لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-04-11, 07:05 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ولما أغلق الباب خلفه , أشعلت باربرا سيكارة بأصابع مرتجفة , وأعتراها غضب عارم , غضب مكبوت , لقد أظهرت كثيرا من اللين مع باتريك , ألا أنه لم يفطن لذلك , فلماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ وذرعت الردهة ذهابا وأيابا بغضب.
كان من واجبها أن تفعل أشياء كثيرة , والحقيقة أن مشهد باتريك وهو يقف بجانب سمانتا ناظرا اليها بعينين قلقتين تنمّان عن الرقة , قوّض مشاريعها , وسمانتا! أنه لأمر محزن , لقد ظنها أبنة ست عشرة سنة , ولو كانت كذلك , لكان هو بمثابة والدها , ألا يملك ذرة من الكبرياء؟
هل تقف مكتوفة اليدين تتفرج على الرجل الذي أخلصت له يتصرف تصرفا أحمق مع أبنتها؟ كلا , أنها لن تسمح بحدوث مثل هذا الأمر لا بد من فعل شيء ما , ماذا يمكنها أن تفعل؟
كان لا بد من دفن اللايدي دافنبورت في دافن لأنها أعربت عن رغبتها في أن ترقد في مقبرة العائلة هناك , وهكذا رأت سمانتا بيت المستقبل في أوضاع تختلف كثيرا عن تلك التي توقعتها , وأصابها الدوار منذ ليلة وفاة جدتها المشؤومة , وعاودها نفس الشعور عند غياب والدها , ومع أنها لم تعرف جدتها مدة طويلة , فأن علاقتهما كانت حميمة , والآن , لم تعد تشعر بالأمان الذي أنتزع منها فجأة ,ألا في حضور باتريك.
وأتسم سلوك باربرا أتجاه أبنتها بالبرودة والتحفظ , ولم تظهر الحنان والأنفتاح ألا أمام الصحفيين الذين حضروا لمقابلة السيدتين وأخذ الصور اللتذكارية لهما , وروعت الشهرة سمانتا التي طالما أعتبرت حادث الوفاة في أسرتها أمرا عائليا بحتا , كما أنها أشمأزت من أرتداء باربرا ثياب الحداد السوداء التي زادت شقرتها بروزا , وتأديتها دور الأبنة المهجورة المتعلقة بمسانتا طلبا للمساندة , وتكاثرت زيارات مارتن برايور , المعلّق المعروف , وكان على سمانتا أن تبتعد عن دائرة الضوء قدر المستطاع , فيما حاول برايور جهده أن يدخلها في كل مقال يكتبه أذ أذهلته رباطة جأشها التي لا تظهر في أولاد بعمرها , وتساءلت سمانتا , وقد فطنت الى الأمر , متى سيزور برايور دائرة تسجيل الولادات كما فعل باتريك , ثم يرجع ليواجه باربرا بالحقائق المجرّدة؟ وخشيت أن تفكر بما يحدث لو علمت باربرا أن باتريك يعرف الحقيقة.
وصلت سمانتا الى مسكن دافن في سيارة الرولز رويس بصحبة بارنز قبل الدفن بيوك كامل , اما باربرا , فكانت قد سبقتها الى المكان للقيام بالترتيبات اللازمة , ولذلك لم يكن بأمكانها أن ترى أبنتها كثيرا.
وبعد تناولها العشاء بمفردها , آوت الى سرير عريض كاد يتسع لعشرة أشخاص معها , ووجدت سمانتا صعوبة مضاعفة في الخلود الى النوم لأن الفراش الوثير المحشو بالريش وفر لها دفئا شديدا لم تألفه, وأستيقظت مع خيوط الفجر الأولى قبل صياح الديك , وأزاحت الستائر حتى تسمح للضوء الناعم بالتسرب من الخارج , ثم تأملت مشهدا طبيعيا وادعا أعاد الهدوء الى أفكارها المضطربة , وأمكن لسمانتا أن تلمح بين المروج الخضراء روضة أزهار أحيطت بسياج عال , كما شاهدت بركة صغيرة , فتساءلت أذا كانت أسماك الذهب الصغيرة تستطيع ة , وقضت هذا الصباح مزهوة بأستطلاع الأراضي المحيطة بالمنزل , فوجدت أصطبلات للخيول كما قالت جدتها , وأفرحها جوادان لامساها بأنفيهما طلبا للسكر , وقدم لها سائس الخيل العجوز بعض السكر لتطعمهما , وكان هناك بغل صغير بني اللون لحق بسمانتا , وتأكدت من محبتها له , ولما أخبرها صاحب الأصطبلات أنه لم يطلق عليه أسما بعد , أمضت بضع دقائق تختار له أسما بقصد السلوى.
كانت مراسم الدفن ستتم عند الساعة الحادية عشرة , ولما عادت سمانتا لتناول فطورها , وجدت باربرا ترشف بعض القهوة المرة وهي تدخن,ولشد ما سرت حين حان الوقت للأستعداد , وأيقظ أرتداء ملابس الحداد فيها العزم على ألا تبكي علنا.
حضر باتريك من لندن بعد العاشرة بقليل , ولا شك أنه نهض أبكر بكثير من عادته , وبدا متأنقا في بزته الصباحية القاتمة وربطة عنقه السوداء , وكاد قلب سمانتا يضيع من صدرها أذ رأته , لقد أضحى حبيبا بالنسبة اليها , وحبيبا جدا , وأحست أنها وحيدة في العالم مرة أخرى , خصوصا وأنه لم يكن بمقدورها الأعتماد على باربرا , التي أوضحت لها بجلاء في الأيام القليلة الماضية , أن دوافعها لأدخالها دائرة الضوء معها بدأت تتلاشى بسرعة , وأنها كلما أسرعت في العودة الى حيث جاءت, كلما فرحت بها وأحبتها , وكلمها باتريك بعطف:
" مرحبا , هل أنت بخير؟".
فحدقت فيه وقد ضاقت نفسها , ثم همست:
" أنني... أنني بخير الآن".
" أين أمك؟".
" أحسب أنها في قاعة الجلوس مع متعهّدي الطعام الذين يعدون الغداء....".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-04-11, 07:07 PM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أطرق باتريك , ثم سألها:
" وماذا ستفعلين بعد ذلك؟".
حنت سمانتا رأسها لتخفي أرتباكها:
" لست أدري".
ودنا باتريك منها ثانية وهمس في أذنها:
" ألا تدرين؟ ألا تريدين أن تعودي معي الى لندن؟".
رفعت بصرها اليه , وقد بان الذهول في عينيها , عندئذ خرجت باربرا من قاعة الجلوس الى البهو وقد أرتدت ملابسها السوداء , وأبتعدت سمانتا عن باتريك فورا , فلم يتح لها مجال الرد على أسئلته , أما باربرا فدنت منه هاتفة:
" حبيي , ها أنت قد حضرت , وأحسبني قد سمعت صوت السيارة منذ دقائق".
" صحيح يا باربرا , كنت أتحدث الى سمانتا ... هل كل شيء على ما يرام؟".
ثم سارا معا يتحدثان , فيما حاولت سمانتا أستجماع أفكارها , ماذا قصد باتريك بجملته الأخيرة ؟ وماذا عنى؟
منتديات ليلاس
وتملكتها حيرة مطلقة لأن لقاءها الأخير بباتريك أكد لها أمرا واحدا , هو أنشداده اليها , لكنها لم تستطع أن تقرر أذا كان ذلك الأنشداد مؤقتا أو دائما , ولعله يستمتع بمداعبة الزهرة المنسية في الحديقة , لكنه عند أتخاذ القرار , لا بد أن يختار الزهرة الأنضر , والتي أشتد عليها الأقبال , ويهمل أبنة صديقته القديمة الجاهلة والساذجة , والأعجاب لا يمكن أن يسمى حبا , أذن , لماذا دعاها لمرافقته الى لندن؟
وأصابتها الرجفة لأن ما خطر لها لا يمكن تجاهله , هل قصد أن تغادر دافن معه؟ وأنطوت على نفسها برهة فيما أغمضت عينيها , وطرح عليها عقلها أسئلة كثيرة , أليس من الممتع أن يتمنى الحصول عليها بهذه الطريقة , لأشباع رغباته ولأختيار نشوة التملك ولو لفترة قصيرة ؟ أوليس الحصول على كسرة خبز أفضل من عدم الحصول على شيء ؟ أيام معدودة في الفردوس.
" أرجو المعذرة , ألست أنت الآنسة كنغزلي؟".
فتحت سمانتا عينيها وقد أحمرت خجلا وأحست بحماقتها , وكأن أفكارها قد كتبت على صفحة وجهها بحيث يقرأها الجميع , ووقف أمامها رجل متقدم في السن يرتدي بزة صباحية فاتحة , وكان رأسه أعلى من مستوى ذقنها بقليل , فأجابته بأرتباك:
" أجل , أنني سمانتا كنغزلي".
" ظننت ذلك , أنني آسف أذ قطعت عليك تفكيرك وأحلامك".
تعاظمت حمرة سمانتا وخجلها كثيرا وقالت:
" أرجوك.......".
فأبتسم الرجل لها:
" لا .... لا تعتذري يا عزيزتي ... علي أن أقدم لك نفسي , أسمي يولام , جوزيف يولام محامي جدتك ومستشارها القانوني".
فبادرته سمانتا الأبتسام فيما تضاءلت حمرتها:
" آه , أجل , كيف حالك يا سيدي ؟ هل تبحث عن والدتي؟".
" ليس بالضرورة , لقد تمنيت أن أتحدث معك حتى تتسنى لي معرفتك على نحو أفضل , ولا يزال أمامنا متسع من الوقت حتى نتجه الى الكنيسة , لقد حضرت جدتك الى مكتبي بينما كنت في اندن وأخبرتني الكثير عنك".
خفضت سمانتا رأسها:
" كم تمنيت لو أنني عرفتها مدة أطول".
" حسنا , أنا متأكد أنها تمنّت ذلك أيضا يا عزيزتي".
ودخلا غرفة الجلوس الصباحية معا حيث غطيت قطع الأثاث بشراشف بيضاء كما في معظم الغرف , غير أن سمانتا رفعت الشراشف عن مقعدين , ثم دعت ضيفها الى الجلوس , ولما أرتاحا , سألها السيد يولام:
" أخبريني , هل لديك أي خطط بشأن مستقبلك؟".
منتديات ليلاس
تنهدت سمانتا:
" الحقيقة , كلا , فأنا...حسنا... أنني لا أريد التعدّي على حياة والدتي الخاصة , فهي سيدة كثيرة... المشاغل".
" باربرا كانت دائما.... كثيرة المشاغل".
وتردد السيد يولام قبل أن ينطق بكلماته الأخيرة , ثم أضاف:
" علمت أنها ستبدأ بعرض مسرحية في شهر كانون الأول ( يناير) المقبل".
" أجل , وأنني أعتقد أن السيد مالوري , باتريك مالوري , هو الذي كتب المسرحية الجديدة".
" باتريك مالوري! ألتقيت هذا الرجل من قبل , هل هو هنا اليوم؟".
" أجل , والحقيقة أنه يجلس مع أمي الآن".
وسعل السيد يولام بشكل مرتبك:
" هل يحتمل أن تتزوج والدتك ثانية؟".
بلعت سمانتا ريقها بصعوبة:
" تفضل أن تتزوج بالسيد مالوري طبعا؟".
" حسنا , أذكر أن جدتك تصورت الأمر معقولا".
هزت سمانتا كتفيها النحيلتين:
" أجل , لكي لا أستطيع الجزم بأي شيء , لأن باربرا لم تحدثني عنه".
" وأذا تزوجا , هل ترغبين في الأقامة معهما؟".
" آه ! كلا!".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-04-11, 07:10 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ظهرت الحدة على سمانتا , هل تقيم مع باتريك ووالدتها! وهي تعرف أنهما زوج وزجة ! أن ذلك مؤلم وخطر ! وأطرق السيد يولام وربت على ركبتها:
" هذا ممتع , لا تقلقي يا عزيزتي , فأنني واثق أن لا داع لخوفك".
" خوفي؟".
رد عليها السيد يولام ببساطة:
" أنه ضرب من المبالغة".
ثم نظر الى ساعته:
" أحسب أن علينا الأنضمام الى الآخرين لأن الموعد أقترب".
وحضر الى جانب باربرا وباتريك وسمانتا والسيد يولام عدد من أصدقاء اللايدي دافنبورت القدامى الذين سكنوا في الحي نفسه , ورافقت أيميلي , خادمة اللايدي دافنبورت ومرافقتها , السيد يولام وباتريك في سيارة الأخير , في حين أحضرت سيارات عديدة لنقل باقي الحاضرين .
لم تسمح لنفسها بالبكاء علنا , بينما لم تنقطع باربرا عن البكاء تقريبا , وغالبا ما وجدت باتريك بجانبها , فكان لها غزاء ومواساة , وبعد تأدية مراسم الدفن القصيرة , ووري رفات اللايدي دافنبورت في مدافن العائلة.
ولما كان وكيل أعمال باربرا , تشارلز باريت , قد حضر من لندن , فقد أرجعها في سيارته الى المنزل , لذلك قبلت سمانتا دعوة باتريك لها بأستعمال سيارته في طريق العودة , وراقبها باتريك وهي تستقل السيارة بعينين دافئتين ملؤهما الحنو , ألا أن سمانتا أجبرت نفسها على عدم لمس أو طلب مساعدته وحمايته , ولم تتطلع اليه بعد ذلك , بل أجبرت نفسها على التحديق خارج النافذة , ولما أدار باتريك السيارة وعاد بها صوب البيت قال:
" تعلمين أنك في مأمن معي".
قلبت سمانتا قفازيها الموضوعين في حضنها هاتفة:
" في مأمن؟ أنني لا أفهم قصدك".
" ألا تفهمين؟ حسنا يا عزيزتي , أنك تتصرفين معي وكأنني وغد ينوي أنتهاكك".
" لا تكن فظا في كلامك".
" هذه ليست فظاظة , بل الحقيقة , ماذا ظننت أنني قصدت من محادثتنا القصيرة في البهو؟".
" أنني لا... لا أستطيع أن أفهم شيئا ".
فعلّق بفظاظة:
" أذا صحّ حكمي على تعابير وجهك , أستطيع القول أنك توقعت أمورا كثيرة , يا ألهي ! قولي لي يا سمانتا , ماذا تعتبرينني؟".
أطبقت سمانتا شفتيها لحظة , ثم قالت :
" لا... لا أظن أن رأيي مهم , لكنني أود أن أعرف, ماذا قصدت من دعوتك لي بأصطحابك الى لندن؟".
قبض باتريك على مقود السيارة بأصابع متشنجة:
" هل تسألينني ذلك؟".
" ولماذا لا أسألك؟ كيف يمكنني أن أعرف ماذا يدور في رأسك؟".
وبدا باتريك مغتاظا الى أقصى الحدود , فيما أحست سمانتا برعشة , وأوقف السيارة أمام باب المنزل الأمامي , ثم تطلع اليها بعينين يتطاير منهما الشرر , وقال ببرودة:
" تفضلي بالخروج".
أطاعت سمانتا أمره , وألقت عليه نظرة أخرى فيما ظل قابعا في مقعده , وسارت بأتجاه الباب برجلين مرتجفتين , ماذا فعلت الآن؟ وأين ستنتهي اللعبة؟

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-04-11, 07:12 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

7- الشجار الأخير


بعد الغداء , طلب السيد يولام من باربرا وسمانتا وأيميلي مرافقته الى المكتبة , ولما كانت سمانتا لا تعرف أن وصية الميت تقرأ بعد دفنه عادة , أستفسرت عن سبب دعوتها , والحقيقة أنها لم تستطع أن تفهم السر الذي سيطلعها عليه السيد يولام ,والذي لم يستطع البوح به في محادثتهما الصباحية , وكلمها الآن بصورة جدية:
" أنك أنت وأمك وأيميلي المستفيدون الثلاثة من وصية جدتك , ألم تحضري قراءة وصية قبل اليوم؟".
فهزت سمانتا رأسها سلبا , وأضاف السيد يولام:
" هيا بنا أذن , حتى لا نضيع مزيدا من الوقت".
أتسمت مقدمة الوصية بالقصر والوضوح , وورد أسم أيميلي أولا , فأوصي لها بمبلغ ألف جنيه علاوة على دخل سنوي مقداره خمسمئة جنيه الى حين وفاتها , حتى تصبح مستقلة كما جاء في وصية اللايدي دافنبورت حرفيا , ولشد ما أبتهجت أيميلي وأخذت تنقب في حقيبة يدها عن منديل تمسح به دموع التأثر , في حين أبتسمت لها سامنتا , أما باربرا , فلم تعط أي دليل على شعورها بأستثناء نظرة أستعلاء سدّدتها الى أيميلي.
منتديات ليلاس
وكم كانت دهشة باربارا عظيمة أذ جاء أسمها ثانية على قائمة الورثة , فأنحنت الى الأمام وضاقت عيناها , وتساءلت سمانتا عن رأي السيد يولام , في فضول أمها المتزايد , : " الى أبنتي باربرا , التي أورثتها الكثير , أوصي بميراث مقداره عشرة آلاف جنيه وظف معظمها في شراء الأسهم.....".
وأطلقت سمانتا صيحة مخنوقة , فيما أستطرد السيد يولام يقرأ :
" ... ولها جواهر الأسرة التي تدرّ عليها مبالغ ضخمة أن هي أحتاجت أن تبيع أيا منها , وأستثني من تلك الجواهر فقط لآلىء والدتي أذ ينبغي أن تقدم الى سمانتا في يوم عرسها ".
نهضت باربرا من مقعدها , وحدقت في المحامي بذهول فيما صاحت في وجهه ساخطة:
" هل هذا كل شيء؟".
تفرس السيد يولام بالوصية ثم قال:
" أعتقد ذلك , أجل يا آنسة هارييت , هذا كل شيء يتعلق بك".
فصاحت بأستياء وضعف:
" ولكن هذا مضحك, ولا يمكن أن يكون صحيحا , فماذا عن دافن... الأملاك.... هذا المنزل؟".
أجابها السيد يولام وهو ينظر اليها بقسوة:
" أذا كلفت نفسك عناء الأنتظار بضع لحظات , تابعت قراءة الوصية , هل يمكنني أستئناف عملي؟".
خفضت باربرا رأسها بعنف , وتراجعت الى الوراء ثم أشعلت سيكارة بأصابع مرتجفة , وأنتظرت قراءة البند التالي.
أما سمانتا , فأرتجفت , ماذا يعني كل هذا؟ وهل يمكن بعد ما قالته لها جدتها أن لا تكون باربرا ممسكة بكل أطراف اللعبة؟
ورمق السيد يولام باربرا بنظرة أستهجان أخرى قبل أن يستأنف قراءة الوثيقة:
" وأخيرا , أوصي الى حفيدتي سمانتا بقية أملاكي بما فيها مسكن دافن وكل الأراضي المحيطة به".
عندئذ شهقت سمانتا , لا شك أنها تحلم ! وتابع السيد يولام قراءته:
" لقد أوصيت بالبيت لسمانتا علاوة على دخل يساعدها على صيانته , لأن ليس لها منزل تسكنه بعد وفاة والدها , وأذا حدث أن تزوجت باربرا ثانية , فأنني واثقة أنها تفضل لأبنتها أن تكون مستقلة عنها".
وهتفت باربرا بحنق وقد أنتصبت واقفة:
" لا شك أنها جنت, لا يمكن أن أقبل بذلك , فهي لم تعرف أن سمانتا قادمة ألا في الأسابيع القليلة الماضية".
منتديات ليلاس
رد السيد يولام على أدعاءاتها:
" أنني أوافقك في جزء من أقوالك على الأقل , صحيح أنها تعرف أن سمانتا ستحضر الى هنا , لكنها عندما عرفت , حضرت الي أثناء وجودها في لندن ولم تغير الوصية لصالح الآنسة كنغزلي ألا قبل وفاتها ببضعة أيام".
سحلت باربرا سيكارتها بقسوة , لقد خاضت معركة خاسرة مع نفسها , في حين عجزت سمانتا المذهولة عن المشاركة في الحديث وحانت ألتفاتة من السيد يولام بأتجاه سمانتا , فيما تجاهل باربرا وأنفعالاتها لحظة , ثم أخرج مظروفا من حقيبة أوراقه قائلا:
" أن لك في عهدتي رسالة يا عزيزتي , طلبت ألي جدتك أعطاءك أياها بعد وفاتها , وأغلب الظن أن فيها التفسير لما حدث".
وتذمرت باربرا بوقاحة وصوت عال :
" ماذا؟ هل تحتاج الى تعليل وتفسير ؟ من الذي يحتاج الى تفسير لكل ما حدث؟ أنني أعتبر كل ما حدث أغرب ضروب الخداع والمكر".
وكلمها السيد يولام برقة:
" أنني لا أحمل لك رسالة لسوء الحظ , والى ذلك يا آنسة هارييت , أرجو ألا يزعجك قولي أنك تسلمت ما يكفي من الميراث , وكثيرا ما أخبرتني والدتك عن كرهك لكل ما يتعلق بدافن".
فأجابته باربرا وهي تفكر أنها تخلت عن سلوك السيدات وتصرفهن اللائق :
" لا يزعجني قولك أبدا , لكنني أعتبر ما حدث مروعا , فليس من العدل أن تقتحم هذه المخلوقة حياتنا وتغتصب...".
وأشارت بيدها الى سمانتا , عندئذ تكلمت أيميلي للمرة الأولى:
" هذه المخلوقة , كما تصفينها بوقاحة , ليست سوى أبنتك".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-04-11, 07:14 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فصاحت باربرا في وجه أيميلي وهي تصب عليها جام غضبها:
" أصمتي أيتها العجوز المحبة للخصام , يا من حاولت الألتفاف حول والدتي بكلماتك المثيرة , لا تحسبي أنني غافلة عما فعلت...".
أنتصب السيد يولام واقفا وقد رفع يده:
" كفى! أنك تنسين نفسك يا آنسة هارييت , وكلماتك تشير الى فضيحة وأتهامات أرجو أن تحذري منها , فلو شاءت الآنسة أيميلي أن.......".
أزداد زجه باربرا قبحا:
" أصمتوا جميعا , أنني أريد مقاومة هذا الوضع , ولا تظنوا أنني سأتوقف عند هذا الحد".
فأخبرها السيد يولام وقد غضب هو الآخر:
" أذا فعلت ذلك , فستثيرين حولك عاصفة كبيرة من الضجيج ,وستجعلك الصحافة هدفا لأشاعاتها , خصوصا وأن القضية تتركز حول أعتراض أم على وصية لأن أبنتها هي المستفيدة الأولى منها".
أرتجفت باربرا وقد شل الغضب تفكيرها , وصاحت:
" أنكم جميعا تضايقونني".
كبت السيد يولام ثورته وخاطبها:
" أرجوك , أصمتي , أما أنت يا سمانتا , فهاك رسالتك يا عزيزتي".
" أشكرك".
نجحت سمانتا في نطق هذه الكلمة وأخذ الرسالة من السيد يولام , ألا أنها فتحت الرسالة بأصابع مرتجفة , بينما راقبتها أمها وكأنها تنوي أن تنتزعها من يدها وتطلع على محتواها , وجاء في الخطاب ما يلي:
" عزيزتي سمانتا :
علي أولا أن أطلب المعذرة منك للأكاذيب التي لفّقتها لك عند وصولك الى أنكلترا , فلقد كان من الضروري أن تبقي هنا بناء على شروط باربرا , ولم أجد وسيلة أخرى لأقناعك سوى أن أضع مستقبلي بين يديك .
لقد أثبت أنك أبنة والدك في هذه الناحية , وأنني أحببتك من أجل ذلك , لكنني أقدم لك الآن منزلا لم تتوقعي أن تملكيه آملة أن يعوض لك عن بعض المعاملة السيئة التي لقيتها من أسرتي .
لا تسمحي لباربرا أن تخيفك , وأنني واثقة أنها ستحاول ذلك عندما تطلع على وصيتي , لأنها وأن لم ترغب يوما في السكن في دافن , فأنها تعرف قيمته الشرائية.
والآن , أنت تمسكين بالأوراق , فدافن لك , ولا يمكن لأحد أنتزاعها منك , وأنك الآن وريثة شرعية ولا حاجة بك للأدخار بعد الآن . وبوسعم زيارة أيطاليا العزيزة عليك متى شئت , والعودة الى منزلك الخاص في هذه البلاد.
وربما ألتقيت ذات يوم رجلا يشاركك حياتك , عندئذ لعلك تحبين أن تقيمي بعض السنة في دافن , وأنه من دوافع سعادتي أن أتصور أصوات الأولاد تملأ جنبات المنزل القديم , وجميع الغرف تفتح بدل أن تكون متاحف مقفلة".
قلبت سمانتا الصفحة بينما ذرعت باربارا الغرفة وقالت:
" حسنا! ماذا تخبرك ؟ لا شك عندي أن كلامها عاطفي يثير الأحاسيس".
تطلعت سمانتا اليها وقد تملكت بعض المناعة ضدها وضد أنتقاداتها اللاذعة , وقالت:
" أنه عاطفي فعلا , ألا أنه لا يثير اللعاب , أنه رائع وسأحتفظ به الى آخر عمري".
ألتقطت باربرا حقيبة يدها , وتوجهت الى السيد يولام :
" يخيل أليّ أن بأمكاني الذهاب الآن".
" لا أرى مانعا من ذلك".
والحقيقة أن السيد يولام تمنى لو تذهب , سارت باربرا نحو الباب , ثم ألتفتت محو الثلاثة بغضب وحقد :
" أنكم بأجمعكم تضايقوننني".
ونهضت سمانتا وأتجهت نحو أيميلي مطيبة خاطرها:
" لا تكترثي لما قالته والدتي يا أيميلي , فأنها كانت في حالة أرهاق وأهتياج وخيبة أمل".
ردت أميلي مبتسمة :
" لا عليك يا آنسة سمانتا , وأنني آسفة عليك أنت".
" لا تخافي علي , فأنني أحسن تدبير أموري".
" حسنا يا آنستي , سوف أراك أذن".
ولما ذهبت أميلي , وبدأ السيد يولام يجمع أوراقه , عادت سمانتا الى التفكير بأن كلمات والدتها لم تفاجئها قدر ما فاجأتها وصية جدتها , فتصرفات باربرا لم تعد تدهشها ,رغم أن الغضب والحقد عندما يظهران على وجهها يخيفانها أحيانا وأحست سمانتا أن عينيها أغرورقتا بالدموع , ألا أنها كبتت دموعها , وراقبها السيد يولام قبل أن يقول:
"تذكري أني قلت لك أن لا داع لخوفك وقلقك".
أبتسمت سمانتا للرجل الكهل:
" هل يعني ذلك أن بأمكاني البقاء هنا أذا أحببت؟".
" بالطبع , فهذا المنزل منزلك , والأراضي أراضيك بكاملها , وليس بأمكان أحد أنتزاعها منك , ولا مبرر أضطرابك , لأن أمك لا تجرؤ على المخاطرة بالأعتراض على الوصية".
" أنني أعتقد أنها أمرأة فاشلة ويائسة".
عض السيد يولام شفتيه:
" وكذلك أنا , أنها تعاني من يأس وأرهاق كليين , أما الآن , فأظن أن علي العودة الى المدينة".
" حسنا , أيزعجك أن أبقى هنا بعض الوقت؟ فأن لدي كثيرا من الأمور يجب أن أفكر بها".
" طبعا , سوف أتصل بك خلال الأسبوع القادم لأشرح لك بعض التفاصيل".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, آن ميثر, masquerade, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, سقوط الأقنعة, عبير, عبير القديمة, قصص
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:18 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية