لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-04-11, 11:36 AM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فتمتمت سمانتا بصوت خائب:
" كان لا بد من ذلك".
" يا ألهي! لقد أزعجتك , أليس كذلك؟ أنني أكرر أعتذاري".
قصاحت سمانتا بتعب:
" لا تعذّبني , أنني لست طفلة".
" وهذا أعرفه أيضا , أنك في الحادية والعشرين من عمرك".
فحانت منها ألتفاتة مذعورة :
" كيف عرفت ذلك؟".
هز باتريك كتفيه العريضتين :
" أنه أمر بسيط للغاية , زرت دائرة سمرست".
" وأين هذه الدائرة؟".
" في لندن طبعا , ولعلك لا تعرفين شيئا عنها , أنها تضم مصلحة تسجيل الولادات".
" فهمت".
وأستطرد باتريك متمهلا:
" أرى أنك كذبت علي , وأخبرتني أنك في السادسة عشرة من عمرك".
" صحيح ,ولكن , كيف يمكنني أن أقول عكس ذلك وباربرا , آه , ما الفائدة؟".
" من السهل علي أن أتصور أن باربرا لا تريد الأعتراف بأن لها أبنة في عمرك".
" أجل , هل أخبرتها بأنك تعرف الحقيقة؟".
" كلا , بالطبع ,ولماذا أخبرها؟".
" أذن , لماذا تخبرني أنا؟".
وأبتعدت سمانتا وهي تتساءل عن رأي باريك الحقيقي فيها , أما هو , فتأملها مستغربا كبته لنزواته , وسرعته في دعوتها الى الرجوع الى الجمهور أذ قال:
ط من الخير أن نعود".
فهزت سمانتا كتفيها :
" هل أنت غاضب؟".
" كلا , ولماذا أغضب؟".
" أنك تبدو كذلك".
هز باتريك كتفيه فيما أستدارت سمانتا متنهدة وعادت أدراجها نحو النار , وآلمها أنها لم تتأكد من حقيقة مشاعرها , وأنها لم تفهم موقف باتريك , ولما بلغت شلة الراقصين الشبان , ووجدت أن باتريك أبتعد عنها , تطلعت حولها , وخابت آمالها أذ رأته يقف بجانب كرسي باربرا يتحدث اليها , فيما ضحكت هي له بحيوية , عما كانا يتحدثان؟ هل أخبرها بما فعله؟ لو فعل, فأن سمانتا تتمنى لو تموت.
ووقف آندرو بجانبها يتأملها بأضطراب:
" هل سرت مع خالي العزيز؟".
علت الحمرة محيا سمانتا لشعورها بالذنب , وأجابت:
" أجل , لماذا تسأل؟".
" آه , لا شيء".
وهز آندرو رأسه حائرا , فليس من عادة باتريك أن يتصرف بمثل هذه الطريقة مع فتاة تكاد تكون بعمر أبنته.
قال متنهدا:
" هيا نرقص, فقد أشتقت الى رقصك".
فأبتسمت سمانتا:
" هل هذا صحيح؟ أنني سعيدة بأن يشتاق الي أحد".
وقام عدد آخر من الخدم بتقديم العشاء , وجلست سمانتا مع فتاة أخرى على أريكة , فيما وقف آندرو بقربها يتحدث اليها ويلبي رغباتها , ولم تتناول ألا القليل من الطعام أذ فقدت شهيتها ووجدت صعوبة في أن تأكل شيئا , آه لو بقي باتريك جذابا وبعيدا في آن واحد.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-04-11, 02:03 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 159583
المشاركات: 1,070
الجنس أنثى
معدل التقييم: أموووله عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 16

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أموووله غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

را ئع ننتظر التكمله

 
 

 

عرض البوم صور أموووله   رد مع اقتباس
قديم 25-04-11, 06:58 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

6- أين تنتهي اللعبة؟


رقص باتريك مع باربرا على الشاطىء الرملي , ووجد أن عينيه تتحولان بأستمرار الى سمانتا التي أنضمت الى شلة كين مايدسون , وسرعان ما تقبلوها لأنها كانت مثلهم في شبابها وحيويتها , وبدا أنها تستمتع بوقتها.
وتطلع باتريك بعيدا , أنها صغيرة أيا يكن عمرها الحقيقي , والحياة لم تجربها أو تصقلها بعد , ما الذي يجعله يعذب نفسه بالتفكير فيها؟ وأحس أن القدر قد رتب لقاءهما في الطائرة حين كانت سمانتا معلقة بين السماء والأرض , عندئذ كانت قد رمت حياتها اقديمة وراءها , وأستعدت للقاء حياة جديدة تنتظرها , وكان باتريك هو الوسيط وحلقة الوصل بين جزئي وجودها , لذلك يشعر بمسؤوليته عنها , لماذا أنشغل بها وهي التي لم تطلب مشاعدته أو مشورته؟ أما لقاءاتهمت , فأتسمت بالحدة , وماذا وجد فيها حتى شغلت أفكاره طوال الوقت ؟ صحيح أن ليس بالأمكان أنكار جاذبيتها ,ولكن , أذا قورنت الملامح , فأننا نجد باربرا أجمل من أبنتها , وأدق بنيانا منها , وهي علاوة على ذلك لا تهرم أو تشيخ.
منتديات ليلاس
أن الحل الوحيد هو لعنة بالنسبة اليه , أذ من السخف أن يفكر , وهو باتريك مالوري ... الذي يدين كل أنواع المشاعر ما عدا نهمه للنساء , بهذه الطريقة , لم يرد أن يكون شريكا في لعبة الحب التي تقيّد الأنسان وتتطلب منه الكثير , فالمرأة جزء مهم من حياته , تماما مثل الكتابة , ألا أن أقترانه بأمرأة لهدف غير هدف الحصول على ربة لمنزله ومضيفة لضيوفه فكرة لم تخطر له من قبل , يجب أن يعترف بأن شعوره يتعدى كونه مجرد تقدير أو أعجاب بسمانتا .
وأدرك فجأة أن باربرا تتحدث اليه , فتطلع اليها وبدت رائعة الليلة حقا , وقرر أن يستمتع بصحبتها لأن شيئا في علاقتهما لم يتبدل في الواقع , لقد قبل باربرا كما هي , وأقتنع بأنها لن تزعجه , ومع أنها مغرورة وأنانية ومهووسة أحيانا , ألا أنه يعتبرها المرشحة الأكثر حظا في حال أتخاذه قرارا بالزواج.
ألا أن سمانتا غيّرت كل ذلك بالتأكيد , عليه أن يقترن بباربرا ويقبل سمانتا على أنها أبنة زوجته , رغم أن مشاعره نحوها لم تكن مشاعر أبوية على الأطلاق... وهنا سألت باربرا:
" أنها الحادية عشرة والنصف الآن , متى تتوقع أن نذهب؟".
تحول باتريك بأفكاره الى مواضيع أقل خطورة:
" عندما تنتهي الحفلة الراقصة".
وتكاسلت عيناه السوداوان بينما أضاف:
" هل أتعبك السهر والرقص؟".
أكتفت باربرا بطقطقة شفتيها:
" لعلني أشعر بعض الملل".
" معي أنا؟".
وضغطت باربرا على عنقه وهي تجيب:
" أني لا أشعر بالملل معط أبدا يا حبيبي".
منتديات ليلاس
وأعترى باتريك ذعر وأشمئزاز شديدان , هذه ليست الوجهة الصحيحة التي ينبغي أن تسير فيها الأمور, وتمنى مخلصا لو تنتهي علاقته بباربرا عند هذا الحد , فقد كفاه ما عانى حتى الآن , ولا بد أن يجد من الليلة فصاعدا , سببا للأبتعاد عنها , وربما سمحت له ألتزاماته بمغادرة لندن مدة أسبوع أو عشرة أيام في الأكثر , يجب أن يزور كيلني , أن المكان رائع في هذا الفصل من السنة حيث يكثر صيد السمك والطيور.
ولن يجد غير أيرلندا السكينة والسلام اللذين ينشدهما للتخلص من أضطراب أفكاره , فضلا عن أن جرثومة مسرحية جديدة بدأت تعشعش في رأسه , وستتاح له الفرصةهناك لتدوين أفكاره على الورق , بعيدا عن باربرا وسمانتا حيث يستطيع أن يرى الأشياء ثانية كما هي.
وما كادت الموسيقى تنتهي , حتى تقدم جايلز منهما بخطوات عريضة وقد أرتسم العبوس على ملامحه , وحانت منه ألتفاتة غريبة الى باربرا أذ قال:
" هل تسمحين يا آنسة هارييت , أنني أود أن أتحدث الى باتريك على أنفراد".
هزت باربرا كتفيها وأستدارت مبتعدة , فيما أنتحى جايلز بباتريك , وسأله الأخير بقلق:
" ماذا جرى يا جايلز؟ هل يتعلق الأمر بالأولاد؟".
هز جايلز رأسه مغتاظا:
" كلا , كلا , لا شيء من ذلك يا باتريك , أسمعني , لقد تلقينا مخابرة هاتفية من لندن من سيدة تدعى أيميلي , أظن أنها تعمل لحساب الآنسة هارييت".
" هذا صحيح ... أنها خادمتها , أستأنف حديثك".
" من الواضح أن اللايدي دافنبورت أصيبت بنوبة قلبية الليلة...".
" ماذا؟".
" هذا ما أخشاه , و... أيميلي تعتقد أنه من الأفضل أن تبلغ الخبر الى الآنسة هارييت بنفسك".
" أذن , لا بد أنها ماتت".
ضغط باتريك بيده على قلبه , ثم أحنى كتفيه هاتفا:
" آه , يا ألهي! أتصور أن من واجبنا أن نعود الى لندن بأقصى السرعة , أليس كذلك؟".
" أجل , فالطبيب أعلمني برغبة السيدة العجوز في رؤية سمانتا , وهي أبنة الآنسة هارييت على ما أظن , أليس كذلك؟".
" أجل , سمانتا!".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-04-11, 07:00 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ومد باتريك بصره الى الأمام وقد أكفهر وجهه , ثم بدأ يستجمع أفكاره:
"أسمع , سوف أخبر باربرا ,ثم ننطلق , وبعد ذهابنا توضح الأمر للضيوف , كما سأخبر سمانتا بالطبع لأنه من البديهي أن تحضر معنا , وقل لآندرو أن من الخير أن يبقى هنا , لأنني لا أظنه يرغب بالعودة معنا والأوضاع على ما هي الآن".
" كلا , كلا , سوف أتحدث الى آندرو , كما سأشرح الوضع لجينا , حاول أن تسرع قدر ما أستطعت , أتمنى لك حظا سعيدا يا باتريك".
وأخذ باتريك يبحث عن باربرا التي وقفت بجانب آلة التسجيل تعبث بالأشرطة وقد فكر لحظة كيف ستتلقى الخبر الذي سينقله اليها ... منذ قليل كان يفكر أنه يعاني بعض الصعوبات , غير أن هذا الحدث خلق ألوفا مؤلفة من التعقيدات الجديدة , وسمانتا , ماذا عن سمانتا الآن ؟ كان من المفترض أن تعيش مع جدتها , وأن تذهبا صباحا الى دافن , ماذا سيحل بها الآن؟
أنقبضت معدته , لقد أصبحت سمانتا شيئا مهما بالنسبة اليه, بل الشيء الأهم في حياته , وهي لا تحس ولا تدري.
وأتجه ببطء صوب باربرا التي أستدارت فور سماعها وقع أقدامه قائلة:
" حسنا ,هل أنتهى مؤتمركما؟ ولماذا أنت كئيب؟ ماذا هناك ؟ لا بد أن أعترف بأنني وجدت غرابة في تصرف جايلز".
قادها باتريك الى أحد المقاعد اخشبية الطويلة بجانب طاولة العشاء الخالية الآن:
" لدي شيء مهم أخبرك به يا حبيبتي , فأجلسي لأنني أريد أن أنتهي من الأمر بسرعة".
تراقصت عينا باربرا فرحا:
" شيء تخبرني به ؟ لماذا يا باتريك؟ يا للمتعة!".
ضاقت عينا باتريك , ولما جلست وضع أحدى قدميه على المقعد , وأنحنى فوقها فيما راقبته باربرا بشغف وعيناها تتلألأن كنجمتين ساطعتين , لقد تيقنت أن الأمر مهم , وتضرعت الى الله أن يكون ما طالما تمنت سماعه , وما أن تلفظ بكلماته , حتى دهشت بل ذعرت , وبان عل وجهها للحظة تقدمها الكبير في السن , وأحست أنها ستنهار على الأرض
بسبب الصدمة وخيبة الأمل , ثم سألت ببلادة :
" هل ماتت؟".
" كلا , ألا أنني فهمت أن الطبيب لا يعتقد أنها ستبقى حية الى الصباح".
وتقلصت عضلات وجه باربرا:
" آه , آه, باتريك , لماذا يجب أن يحدث ما حدث؟".
وأنفجرت باكية , وأخذت تنتحب بصوت عال.
" علينا أن نذهب الآن , ويجب أبلاغ سمانتا واالعودة الى المدينة بأقصى السرعة".
تأملته باربرا بغرابة , ثم أنتصبت واقفة وسألته برقة:
" ماذا يمكنني أن أفعل بدونك يا ساعدي الأيمن؟".
فرد بهدوء:
" أحسبني لا أنفع في معالجة النساء النائحات , وأنني أعزيك من كل قلبي".
وعادت باربرا الى البكاء ثانية , ولكن بهدوء هذه المرة.
" لنفترض أنها ماتت , ماذا أفعل؟ سأشعر بأقصى حالات العزلة والوحدة ,ولن أستطيع أن أعيش في وحدتي".
فعلّق باتريك بوقاحة:
" لكنك لا تعيشين مع أمك".
" صحيح , ألا أنها دائما تهّب الى نجدتي عندما أحتاج اليها".
تقزز باتريك وهو يفكر , ما أعظم أنانيتك أيتها المرأة ! هل تفكر باربرا بأحد سوى نفسها , ثم أستأنف حديثه:
" وهناك سمانتا , أنها تعيش وحيدة أيضا".
فحدقت برابارا فيه مستفهمة:
" سمانتا مستقلة بتفكيرها مثل والدها , وهي لا تحتاجني".
فسألها باتريك بأبهام:
" ألا تحتاجك؟ لكنها تحتاج أن يكون بجانبها شخص واحد على الأقل".
أغمضت باربرا عينيها نصف أغماضة ,وسألته:
" هل لديك أية أقتراحات؟".
تكلّف باتريك أبتسامة صغيرة:
" ولماذا تكون لدي أقتراحات؟ على أية حال , من الخير أن تعلمها الآن".
وأتجها الى حيث كانت شلة المراهقين ترقص على الرمال , وتطلعت سمانتا, التي تنتبه دائما الى وجود باتريك , لتواجههما في هذه اللحظة ,وفطن باتريك الى مشاعره مجددا , كانت رائعة في وقفتها هناك بقامتها المديدة وقدها الممشوق ونظرتها الغريبة , أصابه ألم شديد يفري الكبد, عندئذ أدرك أنه يحبها , وهنا نادتها باربرا بسرعة:
" سمانتا , أننا ذاهبون".
كانت رحلة العودة الى لندن أطول رحلة عرفتها سمانتا , وقد تجمدت يأسا وقلقا , ومع أنها لم تذرف دمعة واحدة عندما تلقت خبر أصابة جدتها بنوبة قلبية , ألا أنها أدركت أن دموعها ستسيل فيما بعد, وشعرت بذهول وعدم تصديق , أذ روعها أحتمال أن تكون السيدة العجوز المحبوبة , التي رحبت بها في أنكلترا , وأفهمتها أنها بحاجة اليها , تواجه سكرات الموت , ألا يحتمل أن يكون وصولها قد عجّل في حدوث الكارثة؟ هل يمكن أن يكون أرهاق جدتها في الأسبوع الماضي مسؤولا عن تخاذل قلبها , وأكتفت سمانتا بأن تكون هذه الأفكار رفيقة دربها , ولم تكن بحاجة الى سماع والدتها وهي تندب حظها وتبكي جدتها بين الحين والآخر وأيقنت أن باربرا تتظاهر بالحزن لتستدر عطف باتريك , ولم يتكلم باتريك منذ أنطلاقهم في رحلة العودة الا قليلا , وغرق في أفكاره الخاصة , فتساءلت سمانتا عما يدور في خلده خصوصا وأنه يعرف اللايدي دافنبورت , ويعرف جسامة الكارثة.
ووصلوا الى المدينة أخيرا , فساعد باربرا على الترجل , أما سمانتا , فسبقته الى الخروج , وأندفعت بسرعة الى داخل المبنى.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-04-11, 07:02 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Musicus

 

أنتظر طبيب اللايدي دافنبورت وصول الثلاثة , وكان رجلا نشيطا صغير الجسم , في أواخر العقد السادس من عمره , طويل الشاربين , وبدا شديد الأضطراب بينما يذرع الشقة بعصبية , أكتفت سمانتا بنظرة واحدة الى محياه حتى تتأكد من صحة مخاوفها , فتجمدت في مكانها , بينما أغلق باتريك الباب ونظروا جميعا الى الطبيب الذي تحدث بنبرة حزينة:
" يؤسفني أن أبلغكم وفاة اللايدي دافنبورت قبل نصف ساعة".
منتديات ليلاس
وأسرعت باربرا بأتجاه غرفة نوم والدتها , حيث خرّت على ركبتيها بجانب السرير تنتحب بحدة , وخرجت أيميلي من الغرفة بعد لحظات, وأغلقت الباب خلفها بعدم أكتراث , بدا على وجهها الشحوب وكأنها كانت هي أيضا تبكي , لكنها كانت الآن هادئة ورابطة الجأش , وفرك الطبيب ذقنه متأسفا , ثم حوّل نظره الى باتريك , وقال ببطء:
" لم يكن بوسعي أن أفعل الكثير لها , لقد بدأ قلبها يضعف منذ سنوات عديدة , وحين أبلغتني قبل أسبوعين بحضورها الى لندن , نصحتها ألا ترهق نفسها , لقد كانت سيدة عجوزا , ولم يطل الأمر كثيرا....".
وتحول الطبيب ببصره الى أيميلي:
" هلا تفضلت بأبلاغ الآنسة هارييت بأنني سأحضر صباحا لأعداد شهادة الوفاة , والتدقيق في التفاصيل ؟ فليس هنا شيء آخر يمكن فعله الليلة".
وتقدمت منه أيميلي قائلة:
" أجل يا سيدي , شكرا لك على كل ما فعلته".
وأبتسم الطبيب بشيء من الحزن:
" أشكرك , لقد كنت في شجاعتك وقوتك أشبه بالأبطال".
ولما غادر الطبيب , أستدار باتريك وهو غارق في التفكير نحو سمانتا التي ظلت متسمرة في مكانها منذ دخلت الشقة , وكأنها غرست في الأرض , وبدا عليها الذهول , ولما خاطبها باتريك , تطلعت اليه بعينين خضراوين حزينتين , فأقترب منها وهو يتمتم دون أن يكترث لوجود أيميلي خلفهما:
" سمانتا! سمانتا , أرجوك".
فقالت سمانتا وهي تهز رأسها :
" لقد توفيت , آه يا باتريك , لماذا يموت كل الذين أحبهم؟".
رد باتريك عليها بقسوة:
" كفي عن هذا الهراء , فجدتك سيدة عجوز , وعجوز جدا , ولا شك أنك سمعت ما قاله الطبيب , وكان من المحتمل أن يحدث ذلك في أي وقت من الأوقات , ومن البديهي أن يكون فرحها بوصولك قد أثر عليها , ألا أنها حققت أمنيتها برؤيتك وأحضارك الى هنا , وهذا كاف بحد ذاته".
وألتمعت عيناه حنوا:
" عليك أن تصدّقي ذلك يا سمانتا لأنه الحقيقة".
فأطلقت سمانتا تنهيدة حارة:
" أنا واثقة من أنك على صواب , ولكن , هذا ليس عدلا , الحقيقة أن الفرصة لم تتح لها , لقد كنا على أهبة التوجه الى دافن... غدا... بل اليوم ! والآن , أنتهى كل شيء".
" ما الذي أنتهى؟".
" هذه القصة بكاملها, هذا القناع , لن أبقى هنا بعد الآن , ومع باربرا ".
وألتمعت الصلابة في عيني باتريك:
" آه! لكنك ستبقين يا سمانتا لأنك تنتمين الى هذه الأسرة , ولن يمكنك الهروب".
" الهروب ؟ ممن؟ أن باربرا لا تريدني هنا".
فعلق باتريك بجفاء:
" لن أصدق هذا الكلام , فأنا أتصور أن ليس أمامها أي خيار وأن غادرت الآن... كلا , أظن أنه من الواجب أن تبقي".
" وماذاأذا لم أرغب في ذلك؟".
" لا شك أن باربرا ستجد طريقة لأجبارك , لا تخشي شيئا".
عندئذ خرجت باربرا من غرفة والدتها وقد جففت دموعها وأمتقع لونها بشكل مؤثر , وهتفت:
" آه يا باتريك! أرجو المعذرة , لقد نسيت نفسي كليا , وأنت يا سمانتا! أيتها الحبيبة! هل يمكننا أن نتحمل المأساة معا؟".
منتديات ليلاس
لم تتحمل سمانتا ذلك , بل شعرت برغبة في التقيؤ , ونقلت نظرها بينهما ,ثم أطلقت صرخة مكتومة , وأندفعت عبر الردهة بأتجاه غرفتها , هزت باربرا كتفيها , وتطلعت الى باتريك وكأنها مرتبكة , وتنهدت صارخة:
" ما أشقاني! أن الفتاة ساخطة , وأن الأمور ستتعقد".
" ولماذا تتعقد؟".
" أشعر أن سمانتا ليست طفلة سهلة الأنقياد".
" طفلة ؟ أنها ليست طفلة".
ضاقت عينا باربرا فيما خاطبته بأستفزاز:
" أنها لم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها".
تجاهل باتريك معرفته بالسر فلا الزمان ولا المكان يسمحان بأثارة هذا الموضوع , وقال:
" عليّ أن أذهب, وسأرجع صباحا لأرى أذا كان بأمكاني مساعدتك في شيء , وفي أي حال , فأن الطبيب وعد بأن يرجع في الصباح ليرتب الأمور ويدقق التفاصيل ,وأظن أن الصحف ستنشر القصة عندئذ".
نظرت اليه باربرا متألمة:
" أحتمال أكيد , حسنا يا باتريك , أنني أشكرك كثيرا".
ثم أستأنفت حديثها بشيء من البرودة:
" يبدو أنني أذكرك بالواقع في كل مرة ألتقيك هذه الأيام".
فأبتسم باتريك لها متندرا:
" أنك تفعلين , أذن! لا بد أن يكوني طموحي أعظم من ذلك".
" والآن , تصبحين على خير يا باربرا".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, آن ميثر, masquerade, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, سقوط الأقنعة, عبير, عبير القديمة, قصص
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:11 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية