لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-04-11, 02:47 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وتجاوزا عتبة ردهة الأستقبال ليجدا رجلين جالسين على مقعدين متقابلين يدخنان ويشربان القهوة المرّة التي غلتها لهما ماتيلد , وكان الزائرين الجالسان يكبران الشابين الداخلين سنا , أذ كان أصغرهما يناهز الخمسين من العمر , ولما دخلت سمانتا , وقفا بأحترام , ثم تقدم أكبرهما سنا محييا , وسألها بلغة أنكليزية تغلب عليها اللكنة الأيطالية:
" هل أنت الآنسة كنغزلي؟".
" أجل , أنا هي".
صافحت الزائرين الوقورين وقد خالتهما شريكين لوالدها , خصوصا وأنهما قدما من ميلانو , ولعلهما قدما لأمر يتعلق بالمعرض , ثم أستأنف الرجل حديثه مبتسما:
" أسمي آرتورو سيوني , وهذا شقيقي جيوفاني , أننا محاميا والدك".
وهنا تردد قليلا:
" هل تتكلمين الأيطالية يا آنسة كنغزلي؟".
أبتسمت سمانتا وخفضت رأسها :
" أستطيع التحدث بلغتك أذا كان هذا أسهل".
فتحول الرجل الى الأيطالية :
" حسنا , تسلّمنا جوابا من جدتك , ونأمل أن تكوني قد تلقيت خطابا مشابها......هل هذا صحيح؟".
أطرقت سمانتا:
" هذا ما حدث بالضبط , ولكن , علي الأقرار بأنني لم أكن أعلم أن لي أقارب , فأبي لم يخبرني شيئا عن هذا الأمر".
" أعلم هذا , أما الآن , فقد طلبت الينا جدتك ترتيب سفرك الى أنكلترا , فهل أوضحت لك ذلك في رسالتها؟".
" أجل , ألا أنني لم أتغلب على صدمتي الأولية بعد".
فعلّق الرجل الأصغر سنا متكلما للمرة الأولى:
" هذا مفهوم , ولقد نصحت والدتك دوما بأن يطلعك على الحقيقة أحتياطا لمثل هذا الحادث المؤسف , لكنني أحسبه وجد صعوبة في أعلامك بالحقيقة التي عشت طويلا دون أن تعرفيها , ولعله خاف بعض الشيء".
" خاف؟".
" أجل , كنت أنت المبرر الوحيد لأستمراره في الحياة , ولو عرفت أن لك أما في أنكلترا , لكنت أصررت على العودة الى وطنك ومقابلة والدنك , ولعله خشي أن تفضلي طريقتها في العيش والحياة على طريقته".
" آه! كيف يعه أن يفكر بهذه الطريقة؟ كان يعرف أنني مفتونة بالعيش هنا وأنني لم أكن لأتركه وحده".
وأحست سمانتا بأضطراب شديد , , فتوسل اليها الزائر بأن تهدىء روعها:
" أرجوك ألا تزعجي نفسك , فقد مات والدك سعيدا لأنه لم يخبرك بالواقع , وأستطاع أن يكيّف حياتك وفقا لمفهومه , ولا أظنه كان يطمح الى أكثر من ذلك".
" هذا واضح".
لم تثق سمانتا بما قاله , وتكلم آرتورو سبوتي بلهجة تنزع الى الجدية :
" والآن , دعينا نتناول التفاصيل , أن جدتك تريد أن تسافري من ميلانو الى لندن في أقرب وقت ممكن , وبالأمكان تصفية أعمالك هنا بسهولة طبعا , أما الفيللا , فكبيرة , ولا يمكنك أستئجارها بمفردك , وينبغي أن تكوني قد قررت بعض الأمور المتعلقة بمستقبلك".

فهمست سمانتا بشيء من الحياء وقد أحتلت أحد المقاعد فيما أمتقع لونها:
" ليس هذا صحيحا بالضرورة".
وتملكها فجأة شعور بضخامة الأمور التي يتوجب عليها أداؤها وأنتابها الوهن , فتأملها آرتورو بقلق وصاح:
" أعذريني , فلا بد أنها كانت صدمة عنيفة لك , ولقد حاولت بحماقتي المعهودة أن أستعجل قرارك لأن جدتك أوحت لنا في رسالتها بضرورة الأسراع في العمل , مما دفعنا الى وضع تصوّرها في حيّز التنفيذ".
وتشنجت سمانتا وهي تفكر بالفجوة التي قامت بين والديها , وتوصلت بنتيجة معرفتها لحساسية جون ورهافة حسه الى التكهن بأن والدتها قد آذته أشد الأذى حتى حزم أمتعته وهجر بلاده , وقالت آخر الأمر :
" أجل , لقد فهمت , و.... ولعله أفترض بأنني سأذهب الى أنكلترا عند وفاته مع أنه لم يرجع بنفسه".
فعلّق جيوفاني:
" الزمان كفيل بتغيير أمور كثيرة , أما الظروف , فتتغير هي أيضا , وبصورة أكبر , كان والدك يعرف أن ما يشكل قاسما مشتركا بينكما لن يدوم الى الأبد , وينبغي بالتالي أن تعرفي الحقيقة وتقرري بنفسك الطريق الذي تختارين , ماذا يمكنك أن تفعلي؟ هل تفكرين بوظيفة معينة؟".
فأوضح بنيتو بحدة:
" أننا مخطوبان , أليست الخطوبة بحد ذاتها وظيفة؟ أم أنك تعتبر مستقبلها غير مضمون بين يدي؟ ولماذا يؤمن لها شخص غريب ما أستطيع توفيره أنا ؟ وبعد...".
تنهدت سمانتا وهي تخاطب بنيتو:
" بنيتو! لسنا مخطوبين , كلا , لم نخطب بعد , أرجوك! أنني بحاجة للتفكير".
فهز آرتورو كتفيه :
" أذا شئت البقاء في هذه البلاد يا آنسة , فسنعلم جدتك بالأمر , فلا حاجة بك للأتصال بها أو الكتابة اليها أذا لم تكن لديك الرغبة وقرارك الآن في يديك أذ يسمح لك سنك بأختيار الطريق الأنسب".
مررت سمانتا لسانها على شفتها العليا قائلة:
" أشعر بالفضول طبعا , فهل تدريان سبب أنفصال والدايّ؟".
رد جيوفاني :
" أنهما مطلقان , هذا كل ما نعرفه , لقد أئتمننا والدك على سره , ثم أننا لا نعلم القصة بكاملها , لذلك من واجبك أن تكتشفيها بنفسك".
" حسنا فهمت".
أنهت سمانتا شرابها , ووضعت الكوب على المنضدة لتتأمل بنيتو المكفهر الغاضب.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 22-04-11, 02:48 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ثم حنت رأسها قليلا , ولوت أصابعها قائلة:
" لقد حان وقت الغداء , فهلا تفضلتما أيها السيدان بتناول الغداء معنا؟".
فأبتسم لها جيوفاني:
" هذا لطف كبير منك يا آنستي , أننا ممتنان لدعوتك".
طمأنتهما سمانتا:
" سأعطيكما جوابي المنتظر بعد الغداء".
كانت ماتيلد تعمل في المطبخ عندما خرجت سمانتا للبحث عنها , وقد تركت بنيتو مع ضيفيها , وجلست على اللوح الذي عملت ماتيلد عليه , وأخذت تشرح لها بتأن كل ما حدث , فلم تقاطعها السيدة العجوز , وعرفت سمانتا أنها ستفتقدها كثيرا أن هي قررت السفر.
وبينما غسلت ماتيلد الخضار وأعدت السلطة , تأملت سمانتا بحيرة , ثم سألتها:
" هل ستذهبين الى أنكلترا؟".
حملت كلماتها معنى القرار , فبدا الأستغراب على وجه سمانتا:
" هل تظنين أن عليّ الذهاب؟".
أكتفت ماتيلد بهز كتفيها:
" لست أدري يا سمانتا , لكنني أعلم أمرا واحدا , وهو أنه أذا لم تذهبي , فأنك ستتساءلين طوال عمرك عما أذا كان يجب أن تذهبي أم لا, ما هو مبرر وجودك هنا ؟ الزواج من بنيتو الشاب؟ من يدري ماذا يحل بكما بعد خمس سنوات من الزواج ؟ لعلك لن تقتنعي بحياتك كما كنت تحلمين , ولن يكون لك مهرب ساعتئذ لأن عقيدتنا لا تسمح بالطلاق , تأكدي من حقيقة مشاعرك قبل ألتزامك بهذا الرباط".
" آه يا ماتيلد! أنك تصورين لي أمرا مخيفا".
" أليست أقوالي صحيحة؟ ألا تعتبرين الرتابة , وأنت في ميعة الشباب والعالم لا يتسع لأحلامك أمرا مخيفا وموحشا؟ هل ترضين فعلا بأنجاب عدد من الأطفال ورعايتهم ؟ بنيتو أفضل شاب في القرية , لكن بنيتو أيطالي , أما أنت , فلا , وأرجو أن تذكري ذلك دوما , فأنت لا زلت أنكليزية بالرغم من كل ما فعلته في الماضي وبالرغم من طلاقتك في تكلّم الأيطالية , أنني آسفة أذا كنت كمن يقلل من شأن ما عملته , غير أنك تعرفين أنني على صواب , لقد قرر عقلك قراره النهائي , أما قلبك , فلا يزال مترددا ومتقلبا , تريدين الحصول على أفضل ما في الحضارتين والعالمين , كما ترغبين بأختبار الزواج لفترة , غير أن الزواج ليس مؤقتا أو لغرض الأختبار , أنما الزواج أئتمان الحبيب على ذاتك مدى العمر , وأرجو أن تحفظي ذلك جيدا على الدوام , أنّى ذهبت وأيا من الرجال تزوجت".
منتديات ليلاس
وجّهت سمانتا ألتفاتة حنو نحو ماتيلد:
" أنك مصيبة يا ماتيلد كعادتك , ولكن , ماذا عنك؟ ماذا ستفعلين؟".
علت وجه ماتيلد أبتسامة هادئة:
"لقد تقدمت كثيرا في السن حتى أصبحت لا أكترث بأمكان الأستغناء عن عملي , وشقيقتي المقيمة في رافنا ستسعد بصحبتي , لا تخشي شيئا علي لأنني لن أجوع مع شقيقتي الميسورة الحال , أهتمي بنفسك فقط , أذهبي وأحصلي على ما تشائين دون أن ترضي بما هو دون مستواك قيمة , وعاملي الجميع على أنهم أنداد , فهكذا لن تخطئي كثيرا".
وافقتها سمانتا على رأيها مبتسمة :
" حسنا , سأخبر الأخوين سبوتي بالأمر , وأنني أشكرك على نصيحتك , ولا شك أنني سأفتقدك كثيرا".
" أذا حدث أن عدت , فزورينا في منزل شقيقتي في رافنا , لا تضطربي بل كوني صادقة وقوية لكي يتحقق لك النجاح في حياتك , فقوة الأرادة ووضوح الهدف يحلان معظم المشاكل في الحياة , لا تتصرفي كالأولاد , فأنت شابة , أنما تصرفي كما يليق بفتاة من عمرك , وحافظي على أستقلالك في التفكير ".
كان بنيتو يجلس مكتئبا على الشرفة عندما خرجت سمانتا اليه لتبلغه أن اغداء جاهز , فألقى عليها نظرة حزينة جعلتها تحس بالذنب لأنها سببت له هذا الأنقباض , ثم سألها مهتما:
" أنك ستسافرين أليس كذلك ؟".
هزت سمانتا كتفيها :
" علي أن أذهب يا بنيتو ".
" لا أفهمك يا سمانتا علما بأنني كنت أعتبر نفسي قادرا على فهمك , غير أنني أكتشفت خطأي".
فبسطت سمانتا يديها بيأس :
" هل تريدني أن أتزوجك , ثم أقضي بقية عمري أتساءل أذا كنت فعلت ما هو صالح لي؟".
" بالطبع , كلا , أن الشك لم يساورنا قبل وصول الرسالة صباح اليوم".
" لم يكن هناك أختيار آخر , وأرجو أن تفهمني يا بنيتو , فأنا لم أترك هذه البلاد منذ كنت في الرابعة من عمري".
" وأنا عشت هنا طوال حياتي".
" لكنك أيطالي".
" وستصبحين أنت أيطالية مثلي عندما نتزوج".
" أسميا فقط يا بنيتو , فأنا أنكليزية".
" لم أكن أعرف أن هذا يزعجك من قبل".
" آه , يا بنيتو! حاول أن تفهمني , أنني أفكر بك كثيرا , وأذا تسنى لي السفر سيصبح بأمكاني رؤية الأشياء بمنظار صحيح , فأذا كنت أحبك سأرجع اليك , وأنت تعلم ذلك , أما أذا كنت تحبني , فعليك أن تعلم أن الحب لا يموت بمجرد أبتعاد الحبيبين عن بعضهما".
منتديات ليلاس
علا التجهم سيماء بنيتو بعد أن عرف أنها محقة في أقوالها , ألا أنه ظل على خوفه من تأثير البعاد عليهما , خصوصا وأنه لم يكن يثق بحبها له كما يثق بحبه هو... مع أنه لاحظ رغبتها الصادقة في عدم أيذائه , ثم خاطبها ببرودة:
" أذا كنت مصممة على السفر , فليس بوسعي أن أمنعك من تحقيق هدفك".
فأجابته بحزن:
" بل بأمكانك ذلك , فأنت قادر على أن تأمرني بالبقاء هنا , وحينئذ لن يكون بوسعي الأعتراض على مشيئتك".
فهز بنيتو رأسه متنهدا:
" صدقت لكنني لن أجعلك تقفين هذا الموقف الحرج , فأنت أمرأة حرة يا سمانتا , ولكن , أرجوك عودي الي".
فأحمرت سمانتا خجلا وحياء:
" عندما تنظر ألي نظرتك هذه يا بنيتو , أتمنى لو أنني لم أر الرسالة قط".
ردّ عليها متأوها:
" وأنا كذلك , أما الآن , فينبغي أن تعطي جوابك للأخوين سبوني".
أجابت سمانتا:
" أجل , وسوف أعلم عما قريب لماذا تصرفت أمي على هذا النحو , وأنني آمل ألا تكون قاسية ومخيفة كما يخيّل الي".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 22-04-11, 02:50 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

2- حب في الطائرة


أجتاز باتريك مالوري مدرج مطار ميلانو المعبّد تعبيدا متقنا, وجثمت أمامه الطائرة البراقة التي ستقله الى لندن , والحياة الصاخبة التي أبتعد عنها للأستمتاع بفترة هدوء قصيرة , ولطالما شعر بالأسى وقت مغادرته أطاليا بعد قضاء مدة فيها , فهنا موطن أمه التي قضى في صحبتها أربعة أسابيع في فيلتهما الواقعة على ضفاف بحيرة كومو حيث أستحم في أشعة الشمس وتمتع بأسترخاء تام , أما حياته في لندن , فمحمومة بالعمل ومرهقة للأعصاب أحيانا , وقد كانت أجازته متعة فعلية , ولم يحس قط أنه كان في حال أحسن من حاله الآن وقد أسمرّ جلده وأستعاد نشاطه وأستعد لأستئناف عمله وتحمل مسؤولياته في لندن.
كان باتريك في أواسط العقد الرابع من عمره , جذابا طويل القامة نحيلها , وكان شعره فاحم السواد , في حين كان يعزو سمرة بشرته الى كون أمه أيطالية , أما عيناه فكانتا تشعان ببريق غامض عندما يرتسم التهكم على تعابير وجهه , ولم تبلغ قسماته مستوى الوسامة , ألا أنه يتمتع بسحر غريب له جاذبية آسرة , وقد فطن الى الأثر الذي يتركه على أفراد الجنس اللطيف , كما كان بوسعه الأفادة من قدرته هذه بشكل يتلاءم مع أغراضه , ولم يعش ستة وثلاثين عاما دون أن يعرف العديد من النساء , لكنه وجدهن جميعا من نفس الطينة وعلى نفس النمط.
ومرر يده بسرعة فوق شعره القصير , ثم أرتقى السلم الموصل الى مدخل الطائرة مبتسما أبتسامته الدافئة , فأخجل مضيفته الشابة , ونادته الى مقعده حيث ألقى حقيبة أوراقه بجانبه , ثم مدد رجليه بأرتياح. ولما أضحى في طريق عودته فعلا , أنتقل بأفكاره الى لندن والى مشاريعه الملحّة , فهناك على سبيل المثال المسرحية الجديدة , التي قد تحتاج بعض فصولها الى أعادة كتابة.
كان جو الطائرة الحار سيبرد بعد أقلاعها , فمد باتريك يدا كسولة لفك زر قميصه الأعلى المغطى بربطة عنقه المعقودة بدقة بالغة , وهكذا لم تعد الرحلة تتطلب منه مزيدا من الجهد , بل بات بأمكانه أن يغرق في مقعده ويتمتع بالتحليق.
وتحول بأفكاره الى المرأة التي شغلت معظم أهتمامه أثناء عطلته , أنها تنتظره في لندن , وتساءل عما أذا كان الوقت قد حان ليفكر جديا بمسألة الأستقرار العائلي , فحياة العزوبية جميلة , ألا أن فكرة الأستقرار في أسرة ينشئها راقت له , وقد أعربت أمه , التي تريده أن يتزوج وينجب الأطفال , عن الرأي نفسه عندما تناقشا في أمور حياته , فهي يريده أن يعتبر بشقيقته المتزوجة منذ ما يزيد على ثمانية عشر عاما , وبأولادها الستة , صحيح أن جيني تكبره بعشر سنوات , لكن يجدر به أن ينحى بأفكاره هذا المنحى على ما يظن.
وألقى نظرة خاطفة على مباني المطار عبر نافذة الطائرة وقد أوشكت على الأقلاع , وسره عدم أصرار والدته على أصطحابه الى المطار لوداعه , فهو يكره الوداع الطويل لا سيما في الأماكن العامة.
وأسترعى أنتباهه شاب وفتاة واقفان عند البوابة الموصلة الى طائرته , وبدا الشاب مغتاظا , كما خيل الى باتريك أن الشاب أخفق في محاولته معانقة الفتاة ولما حقق هدفه أخيرا , أفلتت الفتاة منه وأندفعت على المدرج صوب الطائرة , والواضح أن الشاب كان يشيع الفتاة الى المطار حيث أنقلب وداعهما عاطفيا ولم يعد بوسعهما السيطرة على مشاعرهما.
وجد باتريك في المشهد بعض السلوى , فالفتاة أنكليزية على ما يبدو , ألا أن المرء لا يستطيع الحكم على هذه المظاهر في أيامنا الحاضرة , فربما نشأت الفتاة أثناء أجازة ونمت بسرعة تحت أشعة الشمس الحارة , أو ربما كانت أيطالية تغادر موطنها للمرة الأولى لسبب أو لآخر , وأعتبر باتريك , بسخريته المألوفة , مشاعرهما حارة للغاية , منذ متى كان الشاب يزخر بهذه المشاعر الفياضة؟ فهو , شخصيا , لا يذكر أن مثل هذا التفجر قد أنتابه مرة , ولعله كان محظوظا , أو أحد الأشخاص الذين لا تستحوذ الأحاسيس على مجمل مشاعرهم , وفي أي حال , لم تخدعه أي أمرأة , أشعل سيكارة وقد أغتبط لأنه تجاوز المرحلة التي تخدعه فيها الأزهار المبطنة بالأشواك , فأذا هو أراد الزواج.... ال ( أذا ) مشروطة الى حد بعيد ... فأنه سيتزوج لضرورات معيشية , لا لدوافع عاطفية.
ومشت الصبية بعد دقائق معدودة في الممر الممتد بين المقاعد بصحبة المضيفة , التي أجلستها على مقعد بجوار باتريك , وتطلع اليها الأخير بأهتمام ليكتشف أنها تبدو عن قرب جذابة للغاية , وأعجبه أنسدال شعرها فوق كتفيها.
ولم تنتبه سمانتا بادىء الأمر الى تفحصه لها بسبب أنهماكها في مشاعرها المتضاربة , ولاحظ أهدابها السوداء الطويلة المجعدة , وبشرتها القشدية المسمرّة عند طرف أنفها , ولم يحاك ثوبها آخر الصرعات , أما حذاؤها فكان بلا كعبين ولا يثير الأعجاب , لكنه رأى أنها ستلفت الأنظار أن هي أرتدت الملابس الملائمة , وفجأة فطنت سمانتا الى وجوده بقربها , فرمقته بنظرة خاطفة , وألتقت عينا باتريك بعينيها لحظة , فلم تزعجه تعابير وجهها الشديد الحمرة , ولفّت سير حقيبة يدها حول أصابعها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 22-04-11, 02:54 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ودبّت الحياة في محركات الطائرة بعد دقائق , وكتبت أمام الركاب ملاحظة ضوئية تذكرهم بضرورة الأقلاع عن التدخين مؤقتا وشد أحزمة الأمان حولهم.
وربط باتريك حزامه بسهولة توحي بطول مراسه , أما الفتاة فتعاملت مع حزامها بأرتباك , ولم يتمالك باتريك نفسه من سحب الحزام من بين أصابعها المتراخية وشدّه حولها بأحكام , فهمست مبتسمة وقد برزت أسنانها البيضاء.
منتديات ليلاس
أكتفى باتريك بمبادلتها الأبتسام , فيما أطفأ سيكارته , وشرعت الطائرة تتحرك ببطء وثبات الى أن أسرعت في سيرها فوق المدرج.
وتمسكت بذراع مقعدها , بينما وجد باتريك نفسه يراقبها ثانية , فأتضح له خوفها , الأمر الذي ملأه أشفاقا عليها علما بنه عادة لا يهتم بالمسافرين المضطربين , ثم خاطبها بأرتياح:
" أسترخي , لقد بدأنا نسبح في الجو , هل هذه أول مرة تطيرين فيها؟".
أطرقت , ثم أجابته:
" أجل , على ما أذكر , لكن يبدو أنني جبانة".
هز باتريك كتفيه العريضتين :
" أعتقد أن جميع الناس يجبنون أحيانا , وعملية أقلاع الطائرات مخيفة للذين لم يألفوها".
ثم ألتفت الى الأعلى وقال :
" ها أننا أنتهينا , بأمكانك الآن حلّ حزام الأمان".
" الحمد لله".
وأرخت الحزام , ثم أسترخت في مقعدها.
وحل باتريك حزامه , فيما قدم لسمانتا علبة السكائر الرقيقة المصنوعة من البلاتين والتي حفرت عليها حروف أسمه الأولى:
" هل تدخنين؟".
أخرجت سيكارة قائلة:
" أشكرك".
ثم أنحنت الى الأمام لتشعل طرف سيكارتها بواسطة ولاعته , وتراجعت الى الوراء بعد ذلك لتتأمله عن كثب.
وأشعل باتريك سيكارة لنفسه , وأخذ يتساءل بشيء من المرح عن سبب أنشغاله بهذه الفتاة الى هذا الحد , فهو نادرا ما يحدث المسافرين معه في الطائرة خوفا من أن تتحول أحاديثهم الى مجادلات عقيمة , والى ذلك , فللناس عامة مقاصد خفية من التحدث الى رجل شهير مثله , وقد أزداد حذره من الملاحظات الهامشية التي توجّه اليه , وغالبا ما كان يقرأ أو يدرس بعض جوانب من عمله أثناء طيرانه.
غير أن الفتاة لم تكن من هذا الصنف من الناس أذ لا يبدو أنها عرفته , أو أرتبطت بعالم المسرح والفنانين , وقد أكدت ملابسها القديمة الطراز هذا الرأي , وأخذ مجّة من سيكارته , ثم تفحصها بعينين ضيقتين وسألها:
"ما أسمك؟".
فردّت على الفور:
" سمانتا كنغزلي , وما أسمك أنت؟".
" آه!".
تردد باتريك خشية أن يفضح أمره , فأن كانت الفتاة لم تعرفه بعد , فأن أسمه سيدلّها عليه , لكنه قال مرغما:
" باتريك مالوري".
لا ريب أنه صدم أذ كان يتوقع ردة فعل معينة من الفتاة , فمن الواضح أن أسمه لم يعن لها شيئا , وهنا تنهّد ممتنا , لأنه أن كان لا يزوّر هويته , فهو يرتاح الى لقاء شخص لا يعلم عنه شيئا , ثم عاد يسأل الفتاة:
" هل تقصدين لندن؟".
" أجل , ولكن كنقطة أنطلاق الى مقاطعة ولتشاير , هل تبعد هذه المنطقة كثيرا عن لندن؟".
خفض باتريك رأسه وقد برز المرح على ملامحه:
" نوعا ما , لقد حسبتك أنكليزية , ومع ذلك فأنت لا تعرفين الكثير عن أنكلترا , ألا توافقين؟".
" أنني أنكليزية , وقد ولدت هناك على الأقل , لكن عشت في أيطاليا منذ كنت في الرابعة من عمري".
تجهم محيا باتريك:
" آه , فهمت , أنك لم تزوري أنكلترا منذ ذلك الوقت؟".
" كلا , أبدا , فوالدي لم يرغب في ذلك".
وصمتت سمانتا برهة , فأحس باتريك أنها تضمر أكثر مما تقول , فغالبه الفضول ولم يمنع نفسه من السؤال:
" أليس والدك مسافرا معك؟".
" كلا , فوالدي متوفّ , لقد قتل قبل شهر من اليوم".
" أنني آسف".
منتديات ليلاس
وتأمل سيكارته لحظة , يبدو أن أسم كنغزلي يعني له شيئا , وبعد أن أخبرته أن والدها قد قتل , تذكر أين سمع هذا الأسم , فسأل ببطء:
" جون كنغزلي , هو والدك , أليس كذلك؟".
طرفت عينا سمانتا وهي تجيب:
"أجل , لماذا.... هل كنت تعرفه؟".
" ليس بالضبط , لقد ألتقيته في معرضه في ميلانو , وكان معرضا رائعا , وعليه , لا ريب أن لقاءنا تمّ قبل.......".
قاطعته سمانتا بتنهيدة:
" صحيح , أنني لا أزال أشعر ببعض الضياع و.... هل أعجبتك المنحوتات؟".
سحل باتريك سيكارته , ورد:
" كثيرا , وهكذا , فقد يتمت الآن؟".
ترددت سمانتا:
" ليس بالضبط".
وتوقفت بأرتباك , أما باتريك , فوجّه اليها نظرة متفحصة , وأتضح لديه أنها لا ترغب في التحدث عن مستقبلها القريب , فغيّر الموضوع وأنتقل بالحديث الى شؤون عامة مثل الكتب والفن والموسيقى , ولم يزعجه حديثها الخجل نوعا ما , بل أنه فرح بالعثور على فتاة لم تصقلها الحياة والتجارب كما يبدو , وفجأة سألته:
" أخبرني ماذا تعمل".
أشعل باتريك سيكارة أخرى , وفكر أنه يدخن كثيرا اليوم , ومكنته فترة الصمت القصيرة من التفكير قبل أن يجيب بأقتضاب :
" أنني أعمل كاتبا".
" وماذا تكتب؟".
هز باتريك كتفيه , ولم يرغب في التورط بحديث يتعلق بعمله , ولشد ما أرتاح أذ دنت منهما المضيفة لتسألهما عما أذا رغبا ببعض الشراب.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 22-04-11, 02:56 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فوجئت سمانتا بالترتيبات الجديدة عليها , وكان وقت الغداء قد حان , فتمنّت على المضيفة قائلة:
" أرجو أن تحضري لي بعضا من عصير البندورة".
غير أن المضيفة لم تكترث ألا لباتريك ماوري الذي عرفت هويته جيدا , وأدركت مدى تأثيره في دنيا المسرح , والى ذلك , فأن مزاياه الجسدية كانت بحد ذاتها عاملا يجذب اليه أي أمرأة , وأكرهت المضيفة على الأبتعاد عنهما بعد أن أسمعها طلبه , وهنا سألته سمانتا وهي تلتفت اليه بتمعّن وقد عضّت شفتيها:
" لماذا تصرّفت المضيفة بهذه الطريقة الغريبة؟".
أبتسم باتريك قليلا فيما أجاب بتندّر:
" بطريقة غريبة؟".
فخجلت سمانتا :
" أجل , ولا ريب أنك تفهم قصدي , فهي... حسنا....".
فتأملها باتريك عبر سحابة من دخان سيكارته:
" عندما تزداد خبرتك في الحياة , فأنك لن تطرحي مثل هذه الأسئلة على أحد".
هزّت سمانتا كتفيها:
" ألن أفعل؟".
قدّم الغداء بعد قليل , وكان وجبة شهية مع أنه طهي قبل أقلاع الطائرة , وألقت سمانتا نظرة على عالم السحاب القطني الممتد تحت الطائرة , وتعجبت لأستفظاع الناس الطيران , فلم يكن هناك شيء على الأطلاق يمكن رؤيته , ولم يختلف السفر في الطائرة عن ركوب السيارة في موطنها أو بلدتها.
بلدتها! عليها أن تتخلى عن التفكير بأن أيطاليا هي موطنها وأن بيروزيو هي قريتها , فسيصبح موطنها عما قريب في مسكن دافن في مقاطعة ولتشاير الأنكليزية , ولا مجال للرجوع عن هذا القرار.
فأن هي عادت الى أيطاليا , فسترجع لتتزوج بنيتو , ألا أنها أكتشفت أنه كلما زادت المسافة بينهما , كلما تضاءلت الروابط التي تجمعهما.
وأنتهزت فرصة فراغها من غدائها لزيارة دورة المياه المخصصة للسيدات , فغسلت يديها , وسرّحت شعرها , ولمحت الخوف في العينين اللتين أنعكستا أمامها على صفحة المرآة , فوبّخت نفسها , لماذا تخاف؟ فهي لا يمكن أن تخجل من أي شيء فعلته , بل الحقيقة أن المرأة التي ستلتقيها هي التي يجب أن تخجل.
وشدت كتفيها , فيما قفلت راجعة الى مقعدها لتجد باتريك مالوري منهمكا في قراءة بعض الأوراق التي أخرجها من حقيبته , ولم يتكرم عليها بنظرة واحدة بينما جلست بجانبه ثانية , وعادت أفكار سمانتا الى مشكلة الساعات القليلة القادمة , وشعرت أن أضطرابها يتزايد شيئا فشيئا , وأن فرجها سيتم عندما تغيب شمس اليوم.
وأنتقل بصرها مجددا الى رفيقها وكأنها مشدودة اليه , والى ملامحه الجذابة , وتحرره وسلوكه اللبق ودقة عمله ,وتوقعت أن يكون قد عرف العالم على حقيقته وأدرك جوهر الحياة ومعناها , وبدا لها شابا , فكرت أنه يناهز الثلاثين من العمر , وتسات عما أذا كان أنكليزيا , وذلك لأن أسمه أكّد أنه أنكليزي , في حين برزت ملامح أجنبية على بشرته السمراء وعينيه العسليتين , عيناه كعيني الهر , بل أن سمانتا رأت فيهما شبها بعيني النمر الذي شاهدته في سيرك جوّال , وفكرت فيما أذا كان خطرا مثله , أن من السهل التحدث اليه , ولذلك يمكنها أن تفهم أفتخار أي أمرأة وأنشراحها بما يعيرها من الأهتمام ,وقد عامل سمانتا وكأنها طالبة ثانوية أكبر سنا من رفاقها , الأمر الذي جعلها تتساءل عما أذا كانت تتصرف بهذه الطريقة , فمن المزعج أن يشعرك مثل هذا الرجل أنك غير لبق في حين كنت تعتبر نفسك شخصا بالغا وناضجا , وليس من السهل مقارنة أي من رجال القرية بباتريك مالوري.
وهو الى كل ذلك كاتب , وحاولت أن تستفسر عما يكتبه , لكنه لم يشأ التحدث عن الأمر , أما المضيفة , فمن الواضح أنها تعرفه , كما أنه شخصا توقّع أن تتعرف سمانتا عليه من خلال أسمه , وأنصرفت عن هذه الخواطر للتفكير ببنيتو الذي أصرّ على مرافقتها الى المطار وتوديعها هناك , لقد تصرف بالطريقة التي كانت تتوقعها , فبعد أن رضي وسلّم مبدئيا بالواقع , أرتم العبوس والأستياء على محياه ثانية , وأعتقدت سمانتا أن أهله هم الذين يتحملون الملامة أذ لم يتقبلوا فكرة سفرها الى أنكلترا, حتى أن والدته كشفت عن قلة ذوقها وأحساسها , وصاحت في وجه سمانتا:
" أن بنيتو يحتاج زوجة لا أمرأة تتقاذفها الأهواء كما تتقاذف الريح القصبة , فتندفع كالسهم الى أنكلترا لمجرد توهّمها أن لها هناك أقارب لم ترهم منذ سبع عشرة سنة , لذا لا تلومي بنيتو أذا تزوج بأخرى أثناء غيابك , فكثيرات من فتيات القرية على أتم الأستعداد لأنتهاز الفرصة ".
وسمعت سمانتا كلاما كثيرا من هذا القبيل , فغادرت القرية وهي تعرف أنها لن تزورها ثانية على الأرجح , وهذه الحقيقة مسؤولة بشكل رئيسي عن الخوف الذي أنتابها , فهي قطعت كل صلاتها بالماضي , وهناك عروسان شابان من بلدة رافنا يشغلان الفيللا الآن , أما ماتيلد , فقد أنتقلت الى رافنا لتعيش مع شقيقتها , وسمانتا تشعر في هذه الأثناء بأنتقالها السريع من مرحلة الى مرحلة , خصوصا وأنها لم تبق على صلات بمستقبلها في أيطاليا , ومن يدري!

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, آن ميثر, masquerade, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, سقوط الأقنعة, عبير, عبير القديمة, قصص
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:17 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية