شرودها.
إنتقلوا إلى غرفة الجلوس يتناولوا الشاي ، نظر يوسف إلى مشيرة و هو يقدم لها الشاي فوجدها على نفس الحالة حتى أنها كادت تسكب الشاي على نفسها فأسرع و رمى بالفنجان بعيداً عنها صرخت:
- ياإلهي... أنا آسفة.
نزعت المنديل الذي ربطت به شعرها و أسرعت تمسح يده:
- لابد أن الشاي آذاك... أنا... أنا آسفه.
نظر إلى رأسها المحنى على يده و شعرها الذي غطى وجهها...أوقفها:
- لا بأس لم يحدث شئ.
توجه إلى الباب:
- سوف أضع عليها بعض الماء البارد و أعود.
غسل يديه و وجهه بالماء البارد لكنه لم يستطع أن يخرج قلبه من صدره ليضعه تحت شلال المياه الباردة علّها تطفي من لهيبه... يا إلهي... عندما شدت المنديل من شعرها فإنتشر كالشلال حول وجهها ... شلال أسود شديد اللمعان يتناقض بشكل صارخ مع عينيها العسليتان اللتان أغرقهما الشرود... إنها ليست المرة الأولى التي يرى فيها شعر إمرأة لكن ما الذي شعر به.... وبخ نفسه... إنضج يا رجل؟ هل عدت للمراهقة؟ ، إنتشلته توحه من أفكاره:
- أيها الصبي هل ستظل ساهماً محدقاً في صنبور الماء كأنه حورية بحر... هل وقعت في غرامه إنه في مطبخك منذ سنوات لكن لم أرك تنظر له بمثل هذه اللهفة من قبل!!.
قال بإعتراض:
- تووووحه توقفي عن هذه السخرية و لو ليوم واحد و سوف أهديك عقد من الألماس.
قالت بمشاكسة:
- أنت تعلم أنني لا أستطيع فكما تحيا بالهواء أنا أحيا بسخريتي منك أيها الصبي.... هيا إذهب لقد بدأت سها بإحداث ضجة حول غيابك إنها تحاول جر مشيرة للحديث بينما تبدو المسكينه تفضل الصمت... ما بها تلك الصغيرة اليوم؟
- لا أعلم.
- حسناً أسرع لأنها تظن أنها أصابت يدك بحرق من الدرجة الثانية....همهمت:
- إنها لا تعلم أن الحروق في قلبك و من الدرجة الثالثة.
- ماذا قلت؟
- لا شئ هيا إغرب عن وجهي أيها الصبي.
إنهمكت في تنظيف الأطباق فناداها:
- توحه.
ردت عليه دون أن تلتفت له:
- ممممم؟
- شكراً لكِ على طردك لي من مطبخي.
- أنت على الرحب و السعه.
- و أمر آخر.
قالت بنفاذ صبر و هي مشغولة بجلي الصحون:
- ماذا؟
- توقفي عن مناداتي بالصبي و كل هذا لمجرد أن تشعري نفسك بأنك أصغر سناً.
إلتفتت له لترشه بالماء فخرج راكضاً و هو يضحك...
لم تحتمل مشيرة الجلوس و سماع نكات سها دون القدرة على سماعها أو التفاعل معها فلقائها مع عوني يشغل تفكيرها و يؤرقها إستأنت لتصعد إلى غرفتها و بعد إلحاح عميق تركتها سها كانت تخرج من غرفة الجلوس عندما خرج يوسف راكضاً من المطبخ و هو يضحك... كان ينظر إلى المطبخ لذلك لم ينتبه لها... لم تستطع أن تتلافى الإصطدام و فجأة وجدت نفسها بين ذراعيه، نظر يوسف إلى عينيها التي إتسعتا ذعراً وضع يديه على كتفيها ليثبتها لكنهما وقعا أرضاً... هبت واقفة:
- أنا... أنا آسفة.
إتجهت إلى السلم بسرعة البرق إلا أنه كان أسرع منها و قطع عليها الطريق:
- إلى أين؟
- إلى غرفتي.
- لكن الوقت مازال مبكراً... هل تشعرين بتوعك؟
- لا... لكن....
قاطعها:
- إذن تعالي و إجلسي معنا قليلاً... أعتذر عن هذا الصدام الرهيب لكن توحه كانت ترشني بالماء.
مرر يده على شعره الذي لاحظت أنه مبتل، إستغل أنهما بعيداً عن مسامع اخته و سألها:
- لما الشرود؟
- شرود؟
- نعم إنك شاردة طوال الليلة حتى أنك لم تتناولي عشائك... هل أفسد شجارنا شهيتك؟
هزت رأسها فسألها:
- إذن لماذا تبدين لي كأنك لست معنا؟
- لا شئ من هذا... هيا لنعود إلى الداخل.
عندما دخلا الغرفة قالت سها:
- حمداً لله أنك إستطعت إقناع الشاردة أن تعود لتجلس معنا...أهلاً بك وسط أهل الأرض.
كانت مشيرة تتقدمه أسرع الخطى و أقترب منها هامساً من فوق كتفها:
- أرأيتِ أنني محق... حتى سها قالت أنك شاردة.
تحدثا عن أعمال محمد و الذي قال أنها شارفت على الإنتهاء و سوف يتعين عليه أن يعود هو و سها إلى بيتهما فأسرعت سها تغير الموضوع و تتحدث عن أعمال أخيها... كل هذا و مشيرة صامتة.
وقف يوسف يصب الشاي لأخته ناولها فنجانها و هو يخاطب زوجها:
- زوجتك تشرب الشاي كأنه ماء حاول أن تقضي على هذه العادة قبل أن يولد أطفالكما يطالبان بالشاي بدلاً من الحليب.
ضحكت سها.... صب فنجان آخر لمشيرة هذه المرة وضعه في يدها و لف أصابعه حول يدها كأنه يحكم قبضتها حوله قالت له:
- لا تقلق لن أوقعه عليك.
- و من قال إنني أقلق إنني أرحب بشايك علي .
جلس بجوارها قالت له ممازحة:
- و إذا أصيبت يدك بالحروق من سيكتب لك روايتك التالية.
- لدي مساعدة ماهرة... كما أنها ملهمة أيضاً قد أعرفك عليها يوماً ما.
ابتسمت و عادت لصمتها... كانت سعيدة بمحادثتهم الهادئة لقد تغير يوسف كثيراً أصبح سهل المعشر... أكثر إنفتاحاً لم تكن لتحلم بذلك يبدو أن إنفجارهما في بعضهما البعض كسر الكثير من الحواجر التي ما كانت لتسقط لو إستمرا على تعاملها الدمث الهادئ.... لكانت في قمة سعادتها بتحوله العجيب لكن تفكيرها بما يمكن أن يحمله لقاءها مع رئيسها يعكر صفوها ، راقبها يوسف... ها هي تعود إلى صمتها ...إستغل إنشغال اخته و زوجهما بالحديث عن الأطفال و همس لها:
- من أجلك توقفت عن التجهم فهلاّ توقفت عن الشرود من أجلي؟
إلتفتت له فإصطدمت عينيها بعينيه اللتان كانتا تتأملانها بتلك الطريقة العميقة التي صارت تألفها.... كادت تقول له... من أجلك أفعل أي شئ لكنها عضت لسانها ثم قالت و قد جاهدت لرسم إبتسامة مشرقة على وجهها:
- و هل تستطيع المساعدة الماهرة أن ترفض أي طلب؟

يتبعــــــــ.........

 
 

 

عرض البوم صور ΑĽžαεяαђ   رد مع اقتباس
قديم 05-07-12, 06:03 PM   المشاركة رقم: 64
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
✿ باذِخَةُ الْعَطَاءْ ✿


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 146680
المشاركات: 19,397
الجنس أنثى
معدل التقييم: ΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسي
نقاط التقييم: 4020

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ΑĽžαεяαђ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زاهــــــــــــره المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

لا يمكنني تركك أبداً
ركنت مشيرة السيارة أمام مطعم ماكدونالد... رأت عوني يقف أمام صالة البولينغ وقد بدى عليه نفاد الصبر، أخذت وقتها قبل أن تترجل من السيارة فلتدعه ينتظر فقد يفيده بعض القلق... ما أن رآها حتى تقدم نحوها مسرعاً و بدون مقدمات سألها:
- أين المقال؟
قالت بسخرية:
- أنا بخير و أنت كيف حالك سيد عوني؟
نظر لها بصمت ثم قال بسماجة:
- أعذريني يا عزيزتي إنها لهفة الصحفي... كيف حالك؟ ها؟ أخبريني هل جهزتِ المقال؟
قالت بغضب:
- هل سنظل نتحدث هنا؟ في الشارع؟
تنهد و قال:
- حسناً... هيا لنجلس في مقهى الصالة.
ما أن إستقرا على الطاولة حتى فتح فمه ليتحدث فقالت بسرعة:
- سيد عوني... لم أكتب شئ حتى الآن.
إحمر وجهه و قال بحدة:
- ماذا تقولين؟
بدأ الناس بالنظر إليهما فقالت هامسة بغضب:
- أخفض صوتك.
كرر بصوت هادئ و هو يكتم غضبه:
- ماذا تقولين؟ لم تكتبي شئ؟ أعذريني إن وجدت صعوبة في تصديقك.
قالت من بين أسنانها:
- لابد أنك تعرف مدى تكتم يو...السيد عيّاش... قاطعها:
- لكن ثلاثة أشهر ليست بالمدة القصيرة.
- نظراً لقدرته على إبقاء حياته الشخصية بعيداً عن تطفل الإعلام كل تلك السنوات لا أظن أن الثلاثة أشهر طويلة.
قال:
- إسمعيني يا فتاة... لقد رأيتك و أنتِ تنزلين من السيارة و لابد أنها له...
قالت بتسرع ندمت عليه:
- بل هي لأخته.
- اخته أيضاً... هذا ما أحاول أن أقوله لكِ ... لابد أنكِ شققتِ طريقك وسط عائلة عياش جيداً.
نظرت له و قد تفاقم إحساس الكره بداخلها تجاهه فوقفت:
- إعذرني سيد عوني سوف أذهب إلى الحمام.
غسلت وجهها بالماء البارد... لقد بدأت تشعر بصداع رهيب يكاد يشق رأسها... يبدو من تصميم عوني أنه لن يتنازل لو طلبت منه أن ينسى أمر المقال، تنهدت بقنوط و تساءلت ترى ماذا يمكن أن تفعل لتتفادي هذه الورطة؟
********************************
خرج يوسف من المطعم و صافح الناشر:
- حسناً سوف أبدأ الرواية من الغد.
- و لا تتأخر بها... إن إنتهاء روايتك السابقة في الموعد كان أشبه بالمعجزة.
- لا تقلق يا ياسر... من يدري قد أنتهي منها قبل الموعد.
- كم أتمنى ذلك... إلى اللقاء.
- إلى اللقاء.
ما أن إلتفت ليركب سيارته حتى وقعت عيناه على فتاة سوداء الشعر تقف أمام صالة الألعاب و ما أن إلتفتت حتى جحظت عيناه دهشة... إنها مشيرة، كانت تقف مع رجل متوسط الطول يرتدي بدلة رمادية يتحدث معها بحدة وقف يحدق بهما حتى إختفيا عن نظره، قاوم دافع كان يحثه على أن يتبعهما و توجه إلى سيارته التي إستقلها متوجهاً إلى منزله و هو يفكر بهوية الرجل الذي كانت تقف معه... لقد قالت له سها أنها ستذهب لرؤية أختها فمن ذلك الرجل؟ تناول هاتفه و إتصل باخته:
- سها... أين مشيرة؟
تناهى له صوتها الذي بدى أنه يخرج من فم باسم:
- مشيرة؟ و لما السؤال أخي؟ هل إشتقت لها؟
قال مؤنباً:
- سها... هل لك أن تتوقفي عن مشاكساتك و تجيبي عن الأسئلة الموجهة لك مباشرة؟
- حسناً... حسناً يا نافذ الصبر... لقد أخبرك أنها ذهبت لمقابلة أختها.
- ألا تعلمين أين؟
- في المنتزه.
- حسناً إلى اللقاء.
- إنتظر...لكنني لم أفهم شئ.
- جيد... سلام.
أغلق الهاتف و قد تصاعد غضبه... إذن فحتى تلك الفتاة التي تشبه الملائكة تحمل بين طيات حياتها بعض الأكاذيب... لم يكن يعرف أن الأمر يمكن أن يصدمه بهذه القسوة.... هاله كم آلمه ذلك الأمر و لم يرق له.
*********************
نظرت مشيرة في ساعتها لقد مضى على وجودها في الحمام ما يزيد عن الخمس دقائق... لقد توصلت إلى حل سوف تماطل عوني إلى أن تخبر يوسف بالأمر... حسناً إنها لا تملك إلا هذا المخرج... يجب أن تخبر يوسف.
رفع عوني نظر لها و هي تتجه إليه و إبتسامة عريضه مرتسمة على وجهه ما أن جلست حتى قال لها:
- حسناً سوف أصدقك هذه المرة لكن حاولي أن تنتهي من هذا العمل في أقرب فرصة.
وقف و قال:
- سوف أذهب الآن عندي إجتماع بعد نصف ساعة.... آراكِ لاحقاً أنسة مشيرة.
للحظة إنتابتها الريبة لكنها عادت و نهرت نفسها... هل أصبحت أعاني من عقدة إضطهاد لقد مر الموقف و ها هي قد حصلت على المهلة التي ستستغلها في إخبار يوسف كل الحقيقة... تناولت حقيبتها من أسفل الطاولة و خرجت.... قررت الذهاب إلى منزلها لتترك حقيبتها هناك فهي لا تريد أن تحتفظ بتلك الأوراق التي تحتوي معلومات عن يوسف في منزله... أخذت هاتفها النقال و وضعته في حقيبة أخرى قبل أن تسرع بالخروج عائدة إلى منزل يوسف.
في طريقها إتصلت باختها و أخبرتها بما حدث فقالت لها:
- حسناً اختي أخبري يوسف بالأمر... هذا ما كان يجب أن تقومي به من البداية.
- لكنني أخشى ردة فعله يا نشوى.
- لكنها لن تكون شئ مقارنة بردة فعله لو نُشرت تلك الأشياء عنه... سوف تكونين خارج حياته و إلى الأبد.
خارج حياته و إلى الأبد؟ لا يمكنها أن تتخيل مثل هذا الأمر... حزمت أمرها و قالت لأختها:
- سوف أخبره اليوم.
- إذا جد شئ أخبريني فوراً.
- حسناً إلى اللقاء نشوى... و إنتبهي لدروسك جيداً.
ركنت السيارة و توجهت إلى غرفة الجلوس تبحث عن سها... أعطتها المفتاح:
- شكراً على إعارتي سيارتك.
- أنتِ على الرحب و السعة دوماً.... أخبريني كيف حال نشوى؟
- نشوى... آه نعم... إنها بخير لقد قالت لي إنها تتمنى أن تراكِ و أنها أحبتك قبل أن تقابلك.
إبتسمت نشوى:
- أنا أيضاً متشوقة لرؤيتها.
سألت مشيرة:
- أين يوسف؟
- في غرفة المكتب منذ عاد من الخارج و هو يرغي و يزبد... لقد كان مزاجه جميل صباحاً لكنه عاد عكر المزاج... لقد كان مع الأستاذ ياسر.
- حسناً سوف أذهب و أرى ما الأمر.
- أمنياتي القلبية معك.
ضحكت مشيرة:
- أيتها الشيطانة أراهن أنك تتمنين أن تسمعي صوت الشجار لكنني لن أعطيك أمنيتك.
تصنعت خيبة الأمل:
- يالها من خسارة... على كل حال ليس كل ما يتمناه المرء يجده.
طرقت مشيرة باب الغرفة ما أن أتاها صوت يوسف حتى دخلت باسمة... سارعت تقول له:
- أريد أن أخبرك بشئ لكن أتمنى أن لا تغضب.
كانت تريد أن تنتهي من موضوع عوني و الصور و المقال بأسرع وقت...قال لها بغضب:
- هل يتعلق هذا الأمر بذلك الرجل الذي رأيتك معه اليوم.
كتمت شهقة كادت تفلت منها... لقد رآها مع عوني ، نظرت له كان الغضب يطفر من عينيه بينما بدت عظام وجهه بارزة بصورة تنذر بالشر قالت بارتباك:
- إنه... إنه رب عملي السابق.
رفع حاجبيه و سأل بسخرية:
- حقاً؟ و هل يجب أن أصدق كلامك الذي تعوزه الثقة؟
إنها يكذبها صاحت بغضب:
- أمر تصديقي من عدمه فهو شأنك الخاص لكنني لا أكذب.
فكرت مشيرة أنها حقاً لا تكذب فعوني أصبح رب عملها (السابق) فهي لن تعود للعمل له و لو من أجل أموال العالم كلها.
تنهد يوسف و كأنما ليطرد غضبه... أغمض عينيه ثم فتحهما:
- أنا آسف...أعتذر عن إنفجاري.
قالت:
- لم يحدث شئ... لقد ذهبت لمقابلة نشوى و صدف أن رأيته فوقف يتحدث معي.
قال يوسف بغيظ:
- عندما رأيتكما كان يتحدث إليك بعنف ملوحاً بيديه... لقد كدت أن أذهب إليه لأدق عنقه.
إبتسمت مشيرة بسعادة لم تستطع إخفاءها:
- لم أكن أعلم أن رب عملي الحالي يشكل حماية كبيرة هكذا.
بادلها الإبتسام:
- تأكدي من ذلك... كما أنه يطلب منك أن تستعدي للبداية في الرواية الجديدة.
شعر بالسعادة عندما رآى الحماسة تظهر على وجهها قبل أن تجلس إلى طاولتها و تقول بحماسة تشبه حماسة طفل حصل على أول هدية له:
- حسناً هيا لنبدأ.
ضحك تلك الضحكة التي توقف نبضات قلبها:
- ليس بهذه السرعة أيتها النشيطة.... سوف نبدأ غداً و الآن أخبريني ما الأمر الذي كنتِ تريدين التحدث معي بخصوصه.
قبل أن تتفوه بنصف كلمة أطلت توحه من الباب:
- هيا يا صغار إلى الغداء.
بعد أن خرجت توحه ضحك يوسف و عندما سألته مشيرة عن سبب ضحكه قال:
- يمكنني أن أستوعب دعوتك بالصغيرة لكن أنا...
هز رأسه فضحكت:
- مهما مرت الأيام سوف تبدو صغيراً بالنسبة إلى توحه... بالإضافة إلى أنها تشعر بالإستمتاع و هي تدعوك بالصغير.
- في هذه معك حق... هيا بنا لنلحق بها قبل أن تأتي لتعاقبنا و بهذا نكون منحناها أفضل أنواع المتعة...
قالت و هي متجهة إلى الباب:
- الحق بممارسة سلطتها.
تبعها إلى الباب قائلاً:
- إن لي مساعدة ذكية.
*****************************
مر إسبوع على عملهما في الرواية و في كل مرة تحاول أن تخبره بالأمر يقاطعهما أحد...ودت أكثر من مرة أن تخنق سها على هجومها المستمر على غرفة المكتب....كانت مشيرة سعيدة بالتقدم الذي طرأ على علاقتها مع يوسف التي تحول إلى شخص آخر... نعم كان ذات الشخص العنيد الفخور بنفسه لكنه أصبح أكثر إنفتاحاً، كانا يتشاركان النكات و لم تخل ساعات عملهما من الضحك و المزاح حتى أنه في بعض الأوقات كانت سها تدخل غرفة المكتب قائلاً ( أشركوني في مهرجان الضحك الذي تقيمانه) و كانا دوماً يجيبانها ( إنك قادرة على إقامة مهرجان وحدك)... إزداد تقاربها مع الأيام و هذا ما زاد من سعادتها و لكنها في الوقت نفسه كانت تشعر بخوفها يتفاقم مفكرة بردة فعل يوسف لو علم بما كانت تنوي أن تفعله....بعد عشرة أيام من لقائها بعوني و فشل محاولات عديدة في فتح الموضوع مع يوسف قررت أن تأخذ خطوة فعلية فلا مجال للمماطلة بعد أن إنتهيا من عملهما اليومي قالت له:
- يوسف سوف أحضر عصير و أخرج لأجلس في الحديقة... هل تشاركني؟
نظر لها صامتاً... لابد أنه يفكر في الأمر دعت الله أن يوافق... قالت تحثه:
- لقد خرجت سها من محمد و توحه مشغوله بإعداد العشاء... لقد إنتهينا من عمل اليوم... ما رأيك؟
هز رأسه:
- حسناً... إذهبي وضعي لنا كرسيان تحت الشجرة الكبيرة و أنا سوف أعد العصير و أحضره.
ابتسمت بإشراق:
- حسناً.
نظر لها و هي تركض إلى الخارج و وضع يده على قلبه هامساً:
- لقد سقطت.... لقد سقطت و إنتهي الأمر يا قلبي.
كانت مشيرة غارقة في بحر أفكارها و هي تحاول إيجاد طريقة لتخبر يوسف بها عندما وصل حاملاً صينية عليها أبريق عصير و كوبين:
- إلى أين وصلتي بأفكارك...أخشى أن تفكري بكتابة الروايات و تنفصلي عني... سوف تشكلين منافسة قوية يجب أن لا أسمح لك بالإستسلام إلى أفكارك فقد تبدئين في نسج حكاية.
فكرت... و يالها من حكاية التي ستسمعها مني قالت بقوة:
- لا أعتقد أنه يمكنني تركك أبداً....
لم تنتبه لمدى الإخلاص الذي قالت به كلامها حتى رأته يتفرس بها بقوة فقالت:
- إلا إذا أضطررت.... على أي حال العمل معك هو المتعة بعينها.
بدأت بسكب العصير لتبدد الإرتباك الذي تشعر به إزاء تحديقه بها... ناولته كوبه ثم أخذت تشرب على مهل عصيرها قالت له:
- يوسف أريد أن أخبرك أمر.
قال لها:
- لقد لاحظت في الفترة الأخيرة أن هناك أمر ملح تريدين الحديث عنه لكن في كل مرة يؤجل لسبب ما هل تراه يكون نفس الأمر؟
- نعم إنني...
صمتت عندما خرجت توحه راكضة:
- يوسف... يوسف إنه الأستاذ ياسر على الهاتف... لقد بدى لي مذعوراً و طلب الحديث معك بسرعة.
ركض يوسف و مشيرة في أعقابه... تناول السماعة:
- ما الأمر يا ياسر؟... ماذا تقول؟.... يا إلهي سوف آتي حالاً.
أغلق السماعة فتعلقت مشيرة بذراعه:
- ما الأمر؟
- لقد إحترق مكتبي.
سألته:
- أي مكتب؟
نظر لها باستغراب و كأن السؤال أدهشه ثم قال بسرعة:
- مكتبي الذي كنت أزاول فيه عملي... لقد كان المكان يحتوي على الكثير من الأوراق المهمة أدعو الله أن يستطيعوا إخماد النار قبل أن تنتهي كلها.
قالت له:
- هل مازالت النار....
قاطعها:
- ياسر يقول أن رجال الإطفائيه في الطريق.
تناول مفاتيحه و خرج مسرعاً... ركضت و تشبثت بذراعه بلهفة:
- إعتني بنفسك و كن حذراً.
نظر لها بحنو ثم ربت على يديها الممسكة بكمه:
- لا تقلقي.... أنا لست بتهور أبطال قصصي.
إبتسمت لمزحته:
- أحمد الله على ذلك.
تركته فأسرع بإتجاه سيارته... صاحت في أعقابه:
- إتصل بي ما ان يحدث شئ جديد.
- حسناً... أراكِ قريباً يا ملاكي.
حبست أنفاسها....ملاكي؟ ترى هل قال هذه الكلمة أم أنها من صنع خيالها... إلتفتت إلى توحه التي أكدت إبتسامتها الأمر، همهمت توحه و هي تتوجه إلى المطبخ:
- لقد وقع الصغير... لقد وقع الصغير.
ما أن وصلت سها حتى أخبرتها مشيرة بما حدث و سألتها:
- أي مكتب هذا؟ لم أجد الوقت لأستفسر عن الامر من يوسف.
قالت سها:
- لم يكن يوسف يعمل في المنزل أبداً لذلك تريني أتذمر كثيراً من غيابه في غرفة المكتب... لقد كان يعمل في مكتبه... إنه مكتب كبيرا لا بأس به... كانت له سكرتيرة و العديد من المساعدين لجمع ما حيتاجه من معلومات ليستخدمها في كتاباته....هناك تعرف على سوسن عندما تقدمت للعمل كسكرتيرة له و بعد ثلاث سنوات تزوجا... لكن بعد موتها لم يعد يعمل به أبداً لقد أغلقه و بإستثناء ذهابه لإحضار بعض الأوراق من حين إلى آخر لم يكن يذهب.
فسرت سها شرود مشيرة على أنه خيبة أمل فقالت:
- لا تظني أن ذلك حزاً منه على سوسن... أعتقد أنه لم يشأ الذهاب إلى هناك لأنه لا يريد أن يتذكرها بتاتاً.
بعد ساعة تلقت مشيرة التي كانت تجلس مع سها بجوار الهاتف بقلق إتصال من يوسف:
- لقد سيطرت الإطفائية على الأمر... بإستثناء بعض الأثاث المتفحم لم تُمس أوراقي بسوء سوف أجلبها كلها معي و هذا ما سيوفر لنا الكثير من العمل.
- و أنا مستعدة له سيدي.

 
 

 

عرض البوم صور ΑĽžαεяαђ   رد مع اقتباس
قديم 05-07-12, 06:04 PM   المشاركة رقم: 65
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
✿ باذِخَةُ الْعَطَاءْ ✿


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 146680
المشاركات: 19,397
الجنس أنثى
معدل التقييم: ΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسي
نقاط التقييم: 4020

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ΑĽžαεяαђ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زاهــــــــــــره المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 


الفصل الثالث عشر

إنه لكِ...فهل تقبلينه؟
تقلبت مشيرة في فراشها و قد جافاها النوم... لقد مرت خمسة أيام على حريق المكتب غرقا فيهما في العمل كانا ينظمان الأوراق و الملفات قبل البدء في العمل اليومي على الرواية... لقد إستغرقت عملية التنظيم اليوم أكثر من المعتاد فقد أصر يوسف أن يتنتهيان منها كما انه تركها بعد العصر ليخرج في مشوار غامض لم يخبر به احد و هذا ما منعها من إكمال طباعة ما أملاه عليها... نظرت في الساعة إنها الواحدة بعد منتصف الليل، إرتدت روبها و نزلت إلى غرفة المكتب... مادمت لن أنام فبإمكاني عمل ما هو مفيد سوف أنتهي من طباعة الفصل الثالث و بعدها أحضر كوب من الحليب و أنام.
دخلت غرفة المكتب و هي في طريقها إلى طاولتها لفتت نظرها علبة صغيرة من المخمل الأسود، تقدمت من المكتب و أمسكت بها و فتحتها... شهقت ما ان رأت خاتم خطوبة رائع الجمال تلفتت لا شعورياً كأنها تبحث عن أحد في الغرفة ثم إستسلمت لإغراء إرتداؤه... مدت يدها أمامها تتأمله كانت مبهورة بجمال الماسة التي تتوسطه... إنه تقليدي لكنه ساحر، إنتفضت ما ان دخل يوسف الغرفة و وقف بجوارها... مدت يدها لتخلع الخاتم و قد بدى عليها الإرتباك فوضع يده على يديها يمنعها رفعت رأسها فتلاقت عينيها المرتبكتين بعينيه الحانيتين قال لها هامساً:
- إنه لكِ...فهل تقبلينه؟
نظرت له بتساؤل... ماذا يقول؟ لم تفهم ما يقصده ظهر هذا في عينيها فقال :
- لقد إشتريته اليوم لكِ.
قالت بذهول:
- لكنه خاتم خطوبة!!!
نظر لها بحنان و فكر... تلك الساذجة الصغيرة:
- و هل قلت غير ذلك؟
- لكن... لكن... لكن لو قبلته سوف يعني ذلك أن أكون خطيبتك!!!
ضحك:
- من الواضح أن عقلك الصغير الحاد الذكاء في إجازة الآن و يجد أن أقوم بذلك على الطريقة التقليدية.
نزل على ركبته و أمسك بيدها و قال و الهزل في عينيه:
- مشيرة... هل تتزوجيني؟
إتسعت عيناها دهشة... نظرت له غير مصدقة و إمتلأت عيناها بالدموع، وقف مصدوماً:
- لماذا البكاء؟ هل ضايقتك؟ لو أن طلبي ضايقك أو جرحك بأي طريقة فإنسي....
قاطعته سها التي إقتحمت المكان كعاصفة هوجاء:
- أيها الغبي إن غباءك في فهم موافقتها لا يوازي غباءها في فهم طلبك للزواج... إنكما أحمقان تليقان ببعضكما البعض.
نظر لمشيرة:
- هل ما قالته صحيح؟
عندما لم تجيبه قال ممازحاً:
- بصرف النظر على كوننا أحمقان فهذا ما لا أشك به... هل ما قالته صحيح؟
هزت رأسها فتساقطت دموعها على خديها... نظر لها بمحبة و قال:
- حسناً... هل يمكن لعروسي أن تكافئني بإحدى إبتساماتها الرائعة؟
ما أن سمعت كلمة عروسي حتى أحست بقلبها يطرق قفصها الصدري مطالباً بالخروج من مكانه.
توجهت مشيرة إلى غرفتها بعد أن رفض يوسف أن يدعها تكمل العمل و قال ضاحكاً أنه يشكر حبها للعمل و الذي دفعها لتنزل فرأت الخاتم معترفاً أنه كان xxxxxاً في الطريقة التي يقدم فيها الخاتم لها دون أن يشعر بالسخف... لم تستطع مشيرة النوم من فرط السعادة... ظلت تحدق في الخاتم حتى طلوع الشمس و لم تدري متى نامت.
******************************
كانت الساعة الثانية عشر ظهراً عندما إستيقظت مشيرة ما أن نظرت في الساعة حتى قفزت من السرير و أسرعت ترتدي ملابسها... نزلت السلم راكضة توقفت في اللحظة الأخيرة قبل أن تصطدم بيوسف الذي كان على أول درجة ما أن رآها حتى إبتسم:
- مهلك يا فتاة سوف توقعيني أرضاً.... يبدو لي أن مساعدتي ستستغل الخطوبة لتتغيب عن العمل.
إحمر وجهها و نظرت أرضاً فضحك:
- يبدو أنك لم تعتادي الأمر بعد.
نظرت له:
- هل تريد الصدق؟ نعم لم أعتد الأمر... لقد ظللت أتأمل الخاتم طوال الليل لكن هذا الأمر لم... صمتت و قد أدركت إندفاعها الغبي بالكلام.
ضحك مرة أخرى:
- ما أجمل أن تقولي لي ما يخطر ببالك.... و الآن هيا إلى المطبخ لتتناولي فطورك بسرعة و بعدها نبدأ العمل... لن أسمح لك بالتقاعس لمجرد أنكِ أصبحتِ خطيبتي.
همست:
- متسلط.
أحنى رأسه:
- ماذا قلتي.
ابتسمت:
- لا شئ.
دفعها بإتجاه المطبخ:
- لقد سمعتك أيتها الماكرة.
توقفت:
- لا أريد أن أتناول الفطور... لقد إقترب موعد الغداء فلنبدأ العمل...
قاطعها:
- لا... لا أريد أن تتهمني توحه أو سها بتجويعك.
- متسلط.
قال:
- ها هي تلك الكلمة أسمعها مرة أخرى و في نفس الدقيقة...
حذرها ممازحاً:
- إن سمعي حاد... حاذري مما تقولينه.
قالت بمرح:
- اسمح لي سيد عياش... عندما تتصرف بتسلط لا تتوقع من الناس إلا أن تدعوك بالمتسلط.
همهم:
- لقد بدأ كلام الزوجات.
ضحكت و سبقته لغرفة المكتب:
- إلحق بي سيدي... إنك تضيع الكثير من الوقت.
بعد ان دخلت الغرفة تنهد و قال:
- نعم إنني أضيع الكثير من الوقت... فتاة كهذه لا يضيع الوقت معها في الخطوبة.
**************************
بعد الغداء خرجت مشيرة و سها لمقابلة نشوى التي ما أن عرفت بالخطوبة حتى قفزت صارخة و عانقت أختها التي حاولت أن تهدئها فرواد المطعم كلهم أخذوا يحدقون بهم لكن نشوى لم تتوقف عن الضحك و قول ((لا يمكنني أن أصدق)) شاركتها سها حماستها مؤنبة مشيرة:
- دعيها تعبر عن فرحتها.... أخيراً وجدت من تماثلني حماسة.
قالت لنشوى:
- لا يمكنك أن تتصوري كم يحبطني أخي... و أختك أيضاً تشبهه إنها متزنان أكثر من اللازم.
ضحكت نشوى:
- معك حق لكننا معهما لإضفاء روح المرح... أليس كذلك؟
- نعم.... لن نتركهما يهنآن بحياة هادئة مليئة بالجدية.
قالت مشيرة:
- حزب المرح... كفى... و الآن لقد حان الوقت لنعود إلى المنزل يا سها و أنت يا نشوى ألم تقولي أن غداً عندك إختبار؟
قالت سها:
- لما لا تأتين معنا يا نشوى لتتعرفي إلى يوسف و بعدها يمكنني أن أوصلك إلى منزل صديقتك.
- كنت أتمنى ذلك لكن كما سمعتِ غداً إمتحان مادة الكيمياء و لا أريد أن أغضب أختي بالحصول على درجة منخفضة...مرة أخرى إن شاء الله سوف أجعلكم تقيمون إحتفال لهما إريد أن أمرح و بصخب.
نظرت لمشيرة و ضمتها:
- كوني سعيدة أختي... أرسلي سلامي لزوج أختي المستقبلي إلى ان أراه و أُوصيه عليكِ... و سلامي لتوحه أيضاً قولا لها أنني مما سمعت عنها أصبحت متشوقة لتذوق طعامها.
خرج الثلاثة و وقفن أمام المطعم، بعد أن ركبت سها السيارة سارعت نشوى تسأل مشيرة:
- هل أخبرت يوسف؟
- لا..
- ماذا؟ ماذا تنتظرين أن يعرف من عوني أو من أي مصدر آخر؟
- لقد حاولت لكن لم تسنح الفرصة... لكنني سأحاول.
- أسرعي بإخباره.. هيا إركبي السيارة قبل أن تتساءل سها... بالمناسبة إنها فتاة لطيفة جداً...أعتقد أنها تختلف عن أخيها..
غمزتها:
- عن خطيبك.
لكزتها مشيرة:
- توقفي عن هذه الحركات يا فتاة إنتبهي لدروسك... سوف أتصل بكِ غداً لأطمئن.
- حسناً... إلى اللقاء اختي... و مبروك.
***********************
أصرت سها أن تقيم حفلة بمناسبة خطوبة يوسف و دهشت من رغبته في كتم الخبر عن الإعلام و صاحت به:
- هل ستتزوجان سراً؟
صاح بها راعداً:
- سها.
صمتت سها و إندست بزوجها الذي كان يجلس بجوارها على الأريكة... نظرت مشيرة إلى يوسف لقد سدد لاخته تلك النظرة النارية التي كانت تراها في أول أيامها هنا، لقد كانت تلك النظرة تجمدها لكن هذه الأيام ولت قالت له:
- لا تصرخ بها بهذه الطريقة... لا تنسى أنها الآن كبيرة و متزوجه.
نظر لها ببرود:
- ألم تسمعي ما قالت؟
- نعم سمعت و مؤكد أنك تعلم أنها لم تقصد ما فهمته... كل ما تريده أختك أن تفرح بك فلا تغضب و تعود لذلك اليوسف الذي لا يمكن معاشرته.
نظر لها بذهول حل محل الغضب الذي كان يسيطر عليه فابتسمت... لقد نجحت ربتت على ذراعه:
- و الآن بعد أن هدأت يمكننا أن نتفاهم و كل منا يقول رأيه.... أنت لا تريد أن تعلن الخبر لكي لا تزعجنا الصحافة و أنا معك في ذلك لكن في نفس الوقت سها تريد أن تحتفل بنا و أنا معها في ذلك....
قال:
- ماذا تقولين؟ كيف يمكن...
قالت له:
- لا تقاطعني يا رجل.
ابتسمت توحه بإستمتاع بينما ضحكت سها و نظرت لزوجها الذي ابتسم و أشار لها بالصمت أكملت مشيرة:
- يمكننا أن نحتفل معاً بعيداً عن الصحافة... أنا و أنت... سها و محمد... و بالطبع شيفنا الكبير توحه.
تدخلت توحه:
- مرحى لكِ... إنني موافقة و سوف أحضر لكم أشهى الاطباق.
قالت سها:
- أنا موافقه ... و محمد أيضاً.
قال محمد:
- هذا ما أسميه تسلط الزوجات.
ضحكت مشيرة:
- لكن تسلط زوجتك يرافقه بصيرة نافذه... أليست محقه... أم أنك معترض؟
- لا إنني موافق؟
قالت:
- إذن لما هذا الكلام عن التسلط... أرأيت يا سها؟ ياللرجال!
كان الكل يشارك في الحديث إلا يوسف الذي إكتفى بالنظر إلى مشيرة بإعجاب... كم تمنى لو أمسك بيدها و ذهب على أقرب مأذون ليتزوجها لم يكن يصدق أن في الحياة هناك فتاة بهذا الشكل و الإسلوب و العقل.
نظرت مشيرة إلى يوسف:
- ها؟ ما رأيك؟
اختفت الابتسامه من على وجهها عندما رأت النظرة التي يرمقها بها... لماذا ينظر لي بهذه الطريقة؟ أحست أن عينيه تحتضنانها... و ياله من إحساس؟ يجب عليه أن يتوقف الآن و إلى إنتهى بها الأمر مغشياً عليها تحت قدميه... تساءلت هل هاتين نفس العينين اللتان كانتا تقذفان سهام الغضب منذ لحظات؟... كم تمنت أن يعود للغضب فعلى الأقل غضبه لن يدفع قلبها إلى حنجرتها.
إلتفت يوسف و مشيرة إلى سها التي صاحت:
- هااااي... أنتما الإثنان.
بدى الذهول على كلاهما فقالت:
- أين كنتما.... لقد كنا نتناقش في أمر الإحتفال و إنتهى بكما الأمر و أنتما تحدقان في بعضكما البعض كأن كل منكما ينظر إلى كائن فضائي.... صمتت ثم أضافت مشاكسة:
- أم أقول إلى نصفه الآخر.
قالت توحه ما أن رأت وجه مشيرة يبدأ بالاحمرار كعادتها عندما تشعر بالخجل:
- ماذا قررتم يا أولاد؟
قال يوسف:
- موافق.... إنها فكرة جيدة....سوف يكون إحتفال عائلي صغير يمكنك أن تذهبي أنت و سها إلى أختك نشوى لإحضارها أعتقد أن توحه لن تحتاج لأكثر من ثلاثة ساعات لتنتهي من التحضيرات.
- لن تستطيع نشوى أن تحضر...يجب أن تدرس ينتظرها غدا امتحان....
قاطعت سها مشيرة:
- لكنها أرسلت لك تحياتها...قالت لي أن أسلم على زوج اختها المستقبلي حتى تراه.
نظر لمشيرة:
- يبدو لي أن سها وجدت توأم روحها.
ضحكت مشيرة:
- نعم... لم أكن أدرك مدى تشابه طباعهما حتى رأيتهما تجلسان معاً.
*************************
ساعدت مشيرة توحه في حمل الأطباق و الأكواب إلى المطبخ .... كانت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل قالت مشيرة:
- لقد تأخر الوقت كثيراً يجب أن تذهبي للنوم.
ابتسمت توحه:
- أعلم أم سيدة عجوز مثلي لا يجوز لها السهر لمثل هذا الوقت لكن لم يدخل الفرح إلى هذا المنزل منذ وقت طويل.... إن الإحساس بالإثارة يحرمني النوم سوف أنظف المطبخ.
- حسناً سوف أساعدك فانا أيضاً لن أستطيع النوم.
- لكن يوسف يظنك في فراشك الآن.
- لقد قلت له أنني سوف أنام فوراً لكي يأوى إلى فراشه إنه بحاجه للنوم... لا تنسى أنه يحتاج للتركيز في عمله و إذا إستيقظ غداً مع صداع لن ينجز شئ... كما أن سها كانت تشعر بتوعك في آخر السهرة و لو قلت لها أنني أنوى أن أساعدك لفضلت البقاء معنا لمساعدتنا رغم تعبها.
ابتسمت توحه:
- لا تقلقي عليها فأنا أظن أنني أعرف ما بها.
نظرت مشيرة لها:
- لا تقولي أنها.... صمتت فقالت توحه:
- نعم... أخيراً سوف تصبح طفلتنا الشقية أم.
هتفت مشيرة بفرح لكنها وضعت يدها على فمها بسرعه فضحكت توحه:
- هيا إلى العمل.
إنتهتا من ترتيب المكان بسرعة و جلست توحه إلى طاولة المطبخ و بين يديها كوب كاكاو و وضعت أمام مشيرة كوب حليب:
- إجلسي يا ابنتي... أريد أن أتحدث معكِ قليلاً.
نظرت لها مشيرة بقلق إنها المرة الأولى التي ترى فيها توحه بهذه الجدية كما أنها لم تدعها بابنتها قبل الآن:
- ما الأمر؟
- إنه يوسف يا ابنتي لابد أنكِ عرفت معظم الأمور عن حياته لكن مهما ظننتِ أنكِ تعرفين كم قاسى فذلك لا شئ لا يمكنك أن تدركي مدى جرحه... لقد تزوج والداه و كانت حياتهما سعيدة إلى أن إنصرف والده إلى العمل مهملاً والدته بصورة بشعة لكنها ردت عليه أبشع رد و إنتهى بها الأمر منتحرة و كان من سوء حظ يوسف أنه إكتشف كل هذا و عاصره ... إستطاع أن يبعد اخته عن كل هذا ليحميها من المرارة التي يعيش فيها و نجح في ذلك... باركه الله...لذلك ترينها خالية البال دائمة المرح.
أومأت مشيرة برأسها إيجاباً بينما تابعت توحه:
- بعد ذلك دخلت سوسن حياته ظن أنه سيجد الراحة... منذ اللحظة الأولى لم أحب تلك الفتاة لقد كانت تمثل البراءة و الضعف و سلامة النية بصورة مبالغ فيها لكن حاجه يوسف للحنان جعلته ينخدع فيها... رحبت بها لأنني رأيت تعلقه بها كما تقبلتها سها لأنها كانت ترى سعادة أخيها معها... سعادة لم تدم لأكثر من سنه بعدها تحولت تلك الفتاة إلى مستهلك للأعصاب و الأموال... لم تكن تتوقف عن شراء أشياء لا حاجة لها... كان يوسف في بداية حياته المهنية و ذلك كان يستنفذ موارده المالية بصورة بشعة لكنه لم يعترض لكن ما أن وصل الأمر إلى السهر خارج المنزل إلى منتصف الليل و ممازحه الأغراب حتى ثارت ثائرته... إعترض و تشاجر معها ... لن أقول لكِ أنها خانته جسدياً... لكنها فعلت ذلك على أكثر من صعيد آخر... المشاعر... الماديات...كل شئ... حتى أنها دمرت ذكرى والدته لأنها حملته على وضعهما في خانة واحدة.... لقد حطمت روحه بمعنى الكلمة...لن أنسى ما قيل في آخر مواجهة بينهما كانت آخر مرة تحدثا فيها صرخت بوجهه قائلة ((إنك كوالدك... رجل فاشل لا يمكنه إسعاد إمرأته... لقد تزوجتك من أجل المال لكن حتى أموالك لم تجلب لي السعادة... أنت ووالدك صنف واحد إن كل ما تلمسانه يصبح رماداً لقد قضى على والدتك و دفعها للإنتحار و إعلم أنك أيضاً دمرتني و سلبتني سعادتي و إذا فكرت يوماً بإنهاء حياتي سيكون ذلك بسببك)) يومها خرجت بالسيارة و لم تعود.... وجدوا سيارتها على الطريق الصحراوي بين الإسكندرية و القاهرة... لقد صدّق يوسف كلامها الذي حفر في روحه جراح عميقه لم تندمل إلى بعد دخولك حياته... لقد أعدتِ له ثقته بالحب و بالناس و الحياة يا ابنتي فلا تأخذيها منه مرة أخرى.
قالت مشيرة بلوعه:
- سوف أبذل كل ما أملك لأسعده يا توحه فهو يستحق أن يحيا سعيداً... لم أكن لأتصور أن سوسن بتلك البشاعة لو كانت حية لكنت قتلتها بكل سرور.
ابتسمت توحه إزاء لهجة الشراسة التي بانت في كلام مشيرة و قالت:
- لكنها الآن ميته و فوق كل هذا لا أظن أنها إنتحرت فوالدة يوسف كانت تحب والده لذلك أقدمت على فعلتها بعد أن يئست من فعلتها التي إرتكبتها في حق نفسها و حق زوجها الذي تحب... لكن سوسن لم تكن تحب إلا نفسها و لا أظن انها كانت لتقتل نفسها لأجل أحد... إنني متأكدة أن موتها لا يتعدى كونه حادث سير.
قررت مشيرة أن تنزل حملها الثقيل عن أكتافها فقالت:
- توحه أريد أن أخبرك بأمر لكن عديني أن يبقى الأمر بيننا.
- لكِ وعدي.
أخبرتها بكل شئ و عندما إنتهت كانت تبكي:
- لا أعلم ماذا أفعل... حقاً لا أعلم... لكن صدقيني لم أخطط لأي شئ حتى دخولي حياته كان صدفه.
- إنني أصدقك يا صغيرتي.
نظرت مشيرة بقلق:
- لكن هل سيصدقني يوسف؟
- أخبريه و أعتقد أن حبه لكِ سوف يجعله يرى الصواب.
- كم أتمنى ذلك... سوف أخبره غداً لقد حاولت أكثر من مرة و في كل مرة يقاطعنا شئ لكنني سوف أنهي الأمر غداً و أدعو الله أن يصدقني و يسامحني.



 
 

 

عرض البوم صور ΑĽžαεяαђ   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلك, رواية, زاهرة . من أجلك, قصص من وحي الأعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:35 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية